كان من ضمن أدوات الضغط المصرية قديماً على الحبشة مسألة تعيين مطران مصري بها.
إذ كانت الكنيسة الحبشية تعتبر جزءاً من الكنيسة المصرية.
وكانت هذه الورقة تستخدم قديماً في حالات التهديد المائي لمصر ، أو في حالات المساعدة المصرية للممالك والإمارات الإسلامية في شرق إفريقيا في حروبها مع الحبشة.
ولعل هذا الضغط بهذه الورقة كان من أهم أسباب الفصل بين كنيسة الحبشة وكنيسة مصر.
ومما يظهر أهمية هذا الضغط ومدى مكانة ونفوذ مصر وقتها هذه الرسالة المرسلة من ملك الحبشة إلى سلطان مصر وقتها الظاهر بيبرس ، وهي كما يلي :
خطاب الإمبراطور "يكونو أملاك" إلى السلطان بيبرس يطلب منه الموافقة على تعيين مطراناً مصرياً للحبشة.
[أقل المماليك يقبل الأرض وينفي بين يدي السلطان الملك الظاهر - خلد الله ملكه - أن رسولاً وصل إليّ من والي "قوص" بسبب الراهب الذي جاءنا ، فنحن ما جاءنا مطران مولانا السلطان ، ونحن عبيده، فيرسم مولانا السلطان للبطريرك أن يجهز لنا مطراناًيكون رجلاً جيداً عالماً لا يجني ذهباً ولا فضة ، ويرسله إلى مدينة عوان ، وأقل المماليك يسير إلى نواب الملك المظفر صاحب الملك ما يلزمه ، وهو يسيره إلى مولانا السلطان إلا أنني كنت في سكار والملك داود قد توفي وقد ملك موضعه ولده.
وعندي في عسكري مائة ألف فارس مسلم. أما النصارى فكثير لا يحصون ، والكل غلماني وتحت أمرك، والمطران الكبير يدعو لك ، والخلق كلهم يقولون آمين.
وكل من يصل من المسلمين بلادنا نكون له أقل المماليك ونحفظهم ونسفرهم كما يحبون ويختارون.وأما الرسول الذي سفروه فهو مريض وبلادنا وخمة أي من مرض فيها لا يقدر أحد أن يدخل إليه يشم رائحته فيمرض ويموت ،ونحن نحفظ كل من يأتي من بلاد المسلمين. فسيروا مطراناً - حفظكم الله.]اهـ [1].
هامش :
[1] تاريخ إثيوبيا لـ زاهر رياض صـ 246.