[font=Traditional Arabic][align=center]من رسالة العلامة العالم عقيل بن عمر بن عبد الله باعمر "الفتح الكريم الغفار في شرح حلية المسافر"
( السفر إلى الله )[/align][/font]
[align=justify]فاجتهد يا أخي في السفر إليه و التعريج عليه إن شئت السعادة و الغبطة في الدنيا و الآخرة. أما ترى أهل الدنيا كيف يخاطرون بأرواحهم و نفوسهم في ركوب البحر و الأهوال لطلب الفائدة الخسيسة المضمحلة فترى الواحد يمضي عمره كله في تعب الأسفار و التغرب لأجل الفائدة الحقيرة المذكورة. فمالك أيها المؤمن لا تبذل نفسك و روحك في طلب هذه المفاخر. روي عن الشيخ عبدالرحمن المغربي و كان مقيماً بشرقي الإسكندرية أنه قال: حججت سنة من السنين فلما قضيت الحج عزمت على الرجوع إلى الإسكندرية، فإذا قائل يقول لي: إنك العام القابل عندنا فقلت إذا كنت العام القابل هاهنا فلا أعود إلى الإسكندرية، فخطر لي الذهاب إلى اليمن ، فأتيت عدن فإذا أنا يوم على ساحلها إذا بالتجار قد أخرجوا بضائعهم و متاجرهم ثم نظرت فإذا رجل فرش سجادته على البحر و مشى فقلت في نفسي: لم أصلح للدنيا و لا للآخرة. فإذا قائلٌ يقول لي: من لم يصلح للدنيا و لا للآخرة يصلح لنا. انتهى. و هذا معنى قول الشيخ ابن عطاء حيث قال في الحكم: لا ترحل من كونٍ إلى كون ٍ فتكون كحمار الرحى يسير و المكان الذي ارتحل إليه هو الذي ارتحل منه، و لكن ارحل من الأكوان إلى المكون، قال تعالى : ( و إن إلى ربك المنتهى ) . و هذا هو غاية المفاخر الذي قاله المؤلف ظفرنا الله و إياكم لذلك ووفقنا و إياكم لما هنالك.[/align]
_________________ جذبتني بحسن ضوء وجهها سقتني كأسها من عاتق الخمر
غيبتني عني بسر التجلي لكعبة الحق فاسجد وكبري
|