وأما عن حزن الصديق رضى الله عنه : فقد كان ينوح عليه ، فلما دخل على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بعد وفاته وضع فمه بين عينيه ووضع يديه على صدغيه وقال : وا نبياه وا خليلاه وا صفياه , وفـى روايـة أخرى : يا نبياه يا صفياه وأما عن حزن عمر بن الخطاب رضى الله عنه : فقد حزن حتى قال: من قال أن محمداً قد مات قتلته ولا أدرى كيف حكم ابن تيمية وأى شيطان أعلمه وأوحى إليه أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه لم يحزن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بعد وفاته كما حزن عليه فى الغار ؟ وأن عدم الحزن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم مأمور به ؟؟ فكون أبى بكر الصديق رضى الله عنه كان متماسكاً بعد وفاة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لا يعنى ذلك أنه لم يحزن حزناً شديداً فقد كان الموقف فى حاجة إلى رجـل من خاصة أهـل الله يقف موقفاً لا يستطيع غيره وقوفه حتى لا تضيع الأمة، وخاصة بعد الحالة التى كان عليها عمر بن الخطاب رضى الله عنه فوقف أبو بكر رضى الله عنه موقفاً أعانه الله عليه.فهل يعتبر ابن تيمية ثبات الصديق رضى الله عنه وأرضاه عدم حزن على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، أو أنه حزن حزناً أقل لأن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم انتقل إلى الرفيق الأعلى ؟ ولم يلتفت ابن تيمية إلى أمر وهو أنه كما أن السيدة فاطمة عليها السلام البضعة النبوية الشريفة كانت أسرع أهل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لحوقاً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، كذلك كان الصديق رضى الله عنه أسرع الصحابة الكبار لحوقاً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، إن شئت قلت من شدة الحزن ، وإن شئت قلت من شدة الشوق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وإن شئت قلت من كليهما
_________________ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ
|