موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 16 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصيام .....
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 22, 2015 11:38 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سبل الهدى والرشاد 8/409 - 410:


(جماع أبواب سيرته- صلى الله عليه وسلّم- في الصوم والاعتكاف

الباب الأول في ابتدائه ودعائه- صلى الله عليه وسلّم- ببلوغ رمضان. وبشارته أصحابه بقدومه. صام صلى الله عليه وسلّم تسع رمضانات

وفيه أنواع:

الأول: [في ابتدائه]
.

روى الإمام أحمد، وأبو داود، عن معاذ بن جبل- رضي الله تعالى عنه- قال: «أحيل الصيام ثلاثة أحوال، وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ويصوم يوم عاشوراء فأنزل الله عز وجل:
{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ }[البقرة:183]



الثاني: في دعائه- صلى الله عليه وسلم- ببلوغ رمضان:

روى البزار، والطبراني، من طريق زائدة بن أبي الرقاد، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا دخل رجب يقول: «الّلهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان».


الثالث: في بشارته- صلى الله عليه وسلّم- أصحابه بقدوم رمضان:

روى الإمام أحمد، واللفظ له، والنسائي، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يبشّر أصحابه بقدومه، يقول «قد جاءكم شهر مبارك، افترض الله عز وجل عليكم صيامه. يفتح فيه أبواب الجنة، ويغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم»

وعن أنس بن مالك- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- «سبحان الله ماذا استقبلكم وماذا تستقبلون» ، ثلاث مرات، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله أوحي نزل؟ قال: لا، قال: عدو حضر؟ قال: لا، قال: فماذا؟ قال: «إن الله عز وجل يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة» ، وأشار إليها بيده الحديث ، رواه ابن خزيمة، من طريق عمرو بن حمزة القيسي عن أبي الربيع، وقال: إن صح الخبر فإني لا أعرف خلفا أبا الربيع بعدالة ولا جرح، ولا عمرو بن حمزة القيسي الذي دونه. انتهى.

وروى ابن خزيمة من زوائد كثير بن زيد، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال:
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «أظلكم شهركم هذا، بمحلوف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ما مر بالمسلمين شهر هو خير لهم منه ولا يأتي على المنافقين شهر شر لهم منه» الحديث.

وروى ابن سعد، عن ابن عباس وعائشة- رضي الله تعالى عنهما- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا دخل شهر رمضان، أطلق كل أسير، وأعطى كل سائل») اهـ .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصيام .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 22, 2015 12:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سبل الهدى و الرشاد 8/411 - 413:


(الباب الثاني فيما كان يقوله إذا رأى الهلال- وصيامه برؤية الهلال إذا رآه، وصومه بشهادة عدل واحد
وفيه أنواع
:

الأول: فيما كان يقوله إذا رأى الهلال، وأن الشهر يكون تسعا وعشرين:

روى ابن أبي شيبة، والطبراني، عن عبادة بن الصامت- رضي الله تعالى عنه- قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا رأى الهلال قال: «الله أكبر، الله أكبر- الحمد لله، لا قوة إلا بالله، اللهم إني أسالك خير هذا الشهر، وأعوذ بك من شر القدر، ومن شر الحشر».

وروى الطبراني- برجال ثقات- عن عثمان بن إبراهيم الحاطبي- فيه ضعف- عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا رأى الهلال قال: «اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى، ربّنا وربّك الله».

وروى الطبراني- بسند حسن- عن رافع بن خديج- رضي الله تعالى عنه- قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا رأى الهلال قال: «هلال خير ورشد» . ثم قال: «اللهم إني أسألك من خير هذا الشهر وخير القدر، وأعوذ بك من شره» ، ثلاث مرات.

وروى الطبراني- برجال ثقات- غير أحمد بن عيسى اللخمي فيحرر حاله، عن أنس بن مالك- رضي الله تعالى عنه- قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- إذا رأى الهلال قال: «هلال خير ورشد آمنت بالذي خلقك فعدلك».

وروى الإمام أحمد، والترمذي، وحسنه، عن طلحة بن عبيد الله- رضي الله تعالى عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى الهلال قال: «اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله، هلال خير ورشد».

وروى أحمد، ومسلم عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «الشهر هكذا، وهكذا» ، وصفق بيديه مرتين بكل أصابعهما ونقص في الصفقة الثالثة إبهام اليمنى واليسرى ونحوه البخاري.

وروى الشيخان، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّا أمة أمّية لا نحسب ولا نكتب، الشهر هكذا وهكذا، يعني: مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين» ، ولفظ مسلم: «إنّا أمة أمّية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا، وعقد الإبهام في الثالثة والشهر هكذا، وهكذا، وهكذا، ثلاثا يعني: تمام الثلاثين» .

وروى الدارقطني عن جابر، والإمام أحمد، والترمذي، والدارقطني، وأبو داود، عن ابن مسعود، والدارقطني، وقال: إسناده حسن صحيح، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالوا «ما صمنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- تسعا وعشرين أكثر مما صمنا معه ثلاثين».


الثاني: في صيامه- صلى الله عليه وسلّم- برؤية الهلال:
وروى الإمام أحمد، وأبو داود، والدارقطني، وصححه، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من غيره ثم يصوم لرؤية رمضان، فإن غمّ عليه مدّ ثلاثين يوما ثم صام».

وروى الأئمة، إلا الترمذي عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنه-: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ذكر رمضان، فقال: «لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غمّ عليكم فاقدروا له».


الثالث: في صيامه- صلى الله عليه وسلّم- بشهادة عدل واحد:
وروى أبو داود، وابن حبان، والدارقطني، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال:
«تراءى الناس الهلال، فأخبرت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أني رأيته فصام، وأمر الناس بالصيام».

وروى أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، والدارقطني، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنه- قال: تمارى الناس في هلال رمضان، فقال بعضهم اليوم وقال بعضهم غدا، فجاء أعرابي من الحرّة فشهد أنه رأى الهلال، فأتي به رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: رأيت الهلال يعني: هلال رمضان، قال: «تشهد أن لا إله إلا الله» ؟ قال نعم قال: «تشهد أن محمدا رسول الله- صلى الله عليه وسلم-» وفي رواية «وأن محمداً عبده ورسوله» وفي رواية «وأني رسول الله» قال نعم وشهد أنه رأى الهلا، قال: يا بلال أذن في الناس أن يصوموا غدا».

ورواه أبو داود والنسائي، والدارقطني، عن عكرمة مرسلا.
وروى الدارقطني، عن طاوس، - رحمه الله تعالى- قال «شهدت المدينة وبها ابن عمر، وابن عباس- رضي الله تعالى عنهم- فجاء رجل إلى واليها، فشهد عنده على رؤية الهلال هلال رمضان فسأل ابن عمر وابن عباس عن شهادته فأمراه أن يجيزه، وقالا: «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- أجاز شهادة رجل واحد على رؤية هلال رمضان، قالا: وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- لا يجيز شهادة الإفطار إلا بشهادة رجلين») اهـ .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصيام .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 22, 2015 5:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سبل الهدى و الرشاد 8/414 - 419:


(الباب الثالث في وقت إفطاره- صلّى الله عليه وسلم-، وما كان يفطر عليه، وما كان يقوله عند إفطاره وما كان يقوله إذا أفطر عند أحد، وسحوره، وإتمامه الصوم إذا رأى الهلال يوم الثلاثين


وفيه أنواع:


الأول: في وقت إفطاره، وكونه قبل الصلاة:



روى مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- كان يعجّل الفطر، ويؤخّر السّحور»
.
وروى الشيخان، وأبو داود عن عبد الله بن أبي أوفى- رضي الله تعالى عنه- قال: «كنت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في سفر في شهر رمضان، فلما غابت الشمس قال، «يا بلال: انزل فاجدح لنا، قال: لو انتظرت حتى تمسي» وفي لفظ «أن عليك نهارا» ، قال: «انزل فاجدح لنا» ، قال: يا رسول الله إن عليك نهارا قال: «انزل فاجدح لنا إذا رأيت» ، وفي لفظ «إذا رأيتم الليل قد أقبل من ههنا، وأدبر النهار من ههنا، فقد أفطر الصائم» فنزل فجدح لهم فشرب رسول الله- صلى الله عليه وسلم-».

وروى الإمام أحمد، عن قطبة بن قتادة السدوسي قال: «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يفطر إذا غربت الشمس».

وروى ابن أبي شيبة وابن خزيمة وابن حبان عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- قط يصلي حتى يفطر ولو على شربة ماء.

وروى الطبراني، عن أبي الدرداء- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا كان صائما أمر رجلا يقوم على نشز من الأرض، فإذا قال: «قد وجبت الشمس أفطر».

وروى الطبراني، برجال الصحيح، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال:
سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول «إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نعجّل فطرنا، وأن نؤخر سحورنا، وأن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة».


وروى الطبراني، وأبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: «ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قط صلى صلاة المغرب حتى يفطر، ولو كان على شربة من ماء».


الثاني فيما كان يفطر عليه- صلى الله عليه وسلم-:

روى الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي وحسنه، والدارقطني وصححه، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء».

وروى الحارث برجال ثقات، والطبراني، إلا أن فيه انقطاعا عنه، قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقوم في الصيف ولا يصلي في الصيف المغرب إذا كان صائما حتى آتيه برطب، فيأكل ويشرب ثم يقوم فيصلي، وإذا كان الشتاء أتيته بتمر فيأكل ويشرب، ثم يقوم فيصلي».

وروى عبد بن حميد، عن جابر بن عبد الله- رضي الله تعالى عنهما- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا كان الرطب لم يفطر إلا على الرطب وإذا لم يكن الرطب لم يفطر إلا على التمر».

وروى ابن عدي، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يفطر على الرطب، ويتسحر به ويجعله آخر سحوره».

وروى أبو يعلى عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يحب أن يفطر على ثلاث ثمرات أو شيء لم تصبه النار».

وروى الطبراني، عن طريق عباد بن كثير عنه أيضاً، قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يفطر إذا كان صائما على اللبن وجئته بقدح من لبن فوضعه إلى جانبه وهو يصلي»
.
وروى الطبراني عن أبي سعيد- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان في سفر في رمضان، فأفطر على تمر العجوة».

وروى ابن عدي عن جابر- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يعجبه أن يفطر قبل أن يصلي، وكان يفطر زمن الرطب على رطبات، وعلى التمر إذا لم يكن رطب فيجعلهنّ وترا ثلاثا، أو خمسا، أو سبعا» .


الثالث: فيما كان يقوله عند إفطاره وما يقوله إذا أفطر عند أحد:

روى الطبراني، عن أنس قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا أفطر قال: «باسم الله اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت» .

وروى أبو داود مرسلا، عن معاذ بن زهرة: أنه بلغه أن رسول الله كان إذا أفطر قال:
«اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت».

وروى أبو داود، والنسائي، والدارقطني وحسنه عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا أفطر، قال: «ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى».

وروى الطبراني، والدارقطني، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا أفطر قال: «اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت فتقبّل إنك أنت السميع العليم».

وروى الإمام أحمد، والنسائي، عن أنس قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا أفطر عند أهل بيت قال: «أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار وتنزلت عليكم الملائكة».

«وروى ابن ماجة عن عبد الله بن الزبير- رضي الله تعالى عنهما- قال أفطر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عند سعد بن معاذ- رضي الله تعالى عنه- قال: «أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة».

وروى أحمد بن منيع، موقوفا وعبد بن حميد مرفوعا واللفظ له بسند صحيح، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- إذا اجتهد في الدعاء لأحد قال: «جعل الله عليكم صلاة قوم أبرار ليسوا بآثم ولا فجار، يقومون الليل، ويصومون النهار» .


الرابع: في سحوره وتأخيره إياه:

روى الإمام أحمد والنسائي عن عبد الله بن الحارث، عن رجل من الصحابة، والنسائي عن أبي هريرة قال: دخلت على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو يتسحر، فقال: «إن السحور بركة، أعطاكم الله إياها، فلا تدعوها».

وروى الإمام أحمد، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن حبان، عن العرباض بن سارية- رضي الله تعالى عنه- دعاني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى السحور في رمضان فقال: «هلم إلى الغداء المبارك».

وروى أبو الحسن بن الضحاك، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- قال: «أمرنا معشر الأنبياء أن نؤخر سحورنا».

وروى الإمام أحمد، وابن ماجة، والشيخان، والترمذي والنسائي عن أنس عن زيد بن ثابت قال: «تسحرنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- ثم قمنا إلى الصلاة، قال أنس بن مالك قلت كم كان قدر ما بينهما قال قدر خمسين آية».

وروى النسائي عنه، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وذلك عند السحور: «يا أنس إني أريد الصيام أطعمني شيئا» ، فأتيته بتمر وإناء فيه ماء وذلك بعد ما أذن بلال وقال «يا أنس انظر رجلا يأكل معي» ، فدعوت زيد بن ثابت فجاء، فقال: «إني شربت شربة سويق وأنا أريد الصيام، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- «وأنا أريد الصيام» ، فتسحر معه ثم قام فصلى ركعتين، ثم خرج إلى الصلاة».

وروى الإمام أحمد، عن بلال- رضي الله تعالى عنه- قال: «أتيت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- أوذنه بالصلاة، وهو يريد الصيام، فشرب ثم ناولني وخرج إلى الصلاة».

وروى البخاري، عن سهل بن سعد- رضي الله تعالى عنه- قال: «كنت أتسحر في أهلي ثم تكون سرعتي أن أدرك السجود مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم-».

وروى أحمد بن منيع، وأبو يعلى، برجال ثقات، عن بلال- رضي الله تعالى عنه- قال: «أتيت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- أوذنه بالصلاة، وهو يريد الصيام فشرب، وناولني، ثم خرج إلى الصلاة» .

وروى البزار من طريق سوار بن مصعب، عن علي- رضي الله تعالى عنه- قال: دخل علقمة بن علاثة على رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- وجعل يأكل معه فجاءه بلال فدعاه إلى الصلاة فلم يجب، فرجع فمكث في المسجد ما شاء الله، ثم رجع فقال: «الصلاة يا رسول الله، قد والله أصبحت، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-: «رحم الله بلالا لولا بلال لرجونا أن يرخّص لنا ما بيننا وبين طلوع الشمس» قال علي: لولا أن بلالا حلف لأكل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى يقول له جبريل ارفع يدك».

وروى الطبراني- برجال ثقات- عن عامر بن مطر- رضي الله تعالى عنه- قال:
«تسحرنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- ثم قمنا إلى الصلاة».

وروى أبو يعلى- برجال ثقات- عن علقمة بن سفيان الثقفي، «أنه وفد إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في رمضان قال: وكان بلال يأتينا بفطرنا وسحورنا ونحن في قبة قد ضربت لنا في المسجد، فيأتينا بفطرنا وإنا لمسفرون جدا وإنا لنتمارى في وقوع الشمس لما نرى من الإسفار فيضع عشاءنا بين أيدينا فيقول: «كلوا» فنقول: بلال رده إنا نرى سفرا فيقول: ما جئتكم حتى أكل رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- ثم يضع يده في الطعام، فيلتقم منه ويقول: كلوا ويأتينا بسحورنا وإنا لمستدفئون ونحن نتمارى في الصبح ويقول: كلوا قد كاد الفجر يطلع فنقول: يا بلال قد أصبحنا فيقول: لقد تركت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يتسحر فتسحروا».

وروى الإمام أحمد، والشيخان، وأبو داود، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى نقول: لا يريد أن يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يريد أن يصوم، وما صام شهرا متتابعا غير رمضان منذ قدم المدينة».

وروى النسائي، عن زر بن حبيش قال: قلت لحذيفة «أيّ ساعة تسحرت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-؟ قال هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع».


الخامس. في إتمامه الصوم إذا رأى الهلال يوم الثلاثين:
روى الدارقطني، والبيهقي، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها-: قالت «أصبح رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- صائما صبح ثلاثين يوما فرأى هلال شوال نهارا فلم يفطر حتى أمسى».


تنبيهات

الأول:
قال في الهدي: «وإنما خص- صلى الله عليه وسلّم- الفطر بما ذكر لأن إعطاء الطبيعة الشيء الحلو مع خلو المعدة أدعى إلى قبوله، وانتفاع القوى به، لا سيما القوة الباصرة وحلاوة المدينة التمر، ومرباهم عليه وهو عندهم قوت وأدم، ورطبه فاكهة وأما الماء فإن الكبد يحصل لها بالصوم نوع يبس، فإذا رطبت بالماء كمل انتفاعها بالغذاء بعده، ولهذا كان الأولى بالظمآن الجائع أن يبدأ بشرب قليل من الماء، ثم يأكل بعده» .


الثاني: في بيان غريب ما سبق:

السّحور- بفتح السين المهملة: ما يتسحر به من الطعام، والشراب.

الجدح- بجيم ثم دال مهملة ثم حاء مهملة: خلط الشيء بغيره، والمراد خلط السويق بالماء وتحريكه حتى يستوي، ومعنى الحديث: أنه- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه كانوا صياما، فلما غربت الشمس أمره- صلى الله عليه وسلّم- بالجدّح ليفطروا، فرأى المخاطب آثار الضياء والحمرة التي تبقى بعد غروب الشمس، فظن أنّ الفطر لا يحصل إلا بعد ذهاب ذلك، واحتمل عنده أنه- صلى الله عليه وسلم- لم يرها فأراد تذكيره وإعلامه، ويؤيد هذا قوله: «إن عليك نهارا لتوهمه أن ذلك الضوء من النهار يجب صومه» ، وهو معنى في الرواية الأخرى: لو أمسيت، وتكريره المراجعة لغلبة اعتقاده أن ذلك نهار يحرم الأكل فيه، مع تجويزه أنه- صلى الله عليه وسلم- لم ينظر إلى ذلك الضوء نظرا تاما فقصد زيادة الإعلام ببقاء الضوء قاله النووي.

النّشر: بنون مفتوحة، فمعجمة ساكنة فزاي: المكان المرتفع، وجبت الشمس: غابت.

حسا- بحاء، فسين مهملتين مفتوحتين: شرب، والحسوة بالضم: الجرعة من الشراب، بقدر ما يحسى مرة واحدة، وبالفتح: المرة.

الظمأ- بظاء معجمة مشالة فميم فهمزة العطش.

الأبرار- بهمزة مفتوحة، فموحدة ساكنة، فراءين بينهما ألف جمع بار، وكثيرا ما يخص بالأولياء والزهاد والعباد.

علاثة- بعين مهملة مضمومة، فلام، فألف فمثلثة: سمن وأقط يخلط وكل شيئين خلطا.) اهـ .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصيام .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 22, 2015 6:27 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سبل الهدى و الرشاد 8/ 420 - 425:


(الباب الرابع فيما كان يفعله- صلّى الله عليه وسلم- وهو صائم

وفيه أنواع:

الأول: في احتجامه- صلى الله عليه وسلّم-:


روى الإمامان: الشافعي، وأحمد، والشيخان، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجة، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم».

وروى ابن أبي عاصم في كتاب «الصيام» له عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- احتجم وهو صائم.

وروى الدارقطني، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: «احتجم رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- لسبع عشرة خلت من رمضان بعد ما قال: «أفطر الحاجم والمحجوم».

وروى أبو يعلى- بسند ضعيف- عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال: «احتجم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو صائم محرم فغشي عليه فنهى الناس يومئذ أن يحتجم الصائم كراهة الضعف».



الثاني: في اكتحاله- صلى الله عليه وسلّم- وهو صائم:

روى ابن ماجة، عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: «اكتحل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو صائم».

وروى أبو يعلى، وابن أبي عاصم، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال: خرج علينا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من بيت حفصة، وقد اكتحل بالإثمد في رمضان.

وروى أبو نعيم عنه- قال: «انتظرنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن يخرج في رمضان إلينا فخرج من بيت أم سلمة وقد كحلته وملأت عينيه كحلا» .

وروى أبو يعلى، وابن عدي، عن أبي رافع- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يكتحل وهو صائم».


وروى الطبراني، عن بريرة- رضي الله تعالى عنها- قالت: «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يكتحل بالإثمد وهو صائم» .


الثالث: في اغتساله بعد الفجر وهو صائم:

روى الأئمة عن عائشة، وأم سلمة- رضي الله تعالى عنهما- قالتا: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يصبح جنبا من جماع غير احتلام في رمضان فيغتسل ويصوم ولا يقضي».

وروى الشيخان، وأبو داود، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصبح جنبا في رمضان من جماع- غير احتلام- ثم يصوم».

وروى الأئمة: مالك، والشافعي، وأحمد، ومسلم، وأبو داود، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- أن رجلا جاء إلى الرسول- صلى الله عليه وسلّم- يستفتيه وهو يسمع من وراء الباب، فقال: يا رسول الله تدركني الصلاة وأنا جنب أفأصوم؟، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- «وأنا تدركني الصلاة وأنا جنب فأصوم» ، فقال: لست مثلنا يا رسول الله- قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال: «والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله، وأعلمكم بما أتقي».

وروى الطبراني، عن عقبه بن عامر، وفضالة بن عبيد- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- كان يصبح جنبا ثم يستحم فيصوم».


الرابع: في سواكه- صلّى الله عليه وسلم- وهو صائم:

روى الإمام أحمد، والبخاري- تعليقا- ومسدد، والترمذي- وحسنه- والدارقطني، وأبو داود، عن عامر بن ربيعة- رضي الله تعالى عنه- قال: «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ما لا أعد وما لا أحصي يتسوّك وهو صائم».

وروى أحمد بن منيع برجال ثقات، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- تسوّك وهو صائم» .


الخامس: في تقيّئه- صلى الله عليه وسلّم- في النفل:

روى الإمام أحمد، وأبو داود، والنسائي، والترمذي، وقال: حسن صحيح- والدارقطني، وابن ماجة، عن معدان بن طلحة، أن أبا الدرداء حدثه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- قاء فأفطر، فلقيت ثوبان مولى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في مسجد دمشق فقلت: إن أبا الدرداء حدثني أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- قاء فأفطر، قال: صدق وأنا صببت له وضوءه».

وروى الإمام أحمد، وابن ماجة، عن فضالة بن عبيد- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- خرج عليهم في يوم كان يصومه فدعا بإناء فشرب، فقلنا يا رسول الله: هذا يوم كنت تصومه قال: «أجل ولكن قئت».

وروى الدارقطني- بسند ضعيف- عن ثوبان- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- صائما في غير رمضان، فأصابه غمّ آذاه فتقيأ فدعا بوضوء فتوضأ ثم أفطر، فقلت يا رسول الله أفريضة الوضوء من القيء؟ قال «لو كان فريضة لوجدته في القرآن» ، ثم صام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الغد فسمعته يقول: هذا مكان إفطار أمس».


السادس: في تقبيله- صلى الله عليه وسلّم- بعض نسائه وهو صائم:

روى الإمامان: مالك، والشافعي، والشيخان، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- ليقبّل بعض أزواجه وهو صائم ثم ضحكت».

وروى الإمام أحمد، والشيخان، والدارقطني عنها- قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم، وكان أملككم لإربه».

وروى أبو داود عنها- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقبلها وهو صائم ويمصّ لسانها وهو صائم».

وروى مسلم عن عمر بن أبي سلمة، أنه سأل رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- أيقبّل الصائم؟ فقال له رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-: «سل هذه- لأم سلمة-» ، فأخبرته: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يصنع ذلك،فقال يا رسول الله قد غفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «إما والله إني لأتقاكم لله، وأخشاكم له».

وروى مسلم، وابن ماجة، عن حفصة- رضي الله تعالى عنها- قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقبل وهو صائم».

وروى الإمام أحمد، عن أم حبيبة- رضي الله تعالى عنها- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقبل وهو صائم».


السابع: في صبه- صلى الله عليه وسلّم- الماء على رأسه في شدة الحر وهو صائم:

روى الإمام أحمد، وأبو داود عن رجل من الصحابة- رضي الله عنهم- قال رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يصب الماء على رأسه من الحر وهو صائم.


الثامن: في وصاله- صلى الله عليه وسلّم-:

روى الإمامان: مالك، [والشافعي] وأحمد، والشيخان، وأبو داود عن عمر- والإمام أحمد، والشيخان، والترمذي، عن أنس- والشيخان عن عائشة، والإمام أحمد، والإمام مالك، والبخاري، وأبو داود، عن أبي هريرة- رضي الله عنه- والإمام أحمد والبخاري، وأبو داود، عن أبي سعيد الخدري، والإمام أحمد، عن بشير بن الخصاصية- رضي الله تعالى عنهم- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- واصل فواصل الناس، فشق عليهم، فنهاهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن يواصلوا، فقالوا: إنك تواصل، قال: «إني لست كهيئتكم إني أظل» وفي لفظ «أبيت أطعم وأسقى» وفي لفظ «إني أظل يطعمني ربي ويسقيني» وفي لفظ «إني أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقيني».


وروى الإمام أحمد، والطبراني، برجال الصحيح، عن علي بن أبي طالب- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يواصل إلى السحر».

ورواه الطبراني بسند حسن، عن جابر بن عبد الله.


التاسع: في زيادته- صلى الله عليه وسلّم- في فعل الخير في رمضان:

روى الطبراني والبزار، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل شهر رمضان أطلق كل أسير وأعطى كل سائل».

رواه ابن سعد عن ابن عباس وعائشة.

وروى الشيخان عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه القرآن، فرسول الله- صلى الله عليه وسلم- حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة».

والله أعلم.


تنبيهات:

الأول:
أحاديث «أفطر الحاجم والمحجوم» قال بها جماعة من الصحابة، والتابعين وغيرهم، ومعناه عند بعضهم: عرّضا صيام أنفسهما للإفطار ...
وقال بعضهم: إن ذلك منسوخ واحتجوا بأحاديث منها أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- احتجم في حجة الوداع، وهو صائم محرم، وما عاش بعدها إلا قليلا. واعترض ابن خزيمة بأن في هذا الحديث أنه كان صائما محرما. قال: ولم يكن محرما مقيما ببلده، إنما كان محرما وهو مسافر، والمسافر إن كان ناويا للصوم، فمضى عليه بعض النهار وهو صائم أبيح له الأكل.


الثاني: الوصال. عبارة عن صوم يومين فصاعدا من غير أكل أو شرب بينهما


وقوله: «أظل يطعمني ربي ويسقيني
قيل معناه: يجعل الله تعالى فيّ قوة الطاعم الشارب وقيل هو على ظاهره، وأنه يطعم من طعام الجنة كرامة له، والصحيح الأول: لأنه لو أكل حقيقة لم يكن مواصلا.


الثالث: في بيان غريب ما سبق:

الحجامة.
الاكتحال.
القيء.
الإرب- بهمزة مكسورة فراء فموحدة: الفرج والعقل والدين والحاجة والفكر والخبث والعائلة والعضو. والمراد هنا الفرج.) اهـ .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصيام .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 22, 2015 11:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سبل الهدى و الرشاد 8/426 - 428:


(الباب الخامس في إفطاره- صلّى الله عليه وسلم- في رمضان في السفر وصومه فيه:


روى أبو يعلى، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال: «سافر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في رمضان فصام وأفطر».

وروى أيضا عن ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يصوم في السفر ويفطر.

وروى الترمذي عن عمر بن الخطاب- رضي الله تعالى عنه- قال: «غزونا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- في رمضان غزوتين: يوم بدر، والفتح فأفطرنا فيهما».

وروى الإمام الشافعي، ومسلم، وابن ماجه، عن جابر- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان، فصام حتى بلغ كراع الغميم فصام الناس، فقيل له: إن الناس قد شق عليهم الصيام، وإنما ينظرون فيما فعلت، فدعا بقدح من ماء فوضعه على يده وأمر من بين يديه أن يحبسوا فلما حبسوا ولحقه من وراءه رفع الإناء إلى فيه فشرب، وذلك بعد العصر، فقيل له بعد ذلك: أن بعض الناس قد صام، فقال: «أولئك العصاة، أولئك العصاة».

وروى الإمام الشافعي، والشيخان، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- خرج عام الفتح في رمضان فصام، حتى بلغ الكديد، ثم أفطر فأفطر الناس معه، وكانوا يأخذون بالأحداث من أمر رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-) .

وروى الأئمة: مالك، والشافعي، وأحمد عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن بعض أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- أمر الناس في سفره عام الفتح بالفطر، وقال: «تقوّوا لعدوّكم» وصام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال أبو بكر الذي حدثني قال: رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- «بالعرج» يصب الماء على رأسه من العطش أو من الحر، ثم قيل لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- يا رسول الله إن طائفة من الناس قد صاموا حين صمت قال فلما كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالكديد دعا بقدح فشرب فأفطر الناس.

وروى الشيخان، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال: «خرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من المدينة إلى مكة فصام حتى بلغ عسفان، ثم دعا بماء فرفعه إلى يده ليراه الناس» .

وفي رواية لمسلم دعا بإناء فيه شراب فشربه نهارا ليراه الناس، فأفطر حتى بلغ مكة، وذلك في رمضان، وكان ابن عباس يقول: «قد صام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأفطر، فمن شاء صام، ومن شاء أفطر».

وروى أبو يعلى، والإمام أحمد بسند صحيح، وابن حبان، عن أبي سعيد- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مر على نهر من ماء السماء في يوم صائف والمشاة كثير، والناس صيام، والنبي- صلى الله عليه وسلم- علي بغلة له، فوقف عليه حتى إذا تتامّ الناس قال: «يا أيها الناس اشربوا» ، فجعلوا ينظرون ما يصنع، قال: «إني لست مثلكم إني راكب وأنتم مشاة، قال فجعلوا ينظرون فلما أبوا حول وركه» وفي رواية: فثنى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فخذه فنزل فشرب وشرب الناس، وما أراد أن يشرب.

وروى الإمام أحمد، والشيخان، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال: «سافرنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- في رمضان حتى بلغ عسفان ثم دعا بإناء من ماء فشرب نهارا ليراه الناس، وأفطر حتى قدم مكة، وكان ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- يقول: «صام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في السفر، وأفطر، فمن شاء صام، ومن شاء أفطر» .

وروى الإمام أحمد، والشيخان، عن أبي الدرداء- رضي الله تعالى عنه- قال: خرجنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان في حر شديد حتى إن أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا ما كان من رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- وعبد الله بن رواحة.

وروى الإمام أحمد، عن ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يصوم في السفر ويفطر».

وروى الدارقطني، عن عبد الله بن عمرو- رضي الله تعالى عنهما- قال: «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يصوم في السفر ويفطر».

وروى الدارقطني عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: «وافق رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رمضان في سفره، فصام، ووافق رمضان في سفره فأفطر».

وروى الحاكم، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال: «خرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في رمضان إلى خيبر، والناس مختلفون، فصائم، ومفطر، فلما استوى على راحلته دعا بإناء من لبن، أو من ماء فوضعه على راحلته، أو راحته، ثم نظر الناس فقال المفطرون للصوام: أفطروا، وقال: قال عبد الرزاق عن معمر، عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس، «خرج رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- عام الفتح، قال الحافظ الضياء المقدسي في «الأحكام» : والصحيح: عام الفتح، وقول من قال خيبر وهم من قائله») اهـ .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصيام .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 23, 2015 1:21 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723

(تَسْلِيمُ الْحِجَارَةِ وَالشَّجَرِ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) :

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلَاءِ ابْن جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ، وَكَانَ وَاعِيَةً [1] ، عَنْ أَهْلِ الْعِلْمِ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَادَهُ اللَّهُ بِكَرَامَتِهِ، وَابْتَدَأَهُ بِالنُّبُوَّةِ، كَانَ إذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ أَبْعَدَ حَتَّى تَحَسَّرَ [2] عَنْهُ الْبُيُوتُ وَيُفْضِي إلَى شِعَابِ [3] مَكَّةَ وَبُطُونِ أَوْدِيَتِهَا، فَلَا يَمُرُّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَجَرٍ وَلَا شَجَرٍ إلَّا قَالَ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ [4] . قَالَ: فَيَلْتَفِتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوْلَهُ
وَعَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ وَخَلْفِهِ، فَلَا يَرَى إلَّا الشَّجَرَ وَالْحِجَارَةَ. فَمَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَلِكَ يَرَى وَيَسْمَعُ، مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ، ثُمَّ جَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِمَا جَاءَهُ مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ، وَهُوَ بِحِرَاءٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ. *


ـــــــــــــــــــــــ
[1] وَاعِيَة: حَافِظًا، وَالتَّاء فِيهِ للْمُبَالَغَة.
[2] تحسر عَنهُ الْبيُوت: تبعد عَنهُ ويتخلى عَنْهَا.
[3] الشعاب: الْمَوَاضِع الْخفية بَين الْجبَال.
[4] قَالَ السهيليّ: «وَهَذَا التَّسْلِيم الْأَظْهر فِيهِ أَن يكون حَقِيقَة، وَأَن يكون الله أنطقه إنطاقا كَمَا خلق الحنين فِي الْجذع، وَلَكِن لَيْسَ من شَرط الْكَلَام الّذي هُوَ صَوت وحرف، الْحَيَاة وَالْعلم والإرادة، لِأَنَّهُ صَوت كَسَائِر الْأَصْوَات، وَالصَّوْت عرض فِي قَول الْأَكْثَرين، وَلم يُخَالف فِيهِ إِلَّا النظام، فَإِنَّهُ زعم أَنه جسم، وَجعله الْأَشْعَرِيّ اصطكاكا فِي الْجَوَاهِر بَعْضهَا لبَعض. وَقَالَ أَبُو بكر: لَيْسَ الصَّوْت نفس الاصطكاك، وَلكنه معنى زَائِد عَلَيْهِ..» إِلَى أَن قَالَ: وَلَو قدرت الْكَلَام صفة قَائِمَة بِنَفس الْحجر وَالشَّجر وَالصَّوْت عبارَة عَنهُ، لم يكن بُد من اشْتِرَاط الْحَيَاة وَالْعلم مَعَ الْكَلَام، وَالله أعلم أَي ذَلِك كَانَ: أَكَانَ كلَاما مَقْرُونا بحياة وَعلم، فَيكون الْحجر بِهِ مُؤمنا، أَو كَانَ صَوتا مُجَردا غير مقترن بحياة، وَفِي كلا الْوَجْهَيْنِ هُوَ علم من أَعْلَام النُّبُوَّة ... وَقد يحْتَمل تَسْلِيم الْحِجَارَة أَن يكون مُضَافا فِي الْحَقِيقَة إِلَى مَلَائِكَة يسكنون تِلْكَ الْأَمَاكِن ويعمرونها، فَيكون مجَازًا من بَاب قَوْله تَعَالَى: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ 12: 82.

*سيرة ابن هشام ت السقا (1/ 235-234)

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصيام .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 24, 2015 3:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 7469

الأخ الفاضل الحبيب \ البخاري

جزاك الله خيراً على إسهاماتك المتميزة في هذا الشهر المبارك

وزادك الله من فضله ونعيمه

موضوع متميز من أخ متميز

بارك الله فيك وكل عام وأنتم والأسرة الكريمة بكل خير وهنا ورضا وسعادة وسرور.


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصيام .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 24, 2015 3:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 7469

الفاضل البخاري كتب:


الرابع: في سحوره وتأخيره إياه:


وروى النسائي عنه، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وذلك عند السحور: «يا أنس إني أريد الصيام أطعمني شيئا» ، فأتيته بتمر وإناء فيه ماء وذلك بعد ما أذن بلال وقال «يا أنس انظر رجلا يأكل معي» ، فدعوت زيد بن ثابت فجاء، فقال: «إني شربت شربة سويق وأنا أريد الصيام، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- «وأنا أريد الصيام» ، فتسحر معه ثم قام فصلى ركعتين، ثم خرج إلى الصلاة».


أقول وبالله التوفيق:


المقصود طبعاً بآذان سيدنا بلال هنا هو الآذان الأول الذي كان رضي الله عنه يؤذنه للفجر الكاذب حتى لا يلتبس على البعض ويتعقدوا بأن الآذان المقصود هو آذان الفجر نفسه- الفجر الصادق-


فتح الباري 2\54

(قوله باب وقت الفجر)

((ذكر فيه حديث تسحر زيد بن ثابت مع النبي صلى الله عليه وسلم من وجهين عن أنس فأما رواية همام عن قتادة فهي عن أنس أن زيد بن ثابت حدثه فجعله من مسند زيد بن ثابت ووافقه هشام عن قتادة كما سيأتي في الصيام وأما رواية سعيد وهو بن أبي عروبة عن قتادة فهي عن أنس أن نبي الله وزيد بن ثابت تسحرا وفي رواية السرخسي والمستملي تسحروا فجعله من مسند أنس وأما قوله تسحروا بصيغة الجمع فشاذة وترجح عند مسلم رواية همام فإنه أخرجها وأعرض عن رواية سعيد ويدل على رجحانها أيضا أن الإسماعيلي أخرج رواية سعيد من طريق خالد بن الحارث عن سعيد فقال عن أنس عن زيد بن ثابت والذي يظهر لي في الجمع بين الروايتين أن أنسا حضر ذلك لكنه لم يتسحر معهما ولأجل هذا سأل زيدا عن مقدار وقت السحور كما سيأتي بعد ثم وجدت ذلك صريحا في رواية النسائي وبن حبان ولفظهما عن أنس قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس إني أريد الصيام أطعمني شيئا فجئته بتمر وإناء فيه ماء وذلك بعد ما أذن بلال قال يا أنس انظر رجلا يأكل معي فدعوت زيد بن ثابت فجاء فتسحر معه ثم قام فصلى ركعتين ثم خرج إلى الصلاة فعلى هذا فالمراد بقوله كم كان بين الأذان والسحور أي أذان بن أم مكتوم لأن بلالا كان يؤذن قبل الفجر والآخر يؤذن إذا طلع))


وتجدر الإشارة هنا إلى كلام سيدي الشريف مولانا الدكتور محمود صبيح حفظه الله من موضوع:باحث فلكي يفجر مفاجأة: نصلى "الفجر" منذ 100سنة في غير موعده!!!


لإعتقادي أن له صله بفهم الحديث الشريف الذي سبق التنويه عليه




مولانا السيد الشريف الدكتور محمود صبيح كتب:
الغرض أن الناس تأكل وتشرب في رمضان بعد آذان الفجر

وبالتالي لا صيام لهم

كماتفعل طوائف كثيرة من المتمسلفة عيانا بيانا في الكعبة

ومن اعتمر في رمضان وجد ذلك

وللدكتور طه دسوقي حبيش كتاب في إثارة هذا الموضوع بعنوان:

شيطان منكري السنة يعبث بمواقيت الصلاة

ويمكن تحميله من موقعه على الرابط الآتي :

http://www.tahahibishy.com/abooks.php?ids=95&sbook=1

وفيها توضيحات هامة

إثارة هذا الموضوع أيضا من أيام محمد رشيد رضا

تلميذ الماسون

فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


هذا ما أردت توضيحه والله من وراء القصد والهادي إلى سواء السبيل.


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصيام .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 25, 2015 12:59 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
الأخ الفاضل ( حتى لا أحرم ) بارك الله فيك و جزاك الله خيرا

و زادك الله أدبا و حرصا و علما ، و جعلك الله و كل من تحب من عتقائه من النار

و لا حرمنا الله منكم أبدا آمين

شكرا للمرور الكريم

و شكرا للإضافة الرائعة

و دائما يشرفني مروركم العطر الكريم

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصيام .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 25, 2015 1:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سبل الهدى و الرشاد 8/429 – 432 :


(الباب السادس في صومه- صلّى الله عليه وسلّم- التطوع


وفيه أنواع:


الأول: في نيته- صلى الله عليه وسلّم- صوم التطوع نهارا:



روى الإمامان: الشافعي، وأحمد، ومسلم، والأربعة، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: «دخل علي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ذات يوم فقال: «هل عندكم من شيء؟» فقلنا لا قال:
«فإني صائم» ، فلما رجع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قلت يا رسول الله: أهديت لنا هدية وجاءنا زور، وقد خبأت لك شيئا، قال «ما هو؟» قلت: حيسا، قال: «هاتيه» ، فجئت به فأكل، قال: «قد كنت أصبحت صائما».


الثاني: في صيامه على سبيل الإجمال:

روى الإمام أحمد، والبخاري، والترمذي، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: قد كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يفطر من الشهر حتى نظن ألا يصوم، ويصوم حتى نظن ألا يفطر منه شيئا».

وروى الإمام أحمد، وأبو يعلى، والطبراني، برجال ثقات- إلا عثمان بن سعيد ضعفه ابن معين، ووثقه ابن حبّان- عنه، قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يصوم فلا يفطر حتى نقول: ما في نفس رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن يفطر العام، ثم يفطر حتى نقول: ما في نفس رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن يصوم العام، وكان أحب الصوم إليه في شعبان».

وروى مسلم، والبرقاني، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يصوم حتى يقال: صام، ويفطر حتى يقال: أفطر».

وروى الإمام أحمد، والشيخان، وأبو داود، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم».

وروى الإمامان: مالك، وأحمد، والشيخان، وأبو داود، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم».

وروى النسائي، وأبو يعلى، عن أسامة بن زيد- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يسرد الصوم فيقال لا يفطر، ويفطر فيقال لا يصوم».

وروى الشيخان، والنسائي، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال: ما صام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- شهرا كاملا غير رمضان، وكان يصوم حتى يقول القائل لا والله ما يفطر، ويفطر حتى يقول القائل لا والله لا يصوم، زاد النسائي «وما صام شهرا متتابعا غير رمضان منذ قدم المدينة».


الثالث: في سيرته- صلّى الله عليه وسلم- في صيامه يوم عاشوراء:

روى الأئمة: مالك، والشافعي، وأحمد، والشيخان، وأبو داود، والترمذي وابن ماجة، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: «كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يصومه في الجاهلية- فلما قدم المدينة صامه، وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان كان هو الفريضة، وترك عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه».

وروى الإمامان: الشافعي، وأحمد والشيخان، وأبو داود، وابن ماجة، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- «إن أهل الجاهلية كانوا يصومون عاشوراء وأن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صامه والمسلمون قبل أن ينزل فرض رمضان، فلما افترض رمضان، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- «إن عاشوراء من أيام الله فمن شاء صامه، ومن شاء تركه».

وروى مسلم عن جابر بن سمرة- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يأمرنا بصيام يوم عاشوراء، ويحثنا عليه، ويتعاهدنا عنده» فلما فرض رمضان لم يأمرنا، ولم ينهنا ولم يتعاهدنا عنده.

وروى ابن أبي عاصم، وابن منده، عن رزينة خادم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رضي الله تعالى عنها- قالت: إن كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- ليصومه- يعني عاشوراء، ويأمرنا بصيامه، حتى إن كان ليدعو بصبيانه وصبيان فاطمة المراضع في ذلك اليوم، فيتفل في أفواههم، ويقول لأمهاتهم: لا ترضعوهم إلى الليل وكان ريقه يجزئهم».

وروى الإمام أحمد، والشيخان، وأبو داود، وابن ماجة، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال: «قدم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء، فقال: «ما هذا اليوم؟» قالوا: يوم صالح نجّا الله عز وجل فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى شكرا، فنحن نصومه، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- «نحن أحق وأولى بموسى منكم» فصامه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه».

وروى الإمام أحمد، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: «مر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بقوم من اليهود وقد صاموا يوم عاشوراء فقال: «ما هذا من الصوم؟» قالوا: هذا يوم نجّى الله فيه موسى، وبني إسرائيل من الغرق، وأغرق فيه فرعون، وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح وموسى شكرا لله عز وجل، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «أنا أحق بموسى ونوح، وأحق بصيام هذا اليوم، فأمر أصحابه بالصوم».

وروى الشيخان، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال: «ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يتحرّى صيام يوم فضّله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء- وهذا الشهر يعني شهر رمضان».

وروى عبد الله ابن الإمام أحمد، والبزار عن علي- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يصوم عاشوراء ويأمر به».

وروى الطبراني، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لم يكن يتوخى فضل صوم يوم على يوم بعد رمضان إلا عاشوراء».

وروى مسلم، والبرقاني، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «لئن بقيت» وفي لفظ «أن عشت- إن شاء الله- إلى قابل لأصومن التاسع»

قاله مخافة أن يفوته عاشوراء، وفي لفظ: «مخافة أن يفوتني» يعني: عاشوراء وأمر بصيامه، فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله- صلى الله عليه وسلم-».) اهـ .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصيام .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 25, 2015 1:05 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سبل الهدى و الرشاد 8/432 – 434 :


الرابع: في صيامه- صلى الله عليه وسلّم- رجب وشعبان:


روى الطبراني، من طريق يوسف بن عطية الصفار، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لم يتم صوم شهر بعد رمضان إلا رجب وشعبان».

وروى الإمامان مالك وأحمد والشيخان والأربعة عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان .

ولفظ ابن ماجة: لم أره صام من شهر قط أكثر من صيامه في شعبان، كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلا.

وفي رواية: «كان يصومه إلا قليلا، بل كان يصومه كله حتى يصله برمضان».

وروى النسائي عنها قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصوم شعبان ورمضان».

وروى الإمام أحمد والترمذي- وحسنه- والنسائي عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- قالت: «ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان».

وروى الإمام أحمد والنسائي وابن ماجة عنها قالت: «لم يكن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يصوم من السنة شهرا تاما إلا شعبان كان يصل شعبان برمضان».

وروى الإمام أحمد، والنسائي، عن أسامة بن زيد- رضي الله تعالى عنهما- قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» ، وفي لفظ «يعرض عملي».

وروى أبو نعيم في «المعرفة» عنه، قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لا يدع صيام يوم الاثنين والخميس» ، فقيل يا رسول الله: ما نراك تدع صيام هذين اليومين؟ قال: «هما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله، فأحب أن يعرض لي فيهما عمل صالح».

وروى أبو يعلى- بإسناد حسن- عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- «أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يصوم شعبان كله، قلت يا رسول الله: أحب الشهور إليك أن تصومه شعبان» قال: «إن الله يكتب كل نفس منية تلك السنة، فأحب أن يأتيني أجلي وأنا صائم».

وروى الحارث بن أبي أسامة، عن كثير بن مرّة- رحمه الله تعالى- مرسلا: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «إن ربّكم- عز وجل- يطلع ليلة النصف من شعبان إلى خلقه، فيغفر لهم كلهم، إلا أن يكون مشركا، أو مصارما» ، قال: وما كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يصوم شعبان، فيدخل رمضان، وهو صائم.


الخامس: في صيامه- صلى الله عليه وسلّم- عشر ذي الحجة، والمراد بها: الأيام التسعة من أول ذي الحجة:

روى الإمام أحمد، وأبو داود، والنسائي، عن هنيدة بن خالد، عن امرأته، عن بعض أزواج النبي- صلى الله عليه وسلم- وسماها في رواية النسائي: حفصة، قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يصوم تسع ذي الحجة».

وروى الإمام أحمد، والنسائي، عن حفصة- رضي الله تعالى عنه- قالت: «أربع لم يكن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يدعهن: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر وركعتين قبل الغداة».

وروى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: «ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- صائما في العشر قط».

وروى الطبراني، من طريق إبراهيم بن إسحاق الصّيني، عن عمر- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا فاته شيء من رمضان قضاه في عشر ذي الحجة».

وروى الشيخان، عن أم الفضل بنت الحارث- رضي الله تعالى عنها- «أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة، في صيام رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- فقال بعضهم هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم، فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه».

وروى الشيخان، عن ميمونة بنت الحارث- رضي الله تعالى عنها- زوج النبي- صلى الله عليه وسلم- أنها قالت: «إن الناس شكّوا في صيام رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يوم عرفة فأرسلت إليه ميمونة بحلاب اللّبن، وهو واقف في الموقف، فشرب منه والناس ينظرون إليه».

وروى ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال: «حججت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة، ومع أبي بكر، ومع عثمان، فلم يصوموه، وأنا لا أصومه، ولا آمر به، ولا أنهى عنه».) اهـ .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصيام .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 25, 2015 1:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سبل الهدى و الرشاد 434 – 437 :


(السادس: في صيامه- صلى الله عليه وسلّم- الأسبوع والأيام البيض:

وروى الإمام أحمد، والترمذي- وحسنه- وابن ماجة، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يصوم الاثنين، والخميس، قيل يا رسول الله: إنك تصوم الاثنين والخميس؟ فقال: «إن يوم الاثنين والخميس، يغفر الله تعالى فيهما لكل مسلم، إلا كل متهاجرين يقول: دعهما حتى يصطلحا، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم».

وروى الترمذي- وحسنه- والنسائي، وابن ماجة، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- كان يتحرى صيام الاثنين، والخميس».

وروى الإمام أحمد، وأبو داود، والنسائي، عن أسامة بن زيد- رضي الله تعالى عنه- قال: قلت يا رسول الله: تصوم لا تكاد تفطر، وتفطر لا تكاد تصوم، إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما؟، قال: «أي يومين» ؟ قلت: يوم الاثنين، ويوم الخميس قال: «ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم».

وروى مسلم، عن أبي قتادة قال: سئل رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- عن صوم الاثنين، فقال: «فيه ولدت، وفيه أنزل علي».

وروى النسائي، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لا يفطر الأيام البيض في حضر ولا سفر».


وروى الإمام أحمد عن حفصة- رضي الله تعالى عنها- قالت: «لم يكن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يدع صيام الأيام البيض من كل شهر.

وروى الإمام أحمد، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، عن معاذة العدويّة- رحمها الله تعالى- قالت: «سألت عائشة- رضي الله تعالى عنها- أكان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم، قلت لها: أي أيام الشهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم».

وروى الإمام أحمد، وأبو داود، عن حفصة- رضي الله تعالى عنها- قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، الاثنين، والخميس والاثنين من الجمعة الأخرى».

وروى النسائي، عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- قالت: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يصوم من كل شهر ثلاثة أيام: الاثنين والخميس من هذه الجمعة، والاثنين من المقبلة» ، وفي رواية له: «أول اثنين من الشهر، ثم الخميس، ثم الخميس الذي يليه».

وروى الإمام أحمد، والنسائي، وأبو داود، عن هنيدة بن خالد الخزاعي عن امرأته عن بعض أزواج النبي- صلى الله عليه وسلم- قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، أول اثنين من الشهر، وخميسين» . «لفظ أبي داود: والخميس. قال ابن الجوزي: هذا الحديث معروف لحفصة بنت عمر».

وروى الترمذي وحسنه، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يصوم من الشهر: السبت، والأحد، والاثنين، ومن الشهر الآخر: «الثلاثاء، والأربعاء، والخميس».

وروى البزار، عن ابن عباس والبزار وأبو يعلى، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قالا: «لم ير رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مفطرا في يوم جمعة قط» «سندهما ضعيف».


خاتمة:

حاصل الأحاديث التي تقدمت: أن صومه- صلّى الله عليه وسلم- من الشهر كان على أوجه:

الأول: «أنه كان يصوم الاثنين والخميس والاثنين» .

الثاني: «أنه كان يصوم أول اثنين من الشهر، ثم الخميس، ثم الخميس الذي يليه» .

الثالث: «أنه كان يصوم من الشهر: السبت، والأحد، والاثنين، ومن الشهر الآخر الثلاثاء، والأربعاء والخميس» .

الرابع: «أنه كان يصوم ثلاثة من أول الشهر» .

الخامس: «كان يصوم ثلاثة غير معيّنة» .

السادس: «كان يصوم الأيام البيض: ثالث عشر، ورابع عشر، وخامس عشر، وسميت هذه الثلاثة أيام بذلك، لأن القمر يكون فيها من أول الليل إلى آخره، وليس في الشهر يوم أبيض كله، إلا هذه الأيام لأن ليلها أبيض، ونهارها أبيض، فصح قول من قال: الأيام البيض على الوصف، واليوم الكامل هو النهار بليلته وفيه رد لقول الجواليقي من قال: الأيام البيض فجعل البيض صفة الأيام فقد أخطأ من قاله.


تنبيهات :

الأول:
في سبب صيام قريش في الجاهلية يوم عاشوراء:

روي عن عكرمة- رحمه الله تعالى- قال: «أذنبت قريش في الجاهلية ذنبا عظيما، فتعاظم في صدورهم فسألوا ما توبتهم؟ قيل صوم عاشوراء» .


الثاني: قول عائشة «فلما قدم رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- المدينة أي سفر الهجرة- كما صرح به العلماء- زعم بعض من يطلب العلم من أهل زماننا، أنه سفر غيره، وأنه- صلى الله عليه وسلم- لم يصمه إلا سنة واحدة قبل موته، وهذا كلام غير صواب، لم يسبق قائله إليه أحد من العلماء» .


الثالث: روى مسلم، والبرقاني، عن الحكم بن الأعرج، قال «سألت ابن عباس عن عاشوراء، فقال: عن أيّ حالها تسأل؟ قلت عن صيامه، أيّ يوم أصومه؟، قال: إذا رأيت هلال المرحم فاعدد ثم أصبح من يوم تاسعه صائما، فقلت أكذلك كان يصومه؟ قال: نعم».


الرابع : استفيد من حديث عائشة: تعيين الوقت الذي وقع فيه بصيام عاشوراء، وهو أول قدومه المدينة، ولا شك أن قدومه كان في ربيع الأول، فحينئذ كان الأمر بذلك في أول السنة الثانية.
وفي السنة الثانية فرض شهر رمضان، فعلى هذا لم يقع الأمر بصوم عاشوراء إلا في سنة واحدة، ثم فوض الأمر بصومه إلى رأي المتطوع.


الخامس : استشكل بعضهم حديث ابن عباس، بأنه- صلى الله عليه وسلم- إنما قدم المدينة في شهر ربيع الأول، فكيف يقول ابن عباس أنه قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء؟. وأجاب ابن القيّم: بأنه ليس في الحديث أن يوم قدومه وجدهم يصومونه، فإنه قدم يوم الاثنين في ربيع الأول ثاني عشره، ولكن أول علمه بذلك ووقوع القصة في اليوم الذي كان بعد قدومه المدينة ولم يكن وهو بمكة.

قال الحافظ: غايته أن في الكلام حذفا: تقديره قدّم عليه الصلاة والسلام المدينة، (فأقام إلى يوم عاشوراء) فوجد اليهود صياما (ويحتمل أن يكون أولئك اليهود كانوا يحسبون يوم عاشوراء بحساب السنين الشمسية) .


السادس: قال في حديث: كان يصوم شعبان إلا قليلا أي: يصوم معظمه.

ونقل الترمذي عن ابن المبارك أنه قال: جائز في كلام العرب إذا صام أكثر الشهر، أن يقول: صام الشهر كله، ويقال: قام فلان ليلته أجمع، ولعله قد تعشى فاشتغل ببعض أمره، قال الترمذي: كان ابن المبارك جمع بين الحديثين بذلك.

وحاصله: أن الرواية الأولى: مفسّرة للثانية، ومخصصة لها، وأن المراد بالكل الأكثر، وهو مجاز قليل الاستعمال، واستبعده الطيبي، وقال: يحمل على أنه كان يصوم شعبان كله تارة، ويصوم معظمه أخرى لئلا يتوهم أنه واجب كله كرمضان.

وقال ابن المنير: إما أن يحمل قول عائشة على المبالغة، والمراد الأكثر، وإما أن يجمع بأن قولها الثاني متأخر عن قولها الأول. فأخبرت عن أول أمره: أنه كان يصوم أكثر شعبان، وأخبرت ثانيا عن آخر أمره أنه كان يصومه كله.

قال الحافظ: ولا يخفى تكلّفه، والأول هو الصواب.) اهـ .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصيام .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 30, 2015 1:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
البخاري كتب:
سبل الهدى و الرشاد 8/438 - 441:


(الباب السابع في اعتكافه- صلى الله عليه وسلّم- وشدة اجتهاده في العشر الأخير من رمضان وتحريه ليلة القدر:

روى الطيالسي، والحارث- بسند حسن- عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- اعتكف هو وخديجة شهرا فوافق ذلك رمضان. الحديث» .

وروى الجماعة عنها، قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر الأخير من رمضان أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد وشدّ المئزر».

وروى الإمام أحمد، ومسلم عنها، قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره».

وروى الإمام أحمد عنها: قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر شمر وشد المئزر وشمر».

وروى الإمام أحمد، والشيخان عنها، قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله».

وروى الشيخان عنها، قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعتكف في كل رمضان، فإذا صلّى الغداة دخل مكانه الذي يعتكف فيه، وأنه أراد مرة أن يعتكف في العشر الأواخر من رمضان فأمر ببنائه فضرب، فاستأذنته عائشة أن تعتكف فأذن لها، فضربت فيه قبّة، فسمعت حفصة فضربت قبّة، وسمعت زينب فضربت قبّة أخرى فلما انصرف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من الغداة أبصر أربع قباب، فقال: «ما هذا؟» فأخبر خبرهن، فقال: «ما حملهنّ على هذا؟ البر؟» وفي رواية: «البر أردن بهذا» وفي لفظ مرة واحدة، «ما أنا بمعتكف انزعوها فلا أراها» فنزعت، وأمر بخبائه فقوض، فلم يعتكف حتى اعتكف في آخر العشر من شوال» ، وفي رواية: «حتى اعتكف في العشر الأول من شوال، وفي رواية: اعتكف عشرين من شوال».

وروى الإمام أحمد، وأبو يعلى- بسند حسن- عن علي- رضي الله تعالى عنه- قال:
«كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوقظ أهله في العشر الأخير من رمضان، ويرفع المئزر».


وروى البخاري، وأبو داود والنسائي، عن نافع، عن ابن عمر قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان».

وروى الطبراني، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر الأواخر، طوى فراشه، واعتزل النساء [وجعل عشاءه سحورا].

وروى ابن ماجه، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا اعتكف طرح له فراشه أو يوضع له سريره، وراء أسطوانة التّوبة».

وروى الإمام أحمد، والبخاري، وأبو داود، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال:
«كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما».

وروى الإمام أحمد، والترمذي، وقال: حسن صحيح غريب عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فلم يعتكف عاما فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين».

وروى الإمام أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة، عن أبي بن كعب- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان فسافر سنة فلم يعتكف، فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين يوما».

وروى الإمام مالك، والجماعة، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- «أنها كانت ترجل النبي- صلى الله عليه وسلم- وهي حائض، وهو معتكف في المسجد، وهي في حجرتها يناولها رأسه، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان» ، زاد أبو داود وكان يمر بالمريض فيمر ولا يعرّج يسأل عنه».

وروى الإمام أحمد، عن أبي ليلى عن أبيه- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- اعتكف في قبة من خوص».

وروى الطبراني من طريق النّضر بن يزيد البهرتيري، يحرر حاله عن معيقيب- رضي الله تعالى عنه- قال: «اعتكف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في قبة من خوص بابها من حصير، والناس في المسجد».

وروى الإمام مالك، عن ابن شهاب- رحمه الله تعالى- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- كان يذهب لحاجة الإنسان في البيوت وهو معتكف».

وروى الإمام أحمد، والشيخان، وأبو داود، وابن ماجة، عن صفية- رضي الله تعالى عنها- قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- معتكفا فأتيته أزوره ليلا، فحدثته ثم قمت لأنقلب فقام معي يقلبني».

وروى مسلم، وابن ماجة، عن أبي سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- اعتكف العشر الأول من رمضان ثم اعتكف العشر الأوسط في قبّة تركيّة على سدّتها حصير، قال: فأخذ الحصير بيده فنحّاها في ناحية القبّة، ثم أطلع رأسه فكلم الناس، فدنوا منه فقال: «إني كنت اعتكف العشر الأول التمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف» ، فاعتكف الناس معه، قال: «وإني أريتها ليلة وتر وإنّي أسجد في صبيحتها في طين وماء، فأصبح من ليلة إحدى وعشرين» . وقد قام إلى الصبح فمطرت السماء فوكف المسجد، فأبصرت الطين والماء فخرج حين فرغ من صلاة الصّبح وجبينه وروثة أنفه فيهما الطين والماء وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر».

وروى الإمامان: مالك، وأحمد، والشيخان، وأبو داود، وابن ماجة، عن أبي سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- قال: «اعتكفنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- العشر الأوسط، فلما كان صبيحة عشرين نقلنا متاعنا، فأتاه جبريل- صلى الله عليه وسلم- فقال: «إن الذي تطلب أمامك» فأتانا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: «من اعتكف فليرجع إلى معتكفه، فإني أريت هذه الليلة، ورأيتني أسجد في ماء وطين» ، فلما رجع إلى معتكفه هاجت السماء من آخر ذلك اليوم، وكان المسجد من عريش، فلقد رأيت على أنفه وأرنبته أثر الماء والطين».

وروى الطبراني- بسند حسن- عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- قالت: «اعتكف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أول سنة: العشر (الأول ثم اعتكف العشر) الوسطى ثم العشر الأواخر وقال:
«إني رأيت ليلة القدر فيها فأنسيتها» ، فلم يزل رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يعتكف فيهن حتى توفي».

وروى أبو بكر أحمد بن عمر وأبو عاصم، عن حذيفة- رضي الله تعالى عنه- قال: «قام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة من رمضان في حجرة من جريد النخل، فصب عليه دلوا من ماء» .

وروى أيضا عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا كان رمضان ونام فإذا دخل العشر شمّر المئزر، واجتنب النساء، واغتسل بين الأذانين وجعل العشاء سحورا. ) . اهـ .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصيام .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 07, 2018 3:14 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:22 pm
مشاركات: 2910
البخاري كتب:
البخاري كتب:
سبل الهدى و الرشاد 8/438 - 441:


(الباب السابع في اعتكافه- صلى الله عليه وسلّم- وشدة اجتهاده في العشر الأخير من رمضان وتحريه ليلة القدر:

روى الطيالسي، والحارث- بسند حسن- عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- اعتكف هو وخديجة شهرا فوافق ذلك رمضان. الحديث» .

وروى الجماعة عنها، قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر الأخير من رمضان أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد وشدّ المئزر».

وروى الإمام أحمد، ومسلم عنها، قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره».

وروى الإمام أحمد عنها: قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر شمر وشد المئزر وشمر».

وروى الإمام أحمد، والشيخان عنها، قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله».

وروى الشيخان عنها، قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعتكف في كل رمضان، فإذا صلّى الغداة دخل مكانه الذي يعتكف فيه، وأنه أراد مرة أن يعتكف في العشر الأواخر من رمضان فأمر ببنائه فضرب، فاستأذنته عائشة أن تعتكف فأذن لها، فضربت فيه قبّة، فسمعت حفصة فضربت قبّة، وسمعت زينب فضربت قبّة أخرى فلما انصرف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من الغداة أبصر أربع قباب، فقال: «ما هذا؟» فأخبر خبرهن، فقال: «ما حملهنّ على هذا؟ البر؟» وفي رواية: «البر أردن بهذا» وفي لفظ مرة واحدة، «ما أنا بمعتكف انزعوها فلا أراها» فنزعت، وأمر بخبائه فقوض، فلم يعتكف حتى اعتكف في آخر العشر من شوال» ، وفي رواية: «حتى اعتكف في العشر الأول من شوال، وفي رواية: اعتكف عشرين من شوال».

وروى الإمام أحمد، وأبو يعلى- بسند حسن- عن علي- رضي الله تعالى عنه- قال:
«كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوقظ أهله في العشر الأخير من رمضان، ويرفع المئزر».


وروى البخاري، وأبو داود والنسائي، عن نافع، عن ابن عمر قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان».

وروى الطبراني، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر الأواخر، طوى فراشه، واعتزل النساء [وجعل عشاءه سحورا].

وروى ابن ماجه، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا اعتكف طرح له فراشه أو يوضع له سريره، وراء أسطوانة التّوبة».

وروى الإمام أحمد، والبخاري، وأبو داود، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال:
«كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما».

وروى الإمام أحمد، والترمذي، وقال: حسن صحيح غريب عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فلم يعتكف عاما فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين».

وروى الإمام أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة، عن أبي بن كعب- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان فسافر سنة فلم يعتكف، فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين يوما».

وروى الإمام مالك، والجماعة، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- «أنها كانت ترجل النبي- صلى الله عليه وسلم- وهي حائض، وهو معتكف في المسجد، وهي في حجرتها يناولها رأسه، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان» ، زاد أبو داود وكان يمر بالمريض فيمر ولا يعرّج يسأل عنه».

وروى الإمام أحمد، عن أبي ليلى عن أبيه- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- اعتكف في قبة من خوص».

وروى الطبراني من طريق النّضر بن يزيد البهرتيري، يحرر حاله عن معيقيب- رضي الله تعالى عنه- قال: «اعتكف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في قبة من خوص بابها من حصير، والناس في المسجد».

وروى الإمام مالك، عن ابن شهاب- رحمه الله تعالى- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- كان يذهب لحاجة الإنسان في البيوت وهو معتكف».

وروى الإمام أحمد، والشيخان، وأبو داود، وابن ماجة، عن صفية- رضي الله تعالى عنها- قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- معتكفا فأتيته أزوره ليلا، فحدثته ثم قمت لأنقلب فقام معي يقلبني».

وروى مسلم، وابن ماجة، عن أبي سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- اعتكف العشر الأول من رمضان ثم اعتكف العشر الأوسط في قبّة تركيّة على سدّتها حصير، قال: فأخذ الحصير بيده فنحّاها في ناحية القبّة، ثم أطلع رأسه فكلم الناس، فدنوا منه فقال: «إني كنت اعتكف العشر الأول التمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف» ، فاعتكف الناس معه، قال: «وإني أريتها ليلة وتر وإنّي أسجد في صبيحتها في طين وماء، فأصبح من ليلة إحدى وعشرين» . وقد قام إلى الصبح فمطرت السماء فوكف المسجد، فأبصرت الطين والماء فخرج حين فرغ من صلاة الصّبح وجبينه وروثة أنفه فيهما الطين والماء وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر».

وروى الإمامان: مالك، وأحمد، والشيخان، وأبو داود، وابن ماجة، عن أبي سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- قال: «اعتكفنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- العشر الأوسط، فلما كان صبيحة عشرين نقلنا متاعنا، فأتاه جبريل- صلى الله عليه وسلم- فقال: «إن الذي تطلب أمامك» فأتانا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: «من اعتكف فليرجع إلى معتكفه، فإني أريت هذه الليلة، ورأيتني أسجد في ماء وطين» ، فلما رجع إلى معتكفه هاجت السماء من آخر ذلك اليوم، وكان المسجد من عريش، فلقد رأيت على أنفه وأرنبته أثر الماء والطين».

وروى الطبراني- بسند حسن- عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- قالت: «اعتكف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أول سنة: العشر (الأول ثم اعتكف العشر) الوسطى ثم العشر الأواخر وقال:
«إني رأيت ليلة القدر فيها فأنسيتها» ، فلم يزل رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يعتكف فيهن حتى توفي».

وروى أبو بكر أحمد بن عمر وأبو عاصم، عن حذيفة- رضي الله تعالى عنه- قال: «قام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة من رمضان في حجرة من جريد النخل، فصب عليه دلوا من ماء» .

وروى أيضا عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا كان رمضان ونام فإذا دخل العشر شمّر المئزر، واجتنب النساء، واغتسل بين الأذانين وجعل العشاء سحورا. ) . اهـ .

_________________
يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصيام .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 08, 2018 3:49 am 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23595

الموضوع ده بمشاركاته جميل رائق

نَفسه هادي

بارك الله فيكم .

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 16 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 31 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط