https://soundcloud.com/user516118569/ok ... rd&p=a&c=0مظهر الكمالات فى مولد سيد الكائنات
للإمام العارف بالله
سيدى سلامه الراضى
شيخ ومؤسس الطريقه الحامديه الشاذليه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى أظهر الأكوان من نورخير البريه ، وجعله أول خلقه وفضله على كل مخلوق سواه . وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تقدست ذاته الصمديه ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وحبيبه ومصطفاه . وأصلى وأسلم على مركز دائرة التجليات الالهيه ، وعلى آله وصحبه الذين اقتبسوا من نوره وهداه . ( وبعد ) فيقول العبد الذليل خادم الفقراء الصوفيه . سلامه بن حسن الراضى الشاذلى وفقه الله لما فيه رضاه . لما كانت محبه المصطفى صلى الله عليه وسلم هى الوسيلة الكبرى لنوال النفحات الالهيه ، إذ هو الحبيب الأعظم الذى لا يرد الله من تشفع به عنده ودعاه . وعلامة محبته كثرة ذكره والصلاه عليه والاقتداء بشمائله الزكيه ، لقوله تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ) 0تطفلت مع حقارة قدرى على موائد كرم هذه الحضرة المحمديه ، ونزيل الكرام لا يضام ولا سيما نزيل رسول الله . فالتقطت ما تيسر لى من جواهر بحار السنه المطهرة السنيه . ونظمت فرائده فى قصة مولده الشريف وأخلاق الحضرة النبويه ، يصلح الله بها حالى ويفرج بها عنى وأخوانى وجميع من أحب رسول الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( عطر اللهمَّ قبره الشريف بعطر شذى من صلاة وتسليم اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حمله و ولادته
فأقول مستعينا بالله الذى أبرز سيدنا محمدا من خير الأمم والقبائل والأصلاب والبطون الطاهرة النقيه ، حتى وصل نوره إلى أبيه عبدالله وظهر فى وجهه لكل من يراه فزوجه أبوه عبد المطلب سيدة نساء قومها آمنة الزهريه ، وحملت برسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تجد له وحما ولا ثقلا جل من يراه . ولما أستقر فى بطن أمه أخصبت الأرض بعد الجدب ونطقت بحمله الدواب البحريه ، وأثمرت الأشجار وأصبحت الأصنام منكوسة على الأفواه والجباه . وفرت الوحوش وأهل البحار إلى بعضها بالبشارات وتنكست أسرة الملوك لقدوم خير البريه ، ولما تم من حمله شهرين توفى أبوه بالمدينة عند أخواله بنى النجار ودفن بالأبواء وقد دعاه ربه فلباه , وبشرت أمه فى المنام فقيل لها أنك حملت بسيد العالمين فسميه محمدا كما سبق له فى الأزليه ، ولما حضرت ولادتها تفتحت أبواب السماء والجنان وحضرتها آسيه ومريم والحور العين لرؤية محياه . ورات رجالا وقفوا فى الهواء وبأيديهم الأباريق الفضيه ، ورات قطعة من الطير غطت حجرتها مناقيرها من الزمرد وأجنحتها من الياقوت أشرق سناه . ورأت ثلاثة أعلام , علما بالمشرق وعلما بالمغرب وعلما على ظهر الكعبة المشرفة العليه . وأخذها المخاض فوضعته صلى الله عليه وسلم ساجدا قد رفع إصبعه إلى السماء كالمبتهل المتضرع إلى الله . ورأت سحابة قد غشيته فغيبته وسمعت مناديا يقول طوفوا به مشارق الأرض ومغاربها القصية وأدخلوه البحار ليعرفوه بأسمه ونعته وصورته ويتشرفوا بعلاه . وأشرق البيت نورا وأضاء ما بين المشرق والمغرب حتى رأت من حضرت الولادة بعض القصور الروميه . وقد تكلم فقال : ( الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا ) كما ثبت عن الرواه . وكانت ولادته فى عام الفيل فى يوم الاثنين لاثنتى عشرة خلت من ربيع الأول عند الساعة الفجريه ، وولد بمكة نظيفا مختونا مقطوع السرة كالقمر ليلة البدر وريحه كالمسك يضوع شذاه . ومن عجائب ولادته أرتجاع إيوان كسرى وسقوط أربع عشرة شرفة من شرائفه العلوية . وقد غاضت بحيرة طبرية وخمدت نار فارس وزادت حراسة السماء وانقطع رصد الشياطين وحل بكل كاهن مادهاه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( عطر اللهمَّ قبره الشريف بعطر شذى من صلاه وتسليم اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه )ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رضاعته و مهده
وليلة مولده أفضل من ليلة القدر والقيام لذكره مستحب وقد فعل أئمة من ذوى المراتب العليه ، وأرضعته أمه أياما ثم أرضعته ثويبة التى أعتقها أبو لهب حين بشرته بولادته ثم أرضعته حليمة التى أسعدها الله برضاه . وقد كانوا يلتمسون الرضعاء من غير قبيلتهم ليكون أنجب للولد وأفصح كما جرت به عادتهم الأوليه ، فكان صلى الله عليه وسلم يرضع من ثدى ويترك الآخر لأخيه فما أعدله ذاد الله فى شرفه وعلاه . ودرت ناقتها باللبن وسبقت أتانها دواب القوم وأصبحت فى عيشة هنيه . وألقى الله له المحبة فى القلوب وهو فى بنى سعد فصاروا يتبركون بوضع يده على الأذى فيتم شفاه . وكذا إذ اعتل لهم بعير أو شاة فاستبشروا به وأعتقدوا له البركة الحسية والمعنويه ، وكان صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القمر وكان يميل معه القمر إذا مال وقد كلمه وناغاه . وفى شهرين كان يحبو وفى ثلاثة كان يقوم على قدميه بعناية ربانيه ، وفى أربعة كان يمسكك الجدار ويمشى وفى خمسة حصلت له القدرةعلى المشى والله قواه . وفى ثمانية كان يتكلم بحيث يسمع كلامه وفى تسعة كان يتكلم بفصيح الألفاظ العربيه ، وقد نشأ صلى الله عليه وسلم على أكمل الأوصاف وأجملها خصوصية من ربه والله زكاه . وتكلم صلى الله عليه وسلم فى بعض الليالى عند مرضعته حليمة السعديه ، فقال : ( قدوسا قدوسا نامت العيون والرحمن لا تأخذة سنه ولا نوم) كما علمه الله . ورغب ان يخرج مع أخوته لرعى الغنم ليعلمه الله رعاية الخلق عند الرسالة النبويه ، فكان يخرج معهم ويرجع مسرورا وقرت بذلك عيناه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( عطر اللهمَّ قبره الشريف بعطر شذى من صلاه وتسليم اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شق صدره الشريف و نشأته الأولى
وبينما هو مع الصبيان إذ وافاه ملكان وشقا صدره بغير قطع بل بإشارة ملكية ، وأخرجا منه مضغة سوداء وغسلاه وأخرجا قلبه وبخاتم النور ختماه . وذهب أخوه وأخبر أمه فاقبلت مع أبيه وفرحا بسلامته من كل أذيه ، وقد خصه الله بشق صدره لينشأ على أكمل وصف وأعلاه . ثم خشى أبواه أن يكون قد أصيب بشىء فذهبا به إلى أمه آمنة الزهريه ، ولما وصلا به إليها فى مكة المشرفة وأخبراها بما وقع له بعد أن أخفياه قالت والله ما للشيطان عليه سبيل فإنه محفوظ بعناية ربانيه وأن له لشانا عظيما لما علمته وشاهدته من سره وسناه . ومكث عند أمه فخرجت به إلى أخوال جده بنى عدى بالمدينة تزورهم ومعها أم أيمن بركة الحبشيه ، فأقامت عندهم شهرا ثم خافت عليه من اليهود لأنهم عرفوه بنعته فخرجت به فأدركتها الوفاه . وكان عمرها حين توفيت فى حدود العشرين سنه فكفله عبد المطلب جده وأحبه محبة قويه ، ولما توفى عبد المطلب كفله أبو طالب شقيق أبيه وكان يحبه ويخصه من الطعام بأحسن ما أتاه . ولم يشتك صلى الله عليه وسلم جوعا لا فى صغر ولا فى كبر فيتمتع إذا أصبح من زمزم بشربة هنية فإذا عرضوا عليه الغذاء قال أنا شبعان لأن الله بالقناعة اغناه . ولما بلغ اثنتى عشرة سنة خرج مع عمه ابى طالب فى تجارة إلى البلاد الشاميه ، وعرفه بحيرا الراهب والغمامة تظله شاهد ذلك بعينه حين وافاه وأخبر أنه رأى الاشجاروالأحجار ساجدة له وأنه يعرفه بخاتم النبوة وأنه مبشر به فى كتبهم السماويه ، وأمر عمه أن يرده خوفا عليه من اليهود فرجع به كما أشار عليه الراهب وأوصاه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( عطر اللهمَّ قبره الشريف بعطر شذى من صلاه وتسليم اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشأته الثانيه
وصحب أبو بكر النبى صلى الله عليه وسلم فى تجارة ، وهو أبن ثمانى عشرة سنة إلى الشام من البلاد الحجازيه ، وكان أجل قومه مروءة فسموه الأمين ورفع الله قدره وأعلاه . وحضر مع عمومته حرب الفجار الأولى وحضر حلف الفضول فى الديار المكيه , ولما بلغ خمسة وعشرين سنة خرج فى تجارة لخديجة إلى الشام ومعه ميسره يخدمه والله يرعاه . ولما بلغ نسطورا الراهب أخبر ميسرة بامره ووجد فيه علامة النبوة ظاهرة عليه جلية ، وراى ميسرة ملكين يظلانه وكان يمسح على البعير المريض فيشفيه الله . وربحت تجارتهم ربحا عظيما وأعطته خديجة ضعف ما سمته له وهى به سخيه ، و راته حين قدموا وملكان يظلانه وأخبرها ميسرة بقول الراهب وما حكاه فخطبته صلى الله عليه وسلم وتزوجها بصداق وأولم وأطعم ودخل بها فنعم العطيه ، إذ كانت أعظم أمين له فى بدء الوحى وعندما اشتد عليه الأذى من قومه وقاساه . ولما بلغ خمسا وثلاثين سنة وأرادت قريش وضع الحجر الأسود فى بناء الكعبة العلية . وقع الخصام بينهم على من يضعه ثم تحاكموا إلى من يفصل فى الحكم بما يراه . فأشار بتحكيم أول داخل من باب بنى شيبة فى هذه القضية ، فكان أول داخل عليهم هو سيدنا محمد رسول الله فوضع الحجر فى وسط ثوبه وأمر القبائل برفعه ثم وضعه بيده الشريفة فى هذه البنيه، وكان ينقل معهم الحجارة من أجياد بنفسه الشريفة وتزوده خديجة بالكعك والزيت فيفكر فى خلوته ويذكر الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( عطر اللهمَّ قبره الشريف بعطر شذى من صلاه وتسليم اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعثته
ولما بلغ صلى الله عليه وسلم أربعين سنة أرسله الله رحمة للعالمين فطوبى لمن آمن برسالته الحقيه ، وأول ما بدىء به من النبوة الرؤيا الصادقة ستة أشهر لطفا من الله . ورؤيا الأنبياء حق ووحى وقد بدىء بها تمرينا لقواه البشرية ، ثم فاجاه الملك بصريح الوحى والقران وقال ( اقرأ بسم ربك ) بعد أن غطه حتى تلقاه . ثم فتر الوحى ثم نزل عليه ( يا أيها المدثر ) فكان لنبؤته على رسالته السابقيه , وأتاه جبريل وضرب الأرض برجله فنبعت عين ماء وعلمه الوضوء والصلاة . فذهب إلى خديجة وأخبرها فآمنت به فكانت هى أول من آمن من النساء برسالته الحقيه ، ثم خرج يدعو القوم الكفار إلى الاسلام زاد الله فى علاه . فأول من آمن به من الرجال أبو بكر الصديق الذى أسعده الله بالصديقية ، ثم أول من آمن به من الصبيان على وغيرهما من الصحابة عليهم رضوان الله . وكانوا يصلون ركعتين بالغداوة وركعتين بالعشية ، وكانوا يذهبون إلى الشعاب ليخفوا عبادتهم عن القوم الكفرة قاتلهم الله . ثم ظهرت العداوة واشتد الأمر بين الأمة الحنيفية والأمة الجاهلية ، فدخل صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه دار الأرقم يعبدون الله . ولا زالت عبادتهم لربهم خفية عن الأمة الجاهلية ، حتى ألح أبوبكر فى الخروج فأجابه النبى صلى الله عليه وسلم بعد أن امتنع وأباه . فخرجوا وخرج أبو بكر يدعوهم إلى الوحدانية ، فضربوا المسلمين فدخلوا الدار ثانية يعبدون الله . ثم أسلم حمزة عمه صلى الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب واعز الله بهما رسوله ونبيه ، وعطف أبو طالب على النبى صلى الله عليه وسلم ومنعه ممن أراد به سوءا وحماه . فاشتد الأمر وتضارب القوم وعذبوا وقتلوا من اتبع الحنيفية ، وكان الكفار يجوعون بلالا ويطرحونه على الرمل فى الحر بغير رأفة ولا يثنيه ذلك عن عباده مولاه . وكانوا يضعون الحجر على صدره وهو يقول أحد أحد ويتحمل ما يلقاه منهم بنفس مرضية ، لأن الله قد ملأ قلبه من الايمان وأشرق عليه سناه . وكانوا يعطونه للولدان فيربطونه بحبل ويطوفون به شعاب مكة فى حاله علنية ، فرق ابو بكر رضى الله عنه وفداه بماله واشتراه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( عطر اللهمَّ قبره الشريف بعطر شذى من صلاه وتسليم اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولما اشتد عليهم الأذى أمر صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يفروا إلى الله ويهاجروا إلى الديار الحبشية ، وكان صلى الله عليه وسلم يطوف على الناس فى منازلهم يدعوهم إلى مولاه . وأبو لهب وراءه يكذبه ويرجمه بالحجارة وهو يتحمل منه هذه الأذيه ، وآذته قريش ورموه بالسحر والجنون والكهانة وقصدوا قتله مرارا فحماه الله ونجاه فبعضهم يرى فحلا يريد قتله وبعضهم يعمى بصره فلا يراه ولكن يسمع صوته بالآيات القرانيه ، وإذا قرأ القران يقفون له عن اليمين والشمال يلغون فى كلام الله . ويصفقون له ويصفرون ويخلطون عليه بأشعار ذوى النفوس الغوية ، ويضعون القطن فى آذانهم لئلا يسمعوا كلامه وهداه . ويتوعدون من أسلم بالأقوال الشنيعة ويوبخونه بالألفاظ البذية ، ووضعوا على ظهره الفرث والدم وهو يصلى حتى جاء من أهله من أخذه وألقاه . وكانوا يحثون التراب على راسه كما سولت لهم عقولهم الغبية ويضعون الدم على بابه يقصدون بذلك أذاه ولما قرأ سوره النجم وسجد معه المشركون لسماع ذكر آلهتهم الوثنية ، وبلغ المسلمين فى الحبشة أن قريشا أسلموا فقدموا وبلغ الفرح أقصاه . فلما دنوا من مكة بلغهم أنهم على عنادهم فدخلوا لرؤية أقربائهم فى الديار المكية ، ثم رحلوا إلى الحبشة ، وهى الهجرة الثانية فرارا بدينهم إلى الله . ولما رأت قريش أن الاسلام قد فشا فى القبائل وبدت طوالعه السعودية ، أجمعوا على أن يقتلوا النبى صلى الله عليه وسلم فحفظه الله منهم وبرعايته تولاه . وجمع أبو طاالب بنى هاشم وبنى عبد المطلب وأخذتهم الحمية ودخلوا شعب أبى طالب بمكة وأدخلوا معهم رسول الله . فكتبت قريش صحيفة وعلقوها فى الكعبة وقد مكثت مدة زمانية ، بأنهم لا يتزوجون من بنى هاشم ، ولا يزوجونهم قاتلهم الله ولا يبيعون منهم شيئا ، ولا يبتاعون ، ولا تأخذهم بهم رأفة الأرحام ولا شفقة قلبية ، فشلت يد من كتبها وأكلت الأرضة ما فيها من الظلم معجزة لحبيب الله ومصطفاه ، ونبأ الله نبيه بذلك فأعلم عمه وهو أخبر الأقوام الجاهلية ، فوجدوا الأمر كما أعلمهم فعاندوا وقالوا أن هذا لسحر فما أضل قلبهم وأعماه ثم مشت طائفة فى نقض الصحيفة فنقضوها بعد أن اتفقوا فى العشية ، وخرجوا من الشعب إلى مساكنهم وحفظ الله رسوله منهم ونجاه وبعد خروجهم مات أبو طالب ثم ماتت خديجة بعده بثلاثه أيام عددية ، فاشتد عليه الأذى وخرج إلى الطائف يدعو ثقيفا فلم يلبوا نداه . وأهانوا وسلطوا عليه العبيد والسفهاء فأظهروا له السخرية ، وسبوه وصاحوا عليه وجلسوا له صفين مستعدين لأذاه وصاروا يضربونه بالحجارة وهم يضحكون من خير البرية ، وكلما قعد أقاموه وضربوه بالحجارة حتى تخضبت نعلاه من دماه . فرجع حزينا فأتاه ملك الجبال ليهلكهم جزاء ما فعلوه معه من هذه الأفعال القاسية الوحشية . فأبى وقال أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله . وفى رجوعه صرف له سبعة من جن نصيبين فآمنوا به كما فى الأخبار القطعية ، ثم رجع إلى مكة فصاروا يوالون عليه الأذى وهو يتحمل كل ما أتاه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( عطر اللهمَّ قبره الشريف بعطر شذى من صلاه وتسليم اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المنتدى
التسجيل
الأسئلة المتكررة
بحث
