حتى لا تضيع الهوية الصوفية بين الإخوان والشيعة وبني أمية

msobieh · **مرسل:** الثلاثاء فبراير 13, 2018 10:04 pm

شيخ الإسلام محيى الدين النووى
محيى الدين النووى الفقيه الحافظ الزاهد أحد الأعلام ، أبو زكريا يحيى بن شرف النووى (631 -677 هـ) صاحب كتاب الأربعين النووية ، ورياض الصالحين ، وشرح مسلم ، وشرح المهذب ، وغيرها.
قال القاضى عز الدين بن الصائغ : لو أدرك القشيرى النووى وشيخه كمال الدين إسحاق لما قدم عليهما فى ذكره لمشايخها - يعنى الرسالة – أحداً ، لما جمع فيهما من العلم والعمل ، والزهد والورع ، والنطق بالحكمة .
قال الإمام اليافعى شيخ الحافظ العراقى : " ومن المشهور أنه كان يقتدى ببعض المشائخ من الصوفية ، وهو الشيخ الشهير العارف بالله الخبير الولى الكبير ياسين المزين ، ويتأدب معه ، ويجالسه ويقبل إشارته . وأخبرنى بعض العلماء الشاميين أنه أشار عليه قبل موته بقليل يرد ما عنده من الكتب المستعارة ، وزيارة أهله فى بلده ، ففعل ذلك ، ثم توفى عندهم فى الرابع والعشرين من رجب سنة ست وسبعين وستمائة ، وفى لحيته شعرات بيض .
قلت - أى اليافعى - : واعتقاد هذا السيد الكبير المتضلع من علوم المشائخ الصوفية ، وصحبتهم ومحبتهم على العموم من أقوى الحجج الظاهرة على المنكرين عليهم من الخصوم ، ومن كل طاعن فيهم محروم ، وقد صرح فى كتابه الأذكار المشتمل على الفضائل الجمة بكون الصوفية من صفوة هذه الأمة . انتهى
قلت :
وله كتاب بستان العارفين يشهد بتعظيمه لأهل التصوف ، وهو من القائلين بالتوسل بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم والكلام معه عند زيارته فى المدينة المنورة ، ويقول ببقاء الخضر وينسب ذلك إلى جمهور العلماء ، وله كلام كثير فى التصوف .
قال الإمام النووى رحمه الله " أصول طريق التصوف خمسة : تقوى الله فى السر والعلانية ، إتباع السنة فى الأقوال والأفعال ، الإعراض عن الخلق فى الإقبال والأدبار ، الرضا عن الله تعالى فى القليل والكثير ، الرجوع إلى الله فى السراء والضراء .

msobieh · **مرسل:** الثلاثاء فبراير 13, 2018 10:05 pm

شيخ الإسلام وسلطان العلماء
عز الدين ابن عبد السلام
هو عز الدين أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام شيخ الإسلام السلمى الدمشقى الشافعى ( 587 ـ 660 هـ(.
درس وأفتى ، وصنف ، وبرع فى المذهب ، وبلغ رتبة الاجتهاد ، وقصده الطلبة من البلاد ، وتخرج به أئمة، وله الفتاوى السديدة.
كان ناسكاً ، ورعاً ، آمراً بالمعروف ، نهاءاً عن المنكر ، وكان مع شدته فيه حسن محاضرة بالنادرة والشعر.
قال العلامة ابن السبكى فى طبقات الشافعية الكبرى : " قال شيخ الإسلام ابن دقيق العيد : كان ابن عبد السلام أحد سلاطين العلماء . وعن الشيخ جمال الدين ابن الحاجب أنه قال : ابن عبد السلام أفقه من الغزالى . وحكى القاضى عز الديـن الهكارى ابن خطيب الأشمونين فى مصنف له ذكر فيه سيرة الشيخ عز الدين : أن الشيخ عز الدين أفتى مرة بشيء ثم ظهر له أنه خطأ فنادى فى مصر والقاهرة على نفسه من أفتى له فلان بكذا فلا يعمل به فإنه خطأ.
وذكر أن الشيخ عز الدين لبس خرقة التصوف من الشيخ شهاب الدين السهروردى ، وأخذ عنه ، وذكر أنه كان يقرأ بين يديه رسالة القشيرى فحضره مرة الشيخ أبو العباس المرسى لما قدم من الإسكندرية إلى القاهرة ، فقال له الشيخ عز الدين : تكلم على هذا الفصل. فأخذ المرسى يتكلم والشيخ عز الدين يزحف فى الحلقة ويقول : اسمعوا هذا الكلام الذى هو حديث عهد بربه.
وقد كانت للشيخ عز الدين اليد الطولى فى التصوف وتصانيفه قاضية بذلك.
ذكر واقعة التتار وما كان من سلطان العلماء فيها :-
وحاصلها أن التتار لما دهمت البلاد عقيب واقعة بغداد - التى سنشرحها إن شاء الله تعالى فى ترجمة الحافظ زكى الدين - وجبن أهل مصر عنهم وضاقت بالسلطان وعساكره الأرض ، استشاروا الشيخ عز الدين رحمه الله فقال : اخرجوا وأنا أضمن لكم على الله النصر ، فقال السلطان له : إن المال فى خزانتى قليل وأنا أريد أن أقترض من أموال التجار ، فقال له الشيخ عز الدين : إذا أحضرت ما عندك وعند حريمك ، وأحضر الأمراء ما عندهم من الحلى الحرام وضربته سكة ونقدا وفرقته فى الجيش ولم يقم بكفايتهم ، ذلك الوقت اطلب القرض وأما قبل ذلك فلا ، فأحضر السلطان والعسكر كلهم ما عندهم من ذلك بين يدى الشيخ ، وكان الشيخ له عظمة عندهم وهيبة بحيث لا يستطيعون مخالفته ، فامتثلوا أمره فانتصروا.
ومما يدل على منزلته الرفيعة عندهم أن الملك الظاهر بيبرس لم يبايع واحداً من الخليفة المستنصر والخليفة الحاكم إلا بعد أن تقدمه الشيخ عز الدين للمبايعة ثم بعده السلطان ثم القضاة. ولما مرت جنازة الشيخ عز الدين تحت القلعة وشاهد الملك الظاهر كثرة الخلق الذين معها ، قال لبعض خواصه : اليوم استقر أمرى فى الملك لأن هذا الشيخ لو كان يقول للناس اخرجوا عليه لانتزع الملك مني.
ذكر واقعة الفرنج على دمياط :-
وكانوا قبل ذلك قد وصلوا إلى المنصورة فى المراكب واستظهروا على المسلمين، وكان الشيخ مع العسكر وقويت الريح ، فلما رأى الشيخ حال المسلمين نادى بأعلى صوته مشيرا بيده إلى الريح : يا ريح خذيهم ( عدة مرار ) فعادت الريح على مراكب الفرنج فكسرتها وكان الفتح ، وغرق أكثر الفرنج ، وصرخ من بين يدى المسلمين صارخ الحمد لله الذى أرانا فى أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم رجلا سخر له الريح.
ذكر كائنة الشيخ مع أمراء الدولة من الأتراك :-
وهم جماعة ذكر أن الشيخ لم يثبت عنده أنهم أحرار ، وأن حكم الرق مستصحب عليهم لبيت مال المسلمين ، فبلغهم ذلك فعظم الخطب عندهم فيه وأضرم الأمر والشيخ مصمم لا يصحح لهم بيعا ولا شراء ولا نكاحا وتعطلت مصالحهم بذلك. وكان من جملتهم نائب السلطنة فاستشاط غضبا ، فاجتمعوا وأرسلوا إليه فقال : نعقد لكم مجلسا وينادى عليكم لبيت مال المسلمين ويحصل عتقكم بطريق شرعي. فرفعوا الأمر إلى السلطان ، فبعث إليه فلم يرجع ، فجرت من السلطان كلمة فيها غلظة حاصلها الإنكار على الشيخ فى دخوله فى هذا الأمر، وأنه لا يتعلق به. فغضب الشيخ وحمل حوائجه على حمار وأركب عائلته على حمار آخر ومشى خلفهم خارجا من القاهرة قاصدا نحو الشام ، فلم يصل إلى نحو نصف بريد إلا وقد لحقه غالب المسلمين ، لم تكد امرأة ولا صبى ولا رجل لا يؤبه إليه يتخلف لا سيما العلماء والصلحاء والتجار وأنحاؤهم ، فبلغ السلطان الخبر وقيل له متى راح ذهب ملكك ؛ فركب السلطان بنفسه ولحقه واسترضاه وطيب قلبه فرجع ، واتفقوا معهم على أنه ينادى على الأمراء ، فأرسل إليه نائب السلطنة بالملاطفة فلم يفد فيه ، فانزعج النائب وقال : كيف ينادى علينا هذا الشيخ ويبيعنا ونحن ملوك الأرض ، والله لأضربنه بسيفى هذا. فركب بنفسه فى جماعته وجاء إلى بيت الشيخ والسيف مسلول فى يده فطرق الباب فخرج ولد الشيخ أظنه عبد اللطيف فرأى من نائب السلطنة ما رأى فعاد إلى أبيه وشرح له الحال ، فما اكترث لذلك ولا تغير وقال : يا ولدى أبوك أقل من أن يقتل فى سبيل الله ، ثم خرج كأنه قضاء الله قد نزل على نائب السلطنة ، فحين وقع بصره على النائب يبست يد النائب وسقط السيف منها وأرعدت مفاصله ، فبكى وسأل الشيخ أن يدعو له وقال : يا سيدى خبر إيش تعمل ؟ ، قال : أنادى عليكم وأبيعكم. قال : ففيم تصرف ثمننا ؟ قال : فى مصالح المسلمين. قال : من يقبضه ؟ قال : أنا. فتم له ما أراد ، ونادى على الأمراء واحداً واحد ، وغالى فى ثمنهم وقبضه وصرفه فى وجوه الخير . وهذا ما لم يسمع بمثله عن أحد رحمه الله تعالى ورضى عنه. كلام ابن السبكى رحمه الله.
وقال الحافظ المناوى فى الكواكب الدرية (2/448) " وكان يحضر السماع ويتواجد. قال الشيخ عبد الله اليافعى : وهذا من أقوى الحجج على من ينكر الرقص من الفقهاء على أهل السماع من الفقراء ". انتهى كلام اليافعي.
ولما كان بدمشق سمع من الحنابلة أذى كثيراً. ومن مصنفاته : القواعد الكبرى، والقواعد الصغرى ، ومقاصد الرعاية ، واختصر نهاية المطالب ، وغير ذلك.
وكان عالماً ، بارعاً مفنناً ، شاع ذكره وعلا صيته حتى قيل فى المثل : أنت من العوام ولو كنت ابن عبد السلام. وكان من المشهود له بالعلم والصلاح الجلالة والوجاهة والاحترام وهو الذى أرسل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم إليه السلام مع الولى الشاذلى. وكان أول الأمر ينكر على الصوفية , فلما اجتمع بالشاذلى صار يمدحهم , ودخل فى عدادهم.
قال الإمام السيوطى رحمه الله تعالى فى ترجمة العز : " له كرامات كثيرة ولبس خرقة التصوف من الشهاب السهروردى ، وكان يحضر عند الشيخ أبى الحسن الشاذلى ، ويسمع كلامه فى الحقيقة ويعظمه ".
قال ابن شاكر الكتبى : " يحضر السماع ويرقص ويتواجد " .
قال سلطان العلماء فى كتابه قواعد الأحكام فى مصالح الأنام : " الضرب الثانى علوم إلهامية يكشف بها عما فى القلوب ، فيرى أحدهم بعينيه من الغائبات ما لم تجر العادة بسماع مثله ، وكذلك شمه ومسه ولمسه ، وكذلك يدرك بقلبه علوما متعلقة بالأكوان. وقد رأى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض ، ومنهم من يرى الملائكة والشياطين والبلاد النائية بل ينظر إلى ما تحت الثرى ، ومنهم من يرى السماوات وأفلاكها وكواكبها وشمسها وقمرها على ما هى عليه ، ومنهم من يرى اللوح المحفوظ ويقرأ ما فيه ، وكذلك يسمع أحدهم صرير الأقلام وأصوات الملائكة والجان ، ويفهم أحدهم منطق الطير ، فسبحان من أعزهم وأدناهم وأذل آخرين وأقصاهم ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء ".
وقال رحمه الله فى نفس الكتاب : فصل فى معرفة الفضائل " الفضائل بالمعارف والأحوال وما يتبعهما من الأقوال والأعمال ولقد نال الأنبياء من ذلك أفضل منال، فورث عنهم العارفون بعض المعارف والأحوال ، وورث عنهم العارفون التقرب بالأقوال والأعمال ، وورث عنهم الفقهاء التقرب بمعرفة الأحكام المتعلقة بالجوارح والأبدان ، وورث عنهم أهل الطريقة الأحكام المتعلقة بالبواطن ، وورث عنهم الزهاد الترك والإقلال ، واختص الأنبياء بمعارف لا تدرك بنظر العقول لا بضرورتها واختصوا بالأحوال المبنية على تلك المعارف ، ولعل بعض الأولياء والأبدال ورثوا أشياء من ذلك ، وكذلك اختص الأنبياء بالمعجزات والكرامات ، وشاركهم الأولياء فى بعض الكرامات والمعارف والأحوال خير من الكرامات وخرق العادات ؛ لتعلق المعارف بالله ، وتعلق الكرامات بخرق العادات فى بعض المخلوقات ، وفرق بين ما تعلق برب الأرض والسماوات وبين ما تعلق بفك اطراد العادات من النظر إلى رب الأرباب ومالك الرقاب ، من النظر إلى من هو ستر وحجاب بين القلوب وبين الملك الوهاب ، وكفى بالغفلة عن الله عقابا " .

msobieh · **مرسل:** الثلاثاء فبراير 13, 2018 10:06 pm

الخليفة القائد الصوفى فاتح القسطنطينية
محمد الثانى " الفاتح "
وشيخه فاتح القسطنطينية المعنوى
الشيخ آق شمس الدين
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش " .
تعد القسطنطينية من أهم مدن العالم، وقد أسست فى عام 330م على يد الإمبراطور البيزنطى قسطنطين الأول وقد اتخذها البيزنطيون عاصمة لهم منذ تأسيسها لموقعها الفريد. ولبشارة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ومدح أميرها تنافس ملوك المسلمين على فتحها ، وكانت أولى المحاولات أيام معاوية بن أبى سفيان سنة 44هـ ولم تنجح هذه الحملة، وغيرها من الحملات فى عهده ، وتوجهت حملة قوية فى أيام سليمان بن عبد الملك سنة 98هـ ، ولكنها فشلت هى الأخرى ، واستمرت الحملات فى العصر العباسى الأول إلا أنها لم تتمكن من فتح القسطنطينية نفسها وكانت أشد حملة هى تلك التى تمت فى أيام هارون الرشيد.
فتح القسطنطينية كان مخبأ لرجل من الصالحين أثنى عليه النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كما جاء فى الحديث . فمن هو فاتح القسطنطينية الذى يهرب منه الإخوة المتنطعون الذى كان يقول : عن قريب سيكون لى فى القسطنطينية عرش أو يكون لى فيها قبر.
فاتح القسطنطينية
السلطان محمد الفاتح
الاسم : السلطان محمد الثانى 831هـ - 1481م يلقب بالفاتح وأبى الخيرات
الوظيفة: السلطان العثمانى السابع فى سلسلة آل عثمان .
مدة حكمه: ثلاثون عاماً تقريبا منذ سنة 855هـ وكان عمره آنذاك 22 سنة ، وكان أحد النوابغ فى العديد من فروع العلم.
التربية : تأثر محمد الفاتح بالعلماء الربانيين منذ طفولته ومن أخصهم العالم الربانى " أحمـد بن إسماعيل الكـورانى " مشهودا له بالفضيلة التامة ، وكان مدرسه فى عهد السلطان " مراد الثانى " والد " الفاتح ". وفى ذلك الوقت كان محمد الثانى – الفاتح - ، أميرا فى بلدة " مغنيسيا " وقد أرسل إليه والده عددا من المعلمين ولم يمتثل أمرهم ، ولم يقرأ شيئا ، حتى أنه لم يختم القرآن الكريم ، فطلب السلطان المذكور رجلا له مهابة وحدّة ، فذكروا له المولى " الكورانى " ، فجعله معلما لولده وأعطاه قضيبا يضربه بذلك إذا خالف أمره . فذهب إليه ، فدخل عليه والقضيب بيده ، فقال : أرسلنى والدك للتعليم والضرب إذا خالفت أمرى ، فضحك السلطان محمد خان من ذلك الكلام ، فضربه المولى الكورانى فى ذلك المجلس ضربا شديداً ، حتى خاف منه السلطان محمد خان ، وختم القرآن فى مدة يسيرة..." .
وفى كبره تعرف بالولى الصالح آق شمس الدين أحد المتمكنين فى الولاية الرحمانية ، وهو من أخبر السلطان محمد الخامس بأنه المقصود فى حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وقد حدد له الزمان والمكان الذى يدخل منه القسطنطينية .
أهم أعماله: تحقيق بشارة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بفتح القسطنطينية ، ففى قرابة مائتين وخمسين ألف جندى حاصر السلطان محمد الفاتح القسطنطينية فى يوم الخميس 26 ربيع الأول 857هـ الموافق 6 أبريل 1453م ، وفتحها الثلاثاء 20 جمادى الأولى 857هـ الموافق 29 من مايو 1453م ، وكان ذو عبقرية حربية فذة ، كانت القسطنطينية محاطة بالمياه البحرية من ثلاث جهات ، مضيق البسفور ، وبحر مرمرة ، ومضيق القرن الذهبى الذى كان محمياً بسلسلة ضخمة جداً تتحكم فى دخول السفن إليه، بالإضافة إلى ذلك فإن خطين من الأسوار كانت تحيط بها من الناحية البرية من شاطئ بحر مرمرة الى القرن الذهبي، يتخللها نهر ليكوس ، حاولت بعض السفن العثمانية اقتحام القرن الذهبى بتحطيم السلسلة الحاجزة عنه ، ولكن السفن البيزنطية والأوروبية المشتركة ، إضافة الى الفرق الدفاعية المتمركزة خلف السلسلة الضخمة من المدافعين عن مدخل الخليج ، استطاعوا جميعاً صد السفن العثمانية ، ثم لاحت للسلطان فكرة بارعة وهى نقل السفن من مرساها فى بشكتاش إلى القرن الذهبي، وكيف يكون ذلك؟!
وذلك بجرها على الطريق البرى الواقع بين الميناءين مبتعداً عن حى جلطة خوفاً على سفنه من الجنوبيين ، وقد كانت المسافة بين الميناء نحو ثلاثة أميال ، ولم تكن أرضاً مبسوطة سهلة ولكنها كانت وهاداً وتلالاً غير ممهدة .
بدأ تنفيذ الخطة ، وأمر السلطان محمد الثانى فمهدت الأرض وسويت فى ساعات قليلة وأتى بألواح من الخشب دهنت بالزيت والشحم ، ثم وضعت على الطريق الممهد بطريقة يسهل بها انزلاج السفن وجرها ، وكان أصعب جزء من المشروع هو نقل السفن على انحدار التلال المرتفعة ، إلا أنه بصفة عامة كانت السفن العثمانية صغيرة الحجم خفيفة الوزن ، وقد حدث وحدثت المفاجأة ، ظهر اليأس فى أهل القسطنطينية وكثرت التنبؤات بينهم، فقد كانت عندهم نبوءة تقول: ستسقط القسطنطينية عندما ترى سفن تمخر اليابسة. وبعد حرب ضروس تم فتح القسطنطينية.

msobieh · **مرسل:** الثلاثاء فبراير 13, 2018 10:07 pm

الفاتح المعنوى للقسطنطينية
الشيخ آق شمس الدين
هو الشيخ العارف بالله محمد بن حمزة الدمشقى الرومى (792–863هـ)، ترجمته ننقلها من كلام الشوكانى لاحترام كلامه من قبل السلفيين.
قال الشوكانى فى البدر الطالع (2/166- 169) : " محمد بن حمزة الدمشقى ثم الرومى المعروف بابن شمس الدين الشيخ العارف بالله ، ولد بدمشق ثم ارتحل مع والده إلى الروم وقرأ على علمائها حتى صار مدرسا ببعض مدارسها ثم مال إلى التصوف فخدم الحاج بيرام ثم خدم الشيخ زين الدين الخافى رحل إليه إلى حلب ثم عاد إلى خدمة الشيخ الأول فحصل عنده الطريقة وصار مع كونه طبيبا للقلوب طبيبا للأبدان فإنه اشتهر أن الشجر كانت تناديه وتقول أنا شفاء من المرض الفلانى، ثم اشتهرت بركته وظهر فضله حتى أن السلطان محمد خان سلطان الروم لما أراد فتح القسطنطينية دعاه للجهاد فقال صاحب الترجمة للسلطان سيدخل المسلمون القلعة فى يوم كذا فجاء ذلك الوقت الذى عينه لفتح القلعة ، فحصل مع بعض أصحابه فزع شديد من السلطان على الشيخ إذا لم يصح الخبر فذهب إليه فى تلك الحال فوجده فى خيمته ساجدا على التراب مكشوف الرأس وهو يتضرع ويبكى فرفع رأسه وقام على رجليه وكبر وقال الحمد لله منحنا فتح القلعة قال الراوى فنظرت إلى القلعة فإذا العسكر قد دخلوا بأجمعهم ففرح السلطان بذلك وقال ليس فرحى لفتح القلعة إنما فرحى بوجود مثل هذا الرجل فى زمنى.
ثم بعد يوم جاء السلطان إلى خيمة صاحب الترجمة وهو مضطجع فلم يقم له فقبل السلطان يده وقال له جئتك لحاجة قال وما هى قال أن ادخل الخلوة عندك فأبى فأبرم عليه السلطان مرارا وهو يقول لا فغضب السلطان وقال إنه يأتى إليك واحد من الأتراك فتدخله الخلوة بكلمة واحدة وأنا تأبى على فقال الشيخ إنك إذا دخلت الخلوة تجد لذة تسقط عندها السلطنة من عينيك فتختل أمورها فيمقت الله علينا ذلك والغرض من الخلوة تحصيل العدالة ، فعليك أن تفعل كذا وكذا وذكر له شيئا من النصائح. ثم أرسل إليه ألف دينار فلم يقبل ، ولما خرج السلطان محمد خان قال لبعض من معه ما قام الشيخ لى فقال له لعله شاهد فيك من الزهو بسبب هذا الفتح الذى لم يتيسر مثله للسلاطين العظام فأراد بذلك أن يدفع عنك بعض الزهو ، ثم إن السلطان دعا صاحب الترجمة فى الثلث الأخير من الليل فخاف عليه أصحابه فذهب إليه فلما وصل تبادر الأمراء يقبلون يده وجاء السلطان يلقاه والليل مظلم فعانقه بالقلب لا بالبصر فعانقه الشيخ وضمه إليه ضما شديدا حتى ارتعد وكاد يسقط من الهيبة وتحدث السلطان بعد ذلك أنه كان فى قلبه شىء فى حق الشيخ فلما ضمه زال ذلك ، ثم إن الشيخ جلس مع السلطان فى خيمته إلى أن صلى به الفجر والسلطان جالس أمامه على ركبته يسمع الأوراد فلما أتمها التمس منه السلطان أن يعين قبر أبى أيوب (الأنصارى صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم الذى توفى أثناء حصار المسلمين الأوائل للقسطنطينية) لأنه كان يرى فى التواريخ أن قبره قريب سور قسطنطينية فذهب الشيخ إلى هنالك وقال لعلى أجده ، فعاد وقال التقيت أنا وروح أبى أيوب وهنأنى بالفتح وقال شكر الله سعيكم حيث خلصتمونى من ظلمة الكفر فقال السلطان أنى أصدقك ولكن التمس منك أن تعين علامة أراها بعينى ويطمئن قلبى ، فقال الشيخ : احفروا هذا الموضع وستجدون بعد أن تحفروا ذراعين رخاما عليه خط فلما حفروا مقدار ذراعين ظهر الرخام عليه خط فقرأه من يعرفه فإذا هو قبر أبى أيوب فتحير السلطان محمد خان وغلب الحال عليه حتى كاد يسقط لولا أن أخذوه ثم أمر ببناء قبة على القبر ، ولما عاد لقى رجلا من أجلاف بلاد الروم وتحته فرس نفيس يميل إليه كل قلب وذهب الرجل ولم يلتفت إلى الشيخ ولم يسلم عليه فلم يذهب إلا قليلا حتى رجع ونزل عن فرسه ودفعه إلى الرجل وركب فرس الرجل فسأل الشيخ بعض أصحابه عن ذلك فقال لو كان لرجل عبد وكان فى طاعته واستدعى منه يوما شيئا حقيرا هل يمنعه فقالوا لا فقال وأنا منذ ثلاثين سنة لم أخرج عن طاعة الله فلما مال قلبى إلى هذا الفرس ألهم الله ذلك الرجل حتى وهبه لى". كلام الشوكانى
وفى ترجمته أيضا : أنه كان لا يقوم للسلطان محمد الفاتح ، وقد لاحظ ذلك وزراء السلطان وحاشيته ، لذا لم يملك الصدر الأعظم محمود باشا من إبداء دهشته للسلطان فقال له : لا أدرى يا سلطانى العظيم ، لم تقوم للشيخ آق شمس الدين عند زيارته لك من دون سائر العلماء والشيوخ ، فى الوقت الذى لا يقوم لك تعظيماً عند زيارتك له ؟!. فأجابه السلطان : أنا أيضاً لا أدرى السبب ولكنى عندما أراه مقبلاً على لا أملك نفسى من القيام له ، أما سائر العلماء والشيوخ ، فإنى أراهم يرتجفون من حضورى ، وتتلعثم ألسنتهم عندما يتحدثون معى ، فى الوقت الذى أجد نفسى أتلعثم عند محادثتى الشيخ آق شمس الدين. وكان الشيخ آق شمس الدين أول من ألقى خطبة الجمعة فى مسجد آيا صوفيا. وكان الشيخ يهتم بالأمراض البدنية قدر عنايته بالأمراض النفسية. وكان الشيخ آق شمس الدين هو أول من وضع تعريف للميكروب، حيث قال: " إنها صغيرة ودقيقة إلى درجة عدم القدرة على رؤيتها بالعين المجردة ".
واهتم الشيخ آق شمس الدين اهتماماً خاصاً بالأمراض المعدية، فقد كانت هذه الأمراض فى عصره تسبب فى موت الآلاف، وألف فى ذلك كتاباً بالتركية بعنوان "مادة الحياة" قال فيه: من الخطأ تصور أن الأمراض تظهر على الأشخاص تلقائيا، فالأمراض تنتقل من شخص إلى آخر بطريق العدوى. هذه العدوى صغيرة ودقيقة إلى درجة عدم القدرة على رؤيتها بالعين المجردة. لكن هذا يحدث بواسطة بذور حيّة ، وبذلك وضع الشيخ آق شمس الدين تعريف الميكروب فى القرن الخامس عشر الميلادي. وهو أول من فعل ذلك ، ولم يكن الميكروسكوب قد خرج بعد ، وبعد أربعة قرون من حياة الشيخ آق شمس الدين جاء الكيميائى والبيولوجى الفرنسى لويس باستير ليقوم بأبحاثه وليصل الى نفس النتيجة.
وله رحمه الله مصنفات منها رسالة فى التصوف وللشيخ باللغة العربية سبع كـتب ، هى : حل المشكلات ، الرسالة النورية ، مقالات الأولياء ، رسالة فى ذكر الله ، رسالة فى شرح حاجى بايرام وفى الطب ألف الشيخ كتابين هما: مادة الحياة ، وكتاب الطب ، وهما باللغة التركية .
كانت الخلافة العثمانية قائمة على حب أهل البيت ، وكانت خلافة صوفية ، لذا اتهمتها الحركة الوهابية بالكفر ووجوب الخروج عليها حتى لو كان ذلك بالاتفاق مع الإنجليز ، كما هو معلوم معروف ، وكان سلاطين العثمانيين مقدرين للصوفية. فقد بشر بهم الشيخ محيى الدين بن عربى فى كتابه " الشجرة النعمانية " وغيره وذكر أسماء بعض من يملك من السلاطين ، حتى أن السلطان سليم قبل أن يملك قال له العلماء ستفتح الشام وتملكها وتبنى قبر محيى الدين بن العربى ، وأروه قول ابن العربى " إذا ظهر السين فى الشين ظهر قبر محيى الدين ". ومعناها إذا ظهر السين ( يعنى : سليم) فى الشين ( يعنى : الشام) ظهر قبر محيى الدين (أى بنى عليه قبة(.
جفر الشيخ محيى الدين تكلمنا عليه فى كتابنا " المهدى وصحابى مصر الحقيقة والخيال ".

msobieh · **مرسل:** الثلاثاء فبراير 13, 2018 10:07 pm

الإمام الحافظ جلال الدين السيوطى
الحافظ جـلال الديـن أبو الفضل عبد الرحمن بن أبى بكر السيـوطى (849 ـ 911 هـ) الشافعى مذهباً ، المسند المحقق المدقق ، صاحب المؤلفات الفائقة النافعة.
توفى والده وله من العمر خمس سنوات وسبعة أشهر وقد وصل فى القرآن إذ ذاك إلى سورة التحريم ، وأسند وصايته إلى جماعة منهم الكمال بن الهمام .
حج سنة تسعٍ وستين وثمانمائة ، وشرب من ماء زمزم لأمور منها أن يصل فى الفقه إلى رتبة الشيخ سراج الدين البلقينى ، وفى الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر، وولى المشيخة فى مواضع متعددة من القاهرة.
وقد استقصى تلميذه الداودى فى ترجمته مؤلفاته الحافلة الكثيرة الكاملة الجامعة النافعة المتقنة المحررة المعتمدة المعتبرة فنافت عدتها على خمسمائة مؤلف وشهرتها تغنى عن ذكرها. وقد اشتهر أكثر مصنفاته فى حياته فى أقطار الأرض شرقا وغربا ، وكان أعلم أهل زمانه بعلم الحديث وفنونه ، رجالاً وغريباً ومتناً وسنداً واستنباطاً للأحكام منه . وأخبر عن نفسه أنه يحفظ مائتى ألف حديث قال ولو وجدت أكثر لحفظته قـال ولعله لا يوجد على وجه الأرض الآن أكثر من ذلك ، ولما بلغ أربعين سنة أخذ فى التجرد للعبادة والانقطاع إلى الله تعالى والاشتغال به صرفا والإعراض عن الدنيا وأهلها كأنه لم يعرف أحدا منهم ، وشرع فى تحرير مؤلفاته وترك الإفتاء والتدريس ، واعتذر عن ذلك فى مؤلف سماه بالتنفيس. وأقام فى روضة المقياس فلم يتحول منها إلى أن مات ولم يفتح طاقات بيته التى على النيل من سكناه.
وكان الأمراء والأغنياء يأتون إلى زيارته ويعرضون عليه الأموال النفيسة فيردها ، وأهدى إليه الغورى خَصِيًّاً وألف دينار فرد الألف وأخذ الخصى فأعتقه وجعله خادما فى الحجرة النبوية ، وقال لقاصد السلطان لا تعد تأتينا بهدية قط فإن الله تعالى أغنانا عن مثل ذلك وطلبه السلطان مراراً فلم يحضر إليه.
ورؤى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المنام والشيخ السيوطى يسأله عن بعض الأحاديث والنبى صلى الله عليه وآله وسلّم يقول له هات يا شيخ السنة ، ورأى هو بنفسه هذه الرؤيا والنبى صلى الله عليه وآله وسلّم يقول له هات يا شيخ الحديث.
وذكر الشيخ عبد القادر الشاذلى فى كتاب ترجمته : أنه كان يقول رأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يقظة ، فقال لى : يا شيخ الحديث ، فقلت له : يا رسول الله أمن أهل الجنة أنا ؟ قال : نعم . فقلت : من غير عذاب يسبق ؟ فقال : لك ذلك. وقال الشيخ عبد القادر قلت له كم رأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يقظة فقال بضعا وسبعين مرة.
وذكر خادم الشيخ السيوطى محمد بن على الحباك أن الشيخ قال له يوماً وقت القيلولة وهو عند زاوية الشيخ عبد الله الجيوشى بمصر بالقرافة : أتريد أن تصلى العصر بمكة بشرط أن تكتم ذلك عَلَىَّ حتى أموت ؟ قال فقلت : نعم. قال فأخذ بيدى وقال غمض عينيك فغمضتهما فرحل بى نحو سبع وعشرين خطوة ، ثم قال لى افتح عينيك فإذا نحن بباب المعلاة ، فزرنا أمنا خديجة والفضيل بن عياض وسفيان بن عيينة وغيرهم ، ودخلت الحرم فطفنا وشربنا من ماء زمزم وجلسنا خلف المقام حتى صلينا العصر وطفنا وشربنا من زمزم ، ثم قال لى : يا فلان ليس العجب من طى الأرض لنا وإنما العجب من كون أحد من أهل مصر المجاورين لم يعرفنا ، ثم قال لى : إن شئت تمضى معى وإن شئت تقيم حتى يأتى الحاج. قال فقلت : أذهب مع سيدى ، فمشينا إلى باب المعلاة وقال لى غمض عينيك فغمضتهما فهرول بى سبع خطوات ثم قال لى افتح عينيك فإذا نحن بالقرب من الجيوشى ، فنزلنا إلى سيدى عمر بن الفارض.
وذكر الشعراوى عن الشيخ أمين الدين النجار إمام جامع الغمرى أن الشيخ أخبره بدخول ابن عثمان - الأتراك العثمانيين - مصر قبل أن يموت وأنه يدخلها فى افتتاح سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة. وأخبره أيضا بأمور أخرى ، فكان الأمر كما قال.
ومناقبه لا تحصر كثرة ولو لم يكن له من الكرامات إلا كثرة المؤلفات مع تحريرها وتدقيقها لكفى ذلك شاهدا لمن يؤمن بالقدرة.
وتوفى فى سحر ليلة الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى فى منزله بروضة المقياس (المنيل) عن إحدى وستين سنة وعشرة أشهر وثمانية عشر يوماً ، ودفن فى حوش قوصون خارج باب القرافة.
ومؤلفاته فى التصوف كثيرة جداً سواء كانت منفردة أو مبثوثة فى أجزاء من كتبه كالحاوى للفتاوى.
قال الإمام الحافظ جلال الدين السيوطى رحمه الله تعالى فى كتابه تأييد الحقيقة العليَّة: " إِن التصوف فى نفسه علم شريف ، وإِن مداره على أتباع السنة وترك البدع ، والتبرِّى من النفس وعوائدها وحظوظها وأغراضها ومراداتها واختياراتها ، والتسليمِ لله ، والرضى به وبقضائه ، وطلبِ محبته ، واحتقارِ ما سواه. وعلمتُ أيضاً أنه قد كثر فيه الدخيل من قوم تشبهوا بأهله وليسوا منهم ، فأدخلوا فيه ما ليس منه ، فأدى ذلك إِلى إِساءة الظن بالجميع ، فوجَّه أهلُ العلم للتمييز بين الصنفين ليُعلمَ أهل الحق من أهل الباطل ، وقد تأملتُ الأمور التى أنكرها أئمة الشرع على الصوفية فلم أرَ صوفياً محقِّقَاً يقول بشيء منها ، وإِنما يقول بها أهل البدع والغلاةُ الذين ادَّعَوْا أنهم صوفية وليسوا منهم ".

msobieh · **مرسل:** الثلاثاء فبراير 13, 2018 10:08 pm

خطة الشيطان ـ أسباب الهجوم على الصوفية
أرعبت الخلافة الإسلامية العثمانية جميع البلاد الأوروبية ، فقد احتلت وغزت معظم أوروبا ، وعلى كنائس بعض الدول تقرأ جملة " نعوذ بالله من الأتراك " وقد صنع النمساويون نوعا من أنواع المخبوزات اسمها " الكرواسو " ، صنعوه على شكل هلال ثم يأكلونه كناية عن أكل هلال العثمانيين الأتراك المسلمين.
أسباب الهجوم على الصوفية
من المعلوم أن الترابط بين الحاكم والمحكوم فى الدولة العثمانية كان فى أَوْجِهِ ، وساعد على هذا الاستقرار والترابط كافة طوائف وأنواع وطرق الصوفية. فليس لهم مآرب ولا أغراض ؟ ، كيف وهم يقولون " أقام العباد فيما أراد ".
الصوفية تجعل الكل يريد وجه الله . فالفقير صابر محتسب يعلم أنه بإيمانه ويقينه يصل إلى ما لا تصل إليه الملوك ، والغنى يجد زهد المتصوفة فيه ، والملوك والأمراء يرون كيف بدعوة صالح يتم فتح بلد بنصر مبين ، كما حدث من الشيخ آق شمس الدين مع السلطان محمد الثانى فاتح القسطنطينية.
الملوك والسلاطين كانوا ينظرون إلى الصوفية كقوة روحانية وكمدد من السماء وكرابط بينهم وبين الشعوب.
بلا أدنى شك درس الاستعمار - والغرب عامة - عوامل قوة الدولة العثمانية، وأنت قد رأيت بعينك سبب وسر قوة السلطان محمد الفاتح ومن قبله المماليك الذين كانوا يستمدون القوة بعد الله ورسوله من المتصوفة ، كما كان يفعل قطز وبيبرس وقلاوون ، وما حدث فى دمياط ووقوف الشيخ أبو الحسن الشاذلى وأبو العباس المرسى مع العز بن عبد السلام وابن دقيق العيد ، ومن قَبْلِهم الحافظ المنذرى ، كل هذا يدلك على قوة وترابط الحاكم والمحكوم بواسطة الصوفية.
المغرضون زعموا أن العثمانيين والمماليك والأيوبيين كانوا يستخدمون الصوفية فى سياساتهم. حسنٌ ، بفرض أن كلامكم صحيحا - ولا يصح - ألم تفتح القسطنطينية ، ألم تصد الحملات الصليبية ، ألم يخرج الصليبيون من أراضى المسلمين ؟!!!
ما خاب المسلمون إلا مع ظهوركم أنتم . ماذا فعلتم أنتم ؟! ، منذ خروجكم ونحن نحتل وتتمزق دول الإسلام ، مع أن أعدادكم فى زيادة كبيرة.
بلا أدنى شك أدرك الأوربيون أن من أهم عوامل استقرار الدولة العثمانية هم الصوفية. فلابد من تكسير جميع عوامل استقرار الدولة العثمانية وأهمها الصوفية.
بفتح الملفات وبالأسلوب العلمى والمنهج الأكاديمى التطبيقى وجد الأوربيون تجارب سابقة فى محاربة الصوفية ، تتمثل هذه التجارب فى تجارب الشيعة - حتى تسيل دماء السنة والشيعة أنهارا - ، وتجربة ابن تيمية ومشاكله ومن سار سيره ونهج نهجه.
هل تعلم مدى كره الدولة العثمانية لابن تيمية ، وحبها للمتصوفة وخاصة ابن العربى ؟ اذهب وابحث كم مفتٍ للدولة العثمانية ، وماذا قالوا عن ابن تيمية ؟ ، وصلت الدرجة إلى أن كتب ابن تيمية كانت ممنوعة من الأزهر الشريف حتى بعد انهيار الدولة العثمانية وسقوط الخلافة أيام الشيخ المراغى ، أى منذ حوالى ستين سنة فقط .
انظر.. كل تلك السنين كانت كتب ابن تيمية وابن القيم ممنوعة من الطباعة .
بدأت الخطة بالبحث عن هذه التيارات وفى كافة الاتجاهات ، ولعل التجربة المريرة لاستغلال منظور التكفير والتبديع عند المتشددين والتى تتضح بخروج الحركة الوهابية التى كانت من أسباب انهيار الدولة العثمانية تدلك على ما نقول ، فالوهابية ترى أن الدولة العثمانية مشركة كافرة. هل هناك أفضل من ذلك لأعداء الإسلام ؟ هل هناك مسوغ أفضل من ذلك ؟ فعما قليل ستصبح لغة التكفير والتشريك ودار الحرب هى اللغة السائدة فى بلاد المسلمين بعدما كانت بلاد الأمن والأمان.
سقطت الدولة العثمانية , إذاً ، فلا بد وبسرعة من إنهاء جميع العوامل التى من الممكن أن تقيمها مرة أخرى ، إذاً فلتجهِّز الخطط لإخراج قوى تطالب برجوع الخلافة ، ولكن هذه المرة دون آق شمس الدين ، وبدون من يتنبأ لهم ويبشرهم مثل ابن العربى فى " الشجرة النعمانية "، ولابد من وجود مسوغ - أو قل مسوغات - للخروج عن المجتمع وعلى الحاكم مرة بحجة أن المجتمع جاهلى كما قال سيد قطب، ومرة بحجة أن المجتمع مشرك كما قالت الوهابية ، ومرة بحجة إزالة الخرافات ، ومرة بحجة تنقية الدين ورجوع الخلافة بغير دروشة. ومادام التكسير فى الدولة العثمانية فبلا شك ستضعف الصوفية ، وهلم جرا.
وسيركب الموجة من يريد أن يصبح إماما فالطريق السهل له .. ألا وهو الهجوم على الصوفية ، فلعل فى ذلك مادة ارتزاق وأبسطها مجموعات من الكتب لا تستطيع شرائها. بمرور الزمن والضعف الطبيعى فى الأمم والشعوب وسكوت كثير من العلماء على من طعنوا فى الصوفية خوفا من انتقام المتشددين ، كل ذلك أغرى الكثير من الدخول فى موجة الهجوم على الصوفية ، الذين يتباكون ويقولون: أين الإسلام ؟ قل لهم : هو بخير وهو لمئات السنين لا يحمل رايته إلا المتصوفة ، فلما ظهرتم أنتم .. ظهر الفساد فى البر والبحر.

msobieh · **مرسل:** الثلاثاء فبراير 13, 2018 10:09 pm

الذين يتباكون ويقولون: أين الإسلام ؟ قل لهم : هو بخير وهو لمئات السنين لا يحمل رايته إلا المتصوفة ، فلما ظهرتم أنتم .. ظهر الفساد فى البر والبحر.
ما أصبح لليهود دولة ولا للشيعة دولة ولا انتشر التطرف بسبب المتشددين والمتنطعين والمتمسلفين إلا بعد تحطم الخلافة العثمانية ، راقب ذلك وتأمل.
أعداد الصوفية المقدرة بالملايين - مع حسن ظن الصوفية بمن حولهم - جعل لعاب جميع أعداء الصوفية يسيل للسيطرة عليها ، منهم من قال : نحن مثلكم فى جزئيات ولكن نهتم بالحركة وأنتم تهتمون بالسكون ، ومنهم من قال : أنتم كفرة ومشركون ، ومنهم من قال : نحن نهتم بالعلم وأنتم لا علم عندكم !!! غسيل مخ واسع النطاق.
عليك أن تذكر حديث ثوبان
عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : " يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله فى قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت " .
وكما أن هناك وهناً فى الإسلام فكذلك هناك وهن فى التصوف. أما بقية التيارات فهى فى أوج مجدها. وأين كانت تلك التيارات منذ مائة سنة ؟! الخروج على الخلافة العثمانية وكسر الصوفية تم على مراحل عديدة ، فوقت خروج دعوة الإخوان المسلمين كان معظم المسلمين الطيبين البسطاء - الذين كانوا يقفون أمام مدافع نابليون بونابرت يقاتلون بسيوفهم ويقفون أمام البنادق – كانوا لا يعرفون غير الإسلام البسيط ، لم يكونوا وهابية ولا سلفية ولا إخوان.
كانت الأمة أمة واحدة ، وتفرقت إلى عدة مسميات بسبب خروج دعوة الإخوان المسلمين ، الكلام عن الإخوان يطول ، وبعد اتهام الشيخ يوسف القرضاوى لكل الصوفية ووصفها بأنها قنطرة التشيع كان لابد من الرد عليه ، ولعل الأحداث الأخيرة التى أثبتت تورط بعض أساتذة الأزهر فى إثارة الطلاب حيث هاجموا مكتب وكيل جامعة الأزهر وهم يلبسون ملابس " حماس " - جبهة الإخوان الفلسطينية - أثبتت مدى خطورة الإخوان المسلمين ومدى اختراقهم للأزهر الشريف.
لذا أقترح كتابة عهد وميثاق يكتب بواسطة شيخ الأزهر ومفتى الجمهورية ينص على عقيدة الأزهر وصوفية من أراد أن يتعلم فى الأزهر أو يصبح من مدرسيه فلابد من الإقرار بما فيه والإمضاء ، فإذا ثبت من أى إنسان غير ذلك ، شُطِبَ من الأزهر وأُعلن أنه لا يمثل الأزهر. فلنفعل ذلك قبل أن يصل الإخوان المسلمون وبعض المتمسلفة إلى مراكز قيادية فى الأزهر ، وقد وصل بعضهم. فأين أنت يا أزهر؟
هناك نقطة مهمة وأحب أن أشير إليها : أن القوة التى تريد تفتيت البلاد والعباد تعبث فى الظلام فيُخْرِجُوا لنا الإخوان المسلمين كورقة أو على الأقل يشجعونها على فترات ، وقبل احتراقها يخرجوا لنا ورقة أخرى كورقة المتمسلفة ، وذلك قبل أن تكتشف الأثر الضار للإخوان ولا بأس بتبادل الأدوار بين السلفية والإخوان . حينما مل الناس من فتاوى وأشكال وجفاف الإخوان والمتمسلفة ، أظهرت قوى الظلام قوة أخرى هى الشيعة، فلا بد إذاً من ورقة جديدة ، ولا بد من صنع أحداث تهيأ لهذه الورقة ، وتجعل بعض الناس يتعاطفون مع الشيعة . فها هو الزرقاوى ينسف بعربات مفخخة عوام الشيعة ، ووصل به الإجرام إلى نسف مساجد أهل البيت فى العراق ، ونسوا أن أولى الناس بأهل البيت ، نحن السنة لا الشيعة .
إذاً .. لابد من التعاطف ولو جزئيا مع الشيعة المطحونين. تتبادل الأدوار وتنتقم الشيعة ، وتظهر قوى الظلام مساوئ السلفية والإخوان. ماذا يحدث ؟!!
يقول مهدى عاكف مرشد الأخوان " طظ فى مصر " فتنهار أسهم الإخوان فى لحظة وكأنها بورصة وترتفع أسهم الشيعة.
يقف حسن نصر الله أمام إسرائيل فى حرب لا ندرى أهى حقيقية أم لرفع أسهم الشيعة ، فيتعاطف الناس معهم.
يخرج طلبة من الأزهر فى زى حماس فتنهار شعبية الإخوان .
يهيج الشيخ القرضاوى الذى كان يطالب بالتقارب مع الشيعة من قبل ويقول: الشيعة خطر والصوفية قنطرة الشيعة، أين الشيعة من الصوفية يا قرضاوى؟ فما عَلَّمَكَ فى الأزهر الشريف إلا صوفية أو من كانت أصولهم صوفية .
الخوف من الشيعة وسحب البساط من تحت أقدام الإخوان .. جعل الإخوان يصرخون لا لغيرة الإخوان على عرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، ولا غيرة على السيدة عائشة ولا على أبى بكر وعمر ولا على القرآن ، ولا على قول الشيعة أن القرآن ناقص ومحرف بأيدى أبى بكر وعمر . غَضَبُ الإخوان ليس غضبا لحرمات الله ولكن للأعداد التى يقتنصها الشيعة منهم.
سبحان الله .. إعدام الرئيس صدام بهذا الشكل المأسوى أهوى بكثير من النتائج التى حققتها الشيعة وجعلت الناس ينقلبون على الشيعة ، انقلب التعاطف بسبب صدام حسين إلى ضيق وتأفف بسبب أفعال الشيعة ، فى جميع الأحوال الكل ينهش فى الصوفية ، الإخوان والمتمسلفة والشيعة .
ورقة الشيعة أظن أنها قد بدأت فى الاحتراق. فأى أوراق جديدة ستظهرها قوى الظلام لتدمير وتشتيت المسلمين .. حكاما ومحكومين.

msobieh · **مرسل:** الثلاثاء فبراير 13, 2018 10:13 pm

فلننظر موضوع الإخوان والشيعة وبنى أمية الجدد ، لا من منظور الرد
)كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ(
)المدثر 38) ، ولكن بمنظور أن الصوفية شىء ، والإخوان والشيعة وبنى أمية شئ آخر. وكما هو معلوم فإن الصوفية طوائف كثيرة كل حسب علمه وذوقه وتجاربه وحسب ما جعلهم الله فيه من أحوال ومقامات ، وقديما قالوا : " الطرق الموصلة إلى الله بعدد أنفاس الخلق "
لذا ففى كتابنا هذا سنرد بأدلة وأقوال كافة طوائف الصوفية ومنها أقوال:
-1 قدماء الصوفية مثل الجنيد ، التسترى ، معروف الكرخى.
-2 فقهاء الصوفية وحفاظ الصوفية.
-3 أصحاب الطرق الأربعة ، الجيلانى والرفاعى والدسوقى والبدوى وخامسهم أبو الحسن الشاذلى ومريديهم.
-4 بعض الصوفية ممن اختلف الناس فيهم ، وهم أنواع منهم ابن العربى والبونى والمستخدمون لعلوم غير معروفة.
-5 الشعراء والمحبون
وسوف نستدل بمشيئة الله بكل أنواع الصوفية وطوائفهم لإثبات أن جميع أنواع الصوفية - حتى من اتهم بالمروق والخروج من الدين - مخالفون جملة وتفصيلا لجميع التيارات ، سواء كانوا إخوانا مسلمين أو شيعة أو من بنى أمية.
كيف يدعو الإخوان المسلمون أحدا من المتصوفة
الإخوان والشيعة
ما هو رأى السلفية فى الإخوان؟
رأى السلفية فى الشيخ حسن البنا :
رأى السلفية فى الشيخ سيد قطب:
رأى السلفية فى الشيخ محمد الغزالى:
رأى السلفية فى الشيخ يوسف القرضاوى
رأى السلفية فى الحاجة زينب الغزالى وحسن أيوب وأنور الجندى وسميح عاطف الزين
استخدام الإخوان المسلمين لورقة ابن تيمية
كيف يغازل الإخوان السلفية
مقارنة بين عقيدة المرشد العام للإخوان المسلمين
عمر التلمسانى وعقيدة ابن تيمية
نظرة الإخوان للصوفية
كيف يدعو الإخوان المسلمون أحدا من المتصوفة

msobieh · **مرسل:** الثلاثاء فبراير 13, 2018 10:16 pm

كيف يدعو الإخوان المسلمون أحدا من المتصوفة
كما ذكرنا فى المنتدى الخاص بنا على شبكة الانترنت أن الإخوان الموجودين بمحافظة بنى سويف دخلوا أحد الطرق الصوفية ، ولإثبات ولائهم أدخلوا بعض المتدينين – حديثا - لهذه الطرق الصوفية ، وذكرنا أن الذى فعل ذلك كان يريد ثقة الشيخ الصوفى ، هذا الشاب استطاع أن يخرج ثلاثين من الصوفية من هذه الطريقة وجعلهم من الإخوان ، والغريب أن الشاب حديث التدين الذى دعاه هذا الإخوانجى تمسك بطريق الصوفية أكثر وأكثر ، وسنذكر بمشيئة الله هذه القصة فى الملاحق آخر الكتاب.
نجحت قوى الإخوان فى التغلغل حتى أصبح نائب أحد الطرق الصوفية بطنطا من الإخوان. كما حاولوا السيطرة على نقابة الأشراف.
أما على شبكة الإنترنت ، فللأسف استطاع الإخوان المسلمون اختراق وتجنيد بعض الناس من الصوفية ، أو دس بعض الناس فى مواقع الصوفية والأشاعرة حيث تتم دعاية منظمة للإخوان المسلمين وطرح أفكارهم والدعاية لهم .
أصبحت بعض المواقع الصوفية تنكر قراءة سورة يس بطريقة العِدِّية ، وتنكر أولية النور المحمدى ، وتنكر العديد من أذكار الأئمة الكبار ، مما أدى إلى ترك بعض أعضاء هذه المنتديات إلى منتديات أخرى .
المشكلة فى الأولاد صغار السن الذين لا يعرفون قواعد الطريق ، وأصول الصوفية إلا من الكتب .
من المعروف أن من أهم صفات الإخوان صفة الاحتواء ، يقول لك : تعال عندنا فنحن الجماعة الشاملة الجماعة الأم ، جماعة المسلمين.
فإن قلت له : أنا صوفى ومعظمكم متمسلف وهابى ، قال لك : ادخل عندنا وأصلح .
ولا تنس أننا دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية كما قال الإمام حسن البنا ، والإمام كان فى طريقة صوفية ، ويحضر الموالد ، وقد أخذ عهدا على الشيخ الحصافى ، وكان يصلى فى السيدة زينب.
ألا تعلم يا أخى أن الصوفية الآن أضعف ما تكون ، ما فيها غير الدراويش والمجاذيب ، وكبار الصوفية ماتوا. ماذا ستفعل الصوفية فى أمريكا وإسرائيل ؟
أين العمل الإسلامى ؟ هل ينصر الله الإسلام إلا بعمل ؟
نحن طريقة صوفية حقيقية نهتم بالدعوة ، ولكن ننقى العقيدة ونجمع الأمة ونبنى دولة الإسلام.
بالقطع هذا كلام فيه السم الزعاف ، فانظر ماذا يقولون لمن يقول لهم : أنا سلفى.
يقول له الداعى من الإخوان : ادخل عندنا وأصلح ، ولا تنس أننا دعوة سلفية ، ومعظم الإخوان الآن سلفية ، فها هو جاسم المهلهل ينفى صوفية الإخوان، وأين الصوفية الآن ، إنها آثار ، وكان الشيخ حسن البنا يريد أن يأخذ بأيدى الصوفية إلى السلفية ، يظهر ذلك من كلامه فقد قال
" إنها استخلاص العناصر الصالحة
لحمل أعباء الجهاد
وضم بعضها إلى بعض،
ونظام الدعوة فى هذا الطور صوفى بحت
من الناحية الروحية ،
و عسكرى بحث من الناحية العملية ".
فقد أراد الإمام الشهيد أن يستخلص العناصر الصالحة من الصوفية ويجعلهم من الإخوان ، وهل ظل الإمام حسن البنا فى طريقة صوفية بعد أن أنشأ الإخوان ؟
لا يا أخى بل كان يعمل على نشر كلام ابن تيمية والتيار السلفى الجديد الذى لم تكن تعرفه مصر ، أدلك على مقال نُشر بجريدة "الإخوان المسلمون "، العدد (20) من السنة الأولى (1352هـ) ، قال فيه حسن البنا " إذا تقرر هذا علمت أن خلاصة البحث تنحصر فى هذه الأمور:
أولاً : ليلة النصف من شعبان ليلة فاضلة ، وإحياؤها بأى طاعة من طاعات الله وصوم يومها مستحب.
ثانيًا : تخصيصها بعبادات خاصة من قراءة (يس)، وصلاة الخير، والدعاء الخاص أمر لا دليل عليه من الشرع ، فالواجب عدم التقيد به ، وعدم اتخاذه شعارًا لها.
ثالثًا: هذا الدعاء الذى تعوده الناس لم يثبت أصله من الكتاب والسنة ، وصيغته محل خلاف عظيم ، والكيفية التى يلقيه الناس بها مخالفة للأحكام الشرعية ".
يعنى هو َيُُْحضر مع الطرق الصوفية لكن ، بدأ فى ترك ما يفعله الصوفية درجة درجة وموضوعا موضوعا ، فالناس يعملون ذلك منذ مئات السنين يا أخى : الإمام حسن البنا تكلم لمن يتحمس ضد ليلة النصف من شعبان تحمسًا عظيمًا وقال لهم : " والذى يوجبه الدين على كل مسلم استخدام الحكمة فى الأمر والنهى ، ولا سيما فى المظاهر التى تتعلق بأعمال الجماهير مجتمعة ، فإنها أحوج ما تكون إلى حسن السياسة ودقة المسلك ، فعلى الدعاة والمرشدين واجب قدسى ؛ هو أن ينشروا هذه الأحكام بين الناس فى ظل التعليم الصحيح ، والحب الخالص ، وتبادل شعور العطف ، والتعاون فى البحث عن الحقيقة.
وبمرور الزمن والدأب على الإرشاد يتعرف الجمهور الحق ، فيعود إليه، والله الهادى إلى سواء السبيل ".اهـ كلام حسن البنا
يعنى لابد من التخطيط والسكوت فترات ، ثم نشر العلم - السلفى بفهم المتشددين لا بالفهم الصوفى - حتى يتم قيادة الجماهير.
فإن قال له السلفى : مازلت غير مقتنع. يقول له الإخوانجى : انظر إلى الفتاوى والأحكام التى يقولوها أئمة الإخوان وتدرجها الزمنى ، فقد كان يجهر الإمام حسن البنا بصوفيته لأن معظم الناس صوفية ، ثم خفت اللغة أيام الأستاذ عمر التلمسانى لكثرة السلفية ، أما الآن فتجد القرضاوى مثلا يحرم قراءة الفاتحة للأموات ، ولا يجوز التبرك بآثار الصالحين ، ويمدح أئمة المتمسلفة الذين يبدعون - إن لم يكن يكفرون - الصوفية ويذهب لعدم الاحتفال بمولد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
أما لو اجتمع الصوفى مع المتمسلف وجمعهما الإخوانجى فسوف يقول لهما " نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه " جملة مطاطة استهلاكية لم تفلح منذ مائة عام.
سوف يقول للصوفى : اعتبر أن كلام الإمام من باب اختلاف الفقهاء ، فالصوفية أنفسهم مختلفون ويجب أن نتحمل السلفية لمصلحة الأمة.

msobieh · **مرسل:** الثلاثاء فبراير 13, 2018 10:17 pm

أما لو اجتمع الصوفى مع المتمسلف وجمعهما الإخوانجى فسوف يقول لهما " نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه " جملة مطاطة استهلاكية لم تفلح منذ مائة عام.
سوف يقول للصوفى : اعتبر أن كلام الإمام من باب اختلاف الفقهاء ، فالصوفية أنفسهم مختلفون ويجب أن نتحمل السلفية لمصلحة الأمة.
وسوف يقول للسلفى : لابد من إنقاذ الصوفية مما هم عليه ، ولا تنس أن أعدادهم بالملايين .
حقيقة أسلوب الإخوان شديد ، ويشبه أسلوب التقية الذى يتبعه الشيعة ، ويشبه أسلوب الغاية تبرر الوسيلة.
هل يرضى الإخوان أن تخترقهم جماعة أخرى ترى أنها جماعة الحق وتخرج منهم ثلاثين رجلا ؟
الإخوان سيقولون : نحن جماعة المسلمين الحقيقية . وقد كان الأستاذ سعيد حوى يقول فى كتابه المدخل إلى دعوة الإخوان المسلمين ( ص 20) : " فلنر ما هى مواصفات الجماعة التى يصح أن نعتبرها جماعة المسلمين ؟ ولنر ما إذا كانت هذه المواصفات منطبقة على جماعة الإخوان المسلمين كما أقامها حسن البنا " ، ثم قال بعدها فى (ص 26) ما نصه : " ولأن الإنسان إذا عرف هذه الجماعات وعرف الإخوان وطبق على الجميع الميزان الذى ذكرناه هنا فإنه سيصل إلى أن حركة الإخوان المسلمين هى الجماعة التى ينبغى على المسلم أن يضع يده فى يدها ".
وفى كتاب المدخل يقول (ص 294) : " إن الجماعة بعد سيرها الطويل وتحملها الكثير أصبحت تاريخيا هى وحدها صاحبة الحق فى الإمامة، ولا نزكى على الله أحداً، قال الله تعالى (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ(
)السجدة 24) " أهـ
المهم ، كيف ترد على الإخوان ؟
ببساطة وبغير فلسفة ، قل له : هل تدرى ما تقول ؟ هل ما تقوله كلام شرعى؟ موجود فى شرع الله ؟
فإن قال لك : نعم ، فقل له : إذاً أنت تكفر الناس وتقول بأن البلاد الآن أصبحت دار حرب . هل أنت ممن يكفرون الحكام ؟
ثم قل له : الأسس الشرعية التى قامت عليها الإخوان باطلة .
فجماعة المسلمين هم مجموع المسلمين ألا تعلم حديث حذيفة ؟! قال حذيفة بن اليمان : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركنى ، فقلت يا رسول الله إنا كنا فى جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال " نعم " قلت وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال: " نعم وفيه دخن " قلت وما دخنه قال : " قوم يهدون بغير هديى ، تعرف منهم وتنكر " قلت فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال " نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها " قلت يا رسول الله صفهم لنا فقال " هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا " قلت فما تأمرنى إن أدركنى ذلك ؟ قال " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم " قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال " فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك " .
إذاً فأنت تقول بأنه ليس هناك دولة إسلامية وأن الإخوان هم جماعة المسلمين أما ، المسلمون والدول الإسلامية فخارج جماعة المسلمين.
ثم إنكم مخالفون لأهل السنة والجماعة. لِمَ ؟ ؛ لأنكم تقولون أن الحكام ليسوا بكفرة ولكنهم مسلمين ، ونحن معكم فى ذلك ، ولكن ، ألم تُصْدَر أحكام وقرارات من حكام المسلمين بفك جماعتكم ؟ فأين الطاعة إذاً ؟ ، المذاهب الأربعة والسلف والخلف يحرمون ما تفعلون .
انظر عقيدة الإمام أحمد ، قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه : " وأرى الصلاة خلف كل بر وفاجر ، وقد صلى ابن عمر خلف الحجاج -يعنى الجمعة والعيدين- " ثم قال : " وأنه لا يجوز الخروج على إمام ، ومن خرج على إمام قُتِلَ الثانى ، ويجوز الإمامة عنده لمن اجتمعت فيه هذه الخصال ، وإن كان غيره أعلم منه " .
وقل له : إذاً أنتم ممن يجوز مقاتلة الحاكم لكم على مذهب الإمام أحمد ، ونزيدك من أقوال الإمام أحمد ، قال : " والخروج مع كل إمام خرج فى غزوة وحجة ، والصلاة خلف كل بر وفاجر صلاة الجمعة والعيدين ، والدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح ، ولا نخرج عليهم بالسيف ولا نقاتل فى الفتنة " ، وقال : " والجهاد مع كل خليفة بر وفاجر " .
قال الإمام الطحاوى فى العقيد الطحاوية (1/47-49(
ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا ، ولا ندعوا عليهم ، ولا ننزع يدا من طاعتهم ، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ما لم يأمروا بمعصية ، وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة .
والحج والجهاد ماضيان مع أولى الأمر من المسلمين برهم وفاجرهم إلى قيام الساعة لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما ".
وقال الإمام الأشعرى " ومن ديننا أن نصلى الجمعة والأعياد وسائر الصلوات والجماعات خلف كل بر وفاجر ، كما روى أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهم كان يصلى خلف الحجاج " .
وقال الإمام الحاكم صاحب المستدرك :"والجهاد مع كل خليفه جهاد الكفار ، لك جهاده وعليه شره ، والجماعة مع كل بر وفاجر يعنى الجمعة والعيدين ، والصلاة على من مات من أهل القبلة سنة " .
وقال الإمام الحافظ ابن عساكر : " ومن ديننا أن نصلى الجمعة والأعياد خلف كل بر وفاجر ، وكذلك شروط الصلوات الجماعات كما روى عن عبد الله بن عمر إنه كان يصلى خلف الحجاج ، وأن المسح على الخفين فى الحضر والسفر خلافا لمن أنكر ذلك
ونرى الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح
والإقرار بإمامتهم
وتضليل من رأى الخروج عليهم
إذا ظهر منهم ترك الإستقامة
وندين الخروج عليهم بالسيف
وترك القتال فى الفتنة
أما أنتم يا أخوان يا مسلمين فدولة الإسلام غير موجودة فأين نحن الآن وأين تعيشون ؟

msobieh · **مرسل:** الثلاثاء فبراير 13, 2018 10:20 pm

وقال الإمام الحافظ ابن عساكر : " ومن ديننا أن نصلى الجمعة والأعياد خلف كل بر وفاجر ، وكذلك شروط الصلوات الجماعات كما روى عن عبد الله بن عمر إنه كان يصلى خلف الحجاج ، وأن المسح على الخفين فى الحضر والسفر خلافا لمن أنكر ذلك
ونرى الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح
والإقرار بإمامتهم
وتضليل من رأى الخروج عليهم
إذا ظهر منهم ترك الإستقامة
وندين الخروج عليهم بالسيف
وترك القتال فى الفتنة
أما أنتم يا أخوان يا مسلمين فدولة الإسلام غير موجودة فأين نحن الآن وأين تعيشون ؟
يقول جاسم المهلهل فى كتابه للدعاة فقط (ص 122) : " بل دعوة الإخوان ترفض أن يكون فى صفوفها أى شخص ينفر من التقيد بخططهم ونظامهم ولو كان أروع الدعاة فهماً للإسلام وعقيدته وأنظمته، وأكثرهم قراءة للكتب ، ومن أشد المسلمين حماسة وأخشعهم فى الصلاة، والإخوان لا يبالون بهم وهم بهذه المزايا إلا أن يتقيدوا بخطط الجماعة، والسعى لإقامة أهدافها، وهى إقامة دولة الإسلام "أهـ.
وهذا النص مُقدّم للمضحوك عليهم من الصوفية الذين يريد الإخوان أن يخترقوهم . فالإخوان يظنون أنهم دولة ودول الإسلام غير موجودة . لذا لو قابل أحد المفتين فى العالم الإسلامى أو شيخ الإسلام شيخ الأزهر أحد القساوسة أو الحاخامات ، اتهموه بالعمالة ، وببيع الإسلام أما إن قابله أحد الإخوان ، فذلك لمصلحة الدعوة !!!
ثم قل له : هل تفعلون ما تفعلون أمام الناس ؟ يقول لك : لا ، حتى لا تنهار الجماعة ، فقل له : أصحيح أن الإخوان لهم تنظيم سرى أنشأه حسن البنا أيام الملك فاروق ؟ ، سيقول لك : نعم ، قل له : لو أن هناك الآن تنظيما سريا ، ماذا تفعلون لو قبض عليهم ؟ ، سيقول لك : القيادات فى مأمن ، قل له : قد يكون منهم يهود وأنتم لا تعلمون ، فأنتم تحت راية عُمِّية.
عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قال : " من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ، ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية ، ومن خرج على أمتى يضرب برها وفاجرها ولا يتحاش من مؤمنها ولا يفى لذى عهد عهده فليس منى ولست منه.
أسلوبكم غريب يا إخوان يا مسلمين فموضوع إظهاركم الطاعة للحكام وتملقهم فى الظاهر فى الوقت الذى تقيمون فيه تنظيمات سرية للاغتيال أمر عجيب مريب لا يجعل الثقة فيكم أبدا .
انظر إلى رسالة حسن البنا لملك مصر : " إلى صاحب الجلالة الملكية حامى حمى الدين ونصير الإسلام والمسلمين مليك مصر المفدى ، يتقدم أعضاء مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين .. برفع أصدق آيات الولاء والإخلاص للعرش المفدى ولجلالة المليك وسمو ولى عهده المحبوب ... وقد جعلكم الله تبارك وتعالى حماة دينه والقائمين بحراسة شريعته والذائدين عن حياض سنة نبيه ، وقد عرف العالم كله لجلالتكم المواقف المشهورة والمشاهد المذكورة فى الاستمساك بحبل الدين المتين والحرص على آدابه وشعائره ... وإليكم يا صاحب الجلالة أصدق آيات الولاء والإجلال من المخلصين لعرشكم المفدى ".
حسن البنا ومحمد أسعد الحكيم (سكرتير مكتب الإرشاد) اهـ
ما هذا يا قوم ؟! ، وأسلوب مَن هذا ؟
هل تعلم أن المفكر الكبير المشهور عباس محمود العقاد قال أن حسن البنا يهودى ، وأصوله يهودية من المغرب ؟ ( نقصد النقل لا الطعن (.
وقد تحداهم بذكر النسب ، وقال أن عائلة البنا فى المغرب تعرف بالساعاتى ولا يعمل بذلك إلا اليهود .
ومن هنا أبرز بعض المتحاملين على الشيخ حسن البنا قوله ": فأقرر أن خصومتنا لليهود ليست دينية لأن القرآن حض على مصافاتهم ومصادقتهم ، والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية ( .
ويُذكَر أن الأستاذ جمال البنا أخو الشيخ حسن البنا قال إن الألبانى معروف بـ " الساعاتى " فلِـمَ لا يتهم ؟ ونسى أن الألبانى جده الخامس أو السادس يهودى.
ومن هنا طعنه من طعن بسبب فتواه بوجوب هجرة الفلسطينيين وترك أرضهم لليهود ، ومن قبل بتحريم الذهب على النساء . فإذاً أين يذهب الذهب الذى حُرِّمَ على الرجال
وعلى النساء.
لا نقصد الطعن سواء فى الشيخ حسن البنا أو الألبانى ، لكن الكلام بالكلام يذكر.
ولا نقول كما يقول بعض الناس أن أخا الشيخ حسن البنا وحفيده يهدمان الإسلام ، فأخوه جمال البنا هو من يقول بجواز صلاة المرأة بالرجل ، ويرفض الحجاب جملة وتفصيلا ، وهو من القرآنيين الذين لا يؤمنون بالسنة . أما حفيد الشيخ حسن البنا والمدعو طارق رمضان ، فقد أعلنت صحيفة " الغارديان " البريطانية أن الحكومة البريطانية اختارته ليعمل مستشاراً لها فى مكافحة التطرف. وهو أحد 13 شخصاً دُعُوا لتقديم مقترحات للقضاء على التشدد بين مسلمى بريطانيا. وقد دعا طارق رمضان بتعطيل حدود الشريعة الإسلامية ، قالت سويس انفو حول دعوته ما يلي: " عاد المفكر السويسرى الدكتور طارق رمضان بقوة تحت أضواء وسائل الإعلام بعد أن طرق أبواب كُبريات الصحف فى الغرب والعالم الإسلامى لإطلاق " دعوة عالمية من أجل ( موراتوريوم ) تعليق العمل بالعقوبات الجسدية وعقوبة الرجم والحكم بالإعدام فى العالم الإسلامي.
وكان لهذه الدعوة صدى فى صحف شهيرة مثل " لوموند " الفرنسية ، " ذو غارديان " البريطانية ، " إل باييس " الإسبانية ، " لا ريبوبليكا " الإيطالية ، " الأهرام " المصرية ، " الحياة " العربية الدولية المستقلة ، ...
ويقول حفيد الإمام البنا: إن غالبية جمهور العلماء عبر التاريخ " يُـجمعون على رأى واحد ، وهو أن هذه العقوبات بمُجملها وعلى عمومها إسلامية " ، ولكنهم يرون أن " الشروط اللازم توافرها " لتطبيق هذه العقوبات ، هى ضرب من المستحيل عمليا أن تجتمع فى آن واحد. وبالتالى ، فهى " تقريبا غير قابلة للتطبيق " ، معتبرا أنه يمكن النظر للحدود باعتبارها "موانع " ، هدفها تنبيه ضمير الفرد المؤمن لخطورة الفعل الذى قد يؤدّى إلى هذه العقوبة.
وقال رمضان إنه : " لابد من تعليق فورى لمبدأ العقوبات الجسدية تأسيا بالقدوة التى أرساها الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه "، الذى قام بإيقاف العمل بحد السرقة على السارقين ، حينما علق العقوبات المفروضة بحقهم خلال أوقات المجاعة، وذلك رغم كون النص القرآنى.
وورد فى دعوة طارق رمضان العالمية أن " الآراء الفقهية ليست واضحة أو حتى تحظى بإجماع (حيث لا توجد أغلبية واضحة ) حينما يتعلق الأمر بفهم النصوص وتطبيق الحدود ، بالإضافة لذلك فإن النظم السياسية والحال التى أضحت عليها المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة لا توفر ضمانات لمعاملة تتصف بالعدالة والمساواة أمام القضاء. استنتاجا من ذلك، نرى بأن هنالك مسؤولية أخلاقية ودينية لأن نطالب بوقف تطبيق الحدود التى يتم إلحاقها بالشريعة الإسلامية بشكل مصطنع " اهـ
لا نؤاخذ الشيخ حسن البنا بكونه من أصول يهودية أو غير يهودية ، ولا نؤاخذه بما يفعل أبناؤه وأحفاده وأخوته
)أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ(
)النجم 38) ، ولكن قال أهل الله إن الشيخ حسن البنا خرق فى الإسلام خرقا عظيما

msobieh · **مرسل:** الثلاثاء فبراير 13, 2018 10:21 pm

لا نؤاخذ الشيخ حسن البنا بكونه من أصول يهودية أو غير يهودية ، ولا نؤاخذه بما يفعل أبناؤه وأحفاده وأخوته
)أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ(
)النجم 38) ، ولكن قال أهل الله إن الشيخ حسن البنا خرق فى الإسلام خرقا عظيما ، فقد كان الناس لا يلجأون بعد الله إلا للأزهر ، فكانت قوة الناس مع قوة الأزهر قوة للإسلام والمسملين . لما خرج حسن البنا ، دمر الأزهر وشتت المسلمين وجعلهم فرقا وما خرجت الجماعات - بغض النظر عن المسميات - إلا من وراء حسن البنا.
قل للذى يحاورك : أتدرى حديث النعمان بن بشير الآتى :
عن النعمان بن بشير قال : كنا قعودا فى المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وكان بشير رجلا يكف حديثه فجاء أبو ثعلبة الخشنى فقال يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى الأمراء فقال حذيفة أنا أحفظ خطبته فجلس أبو ثعلبة فقال حذيفة : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ، ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت " .
فإن قال لك : نعم
فقل له : هل أنتم من سيقيم خلافة على منهاج النبوة ؟
فإن قال لك : نعم
فقل له : فأين المهدى إذاً ؟
ومن هنا تعلم لماذا يرفض معظم الإخوان وجود المهدى ومن أقر به يقول أنه بعد سنين طويلة جدا قد تكون مئات السنين.
فحب شهوة الرئاسة والملك والحكم فى الإخوان أوضح ما تكون ، وللأسف يقول الشيخ الغزالى ، والشيخ سعيد رمضان البوطى " من محفوظاتى وأنا طالب أنه لم يرد فى المهدى حديث صحيح صريح ، وما ورد صريحا فليس بصحيح ".
قلت :
لو فتح كتب العلماء لوجد كثيراً من الحفاظ والمحدثين والفقهاء يقولون أن أحاديث المهدى متواترة معنويا.
لو قال لك أحد الإخوان : ادخل معنا وكن صوفيا كما أنت
قل له : ولو أمرنى شيخى بشىء وأمرتونى أنتم بشىء ، مَن أطيع ؟
سيقول لك : تطيع أميرك من الإخوان .
قل له : إذاً أنا لست ساعتها صوفيا ، فلا تُلَبِّسْ عَلَىَّ الأمر .
وقل له: الشيخ حسن البنا نهاه شيخه الحصافى عن طريق الإخوان وقال له ما معناه: أرى دمك بين قدميك .
فهل استمر حسن البنا وراء شيخه ، أم تركه ؟
إذاً نحن نقول أن البدايات شئ والنهايات شئ آخر.
ومن صحت بداياته ، صحت نهاياته .
قل لمن دعاك من الإخوان : هل تستطيعون السيطرة على كل من معكم ، فإنى أخشى أن يتهور بعضكم فينكشف تنظيمكم كله ومن ثم انهياره .
فإن قال لك : نعم
قل له : ولماذا لم تسيطروا على الأستاذ سيد قطب ، الذى قال فيه أحدكم وهو الشيخ القرضاوى " فى هذه المرحلة ظهرت كتب سيد قطب التى تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره الذى تنضح بتكفير المجتمع ..... وإعلان الجهاد الهجومى على الناس كافة "
قال على عشماوى فى كتابه التاريخ السرى للإخوان المسلمين ( ص 80 ) : " و جاءنى أحد الإخوان وقال لى إنه سوف يرفض أكل ذبيحة المسلمين الموجودة حالياً, فذهبت إلى سيد قطب وسألته عن ذلك فقال: دعهم يأكلونها فيعتبرونها ذبيحة أهل الكتاب ، فعلى الأقل المسلمون الآن هم أهل كتاب (!!)".
وفى نفس الكتاب قال على عشماوى ( ص 112) " و جاء وقت صلاة الجمعة فقلت لسيد قطب دعنا نقم و نصلى وكانت المفاجأة أن علمتُ - ولأول مرة - أنه لا يصلى الجمعة (!!) , وقال إنه يرى أن صلاة الجمعة تسقط إذا سقطت الخلافة ، وأنه لا جمعة إلا بخلافة ".
.

msobieh · **مرسل:** الثلاثاء فبراير 13, 2018 10:24 pm

الإخوان والشيعة

قل لمن دعاك من الإخوان : لماذا أكون معكم ولا أكون مع الشيعة ؟
سيقول لك : ألم تعلم قول القرضاوى أن الصوفية قنطرة الشيعة فى مصر ، ونحن لا نريد لأحد أن يخترق مصر .
قل له : إنها اختلاف مصالح ، لما رأى الإخوان البساط يسحب من تحت أرجلهم بواسطة الشيعة بعد أحداث حسن نصر الله وارتفاع أسهمهم رأيتم الهجوم على الشيعة ، وأنتم والشيعة متفقون ولو فى عقيدة التقية.
القرضاوى نفسه كان يمدح فى الشيعة ، وإليك الأدلة.
فى أحد مواقع الإخوان على الإنترنت وهو موقع " إسلام أون لاين " بتاريخ 17/7/2006
http://www.islamonline.net/fatwa/ar...hFatwaID=109960
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:- يقول الشيخ الدكتور يوسف القرضاوى :- " من المبادئ المهمة فى حوارنا مع الشيعة أن نركز على مواضع الاتفاق ، لا على نقاط التمايز والاختلاف ، وخاصة أن معظم نقاط الاتفاق فى الأمور الأساسية التى لا يقوم الدين إلا بها ، بخلاف نقاط التمايز، فجلها فى الفرعيات.
ومن نقاط الاتفاق بين السنة والشيعة:-
-1 الإيمان بالله تعالى ، والإيمان باليوم الآخر ، والإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ، وأنه خاتم النبيين ، وأنه جاء ليتمم رسالات السماء جميعا ، والإيمان بكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلّم من الإيمان بجميع كتب الله ، وجميع رسل الله ، كما قال تعالى :
)آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ(
)البقرة 285) ، فهذه قواعد الإيمان الأساسية نتفق جميعا على الإيمان بها ، وهى أسس الدين وركائزه.
2 -الاتفاق على الإيمان بالقرآن الكريم ، وأنه كتاب الله المبين ، والذكر الحكيم ، والصراط المستقيم ، قال تعالى : ( كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)
(هود 1) ، وأنه محفوظ من التحريف والتبديل بضمانـة الله تعالى:
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
(الحجر 9) ، وأنه لا يخالف مسلم – سنى أو شيعى – فى أن ما بين الدفتين كلام الله ، وبهذا المصحف وآياته وكلماته يستدل المناظرون فى العقائد ، ويحتج بها المستنبطون للأحكام ، ويرجع إليها أهل الدعوة والتربية والتوجيه ، فينهلون من معينها العذب ، ويقتبسون من سناها المضيء .
أما هل هناك زيادة على هذا القرآن –وهو ما زعمه قوم- فهذا لا نثيره ، لأنه استطراد لا نحتاج إليه ، فهذا القدر الذى اتفقنا عليه هو الذى يلزمنا، وهو المفروض علينا اتباعه والعمل به ، وعدم الإخلال بأى جزء منه: -
(وَأَنِ ٱحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَٱحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَنۢ بَعْضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا۟ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَٰسِقُونَ (٤٩)أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)
(المائدة 49-50)
فهنا نجد النص القرآنى يحذر الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم من اتباع أهواء أهل الكتاب وأمثالهم ، وأن يفتنوه عن (بعض ما أنزل الله إليه) إشارة إلى أن كل ما أنزل الله واجب الاتباع.
3-ومن نقاط الاتفاق : الالتزام بأركان الإسلام العملية : من الشهادتين ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت .
فالفريقان – سنة وشيعة - يؤمنون بهذه الأركان أو الفرائض ، وإن وجد خلاف بينهم فى بعض الأحكام ، فهو كما يحدث بين مذاهب السنة بعضها وبعض ، فكم من فرق بين المذهب الحنبلى مثلا والمذهب الحنفى أو المالكى ، وكم من مسائل انفرد بها المذهب الحنبلى عن المذاهب الأربعة ، عرفت باسم (مفردات المذهب) ونظمها بعضهم فى منظومة معروفة.
ومن يقرأ كتابا يهتم بفقه الاختلاف مثل ( نيل الأوطار ) للإمام الشوكانى رحمه الله : يجد أنه يذكر علماء الأمصار وأئمة الفقه من أهل السنة ومن الشيعة، أو كما يسميهم هو وغيره : فقهاء ( العترة ) أو ( آل البيت ) مثل الباقر والصادق والناصر والهادى وغيرهم ، فلا يكاد القارئ أو الدارس يحس بفرق معتبر بين هذه المذاهب ومذاهب السنة ، إلا كما يحس الفرق بين مذاهب السنة بعضها وبعض.
وإذا كان هذا واضحا بينا فى العبادات ، فهو أبين وأوضح فى المعاملات ، وإذا كانوا هم لا يعترفون بكتب أهل السنة التى تعد مراجعهم فى الحديث النبوى ، مثل الكتب التسعة : الموطأ ومسند أحمد وصحيحى البخارى ومسلم وسنن أبى داود والترمذى وابن ماجة والدارمى ، وغيرها من الكتب ، فإن معظم ما ثبت عندنا بالسنة ثبت عندهم من طريق رواتهم ، إما عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم نفسه ، وإما عن طريق إمام من أئمتهم الذين يعتبرونهم معصومين.
والمهم :
أن الفقهين فى النهاية - فقه السنة وفقه الشيعة - يتقاربان إلى حد كبير ، لأن المصدر الأصلى واحد ، وهو والوحى الإلهى المتمثل فى القرآن والسنة ، والأهداف الأساسية والمقاصد الكلية للدين واحدة عند الفريقين ، وهى : إقامة عدل الله ورحمته بين عباده.
وكثير من الآراء التى تعتبر شاذة عندنا من أحكامهم ، نجد بين أهل السنة من قال بها : إذا أجدنا البحث والتنقيب.
خذ أشهر مسألة فى الفقه حدث فيها الاختلاف بين المذهبين ، وهو : زواج المتعة ، فقد قال بها حبر الأمة ابن عباس ، وإن قيل : إنه رجع عنها ، ولكن ظل عدد من أصحابه فى مكة وفى اليمن يفتون بها ، مثل : عطاء وسعيد بن جبير وطاوس رضي اللهعنهم جميعا " . انتهى كلام القرضاوى.
ألا تظن أنه كلام تدميرى أكثر منه تقريبى ! ، إذا قلت أنه كلام القرضاوى وحده ، قلنا لك : كلا من الشيخ حسن البنا - الذى ورث رشيد رضا فى مجلة المنار - والشيخ شلتوت كانا من مؤسسى دار التقريب!!!

msobieh · **مرسل:** الثلاثاء فبراير 13, 2018 10:26 pm

ألا تظن أنه كلام تدميرى أكثر منه تقريبى ! ، إذا قلت أنه كلام القرضاوى وحده ، قلنا لك : كلا من الشيخ حسن البنا - الذى ورث رشيد رضا فى مجلة المنار - والشيخ شلتوت كانا من مؤسسى دار التقريب!!!
واعلم أن هذا ليس اتجاه حسن البنا نفسه أو القرضاوى ، بل اتجاه الإخوان العام ، قال الاستاذ عمر التلمسانى المرشد العام للإخوان المسلمين " التقريب بين الشيعة والسنة واجب الفقهاء الآن " وقال أيضاً : " ولم تفتر علاقة الإخوان بزعماء الشيعة فاتصلوا بآية الله الكاشانى واستضافوا فى مصر نواب صفوى ، كل هذا فعله الإخوان لا ليحملوا الشيعة على ترك مذهبهم ، ولكنهم فعلوه لغرض نبيل يدعو إليه إسلامهم وهو محاولة التقريب بين المذاهب الإسلامية إلى أقرب حد ممكن ".
إذاً فالشيعة تود أن يتشيع الناس ، والإخوان لا يريدون للشيعة أن يكونوا على السنة . أين المفهوم الأمنى للسنة الذى يحرص عليه الشيعة ؟! .
أما أبو الأعلى المودودى فقد دعا فى مجلة ( الدعوة) العدد 19 أغسطس 1979م إلى مناصرة الثورة الخمينية وقال " وثورة الخمينى ثورة إسلامية ، والقائمون عليها هم جماعة إسلامية وشباب تلقوا التربية فى الحركات الإسلامية ، وعلى جميع المسلمين عامة و الحركات الإسلامية خاصة أن تؤيد هذه الثورة وتتعاون معها فى جميع المجالات " أهـ
اقرأ ما يقوله أحد شيوخ الإخوان الكبار وهو الشيخ الداعية محمد الغزالى فى كتابه ظلام من الغرب ( ص 252 ) : " ولماذا لا توضع أمام الطلاب فى الصـفوف العليا أو الدنيا صورة صادقة لتفكير الإمامية فى الأصول والفروع والسنن المختلفة " !!!
انظر وتعجب من قول الشيخ محمد الغزالى فى كتابه " كيف نفهم الإسلام " (ص 144- 145) : " فإن الفريقين - يعنى السنة والشيعة - يقيمان صلتهما بالإسلام على الإيمان بكتاب الله وسنة رسوله ، فإن اشتجرت الآراء بعد ذلك فى الفروع الفقهية و التشريعية فإن مذاهب المسلمين كلها سواء فى أن للمجتهد أجره أخطأ أم أصاب " ، ثم يقول : " إن المدى بين الشيعة والسنة كالمدى بين المذهب الفقهى لأبى حنيفة و المذهب الفقهى لمالك أو الشافعى " ، ثم يختم الغزالى كلامه بقوله : " ونحن نرى الجميع سواء فى نشدان الحقيقة وإن اختلفت الأساليب" أهـ.
قلت:
يعنى نظرة الشيعة لزوجات النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وأصحابه مسألة هينة بسيطة ، ومن قال من الشيعة بتحريف القرآن مسألة هينة بسيطة ، واعتقادهم فى المهدى مسألة هينة بسيطة كالخلاف الفقهى !!!
الصوفية المتهمة من الإخوان بأنهم قنطرة الشيعة يعلن أحد مشايخهم الكبار محيى الدين بن العربى أن الشيعة يظهرون لبعض أهل الكشف فى صورة خنازير ، وأن الشيعة عندهم خواطر شيطانية شديدة ، أما الإخوان فقدمنا آراءهم حديثا وقديما .
وللمعلومية فالإخوان لا نجدهم يستدلون بشىء من الصوفية لا فى الأوراد والأذكار ولا فى كتبهم إلا ما لا يختلف عليه اثنان مثل الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندرى. فابن عربى الذى قال على الشيعة القول السابق يقول فيه الشيخ محمد الغزالى : " لقد اطلعت على مقتطفات من الفتوحات المكية لابن عربى فقلت: كان ينبغى أن تسمى الفتوحات الرومية! فإن الفاتيكان لا يطمع أن يدسَّ بيننا أكثر شراً من هذا اللغو" ، وقال أيضا : " وابن عربى مع عصابات الباطنية والحشاشين الذين بذرتهم أوربا فى دار الإسلام أيام الحروب الصليبية الأولى ؛ كانوا طلائع هذا الغزو الخسيس "
قل لمن يدعوك إلى انسلاخك من الصوفية وانضمامك للإخوان :
" أنا متعجب من تناقضكم ، فأنتم متناقضين فى العقيدة وفى أشياء كثيرة ، هل عقيدتكم عقيدة حسن البنا أم لا ؟ "
سيفكر كثيرا ويقول لك : الأمر أكبر من العقيدة ، كلنا مؤمنون بالله.
قل له : كلمة حق أريد بها باطل .
أسلوبك أسلوب غسيل مخ.
انظر معى التناقض فى العقيدة ، والتقية ، ونظام الاحتواء ( مجموعة شاملة ) :
عقيدة التفويض
يقول الشيخ حسن البنا : " ونحن نعتقد أن رأى السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعانى إلى الله تبارك وتعالى أسلم وأولى بالاتباع " .

msobieh · **مرسل:** الثلاثاء فبراير 13, 2018 10:28 pm

وأنت خبير بأن السلفية تبدع المفوضة والأشاعرة والإخوان مفوضة أشاعرة ، وهم فى هذه الجزئية على خير، أما كونهم أشاعرة ، فكلامهم كثير جدا وواضح ، يقول الشيخ سعيد حوى : " إن للمسلمين خلال العصور أئمتهم فى الاعتقاد وأئمتهم فى الفقه وأئمتهم فى التصوف والسلوك إلى الله عز وجل ، فأئمتهم فى الاعتقاد كأبى الحسن الأشعرى وأبى منصور الماتريدى " .
وقال الشيخ سيد قطب فى كتابه فى ظلال القرآن عند قول الله تعالى : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ)
(الحديد 4) : " وكذلك العرش فنحن نؤمن به كما ذكره لا نعلم حقيقته ، أما الاستواء على العرش فنملك أن نقول إنه كناية عن الهيمنة على هذا الخلق إستناداً إلى ما نعلمه من القرآن عن يقين من أن الله سبحانه لا تتغير عليه الأحوال فلا يكون فى حالة عدم استواء على العرش ثم تتبعها حالة استواء....." .
ويقول الشيخ عمر التلمسانى فى كتابه بعض ما علمنى الإخوان المسلمين : (ص 17) عند قوله تعالى : ( وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ)
(الزمر 67) : " أن هذه اليمين التى تشير إليها الآية الكريمة هى التمكن من طى السموات والأرض أى القدرة التى تفعل ما تشاء كيفما تشاء عندما تشاء " .
هذا طبعا هو مذهب الأشاعرة يعلم ذلك أى متمسلف من كبيرهم لصغيرهم .
انظر التناقض فى قول الشيخ القرضاوى " على أن الحقيقة أن الإخوانَ فى اتجاهِهم العام ليسوا أشاعرة ، ولا ضِدّ الأشاعرة " ،
يعنى كما يقولون بالعامية (بين البينين).
وننقل هذه الكلمة للشيخ القرضاوى التى نشرت فى مجلة المجتمع بمناسبة مرور سبعين عاما على الإخوان فى الدعوة قال : " وأريد أن أنبه هنا على حقيقة ذات أهمية كبيرة فى قضية الصفات والإيمان بها ، وتعليمها للناس على مذهب السلف ، وتلك الحقيقة : أن تعرض هذه الصفات كما وردت فى كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلّم ، أعنى أن تذكر مفرقة لا مجموعة ، فكل مسلم يؤمن بها ويثبتها لله كما جاءت ، فليس مما يوافق الكتاب والسنة جمعها فى نسق واحد يوهم تصور ما لا يليق بكمال الله تعالى ، كما يقول بعضهم : يجب أن تؤمن بأن لله تعالى وجها ، وأعينا ، ويدين ، وأصابع ، وقدما ، وساقا ، .. إلخ ، فإن سياقها مجتمعة بهذه الصورة قد يوهم بأن ذات الله تعالى وتقدس كلٌّ مركب من أجزاء ، أو جسم مكون من أعضاء ، ولم يعرضها القرآن الكريم ولا الحديث الشريف بهذه الصورة ، ولم يشترط الرسول لدخول أحد فى الإسلام أن يؤمن بالله تعالى بهذا التفصيل المذكور ، ولم يرد أن الصحابة وتابعيهم بإحسان كانوا يعلمون الناس العقيدة بجمع هذه الصفات ، ولكن المسلم إذا قرأ القرآن الكريم ، أو الحديث الصحيح ، وانتهى إلى آية مشتملة على صفة من هذه الصفات ، أو حديث من هذا النوع آمن به كما ورد ، دون تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، وبهذا يكون سلفيا حقا.
وقال فى الإخوان والأشاعرة : " واتهام الإخوان بأنهم من الأشاعرة ، لا ينتقص من قدرهم ، فالأمة الإسلامية فى معظمها أشاعرة أو ماتريدية ، فالمالكية والشافعية أشاعرة ، والحنفية ماتريدية ، والجامعات الدينية فى العالم الإسلامى أشعرية أو ماتريدية ، الأزهر فى مصر ، والزيتونة فى تونس ، والقرويين فى المغرب ، وديوبند فى الهند ، وغيرها من المدارس والجامعات الدينية.
فلو قلنا : إن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة !! لحكمنا بالضلال على الأمة كلها ، أو جلها ، ووقعنا فيما تقع فيه الفرق التى نتهمها بالانحراف !!
ومن ذا الذى حمل لواء الدفاع عن السنة ومقاومة خصومها طوال العصور الماضية غير الشاعرة والماتريدية ؟؟
وكل علمائنا وأئمتنا الكبار كانوا من هؤلاء :
- الباقلانى ، الإسفرايينى ، إمام الحرمين الجوينى ، أبو حامد الغزالى ، الفخر الرازى ، البيضاوى ، الآمدى ، الشهرستانى ، البغدادى ، ابن عبدالسلام ، ابن دقيق العيد ، ابن سيد الناس ، البلقينى ، العراقى ، النووى ، الرافعى ، ابن حجر العسقلانى ، السيوطى .
- ومن المغرب : الطرطوشى ، والمازرى ، والباجى ، وابن رشد ، وابن العربى ، والقاضى عياض ، والقرطبى ، والقرافى ، والشاطبى ، وغيرهم.
- ومن الحنفية : الكرخى ، والجصاص ، والدبوسى ، والسرخسى ، والسمرقندى، والكاسانى ، وابن الهمام ، وابن نجيم ، والتفتازانى ، والبزدوى ، وغيرهم.
والإخوة الذين يذمون الأشاعرة بإطلاق مخطؤون متجاوزون ، فالأشاعرة فئة من أهل السنة والجماعة ، ارتضتهم الأمة ، لأنهم ارتضوا الكتاب والسنة مصدرا لهم ، ولا يضيرهم أن يخطئوا فى بعض المسائل ، أو يختاروا الرأى المرجوح أو حتى الخطأ ، فهم بشر مجتهدون غير معصومين ، ولا توجد فئة سلمت من الزلل والخطأ فيما اجتهدت فيه ، سواء فى مسائل الفروع أم فى مسائل الأصول ، وكل يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا الرسول المعصوم صلى الله عليه وآله وسلّم .
على أن الحقيقة أن الإخوان - فى اتجاههم العام - ليسوا أشاعرة ، ولا ضد الأشاعرة ، إنهم يستمدون عقائدهم من القرآن أولا ، ثم من صحيح السنة ثانيا ، ويأخذون من كل طائفة أفضل ما عندهم ، مرجحين ما يرجحه الدليل ، وما يؤيده البرهان ، مؤثرين مذهب السلف على مذهب الخلف ، غير متعصبين ولا منغلقين ، داعين إلى التوحيد ، بريئين من الشرك كله ، أكبره وأصغره ، جليه وخفيه ، ولله الحمد أولا وآخرا . اهـ كلام القرضاوى .
فلا ندرى من نصدق !! الشيخ حسن البنا المفوض - مع أن الوهابية والمتمسلفة تقول أن التفويض ليس من عقائد السلف - ونصدق جمهور الإخوان ، وقد قدمنا كلام الشيوخ سيد قطب وسعيد حوى وعمر التلمسانى فى كونهم أشاعرة وأن الإخوان أشاعرة ، أم نصدق تلون الإخوان الذى ظهر فى كلام الشيخ القرضاوى.

موقع د. محمود صبيح

حتى لا تضيع الهوية الصوفية بين الإخوان والشيعة وبني أمية

الموجودون الآن