السلام عليكم أيها الأحباب: سأشارككم تجربتي القصيرة المدى مع كتاب أسعدني عنوانه وصدمني محتواه حيث جاء مخيباً لآمالي الكتاب اسمه " السيدة زينب عقيلة بني هاشم" للدكتور عائشة عبد الرحمن تلهفت لقراءة الكتاب لأنه عن الحبيبة الغالية العظيمة سيدتنا السيدة زينب
لكن لم يعجبني للعديد من الاسباب أذكر منها:
- عدم الاعتناء بذكر "سيدنا" أو "النبي" أو الرسول" عند التحدث عن النبي صل الله عليه وسلم ...فقط مناداته بـ "محمد" ، وكذلك السيدة "خديجة"، و"السيدة زينب" وسادتنا الحسن والحسين وكل ما ذكر من آل وأصحاب...فتجد نفسك خرجت من روح الأدب وأصابك شيء من الانقباض خلال قراءة الكتاب وعدم رغبة في اكمال قرائته.
- بعض الجمل والألفاظ أجدها غير لائقة مثل: "حدثوا أن نبوءة ذاعت عند مولد الطفلة، تشير إلى دورها الفاجع في مأساة كربلاء" هل من الصواب أن نصف موقف سيدتنا زينب في كربلاء بـ (الفاجع)؟؟!! أو أن نصف حديثه صل الله عليه وسلم عن كربلاء بأنها (نبؤة مشئومة)؟!!!
- تخيل العلاقة بين السيدة فاطمة الزهراء والسيدة عائشة كعلاقة تشوبها الغيرة ، أترك لكم التعليق بعد قراءة الاقتباس التالي من الكتاب:
"ونستطيع ان نضيف الي هذا , ان "الزهراء " لم تكن ايام الحمل مشرقة مطمئنة , فلقد كانت تعتادها من حين الي حين نوبات من القلق والاكتئاب , وهي نوبات قديمة غير طارئة , لعلها بدأت بموت امها خديجة رضي الله عنها , ثم اخذت تزداد في بطء منذ جائت عائشة الي بيت الرسول وشغلت مكان الام الراحلة , وهو المكان الذي ترك بضع سنين لقاطمة , الابنة الاثيرة المحببة . ثم كان بين الابنة وزوجة الاب , ما يشبه الذي يكون بين مثيلاتهما في الناس وهو ما اعترفت به "عائشة بعد سنين وتحدث عنه بعض الغربيين , اذكر منهم " بودلي " ف كتابه "الرسول " و " لامنس " في كتابه " فاطمة وبنات محمد " فجعلوا في دور النبي معسكرين : احدهما معسكر " عائشة " الزوجة المدللة , والاخر معسكر " فاطمة " الابنة المفضلة . وليس ببعيد ان يكون لحالة الحمل اثر في اشتداد ما كانت " فاطمة " تعاني من ذاك , مع ما تجد لفقد الام..."!!!
- تحاملها على سيدنا أبي بكر وسيدنا عمر بن الخطاب حيثً تشير ضمنيا في الكلام أن السيدة زينب "شايلة في قلبها" من سيدنا أبي بكر وسيدنا عمر بن الخطاب حيث جاء في الكتاب:
"حدث هذا بمرأي من الصبية او مسمع , وما أحسبها نسيت مع الايام , مشهدا أليما طالعته في صباها حينذاك , يوم حاول "عمر بن الخطاب " أن يقتحم بيت "الزهراء " كي يحمل "عليا" في البيعة "لأبي بكر" خشية تفرق الكلمة وتمزق الشمل , فلما سمعت "فاطمة" أصوات القوم تقترب نادت بأعلي صوتها :
- يا أبت رسول الله , ماذا لقينا بعدك من " ابن الخطاب " و " ابن ابي قحافة " ؟
فانصرف القوم باكين , ومضي "عمر" محزونا يسأل أبابكر ان ينطلق معه الي "فاطمة" ليسترضياها .
وانطلقا فاستأذنا عليها فلم تأذن لهما , فأتيا "عليا " فكلماه , فأدخلهما عليها , فلما اخذا مجلسيهما حولت " فاطمة" وجهها الي الحائط , دون ان ترد عليهما السلام .
وتكلم ابوبكر فقال :
- ياحبيبة رسول الله , والله ان قرابة رسول الله احب الي من قرابتي , وانك احب الي من عائشة ابنتي . ولوددت يوم مات ابوك اني مت ولا ابقي بعده , أفتراني اعرفك واعرف فضلك وشرفك , وامنعك حقك وميراثك من رسول الله , الا اني سمعته صلي الله عليه وسلم يقول :
"نحن معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه فهو صدقة " .
فادارت "فاطمة " اليهما وجهها الشاحب الحزين وسألت :
- أرأيتكما ان حدثتكما حديثا عن رسول الله صلي الله عليه وسلم واله تعرفانه وتعملان به؟
قالا معا : نعم .
فقالت : - نشدتكما الله , الم تسمعا رسول الله يقول : "رضا فاطمة من رضاي " وسخط فاطمة من سخطي , فمن احب فاطمة ابنتي فقد احبني , ومن ارضي فاطمة فقد .669 ومن ارضي فاطمة فقد ارضاني , ومن اسخط فاطمة , فقد اسخطني " .
قالا : "نعم سمعناه من رسول الله صلي الله عليه وسلم واله " .
قالت : - فاني اشهد الله وملائكته انكما اسخطتماني وما الله رضيتماني ولئن لقيت رسول الله لاشكو كما اليه .
وعادت فأشاحت بوجهها الحزين .
وخرج الزائران يبكيان !
حتي اذا لقيا القوم , سألهم "ابوبكر" ان يقيلوه من البيعة فأبوا....
- تحاملها على السيدة عائشة أم المؤمنين: قدر " لزينب " أن تري مجري الحوادث عن كثب : شهدت الامر ينتقل من "ابي بكر " الي " عمر " ثم الي " عثمان " عام 35 هجرية , لتبدأ المعركة الطاحنة , معركة الفتنة التي لعل نارها لم تخب حتي يومنا هذا .
سمعت اصداء صوت " عائشة ام المؤمنين وهي تحض علي الثورة , وتطالب بدم الشهيد , وتصيح في الناس : " ان الغوغاء من اهل الامصار وعبيد اهل المدينة , قد سفكوا الدم الحرام في الشهر الحرام , واستحلوا البلد الحرام واخذوا المال الحرام , والله لاصبع عثمان خير من طباق الارض امثالهم , فنجاة من اجتماعكم عليهم حتي ينكل بهم غيرهم , ويشرد من بعدهم .... " .
ثم تخرج عائشة علي الجمل الانكد . قائدة علي جمع الخارجين علي " علي امير المؤمنين " .
وما كان " علي " قاتل " عثمان " او المحرض عليه او الراضي به , ولا كانت " عائشة " راضية عن عثمان او ولية دمه المسفوك . فلطالما حرضت عليه وتحدثت فيه بالنقد المثير . والمؤرخون لم ينسوا لها انها غضبت علي "عثمان " يوما لانه نقص عطاءها. فتربصت به حتي رأته يخطب في الناس . فدلت قميص رسول الله صلي الله عليه وسلم واله ونادت : يا معشر المسلمين , هذا جلباب رسول الله لم يبل . وقد ابلي عثمان سنته " .
وطالما سمعت تقول " اقتلوا نعثلا - اي عثمان - فان نعثلا قد كفر . "وأثارتها فتنة عمياء صماء , انتقاما من " علي " ذاك الذي لم تسالمه ابدا منذ دخلت بيت محمد صلي الله عليه وسلم - صبية في العقد الاول من عمرها , ولم تنس له قط انه زوج " فاطمة " بنت " خديجة " الودود الولود التي شغلت من قلب رجلها - في حياتها وبعد الممات - مكانا لم تستطع " عائشة " بكل شبابها وجمالها ونضرتها وحيوتها وذكائها ان تزحزحها عنه .
كذلك لم تغفر " عائشة " ل " علي " ابدا موقفه من قصة الافك , فقد كان ممن اشار علي الرسول صلي الله عليه وسلم واله - بطلاقها - , فالنساء غيرها كثيرات . وقيل انه قال للرسول عليه الصلاة والسلام سل الخادم وخوفها . وان اقامت علي الجحود فاضربها .
وفي كثير وكثير ..... اصغت له " عائشة " ووعته . ولم تستطع ان تتناساه"
- تبنيها لآراء من يشير إلى أن السيدة عائشة فرحت بمقتل سيدنا علي:
أما " عائشة " فحين اتاها النعي، تمثلت بقول الشاعر :
فألقت عصاها واستقر بها النوي ........... كما قر عينا بالاياب المسافر .
ثم سألت : من قتله ؟
فقيل لها : رجل من مراد . فقالت : فان يك نائيا فلقد نعاه غلام ليس في فيه التراب وسمعتها " زينب " بنت ام سلمة " فسألتها منكرة :
ألـ"علي" تقولين هذا ؟
فاجابت " عائشة ": اني انسي , فاذا نسيت فذكروني , ثم تمثلت :
ما زال اهداء القصائد بيننا باسم الصديق وكثرة الألقاب حتي تركت كأن قولك فيهم في كل مجتمع طنين ذباب
وفي رواية انه : لما جاء " عائشة " قتل " علي " عليه السلام , سجدت ! قالوا : وكان الذي جاءها بنعيه , " سفيان بن ابي امية " .
لا أعلم لماذا ركزت الكاتبة في الكتاب على السيدة عائشة وليس على السيدة زينب ... والمساحة الكبيرة التي أعطتها للسيدة عائشة تبنت فيها أقوال من يذكرها بسوء... ولما ذكرت من المواقف ما يظهر السيدة عائشة بأنها لم تكن على وفاق مع السيدة فاطمة ولا مع سيدنا عثمان ولا سيدنا علي... وما هي مراجع هذا الكتاب فلم أجد ملحق بالمراجع... ولماذا يتجه اتجاهاً شيعياً... صراحة لم أستطع اكمال الكتاب بعد هذا الحد لأني لا أريد الدخول في مأساة كربلاء ولا في مأساة محتملة من العرض السيء غير المنصف لوقائع تاريخية.
وأحب أن أوضح هدفي من هذه المشاركة: و أن بعض المؤلفات تصنف على أنها تتبع استراتيجية "دس السم في العسل" وإن لم يتعمد صاحبها ذلك وإن كان حسن النية... ما يهمني الآن ليس ذات الكاتب ولا نيته لكن القاريء الذي سيتأثر حتماً خاصة وإن كان بلا خلفية تاريخية أو دينية قوية أو لا يمتلك العقلية التي تمكنه من تصفية ما يقرأ من الشوائب...وهذا ما كنت أعاني منه قديما....القراءة وامتصاص المعلومة المقدمة دون وعي أو فلترة
وأرجو من حضراتكم التعليق والتصويب إن أخطأت
_________________ "يس" يا روح الفؤاد
|