ومين هيطلع محور الشر ... والوحشين بعد سقوط مسلسل الفوضى المدمرة؟
...................ابن الزهراء كتب:
طارق فهمي يكتب : الموضوع أكبر من جزيرتين وهذه هي الحقائق ...
د. طارق فهمى04:27 مالسبت 16/أبريل/2016
د. طارق فهمى د. طارق فهمى
إسرائيل تخشي فتح ملف ام الرشراش وتعويضات جنود سيناء وسرقة المياه الجوفية وتدمير آبار البترول
السلام الاقتصادي قد يسبق السلام السياسي بكل ما فيه من تبعات وتعقيدات حقيقية قد يدفع ثمنها الجميع وليس دولة بعينها
إسرائيل ترتب لسلام إقليمي يشمل السعودية ومصر والأردن ودول الخليج ....
عودة المطالبات الإسرائيلية بتأجير الأراضي المصرية للفلسطينيين مثلما اجرت الأردن وادي عربة لإسرائيل ....
الشرق الأوسط يتأهب لسلسلة من الاتفاقيات السرية والتي لن يعلم الرأي العام الا نتائجها فجأة.....
لماذا لم يتم الإعلان عن ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي عن الاتفاق الرباعي بشأن الجزيرتين بدعم ووساطة أمريكية ...
التعاون الإسرائيلي المقترح يتمثل في إقامة المنتجعات والتوطين المتبادل وبنك للمياه في الشرق الأوسط وخطوط السكك الحديدية التي تربط دول المنطقة وخطوط الغاز الجديدة
----------------------------------------------------------
أفاض وزير الدفاع الإسرائيلي عندما تكلم عن اتفاق تيران وصنافير وفسر لماذا وافقت إسرائيل علي نص الاتفاق بين مصر وإسرائيل ولكن ما قاله وزير الدفاع من تفصيلات توشي بأن شيء ما جري ترتيبه بين البلدان الأربعة مصر وإسرائيل والسعودية ودخلت الولايات المتحدة علي الخط باعتبارها وسيط في عملية السلام وموقع علي معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وأن هذه الترتيبات دارت منذ عدة أشهر والتزم بها الجميع من إسرائيل ومصر وفضلت الولايات المتحدة الصمت لحين اعلان مصر علي الاتفاق الذي شمل السعودية برغم انها طرف غير موقع في معاهدة السلام مع إسرائيل حتي الان ..
يثير هذا الاتفاق جملة من التساؤلات الشائكة والتي تحتاج الي إجابات مقنعة :
1- هل نشهد في الفترة المقبلة ابرام دول عربية وعلي رأسها السعودية اتفاقات مع إسرائيل خاصة وان السعودية سبق وان أبدت قبولا بالسلام مع إسرائيل شريطة ان تخرج من الأراضي العربية المحتلة وتقيم علاقات سلام كامل مع الدول العربية فيما يعرف باسم المبادرة العربية للسلام .
2- تتحدث مصادر إسرائيلية وعربية عن سلسلة من اللقاءات السعودية الإسرائيلية السرية التي دارت بين مسئولين سعوديين سابقين وقيادات إسرائيلية بهدف تقريب وجهات النظر بين الطرفين في مواجهة التحدي الإيراني الذي يجمع بين البلدين لأول مرة وهو ما يشير الي وجود تفاهم يجري اعداده علي قدم وساق وانه محور لنقاش غير معلن حتي الان .
3- ذهب ولي ولي العهد السعودي محمد بن سالمان الي الأردن لكي يطمئن الأردنيين عن الاتفاق وانه لا تأثير حقيقي علي خليج العقبة ويؤكد علي عمق التعاون المشترك بين البلدين والمساعدات المفتوحة من السعودية للأردن الا ان الواقع يؤكد أن الأردن سيكون بوابة جديدة ووسيط مباشر بين السعودية وإسرائيل وان الأردنيين سيؤدون دورا مهما في المرحلة المقبلة في اطار تحالف مصري اردني إسرائيلي سعودي وبدعم امريكي يتوافق والطرح الجديد في الشرق الأوسط والذي ينطلق من حسابات وتقديرات جديدة تدخل إسرائيل في قلب الاتفاقات الجديدة في الشرق الأوسط والتي ستبدأ بتعاون إقليمي سيشمل إسرائيل بالضرورة في ظل الضغط الراهن علي الحكومة الإسرائيلية باستئناف مساعي التسوية والبدء في مسار سلام جديد وهو أيضا يجيب لماذا شرع الرئيس الفلسطيني في طلب لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بصورة علنية في الوقت الراهن وهو ما يؤكد علي ان الفلسطينيين ليسوا بمنأى عن المشهد الراهن الذي يتشكل علي قدم وساق ويستهدف إعادة ترسيم السياسات وفق حسابات محددة.
4- تكشف جملة التحركات ما بين الأطراف المختلفة أن عصرا من الاتفاقات ستتم في هدوء ولن يعلن الا عن نتائجها وهو ما جري في التعامل مع ملف تيران وصنافير حيث تتحدث إسرائيل علانية عن عودة أفكار كانت قد حسمت منذ سنوات طويلة ومنها تبادل الأراضي والتوطين المتبادل حيث تشير كل المعلومات المتاح الحديث فيها عن إمكانية ان يدفع الجميع ثمن السلام من إسرائيل الي مصر الي الأردن الي الفلسطينيين انفسهم بما في ذلك السعودية وستدفع سوريا أيضا ثمنا يتجاوز الجولان ويتلخص هذا الفكر في ان سوريا تقيم في الحمه وهي ارض فلسطينية وإسرائيل توجد في وادي عربة ل99 عاما ومن ثم فان مصر يمكن ان تؤجر جزء من أراضيها الي الفلسطينيين وتدفع الأردن أيضا جزء من واديها للإقامة الاف الاسر الفلسطينية بعيدا عن تنفيذ مخطط الوطن البديل ...
5- المشكلة كما تراها إسرائيل ليس في جزيرتي تيران وصنافير وانما في القادم خاصة وان مصر والسعودية يمثلان ثقلا كبيرا يمكن ان يفيد إسرائيل في استشراف المستقبل المشترك في منطقة لا تزال تواجه حالة من عدم الاستقرار خاصة وان استمرار مواجهة التحديات من تنظيمات الإرهاب سيستمر ولن ينتهي وهو ما تتحسب له إسرائيل جيدا وتدرك ان البديل ليس في التصعيد الأمني والاستراتيجي وانما أيضا في التوصل لخيارات من التهدئة والاستقرار التي تعمل لصالح إسرائيل في المحصلة الأخيرة .
6- تؤكد إسرائيل ان المشكلة لم تعد في معاهدة السلام مع مصر أو وادي عربة مع الأردن خاصة وان السلام آمن ومستقر لسنوات طويلة ولم يعد هناك اية سلبيات من أي نوع في التطبيق المباشر للمعاهدات بل في رؤية الأطراف الأخرى التي يمكن ان تنضم الي المعاهدات الجارية ومنها السعودية ودول في الخليج تري أن السلام قادم وآت وان المشكلة في الوقت وليس في أي جانب بما في ذلك إسرائيل وتشير كل التقديرات الي ان إسرائيل تستعد لترتيب توافقات جديدة في الإقليم عبر اتفاقيات جديدة تتجاوز القديمة خاصة وان جنرالات جيش الدفاع صاغوا اتفاقا جديدا يعالج ثغرات كامب ديفيد ووادي عربه وهو ما تمت الإشارة اليه في المرحلة السابقة في مؤتمر هرتسليا الأخيرين وباستفاضة استراتيجية وسياسية .
7- تتحسب إسرائيل اذن لمطالبة المصريين سواء اليوم او غدا بفتح ملف قرية ام الرشراش والتي بنت عليه إسرائيل ميناء ايلات وهو ما يمكن ان يثير ازمة سياسية جديدة ربما تكون مؤجلة في الوقت الراهن ولكنها ستظل ورقة في ملف القضايا المسكوت عليها بين مصر وإسرائيل وتتعلق بتعويضات احتلال سيناء وتدمير حقول البترول وحقوق الاسري المصريين وسرقة المياه الجوفية وإعادة الاثار المسروقة وغيرها وفي نص المعاهدة ما يقر بذلك وفي توقيتات معينة عملت إسرائيل علي التلويح بحقوق يهود مصر مقابل طرح هذه الملفات ...
8- تتحدث إسرائيل عن السلام القادم في الشرق الأوسط وعن مشروعات هي في القلب منها ولهذا ليس غريبا ان تتحدث عن التعاون الإقليمي الشامل الذي يضم مصر والأردن وسوريا بعد الأسد الصغير والسعودية والعراق والاكراد بعد قيام دولتهم ودول اخري وان التعاون المقترح يتمثل في إقامة المنتجعات والتوطين المتبادل وبنك للمياه في الشرق الأوسط وخطوط السكك الحديدية التي تربط دول المنطقة وخطوط الغاز الجديدة والتي كان بعضها مشيدا من قبل ...
9- اذن الامر مرتبط بمخطط يتجاوز الشرق الأوسط الجديد السابق لرئيس الدولة السابق شيمون بيريز في الحديث عنه وهو ما يؤكد ان عصرا جديا من التفاهمات سيبدأ وعلي الجميع الاستعداد له بدقة وعدم الوقوف امامه خاصة وان الولايات المتحدة وحتي اشعار اخر ستلتزم بمراقبة ومتابعة ما يجري وسيكون دورها مراقبا ووسيطا وشريكا عند الضرورة وان الجميع سيعمل من منطق ان السلام آت وان القضية الفلسطينية ستحل بصورة او باخري وانه من المبكر الانتباه الي ان السلام الاقتصادي قد يسبق السلام السياسي بكل ما فيه من تبعات وتعقيدات حقيقية قد يدفع ثمنها الجميع وليس دولة بعينها وربما ستكون لغة التعامل من الان فصاعدا حسابات المصالح المشتركة التي ستربط الجميع .