موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 57 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: [ حالة أهل الحقيقة مع الله تعالى ]
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 24, 2020 12:10 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060

بسم الله الرحمن الرحيم

من هم أهل الحقيقة
هم الذين تحققوا بحقيقة الإيمان الذين ذكرهم الله سبحانه وتعالى بقوله :{أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }

لما سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم حارثة بن النعمان ، فقال له : " كيف أصبحت يا حارثة ؟ " قال : أصبحت مؤمنا حقا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : " انظر ما تقول ، فإن لكل حق حقيقة فما حقيقة إيمانك ؟

والحقيقة هي الإيمان بأن الله هو وحده المتصرف في هذا الكون كله بجميع مكوناته، وأنه لا يقع في ملكه إلا ما أراده هو جل جلاله وحده و أن ما قدره الله وأراده فهو حادث وواقع لا محالة ولا يمكن الفرار منه.
قال تعالى :{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }

موعدنا في شهر رمضان المبارك مع كتاب سيدي أحمد الرفاعي [ حالة أهل الحقيقة مع الله تعالى ]






_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: [ حالة أهل الحقيقة مع الله تعالى ]
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 24, 2020 2:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أغسطس 17, 2015 8:25 pm
مشاركات: 2991
كل عام و حضرتك بخير
تسجيل متابعة

_________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمتي


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: [ حالة أهل الحقيقة مع الله تعالى ]
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 24, 2020 4:09 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715
عاشق أهل البيت كتب:
كل عام و حضرتك بخير
تسجيل متابعة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: [ حالة أهل الحقيقة مع الله تعالى ]
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 24, 2020 5:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
عاشق أهل البيت كتب:
كل عام و حضرتك بخير
تسجيل متابعة

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: [ حالة أهل الحقيقة مع الله تعالى ]
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 24, 2020 6:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2279
مكان: مصر المحروسة
تسجيل متابعة
وفقكم الله وأعانكم وكل عام وأنتم بخير

_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: [ حالة أهل الحقيقة مع الله تعالى ]
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 24, 2020 8:30 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر
molhma كتب:


موعدنا في شهر رمضان المبارك مع كتاب سيدي أحمد الرفاعي [ حالة أهل الحقيقة مع الله تعالى ]




الله

مدد يا أهل الحقيقة مع الله تعالى

ربنا يقوي حضرتك ويديكي الصحة والعافية

تسجيل متابعة

_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: [ حالة أهل الحقيقة مع الله تعالى ]
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 24, 2020 10:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
أخي الكريم الفاضل عاشق أهل البيت
وأختي الحبيبة الغالية المهاجرة
وأخي الكريم الفاضل البخاري
وأخي الكريم الفاضل ابن حجر
وحبيبتي الغالية خلف الظلال


كل عام وحضراتكم بألف خير وصحة وسلامة وسعادة واحبتكم حفظكم الله و متعكم بالصحة والعافية وجزاكم الله خيرا كثيرا لا حرمني الله من مروركم الطيب العطر



بسم الله الرحمن الرحيم

مع كتاب سيدي أحمد الرفاعي
قدس الله روحه الزكية


الحديث الأول من يذوق طعم الإيمان؟
معرفة الله تعالى - المعرفة الحقة
التوحيد والتجريد والتفريد


- حال الحبيب

حدثنا الشيخ الإمام المُقْري القاضي الثقة، علي أبو الفضل الواسطي بمدرسته في واسط، قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن المهذّب، قال: أنبأنا أبو بكر أحمد ابن جعفر القطيعي، قال: أنبأنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد بن الليث بن سعد، عن ابن الهادي، عن محمد بن إبراهيم بن الحرث، عن عامر بن سعد عن العباس بن عبد المطلب، أنه سمع رسول الله ﷺ يقول :
" ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رضي بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ ﷺ نبياً(1)"،

وهذا الذوق المنبعث عن هذا الرضا هو المعرفة بالله تعالى . والمعرفة نورٌ أسكنه الله تعالى قلب من أحبه من عباده، ولا شي أجل وأعظم من ذلك النور، وحقيقة المعرفة حياة القلب بالمُحيي (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ)(2) وقال تعالى : (لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا)(3)، وقال تعالى (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)(4)، وقال: سبحانه : (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)(5)،
فمن ماتت نفسه ؛ بعدت عنه دنياه، ومن مات قلبه بعد عنه مولاه ؛

وسُئل ابن السماك(6): متى يعرف العبد أنه على حقيقة المعرفة ؟ قال: إذا شاهد الحق بعين اعتباره فانياً عن كل من سواه.

وقيل: المعرفة فقدان رؤية ما سواه، بحيث يصير ما دون الله تعالى عنده أصغر مِن خردلة، قال تعالى: (قلِ الله ثُمَّ ذَرْهُم)(1).
مَن نظر إلى الله تعالى لم ينظر لا إلى الدنيا ولا إلى العقبى، وشمس قلب العارف أضوأ من شمس النهار، وأبهج منها في مطلع الأنوار.

طلعتْ شمسُ من أحَبّكَ ليلاً

فاستنارتْ فما لديها غروبُ

إنّ شمسَ النهارِ تغربُ ليلاً

وشموسُ القلوبِ ليست تغيبُ

قال ذو النون(2): إطلاع الحق سبحانه على الأسرار بمواصلة المدد، كإطلاع الشمس على الأرض بإشراق الأنوار، فعليكم بتصفية القلوب، فإنها مواضع نظره، ومواطن سره، فإن من عرف الله لا يختار غيره حبيباً سواه.

وفي الخبر: "إن الله تعالى خلق الخَلْقَ في ظُلمة، ثم ألقى عليهم شيئاً من نوره، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضلَّ وغوى"(3) وهو نور يخرج من سرادق المِنّة، فيقع في القلب، فيستنيرُ به الفؤاد، ويبلغ شعاعه إلى حُجُب الجبروت، ولا يحجبه عن الحق الجبروت، ولا الملكوت، فيصير العبد في جميع أفعاله وأقواله وحركاته وإرادته في حياته ومماته صائراً إلى النور، (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) (يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ)(4).

إن كنتَ لستَ معي فالذكرُ منك معي

قلبي يراكَ وإن غُيِّبْتَ عن بصري
معرفة الله تعالى:
قال يحيى بن معاذ (1): المعرفةُ قربُ القلب إلى القريب، ومراقبة الروح للحبيب، والانفراد عن الكل بالملك المجيب،

وقال ذو النون: هي تخلية السر عن كل إرادة، وترك ما عليه العادة، وسكون القلب إلى الله بلا علاقة.

وقال بعضهم: هيئتها جنون، وصورتها جهل، ومعناها حَيْرة ؛ فإن العارف يشغله علم الله تعالى عن جميع الأسباب، فإذا نظر إليه الخَلْق استجهلوه، ويكون أبداً في ميدان العظمة ولِهاً بين الخَلْق، فإذا رأوه استجنُّوه، ويكون بكلّيته فانياً بحب جلال عظمته تعالى، مشغولاً عن مَن سواه، فإذا أبصروه استدهشوه، ولا يقدر أحد أن يُخبِر عن المعرفة بالله تعالى، فإنها منه بَدت وإليه تعود .

فالعارف فانٍ تحت اطِّلاع الحق تعالى، باقٍ على بساط الحق بلا نفس ولا سبب، فهو ميّتٌ حي، وحيٌّ ميّت، ومحجوبٌ مكشوف، ومكشوفٌ محجوب، تراه والهاً على باب أمره، هائماً في ميدان برّه، مدْلالاً تحت جميل ستره، فانياً تحت سلطان حكمه، باقياً على بساط لُطفه .

العارفون صارت أنفسهم فانية تحت بقائه وسلطانه عن كل حول وقوة، تراهم باقين بحوله وقوته، متلاشين عن كونهم وأسبابهم تحت جلال ألوهيته، ملوكاً به دون مملكته، فقرهم به وغناهم به، وعزّهم به وذلّهم به.

المعرفة الحقة :
يُروَى أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام : يا داود اعرفني واعرف نفسك. فتفكّر داود فقال: إلهي عرفتك بالفردانية والقدرة والبقاء، وعرفت نفسي بالعجز والفناء, فقال : الآن عرفتني.

وروي في الخبر: لو عرفتم الله تعالى حق معرفته لعلمتم العلم الذي ليس بعده جهل، ولزالت الجبال بدعائكم مع أنه لا ينتهي أحد ولا يبلغ منتهى معرفته أن الله تعالى أعظمُ من أن ينتهي أحد إلى منتهى معرفته(1).

وقال الإمام جعفر الصادق (2) عليه الرضوان والسلام : لا يعرف الله حق معرفته من التفت منه إلى غيره، المعرفة هي طيران القلب في سرادق الأُنس والألفة، جوّالاً في حُجُبِ الجلال والقُدرة، وهذه حالة من صُمَّت أذناه عن البطالات، وعميت عيناه عن النظر إلى الشهوات، وخرس لسانه عن التكلم بالتُّرُّهات(3)،

وقيل لأبي يزيد (4) ترى الخلقَ، قال: به أراهم،

وسُئل محمد بن واسع (5) هل عرفت ربك فسكت ساعةً ثم قال : من عرف الله تعالى قلَّ كلامُهُ، ودام تحيُّره، وفني عن صور الأعمال، وتحيّر مع الاتصال، مُتقرِّباً في جميع الأحوال، منقطعاً عن الحال إلى وليّ الحال، فإن الأمور بحقائقها لا بالحسِّ وصورها.

قال أبو يزيد: ليس على تحقيق بالمعرفة، من رضي بالحال دون ولي الحال . فإن من عرف الله كَلَّ لسانُه، ودهش عقله . العارف إن تكلم بحالِه هَلَكْ، وإن سكت احترق .

قال أبو بكر الواسطي(1): المعرفة على وجهين: معرفة الإيقان، ومعرفة الإيمان.
فمعرفة الإيمان شهادةُ اللسان بتوحيد المَلِك الديّان، والإقرارُ بصدق ما في القرآن.
وأما معرفة الإيقان فهي دوام مشاهدة الفرد الديّان بالجَنان.

وقال بعضهم : هي على ضربين، الأول: هو أن يعرف أن النعمة من الله تعالى. قال الله تعالى (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ)(2) فيقوم بشكره، فيستزيد به النعمة من الله بدليل قوله تعالى : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)(3).
والثاني: رؤية المُنعِم من غير أن يلتفت إلى النعمة فيزيد شوقه إلى المُنعِم، ويقوم بحق معرفته ومحبته، وذلك قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّه)(4)، (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ)(5).

وقال ذو النون المصري: هي على ثلاثة أوجه : أولها: معرفة التوحيد، وهي لعامة المؤمنين.
والثاني: معرفة الحُجّةِ والبيان، وهي للعلماء والبلغاء والحكماء،
والثالث: معرفة صفات الفردانية، وهي لأهل ولاية الله تعالى وأصفيائه الذين أظهر الله لهم ما لم يُظهر لمن دونهم، وأعطاهم من الكرامات ما لم يجز أن يوصف ذلك بين يَدَيْ مَن لا يكون أهلاً له ؛ خصّهم الله من بين الخلائق واصطفاهم لنفسه واختارهم له، فحياتهم رحمة ومماتهم غبطة، طوبى لهم .

وقال غيره: هي على وجهين : معرفة التوحيد: وهو إثبات وحدانية الواحد القهّار.
ومعرفة المزيد، وهي التي لا سبيل لأحد إليها .

التوحيد والتجريد والتفريد
أقول: هي كشجرةٍ لها ثلاثة أغصان توحيد وتجريد وتفريد، فالتوحيد بمعنى الإقرار، والتجريد بمعنى الإخلاص، والتفريد بمعنى الانقطاع إليه بالكلية في كل حال .
 وأول مدارج المعرفة التوحيد، وهو قطع الأنداد(1)، والتجريد، وهو قطع الأسباب، والتفريد وهو بمعنى الاتصال بلا سير ولا عين ولا دون، ولها خمس طرائق :
أولها : الخشية في السر والعلانية.
والثانية: الانقياد له في العبودية.
والثالثة : الانقطاع إليه بالكليّة.
والرابعة : الإخلاص له بالقول والفعل والنيّة.
والخامسة: المراقبة في كل خطرة ولحظة.

حال الحبيب
وحكي عن عبد الباري قال: خرجت مع أخي ذي النون فإذا نحن بصبيان يرمون واحداً بالحجارة، فقال لهم أخي: ما تريدون منه ؟ قالوا: هذا رجلٌ مجنون، ومع ذلك يزعم أنه يرى الله تعالى،
قال: فدنونا منه، فإذا هو شابٌ وسيم، ظهر عليه سيما العارفين، فسلَّمنا عليه، وقلنا: إنهم يزعمون أنك تدَّعي رؤية الله تعالى.
فقال: إليك عني يا بطّال(2)، لو فقدته أقل من طرفةِ عينٍ لَمُتُّ من ساعتي، وأنشأ يقول:

طَلَبُ الحبيبِ من الحبيبِ رضاهُ

ومُنى الحبيبِ من الحبيبِ لقاهُ

أبداً يلاحِظُه بعَيني قلبهِ

والقلبُ يعرفُ ربَّهُ ويراهُ

يرضَى الحبيبُ من الحبيبِ بقربـه

 دونَ العبادِ، فما يريدُ سِواه

فقلت له: أمجنون أنت ؟ فقال: أمّا عند أهل الأرض فنعم، وأما عند أهل السماء فلا، قلتُ: فكيف حالك مع المولى ؟
فقال : منذ عرفته ما جفوته، فقلت منذ كم عرفته ؟ قال: منذ جعل اسمي في المجانين.








_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: [ حالة أهل الحقيقة مع الله تعالى ]
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 25, 2020 4:45 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
بسم الله الرحمن الرحيم
<2>
مع كتاب سيدي أحمد الرفاعي
**** ******* *******

عن أبي يعلى شداد بن أوس قال:
قال رسول الله ﷺ : "الكيِّسُ مَن دانَ نفسه وعَمِلَ لِما بَعْدَ الموت، والعاجزُ مَن أتبعَ نفسه هواها وتمنّى على الله"(1)

فالعمل بسرِّ هذا الحديث، هو المعرفةُ .
نعم، إن المعرفة من العبد والتعريف من الرب تعالى، وهي أشرف وأعظم الهدايا التي يُهديها إلى عباده، فإن الله تعالى إذا أراد أن يختار عبداً من عبيده ويفضّله على من سواه من خَلْقِه، ويطْلِعَ في سِرّه شمسَ المعرفةِ ينظر إليه بعين الفضل والرحمة، ويفتح له أبواب الهداية ثم يكرمه بالانتباه، ويوقظه من نومة الغافلين، ويُنعم ويمُنَّ عليه بشرح القلب، ويُذهب عنه موت القلب بالفهم، ويذهب عنه الوهم، ويُكرِمه بالحياء والخوف واليقين، ويُذهب عنه الشك وجراءة الأمن، فإذا اجتمعت في العبد هذه الخصال، أشرق فؤاده بنور، فيرى ما دون حُجُبِ الجبروت، وتشتاق إليه الجِنان، ويخمد منه لهباتُ النيران، ولو أن المعرفة نقشت على شيء ما نظر إليها أحد إلا مات مِن حسنها وجمالها، لكل أحد رأس مال، وهي رأسُ مال المؤمن .

وقال رجل لذي النون : إنّي لأحبك، فقال : إن كنتَ عرفتَ الله فحسبك الله، وإن لم تعرفه فاطلب مَن يعرفه حتى يدلك عليه .

المعرفة شجرة طيبة
وعندي أن المعرفة كشجرة يغرسها ملكٌ في بستانه، ثمينةٍ جواهرها، مثمرةٍ أغصانها، حلوةٍ  ثمارها، طريفةٍ أوراقها، رفيعةٍ فروعها، نقية أرضها، عذب ماؤها، طيّب ريحها .
صاحبها مشفقٌ عليها لعزّتها، مسرورٌ بحسن زهرتها، يدفع عنها الآفات، ويمنع عنها البليّات.
وكذلك شجرةُ المعرفة التي يغرسها الله تعالى في بستان قلب عبده المؤمن، فإنه يتعهّدُها بكرمه، ويرسل عليها كل ساعة سحائبَ المِنّةِ من خزائن الرحمة، فيُمطر عليها قطراتِ الكرامة، برعد القُدرة، وبرق المشيئة، ليطهِّرها من غُبارِ رؤية العبوديةِ، ثم يُرسِل عليها نسيمَ لطائف الرأفة، مِن حُجُبِ العناية، ليتمّ لها شرف الولاية بالصّيانة والوقاية.
 فالعارف أبداً يطوفُ بسِرّه تحت ظلالها، ويشمُّ من رياحينها، ويقطع منها بِمنْجل الأدب ما فسد من ثمارها، وحلَّ فيها من الخبث والآفة، فإذا طال مقام سِرّ العارفِ تحتها، ودام جولانه حولها، هاج أن يتلذذ بثمارِها، فيمدّ إليها يد الصفاء، ويجتبي ثمارَها بأناملَ الحُرمةِ، ثم يأكلها بفم الاشتياق، حتى تغلبه نارُ الاستغراق، فيضرب يدَ الانبساط إلى بحر الوداد، ويشرب منه شربةً يسكر بها عن كل ما سوى الحقّ سكرةً لا يُفيق منها إلا عند المعاينة، ثم يطير بجناح الهِمّة، إلى ما لا تدركه أوهام الخلائق .

وقيل للواسطي : أي الطعام أشهى ؟ قال: لُقمةٌ مِن ذِكر الله تعالى، تُرفَعُ بيد اليقين، من مائدة الخُلْدِ، عند حُسن الظّن بالله تعالى .

قال النساج (1): يخرجُ أكثر أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا طيباتها المقصودة، قيل: وما هي ؟ قال: سرورُ المعرفة، وحلاوةُ المِنّة، ولذائذُ القُربة، وأنسُ المحبّة .

وقال محمد بن واسع : حُقَّ لمن أعزّه الله بمعرفته أنْ لا يُذِلّ نفسه لغيره، وحُقَّ لِمَنْ والاه الله بولايته أن يقوم بحقه، وحُقَّ  لمن أكرمه الله بصحبته أن لا يميل إلى غيره، ولا يعمل بهوى نفسه .

وقال أبو يزيد: إن في الليل شراباً لقلوب العارفين، تطيرُ به قلوبهم حبّاً لله وشوقاً إليه، ألا إنّ الناظرين إليه لا إلى غيره ذهبوا بصفوةِ الدنيا والآخرة .

ربي زدني فيك تحيراً
أقول: وهذا الشراب هو التحيُّر.
وهو على ضربين : تحير وَحشة وتحير دَهشة.
فتحيُّرُ الوحْشةْ للمطرودين.
وتحيُّرُ الدهشةِ للعارفين المشتاقين، يا دليل المتحيرين زدني تحيُّراً.







_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: [ حالة أهل الحقيقة مع الله تعالى ]
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 26, 2020 12:00 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715
سلمت يداكى وبارك الله فيكى وجزاكى الله كل خير ياملهمة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: [ حالة أهل الحقيقة مع الله تعالى ]
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 26, 2020 4:40 am 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر
المهاجرة كتب:
سلمت يداكى وبارك الله فيكى وجزاكى الله كل خير ياملهمة

_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: [ حالة أهل الحقيقة مع الله تعالى ]
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 26, 2020 5:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
لا حرمني الله مروروكم الجميل العطر
حبيبتي الغالية المهاجرة وحبيبتي الغالية خلف الظلال
حفظكم الله وجزاكم الله خيرا كثيرا


بسم الله الرحمن الرحيم
<3>
مع كتاب سيدي أحمد الرفاعي
**** ******* *******

الحديث الثالث الإيمان في القلب
العارفين بالله- من علامات العارف

عن قُتادة، أنه سمع أنس بن مالك يقول :
قال رسول الله ﷺ: "الإسلام علانيةٌ والإيمانُ في القلب والتقوى ها هُنا"،
يقولها ثلاثاً ويشير بيده إلى صدره ﷺ، والتقوى التي تقرُّ في القلب، فتُحْكِم فيه الإيمان، هي روح المعرفة .

أي سادة! إن الله تعالى جعل لكل شيء قَدْرا، ولكل قَدْرٍ حدّا، ولكل حد سببا، ولكل سبب أجلا، ولكل أجل كتابا، ولكل كتاب أمرا، ولكل أمر معنى، ولكل معنى صدقا، ولكل صدق حقا، ولكل حق حقيقة، ولكل حقيقة أهلا، ولكل أهل علامة، فبالعلامة يُعْرَفُ المحقّ من المُبطل، وكل قلب أقعده على بساط تحقيقِ المعرفة، وقع بسيماء المعرفة على وجهه، ويظهر أثرها في حركاته وأفعاله وأقواله، كما قال الله تعالى: (تَعْرِفُهُم بِسِيماهمْ)، وقال ﷺ : " من أسرَّ سَرِيرَةً أَلْبَسَهُ اللَّهُ رِدَاءَهَا، إن خيراً فَخَيْرٌ، وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ".

العارفين بالله
وقيل ليحيى بن معاذ : ما بال العارفين أحسن وجوها، وأكثر هيبةً مِنْ غيرهم ؟ فقال: لأنهم خلوا بالله مستأنسين، وقربوا إلى الله متوجهين، وفزعوا إليه متوالهين فكساهم الله بنور معرفته، فيه ينطقون، وله يعملون، ومنه يطلبون، وإليه يرغبون، أولئك خواصّ الله السابقون.
سعيهم في طاعة الله من غير علاقة، وينصحون العامة من غير طمع، مشتاقون منيبون إلى الله تعالى، قلوبُهم له وجِلة، نفوسُهم وحشية وقلوبهم عَرْشية، وعقولهم مغشيّة، وأرواحهم ياسينية، كلهم معصومٌ بلقبه عن فتنة الناس، وذِكرُ الله يحميه من شر الوسواس، صدره مشروح، وجسمه مطروح، وقلبه مجروح، وباب الملكوت له مفتوح.
قلبُه مثل القنديل، وجوارحه خاضعة كالمنديل، لسانه مشغولٌ بتلاوة القرآن، ولونه مُصفَرٌّ من خوف الهجران، ونفسه ذائبةٌ في خدمة الرحمن، وقلبه زاهرٌ بنور الإيمان.
نفسُه مشغولةٌ بالطلب، وروحُهُ مشغولةٌ بقُرب الرب، على لسانه وصف الربوبية، وعلى أركانه خدمةُ الديمومية، وعلى نفسه أثرُ العبودية، وفي قلبه هيبة الفردانية، وفي سِرِّه الطربُ بالألوهية، وفي روحه شغف الوجدانية.
 أفواهُهُم إليه ضاحكة، وأعينهم نحْوَه طامحة، وقلوبُهم به متعلقة، وهمومُهم إليه واصلة، وأسرارُهم إليه ناظرة، رَمَوْا ذنوبهم في بحر التوبة، وطرحوا طاعاتهم في بحر المِنّة، وضمائرهم في بحر العظم، ومرادهم في بحر الصفو، وهممهم في بحر المحبة، في ميدان خدمته يتقلّبون، وتحت ظلال كرمه يتنفسون، وفي رياض رحمته يرتَعُون ومن رياحين امتنانه يشمّون. 
ينظرون إلى الدنيا بعين الاعتبار، وإلى الآخرة بعين الانتظار، وإلى أنفسهم بعين الاحتقار، وإلى طاعتهم بعين الاعتذار لا الاستكثار، وإلى الغفران بعين الافتقار، وإلى المعرفة بعين الاستبشار، وإلى المعروف سبحانه بعين الافتخار.
يرمون أنفسهم إلى البلوى، وأرواحهم إلى العقبى، وقلوبهم إلى النجوى، وأسرارهم إلى المولى. أنفسهم تاركةٌ للدنيا، وأرواحهم للعقبى، وقلوبهم مستأنسة بالذكرى، وأسرارهم بحب المولى .
قلوبهم معدن التعظيم والهيبة، وألسنتهم معادن الحمد والمِدْحة، وأرواحهم مواطن الشوق والمحبة، وأنفسهم مقهورة تحت سلطان العقل والفطنة, وأكثر همتهم التفكير والعبرة، وأكثر كلامهم الثناء والمِدْحة . عملهم الطاعة والخدمة، ونظرهم إلى لطائف صنع رب العِزّة .
أحدهم تراه مُصْفرّاً من خوف فراقه، ذائبَ الأطراف من هيبة جلاله، طويل الانتظار شوقاً إلى لقائه، سلك طريق المصطفى ﷺ ، ورمى الدنيا خلف القفا، وأذاق الهوى طعم الجفا، وقام على قدم صدق الوفا.
حاله في الدنيا غريب، وقلبه في صدره غريب، وسرُّه في نفسه غريب، فلا يستريح من غَمّ الغُرْبة ووَحْشَتها، ما لم يصل إلى الحبيب، فأمره عجيب، والمولى له طبيب، وكلامه وجدانيّ، وقلبه فردانيّ، وعقله ربّاني، وهمه صمَداني، وعيشُه روحاني، وعمله نوراني، وحديثه سماوي .  
جعل الله قلبه موضع سره وموطن نظره، وزيّنه بحُلِيّ ربوبيته، وأدخله دار الإمارة من سلطانه، يدور بالفؤاد حول عزّته، ويرتع في روضات قُدْسه، ويطير بجناح المعرفة في سرادقات غيبه، ويجول في ميادين قدرته، وحُجُبِ جبروته، لو رآه الجاهل بشأنه مات فزعاً بعد معرفته له من ساعته .
علامَتُه في الدنيا: أن يكون البلاءُ عنده عسلا، والأحزان رطباً .
وفي الآخرة: كل واحد يقول : نفسي نفسي، وهو يقول : ربّي ربّي، مُرادي مرادي.

من علامات العارف
العارف علامته أربعة : حبُّهُ الجليلَ، وتركه الكثيرَ والقليل، واتّباعُه التنزيل، وخوفه من التحويل .
العابدُ ذو نَصَب، والخائف ذو هَرب، والمحب ذو شَغَب، والعارف  ذو طرب .


 






_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: [ حالة أهل الحقيقة مع الله تعالى ]
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 27, 2020 4:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
بسم الله الرحمن الرحيم
<4>
مع كتاب سيدي أحمد الرفاعي
**** ******* *******


الحديث الرابع  ذو الوجهين  
جملة من أحوال العارفين-أصناف الرجال
أصناف العابدين-تعبد الله حبا في الله

عن عمار بن ياسر رضي الله عنه، قال:
 قال رسول الله ﷺ : "ذُو الْوَجْهَيْنِ فِي الدُّنْيَا ذُو لِسَانَيْنِ فِي النَّارِ" .

ولهذا صرف العارفون وجوههم إلى الله تعالى فلن ترى للعارف وجهين أصلاً ومن هذا السر أُمروا بعدم الجمع بين أستاذين.
وقالوا: إذا وُجد الأكمل الأفضل في طريق الله تعالى، الأصح اتباعاً لرسول الله ﷺ فعلى المريد أن يتمسك به، بل على كل مَنْ كان يزعم المشيخة أن يلتحق به هو وأولاده في الطريق، وهذا ضربٌ من أعظم أضراب المعرفة بالله.

جملة من أحوال العارفين
أي سادة! اعلموا أن العارفين على أصناف مختلفة، ومناهج متفاوتة، ومراتبَ متلوّنة، وأنواعٍ متفرقة، ومنازلَ متنوعة ؛
فمنهم مَنْ عرف الله بالقَدْرِ فخافه.
ومنهم من عرفه بالفضل فأحسن الظن به.
ومنهم مَنْ عرفه بالمراقبة فاعتقد الصدق.
ومنهم من عرفه بالعظمة فاعتقد الخشية.
ومنهم مَنْ عرفه بالكفاية فاعتقد الافتقار إليه.
ومنهم من عرفه بالفرادنية فاعتقد الصَّفوة.
ومنهم مَنْ عرفه به فاعتقد الوصلة،  
فوُجِدَان الخوف على قدر عرفان القدرة.
ووُجْدان حسن الظن على قدر عِرْفان العظمة. 
ووجدان الافتقار على قدر عرفان الكفاية. 
ووجدان الصَّفوة على قدر عرفان الفردانية. 
ووجدان الوصلة على قدر عرفان الربِّ تعالى.

وكذلك أهل السموات في العبادة على مقامات، فمقام بعضهم الحياءُ والحُرْمة، ومقام بعضهم القُرْبةُ والمُؤَانسة، ومقام بعضهم رؤيةُ المِنَّة، ومقام بعضهم المراقبة، ومقام بعضهم الهيبة، كما قال الله تعالى: (وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ)،

فأهل المعرفة عامَّتُهم يعرفونه على سبيل الخبر في التوحيد عن الصادق الأمين، سيدنا وسيد العالمين محمد ﷺ، فصدَّقوه بقلوبهم وعملوا بأبدانهم، إلا أنهم دنَّسوا أنفسهم بالذنوب والمعاصي، فعاشوا في الدنيا على الجهل والتقصير، فهم على خطرٍ عظيم، إلا أن يرحمَهم أرحمُ الراحمين، وأناسٌ فوقهم يعرفونه بالدلائل، وهم أهل النظر والعَقْل والفِكْر، أيقنوا بالتوحيد من قِبَلِ الدلائل والآثار وآيات الربوبية، استدلوا بالشاهد على الغائب، واستيقنوا صحّة الدلالة، فهم على طريق حسن، إلا أنّهم عاشوا محجوبين عن الله تعالى برؤية دلائلهم،
وخواصُّ أهل المعرفة من أولي اليقين، عرفوه به سبحانه، فوقفوا متمكِّنين مع معرفتهم، لا تَخْطَفُهم الأدلّة، ولا تصرفهم العِلّة، دليلهم رسول الله ﷺ، وإمامُهم القرآن، ونورهم يسعى بين أيديهم،

فمن عرفه تعالى بالخبر، كمَثَلِ إخوة يوسف، إذ عرفوا لونه وغفلوا عنه حتى افتضحوا بين يديه، حيث: (قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ)
ومن عرفه بالدلائل كمَثَلِ يعقوب، إذ عرف أن يوسف يُعَدُّ في الأحياء فازداد حُزناً وبكاء، واحتمل ما احتمل من أنواع البلاء، حتى ابيضَّت عيناه من الحزن عِلْماً منه بحياته، وشوقاً إلى لقائه، حتى قال: (اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ)، وقال: (إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ)، حتى قال مَنْ غفل عنه : (قالوا تاللهِ إنَّكَ لفي ضلالِكَ الْقَدِيمِ) وقالوا: (تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ)،
ومَثَلُ مَنْ عرفه به، كبنيامين  حين أخذه يوسف لنفسه، فقال: يا أخي أمشاهدتي تريد أم الرجوع إلى أبيك؟ قال: بل مشاهدتك أريد، قال: فإن أردتني فاصبر على مِحْنتي، قال: نعم أحتمل لأجلك كل بلوى، أليس أني أبقى معك ولا أفارقك، ثم أخرج الصاعَ من وعائه، ونسبه إلى السَّرِقة، حتى عابه أهلُ مصر على ذلك ولاموه، وشتمه إخوته، وهو في ذلك كلِّه مسرورٌ ضاحكٌ في سِرِّه، ولم يَخَفْ من لومة اللائمين، فهذا مَثَلُ مَنْ عرفه من أهل اليقين .

أصناف الرجال
وقال شيخ الطائفة الإمام الحسن البصري رضي الله عنه: أهل المعرفة في الدنيا على ثلاث منازل:
1-رجل لقي العبادة فعانقها وخلط بها لحمَه ودمَه، وفزع إليها قلبُه، وعًلِمَ أن الله تعالى رازقُه وكافيه، فوثِقَ بوعده فلم يشغل نفسه بشيء من أمور الدنيا، جعل السماء سقفه، والأرضَ بساطه، ولا يبالي على يُسرٍ أصبح أم على عُسر، أمسى يعبد الله تعالى حتى يأتيَه اليقين، فهذا الضرب في الدنيا أعز من الكبريت الأحمر .
2-ورجل آخر لم يصبر كما صبر الأول، فطلب كِسْرَةً من حِلِّها، يقيم بها صُلْبَهُ، وخِرْقة يواري بها عورته، وبيتاً يسكنه، وزوجة يستعفُّ بها، وهو مع ذلك شديد الخوف عظيم الرجاء، فهو على طريق حسن
3-وأما الثالث فإنه لا يصدق الله بقوله، فيبني القصرَ المشيد، ويركب المركب الفَرِهَ، ويستخدم الخدم، فليس له في الآخرة من خَلاق، إلا من يرحمه أرحم الراحمين.

أصناف العابدين
رأيت في بعض الأخبار: أن عيسى بن مريم عليه السلام مرَّ بنفر من الناس، قد نحلت أبدانهم، وتغيرت ألوانهم، فقال: ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ قالوا: الخوف من النار، فقال: حق على الله أن يُؤَمِّنَ الخائف.
ثم بلغ إلى نفر آخر، فإذا أبدانهم أشد نحولا، وألوانهم أشد تغيرا، فقال: ما الذي بلغ بكم ؟ قالوا: الشوق إلى الجِنان، فقال: حق على الله أن يعطيكم ما ترجون.
ثم مر حتى بلغ نفراً ثالثاً فإذا أبدانهم أشد نحولاً وألوانهم أشد تغيرا، فقال: ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ قالوا: الحب لله والشوق إليه، فقال لهم عيسى عليه السلام : أنتم المقرَّبون، ثلاث مرات.

فأهل المعرفة ثلاث أصناف: صنف يمشون على قدم الافتقار والاضطرار.
وصنف يمشون على قدم الاعتبار والانكسار.
وصنف يمشون على قدم الافتخار والاستبشار.
قال الله تعالى: (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ) .

والناسُ في مشهد المعرفة على مرتبتين: إما في يقظة المعرفة فهم في تربية الولاية فينظرون الكرامة، وإما في نوم الفضلة فهم في تربية العداوة، فهم ينظرون الأمانة، إلا أن يرحمهم أرحم الراحمين .

فسبحان مَنْ خَصَّ مِنْ عبيده مَنْ شاء وأعطاهم ثم دعاهم إلى نفسه بفضله حيث قال: (وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ)، فأجابوه وأنابوا إليه.
فهم على أصنافٍ شتى:
فالتائبون يمشون برِجْل الندامة على قدم الحياء.
والزاهدون يمشون برجل التوكل على قدم الرضا.
والخائفون يمشون برجل الهيبة على قدم الوفاء.
والمحبون يمشون برجل الشوق على قدم الصفاء.
والعارفون يمشون برجل المشاهدة على قدم الفناء.
فالمعرفة طعامٌ أطعمه الله مَنْ شاء من عباده: فمنهم مَنْ يذوقه ذوق, ومنهم مَن يأكل منه بلاغ,ومنهم: مَن يأكل منه كَفافا، ومنهم: مَن يأكل شِبَعا،

والناس في المعرفة على منازل: فمنهم من يكون منزله كشِعْب، ومنهم مَن يكون كقرية، ومنهم من يكون كمِصْر، ومنهم من يكون منزله منها كالدنيا والآخرة .
رُوي أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ أخرجوا مِن النار مَن قال لا إله إلا الله وفي قلبه حبة خردل من الإيمان"

وقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام : " الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"،

وما ذلك إلا حقيقة المعرفة، فيقول لهم الرب تعالى: أنتم عبيدي حقا، فقد طال شوقكم إليّ، وشوقي إليكم، السلام عليكم عبيدي، فها أنا حبيبكم، فبعزتي ما خلقتُ الجنة إلا من أجلكم، فلكم اليوم ما شئتم .

تعبد الله حبا في الله
وحُكي أن مالك بن دينار وثابتاً البناني رحمهما الله، دخلا على رابعة البصرية فقالت لمالك: أخبرني لم تعبد ربك؟ قال: شوقاً إلى الجنان،  
فقالت لثابت : وأنت يا غلام؟ فقال: خوفاً من النيران،
فقالت: أنت يا مالك! مثل أجير السوء، لا يعمل إلا طمعاً!  
وأنت يا ثابت! مثل عبد السوء، تعمل خوفاً من الضرب!  
فقالا: وأنتِ يا رابعة! فقالت: حباً لله تعالى، وشوقاً إليه.

وحُكيَ أن ذا النون المصري رضي الله عنه كان يعظ الناس ذات يوم وهم يبكون، وفيهم شابٌّ يضحك، فقال له: ما لك يا فتى؟ فقال ينشد ويقول:

كلُّهم يعبدون من خَوفِ نارٍ

ويرون النَّجاة حظاً جزيلا

أو بأن يسكنوا الجنان فيُضحوا

في رياضٍ عُيونُها سَلسَبيلا

ليسَ في الخُلد والجِنان هَوائي

أنا لا أبتغي بحبّي بَدِيلا 







_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: [ حالة أهل الحقيقة مع الله تعالى ]
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 27, 2020 5:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368
المهاجرة كتب:
سلمت يداكى وبارك الله فيكى وجزاكى الله كل خير ياملهمة

_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: [ حالة أهل الحقيقة مع الله تعالى ]
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 28, 2020 5:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
أعزكي الله و أكرمكي أختي الكريمة وأسعدني مرورك العطر

بسم الله الرحمن الرحيم
<5>
مع كتاب سيدي أحمد الرفاعي
**** ******* *******

الحديث الخامس انصرْ أخاك
أجنحة العارفين- علامة العارف
قلوب معلقة بالله- معنى المعرفة

عن أنس قال :
قال رسول ﷺ : "انصر أخاك ظالماً كان أو مظلوما، قال: أنصُرُهُ مظلوماً فكيف أنصره ظالما ً؟ قال: تمنعه من الظلم فذلك نصرُكَ إياه" .

أقول : هذا بشأن أخيك، فكيف بك بشأنك، أخيفوا نفوسَكم وامنعوها وازجروها.

أجنحة العارفين
أي سادة! للعارف أربع أجنحة: الخوف، والرجاء، والمحبة، والشوق.
فلا هو بجناح الخوف فيستريح من الهرب، ولا بجناح الرجاء فيستريح من الطلب، ولا بجناح المحبة فيستريح من الطرب، ولا بجناح الشوق فيستريح من الشغب.
والله تعالى بيَّنَ في كتابه نعْتَهم بقوله : (تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ)، وقوله تعالى : (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ).

وذلك لأن عمل العارف خالصٌ للمولى، وقوله مستأنس بالذكرى، ونفسه صابرة في البلوى، وسرّه دائم النجوى، وفكره بالأفق الأعلى، فمرَّةً يتفكر في نعم ربه، ومرَّةً يجول حول سرادقات قدسه، فحينئذٍ يصير حُرّاً عبدا، وعبدا حُرّا، وغنياً فقيرا، وفقيراً غنيا.

هكذا يعدُّ ما أمكنه طَرداً وعكساً من الألفاظ، مثل الموجود والمعروف، والعزيز والمسرور، والقريب والمحمود، والناطق والساكت، والمقبول والخائف، والشاهد والغائب، والباكي والضاحك،
وذلك لأن ضحكه وسروره في حزنه، وحزنه في سروره، وعِزُّه مختلطٌ بذُلِّه، وذُلّه مختلطٌ بعِزِّه، وخوفه ممزوجٌ برجائه، ورجاؤه ممزوجٌ بخوفه، لا خوف يذهب برجائه، ولا رجاء يذهب بخوفه، وهو بنفسه يعيشُ مع الناس، وبقلبه مع الله تعالى، لا تغلب معاملةُ نفسه مع الناس معاملةَ قلبه مع الله تعالى، عزيزٌ ذليل، فقيرٌ غنيّ، كما قال أبو يزيد رضي الله عنه في مناجاته : إلهي،

كلّما قلتُ قد دنا حَلُّ قَيدي

قَيَّدوني وأوثقوا المِسْمــارا

وكان يسيلُ الدمعُ من عينيه عند هذه الكلمة.

وليس كل مَنْ يُرى عليه أثر الزهد فهو زاهد، وكذلك أثرُ الرغبة والحماقة والجنون والبطالة والغفلة.

إن الله تعالى كلما نظر إلى قلب عبد من عبيده بالفضل والرحمة كشف عنه حجاب الغفلة، وأظهر له لطائف القدرة،
فعند ذلك لابد له من إحدى ثلاث: إما أن يصير حكيماً يتصل به الخلق إلى الله، وإما أن يكلَّ لسانه فيصير مدهوشاً مبهوتا، وإما أن يصير مستوراً في حُجُبِه، محفوظاً في قبضته، حتى لا يراه غيره لشدة غيرته عليه،

فسبحان من حجب أهل معرفته عن جميع خلقه، حجبهم عن أبناء الدنيا بأستار الآخرة، وعن أبناء الآخرة بأستار الدنيا، وذلك أن أهل المعرفة عرائس الله تعالى في أرضه، والله مَحْرَمُهُم، لا مَحْرَمَ لهم غيره، فهم عند الله مخدورون (الخدر وهو الستر).

وقد روي أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام : يا داود أوليائي في قباب لا يعرفهم إلا أوليائي، فطوبى لأوليائي، ثم طوبى لأحبائي،

يقال: لو بدت ذَرَّةٌ من نور النبي عليه الصلاة والسلام لاحترق ما بين العرش إلى الثرى.

علامة العارف
قيل لرابعة : ما كمال حال العارف ؟ قالت: احتراقُهُ بحبه لربه، وعلامته: أن يكون مستغنياً بالمُعطي عن العطاء، وبالمكوِّنِ عن الكون، مستغرقاً في بحار سرور وِجْدانِه، ساكناً بقلبه معه، مع ترك كل اختيار لنفسه، ولا يجزع عند الشدائد والبلوى لرؤيته، ويعلم أن الله تعالى أقرب إليه من كل شيء، وأرحم عليه من كل أحد، وأعزُّ وأكبرُ من كل شيء، وأن لكل شيء خلفاً ما خلا الله تعالى.

لكلِّ شيءٍ عدمتُهُ خَلَفْ

وما لفقْدِ الحبيبِ مِنْ خَلَفْ

وإنما يُعرف العارف، إذا ميّز الخواطر النفسية من الخواطر الروحية، والإرادة الدنيوية من الأُخْرَوِيّة، والهمم العُلْوية من السُّفْلية، فمن رُزِقَ التوفيق إلى حفظ حدود صدق وفاء العبودية، والقيام بشروطها، ووجد السبيلَ إلى طريق حفظ تحقيقها، ثم قام بذكره، وذَكَرَ ذِكْرَه، ثم شكره، وشَكَرَ شُكْرَهُ، فيصيرُ مع النفسِ بلا نفس، ومع الروح بلا روح، ومع الخَلْقِ بلا خلق.

قلوب معلقة بالله
كما قال الإمام ابن عباس رضي الله عنهما : بلغنا أن عيسى ويحيى عليهما الصلاة والسلام بينما كانا يسيران في بعض الطُرُق، فصدم يحيى امرأة، فقال له عيسى: يا بن خالتي، لقد أصبت اليوم ذنباً عظيما، قال: ما هو؟ قال: امرأة صدمتَها، قال يحيى: والله ما شعرتُ بها، فقال عيسى: سبحان الله نفسُك معي، فأين قلبُك وروحك ؟ فقال : عند الله، يا عيسى لو سكن قلبي إلى جبريل، أو إلى أحد غير الله طرفةَ عين، لظننتُ أنّي ما عرفتُ الله حقَّ معرفته.

معنى المعرفة
وقيل: المعرفةُ خمسة أحرف، فمن وجد في نفسه معناها فليعلم أنه من أهلها:
بالميم: مَلَكَ نفسَه.
وبالعين: عَبَدَالله على صِدْق الوفاء.
وبالراء: رغب إلى الله بالكُلّية.
وبالفاء: فوّض أمره إلى الله.
وبالهاء: هرب من كل ما دون الله إلى الله.

فكل عارف يملك نفسه بقدر معرفته بكبريائه تعالى وعظمته، ويعبدُ ربه على قدْر معرفته بربوبيته، ويرغب إليه على قدر معرفته بفضله وامتنانه، ويفوِّض أمره إليه على قدر معرفته بقدرته، ويهرب إليه على قدر معرفته بملكه وسلطانه، فهو عارف.







_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: [ حالة أهل الحقيقة مع الله تعالى ]
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 28, 2020 11:12 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23595

أذواق .. وتحقيق .. وبدايات .. ونهايات ...

للبعض وللبعض وللبعض وللبعض ...

أكرمكم الله ...

molhma كتب:

كلّما قلتُ قد دنا حَلُّ قَيدي

قَيَّدوني وأوثقوا المِسْمــارا

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 57 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 28 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط