وَأَسْرى بـِهِ رَبــِّي مِنَ الـْحِجْرِ لـَيْـلـَة
إِلى الـْمَسْجـِدِ الأَقـْصى لِرُؤْيـَةِ حَنــَّانِ
كـَما الـْبـَدْرُ فِي دَاجٍ مِنَ الـلـَّيـلِ قـَدْ سَرى
وَجـِبـْرِيلُ مَعَ مِكـَالَ مَعَهُ يَسِـيرَانِ
وَمُذ حَلَّ فِي الـْبَيـْتِ الـْمُقـَدَّسِ جُمِّعَتْ
لـَهُ الرُّسُلُ وَالأَمْلاَكُ مَعَ كـُلِّ رُوْحَانِ
وَقـَدَّمـَهُ جـِبْرِيلُ صَـلى بـِجَمْعِـهـِمْ
إِمَامـاً وَهُمْ لِـلـْحَقِّ أَكـْثـَرُ إذعَانِ
وَذاكَ لِـمَا يَدْرُونَ مـِنْ فـَضـْلِهِ الـَّذِي
عَلـَيـْهـِمْ عَلى طـُرٍّ بـِمِنـَّةِ مَنــَّانِ
هـُنـَالِـكَ لِـلـْمِعْرَاجِ بـَادَرَ مُسْرِعـاً
لِيـَرْقى إِلى السَّبْعِ الطـِّبـَاقِ بـِجُثـْمَانِ
وَجَاوَزَهـُنَّ الـْكـُلَّ وَالرُّوحُ خـَادِمٌ
لِحَضـْرَتِهِ الـْعُلـْيَا بـِمَشـْهَدِ عِرْفـَانِ
إِلى أَنْ دَنى مِنْ قـَابَ قـَوْسَـيـْنِ إِذ دَنى
وَشـَاهـَدَ ذاتَ الـلـه رُؤيــَةَ أَعْيـَـانِ
وَصَدَّقــَهُ الصِّـدِّيقُ فِي صُـبـْحِ يـَوْمِهِ
وَكـَابَرَ مَنْ أغـْوِيَ بـِفِتـْنـَةِ شـَـيْطـَانِ
إِلــهـِــــــي رَوِّحْ رُوحَــــــــــــهُ وَضَـــــــرِيـحَـــــهُ
بـِـعَـــرْفٍ شـَــــــذِيِّ مِّــنْ صَـــــــلاةِ وَّ رِضـْــــوَانِ
( الـلـهـم صـلِّ وسـلـِّـم وبـارك عـلـيـه )
وَكـَانَ رَسُولُ الـلـه أَكـْمَلَ خـَلـْقِهِ
بـِخـَلـْقٍ وخـُلـُقٍ سَيـِّدِ الإِنـْسِ وَالـْجَانِ
لـَهُ قـَامَة مَرْبـُوعَةٌ أَبـْيـَضَ الثــَّنـَا
أَغـَرَّ كـَحـِيلَ الطـَّرْفِ مُحْمَرَّ أَوْجَانِ
وَوَاسِعَ عَـيْـنٍ بَـلْ وَأهـْدَبَ شـَفـْرِهـَا
وَوَاسِعَ فـَمٍ بَلْ وَأَفـْـلـَجَ أَسْـنـَانِ
بـِجَبْهـَتِـهِ بــَدْرُ الـْكـَـمَالِ مُتـَمَّـمٌ
وَشـَمْسُ الضـُّحى وَالـْفـَجْـرُ فِـيهِ يُضِـيآنِ
بـِأَحْسَـنِ عــِرْنِـيـنٍ وَأَقـْنـَاهُ قـَدْ سَمى
حَوى مَنـْكِـبَاهُ الـْوُسْعَ خدَّاهُ سَهـْلاَنِ
لـَهُ زَجَجٌ فِي الـْحَاجـِبَـيْـنِ وَأَنـْفـُهُ
بـِهِ بَعْضُ الإِحْدِيـدَابِ عَـدْلٌ كـَمَـزَّانِ
وَضـَخـْمُ كــَرَادِيـسِ كـَذا كـَثُّ لِحْيـَةٍ
وَكـَســَّاهُ بـِلإِحْـسَانِ وَالجُودِ سَـبْطـَانِ
وَكـَانَ عَظـِيمَ الرَّأسِ صَـلـْتـاً جَبـِينـُهُ
وَذا شـَعْـرٍ حَاذا لـِشـَحْـمَةِ آذانِ
وَخـَاتـَمُهُ يُـنـْبيءُ بـِخـَتـْمِ نـُبـُوَّةٍ
وَمَا بَيـْنَ كِتـْفـَيـْهِ اسْـتـَقــَرَّ بـِإِيقــَانِ
لـَهُ عَـرَقٌ كـَالـلـُّؤْلـُؤِ الرَّطـْبِ عَرْفـُهُ
يَفـُوقُ فـَتِـيـتَ الـْمِسْكِ فِي كـُلِّ أَحْيـَانِ
وَمِشـْيَتـُهُ الـْحَـسَـنـَاءُ كـَانــَتْ تـَكـَفــُّأً
كـَذا صَبـَبٌ يـَـنــْحَـطُّ مِنـْهُ لِـقِـيعَانِ
وَكانَ حَـبـِيـبُ الـلـه خـَيـْرَةَ خـَلـْقـِهِ
يُـصَافِـحُ مَنْ يـَلـْقـَاهُ مِنْ كـُلِّ أَخـْدَانِ
مـُصَافـَحَةً فِي سَائِر الـْيـَوْمِ لـَمْ تـَزَلْ
مُعَبــَّقــَةً مِنـْهُ بـِرَيــَّاهُ كـَفــَّانِ
صَبـِيــِّا إِذا مَا مَسَّ يُعْـرَفُ مَسُّـهُ
وَيُدْرى بـِعَرْفِ الطـِّيـبِ مِنْ بَيـْنِ صِبـْيانِ
كـَمَا الـْبــَدْرِ في تــَمٍّ تــَلأْلأَ وَجْهـُهُ
وَمَا الـْبــَدْرُ إِلاَّ مِنـْهُ يـَزْهـُو بـِلـَمْعَانِ
وَقـَدْ قـَالَ حَقــَّا فـِيهِ نـَاعِتُ وَصْـفـِهِ
شـَبـِيهاً لـَهُ مَا أَبـْصَـرَتْ قـَطُّ أَعْيـَانِ
وَلاَ شـَاهـَدَ الأمْلاَكُ وَالـْجــِـنُّ مِـثـْلـَهُ
وَلاَ بَشـَـرٌ فـِي الـْخـَـلـْقِ وَالشـَّانِ
وَمَا أَدْرَكـُـوا وَالـلـه غـَـيـْرَ خـِـيــَالـِهِ
وَرَبــُّكَ أَدْرى بـِالـْحَـقِـيـقـَةِ لا ثـــَانِ
إِلــهـِــــــي رَوِّحْ رُوحَــــــــــــهُ وَضَـــــــرِيـحَـــــهُ
بـِـعَـــرْفٍ شـَــــــذِيِّ مِّــنْ صَـــــــلاةِ وَّرِضـْــــوَانِ
( الـلـهـم صـلِّ وسـلـِّـم وبـارك عـلـيـه )
وَقـَدْ كـَانَ مَوْلاَنـَا كـَثيـرَ تـَواضـُعٍ
شـَدِيدَ حَـيَاءٍ رَافِـعـاً خِرْقَ قـُمْصَـانِ
وَيَخـْصِـفُ نـَعْـلـَيْهِ وَيَحْلِبُ شـَاتـَهُ
وَيَخـْدُمُ أَهـْلِـيـهِ بـِرِفـْقٍ وَّإِحْـسَانِ
يُحِبُّ مَسَاكِيناً يـَّعُـودُ مَرِيضـَهـُـمْ
يُـشـَيـِّعُ مَوْتـَاهـُمْ يُوارِي بـِأَكـْفـَانِ
وَلـَيْسَ لِـمَنْ أَشـْوَاهُ فـَقـْرٌ وَّفـَاقـَة
يُحَقــِّـرُ بـَلْ يَبـْدُو لـَهُ مِنـْهُ بـِشـْرَانِ
وَيـَقـْبـَلُ ذا عُـذرٍ يـُّمَاشِي أرَامِلاً
يُـواسِـيهـمُ بـِرًّا يـُّمَـاشِي لِعُـبـْدَانِ
لـَقـَدْ مُلِـئِـتْ مِنـْهُ الـْمُلـُوكُ مَهـَابَةً
وَمَا هـَابَهـُمْ بَلْ لـَمْ يَخـَفْ بَأسَ سُلـْطـَانِ
وَيَغـْضـَبُ لـلـه الـْكـَرِيمِ وَيَرْتـَضِي
لِمَا يَرْتـَضِـيهِ زَاجـِراً أَهـْلَ عِصْـيَانِ
وَيَمْشِي وَرَاءَ الصَّحْبِ فِي السِّـرِّ قـَائِلاً
دَعُوا الظـَّهـْرَ لِلأمْلاَكِ مَعَ كـُلِّ رَوْحَانِ
وَقـَدْ رَكِبَ الـْهـَادِي بَعِـيراً وَّبَغلـَةً
كـَذا فـَرَساً إذ كـَانَ سَيَّدَ فـُرْسَانِ
كـَذاكَ حِمَارٌ قـَدْ أَتـَاهُ هـَدِيـَّةً
وَبـَعْضُ مُلـُوكِ الـْوَقـْتِ أهـْدَاهُ وَالانِ
إِلــهـِــــــي رَوِّحْ رُوحَــــــــــــهُ وَضَـــــــرِيـحَـــــهُ
بـِـعَـــرْفٍ شـَــــــذِيِّ مِّــنْ صَـــــــلاةِ وَّرِضـْــــوَانِ
( الـلـهـم صـلِّ وسـلـِّـم وبـارك عـلـيـه )