ومن درر الحاج أحمد رضوان الله عليه أيضاً :
صلاة من الرحمن تغشى محمدا
رسول له فوق المهابات هيبة
وحق الذي طابت برياه طيبة
فسرنا إليها البيد من أجلها نطوي
***
يا حادي الأظعان حث حسيسنا
واحد بذكر الهاشمي أنيسنا
وتحد بذكراه الحداة لعيسنا
فترقص بالبيداء من طرب الحدو
***
رمينا بها الوديان سيراً رميتها
جواها جوانا لو علمت عذرتها
وأسواطها أشواقنا لو رأيتها
تحن وتبكي وهي للمصطفى تهوى
***
ولما رأينا لا بتيهاً تسابقا
إليها وجدنا الطيب في الأفق عابقاً
وأرجلها تبغي يديها تلاحقاً
وأكوارها تهتز من شدة العدو
***
ثمالاً عليها من دنان شرابها
وعند مباركها لثمنا ترابها
ويشغلها بعد الغدو رواحها
فلا شغل إلا في الرواح وفي الغدو
***
وذنبي عظيم عن الركب قد مضى
وأنت الملاذ والمجير لمن عصى
وتشتاق من في كفه سبح الحصى
وفاض بها ماء لأصحابه مروي
***
علوت جميع الناس ذاتاً وهامة
تروم العلا إن تبقى خلف عمامة
وظلله من حر شمس غمامة
تسير وتلوي حيثما أحمد يلوي
***
وري نما من راحتيه لعمه
جنين برحم قد يكلم أمه
وخبره لحم الذراع بسمه
وأهوت له الأشجار في الخبر المروي
***
تمنت جميع الرسل حذو طريقه
من البعد يخطف إن تبدى بريقه
وصار أجاج الماء عذباً بريقه
وكم آية في الأرض بانت وفي الجو
***
وأعلى سماء فهي أرض سماؤه
له الحجب تطوى زج نحو عماءه
ومن يرتجى عند المهيمن جاهه
وفي ليلة المعراج عن ربه يروي
***
سوى أحمد في الرسل لم يسرا به
إلى الحجب مجتاز يكلم ربه
وأقرب من قاب قوسين قربه
لقد قام بالإكرام في الموقف العلوي
***
له الله نادى أدنو يا مختارنا
تثبت لكي تسمع لذيذ خطابنا
ولا ملك يدنو إلى موضع دنا
ولا مرسل من ذا لموقفه يأوي
***
وقربك قرباً ليس قرب تبعد
هي الرؤية العظمى وليس مشاهد
وهل هو إلا واحد عند واحد
له سيرة في طي أسراره مطوي
***
حباك صفات من صفات كماله
أقامك مرآة لحسن جماله
وأوحى الذي أوحى لعبد جلاله
ولاقاه بالحسنى وعومل بالعفو
***
لقد بلغ الدعوة وضاء سبيله
ويشهد له الله في تنزيله
وما مات إلا والجليل خليله
أرى عز كل الرسل سيدنا يحوي
***
ألا يا قوافي طاوعيني لمدحه
لعلي أفوز بالشفاعة وقربه
وعزة ربي إن قلبي يحبه
ولي سكرة بالشوق جلت عن الضجر
***
ألا يا رسول الله أنت غياثنا
وأنت ملاذي في القيامة شفيعنا
ودمعي على خدي يصب وها أنا
مع الشوق والأشجان والدمع في غزو
***
وهل يستطيع الصبر عبد كلما
وسمع النداء منه إذا هو سلما
ولا صبر إن الصبر عنه محرما
فعندي له شوق وشجو على شجو
***
عن القلب فاجلي بالمدائح غينه
وبصره بالرؤيا لتشهد عينه
ولكن ذنبي حال بيني وبينه
متى توبتي تقضى وينحو التقى نحوي ؟
***
وإن كان عمري ضاع في اللهو والهوى
فقد صرت ذكري بيتك القلب والجوى
وواخجلتي من صاحب الحوض واللوا
إذا لم أبادر سطر ذنبي بالمحو
***
رسول وكل الرسل تحت لواءه
وسمع الندا على الخلق يهمي عطاؤه
وأسعى لمن تسعى العصاة لجاهه
فيا رب بلغني زيارة من أنوي
***