الفاضل شريف
1- فاكر الحوار السابق .. فاكر كان امتى .. كان من سنتين الا اسبوعين .. كنت عايزك تصبر شوية حتى يوم الجمعة اليوم اللى فاضى فيه علشان انقل لك شوية معلومات مفيدة توفر عليك الكثير .. لكنك لم تصبر وغادرت .. وظللت أكتب وأكتب لك .. ثم سألتك انت موجود ولا لا علشان اكمل الكتابة ولا أتوقف فلم ترد فعرفت انك غادرت .. وفتوقفت عن الإكمال لأنه كان ولا يزال لا وقت الا للضرورى الملح ..
2 - لما طرحت سؤالك تانى لم اجد ما كتبته قديما.. فقد تم تشوينه على اسطوانات ولا عارفها فين .. ولم اجد الا ان اعيد الكتابة من جديد .. متعب أنت يا شريف دائما .. وتعب الكتابة لحاجة كتبتها قبل كده أسوأ عندى من كتابة حاجة جديدة ولو ضعف حجمها وأسوأ من تعب الأفكار الجامحة لك . .
و يااااااااااااااااااااااااااا رب تكون مشاركتى مفيدة لك .
3 - عايز تستخدم كلمة مدد.. فى المدد الرحمانى والنفسانى والشيطانى بمعنى لغوى عام ماشى أنت حر .. لكن الأفضل الالتزام بمصطلح القوم فى شأن يخصهم .. فقد استخدموا لفظى المدد والفتح فى العطاء الالهى من الخير والبركة ..
واستخدموا للنفسانى والشيطانى تعبيرين آخرين هما الاستدراج والكشف الظلمانى .. فهذا أسلم .. واليك (بالنسبة لعناصر موضوعك ) تعريفات مختصرة موجزة مكتوبة بطريقة المواد القانونية واللائحة التنفيذية كتبها عبد الله / صلاح الدين القوصى لأولاده ومحبيه حفظا لهم من التيه..
وهى ليست كلها خاصة بسيادته بل هى من ميراث الصوفية وكبار أهل الله لكنه أحكم عبارتها وعينه على عصره و واقعنا الذى نعيشه ..والقادم من الأيام .
1/14
الكشف :
هو معرفة بعض الأمور الغيبية فى الكون , ويشترك فيه المؤمن والكافر , وهو نوعان :
1/14/1 : كشف ظلمانى : ومن دلائله تتبع عورات الخلق وهتك سترهم .
1/14/2 كشف نورانى : وهذا يكون من الله تعالى للمؤمنين لغرض شرعى صحيح .
1/15 الإستدراج :
هو نوع من مكر الله تعالى بمن يستحق غضبه من عبيده , فيجرى على يديه بعض خوارق العادات فيما يشبه الكرامات , فيظن فى نفسه الخير والفلاح ويزيد فى أفعاله التى درج عليها .
وغالبا ما يحدث هذا الأمر مع من عبد الله تعالى ثم افتتن بكرامة أو كشف حدث له وجمع الناس حوله وأقبلت الدنيا عليه , فنافق ليكسب حب الخلق ودنياهم , أو ازداد عبادة ليزداد الخلق لقبالا عليه , فتصنع لهم من دون الله تعالى ..
1/16 الفتح :
هو تجلى الحق سبحانه وتعالى على قلب العبد بالأنوار والأسرار الالهية والمعانى اللدنية .
وهذا لا يكون الا لأهل الخصوص من المؤمنين , ومنه الكبير ومنه الصغير , وهو على مراحل خمسة .
والكشف عندنا لا نعتد به , أما الفتح فكل على حسب درجته , ولكن لا نطمئن اليه الا فى المرحلة الثالثة , حيث يكون قد دخل حقا فى معية مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة وحالا , ومن تشرف بالدخول فى هذه المعية فلا يضل ولا يشقى .
1/21 الأحوال والمقامات :
أفاض السابقون من الصوفية فى هذه التعبيرات وغيرها , مثل البوارق واللوامع والمشاهدات ورجال الغيب وأهل التصريف والديوان وغير ذلك .
ولا شك أن كل من كتب إنما كتب مذاقه هو ومشاهدته هو لا غير , والله تعالى لا يحده كلامهم , فهذا ما ذاقوه وشاهدوه فى أيامهم وعلى قدرهم وطاقة أرواحهم , ثم جعلوا أورادهم ومنهجهم بناء على ما ذاقوه .
وليس هناك ما يمنع أن تكون هناك مشاهدات أخرى تخالفهم أو تكمل ما نقص عندهم , فما عرف الله مخلوق , "وما قدروا الله حق قدره " , ولا يحيط بعلمه مخلوق , ثم إن الزمان يتغير , والبشرية نفسها لها طفولة وشباب وكهولة , وأهل كل زمان مرتبطون بزمانهم فى المعرفة والإدراك .
والله تعالى كل يوم هو فى شأن , ولا يسأل عما يفعل فى أكوانه .
فلا تربط نفسك بكلام غيرك من السابقين , كما لا تعترض عليهم , فإن الله أعلم بهم وبأحوالهم ومعانى كلامهم الذى غالبه رموز وإشارات .
واعلم أن كل ابن آدم يؤخذ من كلامه ويرد , الا سيد ولد آدم وإمام المرسلين مولانا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
فلا تحتج لى ولا على بكلام غيرى من البشر , فإنما هم بشر ونحن بشر , ولا تلزم نفسك الا بكلام الله تعالى وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد تمام فهمه واستيعابه .
ونحن فى زمن ينذر بقيام الساعة , بل إن كثيرا من مؤشراتها قد بدأ فى الظهور , ولا يصلح لأخر الزمان الا ما صلح به أوله ..
فقصدنا اليوم هو التوحيد الصحيح لله تعالى .. فالأمر بين مؤمن وكافر , ولا ينفعنا اذا ظهر المهدى عليه السلام , أو "الدجال" قاتله الله , أن نبحث فى أنفسنا عن درجة الأمارة بالسوء واللوامة والمنامات والأحوال والمقامات , ولكن الأمر حينذاك هو مؤمن بالله وغير مؤمن , كفانا الله وإياكم شر الفتن وثبتنا على الحق ظاهرا باطنا .
1/22 عالم الغيب
والمقصود به كل ما غاب عن حواسك المادية .
والذين يتعاملون مع عالم الغيب ثلاثة أنواع :
الأول : قوم درسوا علم التنجيم وعلم الحرف وبرعوا فى تحضير وتسخير الجن , وهذه الأمور لها علوم ودراسات , ويزيد عليها رياضات نفسية وأمور أخرى يعلمونها , ويشترك فى هذا المجال المسلم والكافر لا فرق بينهما فى الدراسة والرياضة والنتائج .
الثانى : قوم دأبوا على تربية النفس بقتل شهواتها الأرضية , ورياضتها لإخراج همتها الخفية , وكلما ماتت شهوة أرضية انبثقت فيها قوة غيبية وارتبطوا ببعض عوالم الغيب .
ومن هؤلاء بعض المسلمين , والكهان قبل الاسلام , وفلاسفة الأمم السابقة , والرهبان فى المسيحية , وحكماء اليوجا فى الهند والصين .
فبزهدهم فى الدنيا وقتل رغباتهم فيها , تنبثق فى النفس قوى أخرى مشتركة بينها وبين الروح , فيتصلون ببعض عوالم الغيب , ويكون لهم بعض المعرفة به , وربما تخاطبهم بعض الأرواح التى على شاكلتهم وبعض الجن , ويكون لهم بعض خوارق العادات التى تحدث بهمة النفس وقواها الباطنية .
الثالث : أهل الله وخاصته : وهؤلاء ليس مقصودهم عالم الغيب نفسه , ولكن قصدهم هو الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , فاذا تعلقوا بالله حقا وتفتحت بصائرهم , ضعفت نفوسهم وقويت أرواحهم وصاروا ينظرون ويتكلمون ويعلمون بنور الله تعالى , فتكون سيطرة أرواحهم وقوتها ونور بصائرهم سببا فى الاتصال ببعض عوالم الغيب , لا بقصد منهم ورغبة ولكن بفضل الله عليهم وقوة أرواحهم , وقد تحدث منهم بعض خوارق العادات , وقد يكون لهم شأن فى عالم الجن ,أو الملائكة كما كان بعض الصحابة يرون الملائكة , وكان لهم كثير من خوارق العادات التى تسمى بالكرامات .
والفرق بين الأنواع الثلاثة كبير , فالأول والثانى لا يقصدون وجه الله تعالى بل مشغولون بالأكوان والمخلوقات وهمهم السيطرة عليها , وهذه شهوة أنفسهم لا غير , اما القاصد وجه الله تعالى فتأتيه هذه العوالم مثبتة له إكراما من الله تعالى دون التفات منه اليها , فلا هو يسخر الجن ولا يرتاض لتحضير خادم اسم من الملائكة أو غيرهم , كما يفعل أصحاب الرياضات , ولكن الله تعالى قد يسخر له الجن أو يؤنسه بالملائكة لحكحمة عند الله ..
فافهم الفرق بين الأنواع الثلاثة .
"إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة "
1/34 من قواطع السلوك الى الله
1/34/4 الإغترار بما يراه من الكشف والغيبيات حتى يفتتن بنفسه , ثم الحكم بما عنده من علم قليل على الآخرين , ثم على الشيخ نفسه , والإقلال من أهميته حتى ينقطع عنه امداده ويصبح هو شيخ نفسه تلعب به دون أن يدرى .
1/34/5 قياس تقدمه فى السلوك الى الله بالمنامات والمبشرات والكرامات وخلافه .
1/34/6 الكلام فى المقامات الروحية الذوقية علما ودراسة وليس تذوقا وشهودا .
1/34/8 الإهمال فى الورد والذكر , والإدعاء بأحوال روحية تمنعه عن ذلك , أو إحساسه بأن الورد والذكر والحضرات للمبتدئين فقط .
1/34/9 إدعاء بعض الأحوال لنفسه تبريرا لعدم تمسكه بالشريعة ظاهرا باطنا .
1/34/13 تطلعه الى مقامات أعلى وانتظار الكرامات والكشف والمبشرات يصرفع عن صدق طلب الله تعالى الى الفرح بالأغيار .
1/34/14 عدم التفرقة بين الخاطر الشيطانى والخاطر الرحمانى , لأنهما لا يدركان إلا بالبصيرة لا بالعلم وحده , وقد يوسوس الشيطان بخاطر ظاهره الخير ليجره بعده الى فعل شر .
1/35 أخطر قطاع الطريق الى الله
....................
....................
1/35/4 أنصاف وأشباه الشيوخ :
وهم أخطر الأنواع , وهؤلاء هم الذين سلكوا طرقا الى الله تعالى , فلما ذاقوا بعض معرفته وشهوة النفس فى انكشاف بعض عوالم الملكوت , أو استخدموا الرياضة الروحية بعلم الحرف وتسخير الجن وخلافه , فاجتمع الخلق حولهم واحترموهم وأحبوهم للخوارق التى تجرى على يديهم , فوقفوا مع هذه العوالم والخوارق , وظنوا أنهم قد نالوا العلا , فافتتنت نفوسهم , وأقبلوا على الخلق بحجة الدعوة الى الله , وصرف الأذى عنهم من الجن والسحر ومعرفة بعض الغيب , وتركوا صدق التوجه لله تعالى , وانشغلوا عنه بالأغيار .
فمنهم والعياذ بالله من تحلل من بعض الأمور الشرعية محتجا بأنه صاحب أحوال تنتابه , وبعضهم ازداد تمسكا بها ظاهرا , وذلك ليزداد حب الناس وتعظيمهم له , وليس للإخلاص عنده نصيب .
***
من تراث عبد الله صلاح الدين القوصى