علاء كتب:
كل الكون له نصيب من تربية وتغذية الحبيب صلى الله عليه وسلم..
الملائكة كذلك لها حظ ونصيب من تربية الحبيب صلى الله عليه وسلم
كل الملائكة ..
حملة العرش مثلا يحملون قوائما قد كتب عليها خالق العرش اسم حبيبه ..
في ذلك الوقت .. حملة العرش يؤمنون به ولم يرونه ..
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ ..
فكأن اسم الحبيب صلى الله عليه وسلم على قوائم العرش فيه الكثير والكثير من الشفاعة والإمداد لحملة العرش ..
من يربيه الحبيب صلى الله عليه وسلم يكون مؤدب ..
ألا تعجب من أدب ملك الموت مع الحبيب صلى الله عليه وسلم من استئذانه عليه ووقوفه عند رأسه وغير ذلك من عجائب لقاء المعراج معه ..
ألا تعجب من كثرة سؤال الحبيب صلى الله عليه وسلم لجبريل في الاسراء والمعراج ..
ألا تعجب من طلب الحبيب صلى الله عليه وسلم لجبريل أن يرافقه بعد سدرة المنتهى ؟!
ألا يعلم حبيب الله أنه وبعد هذا الحد المكان مكانه والبساط بساطه فقط؟! ..
أم أن الأمر تهذيب وتربية وإظهار وإشهار لحدود ما .. ولمكانة عبد الله للعالمين ؟
ألا يعلم الحبيب صلى الله عليه وسلم أنه العبد الواحد ؟!
النبي صلى الله عليه وسلم أعلم بحدود الله .. !!! فتأمل ذلك ..
الحبيب صلى الله عليه وسلم يسأل جبريل .. فينظر في حدود علوم جبريل .. الحبيب يسأل ويسكت .. الحبيب يسأل ويتبسم .. الحبيب يسأل وجل نظره الملاحظة ..
الحبيب يسأل وينظر للأرض ويرخي استار طرفه الكريم..
كله تربية .. مربي الملائكة ومربي الانبياء ومربي الأولياء ..
من يسير خلف الحبيب صلى الله عليه وسلم تقريبا اكتملت تربيته .. واكتمل تسليمه لمن يسير خلفه ..
الملائكة تمت تربيتها مبكرا جدا جدا من عمر هذا الكون عند الحضرة النبوية .. وأثر تلك التربية واضح في عصمتهم.. لا يعصون الله ما أمرهم !
إذا كان من أثر تربية سيدنا النبي للملائكة انهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.. فكيف هي تربية من رباهم ؟!!
كيف هو النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ؟!!
اكتملت تربية الملائكة .. فنزلت تمشي وتسير على الأرض خلف هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم..
للملائكة خفيفة القدم .. ثقيلة القدم ! .. تسير خلف الحبيب صلى الله عليه وسلم دون ان تطأ على أثر عقبه الشريف ..
لا يسير على عقب سيدنا النبي إلا من خف ( خف حمله وثقل وزنه عند ربه)
فلا يطأ حقيقة بقدمه .. وإنما يطأ بوجه روحانيته متبركا .. يطأطئ بوجهه إلى قدم الحبيب صلى الله عليه وسلم .. وهي بيعة .. لكنها ليست بيعة الكف بالكف .. بل هي بيعة أشد ..
بيعة الوجه بالقدم المحمدي .. أن تحل وجهك للسيد المعصوم صلى الله عليه وسلم .. وجهي لك يا سيد الرسل حلال .. فدس .. دس .. دس
من ( خف حمله وثقل وزنه ) ..
وزنه عند الله ثقيل .. كما أصبحت لاحقا ساق ابن مسعود كذلك ..
وحمله خفيف أي يسير بكل الادب وكأنه نسمة تطير فلا يطأ بقدمه على مكان وطئته قدم الحبيب صلى الله عليه وسلم .. وكما يسير اهل الله في روضة الحبيب صلى الله عليه وسلم
يا حبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
( لابد أن تسير خلف من سيسجد يوما ما تحت العرش لأجلي ولأجلك ولأجلهم )
جاء التخفيف على العالمين بإظهار وإرسال الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم ..
عبد واحد يشار إليه في "ذلك تخفيف من ربكم ورحمة" ..
ذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم ..
الذات المحمدية ..
من تخفيف الحبيب صلى الله عليه وسلم على أمته في المرض ..
( إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم)
من تخفيف الحبيب صلى الله عليه وسلم على أمته في الموت ..
( اللهم ثقِّل في سكراتي وخفِّف في سكرات أمتي )
سلمت لاسمه المكتوب على ساق العرش؟..
نعم ؟
وتستمع بعدها لمن يتكلم عن فهمه لقصة تأبير النخل ؟
سلمت لاسمه المكتوب على ساق العرش؟
وفين ساق النخل من ساق العرش ؟!!!!!
اقول لك ساق العرش .. وهم يفكرون في ساق نخل !!!
فعلا كل على قدره يسبح ..
العرش محمول على قوائم عليها اسم "محمد" .. والقوائم قائمة بهذا الاسم .. فافهم ذلك والتقط الاشارات ..
وللعرش قوائم تحمله من قبل أن تكون للقوائم حملة من الملائكة ..
فما حمل الملائكة اذا ؟ اهو حمل أم احتضان للإسم الشريف ؟أم توسل ؟
الملائكة حملت "الحامل" الاصلي .. فكان حملها للقوائم تشريفا وتكريما ..
وإلا فقوائم العرش محمولة اصلا ..
وما كان لقائم عليه اسم الله ورسوله أن يسقط او أن يحتاج لمخلوق ..
قيام العرش بأحمد .. وأحمد هو التجلي ل( لا حول ولا قوة الا بالله )
الملائكة سلمت واستسلمت و أمسكت بقوائم العرش ولم تسأل لماذا نحمله وكيف نحمله وماذا لو حدث كذا .. وماذا لو كذا .. .. الملائكة لم تناقش .. حملت وكفى وكأنها تركت تابير النخيل وكفى !! .. حال حملها للعرش هو لا حول ولا قوة الا بالله .. تسليم كامل ..
وبعض البشر لم يستطع ان يسلم في تابير نخلة ! .. لم يستطع أن يصبر عن التأويل والشرح بفهمه البشري المتشبع بالبشرية ..يفهم ويفسر بالطين والماء والهواء والنار ..!! اين النور؟!
لو امرت الملائكة بترك قوائم العرش في اي لحظة .. لتركتها .. دون سؤال .. دون نقاش .. فقد تعلموا وتربوا بالنور المحمدي بعد قضية السجود للنور المحمدي المستخلف في الارض من غرة آدم ..
بل وحتى تسليم مالك خازن النار للنبي صلى عليه وسلم تسليم عجيب شديد ..
في كل مرة يأت فيها النبي صلى الله عليه وسلم مالكا خازن النار وهو على منبره في وسط جهنم .. فيقول حضرته لمالك اخرج كذا واخرج كذا واخرج فلان وفلان .. فيفعللللل !!
مالك لن يطلب دليلا .. ولا برهان .. ولا صك من الله .. ولن يقول دعني اراجع ربي ..
لا احد مطلقا يستطيع أن يحشر نفسه بين الله وسيدنا محمد .. مهما بلغت رتبته .. ما يكون لأحد ذلك وما ينبغي ..
وكان ارسال الانبياء والرسل تترا وتبعا تمهيدا للارض والسماء لظهور حبيب الله الاعظم ..
يتبع بمشيئة الله ..
هل هناك مصادر يمكن الرجوع اليها بشأن مسألة تربية سيدنا النبي صلى الله عليه واله وسلم للملائكة ؟
مع خالص الشكر لحضرتك .