موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 19 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: عقد الجواهر البهية في الصلاة على خير البرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يوليو 18, 2014 4:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد من أمرنا الله بالصلاة على حضرته والتسليم له وجعل ذلك صلب الإيمان ، وعلى آله وصحبه في كل وقت وحين ..

أما بعد .. فهذه نفحة طيبة لسيدي أبو الحسن محمد البكري رضي الله تعالى عنه حيث قام بجمع أربعين حديثاً في الصلاة على حضرة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، أنقلها إليكم بحروفها عسى الله أن يشملنا ويرزقنا كثرة الصلاة والسلام على حبيبه المصطفى صلوات الله وسلامه عليه في كل وقت فننشغل به عنا فتتقطع الحجب .. آمين ..

ترجمة سيدي العارف بالله تعالى أبو الحسن البكري رضي الله تعالى عنه :

هو علاء الدين أبو الحسن محمد بن جلال الدين محمد بن عبد الرحمن البكري نسبة إلى سيدنا ومولانا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ، فهو جده التاسع عشر ، فهو أبو الحسن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عوض بن عبد الخالق بن عبد المنعم بن يحيى بن يعقوب بن نجم الدين بن عيسى بن داود بن نوح بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سيدنا ومولانا أبو بكر الصديق رضوان الله عليه .

نشأ في بيت علم وصلاح وتقى حيث كان أبوه جلال الدين محمد البكري الديروطي ( نسبة إلى ديروط ) من فقهاء السادة الشافعية ، حيث تولى القضاء بها مدة ثم بالأسكندرية ثم رحل إلى القاهرة فتولى مشيخة الخانقاة البيبرسية ، حيث انقطع للتدريس والتأليف إلى أن توفاه الله سبحانه ، وكانت زوجة الشيخ جلال الدين وأم صاحب الترجمة بكرية أيضاً حيث كانت من العابدات القائمات الصائمات .

تلقى الشيخ علومه من أبيه ، وعن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري ، وعن سيدي العارف بالله تعالى عبد القادر الدشطوشي ، وعاصره الإمام الشعراني فأثنى عليه وترجم له .

مؤلفاته :
1) شرح المنهاج .
2) شرح الروض .
3) شرح العباب للمزجد .
4) حاشية على شرح المحلي .
5) وكتاب عقد الجواهر البهية وهو ما سنتشرف بكتابته وقد قيل أنه لأبيه وليس له ، وقيل أيضاً أنه لولده .

وتوفي رضي الله تعالى عنه عام 952 هـ ، 1545 م .

مقدمة المؤلف :

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً وسماه تعالى في كتابه سراجاً منيراً ، وختم به النبيين وجعله إمام المتقين وقائد الغر المحجلين .

أحمده إذ جعل في الصلاة عليه نجاة من العذاب وأشكره إذ جعل فيها خلاصاً من الذنوب ورحمة لأولي الألباب .

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك الواحد القدير ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله البشير النذير ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي الأجر الكثير ، ما خط قلم أو نطق فم وسلم تسليماً كثيراً .

أما بعد .. فهذا كتاب لطيف ، ذكرت فيه أربعين حديثاً في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونسبت كل حديث إلى من خرجه من الثقات وأتبعته ببيان معانيه وما فيه من المهمات واللغات ، ونقحت الاستنباط من الحديث فيما يتعلق بالمقصود ورجوت بذلك ثواب ربنا المعبود ، وسميته " عقد الجواهر البهية في الصلاة على خير البرية " وكل ما أطلقت فيه من الاحتمالات والاستباطات والجمع بين الأحاديث ، فهو ما ظهر لي ، وما كان لغيري بينته بلفظ قيل أو قالوا .

وأرجو الله النفع به لسائر المسلمين ، إنه الله رب العالمين ، وأسأله أن يحشرنا في زمرة سيد المرسلين ويرفعنا في الجنة إلى أعلى عليين ، فهو ولي ذلك والقادر عليه ولا يعول في الأمور كلها إلا عليه ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .

الحديث الأول



عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشراً " .

( رواه أبو داود ومسلم وغيرهما )



واعلم أن الصلاة في اللغة بمعنى الدعاء ، قال الأزهري : وهي من الله تعالى بمعنى الرحمة ، فحينذ يكون معنى صلى الله عليه عشراً : أنه رحمه عشر مرات ، أو ينزل عليه عشر رحمات ، والصلاة من الملائكة الاستغفار ، ومن الآدمي تضرع ودعاء .

ونقل البغوي في تفسيره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال في قوله تعالى : " إن الله وملائكته يصلون على النبي .. " أراد الله تعالى يرحم النبي والملائكة يدعون له .

وعن ابن عباس أيضاً : يصلون بمعنى يبركون ، وقال أبو العالية : صلاة الله على النبي صلى الله عليه وسلم ثناؤه عليه عند الملائكة ، وصلاة الملائكة الدعاء ، انتهى والله أعلم .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: عقد الجواهر البهية في الصلاة على خير البرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يوليو 18, 2014 9:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الحديث الثاني



عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من ذكرت عنده فليصل علي ، ومن صلى علي مرة ، صلى الله عليه بها عشراً " .

وفي رواية : " من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشر صلوات ، وحط عنه بها عشر سيئات ، ورفع له بها عشر درجات " .

( رواه أحمد والنسائي واللفظ له )



قوله : " ذكرت عنده " صادفة بذكر اسمه وصفته وكنيته ، وما يتعلق به من المعجزات .
وقوله : " فليصل " : اللام للأمر ، وهو هنا للوجوب ، وقيل للندب .

وفي وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أقوال :

الأول : تجب في كل صلاة .
الثاني : لا تجب بعد الإسلام إلا مرة .
الثالث : كلما ذكر ، واستدل بهذا الحديث ، واختار هذا القول الحليمي واللخمي والطحاوي .
الرابع : في كل مجلس ، وسيأتي ما يدل عليه له .
الخامس : في أول كل دعاء وآخره ، واستدل له بحديث رواه الطبراني وهو قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تجعلوني كقدح الراكب ، اجعلوني في أول الدعاء وأوسطه وآخره " رواه جابر .

والقدح بفتح القاف والدال المهملة ، وبالحاء المهملة في آخره ، ومعنى الحديث : لا تؤخروني في الذكر ، لأن الراكب يعلق قدحه في آخره بعد فراغه من التعبئة ، وعلى ذلك قول حسان :

وأنت زنيم نيط في آل هاشم

كما نيط خلف الراكب القدح الفرد



قلت : وكان ينبغي لقائل هذا القول ، أعني القائل بوجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في أول كل دعاء وآخره ، أن يقول ووسطه أيضاً ، لأنه استدل بالحديث المذكور ، وفيه الثلاثة ، فما وجه تخصيص الأول والآخر وإسقاط الوسط ؟! فإن قيل إن المقصود التعظيم ، وهو الحاصل بالأول والآخر ، قلت : ويحصل بالأول فقط وبالآخر فقط ، والمقصود زيادته ، ولا شك أنها في ذكره في الأول والوسط والآخر أبلغ وأعظم من ذكره في محلين صلى الله عليه وسلم .

فإن قيل المنهي عنه جعله كقدح الراكب ، وإذا كان في أول الدعاء وآخره لم يكن كذلك ، قلت وإذا كان في أوله أيضاً لم يكن كذلك ، فاعتبار الثلاثة ، أعني على هذا القول هو الظاهر عندي ، والله أعلم .

واعلم أن المعتمد في مذهب إمامنا الشافعي رضي الله تعالى عنه : وجوبها عليه في كل صلاة في التشهد الأخير ، ولا تجب في الأول ، وليس هذا محل بسطه .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: عقد الجواهر البهية في الصلاة على خير البرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يوليو 19, 2014 4:09 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الحديث الثالث



عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه قال : " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعته حتى دخل نخلاً ، فسجد فأطال السجود ، حتى خفت أو خشيت أن يكون قد توفاه الله أو قبضه ، قال : فجئت أنظر فرفع رأسه فقال : ما لك يا عبد الرحمن ؟ قال : فذكرت ذلك له ، فقال : إن جبريل قال لي : ألا أبشرك ، إن الله عز وجل يقول : من صلى عليك صليت عليه ، ومن سلم عليك سلمت عليه " .
زاد في رواية : " فسجدت شكراً " .

( رواه أحمد والحاكم ، وقال صحيح الإسناد )



قوله أبشرك ، والبشارة : كل خبر تتغير له بشرة الوجه ، ويستعمل في الخير والشر وفي الخير أغلب ، قالوا : وهي عند الإطلاق للخير ، فإن أريد الشر قيدت ، قال الله تعالى في الأول : " فبشر عبادي " ( الزمر 17 ) ، وفي الثاني : " فبشرهم بعذاب أليم " ( آل عمران 21 ) .

وينبني على تفسير البشارة مثلاً وهي : إذا قال رجل : من بشرتني بكذا فهي طالق ، فأخبرته أمرأته فإن كانت صادقة طلقت ، وإن كانت كاذبة لم تطلق لعدم تحصيل الغرض ، وإن أخبر من غيرها والغير صادق ثم أخبرت وهي صادقة لم تطلق ، وقيل تطلق ، والأول أصح لأن البشارة بأول خبر ، وما بعد ذلك لا يكون بشارة . انتهى .

واعلم أن في هذا الحديث من الفوائد أن الإنسان إذا تجددت له نعمة يسجد شكراً لله تعالى ، وسجدة الشكر تكون خارج الصلاة ولا تكون فيها ، ويشترط فيها الطهارة وستر العورة واستقبال القبلة ، وتجدد النعمة أو اندفاع النقمة ، والنية ، ويدخل فيها بالتكبير رافعاً يديه ، ويكبر للهوي للسجود بلا رفع ، ويقول في سجوده : سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته فتبارك الله أحسن الخالقين ، اللهم اكتب لي بها عندك أجراً واجعلها لي عندك ذخراً وضع عني بها وزراً وتقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود ، ثم يرفع رأسه من السجود ويسلم ، وتكبيرة الإحرام واجبة وكذا السلام .

وتستحب هذه السجدة لرؤية المبتلى والعاصي ، ولا يظهرها للمبتلى ، ويظهرها للعاصي إن لم يخف الفتنة فإن خاف فتنة أخفاها ، ولو رأى شخص مبتلى آخر مبتلى فينظر إن كانت بلية الرائي أكثر .. قال بعض علمائنا : ينبغي تخريجه على أنه هل لأحدهما فسخ النكاح به ؟ أي فإن كان له الفسخ يسجد وإلا فلا ، وإن تساويا في الفسخ أو عدمه فمقتضى هذا الكلام أن لا سجود ولكن إطلاق النووي رحمه الله تعالى يقتضي السجود ، وإن كان المبتلى عاصياً فماذا يراعي الساجد ؟ هل يراعي البلية أو المعصية ؟ قال الإسنوي رحمه الله تعالى : إن كان مثله في البلية راعى الإظهار ، وإن كان سقماً فهو في محل التردد ، قلت : الذي يظهر أن المبتلى العاصي إن كان متظاهراً بالمعصية لا يخفي الرائي السجود لأن فيه زجراً له والمصلحة الحاصلة من السجود أعظم من مصلحة الإخفاء وخصوصاً إن كان عصيانه بظلم الناس .

اعلم أن سجوده صلى الله عليه وسلم هذا لتجدد النعمة ، وأما السجود لاندفاع النقمة فيستدل له بما روى الشيخان عن كعب بن مالك لما جاءته البشارة بتوبته خر ساجداً ، قلت : هذا في السجود لتجدد النعمة واندفاع النقمة ولكن المقصود من الدليل وجوده لاندفاع النقمة وقد وجد والله أعلم .

مسألة : لو خضع رجل فتقرب إلى الله بسجدة من غير سبب حرم عليه وعزر ، ومن ذلك ما يفعله الجهلة الكذابون الضالون من السجود بين يدي المشايخ وهو حرام قطعاً ، ويجب على من تصدى للمشيخة إنكار ذلك عليهم وإلا فهو ضال معهم لإقرارهم على ذنب عظيم ، وسواء قصد الساجد السجود لله أو غفل عن هذا القصد ، وفي بعض صور ذلك ما يقتضي الكفر ، أعاذنا الله تعالى من ذلك وسائر المسلمين .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: عقد الجواهر البهية في الصلاة على خير البرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يوليو 19, 2014 7:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الحديث الرابع



عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من صلى علي صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ، ومحا بها عنه عشر سيئات ، ورفعه بها عشر درجات ، وكن له عدل عشر رقاب " .

( رواه ابن أبي عاصم )



قوله : عدل عشر رقاب ( بفتح العين ) ، وعدل الشيء بكسر العين : مثله من جنسه ، وعدله : مثله من خلاف جنسه .

وقوله : كن أي العشر حسنات ، وما بعدها ، ومعناه أن ثواب الصلاة الواحدة فيه من الثواب بمقدار الثواب الحاصل في إعتاق عشر رقاب .

الحديث الخامس



عن أي بردة بن نيار رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى علي من أمتي صلاة مخلصاً من قلبه ، صلى الله عليه بها عشر صلوات ، ورفعه بها عشر درجات ، وكتب له بها عشر حسنات ، ومحا بها عشر سيئات " .

( رواه النسائي وغيره )



قوله مخلصاً : حال من فاعل صلى ، والمراد أن هذا الثواب لا يحصل إلا مع الإخلاص ، فإن لم يكن إخلاص لم يحصل ، وليس هذا الأمر مقصوراً على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، بل شرط حصول ثواب كل العبادات وجود الإخلاص فيها .

فإن لم يكن إخلاص كان ثوابه بقدر باعثه للثواب ، إن كان الباعث الثواب ، فإن كان الباعث الرياء فقط فلا ثواب له بل عليه الإثم ، وإن كان امتثال أمر الله فقط فالثواب حاصل بأجمعه .

فإن أشرك بين الأمرين ، فيحصل له الثواب بقدر الباعث الرباني قوياً كان أو ضعيفاً ، هذا حاصل ما قاله الأئمة .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: عقد الجواهر البهية في الصلاة على خير البرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 20, 2014 3:32 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الحديث السادس



عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا علي ، فإنه من صلى علي صلاة ، صلى الله عليه عشراً ، ثم سلوا الله لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ، وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له الشفاعة " .

( رواه مسلم )



واعلم أن الكلام في إجابة المؤذن يأتي في أحاديث العبادات إن شاء الله تعالى ، والغرض من هذا الحديث هنا أن من سمع الآذان يستحب له عند فراغه أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وأن يسأل الله له الوسيلة .

قوله : " لا تنبغي إلا لعبد " أي لا تكون إلا لعبد ، بمعنى أنه لا يستحقها إلا واحد .

قوله : " حلت له الشفاعة " أي غشيته وتجللته ، وليس المراد أنها كانت حراماً عليه ثم حلت له .

الحديث السابع



عن عبد الله بن عمرو أيضاً رضي الله تعالى عنهما قال : " من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم واحدة ، صلى الله عليه وملائكته سبعين صلاة " .

( رواه أحمد )



واعلم أن هذا الثواب قد اختلف مقداره في الأحاديث ، والجمع بينهما ممكن ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم بهذا الثواب شيئاً فشيئاً ، فكلما علم بشيء قاله والله أعلم .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: عقد الجواهر البهية في الصلاة على خير البرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 20, 2014 8:07 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الحديث الثامن



عن أبي طلحة الأنصاري رضي الله تعالى عنه قال : أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً طيب النفس ، يرى في وجهه البشر ، قالوا : يا رسول الله ، أصبحت اليوم طيب النفس يرى في وجهك البشر ، قال : " أجل ، أتاني آت من ربي عز وجل فقال لي : من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات ، ورد عليه مثلها " .

( رواه أحمد والنسائي )



واعلم أن في هذا الحديث من الفوائد ، أن أهل العلم إذا ظهر لهم شيء من العبادات يسر الناس فرحوا بذلك .

وأن أصحاب العالم إذا ظهر لهم في وجهه سرور سألوه عنه ليبدي لهم سبب ذلك ، إن علموا من حاله أنه لا يسر إلا بخير الناس وإذا سألوه أبداه لهم .

وفيه أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا إذا رأوا في وجهه سروراً سألوا عنه كما ورد في غير هذا الحديث .

وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسر إذا بلغه شيء فيه ثواب عظيم لأمته ، وفيه بيان محبته صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة والله أعلم .

الحديث التاسع



عن أبي طلحة الأنصاري رضي الله تعالى عنه قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وأسارير وجهه تبرق ، فقلت يا رسول الله ، ما رأيتك أطيب نفساً ولا أظهر بشراً من يومك هذا ، فقال : " وما لي لا تطيب نفسي ويظهر بشري ، وإنما فارقني جبريل عليه السلام الساعة ، فقال : يا محمد ، من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ، ومحا عنه بها عشر سيئات ، ورفعه بها عشر درجات ، وقال له الملك : مثل ما قال لك ، قلت : يا جبريل ، وما ذاك الملك ؟ قال : إن الله عز وجل وكل ملكاً من لدن خلقك إلى أن يبعثك لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا قال : وأنت صلى الله عليك " .

( رواه الطبراني )



وفي هذا الحديث من الفوائد :

بيان محبة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وعظيم شفقته عليهم ، وأنه كان يسر إذا سمع ما يسرهم ، إذ علامة عظم سروره صلى الله عليه وسلم ما ذكر في الحديث .

واعلم أن في رواية أحمد السابقة " ورد عليه مثلها " وفي هذه الرواية " وقال له الملك مثل ما قال لك " فيحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلمه جبريل باللفظ الوارد في الحديث الأول إلا بعد ذلك .

ويحتمل أن نسبة الرد في الأول إلى الله تبارك وتعالى على سبيل المجاز ، لكونه تعالى هو الذي أمر الملك بذلك ، كما يقال بنى الأمير المدينة وهو الذي أمر الناس ببنائها ولم يبن .

وإذا كان كذلك فيكون نسبة الرد إلى الملك في الثاني على سبيل الحقيقة ، ويحتمل أن يوجد الرد من الله تعالى ومن الملك ، وهذا هو الظاهر عندي من هذه الاحتمالات ، لأن المقام مقام كثرة الثواب وفضل الله تعالى أوسع من ذلك والله أعلم .

قوله في الحديث : " أسارير وجهه " أي محاسنه والخدان والوجنتان ، قال في القاموس : الأسارير : محاسن الوجه والخدان والوجنتان .

وقوله : " من لدن " هي ظرف زماني معناه هنا : من حين خلقك ، وفيها لغات : لدن ( بضم الدال وبفتح اللام ، وبفتحهما ) ، ولدن ككتف ، ولدن ( بضم اللام وتسكين الدال ، وبفتح اللام وتسكين الدال ) ، ولد لكن بحذف النون ، ولد على وزن مد ، ولدي كقفي ، ولدن بضمتين ، ولدي وتكون ظرفاً مكانياً ، وتقع لدى بمعنى هل .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: عقد الجواهر البهية في الصلاة على خير البرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 21, 2014 4:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الحديث العاشر



عن أنس رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة ، فإنه أتاني جبريل آنفاً عن ربه عز وجل فقال لي : ما على الأرض من مسلم يصلي عليك مرة واحدة إلا صليت أنا وملائكتي عليه عشراً " .

( رواه الطبراني )



واعلم أن قوله في الحديث " صليت أنا وملائكتي يؤيد الاحتمال الثالث فيما تقدم ، بل يعينه من بين الاحتمالات السابقة ، فإن قيل قد يقال إن هذا أي وجوب الرد من الله تعالى ومن الملك مخصوص بيوم الجمعة ، لأن أول الحديث قرينة تدل على ذلك ، قلت : لا يقال هذا لأن آخر الحديث لم يقيد بهذا اليوم بل عمم .

والجواب عن هذه القرينة إن الأمر بيوم الجمعة إنما هو لأجل تكثير الثواب لهذه الأمة ، لأنه أكثر أيام الجمعة ثواباً ، فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يكثر ثواب الأمة فيه بالصلاة عليه ، ويحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك يوم الجمعة لأنه يسمع صلاة أمته بلا واسطة وهو يسر في قبره صلى الله عليه وسلم بطاعة أمته ، فأحب الإكثار من ذلك ليزداد سروره صلى الله عليه وسلم ، وهذا منه يدل على عظم المحبة والشفقة كما لا يخفى وبالله التوفيق .

ومعنى آنفاً : منذ ساعة ، أو في أول وقت يقرب منا .

واعلم أنه ورد في غير هذا الحديث " صليت أنا وملائكتي عليه سبعين صلاة " فيحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم بذلك إلا بعد علمه بهذا والله أعلم .

وقولي تقدم إلى آخره المراد به ما ورد في ثاني حديثي عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه .

الحديث الحادي عشر



عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى علي مرة صلى الله عليه عشراً ، ملك موكل بها حتى يبلغنيها " .

( رواه الطبراني في الكبير )



قوله : " ملك موكل " إلى آخره ، يحتمل أنه موكل بصلاة من صلى عليه صلى الله عليه وسلم ، ويحتمل أنه موكل بتبليغ العشر من الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

والأول أقرب ويؤيده الأحاديث الآتية ، ولا مانع من الثاني .

وفي الحديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم يسر بأعمال أمته الصالحة ، ولا فائدة له في التبليغ إلا هذه الفائدة مع رده عليه الصلاة والسلام .

الحديث الثاني عشر



عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن لله تعالى ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام " .

( رواه النسائي وابن حبان في صحيحه )



واعلم أن هذا اللفظ يؤيد الاحتمال الأول في الحديث السابق قبل هذا الحديث والله أعلم .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: عقد الجواهر البهية في الصلاة على خير البرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 21, 2014 9:58 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الحديث الثالث عشر



عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " حيثما كنتم فصلوا علي ، فإن صلاتكم تبلغني " .

( رواه الطبراني )



واعلم أنه يستثنى من هذا العموم الأمكنة التي لا يذكر الله تعالى فيها كالأخلية وما أشبهها ، فلا يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم فيها والله أعلم .

الحديث الرابع عشر



عن أنس رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى علي بلغتني صلاته ، وصليت عليه ، وكتب له سوى ذلك عشر حسنات " .

( رواه الطبراني في الأوسط )



واعلم أن في هذا الحديث زيادة على ما تقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على من صلى عليه ، وهي من الفوائد الجليلة ، صلى الله عليه وسلم .

الحديث الخامس عشر



عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أحد يسلم علي إلا رد الله إلي روحي حتى أرد عليه السلام " .

( رواه أحمد وأبو داود )



واعلم أن الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون .

وهذا الحديث ليس ظاهره مراداً ، وإنما المراد بروحي منطقي لأن قوة النطق لازمة للروح فعبر به عنها والله أعلم .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: عقد الجواهر البهية في الصلاة على خير البرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يوليو 22, 2014 4:05 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الحديث السادس عشر



عن عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى وكل بقبري ملكاً ، أعطاه أسماع الخلائق ، فلا يصلي علي أحد إلى يوم القيامة إلا بلغني باسمه واسم أبيه ، هذا فلان بن فلان قد صلى عليك " .

( رواه البزار )



واعلم أنه ورد في حديث آخر : " فيصلي الرب تبارك وتعالى على ذلك الرجل بكل واحدة عشراً " .

والمراد في الحديث ... لغاية يوم القيامة ، أي الوقت الذي يتقبل فيه الأعمال ، أما بعد طلوع الشمس من مغربها ، والعلامات التي لا تقبل بعدها الأعمال ، فإذا آمن الشخص ذلك اليوم ثم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم لم يقبل إيمانه ولا صلاته ، فحينئذ لا فائدة في تبليغ الملك صلاته للنبي صلى الله عليه وسلم لأنها غير مقبولة ولا مثاب عليها ، أما إذا كان مؤمناً قبل طلوعها ثم استمر وصلى ، قبل تبليغها الملك ، فليس الأول مراداً ، وعبر ذلك عن يوم القيامة لقربها منها قرباً قوياً والله أعلم .

الحديث السابع عشر



عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة " .

( رواه ابن حبان في صحيحه )



ومعنى أولى الناس بي : أحقهم بصحبتي وشفاعتي في ذلك اليوم ، جعلنا الله منهم ، والله أعلم .

الحديث الثامن عشر



عن عامر بن ربيعة رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ويقول : " من صلى علي صلاة لم تزل الملائكة تصلي عليه ما صلى علي ، فليقل عبد من ذلك أو ليكثر " .

( رواه أحمد )



وفي هذا الحديث أن الخطيب إذا علم أمراً كثير الثواب بلغه المسلمين وهو يخطب لأنه أبلغ في الإعلام .

وفيه بيان اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الأمة بحيث يبلغهم ما ينفعهم وهو يخطب ، وفيه أن من علم شيئاً ينفع المسلمين قاله عليهم .

وفي الحديث زيادة على ما تقدم أن الملائكة تصلي عليه ما دام يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، والله تعالى أعلم .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: عقد الجواهر البهية في الصلاة على خير البرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يوليو 22, 2014 7:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الحديث التاسع عشر



عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال : " يا أيها الناس ، اذكروا الله ، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه .
قال أبي بن كعب : فقلت : يا رسول الله إني أكثر الصلاة فكم أجعل لك من صلاتي ؟ قال : ما شئت ، قلت الربع ؟ قال : ما شئت وإن زدت فهو خير لك ، قلت : النصف ؟ قال : ما شئت وإن زدت فهو خير لك ، قال : أجعل لك صلاتي كلها ؟ قال : إذن تكفى همك ويغفر لك ذنبك " .

( رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه )



واعلم أن في هذا الحديث من الفوائد :

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر أصحابه في الليل ، وإنما كان يفعل ذلك عند مضي الربع ، لأن ذلك وقت هدوء الأصوات فيكون أبلغ في سماع الأصوات .

وقوله : " جاءت الراجفة " أي النفخة الأولى ، " تتبعها الرادفة " أي النفخة الثانية ، قال الله تعالى : " يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة " ( النازعات 7 ) ، والنفخة الأولى يتزلزل لها كل شيء ويتحرك ويموت منها جميع الخلائق ، والنفخة الثانية بينها وبين الأولى أربعون سنة ، قال قتادة : هما صيحتان : فالأولى تميت كل شيء والأخرى تحيي كل شيء بإذن الله ، وقال مجاهد : ترجف الراجفة تتزلزل الأرض والجبال ، تتبعها الرادفة حين تنشق السماء ، وقال عطاء : الراجفة القيامة والرادفة البعث ، قالوا : وأصل الراجفة الصوت والحركة ، وسميت الثانية الرادفة لأنها ردفت الأولى . انتهى .

والحكمة من تذكير الناس في هذا الوقت بالراجفة والرادفة وبمجيء الموت ، أن الوقت حال النوم ، والنوم أمر لذيذ عند الأنفس ، فذكر بأعظم ما بين أيديهم لينزعجوا عما هم فيه فيزول نومهم .

وفي الحديث أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم ما ينجي من ذلك ، فإنه صلى الله عليه وسلم أرشد السائل إلى الصلاة عليه في مثل هذا المقام .

وفي الحديث شدة حرص النبي صلى الله عليه وسلم على وعظ أمته وشدة خوفه صلى الله عليه وسلم عليها .

وفيه شدة حرص أصحابه على سؤاله عن المنجيات ، نجانا الله من عذاب الدنيا والآخرة إنه على كل شيء قدير .

وقوله في الحديث : " أكثر الصلاة " قالوا معناه أكثر الدعاء ، فكم أجعل لك من صلاتي ؟ أي من دعائي صلاة عليك . انتهى .

وفي الحديث التعبير بلفظ الماضي عن المستقبل لتحقق وقوعه ، وفيه حكمة أخرى وهي إرادة انزعاجهم بسماع هذا الكلام حتى يتعظوا .
وفيه ملاطفة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قال له : " ما شئت " .

وفيه رغبة أصحابه في الزيادة في الخير .

وفيه أن العالم إذا تأثر الناس من وعظه يلاطفهم .

وفيه أنه إذا لاطفهم ينبغي لهم أن يطمعوا في الزيادة في الخير .

وفيه أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يكثرون الدعاء .

وفيه فضل راوي الحديث لأنه كان كثير الدعاء .

وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم يكون يقظاناً في أثناء الليل لوعظ الناس .

وفيه أن من قدر على خير في أي وقت كان فليفعل .

وفيه استحباب وعظ الناس في الليل للعالم ، والله أعلم .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: عقد الجواهر البهية في الصلاة على خير البرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يوليو 23, 2014 2:31 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الحديث العشرون



عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن أبيه ، عن جده أن رجلاً قال : يا رسول الله ، أجعل ثلث صلاتي عليك ؟ قال : نعم إن شئت ، قال : الثلثين ؟ قال : نعم إن شئت ، قال : فصلاتي كلها يا رسول الله ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذن يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك .

( رواه الطبراني )



واعلم أنه صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الصلاة عليه لم يقيدها بوقت ولا زمن ولا قدر ، وقدر غيرها من العبادات ووقتها كالصوم حين سئل عنه ، وفي ذلك إشارة إلى أن الشخص يكثر منها ما استطاع في سائر الأوقات ، ولا يتركها إلا لأهم كالصلوات وقراءة القرآن وغير ذلك مما أشبه ، والله أعلم .

وأيضاً فهي باللسان ، وأشغال اللسان سهلة بخلاف الصوم والصلاة وغيرهما من العبادات ، فإن أكثرها لا يختص باللسان ، بل يشترك مع غيره من الأعضاء ، أعاننا الله تعالى على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، والله أعلم .

الحديث الحادي والعشرون



عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أيما رجل مسلم لم يكن عنده صدقة ، فليقل في دعائه : اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ، وصل على المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ، فإنها له زكاة ، وقال : لا يشبع مؤمن خيراً حتى يكون منتهاه الجنة " .

( رواه ابن حبان في صحيحه )



واعلم أن في هذا الحديث من الفوائد الزائدة على الأحاديث المتقدمة أنه من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم يستحب له أن يصلي على المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ، والإسلام والإيمان في الشرع شيء واحد ، وذكر أحدهما بعد الآخر للتأكيد ، والله أعلم .

الحديث الثاني والعشرون



عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة ، فإنه مشهود ، تشهده الملائكة ، وإن أحداً لن يصلي علي إلا عرضت علي صلاته حتى يفرغ منها ، قال أبو الدرداء : قلت : وبعد الموت ؟ قال : وبعد الموت ، إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " . فنبي الله حي يرزق .

( رواه ابن ماجة )



وفي الحديث أن أعمال أمة النبي صلى الله عليه وسلم تعرض عليه ، والله أعلم .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: عقد الجواهر البهية في الصلاة على خير البرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يوليو 23, 2014 8:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الحديث الثالث والعشرون



عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكثروا من الصلاة علي في يوم الجمعة ، فإن صلاة أمتي تعرض علي في كل جمعة ، فمن كان أكثرهم علي صلاة ، كان أقربهم مني منزلة " .

( رواه البيهقي )



واعلم أن كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم متأكدة في كل حال ، إلا أنها في يوم الجمعة أكثر لهذا الحديث ، ولما رواه ابن أبي الدنيا عن أنس رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أكثروا علي من الصلاة في الليلة الغراء واليوم الأزهر ، فإن صلاتكم تعرض علي " ، ولما رواه البيهقي في شعب الإيمان عن أنس رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أكثروا من الصلاة علي في يوم الجمعة وليلتها ، فمن فعل ذلك كنت له شهيداً وشافعاً يوم القيامة " . انتهى .

والحكمة في ذلك ما قدمناه في الحديث العاشر ، والله أعلم .

والليلة الغراء ليلة الجمعة ، واليوم الأزهر يومها ، قاله إمامنا الشافعي رضي الله تعالى عنه ، وقال أبو طالب المكي : وأقله ثلثمائة مرة ، وسيأتي أيضاً فيما رواه الدارقطني عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه في الحديث التالي .

وورد أيضاً : " أن أفضل أيامكم يوم الجمعة ، فأكثروا من الصلاة علي فيه " رواه أحمد وأبو داود والحاكم وان حبان عن أوس بن أوس ، والله أعلم .

الحديث الرابع والعشرون



عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال جزى الله عنا محمداً ما هو أهله ، أتعب سبعين كاتباً ألف صباح " .

( رواه الطبراني )



واعلم أن هذا الحديث معناه أن السبعين يكتبون له الثواب ألف يوم ، ومعنى إتعابهم كثرة كتابتهم في هذه المدة ، وعبر عن اليوم بالصباح ، لأن الصباح لازم لليوم ، والله أعلم .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: عقد الجواهر البهية في الصلاة على خير البرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يوليو 25, 2014 2:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الحديث الخامس والعشرون



عن كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " احضروا للمنبر ، فحضرنا ، فلما ارتقى درجة قال : آمين ، فلما ارتقى الدرجة الثانية قال : آمين ، فلما ارتقى الدرجة الثالثة ، قال : آمين ، فلما نزل قلنا : يا رسول الله ، لقد سمعنا منك اليوم شيئاً ما كنا نسمعه ، قال : إن جبريل عرض لي في الدرجة الأولى ، فقال : بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له ، فقلت آمين ، فلما رقيت الثانية قال : بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك ، فقلت آمين ، فلما رقيت الثالثة قال : بعد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة ، قلت آمين " .

( رواه الحاكم )



ومعنى بعد : أي بعد عن الله وعن الجنة ، وفي بعض الروايات ما يؤيده كما قيل ، وآمين فيها لغتان : أشهرهما خفة ميمها مع المد ويجوز القصر ويجوز مع المد لغة ثالثة ، وهي الإمالة ، وفيها رابعة على قول ، وهي آمين بتشديد الميم ومعناها قاصدين ، والمشهور أنها لحن .

وآمين اسم فعل بمعنى استجب ، وهي مبنية على الفتح مثل كيف وأين ، وقيل هي طابع الدعاء ، والطابع بفتح الباء : الخاتم ، أي هو ختم الدعاء الذي يختم به ، وقيل معنى آمين : كذلك يكون ، وقيل هو اسم من أسماء الله تعالى ، وقيل هو خاتم الله على عباده ، يدفع به عنهم الآفات .

واعلم أن بر الوالدين مأمور به ، وعقوق كل واحد منهما كبيرة ، وبرهما هو الإحسان إليهما وفعل الجميل معهما ، وفعل ما يسرهما مما ليس منهياً عنه ، ويدخل في ذلك الإحسان إلى صديقهما ، وأما عقوقهما فهو كل فعل يتأذى به الوالد ونحوه تأذياً ليس بالهين مع أنه ليس بواجب ، وقيل تجب طاعتهما في كل ما ليس بحرام ، وتوقف ابن عبد السلام رحمه الله تعالى في ضابط العقوق ، واعلم أن نهي الأبوين عن المعصية كنهي غيرهما في الوجوب على الولد لآيات شريفة وأحاديث عظيمة دلت على ذلك ، والله أعلم .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: عقد الجواهر البهية في الصلاة على خير البرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يوليو 25, 2014 8:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الحديث السادس والعشرون



عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له ، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة " .

( رواه الترمذي )


ومعنى رغم كما قالوا : أي لصق بالرغام ، وهو التراب ذلاً وهواناً ، وهو بكسر الغين ، وقيل فيه رفم بالفتح ، وضعف والله أعلم .

الحديث السابع والعشرون



عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من صلى علي يوم الجمعة ثمانين مرة غفر الله له ذنوب ثمانين سنة ، قيل يا رسول الله : كيف الصلاة عليك ؟ قال : يقول اللهم صل على محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي ، ويعقد واحدة " .

( رواه الدارقطني )


ومعنى يعقد واحدة : أي يعد واحدة ، والله أعلم .

الحديث الثامن والعشرون



عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ذكرت عنده فخطيء الصلاة علي ، خطيء طريق الجنة " .

( رواه الطبراني )



الحديث التاسع والعشرون



عن محمد بن الحنفية رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ذكرت عنده ونسي الصلاة علي خطيء طريق الجنة " .

( رواه ابن أبي عاصم )


واعلم أن هنا النسيان معناه الترك ، قال الله تعالى : " كذلك أتتك آياتنا فنسيتها " وليس المراد منه الذهول ، لأن الناسي غير مكلف ، والله أعلم .

الحديث الثلاثون



عن الحسين رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي " .

( رواه النسائي وابن حبان في صحيحه )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: عقد الجواهر البهية في الصلاة على خير البرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يوليو 25, 2014 9:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الحديث الحادي والثلاثون



عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال : خرجت ذات يوم فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ألا أخبركم بأبخل الناس ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من ذكرت عنده فلم يصل علي ، فذلك أبخل الناس " .

( رواه ابن أبي عاصم )



واعلم أن سبب كونه أبخل الناس أنه قادر على تحصيل جميع الثواب المتقدم بكلمة سهلة ، وتركها وبخل على نفسه بها ، وهذا أعظم البخل .. ، صلى الله عليه وسلم ، والله أعلم .

الحديث الثاني والثلاثون



عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من عبدين متحابين يستقبل أحدهما صاحبه بالدعاء ، ويصليان على النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يتفرقا حتى يغفر لهما ذنوبهما ، ما تقدم منها وما تأخر " .

( رواه أبو يعلى )



واعلم أن في هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدم ، أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تغفر ما تقدم من الذنوب وما تأخر ، غفر الله ذنوبنا آمين ، والله أعلم .

الحديث الثالث والثلاثون



عن رويفع بن ثابت الأنصاري رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال : اللهم صل على محمد وأنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة إلا وجبت له شفاعتي " .

( رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط )



الحديث الرابع والثلاثون



عن أنس رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى علي في يوم ألف مرة ، لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة " .

( رواه أبو حفص بن شاهين )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 19 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 7 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط