اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm مشاركات: 46868
|
إيران وأطماعها في المنطقة
-------------------------------- لا شك إن أول ما قامت به إيران في سبيل ذلك هو انتهاج التثوير والتحريض، ثم سعت إلى التخلص من القوى المقيدة لمشروعها التي كانت في أفغانستان والعراق، ثم بدأت في دفع مشروعها بقوة إلى المنطقة من خلال عبور البوابة العراقية. ولا شك أن المحور الأيديولوجي يتمثل في نشر المذهب الشيعي في المنطقة خصوصًا والعالم أجمع لإقامة ما يعرف بالهلال الشيعي، سعيًا للدولة العالمية، ولذلك فإن إيران تعول كثيرًا على أتباع هذا المذهب خارج إيران، ولكي نكون منصفين: المتزمتين منهم خاصة، ومن يتبعهم من العامة الذين لهم تأثير قوي عليهم، وتقويض الشعور الوطني لديهم، وتحويلهم إلى أدوات لصالحها كما حدث في العراق والبحرين. أما ما تهدف إليه إيران من تدخلها في الشئون الداخلية للدول المجاورة وخاصة بعض الدول الخليجية فهو أمر بَيِّن وواضح، فهي تسعى إلى السيطرة على المنطقة وأنظارها على الأماكن المقدسة، ثم أن هناك عقيدة يؤمن بها أصحاب العمائم والملالي وهي ضرورة تهيئة الأرض لخروج من طال انتظارهملخروجه، وأشد من يتمسك بهذه العقيدة هو رئيس الجمهورية الحالي محمود أحمدي نجاد، فهو يسمي حكومته بحكومة المهدي، ولا تمر مناسبة يحضرها إلا ويرفع دعواته لقائم الزمان بتعجيل الفرج له، حتى وإن كان على منبر هيئة الأمم المتحدة؛ بل ويدعو الحاضرين معه من ممثلي الدول الأخرى للإيمان بهذه العقيدة.
كما أن إيران تعتمد في سياستها في علاقاتها مع الدول الخليجية خاصة على بعدين: قومي ومذهبي، فالقومي يظهر في إصرارها على تسمية الخليج بالفارسي، واحتلال الأحواز، والجزر العربية الثلاث، وترديد مزاعم تبعية البحرين لها بين الفينة والأخرى، كما أنها تجمع بينهما أحيانًا عندما تنظر إيران إلى المملكة العربية السعودية فهي مهبط الوحي، ومنها خرج الإسلام وحطم حضارة فارس التي يتباهى بها الإيرانيون إلى الآن، ويتباكون على سقوطها، ولذلك تجد من يسخر بالعرب ويصفهم بالبداوة والتخلف، وهذا البعد القومي الفارسي، ومنها خرج التوحيد وصار سَدًّا منيعًا لانتشار التشيع في المنطقة، ولذلك يصفونها بالوهابية، وهذا هو البعد المذهبي الصفوي.
ثمة شيء مهم وهو أن هذه التصرفات الإيرانية ليست مستغرَبَة على من علم خبايا سياساتها وخفاياها؛ لكن الخوف هو أن ينخدع البعض بما تقوم به من عمليات مكياج لتحسين صورتها أمام العرب عندما تقدم نفسها بأنها النصير الأوحد لقضايا الأمة، وهي في الخفاء تحيك المؤامرات لتدميرها والتحالف حتى ممن زعمت أنهم من أعدائها وأطلقت عليهم أشنع الأوصاف؛ بل حَدَا بها أن تزعم على لسان رئيسها بإخفاء أحدها من خارطة العالم، وكل ذلك من أجل مصالحها. إن مساهمة قوات درع الجزيرة في البحرين بطلب من حكومتها جاء في الوقت المناسب؛ مما أثر على المشروع الإيراني، وجعله يتقهقر كثيرًا، وهذا في نظري من الإجراءات الاستراتيجية الصائبة في صد المشروع الإيراني في هذا الجانب، وبقي أن تكثف الجهود الدعوية لصد التمدد الإيديولوجي الصفوي؛ وإحباط المؤامرات الإيرانية. وفي ظل ذلك هل من أمل في أن تُعَدِّل إيران من سلوكها وتصرفاتها، وتكف شرها وتدخلاتها؟
أقول هذا ممكن في حالتين: الأولى: أن يعود النظام الإيراني إلى رشده ويعمل إصلاحات في سياساته وعلى رأسها المواد الخاصة بالسياسة الخارجية، وصياغتها على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية لدول الجوار.
الثانية: زوال نظام الملالي في إيران ورحيله، ومجيء نظام يقود دفته العقلاء من الإيرانيين، ليكون الشعب الإيراني أول المستفيدين من هذا التغيير، ويسود المنطقة الهدوء والسلام.
http://www.albainah.net/index.aspx?func ... m&id=40283
_________________ أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
|
|