بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد
الإخوة الأحباب الأفاضل .. بالنظر فى نفسية هؤلاء المتمسلفة وقفت على ما أسميته أنا ( القواعد التسلسلية المسرفة .. لابن تيمية وأتباعه المتمسلفة )
ممكن واحد يقول لى : يعنى إيه الكلام ده ... وإيه الكلام المكلكع ده ؟!!!! أقول له : حلمك يامولانا ... متخافش .. دى مش شتيمة .. لكن علشان الإخوة المتمسلفة بيحبوا الكلام المبقلظ والمكلكع على قاعدة " الخنفشاريين " سميت القاعدة ليهم بالاسم ده .. . ودلوقت أشرح الحكاية ... وبالتالى .. القاعدة بتاعتنا .
أولا : يبدأ الأخ منهم بالحديث عن الدليل .. وعن الكتاب والسنة ... طبعا الواحد لما يسمع كلمة (الكتاب والسنة ) يقوم احتراما .. ويسلم تماما . ماشى الكلام .. بعد كده مش كل حاجة أو مسألة شرعية موجودة فى القرآن بنفس صورتها .. ولكن فى شكل أصول وقواعد عامة , ودا معنى " ما فرطنا فى الكتاب من شئ " لأن فى القرآن " وماآتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا "
على كل حال .. طالما مفيش فى القرآن المسألة دى بعينها .. يبقى نخش على السنة والأحاديث ياأخى .. وهنا نقول
ثانيا : الحديث الشريف .. إما يكون صحيح .. وإما يكون ضعيف , فلو كان صحيح تلاقى الواحد فيهم لما يكون عايز يحتج به - وطبعا والله دون فهم صحيح _ وقف وزنهر ووشه احمر وقال لك : اتق الله ياأخى الحديث صحيح .. ولاانت من منكرى السنة ؟ وتلاقى صواريخ وبمب بيفرقع فى وشك فى إثبات العمل بالسنة الشريفة .. وأن منكرها ضال مضل .. واقذفوا به فى الجحيم ..
طب لو الحديث كان ضعيف .. والأخ منهم مزنوق فيه ومحتاج له .. لأن الحديث الضعيف ده بالذات فيه كلمات بيحبها المتمسلفة ... طبعا كلكم عارفينها ... أيوه .. " حرام .. عليه لعنة الله ... فارق الجماعة .. خلع ربقة الإسلام من عنقه ... هيروح فى داهية ... الله يخرب بيته ... مراته حرام عليه " الخ
يبدأ الأخ يدور على أى حد فى أى حته يكون اتكلم على الحديث الضعيف ده .. ويدخل البنى آدم فى سلسلة من الآراء والروايات .. ويدارى اللى يداريه .. ويظهر اللى عايزه .. وتسمع أسماء ناس عمرك ماسمعت عنهم .. فى النهاية يوصل لك ان الحديث ده طلع صحيح .. بس علماء زمان ماكانوش واخدين بالهم .
ثالثا : وهنا تبدأ مرحلة العبقرية فى الفهم والاستنباط .. الواحد فيهم بعد مايخلص المراحل اللى فاتت مع اللى بيسمع له .. يكون – يا عينى – اللى بيسمعه جاله وش فى دماغه , وبقى عامل زى الفرخه الداخية .. يروح داخل عليه بالضربة القاضية .. وهى الفهم المعوج المستنبط من عقلية عقيمة محدودة ..
فمثلا .. ممكن يوصل للسامع أن الصحابة مثلا كان فيهم جاهلية .. والجاهلية ليست من الإسلام ... وكل ما ليس من الإسلام فهو الكفر .. ( هـ . ط . ث )
يقولك : الحديث الصحيح يا اخى بيقول " ليس منا من ضرب الخدود ... ودعا بدعوى الجاهلية " وهنا البلوى .. لأن سيدنا أبو ذر قال له حضرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم " إنك امرؤ فيك جاهلية " ..
طبعا طريقتهم دى فى الفهم تودى فى داهية .. لأن أهل السنة والجماعة عندهم قاعدة ( كفر دون كفر وشرك دون شرك ونفاق دون نفاق ) وهناك فرق بين الأقوال الجاهلية وبين الاعتقادات الجاهلية .
ودلوقت هقدم لكم نموذج عملى على واحد من شيوخ المتمسلفة وهو : بكر أبو زيد .. واسمع ما قاله عن السبحة من كتابه ( كتاب السبحة تاريخها وحكمها ) تكلم عن الأحاديث والآثار الواردة فى مشروعية السبحة , ثم أتبعها جرحا وطعنا وقتلا وتنكيلا .. وهوى متبعا ... وضرورة اتباع القرآن والسنة ودى المرحلة الأولى ..
ثم قال :" بناء على جميع ما تقدم : لا يستريب منصف أن اتخاذ السُّبْحَةِ لتعداد الأَذكار: - تشبه بالكفار - وبدعة مضافة في التعبد بالأَذكار والأوراد - وعدول عن الوسيلة المشروعة: ((العَدَّ بالأنامل)) التي دَلَّ عليها النبي r بقوله وفعله . "
ودى المرحلة الثانية .. وهى الاعتماد على حديث فيه مقال .. زى حديث " من تشبه بقوم فهو منهم " – وسأفرد للكلام عن هذا الحديث بمشيئة الله ومدد مولانا حضرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم مشاركة - ثم قال بكر أبو زيد :
" وأضيف هنا أمرين مهمين : أولهما: أقول فيه إن من وقف على تاريخ اتخاذ السبحة , وأنها من شعائر الكفار من البوذيين, والهندوس, والنصارى, وغيرهم وأنها تسربت إلى المسلمين من معابدهم ؛ علم أنها من خصوصيات معابد الكفرة , وأن اتخاذ المسلم لها وسيلة للعبادة, بدعة ضلالة, وهذا ظاهر بحمد الله تعالى .
وثانيها: قال الغلاة في اتخاذ السُّبْحَة: ((إن العقد بالأنامل إنما يتيسر في الأذكار القليلة من ((المائة)) فَدُوْن, أما أهل الأوراد الكثيرة, والأذكار المتصلة, فلو عدوا بأصابعهم لدخلهم الغلط, واستولى عليهم الشغل بالأصابع, وهذه حكمة اتخاذ السُبحة)) . أقول: ليس في الشرع المطهر أكثر من ((المائة)) في عدد الذكر المقيد بحال, أو زمان, أو مكان, وما سوى المقيد فهو من الذكر المطلق, والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب / 41]. إلى غيرها من الآيات, كما في: [آل عمران / 41, والأنفال / 45, والأحزاب / 35]. فتوظيف الإِنسان على نفسه ذكراً مقيداً بعدد لم يأمر الله به ولا رسوله r , هو: زيادة على المشروع ." انتهى كلامه
شوف الكلام العجيب ... وكام مرة جت كلمة " كفار .. ضلال .. بدعة " وزى ماقلت لك .. دى كلمات بيحبوها جدا .
ودلوقت نخش على الفهم الرائع ... والاستنباط الفذ .. ودى المرحلة الثالثة والأخيرة .. قال – واسمع العجب العجاب - :
" هذا في حكم اتخاذ السُّبْحَة لعِدِّ الأَذكار؛ ولذا فإنه تفريعاً على أنها : - وسيلة محدثة - وبدعة محرمة - ولما فيها من التشبه بالكفرة, والاختراع في التعبد؛ فإنه : - لا يجوز فيما كان سبيلها كذلك تصنيعها - ولا بيعها - ولا وقفيتها - ولا إهداؤها وقبولها - ولا تأجير المحل لمن يبيعها لما فيه من الإِعانة على الإِثم , والعدوان على المشروع , والله سبحانه وتعالى يقول ﴿ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة/2] . انتهى كلامه أقول : حسبنا الله ونعم الوكيل ... والله دماغى وجعتنى .
وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين .
|