موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: قمة إسطنبول الإسلامية لاجتياح سيناء
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت ديسمبر 16, 2017 11:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين مايو 07, 2012 3:24 pm
مشاركات: 5428
يشكل اشتعال العنف في الأراضي الفلسطينية اليوم الحل الأمثل للعديد من القوى الإقليمية للخروج من المأزق الذى وصلوا اليه عبر سياساتهم خلال حروب الربيع العربي، قطر التي تعاني من مقاطعة الرباعي العربي، وقد فشلت كافة صفقات السلاح مع أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في فك هذا الحصار، وتركيا التي وبخها مستشار الامن القومي الأمريكي قبل القمة ببضعة ساعات بأن وضعها مع قطر في سطر واحد باعتبارهم الرعاة الجدد للتطرف، و ايران التي تدرك ساعة تلو الأخرى ان ترامب ليس أوباما وانه هنالك إجراءات اقتصادية قد تتطور لعسكرية تلوح في الأفق حيال اذرعها في المنطقة.
هكذا تعود تلك القوى الى ابجديات ما قبل الربيع العربي، حيث اعتلاء القضية الفلسطينية واستخدام البندقية الفلسطينية في افتعال أزمات هنا او هناك تؤخر تعامل المجتمع الدولي مع إيران واخواتها، بل وفى مرحلة تالية تهرول إيران او إحدى مكونات إرهاب الإسلام السياسي لتقديم مبادرة لحلحلة الموقف وهكذا يكتسب الإرهاب مساحة من الوقت للتفاهم، وهى لعبة قطر وتركيا وتنظيمات الاخوان المفضلة.
لذا لا عجب انه منذ اللحظة الأولى لقرار ترامب نقل السفارة الى القدس وهنالك محاولات إيرانية – قطرية – تركية حثيثة لإشعال الانتفاضة الثالثة كما اسموها، بينما الاجتماعات في انقرة وطهران والدوحة لا تهدأ من اجل إعادة هيكلة المخطط القديم الذي حاولوا تطبيقه وفشلوا في حرب غزة 2008 – 2009 بأن يصبح العنف في قطاع غزة تحديداً مدخلاً عاطفياً لتدفق أبناء القطاع الى سيناء المصرية.
تظل سيناء اليوم هي الكعكة الكبرى التي يحلم بها المحور الإسلامي بعد ضياع حلم السيطرة على القاهرة، ووجود جحافل الغزاويين في سيناء سوف يسمح لإيران وقطر وتركيا بأن يأسسوا تنظيمات تكفيرية أكثر تمرساً من التنظيمات التي يقوموا بتمويلها في سيناء، وتحويل سيناء الى قطعة من الجحيم بوجه القاهرة، وإعادة عقارب الساعة للوراء امام الدولة المصرية.
ولا يمكن ان نتغطى عن حقيقة ان تهجير الغزاويين الى سيناء واندساس الإرهابيين عبرهم – وقد حدثت بروفة مماثلة لهذا الامر في 24 يناير 2008 – بالنسبة لقطر وتركيا وتنظيمات الاخوان هي قبلة الحياة لدورهم في المشروع الإسرائيلي، وعبر هذا الانفجار سوف تعيد التنظيمات والدول الاخوانية الترويج لدورها في الشرق الأوسط في المحافل الدولية بما يجعل بعض الدوائر الأوروبية تضغط على أمريكا لإعادة قطر وتركيا الى المضمار الأمريكي مرة اخري.
ولكن المفاجأة الحقيقية بوجه إيران وقطر وتركيا وتنظيمات الاخوان حتى الان ان الداخل الفلسطيني خاصة المقدسي لم يستجب بالشكل الكافي، لذا بدأ العمل على الآلة الإعلامية باستهداف مصر والسعودية والامارات كما كان يجري دائماً في سنوات الانتفاضة الثانية وسلسلة حروب غزة من اجل شحذ الشعب الفلسطيني على جيرانه وتأليب الشعوب العربية على جيرانها.
وقبل ان يبدأ الرئيس التركي رجب طيب اردوجان في التصعيد، لجأ لعقد قمة لمنظمة التعاون الإسلامي ظنناً منه انه سوف يكتسب شعبية في التصعيد المقبل، تماماً كما فعلت قطر حينما حاولت التصعيد ضد مصر اثناء حرب غزة 2008 – 2009 بعقد قمة عربية طارئة كان اغلب حضورها غير عربي وعلى رأسهم ايران، وقد نوقش في قمة الدوحة وقتذاك – والمناقشة منشورة بالتفصيل في كتابي الحرب السرية عام 2012 – لماذا نجحت مصر في منع الغزاويين من اقتحام سيناء بينما عنوان القمة اعلامياً هو الرد على العدوان الإسرائيلي، بينما في واقع الامر كان نجاد وحمد بن خليفة وخالد مشعل يناقشان كيفية اقتحام الحدود المصرية على وقع العدوان الإسرائيلي، ودون شك فأن ما اتفق عليه في الدوحة يناير 2009 هو ما تم تنفيذه لاحقاً بين غزة وسيناء في يناير 2011.
تعامل محور الرباعية العربية بشكل مختلف مع القمة الإسلامية او قمة إسطنبول، فقد قرروا الحضور، وارسلت مصر وزير خارجيتها السفير سامح شكري بكلمة قوية لا تعبر الا عن موقف مصر الصارم في القضية الفلسطينية، وكان لتواجد شكري الى جانب المجموعة العربية دور هام في تفويت الفرصة على اردوجان وزمرة الإسلاميين في التصعيد الإعلامي حيال مصر واستغلال غيابها في القمة للترويج ان مصر ادارت ظهرها للقضية الفلسطينية.
ولم ينسي اردوجان ان يواصل دوره كعميل مزدوج، تارة بين أمريكا وروسيا وتارة بين ايران وإسرائيل، فهو ينفذ مخطط إسلامي اخواني إيراني قطري بالتصعيد على مصر والامارات والسعودية ولكن في نفس الوقت يحقق هدفاً اسرائيلياً مهماً، اذ ان القمة التي ضمت دول ما يسمي العالم الإسلامي الـــ 57 اعترفت بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، ما يعني اعترافاً اسلامياً بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، واتى في البيان الختامي انه أمريكا لم تعد الراعي الأمين لعملية السلام، ما يعني اعترافاً اسلامياً من الـ 57 دولة بعملية السلام مع إسرائيل.
هكذا وبضربة واحدة من اردوجان جلب لإسرائيل اعترافاً بالقدس الغربية وبعملية السلام مع تل ابيب، علماً بأن الأغلبية العظمي من الدول الحاضرة لم يكن لديها هذا الموقف قبل قمة إسطنبول الإسلامية، بل واغلب الدول الحاضرة ليس لها علاقات دبلوماسية أصلاً مع إسرائيل.
فوتت مصر بحضورها قمة إسطنبول أي تصعيد حيالها من جهة، ومن جهة اخري تركت اردوجان يصوغ ما يريد في قمته الإسلامية، ففي نهاية المطاف مصر موقفها مستقل.
فشلت قمة إسطنبول في الحشد ضد الرباعي العربي، ولكن اردوجان اعطى لإسرائيل اعترافاً مجانياً من خمسين دولة إسلامية وبان القدس الغربية لم تعد حقاً فلسطينياً، وفور انتهاء القمة بدأت الآلة الإعلامية الموالية لقطر وتركيا وايران وتنظيمات الاخوان في التسخين مجدداً حيال مصر والسعودية والامارات، حيث تتنافس الشاشات والأقلام المأجورة في الادعاء بأن مصر والسعودية حاولوا منع انعقاد القمة او حضور بعض القادة العرب، او انتقاد التمثيل العربي الضعيف كأن القمة خرجت بقرار تاريخي غاب عنه العرب – باستثناء الاعتراف الإسلامي بإسرائيل وقدسها الغربية والمفاوضات السلمية – وفى الوقت نفسه تواصل أدوات الإسلام السياسي على ارض فلسطين محاولة تسخين مسرح العمليات الفلسطيني للانتفاضة الثالثة، بغية استخدام الانتفاضة الفلسطينية ستار لبث الفوضى في سيناء عبر فوضى السلاح وفوضى المجاهدين في الأراضي الفلسطينية.
ان الهدف كان دائماً وابداً هو مصر، مهما كانت الأهداف الأخرى ثمينة واستراتيجية، ولكن بعد ثورة 30 يونيو 2013 والانتكاسة التي جرت للمشروع الإسلامي أدرك الإرهاب ان مصر هي القلب الاستراتيجي الذي يجب ضربه مهما تعددت الجبهات الأخرى.
وكل ذلك ما هو الا كروت تفاوضية على امل ان يتخلصوا من الضغوط الامريكية التي بدأت منذ مجيء ترامب للسلطة وعدم رغبته في الاعتماد على الإسلام السياسي في تنفيذ الاجندة الامريكية وعودة واشنطن لاستخدام التدخل العسكري المباشر في هذا الصدد كما رأينا في سوريا التي أرسل ترامب جيشه لاحتلال شرقها وسط غارات جوية أمريكية لا تهدأ تقوم بتصفية الإسلام السياسي في ليبيا واليمن والصومال بعد ان استنفذت أمريكا في سنوات أوباما الغرض منهم.
في النهاية علينا كشعوب ان ننتبه الى ان الدول منتهية الصلاحية امريكياً تحاول ان تجدد صلاحيتها على حساب القضية الفلسطينية وعلى حساب استقرارنا وعلى حساب حكوماتنا، لذا علينا ان نفصل بين تعاطفنا مع القضية الفلسطينية ومع المرتزقة الذين صادروا القضية لصالح مخططاتهم الإقليمية.

https://www.facebook.com/ihab4omar/post ... 6283180554


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 14 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط