موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: محاضرة للعلامة مفتي الديار المصرية اعزها الله
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 03, 2009 12:13 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4039
مكان: الديار المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:white;background-image:url();][cell=filter:;][I][align=center]

محاضرة القاها فضيلة الشيخ الدكتور العلامة علي جمعه نور الدين

كانت في مسجد الجمعية الشرعية بالجلاء بتاريخ 3-9-2006..
تعرض الأمة الإسلامية قديماً وحديثاً لكثير من البلايا كان القصد منها تقسيمها وإضعافها.
عوائق الوحدة وكيفيه إزالتها:
1-العائق الأول: سيطرة مفهوم الدولة القطرية
التخلص من هذا العائق بفكرة الدوائر المتداخلة.
2- العائق الثاني: سيطرة المناهج والرؤى الغربية في التعليم والإعلام والاقتصاد ......
التخلص من هذا العائق بتجاور الواقع وبناء منهج جديد.
3-العائق الثالث: سيطرة المصالح الشخصية الضيقة.
التخلص من هذا العائق بتعلق قلب كل فرد من أفراد الأمة بالله عز وجل.
حديث سيدنا رسول الله ص: «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ».
يبين سبب هذا المأزق داخلياً وخارجياً وكيفية الخروج منه على المستوى الداخلي والخارجي.
4-العائق الرابع: تراكم القوانين.
وإزالة هذا العائق بإلغاء هذه القوانين التي تعوق الوحدة ووضع إجراءات وسياسات جديدة تحقق الوحدة.
5-العائق الخامس: عدم شيوع اللغة العربية في سائر الأقطار الإسلامية.
وإزالة هذا العائق يحمل الناس على اللغة العربية في كافة شئون الحياة.
6-العائق السادس: فقدان الثقة بين الحكام.
والخروج من هذا العائق بالتخلق بأخلاق الله من العفو والصفح والرحمة والاهتمام بالكتابة في أسماء الله الحسنى والتربية من خلالها.
خاتمة ودعاء.


إن الأمة الإسلامية في العصر الحاضر تتعرض لبلايا كثيرة متتالية كان القصد منها تقسيم هذه الأمة وإضعافها.
وليس هذا الأمر جديداً على أمتنا فقد عانى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من اليهود في الشمال في خيبر, ومن اليهود في داخل المدينة, ومن المشركين في الجنوب في مكة. وكان سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد عانى من المشركين قبل ذلك وهو بين ظهرانيهم.
لقد كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين فكي الكماشة توشك أن تجهز عليه، اليهود في شمال المدينة وهو بين ظهرانيهم والمشركون في مكة.
وهنا وبحكمة عالية من المصطفي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فك هذه الكماشة فوقع صلح الحديبية لتحييد المشركين، ثم فتح خيبر, وبهذا قضى على أحد فكي الكماشة وهم اليهود.
ثم جاء فتح مكة عندما أخل المشركون بما عاهدوا عليه رسول الله ص في صلح الحديبية. وبهذا قضى سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الفك الآخر لهذه الكماشة .
ثم فرغ للفرس والروم فقد رأى ص الفرس والروم تتكالب على الدعوة الإسلامية وعلى الجزيرة العربية من ذات الهجوم.
إنه الكفر الذي لا يريد لتلك الدعوة أن تصل إلى الناس منذ دعا بها رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإلى يوم الناس هذا.
فبعدما انتهينا من الفرس والروم جاءنا الصليبيون والتتار, وبعدما انتهينا من الصليبين والتتار جاءنا الاستعمار بكل ألوانه وأشكاله، ثم بالتكالب على الرجل المريض وحمايته في مرضه كما كانوا يَدَّعون، ثم بعد ذلك بالكيان الصهيوني المزروع في وسطنا بدون أي منطق وعلى غير مثال سابق في تاريخ البشرية، لقد حاول الاستعمار بزرع هذا الكيان الصهيوني في الأماكن المقدسة أن يحيرنا، يشغلنا عن البناء, عن التقدم، عن الاستقرار، وقد حاول الاستعمار هذا من قبل في سنة 1840-1841م عندما حاول تحطيم ما تقدمت به مصر على يد محمد علي، وهو هكذا دائماً يحاول أن يعوقنا عن التقدم، ويشغلنا عن البناء والاستمرار؛ فالأمر ليس جديداً .. فماذا نفعل؟
لقد تأملت في مسألة الوحدة التي نأملها بين الشعوب الإسلامية من طنجة إلى جاكرتا ومن غانة إلى فرغانة, ووجدت أن هناك أموراً تعوق تحقيق هذه الوحدة, وفكرت في كيفية إزالة هذه العوائق، بدأت برحلة في ذهن صاحب القرار, أسأل نفسي كيف يفكر صاحب القرار منا؟
وهنا ظهرت لي عدة أفكار رأيت أنها من الأسباب التي تعوق الوحدة وسأعرضها عليكم واحدة تلو الأخرى وأعرض معها كيفية الخروج من هذا العائق.
أولاً: سيطرة مفهوم الدولة القطرية:

إن فكرة الدولة القطرية فكرة سيطرت على صاحب القرار من طنجة إلى جاكرتا ومن غانة إلى فرغانة سيطرة عجيبة الشكل حتى صرنا نقول: إننا أصبحنا مصريين, أصبحنا مغاربة, أصبحنا أندونيسيين يجب علينا أن نبحث عن مصالحنا, وأن نحارب الدول الإسلامية الأخرى والعربية الأخرى؛ لأن مصالحنا تتعارض معها؛ فيجب علينا أولاً وقبل كل شيء أن نُعلي من قيمة ومصلحة وطننا.
وقد انبثق عن فكرة القطرية ثنائية إما الوطنية وإما غير الوطنية فغير الوطنية خيانة فيبقى إما أن تكون وطنياً، وإما أن تكون خائناً، وقد سيطرت هذه الفكرة على الأذهان سيطرة كبيرة وهذه الثنائية إنما هي من أفكار الغرب.
إن المتأمل لطبائع الأمور يجد أن بين نعم ولا مراحل كثيرة، وأن هناك الدوائر المتداخلة التي لا ينقضي بعضها بعضاً فإن دائرة الوطنية جزء من دائرة الأمة الإسلامية, فحب الوطن الصغير مصر وسوريا والانتماء إليه جزء من الانتماء للوطن الأكبر وهو أمة الإسلام.
فحب الوطن الأكبر عين الوطنية وتأكيد لها, ليس هذا فحسب, بل وانطلاق بها, وهذا انفتاح ونسق مفتوح يشمل الوطن ويمتد من الإقليم إلى وطن الإسلام.
لقد جلسنا إلى أصحاب القرار المباشر وسألناهم لماذا لا تعلنونها وحدة غداً، وهو من مصلحتكم ومصلحة أوطانكم ومصلحة كراسيكم؟ وإذ بفكرة الدولة القطرية تسيطر على أذهانهم، وتعوق كل محاولة للوحدة بينهم إذن فكرة الدولة القطرية فكرة يجب أن نهتم بها، وأن نكتب فيها، وأن ندعو الناس ونفهمهم أن الدولة القطرية هذه فكرة تؤدي إلى هذه الأذية والبلية التي نحن فيها والتي عرفنا أسبابها ومظاهرها وأحوالها ومآلاتها.
ثانياً: سيطرة المناهج والرؤى الغربية في التعليم والإعلام والاقتصاد والسياسة ومناحي الحياة:
لقد وجدنا عند استقرائنا للواقع أنه قد استقر في وجدان الجماعة العلمية في الجامعة, المناهج المنطلقة من النموذج المعرفي الغربي حتى صار النموذج المعرفي العربي هو المعيار بحيث أصبح كل ما يخالف هذا النموذج يوصف بالخرافة, ويوصف بالجهالة، ويوصف بالرجعية, إلى آخر تلك الصفات الجاهرة.
وهنا سؤال :
هل هذا الاستمرار للنموذج المعرفي الغربي في وجدان الجماعة العلمية راجع إلى أننا نفتقد نموذجاً معرفياً إسلامياً؟
الواقع أن عندنا نموذجاً معرفياً إسلامياً يقف أمام كل النماذج المعرفية قد يتحد ويشترك معها في بعض المساحات، وقد يختلف معها في مساحات أخرى وقد يتناقض مع بعضها الآخر, لكنه في الجملة نموذج مستقل يستقى عناصره من العقيدة الكلية ومن الرؤية الكلية في الكتاب والسنة. فالمسلم يؤمن بعالم الشهادة وعالم الغيب بينما الآخرون لا يؤمنون إلا بعالم الشهادة فقط. ومن ثم فإن هذا المسلم يؤمن بإله قد خلق بينما نحى الآخرون مسألة الألوهية.
يؤمن المسلم بأنه في هذه الحياة الدنيا على حد التكليف بينما يقول الآخرون بالتفلت وعدم التكليف.
إن الذي يضع ملامح سير الحياة هم الجماعة في الصورة الديمقراطية أو الجماهير أو الأغلبية أو المجلس التشريعي إلى آخر ما هناك.
يؤمن المسلم في نموذجه المعرفي بيومٍ آخر, بالحساب, بالعقاب، بالجنة, بالنار.
وهذا الإيمان يؤثر في سلوكه فإذا أراد أن يفعل فعلاً فإنه يراجع نفسه هل هذا الفعل يرضي الله أم يغضبه؟ وهل سوف يعاقب عليه؟
فيحجم أو يقدم بناء على ذلك التكليف، وإذا وقع في معصية فإنه يستغفر ربه ويتوب ويرجع ويندم فلا يسلِّم نفسه لشهواته كما يأمره «فرويد» في النموذج المعرفي الغربي.
إن سيطرة النموذج المعرفي الغربي أثرت في المنهاج, أثرت في الرؤى, أثرت في التقويم, أثرت في القبول والرد, أثرت في السماع فإذا سمعونا ومعهم هذا المعيار وذلك المقياس فإنهم يرفضوننا ويرفضون تراثهم، ثم يقعون في شيء من الظلمة التي يسمونها بالاستنارة .
فسيطرة المنهاج والرؤى الغربية عائقٌ من عوائق الوحدة، ويجب علينا من جهة أن نكتب في هذه الفكرة، وأن نستمر في الكتابة حتى ننشئ ثقافة سائدة يتبين لكل عاقل فيها فرق ما بين النموذجين, النموذج المعرفي الإسلامي وما ينبثق عنه من منهج إسلامي وبين غيره من النماذج والرؤى والمناهج، وقد تبين لنا مدى سيطرة هذا النموذج الغربي على متخذ القرار وعموم الثقافة السائدة بحيث شكل عائقاً من عوائق الوحدة.
ومن جهةٍ أخرى علينا أن نتجاوز الواقع بمعنى أن لا يشغلنا ولا يكيلنا عن الانطلاق, وبمعنى آ خر يجب علينا أن نعمل عملاً تأسيسياً تأصيلياً وهذا في مقدورنا بإذن الله.
ثالثاً:سيطرة المصالح الشخصية الضيقة:
ومرجع ذلك إلى الأنانية, والأنانية تنشأ في الإنسان عندما ينسى الله وعلاقته به سبحانه وتعالى. فنسيان الله يجعل الإنسان لا يرى إلا نفسه, لا يفكر إلا في مصالحه الشخصية وينسى مصالح الأمة, وكما يعبر المصريون في أمثالهم العامية: يقول كل واحد سلامات يا راسى.
وليس هكذا تبنى الأمة, الأمة مكونة من أفراد, وتعلق قلب الأمة بالله عز وجل يعني تعلق قلب كل فرد منها بالله عز وج, ومن ثم فهناك مسئولية على أفراد الأمة وليس فقط على من يتولى شئون الأمة أن يكون قلبه معلقاً بالله تعالي؛ لأن صلاح الأفراد صلاح للأمة، وكما تقول الحكمة السائرة والتي يظنها البعض حديثاً وليست بحديث «كما تكونون يولّى عليكم».
ونحن نحتاج إلى الكتابة في هذا المعنى كثيراً؛ لأنه إذا شاع فينا الفكر المستقيم والرؤية الواضحة, فإن هذا صاحب الفكر المستقيم والرؤية الواضحة سوف يكون في يومٍ من الأيام صاحب القرار وبهذا تبني الأمة نفسها.
إننا نعيش الآن في لخبطة, ليست عندنا رؤية واضحة, وقد كانت الرؤية واضحة عند سلفنا الصالح, يؤمن بالله تعالى, يؤمن بالتكليف يؤمن بيومٍ آخر, أخرج الدنيا من قلبه وتمسك بها في يده فسادوا وقادوا, لذلك علينا أن نخرج الدنيا من قلوبنا، ونجعلها في أيدينا كما ورد في دعاء الصالحين «اللهم اجعل الدنيا في أيدينا، ولا تجعلها في قلوبنا» لأننا في حال وهن شديد، وقد فسر الرسول ص الوهن بأنه حب الدنيا وكراهية الموت.
وصف سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم -وهذه من معجزاته سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حال الأمة الآن, وبيَّن سبب هذا المأزق خارجياً وداخلياً، ثم أرشدنا إلى كيفية الخروج من هذا المأزق، يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم : «يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعة الطعام، قالوا: أمن قلةٍ نحن يومئذٍ يا رسول الله؟ قال: أنتم يومئذ كثير، ولكن غثاء كغثاء السيل» وكغثاء السيل أي لا قيمة لكم ولا لعددكم الكثير، ثم بين السبب الخارجي لهذا المأزق: ينزع الله المهابة من قلوب عدوكم وبيَّن السبب الداخلي لهذا المأزق يقول: «ويلقى الوهن في قلوبكم، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت»( ) فعلينا أن نقوم كما قامت الصحابة الكرام، ونكون خير خلف لخير سلف.
-................
اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا، علينا أن نركز على هذا المعنى، ونكتب فيه مرات من غير يأس، ونربي عليه أبناءنا، ونشيعه في خطبنا ودروسنا ومقالاتنا وهكذا .
رابعاً: تراكم القوانين وهى قضية إجرائية:
الكل يقول نريد وحدة، ثم تفاجأ بأننا قد وضعنا قوانين أنشأناها بأنفسنا، ووضعناها لأنفسنا فإذا بها تصبح العائق أمام هذه الوحدة.
فإن من مظاهر الوحدة توحيد العملة, فما الذي يحول بيننا وبين أن نوحد العملة؟
عندما قلنا لمنظمة المؤتمر الإسلامي لماذا لم تضربوا عملة موحدة اسمها الدينار الإسلامي مثلاً، وتجعلوها وسيط التبادل التجاري في العالم الإسلامي من طنجة إلى جاكرتا؟ يقول كل واحد منهم: إن قوانين دولتي ضد توحيد العملة، قلنا لهم: إذن ألغو هذه القوانين .
إن إلغاء القوانين التي تراكمت وسبب تراكمها عائقاً أمام الوحدة من السهل جداً إلغاؤها فما الذي يمنعهم من إلغائها؟
إن توحيد العملة شيء إجرائي لا يحتاج إلى دراسة كبيرة ولا كثير كلام لإنشاء ثقافة سائدة ورأي عام، إن توحيد العملة إذا لم ندرك نتائجه في عصرنا فإنه سيفيد أبناءنا من بعدنا ومن بعد رحيلنا عن الحياة.
إن الطريق العالي الذي يسمونه بالإنجليزي (high way) فكرة روزفلد، لقد فكر روزفلد أنه لكي تبقى الولايات المتحدة لابد أن يكون فيها الطريق العالي هذا، وهذا الطريق عبارة عن شبكه الطرق التي تربط بين ولايات الولايات المتحدة, ولولا شبكة الطرق هذه لأصبحت أمريكا الآن خمسين دولة.
فأين مثل هذه الشبكة عندنا والتي تستطيع فيها بسيارتك أن تنتقل من طنجة إلى جاكرتا في أمان الله، هذه الشبكة تكاد تكون موجودة بالفعل, إنك عندما تنتقل ما بين بلجيكا وهولندا لا تشعر وأنت تسير أنك قد انتقلت من بلدٍ إلى بلد.
فكروا كيف إذن سنعرف حدود كل بلد؟ قالوا: باختلاف شكل عواميد النور، ولا تجد عسكريا واقفا، ولا تجد علاقة حدود, أغنتهم فكرة شكل عواميد النور عن كل هذا.
هؤلاء بشر مثلنا وهم في عصرنا فلماذا لم نفعل مثلهم؟ لقد وحدوا العملة ورفعوا التأشيرات بينهم ووحدوا الطريق وصار القطار يبدأ رحلته من لندن ليصل إلى موسكو, وهو يعمل من قبل الحرب العالمية الثانية ربما توقف فقط في الحرب العالمية الثانية.
خامساً:عدم شيوع العربية في سائر الأقطار الإسلامية:
إن شيوع اللغة العربة في سائر الأقطار الإسلامية سيعين على تحقيق الوحدة التي نرجوها؛ لذلك كان من الخطأ الكبير ما أفتى به أبو السعود مفتي تركيا السلطان سليمان بأن تبقى التركية كما هي لسان الأتراك، وأنه لا يجوز له أن يحمل الناس على اللغة العربية في كافة شئون الحياة، فقد أراد سليم خان والسلطان سليمان أن يغيروا اللسان التركي إلى عربي وذلك بحمل الأتراك على اللغة العربية فأفتاه ذلك المفتي بعدم جواز ذلك، وها قد تبين خطأ هذه الفتوى وضررها.
سادساً: فقدان الثقة بين الحكام:
لقد شاع فقدان الثقة بين الحكام نتيجة تاريخ وتجربة مريرة فإذا ذهبت تقول لأحدهم: لماذا لا نتحد مع فلان هذا؟ يقول لك: لقد حاول أن يقتلني قبل أو حاول أن يعمل انقلابا أو....أو......
ويفتح لك الملف الأسود ولكل شخص عنده ملف أسود، ولا يريد أن يتجاوز هذه التجربة المريرة، ولابد هنا من التجاوز والعفو والصفح قال تعالى: ﴿فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة:109].
ومن هنا تأتي أهمية الكتابة في أسماء الله الحسنى فهو سبحانه الرحمن الرحيم، وهو سبحانه العفو الغفور، وهو سبحانه الرءوف، وأن تتخلق بأخلاق الله من الحلم والعفو والصفح.
ومن هنا أيضاً تأتى أهمية الكتابة في هضم النفس, ولم يعد هذا مجرد كتابة في الأخلاق الحسنة بل صار ذلك من أوجب الواجبات؛ لأن صاحب القرار لابد أن يتربى على الحلم والعفو والصفح حتى يتجاوز هذه التجارب المريرة، ولا بد لنا من أن نساعد أصحاب القرار على فتح هذه الملفات السوداء ونصفيها، ونعلم الناس كيف تتسامح وكيف تتجاوز.
لابد أن نبني العقول ونعمل على مظاهر الوحدة شيئاً فشيئا، نحدث رأياً عاماً، ونبني ثقافة سائدة، ونعد جدولاً نتكلم فيه عن السوق المشتركة، ونكرر الحديث فيها, ونقوم بدراسات عن الدفاع المشترك، ودراسات عن التكامل الاقتصادي, ودراسات عن توحيد المصطلحات وتوحيد المناهج وتوحيد القوانين، علينا أن نبذل جهداً عالياً في هذا.
ندعو الله أن ينزل على قلوبنا السكينة، وأن يفتح علينا فتوح العارفين به, وأن يوحد قلوب أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم , وأن ينقلنا من دائرة سخطه إلى دائرة رضاه, وأن يحشرنا تحت لوائه يوم القيامة, وأن ينفعنا به بسنته في الدنيا, وبشفاعته في الآخرة, وأن يرض عنا برضاه، وأن يبلغ بنا دينه كما أراده, وأن يمتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم في جنه الخلد يا أرحم الراحمين وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.


[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 7 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط