موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 18 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: شرح أسماء آبائه صلى الله عليه وسلم وبعض أحوالهم على وجه الاخ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 22, 2014 1:02 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:22 pm
مشاركات: 2958

بسم الله الرحمن الرحيم

اولاً : من ناحية سيدنا عبد الله ـ رضى الله عنه ـ

سيدنا محمد بن سيدنا عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .


ثانياً : من ناحية السيدة أمنة ـ رضى الله عنها ـ

وأم سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ السيدة آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

هذا هو نسب الصحيح المتفق عليه في نسب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما فوق ذلك مختلف فيه.
ولا خلاف أن عدنان من ولد سيدنا إسماعيل بن سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم، إنما الخلاف في عدد من بين عدنان و سيدنا إسماعيل من الآباء فمقل ومكثر، وكذلك من سيدنا إبراهيم إلى سيدنا آدم صلى الله عليه وسلم لا يعلم ذلك على حقيقته إلا الله تعالى.

والذي رجحه الإمام العلامة الشريف النسابة أبو علي محمد بن أسعد بن علي بن حسن الجواني (1) بفتح الجيم والواو المشددة وكسر النون وقال: إنه أصح الطرق وأحسنها وأوضحها وإنه رواية شيوخه في النسب كالشيخ شرف الدين بن أبي جعفر البغدادي المعروف بابن الجوانية، وأبي الغنائم الزيدي والبطحاوي والسجزي وأبي بكر محمد بن عبدة الفقعسي وغيرهم وهي عهدة أكثر النسابين الأجلاء وهي رواية عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما وعليها استقر رأي أكثر أهل العلم.
انتهى.

وتبعه على ذلك الحافظ شرف الدين الدمياطي والقاضي عز الدين بن جماعة وأبو الفتح والعلامة بدر الدين حسن بن حبيب الحلبي في سيرهم: أن عدنان بن أد بن أدد بن اليسع بن الهميسع ابن سلامان بن نبت ابن حمل بن قيدار بن إسماعيل.
وقال ابن إسحاق ومن تبعه في السيرة تهذيب ابن هشام: إن أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن سيدنا إسماعيل بن سيدنا إبراهيم الخليل صلى الله عليهما وسلم بن آزر بن ناحور بن ساروح بن راغو بن فالخ بن عيبر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن سيدنا نوح صلى الله عليه وسلم بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ، وهو سيدنا إدريس صلى الله عليه وسلم، بن يرد بن مهلاييل بن قينان بن يانش بن سيدنا شيث بن سيدنا آدم صلى الله عليه وسلم.

ويرحم الله تعالى القائل حيث قال:

فأولئك السادات لم تر مثلهم * * عين على متتابع الأحقاب

لم يعرفوا رد العفاة وطالما * * ردوا عداتهم على الأعقاب

زهر الوجوه كريمة أحسابهم * * يعطون عافيهم بغير حساب

حلموا إلى أن لا تكاد تراهم * * يوما على ذي هفوة بغضابه

وتكرموا حتى أبوا أن يجعلوا * * بين العفاة ومالهم من باب

كانت تعيش الطير في أجنابهم * * والوحش حين تشح كل سحاب

[color=] وكفاهم أن النبي سيدنا محمدا، * * منهم فمدحهم بكل كتاب
[/color]
ويرحم الله تعالى القائل أيضا:

نسب أضاء وشمسه من هاشم، وسماؤه من يعرب ونزار من

معشر ورثوا السيادة كابرا * * عن كابر فهم كبار كبار

المطعمون إذا البلاد مجيعة * * ومبدلوا الإعسار بالإيسار

والمجتبى الهادي خيارهم وهم * * بين الأنام خيار كل خيار ... )

قال أبو عمر رحمه الله تعالى: وقد اعتنى الناس بنظم نسب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحسن ما جاء في ذلك ما نظمه أبو العباس عبد الله محمد بن محمد الناشي رحمه الله تعالى.
في قوله:
مدحت رسول الله أبغي بمدحه * * وفور حظوظي من كريم المواهب

مدحت امراء فات المديح موحدا * * بأوصافه من مبعد أو مقارب

نبيا تسامى في المشارق نوره * * فلاحت هواديه لأهل المغارب

أتتنا به الأنباء قبل مجيئه * * وشاعت به الأخبار في كل جانب

وأوصبحت الكهان تهتف باسمه * * وتنفي به رجم الظنون الكواذب

وأنطقت الأصنام نطقا تبرأت * * إلى الله فيه من مقال الأكاذب

وقالت لأهل الكفر قولا مبينا * * أتاكم نبي من لؤي بن غالب

ورام استراق السمع جن فزيلت * * مقاعدهم منها رجوم الكواكب

هدانا إلى ما لم نكن نهتدي له * * لطول العمى عن موضحات المذاهب

وجاء بآيات تبين أنها * * دلائل جبار مثيب معاقب

فمنها انشقاق البدر حتى تعممت * * شعوب الضيا منه رؤوس الأخاشب

ومنها نبوع الماء بين بنانه * * وقد عدم الوارد قرب المشارب

فزوى بها جما غفيرا وأشهلت * * بأعناقه طوعا أكف المذانب

وبثر طغت بالماء من مس سهمه * * ومن قبل لم تسمح بمذقة شارب

وضرع مراه فاستدر ولم يكن * * به درة تصغي إلى كف حالب

ونطق فصيح من ذراع مبينة * * لكيد عدو للعداوة ناصب

وإخباره بالأمر من قبل كونه * * وعند مباديه بما في العواقب

ومن يلكم الآيات وحي أتى به * * قريب المآتي مستجم العجائب

تقاصرت الأفكار عنه فلم تطع * * بليغا ولم يخطر على قلب خاطب

حوى كل علم واحتوى كل حكمة * * وفات مرام المستمر الموارب

وصدق منه البعض بعضا كأنما * * يلاحظ معناه بعين المراقب

وعجز الورى عن أن يجيئوا بمثل ما * * وصفناه معلوم بطول التجارب

تأبى بعبد الله أكرم والد * * تبلج منه عن كريم مناسب

وشيبة ذي الحمد الذي فخرت به * * قريش على أهل العلى والمناصب

ومن كان يستسقى الغمام بوجهه * * ويصدر عن آرائه في النوائب

وهاشم الباني مشيد افتخاره * * بغر المساعي وابتذال المواهب

وإن قصيا من كرام غراسه * * لفي منهل لم يدن من كف قاضب

به جمع الله القبائل بعدما * * تقسمها نهب الأكف السوالب

وعبد مناف وهو علم قومه * * اشتطاط الأماني واحتكام الرغائب

وحل كلاب من ذرا المجد معقلا * * تقاصر عنه كل دان وعازب

ومرة لم يحلل مريرة عزمه * * سفاه سفيه أو محوبة حائب

وكعب علا عن طالب المجد كعبه * * فنال بأعلى السعي أعلى المراتب

وألوى لؤي بالعداوة فطوعت * * له همم الشم الأنوف الأغالب

وفي غالب بأس أبى الناس دونهم * * يدافع عنه كل قرن مغالب

وكانت لفهر في قريش خطابة * * يعوذ بها عند اشتجار المخاطب

وما زال منهم مالك خير مالك * * وأكرم مصحوب وأنجد صاحب

وللنصر طول يقصر الطرف دونه * * بحيث التقى ضوء النجوم الثواقب

لعمري لقد أبدى كنانة قبله * * محاسن تأبى أن تطوع لغالب

ومن قبله أبقى خزيمة حمده * * تليد تراث عن حميد الأقارب


ومدركة لم يدرك الناس مثله * * أعف وأعلى عن دنئ المكاسب

وإلياس كان اليأس منه مقارنا * * لأعدائه قبل اعتداد الكتائب

وفي مضر مستجمع الفخر كله * * إذا اعتركت يوما زحوف المقانب

وحل نزار من رياسة أهله * * محلا تسامى عن عيون الرواقب

وكان معد عدة لوليه * * إذا خاف من كيد العدو المحارب

وما زال عدنان إذا عد فضله * * توحد فيه عن قريب وصاحب

وأد تأدى الفضل منه لغاية * * وإرث حواه عن قروم أشايب

وفي أدد حلم تزين بالحجا * * إذا الحلم أزهاه قطوب الحواجب

وما زال يستعلي هميسع بالعلى * * ويتبع آمال البعيد المراقب

ونبت نمته دوحة العز وابتنى * * معاقله في مشمخر الأهاضب

وحيزت لقيدار سماحة حاتم * * وحكمة لقمان وهمة حاجب

هم نسل إسماعيل صادق وعده * * فما بعده في الفخر مسعى لذاهب

وكان خليل الله أكرم من عنت * * له الأرض من ماش عليها وراكب

وتارح ما زالت له أريحية * * تبين منه عن حميد الضرائب

وناحور نحار العدى حفظت له * * مآثر لما يحصها عد حاسب

وساروغ في الهيجاء ضيغم غابة * * يقد الكماة بالمرهفات القواضب

وأرغو فناب في الحروب محكم * * ظنين على نفس المشيح المغالب

وما فالغ في فضله يلو قومه * * ولا عابر من دونهم في المراتب

وفالخ وأرفخشذ وسام سمت بهم * * سجايا حمتهم كل زار وعائب

وما زال نوح عند ذي العرش فاضلا * * يعدده في المصطفين الأطايب

ولمك أبوه كان في الروع رائعا * * جريا عل نفس الكمي المضارب

ومن قبل لمك لم يزل متوشلخ * * يذود العدى بالذائدات الشوازب

وكانت لإدريس النبي منازل * * من الله لم تقرن بهمة غالب


ويارد بحر عند أهل سراته * * أبي الخزايا مستدق المذاهب

وكانت لمهياييل فيهم فضائل * * مهذبة من فاحشات المثالب

وقينان من قبل اقتنى مجد قومه * * وفات بشأو الفضل وخد الركائب

وكان أنوش ناش للمجد نفسه * * ونزهها عن مرديات المطالب

وما زال شيث بالفضائل فاضلا * * شريفا بريا من ذميم المعائب

وكلهم من نور آدم أقبسوا * * وعن عوده أجنوا ثمار
المناقب
وكان رسول الله أكرم منجب * * جرى في ظهور الطيبين المناجب

مقابلة آباؤه أمهاته * * مبراة من فاضحات المثالب عليه

سلام الله في كل شارق * * ألاح لنا ضوءا وفي كل غارب

ثالثاً : شرح أسماء آبائه صلى الله عليه وسلم وبعض أحوالهم على وجه الاختصار :

سيدنا عبد الله ـ رضى الله عنه ـ : عليم منقول من مركب إضافي.

والعبد هو المملوك من نوع من يعقل، مشتق من التعبد وهو التذلل.
قال ابن الأنباري رحمه الله تعالى: العبد الخاضع لله، من قولهم: طريق معبد إذا كان وطئها الناس والعبودية: أشرف أوصاف العبد، وبها نعت الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في أعلى مقاماته وهو الإسراء.
وكنيته قال ابن الأثير: أبو قثم.
والقثم من أسمائه صلى الله عليه وسلم، مأخوذ من القثم وهو الإعطاء أو من الجمع، يقال للرجل الجموع للخير: قثوم وقثم.

ويلقب بالذبيح، لقول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فيما رواه ابن سعد: أن أباه عبد المطلب لما أمر في منامه بحفر زمزم ولم يكن له من الولد إلا الحارث وبه كان يكنى.
فنذر إن ولد له عشرة نفر ثم بلغوا أن يمنعوه لينحرن أحدهم عند الكعبة.

وكان السبب في ذلك أن عدي بن نوفل بن عبد مناف والد المطعم قال له: يا عبد المطلب أتستطيل علينا وأنت فذ لا ولد لك ؟ فقال عبد المطلب أبا لقلة تعيرني ؟ ! فوالله لئن آتاني الله عشرة من الولد ذكورا لأنحرن أحدهم عند الكعبة.

فلما توافي بنوه عشرة وعرف أنهم سيمنعونه - وذلك بعد حفره زمزم بثلاثين سنة - جمعهم ثم أخبرهم بنذره ودعاهم إلى الوفاء لله بذلك، فأطاعوه وقالوا: أوف بنذرك وافعل ما شئت كيف تصنع.
قال: ليأخذ كل رجل منكم قدحا ثم يكتب فيه اسمه، ثم ائتوني ففعلوا، فدخل بهم على هبل في جوف الكعبة وكان على بئر في جوف الكعبة.

وكانت البئر هي التي يجمع فيها ما يهدى للكعبة، وكان عند هبل قداح سبعة بها يضربون على ما يريدون وإلى ما يخرج ينتهون في أمورهم.
فقال عبد المطلب لصاحب القداح: اضرب على بني هؤلاء بقداحهم هذه.

وأخبره بنذره الذي نذر.

وأعطاه كل رجل منهم قدحه الذي فيه اسمه.

قال ابن إسحاق رحمه الله تعالى: وكان سيدنا عبد الله ـ رضى الله عنه ـ بن عبد المطلب أصغر بني أبيه وأحبهم إليه، وكان عبد المطلب يرى أن السهم إذا أخطأه فقد أشوى.

فلما أخذ صاحب القداح ليضرب بها قام عبد المطلب عند هبل يدعو الله تعالى، ثم ضرب صاحب القداح القداح، فخرج السهم على سيدنا عبد الله ـ رضى الله عنه ـ فأخذ عبد المطلب بيده وأخذ الشفرة ثم أقبل به إلى إساف ونائلة ليذبحه، فجذب العباس سيدنا عبد الله ـ رضى الله عنه ـ من تحت رجل أبيه حين وضعها عليه ليذبحه، فيقال إنه شج وجهه شجة لم تزل على وجه سيدنا عبد الله ـ رضى الله عنه ـ حتى مات، فقامت إليه قريش من أنديتها وقالوا: ماذا تريد يا عبد المطلب ؟ قال: أذبحه.

فقالت له قريش وبنوه: والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه، لئن فعلت هذا لا يزال الرجل يأتي بابنه فيذبحه، فما بقاء الناس على هذا ؟ وقال له المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، وكان عبد الله ابن أخت القوم: والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه فإن كان فداؤه بأموالنا فديناه.
وقالت قريش وبنوه: لا تفعل وانطلق إلى الحجاز فإن به عرافة لها تابع من الجن فتسألها ثم أنت بعد ذلك على رأس أمرك، إن أمرتك بذبحه ذبحته، وإن أمرتك بأمر لك وله فيه فرج فعلته.
فانطلقوا حتى قدموا المدينة فوجدوها بخيبر، فركبوا حتى حاؤوها فسألوها، وقص
عليها عبد المطلب خبره وخبر ابنه وما أراد به في نذره.
فقالت لهم: ارجعوا عني اليوم حتى يأتيني تابعي فأسأله.
فرجعوا من عندها فلما خرجوا من عندها قام عبد المطلب يدعو الله تعالى، ثم غدوا عليها فقالت لهم: قد جاءني الخبر، كم الدية فيكم ؟ قالوا: عشرة من الإبل.
وكانت كذلك.

قالت: فارجعوا إلى بلادكم ثم قربوا صاحبكم وقربوا عشرا من الإبل، ثم اضربوا عليه وعليها بالقداح، فإن خرجت على صاحبكم فزيدوا من الإبل، حتى يرضى ربكم، وإن خرجت على الإبل فانحروها عنه فقد رضي ربكم ونجا صاحبكم.
فخرجوا حتى قدموا مكة، فلما أجمعوا لذلك قام عبد المطلب يدعو الله، فقربوا عبد الله وعشرة من الإبل، ثم ضربوا فخرج القدح على سيدنا عبد الله ـ رضى الله عنه ـ ، فزادوا عشرا من الإبل فبلغت الإبل عشرين، فقام عبد المطلب يدعو الله ثم ضربوا القدح فخرج على سيدنا عبد الله ـ رضى الله عنه ـ ، فزادوا عشرا من الإبل، وما زالوا كذلك يزيدون عشرا فعشرا من الإبل ويضربون عليها بالقداح، كل ذلك يخرج القدح على سيدنا عبد الله ـ رضى الله عنه ـ حتى بلغت الإبل مائة، وقام عبد المطلب يدعو الله ثم ضربوا فخرج القدح على الإبل، فقالت قريش: قد انتهى رضا ربك يا عبد المطلب.
فقال عبد المطلب: لا والله حتى أضرب عليها ثلاث مرات.
فضربوا على سيدنا عبد الله ـ رضى الله عنه ـ وعلى الإبل، وقام عبد المطلب يدعو الله فخرج القدح على الإبل، ثم عادوا الثانية والثالثة، وعبد المطلب قائم يدعو الله فخرج القدح في كلتيهما على الإبل، فنحرت ثم تركت لا يصد عنها إنسان ولا سبع.

قال الزهري: وكان عبد المطلب أول من سن دية النفس مائة من الإبل فجرت في قريش والعرب، وأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وروى الحاكم وابن جرير والأموي عن معاوية رضي الله تعالى عنه أن أعرابيا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا ابن الذبيحين.
فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه.
فقيل لمعاوية: من الذبيحان ؟ قال: إسماعيل وعبد الله.
وأم سيدنا عبد الله ـ رضى الله عنه ـ: فاطمة بنت عمرو بن عائذ - بعين مهملة فمثناة تحتية فذال معجمة - اين عمران ابن مخزوم.

يتبع إن شاء الله ـ تعالى ـ

__________
سبل الهدى والرشاد

_________________
يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: شرح أسماء آبائه صلى الله عليه وسلم وبعض أحوالهم على وجه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 22, 2014 1:18 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7810
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: شرح أسماء آبائه صلى الله عليه وسلم وبعض أحوالهم على وجه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 22, 2014 8:25 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:22 pm
مشاركات: 2958
b]بسم الله الرحمن الرحيم

شيخنا الفاضل / فراج يعقوب

وجزاكم الله خيرا

ويسعدنى دائما مرورك الكريم
[/b]

_________________
يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: شرح أسماء آبائه صلى الله عليه وسلم وبعض أحوالهم على وجه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 27, 2014 4:08 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أغسطس 31, 2009 9:04 pm
مشاركات: 885
مكان: الاسكندرية
[size=150]بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد وعلى ال سيدنا محمد وعلى اصوله الطيبين الطاهرين وابائه وامهاته المطهرين وسلم تسليما كثيرا كبيرا الى يوم الدين
جزاكم الله خيرا

ومدد ياسيدنا النبى يااكرم الخلق صلى الله عليك وسلم [/size]

_________________
وصل اللهم على من أشرقت الأنوار الإلهية عليه فأصبح وجهه كالقمر إذا سر استنار وعلى آله وسلم كما تحب وترضى
وصل اللهم على من قال "انا أول العابدين" وعلى آله وسلم
(رب توفني مسلما وألحقني بالصالحين)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: شرح أسماء آبائه صلى الله عليه وسلم وبعض أحوالهم على وجه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 10, 2014 10:26 am 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:22 pm
مشاركات: 2958
بسم الله الرحمن الرحيم

الاخت الفاضلة / عاشقةالحبيب

وجزاك الله خيرا

وآسف على التأخير فى الرد فلم أرى مشاركة حضرتك إلا الان

وشكرا على مرورك الكريم


_________________
يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: شرح أسماء آبائه صلى الله عليه وسلم وبعض أحوالهم على وجه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 03, 2015 9:05 am 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:22 pm
مشاركات: 2958
قال الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى.
أن آباء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كلهم إلى آدم كانوا على التوحيد.
كما قال في كتابه " أسرار التنزيل " ما نصه: قيل إن آزر لم يكن والد إبراهيم بل كان عمه.
وأن آباء الأنبياء ما كانوا كفارا.
قال تعالى: (الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين).
قيل معناه: أنه كان ينقل نوره من ساجدإلى ساجد قال: وبهذا التقدير فالآية دالة على أن جميع آباء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كانوا مسلمين، وحينئذ يجب القطع بأن والد إبراهيم ما كان من الكافرين إنما ذاك عمه، أقصى ما في الباب أن يحمل قوله: " وتقلبك في الساجدين " على وجوه أخرى، وإذا وردت الروايات بالكل ولا منافاة
بينها وجب حمل الآية على الكل، ومتى صح ذلك ثبت أن والد إبراهيم ماكان من عبدة الأوثان.
قال: ومما يدل على أن آباء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ما كانوا مشركين قوله عليه الصلاة والسلام: " لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات " وقال تعالى: (إنما المشركون نجس) فوجب أن لا يكون أحد من أجداده صلى الله عليه وسلم مشركا.
انتهى كلام الإمام فخر الدين.
قال الشيخ رحمه الله تعالى: وقد وجدت له أدلة قوية ما بين عام وخاص.
فالعام مركب من مقدمتين: إحدهما: أنه قد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن كل جد من أجداده صلى الله عليه وسلم خير أهل قرنه لحديث البخاري: " بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا، حتى بعثت من القرن الذي كنت فيه " وتقدمت أحاديث كثيرة في هذا المعنى في باب العرب وفي باب طهارة أصله صلى الله عليه وسلم.
الثانية: أنه قد ثبت أن الأرض لم تخل من سبعة مسلمين فصاعدا يدفع الله تعالى بهم عن أهل الأرض.
فروى عبد الرزاق في المصنف وابن المنذر في التفسير بسند صحيح على شرط الشيخين عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قال: " لم يزل على وجه الدهر في الأرض سبعة مسلمون فصاعدا فلولا ذلك هلكت الأرض ومن عليها ".
وروى الإمام أحمد في الزهد والخلال في كرامات الأولياء بسند صحيح على شرطهما، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: ما خلت الأرض من بعد نوح من سبعة يدفع الله تعالى بهم عن أهل الأرض.
وإذا قرنت بين هاتين المقدمتين أنتج ما قاله الإمام.
لأنه إن كان كل جد من أجداده صلى الله عليه وسلم من جملة السبعة المذكورين في زمانه فهو المدعى.
وإن كان غيرهم لزم أحد أمرين: إما أن يكون غيرهم خيرا منهم، وهو باطل لمخالفته الحديث الصحيح، وإما أن يكونوا خيرا منه وهم على الشرك وهو باطل بالإجماع، وفي التنزيل: (ولعبد مؤمن خير من مشرك) فثبت أنهم على التوحيد ليكونوا خير أهل الأرض كل في زمانه.
وأما الخاص فروى ابن سعد في الطبقات عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: " ما
بين نوح إلى آدم من الآباء كانوا على الإسلام ".
وروى ابن المنذر وابن أبي حاتم والبزار في مسنده والحاكم وصححه، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين.
قال: وكذلك هي في قراءة عبد الله: كان الناس أمة واحدة فاختلفوا.
وفي التنزيل حكاية عن نوح صلى الله عليه وسلم: " رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا " وسام بن نوح مؤمن بنص القرآن والإجماع، بل ورد في أثر أنه نبي رواه ابن سعد والزبير بن بكار في الموفقيات وابن عساكر عن محمد بن السائب، وولده أرفخشذ صرح بإيمانه في أثر عن ابن عباس.
رواه ابن عبد الحكم في تاريخ مصر وفيه أنه أدرك جده نوحا وأنه دعا له أن يجعل الله تعالى الملك والنبوة في ولده.
وولد أرفخشذ إلى تارح ورد التصريح بإيمانهم.
روى ابن سعد من طريق محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الناس ما زالوا ببابل وهم على الإسلام من عهد نوح إلى أن ملكهم نمرود فدعاهم إلى عبادة الأوثان ففعلوا.
فعرف من مجموع هذه: الآثار أن أجداد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا مؤمنين بيقين من آدم إلى زمن نمرود.

ويرحم الله الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي حيث قال:
تنقل أحمد نورا مبينا * * تلألأ في وجوه الساجدينا
تقلب فيهم قرنا فقرنا * * إلى أن جاء خير المرسلينا


ابن عبد المطلب: مفتعل من الطلب.
يكنى أبا الحارث، وأبا البطحاء، واسمه شيبة الحمد.
قال السهيلي: وهو الصحيح.
وقيل عامر.
قال أبو عمر رحمه الله تعالى: ولا يصح: واختلف لم سمي شيبة.
فقيل: إنه ولد في رأسه شيبة وكانت ظاهرة في ذؤابته.
وقيل: لأن أباه وصى أمه بذلك.
ولقب عبد المطلب لأن أباه هاشما قدم المدينة تاجرا فنزل على عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي النجار.
ذكر هذا النسب مصعب.
وقال الزهري: عمرو بن زيد بن عدي بن النجار.
وقال ابن إسحق رحمه الله تعالى: زيد بن عمرو بن أسد بن حرام بن خداش بن جندب بن عدي بن النجار.
فلمح ابنته سلمى بنت عمرو فأعجبته فخطبها إلى أبيها فأنكحه إياها وشرط عليه أنها لا تلد ولدا إلا في أهلها.
فمضى هاشم ولم يبن بها حتى رجع، فبنى بها عند أهلها وسكن معها سنين، ثم ارتحل إلى مكة بها، فلما أثقلت خرج بها فوضعها عند أبيها ومضى إلى الشام فمات بغزة من وجهه ذلك.
وولدت عبد المطلب فمكث بالمدينة سبع سنين أو ثمانيا، ثم إن رجلا من أهل تهامة من بني الحارث بن عبد مناف مر بالمدينة فإذا غلمان ينتضلونه وإذا غلام فيهم إذا أصاب قال: أنا ابن هاشم، أنا ابن سيد البطحاء.
فقال له الرجل: ممن أنت يا غلام ؟ قال: أنا شيبة بن هاشم بن عبد مناف.
فانصرف الرجل حتى قدم مكة فوجد المطلب بن عبد مناف جالسا في الحجر فقال له: قم يا أبا الحارث.
فقام إليه فقال: تعلم أني جئت الآن من يثرب فوجدن غلمانا ينتضلون.
وقص عليه ما رأى من عبد المطلب.
قال: وإذا أظرف غلام رأيته قط ولا يحسن أن يترك مثله.
قال المطلب: أغفلته والله ! أما والله لا أرجع إلى أهلي ومالي حتى
آتيه.
فأعطاه الحارث ناقته فركبها.
فخرج المطلب بن عبد مناف حتى أتى المدينة عشيا ثم خرج براحلته حتى أتى بني عدي ابن النجار فإذا بغلمان من بين ظهراني المجلس، فلما نظر إلى ابن أخيه قال: هذا ابن هاشم ؟ فقال القوم: نعم.
وعرف القوم المطلب.
فقالوا: نعم هذا ابن أخيك، فإن كنت تريد أخذه فالساعة لا تعلم أمه فإنها إن علمت حلنا بينك وبينه.
فأناخ راحلته ثم دعاه فقال: يا بن أخي أنا عمك وقد أردت الذهاب بك إلى قومك فاركب.
فوالله ما كذب أن جلس على عجز الرحل وجلس المطلب على الرحل ثم بعث راحلته فانطلق به.
فلما علمت إمه أن عمه ذهب به علقت تدعو من حزنها على ابنها وقالت:
كنا ولاة حمه ورمه * * حتى إذا قام على أتمه
انتزعوه غيلة من أمه * * وغلب الأخوال حق عمه وقيل إنه أخذه بإذن أمه.

ولما دخل المطلب مكة دخل ضحوة مردفه خلفه والناس في أسواقهم ومجالسهم، فقاموا يرحبون به ويقولون: من هذا معك ؟ فيقول هذا عبدي ابتعته بيثرب.
ثم خرج به حتى جاء الحزورة فابتاع له حلة، ثم أدخله على امرأته خديجة ابنة سعيد بن سعد بن سهم، فلما كان العشي ألبسه الحلة ثم أجلسه في مجلس بني عبدمناف وأخبرهم خبره.
وجعل بعد ذلك يخرج في تلك الحلة فيطوف في سكك مكة وكان أحسن الناس وجها فيقولون: هذا عبد المطلب.
لقول المطلب: هذا عبدي.
فثبت اسمه عبد المطلب.
وترك شيبة.
وكان عبد المطلب يكثر زيارة أخواله ويبرهم.
وروى البلاذري عن محمد بن السائب وغيره قالوا: كان عبد المطلب من حلماء قريش
وحكمائها، وكان نديمه حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وكان في جوار عبد المطلب يهودي يقال له أذينة وكان اليهودي يتسوق في أسواق تهامة بماله، فغاظ ذلك حربا فألب عليه فتيان قريش وقال: هذا العلج الذي يقطع إليكم ويخوض في بلادكم بمال جم كثير من غير جوار ولا خيل، والله لو قتلتموه وأخذتم ماله ما خفتم تبعة ولا عرض لكم أحد يطلب دمه.
فشد عليه عامر بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي وصخر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة فقتلاه.
فجعل عبد المطلب لا يعرف له قاتلا، فلم يزل يبحث عن أمره حتى عرف خبره، فأتى حرب بن أمية فأنبه بصنيعه وطلب دم جاره، فأجار حرب قاتليه ولم يسلمهما وأخفاهما، وطالبه عبد المطلب بهما فتغالظا في القول حتى دعاهما المحك واللجاج إلى المنافرة، فجعلا بينهما النجاشي صاحب الحبشة، فأبى أن يدخل بينهما، فجعلا بينهما نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي جد عمر بن الخطاب، فقال لحرب: يا أبا عمرو تنافر رجلا هو أطول منك قامة، وأوسم منك وسامة، وأعظم منك هامة، وأقل منك لامة.
وأكثر منك ولدا، وأجزل منك صفدا، وأطول منك مددا، وإني لأقول قولي هذا، وإنك لبعيد الغضب، رفيع الصيت في العرب، جلد المريرة، تحبك العشيرة، ولكنك نافرت منفرا.
فنفر عبد المطلب، فغضب حرب.
وأغلظ لنفيل وقال: من انتكاس الدهر جعلت حكما.
وكانت العرب تتحاكم إليه فقال في ذلك نفيل:
أولا د شيبة أهل المجد قد علمت * * عليا معد إذا ما هزهز الورع
وشيخهم خير شيخ لست تبلغه * * أني وليس به سخف ولا طمع
يا حرب ما بلغت مسعاتكم هبعا * * يسقي الحجيج وماذا يبلغ الهبع
أبوكما واحد والفرع بينكما * * منه العشاش ومنه الناضر الينع فترك عبد المطلب منادمة حرب، ونادم عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد ابن تيم بن مرة.
ولم يفارق حربا حتى أخذ منه مائة ناقة ودفعها إلى ابن عم اليهودي، وارتجع ماله إلا شيئاا يسيرا كان قد تلف فغرمه من ماله.
فقال الأرقم بن نضلة بن هاشم في ذلك:
وقبلك ما أردى أمية هاشم * * فأورده عمرو إلى شر مورد
.أيا حرب قد حاربت غير مقصر * * شآك إلى الغايات طلاع أنجد
وروى البلاذري عن محمد بن السائب عن أشياخه قالوا: كان لعبد المطلب ماء يدعى الهرم فغلبه عليه جندب بن الحارث الثقفي في طائفة من ثقيف، فنافرهم عبد المطلب إلى الكاهن القضاعي، وهو سلمة بن أبي حية بن الأسحم بن عامر بن ثعلبة بن سعد بن هذيم، وكان منزله بالشام، فخرج إليه عبد المطلب في نفر من قريش وخرج جندب في جماعة من ثقيف، فلما انتهوا إلى الكاهن خبأوا له رأس جرادة في خرز مزادة، فقال: خبأتم لي شيئا طار فسطع، وتصوب فوقع، ذا ذنب جرار وساق كالمنشار.
قالوا: ذه.
أي بين.
قال: إلا ذه فلاذه.
يقول: إن لم يكن قولي بيانا، وهو رأس جرادة، في خرز مزادة، في ثني القلادة.
قالوا: صدقت.
وانتسبوا له، فقال: أحلف بالضياء والظلم، والبيت ذي الحرم، إن الماء ذا الهرم، للقرشي ذي الكرم.
فغضب الثقفيون وقالوا: اقض لأرفعنا مكانا وأعظمنا جفانا.
وأشدنا طعانا.
فقال عبد المطلب: اقض لصاحب الخيرات الكبر، ولمن أبوه سيد مضر، وساقي الحجيج إذا كثر.
فقال الكاهن:
أما ورب القلص الرواسم * * يحملن أزوالا بقي طاسم
إن سناء المجد والمكارم * * في شيبة الحمد سليل هاشم أبي النبي المرتضى للعالم
ثم قال:
إن بني النضر كرام ساده * * من مضر الحمراء في قلاده
أهل سنا وملوك قاده * * مزارهم بأرضهم عباده إن مقالي فاعلموا شهاده ثم قال: إن ثقيفا عبد أبق، فثقيف فعتق، فليس له في المنصب الكريم من حق.

فلما قضى لعبد المطلب بذي الهرم استعار عبد المطلب قدورا ثم أمر فنحرت الجزائر ودعا من حوله فأطعمهم وبعث إلى جبال مكة بجزائر منها، فأمر بها فنحرت للطير والسباع شكراً لله.
فلذلك قال أبو طالب ولده:
ونطعم حتى تأكل الطير فضلنا * * إذا جعلت ايدي المنيضين ترعد
ونقل البلاذري عن محمد بن السائب رحمه الله تعالى أن ركبا من جذام صدروا عن الحج ففقدوا رجلا منهم غالته بيوت مكة، فلقوا حذافة بن غانم بن عامر بن عوف فأخذوه فربطوه ثم انطلقوا به، فتلقاهم عبد المطلب مقبلا من الطائف معه ابنه أبو لهب يقوده وقد ذهب بصره، فلما نظر إليه حذافة هتف به فقال عبد المطلب لابنه أبي لهب: ويلك ما هذا ؟ قال: هذا حذافة بن غانم مربوطا مع ركب.
قال: فالحقهم فاسألهم ما شأنهم.
فلحقهم فأخبروه فرجع إلى عبد المطلب فأخبره فقال: ما معك.
قال: والله ما معي شئ.
قال فالحقهم لا أم لك فأعطهم بيدك وأطلق الرجل.
فلحقهم أبو لهب فقال: قد عرفتم تجارتي ومالي وأنا أحلف لكم لأعطينكم عشرين أوقية ذهبا وعشرا من الإبل وحمرا وفرسا، وهذا ردائي رهنا بذلك.
فقبلوا منه فأطلقوا حذافة فأقبل به، فلما سمع عبد المطلب صوت أبي لهب قال: وأبي إنك لعاص ارجع لا أم لك ! قال: يا أبتاه هذا الرجل معي فناداه عبد المطلب: يا حذافة أسمعني صوتك.
فقال حذافة: هأنذا بأبي أنت وأمي يا ساقي الحجيج أردفني.
فأردفه حتى دخل مكة فقال حذافة:
بنو شيبة الحمد الذي كان وجهه * * يضئ ظلام الليل كالقمر البدر
كهولهم خير الكهول ونسلهم * * كنسل ملوك لا قصار ولا خزر
لساقي حجيج ثم للخير هاشم * * وعبد مناف ذلك السيد الفهر
ملوك وأبناء الملوك وسادة * * تفلق عنهم بيضة الطائر الصقر
متى تلق منهم خارجا في شبابه * * تجده على أحراء والده يجري
هم ملأوا البطحاء مجدا وسؤددا * * وهم نكلوا عنا غواة بني بكر
وهم يغفرون الذنب ينقم مثله * * وهم تركوا رأى السفاهة والهجر
أخارج إما أهلكن فلا تزل * * بشيبة منكم شاكراآخر الدهر والقصيدة أطول مما ذكر وهذه خلاصتها.
وروى البلاذري عن محمد بن السائب أن عبد المطلب أول من خضب بالوسمة لأن الشيب أسرع إليه فدخل على بعض ملوك اليمن فأشار عليه بالخضاب فغير شيبته بالحنة ثم
علاه بالوسمة، فلما انصرف وصار بقرب مكة جدد خضابه وقد كان تزود من الوسمة شيئا كثيرا، فدخل منزله وشعره مثل حلك الغراب، فقالت امرأته نتيلة أم العباس: يا شيب ما أحسن هذا الصبغ لو دام.
فقال عبد المطلب:
لو دام لي هذا السواد حمدته * * وكان بديلا من شباب قد انصرم
تمتعت منه والحياة قصيرة * * ولا بد من موت نتيلة أو هرم
وماذا الذي يجدي على المرء خفضه * * ونعمته يوما إذا عرشه انهدم
ثم إن أهل مكة خضبوا بعده.
الوسمة: كنبقة وتسكن: نبت يختضب بورقه.
وكان عبد المطلب جسيما أبيض وسيما طوالا فصيحا ما رآه أحد قط إلا أحبه، وصار إليه السقاية والرفادة، وشرف في قومه وعظم شأنه.
وكان يعرف فيه نور النبوة وهيبة الملك.
ومكارمه أكثر من أن تحصر، فإنه كان سيد قريش غير مدافع نفسا وأبا وبيتا وجمالا وبهاء وفعالا.
قال الرشاطي رحمه الله تعالى: وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية.
وله عدة بنين وبنات يأتي ذكرهم عند ذكر أعمام النبي صلى الله عليه وسلم وعماته، وتوفي وله مائة وعشرون سنة، وقيل خمس وثمانون وقيل غير ذلك.
تنبيه: قال السهيلي رحمه الله تعالى: ظاهر حديث أبي طالب لما قال له رسول صلى الله عليه وسلم: " قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها "، فكان آخر كلامه أنه على ملة عبد المطلب يقتضي أن عبد المطلب مات على الشرك قال: ووجدت في بعض كتب المسعودي اختلافا في عبد المطلب، وأنه قد قيل فيه مات مسلما لما رأى من الدلالات على نبوته صلى الله عليه وسلم وعلم أنه لا يبعث إلا بالتوحيد.
فالله أعلم.



__________
سبل الهدى والرشاد


_________________
يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: شرح أسماء آبائه صلى الله عليه وسلم وبعض أحوالهم على وجه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 04, 2015 8:53 am 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:22 pm
مشاركات: 2958

(ابن هاشم)
هاشم: اسم فاعل من الهيثم وهو كسر الشئ اليابس والأجوف.

واسمه عمرو العلا، وهو منقول إما من العمر بفتح العين الذي هو من العمر بضمها أي البقاء، ذكره

أبو الفتح ابن جني رحمه الله تعالى في المبهج وأنشد لأبي القماقم:

يا رب زد من عمره في عمري * * واستوف مني يا إلهي نذري

ويحكى أن عيسى بن عمر سأل عمرو بن عبيد فقال: لم سميت عمرا ؟ فقال له: العمر البقاء أطال الله عمرك وعمرك.

قال ابن دحية رحمه الله تعالى: إن استعمل العمر في القسم فالفتح لا غير.

قال تعالى: (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون).

أو من غير مما هو مذكور في الروض والزهر وغيرهما.

ولقب هاشما لأنه أول من هشم الثريد لقومه بمكة وأطعمه، وذلك أن أهل مكة أصابهم جهد وشدة

فرحل إلى فلسطين فاشترى منها دقيقا كثيرا وكعكا وقدم بذلك إلى مكة فأمر به فخبز ثم نحر جزورا

وجعلها ثريدا عم به أهل مكة، ولا زال يفعل ذلك حتى استكفوا.

وهو أول من سن الرحلتين، رحلة الشتاء إلى الحبشة ورحلة الصيف إلى الشام.

قال الرشاطي: كانت قريش تجارتهم لا تعدو مكة، وكانت الأعاجم تقدم عليهم بالسلع فيشترون

منهم، حتى ركب هاشم إلى الشام فنزل بقيصر وكان كل يوم يذبح شاة فيصنع جفنة ثريد ويدعو من

حوله فيأكلون فذكر ذلك لقيصر أن ها هنا رجلا من قريش يهشم الخبز ثم يصب عليه المرق ويفرغ

عليه اللحم، وإنما كانت العجم تضع المرق في الصحاف ثم تأتدم عليه بالخبز، فدعا به قيصر وكلمه

فأعجبه كلامه وأعجب به وجعل يرسل إليه ويدخل عليه، فلما رأى مكانه منه قال: أيها الملك إن لي

قوما وهم تجار العرب فإن رأيت أن تكتب لي كتابا تؤمنهم وتؤمن تجارتهم فيقدموا عليك بما

يستظرف من أدم الحجاز وثيابه فيمكنوا من بيعه عندكم فهو أرخص عليكم.

فكتب له كتاب أمان لمن أتى منهم فأقبل هاشم بالكتاب فجعل كلما مر بحي من العرب على طريق

الشام أخذ لهم من أشرافهم إيلافا، والإيلاف أن يأمنوا عندهم وفي طريقهم وأرضهم بغير حلف، إنما
هو أمان الطريق، فأخذ هاشم الإيلاف فيمن بينه وبين الشام حتى قدم مكة فأعطاهم الكتاب، فكان ذلك أعظم بركة.

ثم خرجوا بتجارة عظيمة وخرج هاشم معهم يجوزهم ويوفيهم إيلافهم الذي أخذ لهم من العرب، فلم

يبرح يجمع بينهم وبين العرب حتى ورد الشام. ومات في تلك السفرة بغزة. فهذا سبب تسميته بهاشم.

كذا قاله الرشاطي رحمه الله تعالى.
وما ذكرناه في سبب تسميته هاشما هو المشهور.

ولا مانع أن يكون سمي ببلاد مكة هاشما لما تقدم، وببلاد قيصر كذلك.
والله تعالى أعلم.

وخرج اخوه عبد شمس إلى النجاشي بالحبشة وأخذ لهم كذلك.

وخرج أخوهما نوفل إلى الأكاسرة بالعراق وأخذ لهم كذلك.

وخرج المطلب إلى حمير باليمن وأخذ لهم كذلك.

فكان يقال لهاشم ولعبد شمس وللمطلب ولنوفل، أولاد عبد مناف: المجيزون فسادوا كلهم، فقال

فيهم عبد الله بن الزبعري رضي الله تعالى عنه، ويقال بل أبوه قائل ذلك.

قال البلاذري: والأول أثبت:
يا أيها الرجل المحول رحله * * هلا نزلت بآل عبد مناف

الآخذون العهد من آفاقها * * والراحلون لرحلة الإيلاف

والرائشون وليس يوجد رائش * * والقائلون هلم للأضياف

والخالطون غنيهم بفقيرهم * * حتى يكون فقيرهم كالكافي

عمرو العلا هشم الثريد لقومه * * سفر الشتاء ورحلة الإيلاف

وروى الزبير بن بكار في الموفقيات، عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى قال: كانت قريش في

الجاهلية تحتفد، وكان احتفادها أن أهل البيت منهم كانوا إذا سافت - يعني هلكت - أموالهم

خرجوا إلى براز من الأرض فضربوا على أنفسهم الأخبية ثم تناوبوا فيها حتى يموتوا خوفا من أن يعلم بخلتهم.

حتى نشأ هاشم بن عبد مناف فلما ربل وعظم قدره في قومه قال: يا معشر قريش إن العز مع كثرة

العدد، وقد أصبحتم أكثر العرب أموالا وأعزهم نفرا، وإن هذا الاحتفاد قد أتى على كثير منكم، وقد رأيت رأيا.

قالوا: رأيك رشيد، فمرنا نأتمر.
قال رأيت أن أخلط فقراءكم بأغنيائكم فأعمد إلى رجل غني فأضم إليه فقيرا عدده بعدد عياله فيكون

يؤازره في الرحلتين رحلة الشتاء ورحلة الصيف، رحلة الصيف إلى الشام ورحلة الشتاء إلى اليمن، فما

كان في مال الغني من فضل عاش الفقير وعياله في ظله، وكان ذلك قطعا للاحتفاد.

قالوا: نعم ما رأيت.

فألف بين الناس.

الاحتفاد: خفة العمل والإسراع فيه.

وروى البلاذري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: والله لقد علمت قريش أن أول من أخذ لها

الإيلاف وأجاز لها العيرات لهاشم، والله ما أخذت قريش حبلا لسفر ولا أناخت بعيرا لحضر إلا بهاشم.

وكان هاشم رجلا موسرا، وكان يقوم أول يوم في ذي الحجة فيسند ظهره إلى الكعبة من تلقاء بابها

فيخطب فيقول: يا معشر قريش أنتم سادة العرب أنسابا، وأنتم أقرب العرب بالعرب أرحاما، يا معشر

قريش إنكم جيران بيت الله أكرمكم الله تعالى بولاية بيته وخصكم بجواره دون بني إسماعيل، حفظ

منكم أحسن ما حفظ جار من جاره فأكرموا ضيفه وزوار بيته، فإنهم يأتون شعثا غبرا من كل بلد على

ضوامر كالقداح وقد أرحضوا وثفلوا وقملوا وأرملوا، فاقروهم وأعينوهم، ولو كان لي مال يحمل ذلك

كله كفيتكموه وأنا مخرج من طيب مالي وحلاله ما لم تقطع فيه رحم ولم يؤخذ بظلم ولم يدخل فيه

حرام فواضعه، فمن شاء منكم أن يفعل مثل ذلك فعل، وأسألكم بحرمة هذا البيت أن لا يخرج رجل
منكم من ماله لكرامة زوار بيت الله ومعونتهم إلا طيبا لم يؤخذ ظلما ولم يقطع فيه رحم ولم يؤخذ غصبا.

فكانت بنو كعب بن لؤي كلها تجتهد في ذلك، ثم يخرجون ذلك من أموالهم حتى إن كان أهل

البيت ليرسلون بالشئ اليسير على قدرهم، وكان أهل اليسار منهم ربما أرسل بمائة مثقال هرقلية فيأتون به هاشما فيضعونه في داره دار الندوة.

وكان هاشم يخرج في كل سنة مالا كثيرا.

وكان يأمر بحياض من أدم فتجعل في موضع زمزم من قبل أن تحفر زمزم ثم يستقي فهيا من الآبار التي بمكة فيشرب الحاج.

وكان يطعمهم أول ما يطعمهم قبل التروية بيوم مكة وبمنى وبجمع وعرفة وكان يثرد لهم الخبز

واللحم، والخبز والسمن، والسويق والتمر، ويحمل لهم الماء، ويفرق الناس لبلادهم.

وكان من أحسن الناس وأجملهم، وكانت العرب تسميه قدح النضار والبدر.

قال أبو سعد النيسابوري رحمه الله تعالى في " الشرف ": كان النور يرى على وجهه كالهلال يتوقد، لا يراه أحد إلا أحبه وأقبل نحوه.

وبعث إليه قيصر رسولا ليتزوج ابنته لما وجد في الإنجيل من صفته فأبى.

ولها شم من الأولاد: نضلة، وبه كان يكنى، وعبد المطلب والعقب منه.

وأسد والد فاطمة بنت أسد أم سيدنا علي رضي الله تعالى عنهما.

وأبو صيفي.

والشفاء، وخلدة.

ورقية وحبيبة.

وله من الإخوة: المطلب، وعبد شمس، وتماضر، وقلابة.

وأمهم عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج، بالجيم، بن ذكوان بن ثعلبة بن الحارث بن بهثة بن سليم السلمية.

ونوفل، وأبو عمرو واسمه عبيد.

قال ابن قتيبة رحمه الله تعالى: ولا عقب له.

وأميمة، أمهم وافدة بنت أبي عدي بن عبد فهم من بني مازن بن صعصعة.

وريطة بنت عبد مناف، ولدت في بني هلال بن معيط من بني كنانة وأمها من ثقيف.

وقيل إن هاشما وعبد شمس توأمان وإن أحدهما ولد قبل الآخر.

قيل إن الأول هاشم وإن إصبع أحدهما ملتصقة بجهة صاحبه فنحيت فسال دم، فقيل يكون بينهما دم.


وولي هاشم بعد أبيه عبد مناف ما كان إليه من السقاية والرفادة فحينئذ حسده أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف فنال من هاشم.

فروى البلاذري عن هشام بن محمد بن السائب رحمه الله تعالى قال: كان أمية بن عبد

شمس بن عبد مناف ذا مال فتكلف أن يفعل كما فعل هاشم في إطعام قريش، فعجز عن ذلك،

فشمت به أناس من قريش وعابوه لتقصيره، فغضب ونافر هاشما على خمسين ناقة سود الحدق.

تنحر بمكة وإجلاء عشر سنين، وجعلا بينهما الكاهن الخزاعي، وهو جد عمرو بن الحميق وكان منزله عسفان.

وكان مع أمية أبو همهمة بن عبد العزى الفهري، وكانت ابنته عن أمية، فقال الكاهن: والقمر الباهر، والكوكب الزاهر، والغمام الماطر، وما بالجو من طائر.

وما اهتدى بعلم مسافر، في منجد وغائر لقد سبق هاشم أمية إلى المآثر، أول منها وآخر، وأبو همهمة بذاك خابر.

فأخذ هاشم الإبل، فنحرها وأطعم لحمها من حضر.

وخرج أمية إلى الشام فأقام عشر سنين.

فتلك أول عداوة وقعت بين بني هاشم وأمية.

مات هاشم بغزة وله عشرون سنة.

ويقال خمس وعشرون سنة.

قال البلاذري رحمه الله تعالى: وهذا أثبت.
وهو أول من مات من بني عبد مناف.
ثم مات عبد شمس بمكة فقبر بأجياد.
ثم مات نوفل بسلمان من طريق العراق.
ومات المطلب بردمان من طريق اليمن.
وسلمان بوزن اسم سلمان الفارسي، وردمان بوزنه.
__________
سبل الهدى والرشاد


_________________
يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: شرح أسماء آبائه صلى الله عليه وسلم وبعض أحوالهم على وجه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 17, 2015 10:30 am 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:22 pm
مشاركات: 2958
سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1 / 271 - 324)

ابن عبد مناف :

عبد مناف: قال السهيلي (مفعل من أناف ينيف إنافة: إذا ارتفع.
وقال المفضل رحمه الله تعالى: الإشراف والزيادة.
وبه سمى عبد مناف.
ومنه تقول: مائة ونيف أي شئ زائد على المائة)
واسمه المغيرة منقول من الوصف.
والهاء فيه للمبالغة.
أي أنه يغير على الأعداء.
أو مغير من أغار الحبل إذا أحكمه.
ودخلت الهاء للمبالغة، كما دخلت في علامة ونسابة.
قال السهيلي رحمه الله تعالى: ويجوز أن تكون الهاء في المغيرة للتأنيث، ويكون منقولا من وصف المؤنث.
وكنيته أبو شمس وأمه ( حبي ) بضم الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة الممالة.
وكان يقال له قمر البطحاء لجماله.
وسبب تلقيبه بعبد مناف أن أمه حبى بنت حليل، بضم الحاء المهملة وفتح اللام، ابن حبشية، بضم الحاء المهملة وقيل بفتحها وسكون الباء الموحدة وكسر الشين المعجمة وتشديد الياء وقيل بتخفيفها، ابن سلول بفتح السين المهملة ولامين الأولى مضمومة، ابن كعب بن خزاعة قد أخدمته مناة، وكان صنما عظيما لهم فسمى عبد مناة به.
ثم نظر أبوه قصي فرآه يوافق عبد مناة بن كنانة فحوله عبد مناف.
وساد في حياة أبيه وكان مطاعا في قريش وإياه عني القائل بقوله:
كانت قريش بيضة فتفلقت * * فالمح خالصه لعبد مناف
المح بالحاء المهملة: صفرة البيض.
وروى البلاذري عن زيد بن أسلم - رحمه الله تعالى - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم سمع جارية تنشد: كانت قريش بيضة فتفلقت * * فالمح خالصه لعبد الدار
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: " كذا قال الشاعر ؟ " قال أبو بكر: لا.
إنما قال: لعبد مناف.
قال: " كذاك ".
قال البلاذري: وزعموا أنه وجد كتاب في حجر: أن المغيرة أوصى قريشا بتقوى الله وصلة الرحم.
(أولاد عبد مناف وأمهاتهم) :
قال ابن إسحاق: فولد عبد مناف- واسمه المغيرة بن قصي- أربعة نفر:
هاشم بن عبد مناف، وعبد شمس بن عبد مناف، والمطلب بن عبد مناف، وأمهم عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة، ونوفل بن عبد مناف، وأمه واقدة بنت عمرو المازنية.
وكان عبد شمس تلوا لهاشم، وقيل: بل كانا توأمين، فولد هاشم، ورجله في جبهة عبد شمس ملتصقة، فلم يقدر على نزعها إلا بدم، فكانوا يقولون: سيكون بين ولديهما دماء، فكانت تلك الدماء ما وقع بين بنى هاشم وبنى أمية بن عبد شمس


ابن قصي :
قصي بضم القاف وفتح الصاد المهملة: تصغير قصي بفتح القاف، من قصا يقصو إذا أبعد.
قاله ابن الأنباري والزجاجي - رحمهما الله تعالى: واسمه زيد.
قال السهيلي: وصغر قصي على فعيل.
لأنهم كرهوا اجتماع ثلاث ياءات، يعني ياء التصغير وياء فعيل المكبر، والياء المنقلبة عن الواو التي هي لام الفعل لتطرفها وانكسار ما قبلها، فحذفوا إحداهن وهي الياء الثانية التي تكون في فعيل نحو قضيب، فبقي على وزن فعيل.
قال: ويجوز أن يكون المحذوف لام الفعل.
يريد المبدلة من لام الفعل، فيكون وزنه فعيا وتكون ياء التصغير هي الثانية مع الزائدة.
قال الرشاطي - رحمه الله تعالى: وإنما قيل له قصي لأن أباه كلاب بن مرة كان تزوج فاطمة بنت سعد بن سيل - بسين مهملة فمثناة تحتية مفتوحتين فلام - لقب باسم جبل لطوله.
واسمه خير ضد شر.
وفي سعد قال الشاعر:
ما أرى في الناس طرا رجلا * * حضر البأس كسعد بن سيل
فارس أضبط فيه عسرة * * وإذا ما وافق القرن نزل
وتراه يطرد الخيل كما * * يطرد الحر القطامي الحجل
ويقال: إن سعدا هذا أول من حلى السيوف بالفضة والذهب.
فولدت له زهرة وقصيا.
فهلك كلاب وقصي صغير.
فتزوج فاطمة أم قصي ربيعة ابن حرام بن ضبة فاحتملها - ربيعة ومعها قصي صغير.
قال السهيلي: رضيع.
قال الرشاطي: فولدت فاطمة لربيعة رزاحا وكان أخاه لأمه، فربى في حجر ربيعة، فسمى قصيا لبعده عن دار قومه.
قال الرشاطي: وقال الخطابي: سمى قصيا لأنه قصا قومه أي تقصاهم بالشام، فنقلهم إلى مكة.
قال الرشاطي.
وإن زيدا وقع بينه وبين آل ربيعة شر فقيل له: ألا تلحق بقومك ! وعير بالغربة وكان لا يعرف لنفسه أبا غير ربيعة فرجع إلى أمه وشكا إليها ما قيل له.
فقالت: يا بني
أنت أكرم نفسا وأبا، أنت ابن كلاب بن مرة وقومك بمكة عند البيت الحرام.
فأجمع قصي على الخروج، فقالت له أمه: أقم حتى يدخل الشهر الحرام فتخرج في حاج العرب، فلما دخل الشهر الحرام خرج مع حاج قضاعة حتى قدم مكة فحج وأقام، فعرفت له قريش قدره وفضله وعظمته وأقرت له بالرياسة والسؤدد، وكان أبعدها رأيا وأصدقها لهجة وأوسعها بذلا، وأبينها عفافا، وكان أول مال أصابه مال رجل قدم مكة بأدم كثير فباعه وحضرته الوفاة ولا وارث له فوهبه لقصي ودفعه له.
وكانت خزاعة مستولية على الأبطح، وكانت قريش تنزل الشعاب والجبال وأطراف مكة وما حولها فخطب قصي إلى حليل بن حبشية الخزاعي ابنته حبى، فعرف حليل نسبه فزوجه ابنته وحليل يومئذ يلي الكعبة وأمر مكة.
فأقام قصي معه وولدت له حبى أولاده، فلما انتشر ولده وكثر ماله وعظم شرفه هلك حليل، وأوصى بولاية البيت لابنته حبى فقالت: لا أقدر على فتح الباب وإغلاقه.
فجعل ذلك لأبي غبشان، بضم الغين المعجمة وسكون الموحدة بعدها شين معجمة - واسمه المحترش - بميم فحاء مهملة ويقال بمعجمة فتاء مثناة فوقية، فراء فشين معجمة - بن حليل وكان في عقله خلل، فاشترى قصي منه ولاية البيت بزق خمر وقعود.
فضربت به العرب المثل فقالت: أخسر صفقة من أبي غبشان !.
فلما أخذ قصي مفتاح البيت إليه أنكرت خزاعة ذلك وكثر كلامها، وأجمعوا على حرب قصي وقريش وطردهم عن مكة وما والاها: فبادر قصي فاستصرخ أخاه رزاح بن ربيعة فحضر هو وإخوته، وكانت بنو صوفة تدفع الناس بالحج من عرفة إذا نفروا من منى، فلم يجسر أحد من الناس أن ينفر ولا يرمي حتى يرموا، فلما كان هذا العام فعلت بنو صوفة كما كانت تفعل، فأتاهم قصي بمن معه من قريش
وكنانة وقضاعة عند العقبة فقال لبني صوفة: نحن أولى بهذا منكم.
فقاتلوه فاقتتل الناس قتالا شديدا وكثر القتال في الفريقين فانهزمت صوفة وغلبهم على ما كان بأيديهم من ذلك، فانحازت خزاعة وبنو بكر عن قصي، وعلموا أنه سيمنعهم كما منع من ذلك بني صوفة، وأنه سيحول بينهم وبين الكعبة وأمر مكة، فاجتمع لحربهم فخرجت خزاعة وبنو بكر فالتقوا واقتتلوا قتالا شديدا، ثم إنهم تداعوا إلى الصلح وأن يحكموا رجلا من العرب، فحكموا يعمر بن عوف بن كعب المعروف بالشداخ فقضى بينهم بأن قصيا أولى بالكعبة وأمر مكة من خزاعة، وأن كل دم أصابته قريش من خزاعة موضوع يشدخه تحت قدميه، وأن ما أصابته خزاعة وبنو بكر من قريش وبني كنانة فيه الدية.
فودوا خمسمائة وعشرين دية ثلاثين جريحا.
وأن يخلى بين قصي وبين البيت.
فسمي يعمر بن عوف الشداخ لما شدخ من الدماء ووضع.
فولى قصي أمر الكعبة ومكة وجمع قومه من منازلهم إلى مكة فملكوه عليهم، ولم تكن مكة بها بيت في الحرم وإنما كانوا يكونون بها حتى إذا أمسوا خرجوا لا يستحلون أن يصيبوا فيها جناية، ولم يكن بها بيت قديم.
فلما جمع قصي قريشا - وكان أدهى من رئي من العرب - قال لهم: هل لكم أن تصبحوا بأجمعكم في الحرم حول البيت ؟ فوالله لا يستحل العرب قتالكم ولا يستطيعون إخراجكم منه وتسكنونه فتسودوا العرب أبدا.
فقالوا: أنت سيدنا ورأينا تبع لرأيك.
فجمعهم ثم أصبح بهم في الحرم حول الكعبة.
وكان قصي أول بني كعب بن لؤي أصاب ملكا أطاع له به قومه، فكانت إليه الحجابة والسقاية والرفادة والندوة واللواء، وحاز شرف مكة كله جميعا.
فسمى مجمعا لجمعه قومه.
وفي ذلك قال الشاعر:
أبوكم قصي كان يدعى مجمعا * * به جمع الله القبائل من فهر
وأنتم بنو زيد وزيد أبوكم * * به زيدت البطحاء فخرا على فخر
وبنى دار الندوة.
والندوة في اللغة: الاجتماع.
لأنهم كانوا يجتمعون فيها للمشورة وغير ذلك، فلا تنكح امرأة ولا يتزوج رجل من قريش، ولا يتشاورون في أمر إلا في داره، ولا يعقدون لواء حرب إلا فيها يعقدها لهم قصي أو بعض بنيه.
قال أبو عبيدة: ولما ولي قصي أمر مكة قال: يا معشر قريش، إنكم جيران الله وجيران بيته، وأهل حرمه، وإن الحاج زوار بيت الله فهم أضياف الله وأحق الأضياف بالكرامة أضياف الله فترافدوا، فاجعلوا لهم طعاما وشرابا أيام الحج حتى يصدروا، ولو كان مالي يسع ذلك قمت به، ففرض عليهم خرجا تخرجه قريش من أموالها فتدفعه إليه فيصنع به طعاما وشرابا ولبنا وغير ذلك للحاج بمكة وعرفة فجرى ذلك من أمره حتى قام الإسلام.
قال السهيلي رحمه الله تعالى: وكان قصي يسقي الحجيج في حياض من أدم ينقل إليها الماء من بئر ميمون وغيرها خارج مكة، وذلك قبل أن يحفر العجول.
وروى البلاذري عن معروف بن خربوذ وغيره قالوا: كانت قريش قبل قصي تشرب من بئر حفرها لؤي بن غالب خارج مكة ومن حياض ومن مصانع على رؤوس الجبال ومن بئر حفرها مرة بن كعب مما يلي عرفة.
فحفر قصي بئرا سماها العجول، وهي أول بئر حفرتها قريش بمكة وفيها يقول رجاز الحاج:
نروي (من) العجول ثم ننطلق * * إن قصيا قد وفى وقد صدق بالشبع للناس وري مغتبق
وقال آخر:
آب الحجيج طاعمين دسما * * أشبعهم زيد قصي لحما ولبنا محضا وخبزا هشما خربوذ بفتح المعجمة وتشديد الراء وبسكونها ثم موحدة مضمومة وواو ساكنة.
وآب.
بالمد: رجع.

ويروي أن قصيا قال للأكابر من ولده: من عظم لئيما شركه في لؤمه، ومن استحسن مستقبحا شركه فيه، ومن لم يصلحه كرامتكم فداووه بهوانه، فذاك دواء يحسم الداء والعي عيان: عي إفحام، وعي المنطق بغير سداد، والحسود: العدو الخفي، ومن سأل فوق قدره استحق الحرمان.
وقصي أحدث وقود النار بالمزدلفة ليراها من دفع من عرفة.
وقسم قصي مكارمه بين ولده، فأعطى عبد مناف السقاية والندوة، فكانت فيه النبوة والثروة.
وأعطى عبد الدار الحجابة واللواء.
وأعطى عبد العزى الرفادة والضيافة أيام منى، فكانوا لا يجيزون إلا بأمره.
وأعطى عبد قصي جلهمتي الوادي.
فسادت بنو قصي الثلاثة.
ومات قصي بمكة فأقام بنوه أمر مكة بعده في قومهم ودفن بالحجون.
فتدافن الناس بعده بالحجون.

_________________
يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: شرح أسماء آبائه صلى الله عليه وسلم وبعض أحوالهم على وجه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 17, 2015 10:49 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 24086
الفاضل النووي

مشاركة عظيمة

وياريت وضع هاي لايت على الملخص الذي يستحسن حفظه

فتعظم الفائدة

بارك الله فيك

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: شرح أسماء آبائه صلى الله عليه وسلم وبعض أحوالهم على وجه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 17, 2015 11:54 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:22 pm
مشاركات: 2958
مولانا السيد الشريف الدكتور محمود السيد صبيح حفظه الله كتب:
الفاضل النووي

مشاركة عظيمة

وياريت وضع هاي لايت على الملخص الذي يستحسن حفظه

فتعظم الفائدة

بارك الله فيك



حفظك الله سيدى الشريف ودام على حضرتك الصحة والعافية والستر وطول العمر

ببركة سيدنا النبى وآل بيته الطيبين الطاهرين صلى الله عليه وآله وسلم



سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1 / 271 - 324)

ابن عبد مناف :

عبد مناف: قال السهيلي (مفعل من أناف ينيف إنافة: إذا ارتفع.
وقال المفضل رحمه الله تعالى: الإشراف والزيادة.
وبه سمى عبد مناف.

ومنه تقول: مائة ونيف أي شئ زائد على المائة)
واسمه المغيرة منقول من الوصف.
والهاء فيه للمبالغة.
أي أنه يغير على الأعداء.
أو مغير من أغار الحبل إذا أحكمه.
ودخلت الهاء للمبالغة، كما دخلت في علامة ونسابة.
قال السهيلي رحمه الله تعالى: ويجوز أن تكون الهاء في المغيرة للتأنيث، ويكون منقولا من وصف المؤنث.
وكنيته أبو شمس وأمه ( حبي ) بضم الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة الممالة.
وكان يقال له قمر البطحاء لجماله.
وسبب تلقيبه بعبد مناف أن أمه حبى بنت حليل، بضم الحاء المهملة وفتح اللام، ابن حبشية، بضم الحاء المهملة وقيل بفتحها وسكون الباء الموحدة وكسر الشين المعجمة وتشديد الياء وقيل بتخفيفها، ابن سلول بفتح السين المهملة ولامين الأولى مضمومة، ابن كعب بن خزاعة قد أخدمته مناة، وكان صنما عظيما لهم فسمى عبد مناة به.
ثم نظر أبوه قصي فرآه يوافق عبد مناة بن كنانة فحوله عبد مناف.
وساد في حياة أبيه وكان مطاعا في قريش وإياه عني القائل بقوله:
كانت قريش بيضة فتفلقت * * فالمح خالصه لعبد مناف
المح بالحاء المهملة: صفرة البيض.
وروى البلاذري عن زيد بن أسلم - رحمه الله تعالى - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم سمع جارية تنشد: كانت قريش بيضة فتفلقت * * فالمح خالصه لعبد الدار
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: " كذا قال الشاعر ؟ " قال أبو بكر: لا.
إنما قال: لعبد مناف.
قال: " كذاك ".
قال البلاذري: وزعموا أنه وجد كتاب في حجر: أن المغيرة أوصى قريشا بتقوى الله وصلة الرحم.

(أولاد عبد مناف وأمهاتهم) :
قال ابن إسحاق: فولد عبد مناف- واسمه المغيرة بن قصي- أربعة نفر:
هاشم بن عبد مناف، وعبد شمس بن عبد مناف، والمطلب بن عبد مناف، وأمهم عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة، ونوفل بن عبد مناف،وأمه واقدة بنت عمرو المازنية.
وكان عبد شمس تلوا لهاشم، وقيل: بل كانا توأمين، فولد هاشم، ورجله في جبهة عبد شمس ملتصقة، فلم يقدر على نزعها إلا بدم، فكانوا يقولون: سيكون بين ولديهما دماء، فكانت تلك الدماء ما وقع بين بنى هاشم وبنى أمية بن عبد شمس


ابن قصي :
قصي بضم القاف وفتح الصاد المهملة: تصغير قصي بفتح القاف، من قصا يقصو إذا أبعد.
قاله ابن الأنباري والزجاجي - رحمهما الله تعالى: واسمه زيد.
قال السهيلي: وصغر قصي على فعيل.
لأنهم كرهوا اجتماع ثلاث ياءات، يعني ياء التصغير وياء فعيل المكبر، والياء المنقلبة عن الواو التي هي لام الفعل لتطرفها وانكسار ما قبلها، فحذفوا إحداهن وهي الياء الثانية التي تكون في فعيل نحو قضيب، فبقي على وزن فعيل.
قال: ويجوز أن يكون المحذوف لام الفعل.
يريد المبدلة من لام الفعل، فيكون وزنه فعيا وتكون ياء التصغير هي الثانية مع الزائدة.
قال الرشاطي - رحمه الله تعالى: وإنما قيل له قصي لأن أباه كلاب بن مرة كان تزوج فاطمة بنت سعد بن سيل - بسين مهملة فمثناة تحتية مفتوحتين فلام - لقب باسم جبل لطوله.
واسمه خير ضد شر.

وفي سعد قال الشاعر:
ما أرى في الناس طرا رجلا * * حضر البأس كسعد بن سيل
فارس أضبط فيه عسرة * * وإذا ما وافق القرن نزل
وتراه يطرد الخيل كما * * يطرد الحر القطامي الحجل
ويقال: إن سعدا هذا أول من حلى السيوف بالفضة والذهب.
فولدت له زهرة وقصيا.
فهلك كلاب وقصي صغير.
فتزوج فاطمة أم قصي ربيعة ابن حرام بن ضبة فاحتملها - ربيعة ومعها قصي صغير.
قال السهيلي: رضيع.
قال الرشاطي: فولدت فاطمة لربيعة رزاحا وكان أخاه لأمه، فربى في حجر ربيعة، فسمى قصيا لبعده عن دار قومه.
قال الرشاطي: وقال الخطابي: سمى قصيا لأنه قصا قومه أي تقصاهم بالشام، فنقلهم إلى مكة.
قال الرشاطي.
وإن زيدا وقع بينه وبين آل ربيعة شر فقيل له: ألا تلحق بقومك ! وعير بالغربة وكان لا يعرف لنفسه أبا غير ربيعة فرجع إلى أمه وشكا إليها ما قيل له.
فقالت: يا بني
أنت أكرم نفسا وأبا، أنت ابن كلاب بن مرة وقومك بمكة عند البيت الحرام.
فأجمع قصي على الخروج، فقالت له أمه: أقم حتى يدخل الشهر الحرام فتخرج في حاج العرب، فلما دخل الشهر الحرام خرج مع حاج قضاعة حتى قدم مكة فحج وأقام، فعرفت له قريش قدره وفضله وعظمته وأقرت له بالرياسة والسؤدد، وكان أبعدها رأيا وأصدقها لهجة وأوسعها بذلا، وأبينها عفافا، وكان أول مال أصابه مال رجل قدم مكة بأدم كثير فباعه وحضرته الوفاة ولا وارث له فوهبه لقصي ودفعه له.
وكانت خزاعة مستولية على الأبطح، وكانت قريش تنزل الشعاب والجبال وأطراف مكة وما حولها فخطب قصي إلى حليل بن حبشية الخزاعي ابنته حبى، فعرف حليل نسبه فزوجه ابنته وحليل يومئذ يلي الكعبة وأمر مكة.
فأقام قصي معه وولدت له حبى أولاده، فلما انتشر ولده وكثر ماله وعظم شرفه هلك حليل، وأوصى بولاية البيت لابنته حبى فقالت: لا أقدر على فتح الباب وإغلاقه.
فجعل ذلك لأبي غبشان، بضم الغين المعجمة وسكون الموحدة بعدها شين معجمة - واسمه المحترش - بميم فحاء مهملة ويقال بمعجمة فتاء مثناة فوقية، فراء فشين معجمة - بن حليل وكان في عقله خلل، فاشترى قصي منه ولاية البيت بزق خمر وقعود.
فضربت به العرب المثل فقالت: أخسر صفقة من أبي غبشان !.
فلما أخذ قصي مفتاح البيت إليه أنكرت خزاعة ذلك وكثر كلامها، وأجمعوا على حرب قصي وقريش وطردهم عن مكة وما والاها: فبادر قصي فاستصرخ أخاه رزاح بن ربيعة فحضر هو وإخوته، وكانت بنو صوفة تدفع الناس بالحج من عرفة إذا نفروا من منى، فلم يجسر أحد من الناس أن ينفر ولا يرمي حتى يرموا، فلما كان هذا العام فعلت بنو صوفة كما كانت تفعل، فأتاهم قصي بمن معه من قريش
وكنانة وقضاعة عند العقبة فقال لبني صوفة: نحن أولى بهذا منكم.
فقاتلوه فاقتتل الناس قتالا شديدا وكثر القتال في الفريقين فانهزمت صوفة وغلبهم على ما كان بأيديهم من ذلك، فانحازت خزاعة وبنو بكر عن قصي، وعلموا أنه سيمنعهم كما منع من ذلك بني صوفة، وأنه سيحول بينهم وبين الكعبة وأمر مكة، فاجتمع لحربهم فخرجت خزاعة وبنو بكر فالتقوا واقتتلوا قتالا شديدا، ثم إنهم تداعوا إلى الصلح وأن يحكموا رجلا من العرب، فحكموا يعمر بن عوف بن كعب المعروف بالشداخ فقضى بينهم بأن قصيا أولى بالكعبة وأمر مكة من خزاعة، وأن كل دم أصابته قريش من خزاعة موضوع يشدخه تحت قدميه، وأن ما أصابته خزاعة وبنو بكر من قريش وبني كنانة فيه الدية.
فودوا خمسمائة وعشرين دية ثلاثين جريحا.
وأن يخلى بين قصي وبين البيت.
فسمي يعمر بن عوف الشداخ لما شدخ من الدماء ووضع.
فولى قصي أمر الكعبة ومكة وجمع قومه من منازلهم إلى مكة فملكوه عليهم، ولم تكن مكة بها بيت في الحرم وإنما كانوا يكونون بها حتى إذا أمسوا خرجوا لا يستحلون أن يصيبوا فيها جناية، ولم يكن بها بيت قديم.
فلما جمع قصي قريشا - وكان أدهى من رئي من العرب - قال لهم: هل لكم أن تصبحوا بأجمعكم في الحرم حول البيت ؟ فوالله لا يستحل العرب قتالكم ولا يستطيعون إخراجكم منه وتسكنونه فتسودوا العرب أبدا.
فقالوا: أنت سيدنا ورأينا تبع لرأيك.
فجمعهم ثم أصبح بهم في الحرم حول الكعبة.
وكان قصي أول بني كعب بن لؤي أصاب ملكا أطاع له به قومه، فكانت إليه الحجابة والسقاية والرفادة والندوة واللواء، وحاز شرف مكة كله جميعا.
فسمى مجمعا لجمعه قومه.
وفي ذلك قال الشاعر:
أبوكم قصي كان يدعى مجمعا * * به جمع الله القبائل من فهر
وأنتم بنو زيد وزيد أبوكم * * به زيدت البطحاء فخرا على فخر
وبنى دار الندوة.
والندوة في اللغة: الاجتماع.
لأنهم كانوا يجتمعون فيها للمشورة وغير ذلك، فلا تنكح امرأة ولا يتزوج رجل من قريش، ولا يتشاورون في أمر إلا في داره، ولا يعقدون لواء حرب إلا فيها يعقدها لهم قصي أو بعض بنيه.
قال أبو عبيدة: ولما ولي قصي أمر مكة قال: يا معشر قريش، إنكم جيران الله وجيران بيته، وأهل حرمه، وإن الحاج زوار بيت الله فهم أضياف الله وأحق الأضياف بالكرامة أضياف الله فترافدوا، فاجعلوا لهم طعاما وشرابا أيام الحج حتى يصدروا، ولو كان مالي يسع ذلك قمت به، ففرض عليهم خرجا تخرجه قريش من أموالها فتدفعه إليه فيصنع به طعاما وشرابا ولبنا وغير ذلك للحاج بمكة وعرفة فجرى ذلك من أمره حتى قام الإسلام.
قال السهيلي رحمه الله تعالى: وكان قصي يسقي الحجيج في حياض من أدم ينقل إليها الماء من بئر ميمون وغيرها خارج مكة، وذلك قبل أن يحفر العجول.
وروى البلاذري عن معروف بن خربوذ وغيره قالوا: كانت قريش قبل قصي تشرب من بئر حفرها لؤي بن غالب خارج مكة ومن حياض ومن مصانع على رؤوس الجبال ومن بئر حفرها مرة بن كعب مما يلي عرفة.
فحفر قصي بئرا سماها العجول، وهي أول بئر حفرتها قريش بمكة وفيها يقول رجاز الحاج:
نروي (من) العجول ثم ننطلق * * إن قصيا قد وفى وقد صدق بالشبع للناس وري مغتبق
وقال آخر:
آب الحجيج طاعمين دسما * * أشبعهم زيد قصي لحما ولبنا محضا وخبزا هشما خربوذ بفتح المعجمة وتشديد الراء وبسكونها ثم موحدة مضمومة وواو ساكنة.
وآب.
بالمد: رجع.

ويروي أن قصيا قال للأكابر من ولده: من عظم لئيما شركه في لؤمه، ومن استحسن مستقبحا شركه فيه، ومن لم يصلحه كرامتكم فداووه بهوانه، فذاك دواء يحسم الداء والعي عيان: عي إفحام، وعي المنطق بغير سداد، والحسود: العدو الخفي، ومن سأل فوق قدره استحق الحرمان.

وقصي أحدث وقود النار بالمزدلفة ليراها من دفع من عرفة.

وقسم قصي مكارمه بين ولده، فأعطى عبد مناف السقاية والندوة، فكانت فيه النبوة والثروة.
وأعطى عبد الدار الحجابة واللواء.
وأعطى عبد العزى الرفادة والضيافة أيام منى، فكانوا لا يجيزون إلا بأمره.
وأعطى عبد قصي جلهمتي الوادي.
فسادت بنو قصي الثلاثة.
ومات قصي بمكة فأقام بنوه أمر مكة بعده في قومهم ودفن بالحجون.
فتدافن الناس بعده بالحجون.



_________________
يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: شرح أسماء آبائه صلى الله عليه وسلم وبعض أحوالهم على وجه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يوليو 28, 2016 6:09 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:22 pm
مشاركات: 2958
بسم الله الرحمن الرحيم

تابع سرد النسب الشريف :

ابن كلاب كلاب: بكسر الكاف وتخفيف اللام منقول.

وفي وجه نقله عن الجمع وجهان:

أحدهما: ما ذكره السهيلي: إما من المصدر الذي في معنى المكالبة نحو كالبت العدو مكالبة وكلابا، وإما من الكلاب جمع كلب لأنهم يريدون الكثرة كما سموا بسباع وأنمار.

والثاني: ما نقله في " المورد " و " الفتح " عن بعضهم أنه كان محبا للصيد مولعا به بالكلاب وجمع منها شيئا كثيرا، فكان إذا مر بكلاب على قوم قيل: هذه كلاب ابن مرة.
فبقي لقبا له.


فائدة: قيل لأبي الدقيش الأعرابي: لم تسمون أبناءكم بأشر الأسماء نحو كلاب وذئب وعبيدكم بأحسن الأسماء نحو مرزوق ورباح.

فقال: إنا لنسمي أبناءنا لأعدائنا وعبيدنا لأنفسنا يريد أن الأبناء عدة للأعداء وسهام في نحورهم فاختاروا لهم هذه الأسماء.

قال ابن دحية رحمه الله تعالى: فكان الرجل إذا تشاجر مع كفوه قال: اخرج يا كلب أو يا سباع أو يانمر أو يا علقمة إلى غير ذلك.

وقيل لدفع السوء عن أبنائهم.

واسمه حكيم.

ويقال: الحكيم.

وقيل: المهذب.

وقيل عروة.
نقله الجواني في المقدمة.

قال المحب بن الشهاب بن الهائم : والصحيح الأول.

قال بعض العرب:

حكيم بن مرة ساد الورى * * ببذل النوال وكف الأذى
أباح العشيرة أفضاله ... وجنبها طارقات الورى

وكنيته أبو زهرة.
وهو أول من جعل السيوف المحلاة بالبيت،
وذلك أن سعد بن سيل جد ابنه قصي لأمه هو أول من حلى السيوف بالذهب والفضة وأهدى إلى كلاب بن مرة مع ابنته فاطمة أم قصي سيفين محليين فجعلهما كلاب في خزانة الكعبة.
ذكره أبو الربيع.

وأمه هند، ويقال نعم بنت سرير - بمهملات مصغرا - ابن ثعلبة.
قال البلاذري: والأول أثبت.

وكان له من الذكور ابنان قصي وزهرة، بضم الزاي بلا خلاف.
وبه كان يكنى كما تقدم.

وهو جد النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم من قبل أمه.
قال الحافظ: والمشهور عند أهل النسب أن زهرة اسم رجل.
وشذ ابن قتيبة فزعم أنه اسم امرأة.
وهو مردود بقول إمام أهل النسب هشام بن الكلبي: أن اسم زهرة: المغيرة.
قال السهيلي: وما قاله ابن قتيبة منكر غير معروف.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا انْتَشَرَتْ قُرَيْشٌ بِمَكَّةَ وَكَثُرَ سَاكِنُهَا، قَلَّتْ عَلَيْهِمُ الْمَاءُ، وَاشْتَدَّتِ الْمُؤْنَةُ فِي الْمَاءِ، حَفَرَتْ بِمَكَّةَ آبَارًا، فَحَفَرَ مُرَّةُ بْنُ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ بِئْرًا يُقَالُ لَهَا رُمَّ، وَبَلَغَنِي أَنَّ مَوْضِعَهَا عِنْدَ طَرَفِ الْمَوْقِفِ بِعُرَنَةَ قَرِيبًا مِنْ عَرَفَةَ " قَالَ إِسْحَاقُ: وَحَفَرَ كِلَابُ بْنُ مُرَّةَ بِئْرًا يُقَالُ لَهَا خُمٌّ، كَانَتْ مَشْرَبًا لِلنَّاسِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَيُقَالُ: إِنَّهَا كَانَتْ لِبَنِي مَخْزُومٍ .

ابن مرة مرة. بضم الميم.
وفيما نقل منه وجوه: أحدهما: أنه منقول من وصف الحنظلة والعلقمة، وكثيرا ما يسمون بحنظلة وعلقمة.
والتاء على هذا للتأنيث.

الثاني: أنه منقول من وصف الرجل بالمرارة.
قاله أبو عبيد.
يقال: مر الشئ وأمر إذا اشتدت مرارته.

قال السهيلي: ويقوي هذا قولهم: تميم بن مر.
فالتاء على هذا للمبالغة.

الثالث: قال السهيلي: وأحسب أنه من المسمين بالنبات لأن أبا حنيفة ذكر أن المرة
بقلة تقطع فتؤكل بالخل يشبه ورقها ورق الهندباء.

الرابع: أنه مأخوذ من القوة كما في قوله تعالى: (ذو مرة) أي قوة.
ويقال مر الرجل إذا أحكم صنعته.


الخامس: أنه منقول من قولهم: مر الشئ إذا اشتدت مرارته.

قال تعالى: (والساعة أدهى وأمر) نقله ابن دحية عن أبي عبيدة.
وكنيته أبو يقظة - بمثناة تحتية فقاف فظاء معجمة مفتوحات ثم هاء - وأمه مخشية -
بميم مفتوحة فخاء ساكنة فشين مكسورة معجمتين فمثناة تحتية مشددة - ويقال: وحشية، بنت شيبان بن محارب بن فهر.
وله من الولد ثلاثة: كلاب وتميم، رهط أبي بكر الصديق، وطلحة بن عبيد الله أحد العشرة رضي الله تعالى عنهم.
ويقظة المكنى به، ومنه بنو مخزوم.
وأمهما البارقة.

ابن كعب كعب: اختلف مما ذا نقل على أقوال: الأول: أنه منقول من الكعب الذي هو قطعة من السمن الجامد في الزق أو في غيره من الظروف، كما أن الكعب القطعة من الأقط حكاه الزجاجي والسهيلي في آخرين.

الثاني: أنه منقول من كعب الإنسان وهو ما شرف فوق رسغه عند قدمه.
وعلى هذا فقيل: نقل منه لارتفاعه وشرفه على قومه.
واختاره الزجاجي وغيره لثبوته، من قولهم ثبت ثبوت الكعب.
واختاره السهيلي، واستدل له بما جاء في خبر ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما: أنه كان يصلي عند الكعبة يوم قتل وحجارة المنجنيق تمر بأذنه، وهو لا يلتفت كأنه كعب راتب.


الثالث: أنه من كعب القناة. ذكره ابن دريد.

قال في الزهر: ولعله أشبه ويترشح بقول بعضهم: سمي بذلك لارتفاعه على قومه وعلوه عليهم وشرفه فيهم.
وكنيته أبو هصيص - بمهملتين مصغر - والهص: شدة القبض والغمز: وقيل: شدة الوطء للشئ حتى يشدخه.
وأمه ماوية - بواو - مكسورة فمثناة تحتية مشددة - بنت كعب بن القين القضاعية.

وكان عظيم القدر عند العرب، ولهذا أرخوا بموته إلى أن كان عام الفيل فأرخوا به، ثم أرخوا بموت عبد المطلب.
قال السهيلي: وكعب بن لؤي هذا من جمع يوم العروبة، ولم تسم العروبة الجمعة إلا منذ جاء الإسلام في قول بعضهم.
وقيل هو أول من سماها الجمعة.
وصحح هذا الثاني المحب ابن الهائم.


وقال ابن حزم: يوم الجمعة اسم إسلامي ولم يكن في الجاهلية لأنه يجتمع فيه للصلاة أحد من الجمع.
قال في الزهر: وفي تفسير عبد بن حميد بسند صحيح عن ابن سيرين رحمه الله تعالى قال: جمع أهل المدينة قبل أن تنزل الجمعة وقبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم، وهم الذين سموها الجمعة.
وهو يؤيد ما ذكره ابن حزم ولهذا مزيد بيان يأتي إن شاء الله تعالى في الباب الثاني من أبواب الحوادث.

وكان يجمع قومه في هذا اليوم ويخطبهم.
قال أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف رحمه الله تعالى ومن خطبه في قومه: : أما بعد فاسمعوا وعوا، وافهموا وتعلموا، ليل ساج، ونهار ضاح والأرض مهاد، والسماء بناء، والجبال أوتاد، والنجوم أعلام، لم تخلق عبثا فتضربوا عنا صفحا، الآخرون كالأولين، والذكر كالأنثى، والزوج والفرد إلى بلى.
فصلوا أرحامكم، وأوفوا بعهودكم، واحفظوا أصهاركم، وثمروا أموالكم، فإنها قوام مروءتكم فهل رأيتم من هالك رجع، أو ميت نشر، الدار أمامكم واليقين غير ما تظنون، حرمكم زينوه وعظموه، وتمسكوا به، فسيأتي له نبأ عظيم، وسيخرج منه نبي كريم، بذلك جاء موسى وعيسى صلى الله عليه وسلم، ثم يقول:
نهار وليل كل أوب بحاث * * سواء علينا ليلها ونهارها
على غفلة يأتي النبي محمد * * يخبر أخبارا صدوقا خبيرها
والله لو كنت ذا سمع وذا بصر، ويد ورجل، لتنصبت فيها تنصب الجمل، ولأرقلت فيها إرقال الفحل.
ثم يقول:
يا ليتني شاهد فحواء دعوته * * حين العشيرة تبغي الحق خذلانا
وكان بين موته ومبعث النبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وستون سنة.
رواه أبو نعيم وغيره.
وهو أول من قال: " أما بعد " في أحد الأقوال.

وله من الذكور ثلاثة: مرة، وهصيص المكنى به، وعدي.


_________________
يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: شرح أسماء آبائه صلى الله عليه وسلم وبعض أحوالهم على وجه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 27, 2017 3:43 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:22 pm
مشاركات: 2958
ابن لؤي لؤي: بضم اللام ويهمز ويسهل: واختلف في المنقول منه على أقوال: أحدها: أنه تصغير لأي واختلف في اللأي ما هو ؟ فقال: ابن الأنباري في جماعة منهم أبو ذرالخشني: اللأي الثور الوحشي.
وقال السهيلي: اللأي: البطء بضم الباء مهموزا ضد الأناة وترك العجلة.
الثاني:أنه منقول من لواء الجيش.

وكنيته أبو كعب.

وكان له من الذكور سبعة: كعب المكنى به وعامر رهط سهيل بن عمرو وهما صريحا
لؤي.
وسامة بسين مهملة بلا ألف قبلها وأمهم ماوية.
وهم بنو ناجية في عمان وخزيمة بن لؤي بطن هم عائذة قريش، وسعد بن لؤي بطن وهم بناته بموحدة مضمومة ونونين، والحارث وهم جشم، كان جشم عبدا للؤي حضنه فغلب عليه.
وعوف وهم من غطفان.

وأمه عاتكة بنت يخلد - بمثناة تحتية فخاء معجمة ساكنة فلام مضمومة فدال مهملة - ابن النضر بن كنانة.
والسيدة عاتكة بنت يخلد بن النضر بن كنانة هي إحدى العواتك اللاتي ولدن النبي صلى الله عليه و سلم حينما قال النبي صلى الله عليه و سلم يوم حنين : [ أنا ابن العواتك ]وقيل هى أم غالب بن فهر .
ويقال: بل سلمى بنت الحارث بن تميم بن هذيل بن مدركة.

وكان لؤي حليما حكيما نطق بالحكمة صغيرا. قال البلاذري: روي أن لؤيا قال: لأبيه وهو غلام حديث يا أبت من رب معروفة قل إخلاقه و نضر ماؤه ومن أخلقه أخمله وإذا أخلق الشيء لم يذكر وعلى المولى تكبير صغيره ونشره وعلى المولى تصغير كبيره وستره
فقال له أبوه غالب إني لأستدل بما أسمع من قولك على فضلك وأستدعى لك به الطول على قومك فإن ظفرت بطول فعد على قومك بفضلك وكف غرب جهلهم بحلمك ولم شعثهم برفقك فإنما تفضل الرجال الرجال بأفعالها ومن قايسها على أوزانها أسقط الفضل ولم تعل به درجة على أحد وللعليا فضل أبدا على السفلى .




ابن غالب غالب: منقول من اسم فاعل مشتق من الغلب، يقال: غلبته غلبا بفتحات فأنا غالب.
وكنيته أبو تميم.

وله ولدان لا غير: لؤي وتيم المكنى به.

وهو المعروف بتيم الأدرم لأن أحد لحييه كان أنقص من الآخر.
وفي قريش تيمان: تيم بن مرة.
وتيم الأدرم، وكان كاهنا وأمه ليلى بنت الحارث بن تميم بن هذيل بن مدركه.


ابن فهر فهر بكسر الفاء وسكون الهاء فراء منقول من الفهر، وهو من الحجارة الطويل.قاله السهيلي.

قال الخشني: الفهر حجر ملء الكف يذكر ويؤنث وفي " تقويم المفسد " عن الأصمعي: من أنت الفهر أخطأ.

وكنيته أبو غالب.

وأمه جندلة، بجيم فنون ساكنة فدال مهملة، بنت عامر بن الحارث ابن مضاض الجرهمي، وكان رئيس أهل مكة وكان له من الولد: غالب، وأسد، وعوف.
وجون، وريص والحارث، بطن، ومحارب، بطن، وهما من قريش الظواهر.
وقيس.
وهو قريش في قول أبي بكر محمد بن شهاب الزهري ونسبه البيهقي والحافظ لأكثر أهل العلم.

قال ابن شهاب: وهو الذي أدركت عليه من أدركت من نساب العرب: أن من جاوز فهرا فليس من قريش.

وبه قال الشعبي وهشام بن محمد الكلبي، ومصعب بن عبد الله الزبيري وخلق، وصححه الحافظ شرف الدين الدمياطي والحافظ أبو الفضل العراقي وغيرهما.

قال الحافظ صلاح الدين بن العلائي: وعليه جمهور أهل النسب.

وقيل: إن قريشا هم بنو النضر بن كنانة.

وإليه ذهب محمد بن إسحاق، وأبو عبيدة معمر بن المثنى، وأبو عبيد القاسم بن سلام.

وبه قال الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه وعنهم وغيره.

قال الحافظ صلاح الدين العلائي: وهو الصحيح الذي عليه المحققون والحجة له حديث الأشعث بن قيس رضي الله تعالى عنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد كندة فقلت: ألستم منا يارسول الله ؟ قال: " لا نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفوا أمنا ولا ننتفي من أبينا ". رواه ابن ماجة. قال العلائي رجاله ثقات .
ووجه الدلالة منه ظاهر. أي لا نترك النسب إلى الآباء وننتسب إلى الأمهات.

وقيل: إن قريشا بنو إلياس بن مضر : نقله الأستاذ أبو منصور عبد القاهر بن طاهر عن التميمية وصححه قال: وهو اختيار أبي عمرو بن العلاء وأبي الحسن الأخفش وحماد ابن سلمة وعبيد الله بن الحسن بن سوار. وروى مثله عن أبي الأسود الدؤلي.

وقيل إنهم جميع بني مضر بن نزار : ونقله الأستاذ عن القيسية وبه قال مسعر بن كدام. وروى مثله عن حذيفة بن اليماني رضي الله تعالى عنهما.

وقيل إنهم بنو قصي بن كلاب. حكاه الماوردي وأبو عمرو بن الأثير في الجامع وغيرهما وهو قول المبرد. قال في النور: وهو قول باطل. وكأنه قول رافضي، لأنه يقتضي أن يكون أبو بكر وعمر ليسا من قريش، وإذا لم يكونا من قريش فإمامتهما باطلة، وهذا خلاف
إجماع المسلمين. انتهى.

واختلفوا لم سمي بقريش على أقوال:

أحدها بدابة عظيمة في البحر من أقوى دوابه سميت به قريش لقوتها لأنها تأكل ولا تؤكل وتعلو ولا تعلى.
قاله ابن عباس :
وروى ابن أبي شيبة أن ابن عباس سأله عمرو بن العاص: لم سميت قريش قريشا ؟ قال: بالقرش دابة تأكل الدواب لشدتها.
وإلى هذا القول ذهب محمد بن سلام، ورجحه أبو بكر بن الأنباري.
وقال المطرزي رحمه الله تعالى عن هذه الدابة: إنها ملكة دواب البحر وأشدها، فكذلك قريش سادات الناس.

وقيل سموا قريشا لأنهم كانوا يتجرون ويأخذون ويعطون، من قولهم قريش الرجل يقرش إذا اتجر وأخذ وأعطى

وقيل إنما سميت قريشا من الإقراش وهو وقوع الرايات والرماح بعضها على بعض.

وقيل إنها سميت قريشا من التقريش وهو التحريش. حكاه ابن الأنباري.

وقيل: من تزيين الكلام وتحسينه : قال الزجاجي : وهو بعيد لأن المعروف في اللغة أن التقريش هو التحريش لا أن التقريش هو تزيين الكلام وتحسينه.

وقيل إنما سميت قريشا، من التقريش وهو التفتيش، لأنهم كانوا يفتشون عن ذي الخلة ويسدون خلته. ذكره بعض العلماء.


وقيل إنما سميت قريشا بقريش ابن بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة، فكان دليل بني النضر وصاحب مبرتهم ، وكانت العرب: تقول قد جاءت عير قريش، وخرجت عير قريش. نقله أبو عمرو وغيره. وهو ما يعضد قول ابن إسحاق.

وقيل إنما سميت قريشا لما جمعهم قصي بن كلاب حين قدم مكة كما تقدم، والتقرش: التجمع. نقله أبو عمرو وغيره.

إذا علم ذلك: فقريش فرقتان: بطاح. وظواهر. فقريش البطاح: من دخل مكة مع قصي الأبطح. والظواهر: من أقام. بظواهر مكة ولم يدخل الأبطح ولهذا مزيد بيان في اسمه الأبطحي صلى الله عليه وسلم.

والنسبة إلى قريش: قرشي وقريشي والثاني هو القياس.

واختلف القائلون أن فهرا هو قريش.هل الأول اسم، والثاني لقب ؟ أو بالعكس.قولان رجح الزبير وغيره أن فهرا لقب وأن الاسم الذي سمته به أمه: قريش.والله تعالى أعلم.

وله من الذكور سبعة: غالب، والحارث، وأسد، وعوف، وريث، وجون ومحارث.
ومن الإناث واحدة وهي جندلة.




_________________
يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: شرح أسماء آبائه صلى الله عليه وسلم وبعض أحوالهم على وجه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 23, 2018 5:43 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:22 pm
مشاركات: 2958
ابن مالكمالك: اسم فاعل من ملك يملك فهو مالك. وجمعه ملاّك وملّك.
ويكنى أبا الحارث وأمه عاتكة. ولقبها عكرشة بنت عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان بعين مهملة مفتوحة فمثناة تحتية ساكنة. وقيل: عرابة بنت سعد القيسية. وقيل غير ذلك.
ولم يكن له من الولد غير فهر.
ومن حكمه: ربّ صورة تخالف المخبرة، قد غرّت بجمالها، واختبر قبيح أفعالها فاحذر الصّور، واطلب الخبر.

ابن النضرالنّضر: بفتح النون وإسكان الضاد المعجمة ثم راء واسمه قيس، ولقّب النّضر لنضارة وجهه وجماله، منقول من النضر اسم للذهب الأحمر، ويكنى أبا يخلد بمثناة تحتية مفتوحة فخاء معجمة فلام مضمومة فدال مهملة.

ابن كنانةكنانة: بكسر الكاف ونونين مفتوحتين بينهما ألف ثم هاء منقول من الكنانة التي هي الجعبة بفتح الجيم وسكون العين المهملة، سمي بذلك لأنه كان ستراً على قومه كالكنانة الساترة للسهام. قال الزجاجي من أمثالهم: «قبل الرّماء تملأ الكنائن» . ويكنى أبا النضر وأمه عوانة بنت سعد بن قيس بن عيلان بن مضر. ويقال هند بنت عمرو بن قيس بن عيلان. وقال أبو الحسن سلام بن عبد الله بن سلاّم الإشبيلي. قال أبو عمرو رحمه الله تعالى: قال عامر العدواني لأبنه في وصيته: يا بني أدركت كنانة بن خزيمة وكان شيخاً مسنّاً عظيم القدر، وكانت العرب تحجّ إليه لعلمه وفضله، فقال: أنه قد آن خروج نبي من مكة يدعى أحمد، يدعو إلى الله وإلى البرّ والإحسان ومكارم الأخلاق، فاتّبعوه تزدادوا شرفاً وعزّاً إلى عزكم.

قال أبو الربيع رحمه الله تعالى: أن كنانة رأى وهو نائم في الحجر فقيل له: تخيّر يا أبا
النضر بين الصّهيل والهدر وعمارة الجدر وعزّ الدهر. فقال: كلّ يا رب. فصار هذا كله في قريش.


وله من الذكور: ملكان: بكسر الميم وسكون اللام والنضر. وهو المكنى به وعمرو وعامر.

ابن خزيمة خزيمة: بضم الخاء المعجمة وفتح الزاي منقول من مصغر خزمة بفتح الخاء وسكون الزاي وقيل من مصغر خزمة بكسر الخاء. فعلى الأول اختلف في الخزمة ما هي. فقيل هي:
واحد الخزم وهو مثل الدّوم غير أنه أقصر وأعرض وأعبل وله أقناء وبسر يسودّ إذا أينع، لأنه صغير معرفص، يتخذ من سعفه الحبال ويصنع من أسافله خلايا للنحل، وله ثمر لا يأكله الناس ولكن تألفه الغربان وتستطيبه. قاله أبو حنيفة الدينوري رحمه الله تعالى. وقيل: الخزمة خوصة المقل. حكاه الزجّاج رحمه الله تعالى. وقيل هي مصدر للمرّة من الخزم. وهو شدّ الشيء وإصلاحه حكاه السهيلي. وقيل إنما هي من الخزم وهو من الشك يقال شراك مخزوم ومشكوك. حكاه الزجاجي أيضاً.

وعلى الثاني فالخزامة قيل هي برة في أنف البعير يشد بها الزمام. وقيل إنما هي الحلقة التي تجعل في أنف البعير من شعر ونحوه، قال في «الغرر المضيّة» ولم أر من تعرض لوجه المناسبة للنقل مما ذكر، لكن قد يقال إن الانتقال لا يراعى فيه ذلك. بخلاف الألقاب.

ويكنى أبا أسد. وأمه سلمى بنت أسلم بن الحاف بن قضاعة، وقيل سلمى بنت أسد ابن ربيعة.

وله من الذكور أربعة: كنانة وأسد المكنى، وأسدة وهو رجل. وعبد الله، والهون بضم الهاء.

قال البلاذريّ: وأمهم برّة بنت مر بن أد بن طابخة أخت تيم بن مرة وكانت له على الناس مكارم أخلاق وأفضال بعدد الزمان حتى قيل فيه:

أمّا خزيمة فالمكارم جمّةٌ ... سبقت إليه وليس ثمّ عتيد

وروى ابن حبيب بسند جيد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: مات خزيمة على ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

ابن مدركة مدركة: بضم الميم وإسكان الدال المهملة وكسر الراء وفتح الكاف ثم هاء مبالغة،

منقول من اسم فاعل من الإدراك. واسمه عمرو على الصحيح الذي قال به الكلبي والبلاذريّ وأبو عبيد القاسم بن سلاّم وابن دريد والمّبرد. حتى بالغ الرضيّ الشاطبي وادّعى فيه الإجماع.
وقال ابن إسحاق: عامر. وضعّف.
وكنيته أبو هذيل ويقال له أبو خزيمة.

والسبب في تلقيبه بذلك أن أباه إلياس خرج هو وبنوه مدركة وعمرو وعامر وعمير، وأمهم ليلى بنت حلوان بن الحاف في نجعة فنفرت إبلهم من أرنب فخرج إليها قال ابن السائب: عمرو. وقال الزبير: عامر فأدركها. وخرج عامر، وقال الزبير: عمرو: فاصطاد الأرنب فطبخها فسمى طابخة، وانقمع عمير فسمّى قمعة. وخرجت أمّهم ليلى متخندفة، والخندفة:
مشىٌ فيه سرعة وتقارب الخطى. والنون زائدة. وعن الخليل أن الخندفة مشية كالهرولة للنساء خاصة دون الرجال. فقال لها إلياس أين تخندفين؟ فسميت خندف.

وقال أبو محمد عبد الله البطليوسيّ رحمه الله تعالى: مرّ عامر بالأرنب فقتلها فقال له أخوه عمرو: وأنا أطبخ صيدك. فطبخه عمرو وأدرك عامر الإبل فردها فحدّثا بها أباهما فقال:
أدركت يا عامر ما أردنا ... وأنت ما أدركت قد طبخنا

وقال لعمير: وأنت قد أسأت وانقمعنا قيل: ومن ذرية قمعة عمرو بن لحي بن قمعة بن إلياس، وهو الذي غيّر دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم كما سيأتي بيان ذلك.

ابن إلياس الياس بهمزة وصل تفتح في الابتداء وتسقط في غيره، واللام فيه للتعريف وقيل للمح الصفة، مشتق من اليأس الذي هو ضد الرجاء وصححه السهيلي وقال ابن الأنباري: بهمزة قطع في الوصل والابتداء.
واختلف في اشتقاقه فقيل: من قولهم: رجل أليس وهو الشجاع الذي لا يفر. وقال البلاذري: أخبرني الأثرم عن أبي عبيدة قال: يقال للسلّ والنحافة: اليأس قال الشاعر:
هو اليأس أو داء الهيام أصابني ... فإياك عنّي لا يكن بك ما بيا

قال: وقد يكون إلياس مشتقاً من قولهم: فلان أليس وهو الشديد المقدام الثابت القلب في الحروب. قال العجّاج:

أليس يمشي قدماً إذا اذّكر ... ما وعد الصّابر من خيرٍ صبر

وقال: الأثرم: حكى خالد بن كلثوم: الأسد أليس. وقال أليس: بيّن الليس. وجمع أليس ألياس. وقيل غير ذلك.
والمعروف أن إلياس اسمه وحكى بعضهم أن اسمه حبيب وكنيته أبو عمرو.

وأمّه: قيل من ولد معد بن عدنان وعليه فقيل هي الرّباب بنت حيدة بن معد بن عدنان. ذكره الطبري. وقيل هي الحنفاء بنت إياد: بن معد بن عدنان. نقله أبو الربيع عن الزبير وقيل جرهمية. ذكره ابن هشام ولم يسمّها.

قال ابن الزبير: ولما أدرك إلياس أنكر على بني إسماعيل ما غيّروا من سنن آبائهم وسيرهم، وبان فضله عليهم وجمعهم رأيه ورضوا به فردّهم إلى سنن آبائهم، ولم تزل العرب تعظمه تعظيم أهل الحكمة، كتعظيمها لقمان وأشباهه.
قال ابن دحية رحمه الله تعالى: وهو وصي أبيه. وكان ذا جمال بارع.

قال السّهيلي: ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تسبّوا إلياس فإنه كان مؤمناً»
انتهى.
وسيأتي لهذا مزيد بيان في ترجمة مضر. وذكر أنه كان يسمع في صلبه تلبية النبي صلى الله عليه وسلّم بالحجّ. وهو أول من أهدى إلى البيت البدن. قال ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما.

ابن مضرمضر بضم الميم وفتح الضاد المعجمة. وهو غير مصروف للعلمية والعدل عن ماضر.

لقب بذلك لأنه كان يضير قلب من رآه لحسنه وجماله. وقال القتبي: مشتق من المضيرة، أو من اللبن الماضر. والمضيرة شيء يصنع من اللبن. فسمي مضراً لبياضه.

واسمه عمرو. وكنيته أبو إلياس. وأمّه سودة بنت عكّ بن عدنان. وكان يقال له مضر الحمراء، قيل: لأن العرب تسمي الأبيض الأحمر. قاله السهيلي. والذي ذكره ابن جرير والماوردي والزبير والبلاذري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن نزاراً أباه لما حضرته الوفاة أوصى بنيه وهم: مضر وربيعة وإياد وأنمار فقال: هذه القبة- لقبة حمراء من أدم- وما

أشبهها من المال لمضر. وهذا الخباء الأسود وما أشبهه لربيعة. وهذه الخادم وكانت شمطاء وما أشبهها لإياد. وهذه البدرة والمجلس لأنمار يجلس فيه وقال البلاذري رحمه الله تعالى إنه أوصى له بحمار وفي ذلك قال الشاعر:
نزارٌ كان أعلم إذ تولى ... لأيّ بنيه أوصى بالحمار
وقال لهم: إذا أشكل عليكم الآمر في ذلك واختلفتم في القسمة فعليكم بالأفعى الجرهمي، وكان بنجران.
فلما مات نزار اختلفوا وأشكل عليهم أمر القسمة فتوجهوا إلى الأفعى، فبينما هم في مسيرهم إليه إذ رأى مضر كلأً قد رعى فقال: إنّ البعير الذي رعى هذا لأعور. فقال ربيعة: وهو أزور. وقال إياد: وهو أبتر. وقال أنمار وهو شرود. فلم يسيروا إلا قليلا حتى لقيهم رجل توضع به راحلته فسألهم عن البعير فقال مضر: أهو أعور؟ قال: نعم. قال ربيعة: أهو أزور؟ قال: نعم.
قال إياد: أهو أبتر؟ قال: نعم. قال أنمار: أهو شرود؟ قال: نعم هذه والله صفة بعيري دلّوني عليه فحلفوا له أنهم ما رأوه. فلزمهم وقال كيف أفارقكم وأنتم تصفون بعيري بصفته؟ فساروا وسار معهم حتى قدموا نجران فنزلوا بالأفعى الجرهمي، فحاكمهم صاحب الجمل إلى الأفعى وقال:
بعيري وصفوا لي صفته ثم قالوا لم نره.
فقال لهم الأفعى: كيف وصفتموه ولم تروه؟ فقال له مضر: رأيته يرعى جانباً ويترك جانباً فعرفت أنه أعور. وقال ربيعة: رأيت إحدى يديه ثابتةً والأخرى فاسدة الأثر فعلمت أنه أفسدها بشدة وطئه وطلبه لازوراره وقال إياد: عرفت بتره باجتماع بعره ولو كان ذيّالاً لمصع به. وقال أنمار: عرفت أنه شرود بأنه كان يرعى في المكان الملتفّ نبته ثم يجوزه إلى مكان أرقّ منه وأخبث. وحلفوا أنهم ما رأوه. فقال الأفعى: ليسوا بأصحاب بعيرك فاطلبه.
ثم سألهم من أنتم؟ فأخبروه فرحّب وقال: تحتاجون إليّ وأنتم في جزالتكم وصحة عقولكم وآرائكم على ما أرى؟!.
ثم خرج عنهم وأرسل إليهم بطعام فأكلوا وبشراب فشربوا فقال مضر: لم أر خمراً أجود منها لولا أنها نبتت على قبر. وقال ربيعة: لم أر كاليوم لحماً أطيب لولا أنه ربي بلبن كلب وقال إياد: لم أر كاليوم رجلاً أسرى لولا أنه ليس لأبيه الذي يدعى له. وقال أنمار: لم أر كاليوم كلاماً أنفع في حاجتنا. وسمع الأفعى كلامهم فقال: ما هؤلاء الشياطين، ثم أتى أمّه فسألها فأخبرته أنها كانت تحت ملك لا يولد له فكرهت أن يذهب الملك فأمكنت رجلاً نزل بنا فجئت أنت منه. وقال للقهرماني: الخمر الذي شربنا ما أمرها؟ قال: من حبلة غرستها على قبر أبيك. وسأل الراعي عن اللحم فقال: شاة أرضعناها من لبن كلبة ولم يكن في الغنم غيرها.
فقيل لمضر: من أين عرفت الخمر. فقال: لأني أصابني عطش شديد. وقيل لربيعة من أين علمت اللحم؟ قال لأن لحم الكلب يعلو شحمه بخلاف لحم الشاة فإن شحمها يعلو لحمها.
وقيل لإياد: من أين علمت أن نسبي لغير أبي؟ قال: لأنه وضع الطعام ولم تجلس معنا فيكون أصلك دنيئاً.
فقال: قصوا عليّ قصتكم. فقصوا عليه ما أوصى به أبوهم وما كان من الاختلاف بينهم. ما أشبه القبة الحمراء من مال فهو لمضر. فصارت إليه الدنانير والإبل، فسمى مضر الحمراء. قال: وما أشبه الخباء الأسود من دابة ومال فهو لربيعة فصارت إليه الخيل وهي دهم.
فسمى ربيعة الفرس. قال: وما أشبه الخادم وكانت شمطاء من مال فيه بلق فهو لإياد فصارت الماشية البلق له فقيل إياد الشمطاء. وقضي لأنمار بالدراهم والأرض فساروا من عنده وهم على ذلك.
قال محمد بن السائب فيما رواه البلاذري عنه: ومضر أول من حدا للإبل وكان سبب ذلك أنه سقط من بعيره وهو شاب فانكسرت يده فقال: يا يداه يا يداه فأتت إليه الإبل من المرعى فلما صح وركب حدا، وكان من أحسن الناس صوتاً. قال البلاذري: وقيل بل كسرت يد مولى له فصاح فاجتمعت عليه الإبل فوضع الحداء وزاد الناس فيه قال السهيلي وفي الحديث: «لا تسبّوا ربيعة ومضر فإنهما كانا مؤمنين».
وروى ابن حبيب بسند جيد عن سعيد بن المسيب مرسلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تسبّوا مضر فإنه كان على ملة إبراهيم» ورواه الزبير والبلاذري بسند جيد عن الحسن مرسلا مثله. ورواه البلاذري عن عبيد الله بن خالد مرسلا نحوه.
وروى ابن حبيب بسند جيد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: مات أدد والد عدنان، وعدنان، ومعدّ، وربيعة، ومضر، وقيس عيلان وتيم وأسد وضبة وخزيمة على الإسلام على ملة إبراهيم صلى الله عليه وسلّم.
ومما يؤثر من حكم مضر: من يزرع شرا يحصد ندامة، وخير الخير أعجله، فاحملوا أنفسكم على مكروهها فيما يصلحكم، واصرفوها عن هواها فيما أفسدها، فليس بين الصلاح والفساد إلا صبر فواق.

الفواق: قال في الصحاح ما بين الحلبتين من الوقت، لأنها تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدرّ ثم تحلب.
وله من الولد إلياس بالمثناة التحتية، والناس بالنون. قال الوزير المغربي: بتشديد السين المهملة، وهو عيلان بعين مهملة فمثناة تحتية. قال البلاذري: حضنه غلام لمضر يقال له عيلان فسمي به، فقيل لابنه قيس بن عيلان بن مضر وهو قيس بن الناسّ وأمّهما الرّباب.
وقال الجوّاني: قولهم قيس المراد به من ولد قيس بن عيلان بن مضر قال: ومن العلماء من يقول إن عيلان كان حاضناً لقيس وليس بإبن. فتقول قيس عيلان بن مضر فتضيفه إليه كما قيل في قضاعة سعد هذيم. وهذيم حاضنه. والأول أصح وهذه روايتنا عن شيوخنا.

_________________
يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: شرح أسماء آبائه صلى الله عليه وسلم وبعض أحوالهم على وجه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 07, 2018 11:15 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:22 pm
مشاركات: 2958


سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1 / 292 - 305)

ابن نزار: نزار بكسر النون وتخفيف الزاي. قال أبو الفرج الأمويّ:مأخوذ من التّنزّر لأنه كان فريد عصره.

وقال السهيلي: من النّزر وهو القليل، لأن أباه حين ولد له ونظر إلى النور بين عينيه وهو نور النبوة الذي كان ينقل في الأصلاب، فرح به فرحاً شديداً ونحر وأطعم شيئاً كثيراً وقال: هذا نزر قليل في حق هذا المولود. فسمي نزاراً لذلك.

وقال الإمام أبو الحسن الماوردي رحمه الله تعالى في كتاب «أعلام النبوة» له: إن نزاراً كان اسمه خلدان وكان مقدّماً وانبسطت له اليد عند الملوك، وكان مهزول البدن. فقال له ملك الفرس: مالك يا نزار؟ قال وتفسيره في لغة الفرس: يا مهزول. فغلب عليه هذا الاسم.

قال العلامة المحب ابن شهاب الدين بن الهائم: وهو غريب جداً.

وكنيته أبو إياد. وقيل أبو ربيعة. وأمّه معانة بعين مهملة فنون بنت جوشم بجيم وزن جعفر. وقيل اسمها عنّة بفتح العين المهملة وتشديد النون بنت جوشن بنون بدل الميم. وقيل في اسمها غير ذلك واتفقوا على أنها جرهمية.

ابن معدمعدّ: بفتح الميم والعين وتشديد الدال المهملتين، وفيما هو منقول منه أقوال: أحدها أن يكون مفعلاً بفتح العين من قولك عددت الشيء أعده عدّاً. حكاه ابن الأنباري والزجاجي عن قطرب.

الثاني: أن يكون فعلاً بفتح العين من قول العرب معد الرجل في الأرض إذا ذهب. فيما حكاه الزجاجي في مختصر الزاهر وحكاه أيضاً السهيلي، إلا أنه فسر قولهم معد في الأرضبأفسد فيها.

قال السهيلي: وإن كان ليس من الأسماء غير الأعلام ما هو على وزن فعل إلا مع التضعيف فإن التضعيف يدخل في الأسماء ما ليس منها. كما قالوا: شمّر وقشعريرة ونحو ذلك.

الثالث: أن يكون من المعد وهو موضع رجل الفارس من الفرس وموضع رجل الراكب من المركوب. حكاه الزجاجي في مختصر الزاهر.

وحكى السهيلي نحوه عن ابن الأنباري، إلا أنه قال من المعدين وهما موضع عقبي الفارس من الفرس.

قال السهيلي: وأصله على القولين الأخيرين من المعد بسكون العين وهي القوّة. ومنه اشتقاق المعدة. وذكر الزجاجي نحوه فقال:
ويجوز أن يكون من قول العرب: قد تمعدد الرجل إذا قوي واشتد

وقال أبو الفتح بن جنّي في شرح تصريف أبي عثمان المازني: ويقال تمعدد الغلام إذا صلب واشتد. وقد يكون تمعدد بمعنى خطب وتعبّد وتكلم.

وأنشد قول الراجز:

ربّيته حتّى إذا تمعددا ... وصار نهداً كالحصان أجردا

وكان جزائي بالعصا أن أجلدا .

قال: وقال عمر رضي الله تعالى عنه: «اخشوشنوا وتمعددوا» أي كونوا على خلق معد.

وكنيته أبو قضاعة. وقيل أبو نزار. وأمه مهدد بنت اللهم بكسر اللام وسكون الهاء ويقال بالحاء بدل الهاء بن حجب بجيم مفتوحة فحاء مهملة ابن جديس. وقال بعضهم هي من طسم.قال البلاذري والأول أثبت.جديس بالجيم والدال المهملة كأمير طسم بالطاء والسين المهملتين كغلس، قبيلة من عادٍ انقرضوا.

ولما كان زمان بخت نصّر كان لمعدّ بن عدنان ثنتا عشرة سنة. قال أبو جعفر الطبري رحمه الله تعالى: أوحى الله تعالى في ذلك الزمان إلى أرميا بن خليقا أن اذهب إلى بخت نصر فأعلمه أني قد سلّطته على العرب واحمل معدّا على البراق كيلا تصيبه النقمة منهم، فإني مستخرج من صلبه نبياً كريماً أختم به الرسل. فاحتمل معدّا على البراق إلى أرض الشام فنشأ في بني إسرائيل وتزوج هناك امرأة يقال لها معانة بنت جوشن. وقيل إنما حمل معد إلى أرض العراق.

وقال الماوردي في كتابه أعلام النبوة: إن بخت نصر أراد قتل معدّ حين غزا بلاد العرب فأنذره نبي من أنبياء الله تعالى كان في وقته بأن النبوة في ولده. فاستبقاه وأكرمه.


وروى أبو الربيع غير ذلك من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وهو أنه لما غزا بخت نصر العرب بعث الله تعالى ملكين فاحتملا معداً، فلما أدبر الأمر ردّاه فرجع موضعه من تهامة بعد ما رفع الله تعالى بأسه عن العرب فكان بمكة وناحيتها مع أخواله من جرهم وبها يومئذ بقية هم ولاة البيت يومئذ. فاختلط بهم يومئذ وناكحهم. وقيل إنما المحمول عدنان قال أبو الربيع. والصحيح الأول.

واختلف في ولد معدّ. فقال عبد الملك بن حبيب: إنهم سبعة عشر رجلاً درج منهم بلا عقب تسعة وأعقب ثمانية. فالذين أعقبوا: قضاعة بضم القاف وهو بكر والده واسمه عمرو ولقب قضاعة لمّا تقضّع عن قومه أي بعد. ونزار، وإياد الأكبر وحيدان، بفتح الحاء المهملة وسكون المثناة التحتية وعبيد وهو الرمّاح. وجتيد بجيم مضمومة فتاء مثناة فوقية فتحتية ساكنة فدال مهملة. وسليم وقنص وكلهم انتقلوا إلى اليمن إلا نزاراً. وقيل في عددهم غير ذلك.

وروى الطبراني عن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لما بلغ ولد معد بن عدنان أربعين رجلاً وقعوا في عسكر موسى فانتهبوه، فدعا عليهم موسى عليه الصلاة والسلام فأوحى الله تعالى إليه لا تدعُ عليهم فإن منهم النبيّ الأميّ النذير البشير، ومنهم الأمة المرحمة أمة محمد يرضون من الله باليسير من الرزق ويرضى منهم بالقليل من العمل فيدخلهم الجنة بقول لا إله إلا الله، نبيهم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب المتواضع في هيبته المجتمع له اللين في سكوته، ينطق بالحكمة ويستعمل الحلم، أخرجته من خير جيل من أمة قريش، ثم أخرجته من صفوة قريش فهو خيرٌ من خير إلى خير هو وأمته إلى خير يصيرون»
.

وروى الزبير بن بكار عن مكحول رحمه الله تعالى قال: أغار الضّحّاك بن معدّ على بني إسرائيل في أربعين رجلا من بني معدّ عليهم دراريع الصوف خاطمي خيلهم بحبال الليف، فقتلوا وسبوا وظفروا. فقالت بنو إسرائيل: يا موسى إن بني معدّ أغاروا علينا وهم قليل فكيف لو كانوا كثيراً وأغاروا علينا وأنت بيننا فادع الله عليهم فتوضأ موسى وصلى، وكان إذا أراد حاجة من الله صلى ثم قال: يا رب إن بني معدّ أغاروا على بني إسرائيل فقتلوا وسبوا وظفروا وسألوني أن أدعوك عليهم فقال الله: يا موسى لا تدع عليهم فإنهم عبادي وإنهم ينتهون عند أول أمري، وإن فيهم نبياً أحبه وأحب أمّته قال: يا رب ما بلغ من محبتك له؟ قال: أغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال: يا رب ما بلغ من محبتك لأمته قال: يستغفرني مستغفرهم فأغفر له ويدعوني داعيهم فأستجيب له قال: يا رب فاجعلني منهم قال: تقدمت واستأخروا.


فائدة: قال النحويون الأغلب على معدّ وقريش وثقيف التذكير والصرف.

ابن عدنان : بفتح العين وإسكان الدال المهملتين ثم نونين بينهما ألف: مأخوذ من عدن بالمكان إذا أقام به. حكاه ابن الأنباري والزجاجي وغيرهما.

وكنيته أبو معدّ قال البلاذريّ ويقال إن أول من كسا الكعبة عدنان، كساها أنطاع الأدم.
وله من الولد معدّ والدّيث بدال مهملة مكسورة فمثناة تحتية ساكنة فمثلثة. وأبي وألعيّ بهمزة وعين مهملة مفتوحتين وسكون المثناة التحتية وبعضهم يقول بكسر العين وتشديد الياء والثبت الأول. وعديّ بضم العين وفتح الدال المهملة مصغراً، كذا وجدته في نسخة صحيحة مقروءة مقابلة على عدة نسخ من تاريخ البلاذري.

وذكر السهيلي عدن بن عدنان وقال: وإليه تنسب عدن ونازعه في الزهر في ذلك، وقال إنها منسوبة إلى غيره فالله تعالى أعلم.

والحارث والمذهب ولذلك يقال في المثل: أجمل من المذهب.

وذكر ابن إسحاق رحمه الله تعالى من ولد عدنان عكّاً ونوزع في ذلك بأمرين: أحدهما أن عدنان والد عكّ بفتح العين وهو ابن عبد الله بن الأزد.

وقال ابن المعلّى في كتاب الترقيص: وعلى ذلك علماء عكّ والثاني على تقدير تسليم ما ذكره ابن إسحاق: ليس عكّ ابناً لصلب عدنان إنما هو على ما ذكره الكلبي والبلاذري في آخرين: عك واسمه الحارث بن الدّيث بن عدنان.

تنبيه: قد قدّمنا أن ما سبق هو النسب الصحيح المجمع عليه في نسب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن ما بين عدنان إلى إسماعيل فيه اضطراب شديد واختلاف متفاوت حتى أعرض الأكثر عن سياق النسب بين عدنان وإسماعيل. ولكن لا خلاف أن عدنان من ذرية إسماعيل. وإنما الخلاف في عدد ما بينهما. وقد اختلف النسّابون في ذلك، فذهب جماعة إلى إنه لا يعرف. ومما استدلوا به مارواه ابن سعد إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبه معد بن عدنان بن أدد، ثم يمسك ثم يقول: كذب النسّابون .

وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: لو شاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلمه لعلمه.

وأجيب بأن هشاماً وأباه متروكان. وقال السّهيلي: الأصح في هذا الحديث أنه من قول ابن مسعود.

والقائلون: بأنه معروف اختلفوا فقيل: بين عدنان وإسماعيل أربعة وقيل: سبعة وقيل:ثمانية. وقيل: تسعة. وقيل: عشرة. وقيل: خمسة عشر. وقيل: عشرون. وقيل: ثلاثون: وقيل:ثمانية وثلاثون. وقيل: تسعة وثلاثون. وقيل: أربعون. وقيل: أحد وأربعون. وقيل: غير ذلك وبسط الكلام على ذلك ابن جرير وابن حبّان وابن مسعود في تواريخهم وغيرهم ولا حاجة بنا إلى ذلك.


وقال الحافظ رحمه الله تعالى: الذي ترجّح في نظري أن الاعتماد على ما قال ابن إسحاق أولى.

قلت: وصححه أبو الفضل العراقي في ألفيّة السيرة.

قال الحافظ: وأولى منه ما رواه الطبراني والحاكم عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: معد بن عدنان بن أدد بن زند بن اليرى بن أعراق الثّرى. قالت: ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلّم وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً [الْأُولى] وَثَمُودَ ... وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً لا يعلمهم إلا الله تعالى. قالت: وأعراق الثرى: إسماعيل. وزند: هميسع.
ويرى: نبت.
قلت: وصححه الحاكم وأقره الذهبي. وقال الحافظ نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد (انتهى) رواه الطبراني في الصغير وفيه عبد العزيز بن عمران من ذرية عبد الرحمن ابن عوف وقد ضعّفه البخاري وجماعة، وذكره ابن حبان في الثقات
انتهى.

وزند والد أدد بزاي معجمة فنون فدال مهملة قال الدارقطني رحمه الله تعالى: لا نعلم زنداً إلا في هذا الحديث وزند بن الجون وهو أبو دلامة الشاعر. واليرى بمثناة تحتية فراء

خفيفة مفتوحين قال الحافظ في التبصير: واليرى: شجر طيّب الرائحة. انتهى. والثّرى: بمثلثة فراء لقب إسماعيل لقب بذلك لأنه ابن إبراهيم، وإبراهيم لم تأكله النار، كما أن النار لا تأكل الثرى والله تعالى أعلم.

قال الحافظ رحمه الله تعالى: فعلى هذا يكون معد بن عدنان كما قال بعضهم: كان في عهد موسى لا في عهد عيسى صلى الله عليه وسلم، وهذا أولى، لأن عدد الآباء بين نبينا وبين عدنان نحو العشرين فيبعد كل البعد مع كون المدة التي بين نبينا وبين عيسى كانت ستمائة سنة مع ما عرف من طول أعمارهم أن يكون معد في زمن عيسى. وإنما رجّح من رجح كون بين عدنان وإسماعيل العدد الكثير استبعادهم أن يكون بين معد وهو في عصر عيسى بن مريم وبين إسماعيل أربعة آباء أو خمسة مع طول المدة، وما فرّوا منه وقعوا في نظيره كما أشرت إليه.

والأقرب: ما حرّرته وهو إن ثبت أن معد بن عدنان كان في زمن عيسى فالمعتمد أن يكون بينه وبين إسماعيل العدد الكثير من الآباء، وإن كان في زمن موسى فالمعتمد أن ما بينهما العدد القليل. انتهى كلام الحافظ رحمه الله تعالى.

وقد تقدم في ترجمة معدّ أن أولاده أغاروا على عسكر موسى عليه الصلاة والسلام.

قال السهيلي: وحديث أم سلمة أصح شيء روي في هذا الباب. ثم قال: وليس هو عندي بمعارض لما تقدم من
قوله: «كذب النسابون»

ولا لقول عمر، لأنه حديث متأوّل يحتمل أن يكون قوله ابن اليرى بن أعراق الثرى كما قال: «كلكم بنو آدم وآدم من تراب» لا يريد أن الهميسع ومن دونه ابن لإسماعيل لصلبه، ولا بد من هذا التأويل أو غيره، لأن أصحاب الأخبار لا يختلفون في بعد المدة بين عدنان وإبراهيم، ويستحيل في العادة أن يكون بينهما أربعة آباء أو سبعة كما ذكر ابن إسحاق، أو عشرة أو عشرون، فإن المدة أطول من ذلك كله.

وذلك أن معد بن عدنان كان في مدة بخت نصّر ابن اثنتي عشرة سنة. قال الطبري.

قلت: وإذا تأملت الكلام السابق للحافظ تبيّن لك الجواب عن السهيلي.

قال الجوّاني رحمه الله تعالى: وسبب الخلاف في النسب أنه قد جاء أن العرب لم يكونوا أصحاب كتب يرجعون إليها، وإنما كانوا يرجعون إلى حفظ بعضهم من بعض، فمن ذلك حدث الاختلاف. انتهى.

وإذا علم ما تقرّر فهذه فوائد تتعلق بالأسماء الآتية:

الأولى: قال ابن دريد: ما بعد عدنان أسماء سريانية لا يوضّحها الاشتقاق.

الثانية: قال الحافظ محمد بن علي التوزري الشهير بابن المصري رحمه الله تعالى في شرحه على القصيدة الشقراطيسية وهو في ست مجلدات كبار في وقف خزانة المحمودية: ما
كان من هذه الأسماء العجمية على أربعة أحرف فصاعداً فلا خلاف أن منعه من الصرف للعجمة والتعريف. وما كان منها على ثلاثة أحرف فإما أن يكون متحرك الوسط فحكمه حكم الأول، وإما أن يكون ساكن الوسط كنوح ويرد فحكمه الصرف على المشهور.

الثالثة: قال الحافظ في الفتح بعد أن ساق نسب سيدنا إبراهيم إلى نوح صلى الله عليهما وسلم كما سيأتي: لا يختلف جمهور أهل النسب ولا أهل الكتاب في ذلك إلا في النطق ببعض هذه الأسماء. نعم ساق ابن حبان في أول تاريخه خلاف ذلك وهو شاذ انتهى.
وقال ابن دريد: في كتاب الاشتقاق: وأما نسب إبراهيم إلى آدم عليهما الصلاة والسلام فصحيح لا خلاف فيه لأنه منزّل في التوراة مذكور فيها نسبهم ومبلغ أعمارهم.

وقال الجوّاني في المقدمة: النسب فيما بين آدم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام صحيح لا خلاف فيه بينهم ولا خلاف إلا في أسماء الآباء لأجل نقل الألسنة.

الرابعة: اختلف العلماء في كراهة رفع النسب إلى آدم صلى الله عليه وسلم: فذهب ابن إسحاق وابن جرير وغيرهما إلى جوازه، وأما الإمام مالك رضي الله تعالى عنه فسئل عن الرجل يرفع نسبه إلى آدم فكره ذلك، فقيل له: فإلى إسماعيل؟ فأنكر ذلك أيضاً. وقال: من يخبره به! وكره أيضاً أن يرفع في نسب الأنبياء: مثل أن يقول إبراهيم بن فلان بن فلان. قال: ومن يخبره به؟ لنقله في الروض عن كتاب عبد الله بن محمد بن حسين المنسوب إلى المعيطي.
ابن أد أدّ بضم الهمزة وتشديد الدال المهملة قال أبو عمر: كل الطرق تقول: عدنان بن أدد إلا طائفة فقالوا: عدنان بن أد بن أدد. قال في «الغرر» والظاهر أنه من مادة أدد.
وأمّه النعجاء بنت عمرو بنت تبّع سعد ذي قائش الحميري.

ابن أدد أدد بهمزة مضمومة ثم دالين مهملتين الأولى مفتوحة. وفي مادته وجوه:

أحدها. فعل من الودّ قلبت واوه همزة لانضمامها أولا كما قيل في وجوه ووقت. ذكره جماعة. قال ابن السرّاج: وليس معد ولا كعمر. قال السهيلي: وهو ظاهر قول سيبويه.

الثاني: أن يكون من الأد وهو من الأمر العظيم والداهية من قوله تعالى: لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا.

الثالث: أن يكون من قولهم: أددت الثوب إذا مددته.

الرابع: أن يكون من قولهم أدّت الإبل: إذا خرجت. ذكره ابن الأنباري في الزهر والزجاجي في مختصره.

وعلى الوجه الثاني يجوز أن يكون من الأد بالفتح وقد قرئ به في الآية شاذاً وفسره أبو عمرو بن العلاء رحمه الله تعالى بالعظيم.

وأمه حيّة بحاء مهملة فمثناة تحتية القحطانية قال الحافظ في التبصير: كل من جاء على هذه الصورة من النساء فهو بالياء المثناة من تحت إلا أخت يحي بن أكثم فإنها بالخاء المعجمة والنون، وإلا أم مريم ابنة عمران وإنها بالمهملة والنون.

ابن اليسع اليسع باسم النبي المرسل. وقد قالوا فيه إنه بهمزة وصل تفتح في الابتداء ولام ساكنة ومثناة تحتية مفتوحة. ويقال اللّيسع بلام مشددة مفتوحة وياء ساكنة. وبذلك قرأ حمزة والكسائي وخلف في سورة الأنعام وص. وبالأول قرأ الجمهور وقال في المطالع: وهو اسم عجمي ممنوع من الصرف وقيل عربي وقيل له اليسع لسعة علمه أو لسعيه في الحق.

ابن الهميسعالهميسع: قال الجوهري: الهميسع بالفتح: الرجل القوي. قال الجوّاني: بفتح الهاء على وزن السّميدع قال: وأكثر الناس يروونه بضم الهاء. والصواب الفتح. قال السهيلي، وتفسيره الضّراع. وأمه حارثة بنت مرداس بن زرعة ذي رعين الحميري.

ابن سلامان سلامان: لم أقف له على ترجمة.

ابن نبت نبت بفتح النون ويقال نابت. قاله الأمير أبو نصر بن ماكولا رحمه الله تعالى في باب نابت بن إسماعيل بن إبراهيم. قال: ويقال بل هو نابت بن سلامان بن حمل ابن قيذار بن إسماعيل بن إبراهيم. وهذا القول الأخير خلاف ما ذكره الجوّاني في النسب فإنه قال:
عدنان بن أد بن أدد بن اليسع بن الهميسع بن سلامان بن نبت فقدم سلامان على نبت. وكذا نقله ابن الجوزي في التلقيح.
وأمه هامة بنت زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

ابن حمل حمل بفتح المهملة والميم آخره لام. وأمه العاضرية بنت مالك الجرهمي.

ابن قيذار قيذار بالذال المعجمة ويقال قيذر بفتح الذال وضمها قال السهيلي: وتفسيره صاحب

الإبل وذلك أنه كان صاحب إبل إسماعيل. وقال في موضع آخر: وذكر من وجه قوي عن نسّاب العرب أن نسب عدنان يرجع إلى قيذار بن إسماعيل وأن قيذار كان الملك في زمانه ومعنى قيذار الملك إذا قهر.

وقال الجواني: افترق ولد إسماعيل في أقطار الأرض فدخلوا في قبائل العرب. ودرج بعضهم فلم يثبت النسّابون لهم نسباً إلا ما كان من ولد قيذار، ونشر الله تعالى ذرية إسماعيل الذين تكلّموا بلسانه من ولد قيذار ابنه أبي العرب.

وأمه: قال الجوّاني: هالة بنت الحارث بنت مضاض الجرهمي. وقيل غير ذلك.

ابن مقوم مقوّم بضم الميم. واختلف في واوه، ففي نسخة صحيحة من السيرة قرئت على أبي محمد ابن النحاس راويها: على الواو شدة وفتحة وتحتها كسرة وفوق الواو بخط الجوّاني: معاً.

وقال العسكري رحمه الله تعالى بفتح الواو وهكذا قرأته على ابن دريد بالفتح وقال التّوزري رحمه الله تعالى بكسر الواو.

ابن ناحورناحور: بنون وحاء مهملة من النحر إن كان عربياً.

ابن تيرح تيرح بمثناة فوقية مفتوحة فتحتية مثناة ساكنة فراء مفتوحة مهملة وزن جعفر. قال السهيلي: وهو فيعل من الترحة إن كان عربياً والتّرح: ضد السرور. ويقال تارح بألف بدل الياء.

ابن يعرب يعرب: بمثناة تحتية فعين مهملة ساكنة فراء مضمومة فباء موحدة غير مصروف. قال ابن دريد مشتق من قولهم أعرب في كلامه إذا أفصح. أو من قولهم أعرب عن نفسه إذا أفصح عنها وتعقّب بأن يعرب لا يكون من أعرب.

ابن يشجبيشجب بمثناة تحتية مفتوحة فشين معجمة ساكنة فجيم مضمومة فباء موحدة قال الحافظ التوزري: من الشّجب وهو الهلاك وسمّي به لأن العرب تسمي بالألفاظ المكروهة تفاؤلاً بذلك للأعداء.
ابن نابت نابت بالنون اسم فاعل من نبت.

ابن إسماعيل إسماعيل باللام وفيه لغة أخرى وهو إسماعين بالنون. حكاه الإمام النووي رحمه الله تعالى في تهذيبه.

وهو نبي الله ورسوله صلى الله عليه وسلّم أرسله إلى أخواله من جرهم وإلى العماليق الذين كانوا بأرض الحجاز فآمن بعض وكفر بعض.

وهو اسم أعجمي كسائر الأعلام الأعجمية. قال السهيلي رحمه الله تعالى: وتفسيره مطيع الله. قال صاحب القاموس في كتاب لغات القرآن المسمى بمطلع زواهر النجوم: وهو أول من سمّي بهذا الاسم من بني آدم، واحترزنا بهذا القيد عن الملائكة فإن فيهم إسماعيل وهو أمير الملائكة. قلت: أي ملائكة سماء الدنيا. كما سيأتي في باب سياق قصة المعراج.

وتكلّف بعض الناس له اشتقاقا من سمع وتركيباً منه ومن إيل وهو اسم الله تعالى قال فإن وزنه إفعاليل فمعناه اسم الله تعالى أمره فقام به. والذي قال: إن وزنه فعاليل لأن أصله سماعيل قال لأنه سمع من الله تعالى قوله فأطاعه.

قال في المطلع وله عشر خصائص: الأولى أن لغته كانت لغة العرب قلت: هو أول من نطق بالعربية المبينة.

روى الزبير بن بكار وأبو جعفر النحاس في أدب الكاتب عن علي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أول من فتق الله لسانه بالعربية المبينة إسماعيل وهو ابن أربع عشرة سنة» .
إسناده حسن كما في الفتح والزهر.
وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في حديث بدء أمر زمزم ونزول جرهم بأم إسماعيل: وشبّ الغلام وتعلم العربية منهم الخ.
وقد تقدم بتمامه.
قال الحافظ: فيه إشعار بأن لسان أمه وأبيه لم يكن عربيا، وفيه تضعيف لقول من روى أنه أول من تكلم بالعربية. وقد وقع ذلك في حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عند الحاكم في المستدرك بلفظ: «أول من نطق بالعربية إسماعيل» ثم أورد الحافظ حديث عليّ السابق. ثم قال: وبهذا القيد- يعني إنه أول من تكلم بالعربية المبينة يجمع بين الخبرين فتكون أوليته في ذلك بحسب الزيادة في البيان لا الأولية المطلقة. ويكون بعد تعلّمه أصل
العربية من جرهم ألهمه الله تعالى العربية الفصيحة البيّنة فنطق بها.

ويشهد لهذا الجمع ما حكى ابن هشام رحمه الله تعالى عن الشرفيّ بن قطامي أن عربية إسماعيل كانت أفصح من عربية يعرب بن قحطان وبقايا حمير وجرهم. ويحتمل أن تكون الأولية في الحديث مقيدة بإسماعيل بالنسبة إلى بقية إخوته من ولد إبراهيم. فإسماعيل أول من نطق بالعربية من ولد إبراهيم. ولهذا تتمة تأتي في اسم «العربي» .

الثانية: أنه مركز نور النبي صلى الله عليه وسلّم.

الثالثة: أنه ولد الخليل صلى الله عليه وسلم.

الرابعة: أنه شريك أبيه إبراهيم صلى الله عليه وسلم في بناء البيت.

الخامسة: أنه كان بكر الخليل صلى الله عليه وسلم.

السادسة: أن إليه ترجع أنساب العرب.

السابعة: أنه استسلم للذبح عند امتحان الله تعالى إياه.

الثامنة: أنه فاز بخلعة: وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ.

التاسعة: أن الله تعالى اصطفاه من ولد آدم.

روى مسلم والترمذي عن واثلة بن الأسقع رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل»
الحديث وتقدم بتمامه.
العاشرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم افتخر به
فقال: «أنا ابن الذبيحين» .


قلت هو بهذا اللفظ في الكشاف وقال الزّيلعي والحافظ كلاهما في تخريج أحاديثه: إنهما لم يجداه بهذا اللفظ.

وسماه الله تعالى في القرآن باثني عشر اسماً: غلام، وعليم، وحليم، ومسلم، ومستسلم، وآمر وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وصابر سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ومرضيّ وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا وصادق ورسول ونبي ومذكور وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ.

وكان أكبر من إسحاق صلى الله عليه وسلم.

واختلف في الذبيح منهما. والصحيح الذي عليه الأكثرون أنه إسماعيل صلى الله عليه وسلم.


ولم يخرج من نسله نبيّ غير نبينا صلى الله عليه وسلم وأما خالد بن سنان فإن كان في زمن الفترة فقد ثبت في صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أنا أولى الناس بعيسى بن مريم إنه ليس بيني وبينه نبي»
انتهى.


وإن كان قبلها فلا يمكن أن يكون نبياً لأن الله تعالى قال: لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ وقد قال غير واحد، من العلماء، لم يبعث الله نبياً بعد إسماعيل في العرب إلا محمدا صلى الله عليه وسلم: ذكر ذلك ابن كثير رحمه الله تعالى وقال الحافظ في الفتح: أن هذا الحديث أي الذي في الصحيح يضعف ما ورد في قصة خالد بن سنان، فإنه صحيح بلا تردد، وفي غيره مقال. أو المراد: إنه لم يبعث بشريعة مستقلة، وإنما بعث بتقرير شريعة عيسى.

وأم إسماعيل: هاجر بالهاء ويقال آجر وهي قبطية.




_________________
يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: شرح أسماء آبائه صلى الله عليه وسلم وبعض أحوالهم على وجه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 08, 2018 7:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 22, 2011 2:18 am
مشاركات: 2050
يامدد يامدد
مشاركة منورة بإذن الله
عندي استفسار بسيط وصغير ارجوا لو أجيب عنه للفائدة
معروف ان اباء النبي صلى الله عليه وسلم كلهم موحدون لبركة النور الاحمدي
بس تسمية بعض ابناءهم يوهم بغير ذلك ظاهرا
كتسمية جد المصطفى كما اوردتم بعبد مناة لانه خدم الصنم مناة او تسمية عبد المطلب لابولهب بعبد العزى والعزى من اصنام قريش
فكيف نجمع بين توحيدهم ومعرفتهم بالله وعدم التباسهم بالشرك ومثل هذه الروايات الموهمة

وجزاكم الله خيرا



_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد قد ضاقت حيلتي ادركني اغثني يا رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 18 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 9 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط