الماسونية في السودان :
بعد تأسيس المشرق الماسوني الأعظم لمصر والسودان في عام 1899 , أصبح الإشراف علي المحافل السودانية مباشرا"من خلال ذلك المشرق الجديد , والذي ربما أنشأته إنجلترا رغبة منها في فصل الماسونية في السودان عن مصر بشكل مباشر عن مشرك جديد يخضع لرقابتها .
وأصبح المحفل يعمل علي النمط الإنجليزي , ويجلس علي سدة الأستاذية فيه قادة في الجيش البريطاني في معظم الأحيان , فأحد أساتذته العظام هو "هوراتيو كاربرت كتشنر" الذي ورث منصبه السير" ريجنالد وينجت" حتي عام 1920 , وخلفه "جون لانجلي" وكان عضوا في كافة المحافل المصرية حتي مات في عام 1923 , وتلاه السير "لي ستاك" عام 1924 قبل أن يمارس أي من مسؤلياته الماسونية , فخلفه القائد العسكري "ويلسون" في عام 1926 وحتي عام 1933 .
وكانت العلاقات جيدة بين المحافل المصرية والمشرق الأعظم لمنطقة مصر والسودان , يتراسلون للتهاني ويتبادلون النصح والإرشاد , والحث علي المزيد من القوي التي يجب أن يعطيها للماسونية في مصر والسودان كما عمل أسلافه من الإنجليز, مثل "رفاييل برج" أحد الآساتذة العظام لمحفل الوطني المصري , وقنصل بريطانيا في مصر في عهد "إسماعيل" , فالرعاية الإنجليزية للماسونية في مصر قديمة العهد .
نصب الأسقف "ل.هـ .جوين"عام 1933 أستاذا للمشرق وساعده بكفأة نائبه الأسقف "ف.ف.جونستون" وكان "جوين"يملك رضا ماسوني المنطقة , فواصل أعماله حتي أحس أن أعماله الأبرشية ورئاسة المنطقة الماسونية تشكل عبئا عليه في سنه المتقدمة , فعاد إلي انجلترا ليمارس أعماله الماسونية من هناك حتي مات في عام 1957 بمدينة إبينج بإنجلترا , وكان عمره آنذاك 94 سنة , فخلفه نائبه "جونستون"آخر استاذ أنجليزي للمشرق الماسوني الأعظم لمنطقة مصر والسودان , وعين "ب.ج.هاربور"نائبا له في السودان, وازدهرت المنطقة في عهده حتي عام 1956 .
وعلي غرار كل الإنجليز في مصر الذين تركوها , طلب الأسقف أن يتركها , ومع ذلك مارس نشاطه بصورة عادية فألقي الخطب في محافل مصر وواظب علي الزيارات , لكنه مات في سبتمبر 1963 , ليترك أعماله لشخص سوداني يدعي "محمد صالح الشنقيطي" وهو الذي شغل منصب أستاذ أعظم المنطقة الماسونية بعد ذلك , وتم تكريسه في المحفل الماسوني بالخرطوم في فبراير 1961 , وكان من المعتاد أن يكون نائب الأستاذ الأعظم موجود في الخرطوم والأستاذ الأعظم في مصر , ولكنها كانت المرة الأولي التي يكون فيها الأستاذ الأعظم سودانيًا ويتم تكريسه في الخرطوم , وفي عهده انفصلت الماسونية المصرية عن السودان , نظراً لمنع الماسونية في مصر ..
وهكذا نالت السودان شرفاً ماسونياً ولكن مات "الشنقيطي" حينما كان يقوم بشعائر الحج أثناء فترة أستاذيته عام 1968 بعد إصابته بنوبة قلبية حادة (131) . وعين نائبه "يحي عمران" أستاذاً , وواصل أعماله حتي منعت الحكومة السودانية الماسونية في عام 1970 .
يتبع إن شاء الله.