أما السبب والله أعلم فهو رفض وإباء سكينة بنت الحسين لخطبة عبد الملك بن مروان لها , وكيف تتزوجه وأبوه كان يلعن جدّها عليّ على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم طيلة فترة إمارته للمدينة المنورة ؟؟, قال فى أحـد مشاداته لسيدنا الحسين : " أهل بيت ملعونون " كيف تتزوج رجلا أبوه ملعون ؟؟ وكيف تتزوجه وهو متهم بقتل عمتها أم كلثوم بنت فاطمة الزهراء وابنها زيد ابن الفـاروق عمـر الخطاب رضى الله عنه؟؟ وكيف تتزوجه وقد قتل زوجها مصعب بن الزبير، ووضع رأسه على ترس ثم طيف بالرأس حتى وصل مصر، ثم رد إلى الشام ؟؟ ومصعب هذا كانت سكينة تقول عندما يذكر أمامها: " الملك ". أراد عبد الملك بن مروان التضييق على أهل البيت فأمر بنقل على زين العابدين إلى الشام, ودبر تهمة للحسن وهى أن أهل العراق يكاتبوه ليجعلوه خليفة, مجرد اتهام لو كان صحيحا عنده لقتله أو سممه بسهولة. ثم بعد ذلك أكلت الغيرة قلب بنت هشام بن إسماعيل خوفا من سكينة, وكانت حمقاء, فأوعزت لزوجها الخليفة عبد الملك بأن يأمر أن يسب آل على أباهم, وكذلك آل الزبير, انتقاما من سكينة, بل وحتى لا يعود فى التفكير مرة أخرى فى خطبتها والله أعلم. الضغط الشديد على أهل البيت والمحاولات السابقة التى تدل على استراتيجية بنى أمية فى استئصال، أو تقليل أعداد أهل البيت، جعلت سيدنا الحسن بن الحسن وعلى بن الحسين يتزوجا من نساء كثيرات؛ حتى يزداد عدد أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم . قال الإمام البخارى فى صحيحه: " وقد جمع الحسن بن الحسن بن على بين ابنتى عم فى ليلة " وكان عماه هما محمد وعمر ابنا على بن أبى طالب. وقال عمه محمد بن على: " هو أعز علينا منهما ". الدفاع عن دم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم حتى لا يصل إلى جوف أي أحد كان أحد الواجبات. الوعى والبصيرة وفهم طبيعة الصراع بين أهل البيت وبنى أمية كانت من صفات أهل البيت.
_________________ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ
|