ومن درر الحاج أحمد أيضاً :
صلاة وتسليم تزيد وتزبد
على المصطفى من للمصلين يسعد
كلفت بإمداح النبي محمد
ألا فاسمعوا ما عن فضائله أحكي
***
رسول عظيم كان بالله وصله
وإن عاد عاد النور في كنز أصله
كبير جليل مجتبى فوق رسله
فها هو بين الرسل واسطة السلك
***
وقد ألزم الله النبيين حبه
ويكفي الندى فيهم إذا جاءوا رحبه
كدارة بدر وجهه بين صحبه
أتخفى على النشاق رائحة المسك
***
هو البدء أول عنه كل بداية
رسالات أنباء وكل ولاية
كسى الله ذاك الوجه نور هداية
فذل بها من ضل في ظلم الشرك
***
أرأيت من شاهد وما زاغ طرفه
ألا يسكر الإيجاد من فيح عرقه
كريم حليم أخذه العفو عرفه
متى واجه الجاني يواجه بالترك
***
وعلم جميع الرسل من بعض علمه
ونون القدم منها مداد لقلمه
كذا كان لا حلم يقارب حلمه
ولا هدي فاق الناس بالهدى والمسك
***
إلى الله خير الخلق بالفضل قادنا
وبالنور والعرفان والفيح شادنا
كأحمد ما في الرسل هذا اعتقادنا
ولا شك هل في الشمس في الظهر من شك
***
محوت بنور الدين كل ضلالة
قوي شجاع قائد ذو بسالة
كمال جمال في علو جلالة
له هيبة زلت لها هيبة الملك
***
وأرسل طه رحمة لنجاتنا
ومدحته دين بها ميقاتنا
كفيل اليتامى عصمة لعصاتنا
هو الستر في الدنيا وأخرى من الهتك
***
زبوراً وتوراة وانجيل حدثت
بفضل رسول الله الرسل قدست
كأنا به الحشر والرسل قد جئت
وأحمد في جاه يجل عن الدرك
***
وليس عصور المرسلين كعصره
من الله نال ما لا يحاط بحصره
كثير العطايا يتبع العسر يسره
يبادر أسرى الضيق والضنك بالفك
***
رسول بما خص من الله ينفرد
له الممكنات طوعاً كما شاء أو يرد
كفاه من الدنيا كفاف ولم يزد
ولا مال حاشاه لمال ولا ملك
***
ومن جاء عن ربه غني إيجاده
غني لجميع الخلق فيض مداده
كراكب بحر ما حوى غير زاده
يخفف أثقالاً ليسرع في الفلك
***
لهينا بدنيا وافتخرنا بما لنا
غدت همنا حتى انتهت آجالنا
كذلك أوصانا فيا سوء حالنا
حملنا ثقيلاً كيف بالله لا نبكي
***
سوى حب خير الخلق ما لي حيلة
وها أنا بين يديه مدحي وسيلة
كشفنا ستوراً عن ذنوب كثيرة
ولولاه عجلنا من الله بالهلك
***
قد مكث الإيمان فينا بنوره
ولولاه ما نال الفؤاد سروره
كرهنا زماناً ليس فيه نزوره
فسيروا بنا نسعى إلى القمر المكي
***
ألا زورة للعبد تكشف همه
ونورك يا خير البرية يعمه
كلل الله روض قد حواه وضمه
لقد ضم مولى العرب والعجم والترك
***
أما آن يا نفسي لكي تتعرضي
بتوبة كي تحظى برؤية أحمد
كفاك من العصيان يا نفسي فانهضي
إليه وخلي كل شاغلة عنك
***
جميل أسيل القد نور بهائه
نبي عليه الله أثنى بذاته
كسبت ذنوباً ما لها غير جاهه
فذاك الذي يرجو المصر على الإفك
***
سألتك ربي فالمقدر قد جرى
وإني رجوتك بالنبي سيد الورى
كتمت عيوبي والإله لها يرى
فإن هو لم يشفع فلي موقف مبكي
***
رجوت رسول الله بالضر يدفع
وليس سواه للبرية أنفع
كما أنه عند الإله مشفع
فأرجوه ينجيني من الموقف الضنك
***