موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 7 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: حتى لا ننسى .... حتى لا ننسى .... حتى لا ننسى
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 08, 2018 7:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين مايو 07, 2012 3:24 pm
مشاركات: 5428

السيسي قاهر الفوضى الخلاقة



لم يكتفِ الانسان باعتياد النعمة ويتوقف عن شكر الاقدار على توفيرها، ولكنه ينسى تلك اللحظات القاسية التي افتقد فيها تلك النعم، أو التي تضرع لله من أجل أن يحصدها.

مرت مصر بفترة عصيبة عقب يناير 2011، حينما خسرنا إيرادات قطاع السياحة الذي كان يستقبل سنويًا قرابة 12 مليون سائح، كسبت تركيا نصفهم على الأقل فلا عجب أن تكون من أهم الرعاة الإقليمين للفوضى في مصر، وخسر الآلاف وظائفهم حتى اليوم في قطاع السياحة حيث اتجهوا إلى مهن ووظائف أخرى أقل منزلة مما حصدوه بتعب حياتهم.

ومع تدبير اليسار والإسلاميين لاعتصامات وإضرابات واضطرابات في مصانع ومصالح حكومية بعينها، تم عمل قائمة مختارة بها، لأنها رأس حربة قطاع الأعمال أو القطاع العام المصري، توقفت عجلة الإنتاج الحكومي، هذا المصطلح الذي حوله غلمان النخبة إلى نكتة يسخرون فيها ممن انقطع قوت يومهم جراء الفوضى والمزايدات الثورية.

أما القطاع الخاص وأصحاب المشاريع الصغيرة والورش والحرفيين، فقد تكفل غلق الطرق والميادين والكباري باعتصامات كبرى أو حتى مليونيات أسبوعية أصبحت طقس أسبوعي لمدة عام ونصف، لم يكن خلفها أي شيء سوى أنه الجناح المدني للمؤامرة يصفى حسابته مع الجناح الإخواني فحسب، والجناح الإسلامي بدوره يحرك الجناح المدني من خلف الستار لمزيد من الفوضى على أن يلعب الجناح الإسلامي دور إطفائي الحرائق أمام المجلس العسكري في لعبة تقسيم الأدوار فهمها قادة المجلس منذ اللحظة الأولى، وفى النهاية ذهبت أجنحة وفيالق المؤامرة إلى مؤتمر حكماء فيرمونت للاتفاق على المحاصصة السياسية على أنقاض شبه دولة.

وحينما خسروا تعاطف وصوت الشعب ودقت ساعة الحقيقة حينما اندلعت ثورة 30 يونيو 2013، أسفر التيار المدني قبل الإسلاميين على وجهه الإرهابي، واندلعت الاشتباكات في عدد من المحافظات والمدن والأحياء الرئيسية في محاولة من الإسلاميين وظهيرهم المدني من أجل إشعال حرب أهلية في مصر تذهب بها إلى سيناريو سوريا وليبيا.

ودشنوا البؤر الإرهابية تحت مسمى الاعتصامات هنا وهناك، فلم يرتاح الوطن من تلك الاعتصامات التي بدأت في يناير 2011 إلا في أغسطس 2013، لتخسر مصر عامين ونصف من هدوء شوارعها، حيث كانت كافة ميادين العاصمة الرئيسية مغلقة بمخيمات قذرة ووجوه عكرة وميلشيات من البلطجية ظنوا أن ظهر وزارة الداخلية قد انكسر في 28 يناير 2011.

وحاولوا قبل 30 يونيو تعطيل الملاحة في قناة السويس، حاولوا اقتحام المتحف المصري في ميدان التحرير على أمل تصدير كادرات فوتوجرافية مروعة عن آثارنا، حاولوا اقتحام مبني ماسبيرو، اقتحموا مقرات جهاز أمن الدولة من أجل محو ملفات الإرهابيين الكبار على أمل أن يعودوا إلى مصر بسجلات بيضاء وعلى أمل أن يحصد غلمان المؤامرة وشيوخها على سجلات فارغة ولكن من قال إن الدولة المصرية تحتفظ بنسخة واحدة فحسب من كل هذا؟ كان أرشيف لاظوغلى موجودا ووقت الجد خرجت الملفات كالعنقاء تحصد وكلاء الفوضى.

وشكل مدعي الثورية حكومة عاجزة برئاسة عصام شرف، عضو المجلس الأعلى للسياسات بالحزب الوطني، بينما كانوا يطالبون بحل الحزب الوطني ومحاكمة كبار رجالاته، ولكن هذه الازدواجية لم تكن الأولى والأخيرة في مسيرة مدعي الثورية وتجار يناير، ولاحقا دسوا العديد من الفشلة في وزارة كمال الجنزوري.

تم تعيين مليون موظف جديد في عام واحد فحسب، مع عجز الدولة عن سداد الرواتب، أصبحنا نقترض شهريا رواتب الموظفين حتى اليوم بسعر فائدة يتراكم على ميزانية الدولة منذ عام 2011 حتى اليوم.

وأمام انهيار السياحة والصناعة والتجارة، وهروب الاستثمار الأجنبي، كان على الدولة المصرية أن توفر الاحتياجات الأساسية من السلع والإيفاء بالمستحقات المطلوبة من دولة مصر، وهكذا بدأنا السحب على المكشوف من الاحتياطي النقدي، لتخسر مصر 75% من الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة.

والنتيجة هو عدم قدرة الحكومة على الإيفاء بكامل احتياجات الشعب من الكهرباء والبنزين وأسطوانات البوتاجاز، ما دى إلى شعور باليأس الاجتماعي، كما اختفت بعض السلع والأدوية، ولم يكتفِ تنظيم الإخوان الإرهابي بذلك، بل عبر عصابات التهريب ساهموا في تعميق الأزمة بأن تم تهريب البنزين المصري المدعم إلى قطاع غزة وتركيا، وكذا بعض السلع المدعمة مثل الأرز والقمح، وتفجير ومهاجمة محطات الوقود والكهرباء والغاز من أجل تسوية هذه القطاعات في مصر بالأرض وأن يتم إطفاء مصر للمرة الأولى منذ فجر التاريخ.

ولكن الشعب اشتعل في 30 يونيو، فكان رد المؤامرة سريعا بإشعال الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، وكان يفترض أن يكون هنالك جبهة أخرى في مرسى مطروح وثالثة في الصعيد ولكن الأمن والجيش أجهضوا تلك المخططات، لتبدأ سلسلة من العمليات الإرهابية في سيناء لا تزال تطل بوجهها القبيح بين الحين والحين في وقتها الحاضر ولكن شتان الفارق بين أرقام عام 2018 وأرقام عام 2014، مع حقيقة لا يجب أن ننساها من الذاكرة، أن عضو مكتب الإرشاد محمد البلتاجي، قالها صراحة إن الإرهاب الدائر في سيناء سوف يتوقف في اللحظة التي سوف يعود فيها محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة.

ما بين صيف 2013 وصيف 2015 كان هنالك عبوة ناسفة لكل مواطن، فلم يترك شرذمة الإسلاميين وظهيرهم المدني ميدان أو شارع رئيسي في مصر دون تفجير وسقط المصريين شهداء بالمئات.

حاولوا اغتيال العديد من رجالات الدولة واستشهد النائب العام، دبروا حادث إسقاط الطائرة الروسية من أجل ضرب أهم مصادر السياحة وقتذاك إلى مصر ألا وهى القادمة من روسيا، ومن أجل ضرب سمعة الأمن المصري والمطارات المصرية وجعل مصر منطقة غير آمنة للسياح.

وعمل جناحهم الدعوى على تكفير السياحة والأثار والفن والرياضة، حتى تمتليء متاحف وفنادق وشواطئ تركيا بالسياحة الهاربة من مصر، وحتى يصبح الطريق ممهدا أمام الدراما التركية لغزو الفضائيات العربية وحتى تستطيع الرياضة القطرية غزو الملاعب بمنتخبات مجنسة من شتى بقاع العالم، فلم يكن هنالك فتوى واحدة من كل هذا الهراء إلا وكان خلفها رغبة في ضرب صناعة وطنية في مصر تدير أرباح بالعملة الصعبة كما تفعل السياحة والفن والرياضة، وكان وراءها رغبة في نقل هذه الخيرات إلى خزائن الدولة الإخوانية في تركيا وقطر.

وعمل جناحهم المدني والحقوقي والنسوي واليساري والليبرالي على الترويج في المحافل الدولية، إن ما يجرى في مصر ليس إرهاب بل خلاف سياسي وقمع حكومي وأن الإرهابي ما هو إلا سياسي أو ثوري تعرض للظلم فحسب، فلم يتركوا بابًا في الغرب إلا وطرقوه من البيت الأبيض ولندن وبرلين وحتى اللوبي الصهيوني نسقوا معه من أجل ضرب سمعة مصر وطعنها من الخلف أثناء محاربة الإرهاب.

هكذا كان واقعنا، اعتصامات ومظاهرات تغلق الشوارع الرئيسية، قمح وكهرباء وبنزين وبوتاجاز وبعض السلع والأدوية غير متوفرة، طوابير من أجل كل شيء ولن تجده، قطع الأرزاق وأذى للبيوت المفتوحة، إرهاب ديني وفكري وثوري غير مسبوق ومن لم يكن مع يناير فهو مرتزق لدي الحزب الوطني، توقف الإنتاج والسياحة، عزل مصر عن المجتمع الدولي وتجميد لأغلب العلاقات الدبلوماسية وكافة المساعدات والمنح الأجنبية خاصة على يد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذى لم ينس ثأره مع الشعب المصري الذى ثار عليه في 30 يونيو 2013، عبوة ناسفة لكل مواطن وعمليات إرهابية بشعة في سيناء وصلت إلى أقصاها في الفاتح من يوليو 2015 حينما اندلعت حرب الكمائن وسعى الإخوان إلى إعلان عاصمة ثالثة لـ«داعش» في سيناء المصرية بعد الرقة السورية والموصل العراقية.

وحركات إرهابية وإسلامية ومدنية أصبحت تتلذذ بدفع مصر إلى الحرب الأهلية ويصنفونه باعتباره خيارا ثوريا، ويدعون المجتمع الدولي للتدخل في مصر عسكريًا قبل سياسيًا لو لزم الأمر، وفى نفس الوقت يطالبون الدولة ابتزازًا بإعادة دمج الإرهاب في العمل السياسي وإخراج كافة قتلة الشعب المصري من السجون.

ما بين يناير 2011 ويوليو 2015، جولة مريرة من الفوضى البناءة كما أطلقت عليها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية، ضربت مصر وكان يفترض أن تذهب بها إلى نفس التيه الذي دخلته سوريا والعراق وليبيا واليمن ولن يخرجا إلا بعد سنوات طويلة.

واليوم.. هل رأينا اعتصامات مسلحة أو بؤر إرهابية تقطع الطرق أمام أرزاق المصريين وتحتل الميادين الرئيسية في قلب العاصمة؟ الإجابة هي لا

هل هنالك مشكلة في خطوط الطاقة والكهرباء والغاز والبنزين والبوتاجاز؟ الإجابة هي لا، وبعد أن كانت الكهرباء تنقطع 12 ساعة في بعض الأحيان فأن أكبر قطع كهربائي يمكن أن يحدث وقت الذروة لا يتجاوز الساعة وبسبب تخفيف الأحمال وليس عدم توفر الخدمة.

هل بدأت الصناعة في التعافي؟ الإجابة هي نعم

هل بدأت السياحة في التعافي؟ الأجابة هي نعم

هل تم استرداد كل خسائر الاحتياطي النقدي الأجنبي؟ الإجابة هي نعم بل وحققنا أكبر احتياطي نقدي أجنبي في تاريخ مصر

هل انصاعت مصر لابتزاز محلي بالتصالح مع الإرهاب وغلمان الفوضى؟ الإجابة هي لا

هل انصاعت مصر لابتزاز إقليمي أو دولي مقابل المساعدات؟ الإجابة هي لا.. طلب منا الذهاب بقوات عسكرية إلى اليمن ورفضنا، طلب الأمر ذاته حيال سوريا ورفضنا، طلب منا الابتعاد عن روسيا والصين ورفضنا، طلب منا أن يكون صوت مصر في مجلس الأمن الدولي مقابل المساعدات ورفضنا.

هل تدور مصر اليوم في فلك النفوذ الأمريكي؟ الإجابة هي لا، والعلاقات المصرية مع القوى الدولية متوازنة من أمريكا مرورا بألمانيا والصين وصولا إلى روسيا.

هل مصر معزولة دبلوماسيًا؟ الإجابة هي لا والسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على رأس قوائم المدعوين في كافة المحافل الدولية.

الرئيس السيسي استطاع تحرير المجتمع المصري من المزايدات الثورية والسياسية والدينية، وإرهاب الاعتصامات المفتوحة بلا هدف سوى توليد ظهير شعبي وثوري للإرهاب.

حصلنا على الحياة مرة أخرى بعد أربع سنوات من الممات، ولا يزال الطريق طويلًا والتحديات صعبة، ولكن فارق ضخم بين من كان يغرق وبين من أبحر اليوم إلى شاطئ النجاة وبدأنا نتحسس خطانا على شاطئ حلمنا به طويلًا وظننا أن وجوده مجرد سراب.

أتذكر تلك الأوقات المريرة كلما رأيت الرئيس السيسي يفتتح أمل جديد، سواء مشروع قومي أو زيارة دولة لم سبق لحاكم مصري زيارتها في التاريخ الحديث، استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يقهر الفوضى الخلاقة.

وأين من وقف ضد الرئيس السيسي اليوم؟ جون كيري، وباراك أوباما، وهيلاري كلنتون، وديفيد كاميرون، ونيكولا ساركوزي، إلى التقاعد والتاريخ يلعن مذابحهم في دول الربيع العربي، بينما رجب طيب أردوجان، وتميم بن حمد آل ثاني، محاصرين في قصورهم وتم تقليم أظافر تلك المشاريع الإقليمية وأصبحوا يقاتلون في محيط أنقرة والدوحة بعد أن كانوا يقاتلون في محيط دمشق منذ بضعة سنوات.

معركة المصريين الحقيقية اليوم هي الحفاظ على إرث الاستقرار وتنميته، دونما النظر بعين الاعتبار إلى أي عواء يصدره تجار الثورات والفوضى والهدم، لأنه ودون تخويف فإن الدولة المصرية لن تستطيع أبدا النهوض مرة أخرى حال تكرار سيناريو الفوضى، لأن العدو تعلم الدرس وصاغ مخططات للفوضى تجعل ما جرى في سوريا والعراق وليبيا واليمن مجرد نزهة خلوية مقارنة بما هو مخطط لمصر اليوم فور ترنحها أو عدم استقرار حكمها أو القبول بالإرهاب مرة أخرى فصيلًا حزبيًا في العملية السياسية.


https://www.alsolta.com/articles/detail ... 9%82%D8%A9


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حتى لا ننسى .... حتى لا ننسى .... حتى لا ننسى
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 08, 2018 10:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45685
محميه يامصر باذن الله

وفق الله كل المخلصين فى البلد ووقاها مصارع السوء وشر الطابور الخامس ومن سار فى فلكه

حمى الله مصر

جزاكم الله خيرا كثيرا

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حتى لا ننسى .... حتى لا ننسى .... حتى لا ننسى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 10, 2018 10:39 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23595

حقا حقا

بارك الله فيك


عمرو أبوشادى كتب:

السيسي قاهر الفوضى الخلاقة



لم يكتفِ الانسان باعتياد النعمة ويتوقف عن شكر الاقدار على توفيرها، ولكنه ينسى تلك اللحظات القاسية التي افتقد فيها تلك النعم، أو التي تضرع لله من أجل أن يحصدها.

مرت مصر بفترة عصيبة عقب يناير 2011، حينما خسرنا إيرادات قطاع السياحة الذي كان يستقبل سنويًا قرابة 12 مليون سائح، كسبت تركيا نصفهم على الأقل فلا عجب أن تكون من أهم الرعاة الإقليمين للفوضى في مصر، وخسر الآلاف وظائفهم حتى اليوم في قطاع السياحة حيث اتجهوا إلى مهن ووظائف أخرى أقل منزلة مما حصدوه بتعب حياتهم.

ومع تدبير اليسار والإسلاميين لاعتصامات وإضرابات واضطرابات في مصانع ومصالح حكومية بعينها، تم عمل قائمة مختارة بها، لأنها رأس حربة قطاع الأعمال أو القطاع العام المصري، توقفت عجلة الإنتاج الحكومي، هذا المصطلح الذي حوله غلمان النخبة إلى نكتة يسخرون فيها ممن انقطع قوت يومهم جراء الفوضى والمزايدات الثورية.

أما القطاع الخاص وأصحاب المشاريع الصغيرة والورش والحرفيين، فقد تكفل غلق الطرق والميادين والكباري باعتصامات كبرى أو حتى مليونيات أسبوعية أصبحت طقس أسبوعي لمدة عام ونصف، لم يكن خلفها أي شيء سوى أنه الجناح المدني للمؤامرة يصفى حسابته مع الجناح الإخواني فحسب، والجناح الإسلامي بدوره يحرك الجناح المدني من خلف الستار لمزيد من الفوضى على أن يلعب الجناح الإسلامي دور إطفائي الحرائق أمام المجلس العسكري في لعبة تقسيم الأدوار فهمها قادة المجلس منذ اللحظة الأولى، وفى النهاية ذهبت أجنحة وفيالق المؤامرة إلى مؤتمر حكماء فيرمونت للاتفاق على المحاصصة السياسية على أنقاض شبه دولة.

وحينما خسروا تعاطف وصوت الشعب ودقت ساعة الحقيقة حينما اندلعت ثورة 30 يونيو 2013، أسفر التيار المدني قبل الإسلاميين على وجهه الإرهابي، واندلعت الاشتباكات في عدد من المحافظات والمدن والأحياء الرئيسية في محاولة من الإسلاميين وظهيرهم المدني من أجل إشعال حرب أهلية في مصر تذهب بها إلى سيناريو سوريا وليبيا.

ودشنوا البؤر الإرهابية تحت مسمى الاعتصامات هنا وهناك، فلم يرتاح الوطن من تلك الاعتصامات التي بدأت في يناير 2011 إلا في أغسطس 2013، لتخسر مصر عامين ونصف من هدوء شوارعها، حيث كانت كافة ميادين العاصمة الرئيسية مغلقة بمخيمات قذرة ووجوه عكرة وميلشيات من البلطجية ظنوا أن ظهر وزارة الداخلية قد انكسر في 28 يناير 2011.

وحاولوا قبل 30 يونيو تعطيل الملاحة في قناة السويس، حاولوا اقتحام المتحف المصري في ميدان التحرير على أمل تصدير كادرات فوتوجرافية مروعة عن آثارنا، حاولوا اقتحام مبني ماسبيرو، اقتحموا مقرات جهاز أمن الدولة من أجل محو ملفات الإرهابيين الكبار على أمل أن يعودوا إلى مصر بسجلات بيضاء وعلى أمل أن يحصد غلمان المؤامرة وشيوخها على سجلات فارغة ولكن من قال إن الدولة المصرية تحتفظ بنسخة واحدة فحسب من كل هذا؟ كان أرشيف لاظوغلى موجودا ووقت الجد خرجت الملفات كالعنقاء تحصد وكلاء الفوضى.

وشكل مدعي الثورية حكومة عاجزة برئاسة عصام شرف، عضو المجلس الأعلى للسياسات بالحزب الوطني، بينما كانوا يطالبون بحل الحزب الوطني ومحاكمة كبار رجالاته، ولكن هذه الازدواجية لم تكن الأولى والأخيرة في مسيرة مدعي الثورية وتجار يناير، ولاحقا دسوا العديد من الفشلة في وزارة كمال الجنزوري.

تم تعيين مليون موظف جديد في عام واحد فحسب، مع عجز الدولة عن سداد الرواتب، أصبحنا نقترض شهريا رواتب الموظفين حتى اليوم بسعر فائدة يتراكم على ميزانية الدولة منذ عام 2011 حتى اليوم.

وأمام انهيار السياحة والصناعة والتجارة، وهروب الاستثمار الأجنبي، كان على الدولة المصرية أن توفر الاحتياجات الأساسية من السلع والإيفاء بالمستحقات المطلوبة من دولة مصر، وهكذا بدأنا السحب على المكشوف من الاحتياطي النقدي، لتخسر مصر 75% من الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة.

والنتيجة هو عدم قدرة الحكومة على الإيفاء بكامل احتياجات الشعب من الكهرباء والبنزين وأسطوانات البوتاجاز، ما دى إلى شعور باليأس الاجتماعي، كما اختفت بعض السلع والأدوية، ولم يكتفِ تنظيم الإخوان الإرهابي بذلك، بل عبر عصابات التهريب ساهموا في تعميق الأزمة بأن تم تهريب البنزين المصري المدعم إلى قطاع غزة وتركيا، وكذا بعض السلع المدعمة مثل الأرز والقمح، وتفجير ومهاجمة محطات الوقود والكهرباء والغاز من أجل تسوية هذه القطاعات في مصر بالأرض وأن يتم إطفاء مصر للمرة الأولى منذ فجر التاريخ.

ولكن الشعب اشتعل في 30 يونيو، فكان رد المؤامرة سريعا بإشعال الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، وكان يفترض أن يكون هنالك جبهة أخرى في مرسى مطروح وثالثة في الصعيد ولكن الأمن والجيش أجهضوا تلك المخططات، لتبدأ سلسلة من العمليات الإرهابية في سيناء لا تزال تطل بوجهها القبيح بين الحين والحين في وقتها الحاضر ولكن شتان الفارق بين أرقام عام 2018 وأرقام عام 2014، مع حقيقة لا يجب أن ننساها من الذاكرة، أن عضو مكتب الإرشاد محمد البلتاجي، قالها صراحة إن الإرهاب الدائر في سيناء سوف يتوقف في اللحظة التي سوف يعود فيها محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة.

ما بين صيف 2013 وصيف 2015 كان هنالك عبوة ناسفة لكل مواطن، فلم يترك شرذمة الإسلاميين وظهيرهم المدني ميدان أو شارع رئيسي في مصر دون تفجير وسقط المصريين شهداء بالمئات.

حاولوا اغتيال العديد من رجالات الدولة واستشهد النائب العام، دبروا حادث إسقاط الطائرة الروسية من أجل ضرب أهم مصادر السياحة وقتذاك إلى مصر ألا وهى القادمة من روسيا، ومن أجل ضرب سمعة الأمن المصري والمطارات المصرية وجعل مصر منطقة غير آمنة للسياح.

وعمل جناحهم الدعوى على تكفير السياحة والأثار والفن والرياضة، حتى تمتليء متاحف وفنادق وشواطئ تركيا بالسياحة الهاربة من مصر، وحتى يصبح الطريق ممهدا أمام الدراما التركية لغزو الفضائيات العربية وحتى تستطيع الرياضة القطرية غزو الملاعب بمنتخبات مجنسة من شتى بقاع العالم، فلم يكن هنالك فتوى واحدة من كل هذا الهراء إلا وكان خلفها رغبة في ضرب صناعة وطنية في مصر تدير أرباح بالعملة الصعبة كما تفعل السياحة والفن والرياضة، وكان وراءها رغبة في نقل هذه الخيرات إلى خزائن الدولة الإخوانية في تركيا وقطر.

وعمل جناحهم المدني والحقوقي والنسوي واليساري والليبرالي على الترويج في المحافل الدولية، إن ما يجرى في مصر ليس إرهاب بل خلاف سياسي وقمع حكومي وأن الإرهابي ما هو إلا سياسي أو ثوري تعرض للظلم فحسب، فلم يتركوا بابًا في الغرب إلا وطرقوه من البيت الأبيض ولندن وبرلين وحتى اللوبي الصهيوني نسقوا معه من أجل ضرب سمعة مصر وطعنها من الخلف أثناء محاربة الإرهاب.

هكذا كان واقعنا، اعتصامات ومظاهرات تغلق الشوارع الرئيسية، قمح وكهرباء وبنزين وبوتاجاز وبعض السلع والأدوية غير متوفرة، طوابير من أجل كل شيء ولن تجده، قطع الأرزاق وأذى للبيوت المفتوحة، إرهاب ديني وفكري وثوري غير مسبوق ومن لم يكن مع يناير فهو مرتزق لدي الحزب الوطني، توقف الإنتاج والسياحة، عزل مصر عن المجتمع الدولي وتجميد لأغلب العلاقات الدبلوماسية وكافة المساعدات والمنح الأجنبية خاصة على يد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذى لم ينس ثأره مع الشعب المصري الذى ثار عليه في 30 يونيو 2013، عبوة ناسفة لكل مواطن وعمليات إرهابية بشعة في سيناء وصلت إلى أقصاها في الفاتح من يوليو 2015 حينما اندلعت حرب الكمائن وسعى الإخوان إلى إعلان عاصمة ثالثة لـ«داعش» في سيناء المصرية بعد الرقة السورية والموصل العراقية.

وحركات إرهابية وإسلامية ومدنية أصبحت تتلذذ بدفع مصر إلى الحرب الأهلية ويصنفونه باعتباره خيارا ثوريا، ويدعون المجتمع الدولي للتدخل في مصر عسكريًا قبل سياسيًا لو لزم الأمر، وفى نفس الوقت يطالبون الدولة ابتزازًا بإعادة دمج الإرهاب في العمل السياسي وإخراج كافة قتلة الشعب المصري من السجون.

ما بين يناير 2011 ويوليو 2015، جولة مريرة من الفوضى البناءة كما أطلقت عليها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية، ضربت مصر وكان يفترض أن تذهب بها إلى نفس التيه الذي دخلته سوريا والعراق وليبيا واليمن ولن يخرجا إلا بعد سنوات طويلة.

واليوم.. هل رأينا اعتصامات مسلحة أو بؤر إرهابية تقطع الطرق أمام أرزاق المصريين وتحتل الميادين الرئيسية في قلب العاصمة؟ الإجابة هي لا

هل هنالك مشكلة في خطوط الطاقة والكهرباء والغاز والبنزين والبوتاجاز؟ الإجابة هي لا، وبعد أن كانت الكهرباء تنقطع 12 ساعة في بعض الأحيان فأن أكبر قطع كهربائي يمكن أن يحدث وقت الذروة لا يتجاوز الساعة وبسبب تخفيف الأحمال وليس عدم توفر الخدمة.

هل بدأت الصناعة في التعافي؟ الإجابة هي نعم

هل بدأت السياحة في التعافي؟ الأجابة هي نعم

هل تم استرداد كل خسائر الاحتياطي النقدي الأجنبي؟ الإجابة هي نعم بل وحققنا أكبر احتياطي نقدي أجنبي في تاريخ مصر

هل انصاعت مصر لابتزاز محلي بالتصالح مع الإرهاب وغلمان الفوضى؟ الإجابة هي لا

هل انصاعت مصر لابتزاز إقليمي أو دولي مقابل المساعدات؟ الإجابة هي لا.. طلب منا الذهاب بقوات عسكرية إلى اليمن ورفضنا، طلب الأمر ذاته حيال سوريا ورفضنا، طلب منا الابتعاد عن روسيا والصين ورفضنا، طلب منا أن يكون صوت مصر في مجلس الأمن الدولي مقابل المساعدات ورفضنا.

هل تدور مصر اليوم في فلك النفوذ الأمريكي؟ الإجابة هي لا، والعلاقات المصرية مع القوى الدولية متوازنة من أمريكا مرورا بألمانيا والصين وصولا إلى روسيا.

هل مصر معزولة دبلوماسيًا؟ الإجابة هي لا والسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على رأس قوائم المدعوين في كافة المحافل الدولية.

الرئيس السيسي استطاع تحرير المجتمع المصري من المزايدات الثورية والسياسية والدينية، وإرهاب الاعتصامات المفتوحة بلا هدف سوى توليد ظهير شعبي وثوري للإرهاب.

حصلنا على الحياة مرة أخرى بعد أربع سنوات من الممات، ولا يزال الطريق طويلًا والتحديات صعبة، ولكن فارق ضخم بين من كان يغرق وبين من أبحر اليوم إلى شاطئ النجاة وبدأنا نتحسس خطانا على شاطئ حلمنا به طويلًا وظننا أن وجوده مجرد سراب.

أتذكر تلك الأوقات المريرة كلما رأيت الرئيس السيسي يفتتح أمل جديد، سواء مشروع قومي أو زيارة دولة لم سبق لحاكم مصري زيارتها في التاريخ الحديث، استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يقهر الفوضى الخلاقة.

وأين من وقف ضد الرئيس السيسي اليوم؟ جون كيري، وباراك أوباما، وهيلاري كلنتون، وديفيد كاميرون، ونيكولا ساركوزي، إلى التقاعد والتاريخ يلعن مذابحهم في دول الربيع العربي، بينما رجب طيب أردوجان، وتميم بن حمد آل ثاني، محاصرين في قصورهم وتم تقليم أظافر تلك المشاريع الإقليمية وأصبحوا يقاتلون في محيط أنقرة والدوحة بعد أن كانوا يقاتلون في محيط دمشق منذ بضعة سنوات.

معركة المصريين الحقيقية اليوم هي الحفاظ على إرث الاستقرار وتنميته، دونما النظر بعين الاعتبار إلى أي عواء يصدره تجار الثورات والفوضى والهدم، لأنه ودون تخويف فإن الدولة المصرية لن تستطيع أبدا النهوض مرة أخرى حال تكرار سيناريو الفوضى، لأن العدو تعلم الدرس وصاغ مخططات للفوضى تجعل ما جرى في سوريا والعراق وليبيا واليمن مجرد نزهة خلوية مقارنة بما هو مخطط لمصر اليوم فور ترنحها أو عدم استقرار حكمها أو القبول بالإرهاب مرة أخرى فصيلًا حزبيًا في العملية السياسية.


https://www.alsolta.com/articles/detail ... 9%82%D8%A9

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حتى لا ننسى .... حتى لا ننسى .... حتى لا ننسى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 11, 2018 9:37 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أغسطس 17, 2015 8:25 pm
مشاركات: 2991
عمرو أبوشادى كتب:

السيسي قاهر الفوضى الخلاقة



لم يكتفِ الانسان باعتياد النعمة ويتوقف عن شكر الاقدار على توفيرها، ولكنه ينسى تلك اللحظات القاسية التي افتقد فيها تلك النعم، أو التي تضرع لله من أجل أن يحصدها.

مرت مصر بفترة عصيبة عقب يناير 2011، حينما خسرنا إيرادات قطاع السياحة الذي كان يستقبل سنويًا قرابة 12 مليون سائح، كسبت تركيا نصفهم على الأقل فلا عجب أن تكون من أهم الرعاة الإقليمين للفوضى في مصر، وخسر الآلاف وظائفهم حتى اليوم في قطاع السياحة حيث اتجهوا إلى مهن ووظائف أخرى أقل منزلة مما حصدوه بتعب حياتهم.

ومع تدبير اليسار والإسلاميين لاعتصامات وإضرابات واضطرابات في مصانع ومصالح حكومية بعينها، تم عمل قائمة مختارة بها، لأنها رأس حربة قطاع الأعمال أو القطاع العام المصري، توقفت عجلة الإنتاج الحكومي، هذا المصطلح الذي حوله غلمان النخبة إلى نكتة يسخرون فيها ممن انقطع قوت يومهم جراء الفوضى والمزايدات الثورية.

أما القطاع الخاص وأصحاب المشاريع الصغيرة والورش والحرفيين، فقد تكفل غلق الطرق والميادين والكباري باعتصامات كبرى أو حتى مليونيات أسبوعية أصبحت طقس أسبوعي لمدة عام ونصف، لم يكن خلفها أي شيء سوى أنه الجناح المدني للمؤامرة يصفى حسابته مع الجناح الإخواني فحسب، والجناح الإسلامي بدوره يحرك الجناح المدني من خلف الستار لمزيد من الفوضى على أن يلعب الجناح الإسلامي دور إطفائي الحرائق أمام المجلس العسكري في لعبة تقسيم الأدوار فهمها قادة المجلس منذ اللحظة الأولى، وفى النهاية ذهبت أجنحة وفيالق المؤامرة إلى مؤتمر حكماء فيرمونت للاتفاق على المحاصصة السياسية على أنقاض شبه دولة.

وحينما خسروا تعاطف وصوت الشعب ودقت ساعة الحقيقة حينما اندلعت ثورة 30 يونيو 2013، أسفر التيار المدني قبل الإسلاميين على وجهه الإرهابي، واندلعت الاشتباكات في عدد من المحافظات والمدن والأحياء الرئيسية في محاولة من الإسلاميين وظهيرهم المدني من أجل إشعال حرب أهلية في مصر تذهب بها إلى سيناريو سوريا وليبيا.

ودشنوا البؤر الإرهابية تحت مسمى الاعتصامات هنا وهناك، فلم يرتاح الوطن من تلك الاعتصامات التي بدأت في يناير 2011 إلا في أغسطس 2013، لتخسر مصر عامين ونصف من هدوء شوارعها، حيث كانت كافة ميادين العاصمة الرئيسية مغلقة بمخيمات قذرة ووجوه عكرة وميلشيات من البلطجية ظنوا أن ظهر وزارة الداخلية قد انكسر في 28 يناير 2011.

وحاولوا قبل 30 يونيو تعطيل الملاحة في قناة السويس، حاولوا اقتحام المتحف المصري في ميدان التحرير على أمل تصدير كادرات فوتوجرافية مروعة عن آثارنا، حاولوا اقتحام مبني ماسبيرو، اقتحموا مقرات جهاز أمن الدولة من أجل محو ملفات الإرهابيين الكبار على أمل أن يعودوا إلى مصر بسجلات بيضاء وعلى أمل أن يحصد غلمان المؤامرة وشيوخها على سجلات فارغة ولكن من قال إن الدولة المصرية تحتفظ بنسخة واحدة فحسب من كل هذا؟ كان أرشيف لاظوغلى موجودا ووقت الجد خرجت الملفات كالعنقاء تحصد وكلاء الفوضى.

وشكل مدعي الثورية حكومة عاجزة برئاسة عصام شرف، عضو المجلس الأعلى للسياسات بالحزب الوطني، بينما كانوا يطالبون بحل الحزب الوطني ومحاكمة كبار رجالاته، ولكن هذه الازدواجية لم تكن الأولى والأخيرة في مسيرة مدعي الثورية وتجار يناير، ولاحقا دسوا العديد من الفشلة في وزارة كمال الجنزوري.

تم تعيين مليون موظف جديد في عام واحد فحسب، مع عجز الدولة عن سداد الرواتب، أصبحنا نقترض شهريا رواتب الموظفين حتى اليوم بسعر فائدة يتراكم على ميزانية الدولة منذ عام 2011 حتى اليوم.

وأمام انهيار السياحة والصناعة والتجارة، وهروب الاستثمار الأجنبي، كان على الدولة المصرية أن توفر الاحتياجات الأساسية من السلع والإيفاء بالمستحقات المطلوبة من دولة مصر، وهكذا بدأنا السحب على المكشوف من الاحتياطي النقدي، لتخسر مصر 75% من الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة.

والنتيجة هو عدم قدرة الحكومة على الإيفاء بكامل احتياجات الشعب من الكهرباء والبنزين وأسطوانات البوتاجاز، ما دى إلى شعور باليأس الاجتماعي، كما اختفت بعض السلع والأدوية، ولم يكتفِ تنظيم الإخوان الإرهابي بذلك، بل عبر عصابات التهريب ساهموا في تعميق الأزمة بأن تم تهريب البنزين المصري المدعم إلى قطاع غزة وتركيا، وكذا بعض السلع المدعمة مثل الأرز والقمح، وتفجير ومهاجمة محطات الوقود والكهرباء والغاز من أجل تسوية هذه القطاعات في مصر بالأرض وأن يتم إطفاء مصر للمرة الأولى منذ فجر التاريخ.

ولكن الشعب اشتعل في 30 يونيو، فكان رد المؤامرة سريعا بإشعال الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، وكان يفترض أن يكون هنالك جبهة أخرى في مرسى مطروح وثالثة في الصعيد ولكن الأمن والجيش أجهضوا تلك المخططات، لتبدأ سلسلة من العمليات الإرهابية في سيناء لا تزال تطل بوجهها القبيح بين الحين والحين في وقتها الحاضر ولكن شتان الفارق بين أرقام عام 2018 وأرقام عام 2014، مع حقيقة لا يجب أن ننساها من الذاكرة، أن عضو مكتب الإرشاد محمد البلتاجي، قالها صراحة إن الإرهاب الدائر في سيناء سوف يتوقف في اللحظة التي سوف يعود فيها محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة.

ما بين صيف 2013 وصيف 2015 كان هنالك عبوة ناسفة لكل مواطن، فلم يترك شرذمة الإسلاميين وظهيرهم المدني ميدان أو شارع رئيسي في مصر دون تفجير وسقط المصريين شهداء بالمئات.

حاولوا اغتيال العديد من رجالات الدولة واستشهد النائب العام، دبروا حادث إسقاط الطائرة الروسية من أجل ضرب أهم مصادر السياحة وقتذاك إلى مصر ألا وهى القادمة من روسيا، ومن أجل ضرب سمعة الأمن المصري والمطارات المصرية وجعل مصر منطقة غير آمنة للسياح.

وعمل جناحهم الدعوى على تكفير السياحة والأثار والفن والرياضة، حتى تمتليء متاحف وفنادق وشواطئ تركيا بالسياحة الهاربة من مصر، وحتى يصبح الطريق ممهدا أمام الدراما التركية لغزو الفضائيات العربية وحتى تستطيع الرياضة القطرية غزو الملاعب بمنتخبات مجنسة من شتى بقاع العالم، فلم يكن هنالك فتوى واحدة من كل هذا الهراء إلا وكان خلفها رغبة في ضرب صناعة وطنية في مصر تدير أرباح بالعملة الصعبة كما تفعل السياحة والفن والرياضة، وكان وراءها رغبة في نقل هذه الخيرات إلى خزائن الدولة الإخوانية في تركيا وقطر.

وعمل جناحهم المدني والحقوقي والنسوي واليساري والليبرالي على الترويج في المحافل الدولية، إن ما يجرى في مصر ليس إرهاب بل خلاف سياسي وقمع حكومي وأن الإرهابي ما هو إلا سياسي أو ثوري تعرض للظلم فحسب، فلم يتركوا بابًا في الغرب إلا وطرقوه من البيت الأبيض ولندن وبرلين وحتى اللوبي الصهيوني نسقوا معه من أجل ضرب سمعة مصر وطعنها من الخلف أثناء محاربة الإرهاب.

هكذا كان واقعنا، اعتصامات ومظاهرات تغلق الشوارع الرئيسية، قمح وكهرباء وبنزين وبوتاجاز وبعض السلع والأدوية غير متوفرة، طوابير من أجل كل شيء ولن تجده، قطع الأرزاق وأذى للبيوت المفتوحة، إرهاب ديني وفكري وثوري غير مسبوق ومن لم يكن مع يناير فهو مرتزق لدي الحزب الوطني، توقف الإنتاج والسياحة، عزل مصر عن المجتمع الدولي وتجميد لأغلب العلاقات الدبلوماسية وكافة المساعدات والمنح الأجنبية خاصة على يد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذى لم ينس ثأره مع الشعب المصري الذى ثار عليه في 30 يونيو 2013، عبوة ناسفة لكل مواطن وعمليات إرهابية بشعة في سيناء وصلت إلى أقصاها في الفاتح من يوليو 2015 حينما اندلعت حرب الكمائن وسعى الإخوان إلى إعلان عاصمة ثالثة لـ«داعش» في سيناء المصرية بعد الرقة السورية والموصل العراقية.

وحركات إرهابية وإسلامية ومدنية أصبحت تتلذذ بدفع مصر إلى الحرب الأهلية ويصنفونه باعتباره خيارا ثوريا، ويدعون المجتمع الدولي للتدخل في مصر عسكريًا قبل سياسيًا لو لزم الأمر، وفى نفس الوقت يطالبون الدولة ابتزازًا بإعادة دمج الإرهاب في العمل السياسي وإخراج كافة قتلة الشعب المصري من السجون.

ما بين يناير 2011 ويوليو 2015، جولة مريرة من الفوضى البناءة كما أطلقت عليها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية، ضربت مصر وكان يفترض أن تذهب بها إلى نفس التيه الذي دخلته سوريا والعراق وليبيا واليمن ولن يخرجا إلا بعد سنوات طويلة.

واليوم.. هل رأينا اعتصامات مسلحة أو بؤر إرهابية تقطع الطرق أمام أرزاق المصريين وتحتل الميادين الرئيسية في قلب العاصمة؟ الإجابة هي لا

هل هنالك مشكلة في خطوط الطاقة والكهرباء والغاز والبنزين والبوتاجاز؟ الإجابة هي لا، وبعد أن كانت الكهرباء تنقطع 12 ساعة في بعض الأحيان فأن أكبر قطع كهربائي يمكن أن يحدث وقت الذروة لا يتجاوز الساعة وبسبب تخفيف الأحمال وليس عدم توفر الخدمة.

هل بدأت الصناعة في التعافي؟ الإجابة هي نعم

هل بدأت السياحة في التعافي؟ الأجابة هي نعم

هل تم استرداد كل خسائر الاحتياطي النقدي الأجنبي؟ الإجابة هي نعم بل وحققنا أكبر احتياطي نقدي أجنبي في تاريخ مصر

هل انصاعت مصر لابتزاز محلي بالتصالح مع الإرهاب وغلمان الفوضى؟ الإجابة هي لا

هل انصاعت مصر لابتزاز إقليمي أو دولي مقابل المساعدات؟ الإجابة هي لا.. طلب منا الذهاب بقوات عسكرية إلى اليمن ورفضنا، طلب الأمر ذاته حيال سوريا ورفضنا، طلب منا الابتعاد عن روسيا والصين ورفضنا، طلب منا أن يكون صوت مصر في مجلس الأمن الدولي مقابل المساعدات ورفضنا.

هل تدور مصر اليوم في فلك النفوذ الأمريكي؟ الإجابة هي لا، والعلاقات المصرية مع القوى الدولية متوازنة من أمريكا مرورا بألمانيا والصين وصولا إلى روسيا.

هل مصر معزولة دبلوماسيًا؟ الإجابة هي لا والسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على رأس قوائم المدعوين في كافة المحافل الدولية.

الرئيس السيسي استطاع تحرير المجتمع المصري من المزايدات الثورية والسياسية والدينية، وإرهاب الاعتصامات المفتوحة بلا هدف سوى توليد ظهير شعبي وثوري للإرهاب.

حصلنا على الحياة مرة أخرى بعد أربع سنوات من الممات، ولا يزال الطريق طويلًا والتحديات صعبة، ولكن فارق ضخم بين من كان يغرق وبين من أبحر اليوم إلى شاطئ النجاة وبدأنا نتحسس خطانا على شاطئ حلمنا به طويلًا وظننا أن وجوده مجرد سراب.

أتذكر تلك الأوقات المريرة كلما رأيت الرئيس السيسي يفتتح أمل جديد، سواء مشروع قومي أو زيارة دولة لم سبق لحاكم مصري زيارتها في التاريخ الحديث، استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يقهر الفوضى الخلاقة.

وأين من وقف ضد الرئيس السيسي اليوم؟ جون كيري، وباراك أوباما، وهيلاري كلنتون، وديفيد كاميرون، ونيكولا ساركوزي، إلى التقاعد والتاريخ يلعن مذابحهم في دول الربيع العربي، بينما رجب طيب أردوجان، وتميم بن حمد آل ثاني، محاصرين في قصورهم وتم تقليم أظافر تلك المشاريع الإقليمية وأصبحوا يقاتلون في محيط أنقرة والدوحة بعد أن كانوا يقاتلون في محيط دمشق منذ بضعة سنوات.

معركة المصريين الحقيقية اليوم هي الحفاظ على إرث الاستقرار وتنميته، دونما النظر بعين الاعتبار إلى أي عواء يصدره تجار الثورات والفوضى والهدم، لأنه ودون تخويف فإن الدولة المصرية لن تستطيع أبدا النهوض مرة أخرى حال تكرار سيناريو الفوضى، لأن العدو تعلم الدرس وصاغ مخططات للفوضى تجعل ما جرى في سوريا والعراق وليبيا واليمن مجرد نزهة خلوية مقارنة بما هو مخطط لمصر اليوم فور ترنحها أو عدم استقرار حكمها أو القبول بالإرهاب مرة أخرى فصيلًا حزبيًا في العملية السياسية.


https://www.alsolta.com/articles/detail ... 9%82%D8%A9


إن لله رجال ... رجال اللهم احفظه وانصره وايده بروح القدس

_________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمتي


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حتى لا ننسى .... حتى لا ننسى .... حتى لا ننسى
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مايو 11, 2019 4:18 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723
msobieh كتب:

حقا حقا

بارك الله فيك


عمرو أبوشادى كتب:

السيسي قاهر الفوضى الخلاقة



لم يكتفِ الانسان باعتياد النعمة ويتوقف عن شكر الاقدار على توفيرها، ولكنه ينسى تلك اللحظات القاسية التي افتقد فيها تلك النعم، أو التي تضرع لله من أجل أن يحصدها.

مرت مصر بفترة عصيبة عقب يناير 2011، حينما خسرنا إيرادات قطاع السياحة الذي كان يستقبل سنويًا قرابة 12 مليون سائح، كسبت تركيا نصفهم على الأقل فلا عجب أن تكون من أهم الرعاة الإقليمين للفوضى في مصر، وخسر الآلاف وظائفهم حتى اليوم في قطاع السياحة حيث اتجهوا إلى مهن ووظائف أخرى أقل منزلة مما حصدوه بتعب حياتهم.

ومع تدبير اليسار والإسلاميين لاعتصامات وإضرابات واضطرابات في مصانع ومصالح حكومية بعينها، تم عمل قائمة مختارة بها، لأنها رأس حربة قطاع الأعمال أو القطاع العام المصري، توقفت عجلة الإنتاج الحكومي، هذا المصطلح الذي حوله غلمان النخبة إلى نكتة يسخرون فيها ممن انقطع قوت يومهم جراء الفوضى والمزايدات الثورية.

أما القطاع الخاص وأصحاب المشاريع الصغيرة والورش والحرفيين، فقد تكفل غلق الطرق والميادين والكباري باعتصامات كبرى أو حتى مليونيات أسبوعية أصبحت طقس أسبوعي لمدة عام ونصف، لم يكن خلفها أي شيء سوى أنه الجناح المدني للمؤامرة يصفى حسابته مع الجناح الإخواني فحسب، والجناح الإسلامي بدوره يحرك الجناح المدني من خلف الستار لمزيد من الفوضى على أن يلعب الجناح الإسلامي دور إطفائي الحرائق أمام المجلس العسكري في لعبة تقسيم الأدوار فهمها قادة المجلس منذ اللحظة الأولى، وفى النهاية ذهبت أجنحة وفيالق المؤامرة إلى مؤتمر حكماء فيرمونت للاتفاق على المحاصصة السياسية على أنقاض شبه دولة.

وحينما خسروا تعاطف وصوت الشعب ودقت ساعة الحقيقة حينما اندلعت ثورة 30 يونيو 2013، أسفر التيار المدني قبل الإسلاميين على وجهه الإرهابي، واندلعت الاشتباكات في عدد من المحافظات والمدن والأحياء الرئيسية في محاولة من الإسلاميين وظهيرهم المدني من أجل إشعال حرب أهلية في مصر تذهب بها إلى سيناريو سوريا وليبيا.

ودشنوا البؤر الإرهابية تحت مسمى الاعتصامات هنا وهناك، فلم يرتاح الوطن من تلك الاعتصامات التي بدأت في يناير 2011 إلا في أغسطس 2013، لتخسر مصر عامين ونصف من هدوء شوارعها، حيث كانت كافة ميادين العاصمة الرئيسية مغلقة بمخيمات قذرة ووجوه عكرة وميلشيات من البلطجية ظنوا أن ظهر وزارة الداخلية قد انكسر في 28 يناير 2011.

وحاولوا قبل 30 يونيو تعطيل الملاحة في قناة السويس، حاولوا اقتحام المتحف المصري في ميدان التحرير على أمل تصدير كادرات فوتوجرافية مروعة عن آثارنا، حاولوا اقتحام مبني ماسبيرو، اقتحموا مقرات جهاز أمن الدولة من أجل محو ملفات الإرهابيين الكبار على أمل أن يعودوا إلى مصر بسجلات بيضاء وعلى أمل أن يحصد غلمان المؤامرة وشيوخها على سجلات فارغة ولكن من قال إن الدولة المصرية تحتفظ بنسخة واحدة فحسب من كل هذا؟ كان أرشيف لاظوغلى موجودا ووقت الجد خرجت الملفات كالعنقاء تحصد وكلاء الفوضى.

وشكل مدعي الثورية حكومة عاجزة برئاسة عصام شرف، عضو المجلس الأعلى للسياسات بالحزب الوطني، بينما كانوا يطالبون بحل الحزب الوطني ومحاكمة كبار رجالاته، ولكن هذه الازدواجية لم تكن الأولى والأخيرة في مسيرة مدعي الثورية وتجار يناير، ولاحقا دسوا العديد من الفشلة في وزارة كمال الجنزوري.

تم تعيين مليون موظف جديد في عام واحد فحسب، مع عجز الدولة عن سداد الرواتب، أصبحنا نقترض شهريا رواتب الموظفين حتى اليوم بسعر فائدة يتراكم على ميزانية الدولة منذ عام 2011 حتى اليوم.

وأمام انهيار السياحة والصناعة والتجارة، وهروب الاستثمار الأجنبي، كان على الدولة المصرية أن توفر الاحتياجات الأساسية من السلع والإيفاء بالمستحقات المطلوبة من دولة مصر، وهكذا بدأنا السحب على المكشوف من الاحتياطي النقدي، لتخسر مصر 75% من الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة.

والنتيجة هو عدم قدرة الحكومة على الإيفاء بكامل احتياجات الشعب من الكهرباء والبنزين وأسطوانات البوتاجاز، ما دى إلى شعور باليأس الاجتماعي، كما اختفت بعض السلع والأدوية، ولم يكتفِ تنظيم الإخوان الإرهابي بذلك، بل عبر عصابات التهريب ساهموا في تعميق الأزمة بأن تم تهريب البنزين المصري المدعم إلى قطاع غزة وتركيا، وكذا بعض السلع المدعمة مثل الأرز والقمح، وتفجير ومهاجمة محطات الوقود والكهرباء والغاز من أجل تسوية هذه القطاعات في مصر بالأرض وأن يتم إطفاء مصر للمرة الأولى منذ فجر التاريخ.

ولكن الشعب اشتعل في 30 يونيو، فكان رد المؤامرة سريعا بإشعال الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، وكان يفترض أن يكون هنالك جبهة أخرى في مرسى مطروح وثالثة في الصعيد ولكن الأمن والجيش أجهضوا تلك المخططات، لتبدأ سلسلة من العمليات الإرهابية في سيناء لا تزال تطل بوجهها القبيح بين الحين والحين في وقتها الحاضر ولكن شتان الفارق بين أرقام عام 2018 وأرقام عام 2014، مع حقيقة لا يجب أن ننساها من الذاكرة، أن عضو مكتب الإرشاد محمد البلتاجي، قالها صراحة إن الإرهاب الدائر في سيناء سوف يتوقف في اللحظة التي سوف يعود فيها محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة.

ما بين صيف 2013 وصيف 2015 كان هنالك عبوة ناسفة لكل مواطن، فلم يترك شرذمة الإسلاميين وظهيرهم المدني ميدان أو شارع رئيسي في مصر دون تفجير وسقط المصريين شهداء بالمئات.

حاولوا اغتيال العديد من رجالات الدولة واستشهد النائب العام، دبروا حادث إسقاط الطائرة الروسية من أجل ضرب أهم مصادر السياحة وقتذاك إلى مصر ألا وهى القادمة من روسيا، ومن أجل ضرب سمعة الأمن المصري والمطارات المصرية وجعل مصر منطقة غير آمنة للسياح.

وعمل جناحهم الدعوى على تكفير السياحة والأثار والفن والرياضة، حتى تمتليء متاحف وفنادق وشواطئ تركيا بالسياحة الهاربة من مصر، وحتى يصبح الطريق ممهدا أمام الدراما التركية لغزو الفضائيات العربية وحتى تستطيع الرياضة القطرية غزو الملاعب بمنتخبات مجنسة من شتى بقاع العالم، فلم يكن هنالك فتوى واحدة من كل هذا الهراء إلا وكان خلفها رغبة في ضرب صناعة وطنية في مصر تدير أرباح بالعملة الصعبة كما تفعل السياحة والفن والرياضة، وكان وراءها رغبة في نقل هذه الخيرات إلى خزائن الدولة الإخوانية في تركيا وقطر.

وعمل جناحهم المدني والحقوقي والنسوي واليساري والليبرالي على الترويج في المحافل الدولية، إن ما يجرى في مصر ليس إرهاب بل خلاف سياسي وقمع حكومي وأن الإرهابي ما هو إلا سياسي أو ثوري تعرض للظلم فحسب، فلم يتركوا بابًا في الغرب إلا وطرقوه من البيت الأبيض ولندن وبرلين وحتى اللوبي الصهيوني نسقوا معه من أجل ضرب سمعة مصر وطعنها من الخلف أثناء محاربة الإرهاب.

هكذا كان واقعنا، اعتصامات ومظاهرات تغلق الشوارع الرئيسية، قمح وكهرباء وبنزين وبوتاجاز وبعض السلع والأدوية غير متوفرة، طوابير من أجل كل شيء ولن تجده، قطع الأرزاق وأذى للبيوت المفتوحة، إرهاب ديني وفكري وثوري غير مسبوق ومن لم يكن مع يناير فهو مرتزق لدي الحزب الوطني، توقف الإنتاج والسياحة، عزل مصر عن المجتمع الدولي وتجميد لأغلب العلاقات الدبلوماسية وكافة المساعدات والمنح الأجنبية خاصة على يد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذى لم ينس ثأره مع الشعب المصري الذى ثار عليه في 30 يونيو 2013، عبوة ناسفة لكل مواطن وعمليات إرهابية بشعة في سيناء وصلت إلى أقصاها في الفاتح من يوليو 2015 حينما اندلعت حرب الكمائن وسعى الإخوان إلى إعلان عاصمة ثالثة لـ«داعش» في سيناء المصرية بعد الرقة السورية والموصل العراقية.

وحركات إرهابية وإسلامية ومدنية أصبحت تتلذذ بدفع مصر إلى الحرب الأهلية ويصنفونه باعتباره خيارا ثوريا، ويدعون المجتمع الدولي للتدخل في مصر عسكريًا قبل سياسيًا لو لزم الأمر، وفى نفس الوقت يطالبون الدولة ابتزازًا بإعادة دمج الإرهاب في العمل السياسي وإخراج كافة قتلة الشعب المصري من السجون.

ما بين يناير 2011 ويوليو 2015، جولة مريرة من الفوضى البناءة كما أطلقت عليها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية، ضربت مصر وكان يفترض أن تذهب بها إلى نفس التيه الذي دخلته سوريا والعراق وليبيا واليمن ولن يخرجا إلا بعد سنوات طويلة.

واليوم.. هل رأينا اعتصامات مسلحة أو بؤر إرهابية تقطع الطرق أمام أرزاق المصريين وتحتل الميادين الرئيسية في قلب العاصمة؟ الإجابة هي لا

هل هنالك مشكلة في خطوط الطاقة والكهرباء والغاز والبنزين والبوتاجاز؟ الإجابة هي لا، وبعد أن كانت الكهرباء تنقطع 12 ساعة في بعض الأحيان فأن أكبر قطع كهربائي يمكن أن يحدث وقت الذروة لا يتجاوز الساعة وبسبب تخفيف الأحمال وليس عدم توفر الخدمة.

هل بدأت الصناعة في التعافي؟ الإجابة هي نعم

هل بدأت السياحة في التعافي؟ الأجابة هي نعم

هل تم استرداد كل خسائر الاحتياطي النقدي الأجنبي؟ الإجابة هي نعم بل وحققنا أكبر احتياطي نقدي أجنبي في تاريخ مصر

هل انصاعت مصر لابتزاز محلي بالتصالح مع الإرهاب وغلمان الفوضى؟ الإجابة هي لا

هل انصاعت مصر لابتزاز إقليمي أو دولي مقابل المساعدات؟ الإجابة هي لا.. طلب منا الذهاب بقوات عسكرية إلى اليمن ورفضنا، طلب الأمر ذاته حيال سوريا ورفضنا، طلب منا الابتعاد عن روسيا والصين ورفضنا، طلب منا أن يكون صوت مصر في مجلس الأمن الدولي مقابل المساعدات ورفضنا.

هل تدور مصر اليوم في فلك النفوذ الأمريكي؟ الإجابة هي لا، والعلاقات المصرية مع القوى الدولية متوازنة من أمريكا مرورا بألمانيا والصين وصولا إلى روسيا.

هل مصر معزولة دبلوماسيًا؟ الإجابة هي لا والسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على رأس قوائم المدعوين في كافة المحافل الدولية.

الرئيس السيسي استطاع تحرير المجتمع المصري من المزايدات الثورية والسياسية والدينية، وإرهاب الاعتصامات المفتوحة بلا هدف سوى توليد ظهير شعبي وثوري للإرهاب.

حصلنا على الحياة مرة أخرى بعد أربع سنوات من الممات، ولا يزال الطريق طويلًا والتحديات صعبة، ولكن فارق ضخم بين من كان يغرق وبين من أبحر اليوم إلى شاطئ النجاة وبدأنا نتحسس خطانا على شاطئ حلمنا به طويلًا وظننا أن وجوده مجرد سراب.

أتذكر تلك الأوقات المريرة كلما رأيت الرئيس السيسي يفتتح أمل جديد، سواء مشروع قومي أو زيارة دولة لم سبق لحاكم مصري زيارتها في التاريخ الحديث، استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يقهر الفوضى الخلاقة.

وأين من وقف ضد الرئيس السيسي اليوم؟ جون كيري، وباراك أوباما، وهيلاري كلنتون، وديفيد كاميرون، ونيكولا ساركوزي، إلى التقاعد والتاريخ يلعن مذابحهم في دول الربيع العربي، بينما رجب طيب أردوجان، وتميم بن حمد آل ثاني، محاصرين في قصورهم وتم تقليم أظافر تلك المشاريع الإقليمية وأصبحوا يقاتلون في محيط أنقرة والدوحة بعد أن كانوا يقاتلون في محيط دمشق منذ بضعة سنوات.

معركة المصريين الحقيقية اليوم هي الحفاظ على إرث الاستقرار وتنميته، دونما النظر بعين الاعتبار إلى أي عواء يصدره تجار الثورات والفوضى والهدم، لأنه ودون تخويف فإن الدولة المصرية لن تستطيع أبدا النهوض مرة أخرى حال تكرار سيناريو الفوضى، لأن العدو تعلم الدرس وصاغ مخططات للفوضى تجعل ما جرى في سوريا والعراق وليبيا واليمن مجرد نزهة خلوية مقارنة بما هو مخطط لمصر اليوم فور ترنحها أو عدم استقرار حكمها أو القبول بالإرهاب مرة أخرى فصيلًا حزبيًا في العملية السياسية.


https://www.alsolta.com/articles/detail ... 9%82%D8%A9

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حتى لا ننسى .... حتى لا ننسى .... حتى لا ننسى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 18, 2019 2:57 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723

خيرت الشاطر قال للسيسى وش هنجبلك مقاتلين من كل مكان ..
الشاطر ساعتها مكنش بيهدد .. بيتكلم بجد .. و مقاتلين بجد مش سلاحف النينجا ..
يعنى لولا ستر ربنا ثم شجاعة السيسى .. كان زمان انا و انت متعلقين و بيتلعب بينا الكورة !!
انا بس بفكرك عشان لما الشاطر يروح لربنا .. تفتكر الكلمتين دول و تترحم و تتشحتف و تعمل فيها شيخ براحتك !!

و المعلم البلتاجى قالك اللى فى سيناء هيتوقف لما السيسى يتراجع عن الانقلاب ..
برضه بفكرك عشان لما يغور فى داهية .. تترحم و تتشحتف !!

عاوز تعمل مثالى اعمل مع ناس أسوياء .. مش مع سفاحين و قتالين قتلى !!
احنا دفعنا تمن حريتنا و كرامتنا دم .. و حياة معيشية صعبة ..
و خسرنا اصدقاء و قرايب و جيران بسبب المعجنة دى !!
مش عجبك الكلام .. عندك المعسكر التانى روح اشرب قهوتك و خود العزاء ..
معسكر اردوغان و تميم و معتز مطر و محمد ناصر و اقذر مخاليق ربنا !!
لكن احنا معسكر طفح الدم عشان البلد دى تفضل .. و سفينا التراب عشان نتحمل ..

حادثة اول يوم العيد دمها منشفش يعم المثالى !!
اوعى تنسى اللى وقف معاها و اللى وقف ضدها ..
عشان هى مش بيتنسى !!!


_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حتى لا ننسى .... حتى لا ننسى .... حتى لا ننسى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يوليو 03, 2020 3:45 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 7469

حتى لا ننسى.. شاهد .."بيان 3 يوليو" في ذكراه السابعة: عندما لبى الجيش نداء الوطن





https://www.albawabhnews.com/4071618


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 7 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 12 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط