موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 57 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 21, 2018 4:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
(7- «الأتقى» صلى الله عليه وسلم:

أفعل تفضيل من تقى يتقي كقضى يقضي لا من اتقى يتّقي الذي هو الأصل، فخفف لأن أفعل التفضيل لا يبنى من غير ثلاثي على ثلاثة.

روى مسلم عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد علمتم أنّي أتقاكم وأبرّكم وأصدقكم حديثاً».

قال الجوهري: التّقيّ: المتّقي. والتّقى والتقوى واحد. وواوها مبدلة عن ياء لقولك: اتقيت، والتاء من واو لأنه من وقيت.

وأصل التقوى في اللغة: قلة الكلام. حكاه ابن فارس.

وقال غيره: هي الخوف والحذر وأصلها: اتقاء الشّرك ثم المعاصي، ثم الشبهات، ثم ترك الفضلات.

وحقيقتها: التحرّز بطاعة الله تعالى من مخالفته.

وقال رجل لأبي هريرة رضي الله تعالى عنه: ما التقوى؟
قال: أخذت طريقاً ذا شوك؟
قال: نعم.
قال: كيف صنعت؟
قال: إذا رأيت الشوك عدلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه.
قال: ذاك التقوى.
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب التقوى.

وقد أشار إلى هذا المعنى ابن المعتز رحمه الله تعالى فقال:

خلّ الذّنوب صغيرها ... وكبيرها ذاك التّقى

واصنع كماش فوق أر ... ض الشّوك يحذر ما يرى

لا تحقرنّ صغيرةً ... إنّ الجبال من الحصا


وأما إضافتها إلى الله تعالى في قوله تعالى: (هُوَ أَهْلُ التَّقْوى) فمعناه: أهل لأن يتّقى عقابه ويحذر عذابه.


وسئل علي رضي الله تعالى عنه عنها قال: هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرّحيل.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس».
رواه الإمام أحمد، وحسّنه الترمذي.

تنبيه:
قوله تعالى: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ} أمرٌ بالدوام على التقوى. كقوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ} أي: داوموا على الإيمان.



8- «أتقى الناس» صلى الله عليه وسلم: تقدم معناه في الذي قبله.) اهـ .

سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 421-422)


_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 21, 2018 6:18 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
اللهم صل على سيدنا النبى وعلى آله وسلم تسليما كثيرا كبيرا دائما ابدا

جزاك الله كل خير الأخ الفاضل البخارى

تسجيل متابعة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 21, 2018 6:23 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
المهاجرة كتب:
اللهم صل على سيدنا النبى وعلى آله وسلم تسليما كثيرا كبيرا دائما ابدا

جزاك الله كل خير الأخ الفاضل البخارى

تسجيل متابعة


صلى الله علي سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وسلم

وجزاكم الله خيرا الأخت الفاضلة المهاجرة

متابعتكم شرف كبير

اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وسلم

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 22, 2018 9:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
(9- «الأجود» صلى الله عليه وسلم:

أفعل تفضيل من الجود وهو الكرم. يقال جاد يجود جوداً فهو جواد بتخفيف الواو، وقومٌ جودٌ وأجواد وأجاود وجوّاد.

قال النّحاس رحمه الله تعالى: الجواد: الذي يتفضل على من لا يستحق ويعطي من لا يسأل ويعطي الكثير ولا يخاف الفقر.
من قولهم: مطر جواد: إذا كان كثيراً. وفرس جواد: يعدو كثيراً قبل أن يطلب منه.

ثم قيل: هو مرادفٌ للسّخاء. والأصحّ أن السخاء أدني منه.

والسخاء: اللّين عند الحاجات، ومنه: أرضٌ سخاوية: لينة التراب.


وفي رسالة القشيري رحمه الله تعالى: قال القوم: من أعطى البعض فهو سخيّ ومن أعطى الأكثر وبقّى لنفسه شيئاً فهو جواد ومن قاسى الضرر وآثر غيره بالبلغة فهو مؤثر.


وقال بعضهم: السخاء سهولة الإنفاق وهو الجود، وضده التقتير.
والسماحة: التجافي عما يستحقه المرء من غيره بطيب نفسه، وضده الشّكاسة.
والكرم: الإنفاق بطيب النّفس فيما يعظم خطره ويسمى حرّية، وضده: النذالة.


وروى الشيخان عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في شهر رمضان» الحديث.


وروى أبو يعلى عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم عن الأجود؟ الله الأجود، وأنا أجود بني آدم».

ولهذا مزيد بيان في باب كرمه وجوده صلى الله عليه وسلم.) اهـ .


سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 422)

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 22, 2018 11:07 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
اللهم صل على سيدنا محمد أجود الخلق آجمعين وعلى آله الكرما الطيبين وسلم تسليما كثيرا كبيرا دائما ابدا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت نوفمبر 10, 2018 11:33 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
( 10- «أجود الناس»: تقدم الكلام عليه في الذي قبله.


11- «الأجلّ»: بالجيم وتشديد اللام: الجليل العظيم أي الأكثر إجلالاً وعظمة عند الله وعند عباده.


12- «الأجير»: بالجيم نقله «ع» عن بعض الصحف المنزّلة: لأنه يجير أمته من النار.
قال الشيخ رحمه الله تعالى: ولم أر من ذكره غيره، وأخشى أن يكون تصحّف بأحيد الآتي.


13- «أحاد»: كذا ورد في السّفر الخامس من التوراة، وليس بين الحاء والدال ألف إنما يفخّمون الحاء، وتفسيره عندهم: واحد. ومعناه فيه صحيح من وجوه:
منها: أنه واحد بمعنى آخر الأنبياء وخاتمهم.
ومنها: أنه واحد في السيادة على من سواه.
ومنه:ا أنه واحد في شريعته أكمل الشرائع.
ومنها: أنه واحد في خصائص خصّ بها من أحكام دينه وأمور رفيعة غير دينه، كالشّفاعة العامّة والحوض المورود والمقام المحمود.

وقال الشيخ رحمه الله تعالى: أحاد في العربية بضم الهمزة: اسم عدد معدول عن واحد واحد، ولا يبعد أن يكون اسمه صلّى الله عليه وسلم في التوراة هو هذا الاسم العربيّ المعدول، ووجه العدل فيه عن واحد واحد المتكرر: أنه صلى الله عليه وسلم في أمور متعددة، فعدل عنها إلى أحاد ليدل على ذلك باختصار كما هو فائدة العدل أن لا يؤتى باللفظ مكرراً، فيكون هذا الاسم مما سماه الله تعالى به من أسمائه.
ومعنى الواحد في حق الله تعالى: الذي لا شريك له في ذاته وصفاته.


14-«الأحد»: المنفرد بصفات الكمال عن الخلق أو بالقرب من الحق، وهو من الصفات المشبّهة وأصله: وحد بفتح بالحاء وبكسرها أيضاً، فأبدلت الواو المفتوحة همزةً شذوذاً، لأن قياس المفتوحة أول الكلمة أن تبقى على حالها.
وهو من أسمائه تعالى ومعناه: المنفرد بصفات الكمال. وسيأتي الفرق بينه وبين الواحد بأنه يقال باعتبار الذات، والأحد باعتبار الصّفات.
وقيل: الواحد للوصل والأحد للفصل. فمن الواحد وصل إلى عباده النّعم. ومن الأحد انفصلت عنهم النّقم.


15- «الأحسن»: ذكره أبو حفص النسفي رحمه الله تعالى في تفسيره، وهو أفعل: من الحسن، وهو تناسب الأعضاء على ما ينبغي.
والمراد به: المستجمع صفات الكمال. قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ} قال عبد الرزاق في تفسيره: عن معمر عن الحسن البصري رحمه الله تعالى: أنه تلا هذه الآية فقال: هذا حبيب الله تعالى، هذا صفوة الله، هذا أحبّ أهل الأرض إلى الله أجاب الله تعالى في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله تعالى فيه.

وفي حديث أنس عند عبد بن حميد: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وكان أجود الناس وكان أشجع الناس.

وسيأتي الكلام على ذلك في باب حسنه صلى الله عليه وسلم. ويرحم الله تعالى الشرف البوصيري حيث قال:
فهو الذي تم معناه وصورته ... ثم اصطفاه حبيبا بارئ النسم
منزّهٌ عن شريكٍ في محاسنه ... فجوهر الحسن فيه غير منقسم

والشرف ابن الفارض حيث قال:
وعلى تفنن واصفيه بحسنه ... يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف

قال النّسفي رحمه الله تعالى: وهذا الاسم مما سماه الله تعالى به من أسمائه. قال تعالى: {فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ}.


16- «الأحشم»: بالحاء المهملة والشين المعجمة: أفعل تفضيل من الحشمة وهي الوقار والسكينة أي أحشم الناس، أي أكثرهم وقاراً.


17- «أحيد»: عزاه القاضي للتوراة لأنه يحيد أمّته عن النار.

ويروى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما مرفوعا: «اسمي في القرآن محمد وفي الإنجيل أحمد، وفي التوراة أحيد لأني أحيد أمّتي عن النار» رواه ابن عدي وابن عساكر بسند واهٍ.

وضبطه الشيخ تقي الدين الشّمنّي بضم الهمزة.
والحلبي بفتحها وسكون الحاء المهملة وفتح المثناة التحتية وكسرها في آخره دال مهملة.
وضبطه الماوردي رحمه الله تعالى بمد الألف وكسر الحاء المهملة.
وقال في الشرح: يحتمل أن يكون أفعل: من حاد عن الشيء إذا عدل عنه ونفر منه، وسمّي به لأنه حاد عن طريق الباطل وعدل بأمته إلى سبيل الحق. وهو غير منصرف للعجمة والعلمية، أو وزن الفعل مع العلمية.) اهـ.

سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 422-424)

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت نوفمبر 10, 2018 4:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أغسطس 21, 2012 8:40 pm
مشاركات: 6500
صورة

_________________
صورة
ياباب المدينه ياصهر المختار
فارسنا المظفر حيدر الكرار
تخشاك الفوارس انت ذوالفقار
هادم حصن خيبر فيها الباب طار
سلام يا جدي حيدر الكرار


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 13, 2018 11:25 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
الكرار كتب:
صورة



صلى الله على حضرته وعلى آله وسلم

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 13, 2018 11:34 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
(18- «الآخذ الحجزات» صلى الله عليه وسلم: بالإضافة: اسم فاعل من الأخذ وهو التناول.
روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنما مثلي ومثل أمتي كمثل رجل استوقد ناراً فجعلت الدوابّ والفراش يقعن فيها، فأنا آخذ بحجزكم وأنتم تقحّمون فيها».

وروى الإمام أحمد عن جابر رضي الله تعالى عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد ناراً فجعل الفراش والجنادب يقعن فيها وهو يذبّهن عنها وأنا آخذ بحجزكم وأنتم تفلتون من يدي».

الحُجَزات بضم المهملة وفتح الجيم ثم زاي. والحجز جمع حجزه وهو حيث يثنى طرف الإزار وهو النيفق من السراويل ومحلها الوسط، فكأنه صلّى الله عليه وسلم قال: أنا آخذ بأوساطكم لأنّجيكم من النار والأخذ بالوسط أمكن، فعبّر عنها بالحجزات استعارة بعد استعارة.


19- «الآخذ الصدقات» صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها} الآية وإن نزلت في المخلّفين عن غزوة تبوك، وفي صدقة التطوع التي هي من تمام توبتهم، لكنها عامّة لغيرهم وفي الزكاة المفروضة؛ ولهذا قال مانعو الزكاة: لا ندفعها إلا لمن صلواته سكنٌ لنا، وقد كان صلى الله عليه وسلم يأخذ الزكاة من أربابها ويفرّقها على مستحقيها كما هو معلوم معروف.


20- «أخرابا» صلى الله عليه وسلم: هو اسمه صلّى الله عليه وسلم في الإنجيل، ومعناه آخر الأنبياء. روى ابن أبي شيبة في المصنّف عن مصعب بن سعد، عن كعب رحمه الله تعالى قال: أول من يأخذ حلقة باب الجنة فيفتح له محمد صلى الله عليه وسلم، ثم قرأ علينا آية من التوراة أخراباً قدمابا الأوّلون الآخرون.


21- «الأخشى لله» صلى الله عليه وسلم: أخذه الشيخ رحمه الله تعالى من حديث أبي داود: «والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله» .

قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام رحمه الله تعالى: وفيه إشكال لأن الخوف والخشية حالةٌ تنشأ عن ملاحظة شدّة النّقمة الممكن وقوعها بالخائف، وقد دلّ الدليل القاطع على أنه صلى الله عليه وسلم غير معذّب. وقال تعالى: {يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ} فكيف يتصوّر منه الخوف، فكيف أشد الخوف؟.
قال: والجواب أن النسيان جائز عليه صلى الله عليه وسلم فإذا حصل النسيان عن موجبات نفي العقاب حدث له الخوف، لا يقال إن إخباره صلّى الله عليه وسلم بشدة الخوف وعظم الخشية عظم بالنوع لا بكثرة العدد، أي إذا صدر منه الخوف ولو في زمن فرد كان أشدّ من خوف غيره.
والخشية: الخوف وقيل أعظمه والهيبة أعظم منها. وقال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى: هي أن تخشاه حتى يحول بينك وبين المعصية، وعلى قدر علمه صلى الله عليه وسلم بالله تعالى كان خوفه. كما سيأتي في باب: «خوفه صلى الله عليه وسلم» .
وقال الأستاذ أبو علي الدقاق رحمه الله تعالى: الرهبة على مراتب:
أولها: الخوف وهي من شرط الإيمان. قال الله تعالى: {وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
ثانيها: الخشية وهي من شرط العلم، قال الله تعالى: {إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ}.
ثالثها: الهيبة، وهي من شرط المعرفة. وقيل هي حركة القلب من جلال الرب.
وأما وصفه تعالى بها في قوله تعالى: {إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ} برفع الاسم الكريم ونصب العلماء عكس القراءة المشهورة كما قرأ به أبو حيوة وعمر بن العزيز وأبو حنيفة فهو على سبيل المجاز، والمراد غايتها التي هي التعظيم والإجلال فقط على حد قوله:
أهابك إجلالاً وما بك قدرةٌ ... عليّ ولكن ملء عينٍ حبيبها


22- «آخر ماخ» صلى الله عليه وسلم: عزاه «ع» لصحف شيث صلى الله عليه وسلم قال: ومعناه صحيح الإسلام.


23- «الأدعج» صلى الله عليه وسلم: بدال وعين مهملتين أي أدعج العينين من الدّعج محرّكاً كالدّعجة بالضم وهو شدة سواد العين مع سعتها. كما سيأتي في باب صفاته الحسية صلى الله عليه وسلم.


24- «الأدوم» صلى الله عليه وسلم: بفتح الهمزة وسكون الدال المهملة، أفعل تفضيل من المداومة وهي المواظبة على الشيء. وأصل الدوام السكون يقال: دام الماء: إذا سكن، ومنه حديث الشيخين رضي الله عنهما عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يبولنّ أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل فيه».
وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لملازمته طاعة ربه تبارك وتعالى.

وروى الشيخان عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: «كان عمله صلى الله عليه وسلم ديمةً وأيكم يستطيع ما كان يستطيع صلى الله عليه وسلم» .

ولا ينافي ذلك عدم مواظبته صلى الله عليه وسلم على صلاة الضحى، كما رواه الترمذي وحسنه عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه: أنه صلى الله عليه وسلّم كان يصلي الضحى حتى نقول لا يدعها، ويدعها حتى نقول لا يصلّيها، لأن المواظبة على العمل كانت غالب أحواله صلى الله عليه وسلم وقد يتركها لحكمة كما ترك المواظبة على قيام رمضان لمّا علم به أناس فقاموا بقيامه خشية أن تفرض عليهم فيحرجهم.

فإن قيل: لم واظب صلى الله عليه وسلم علي قضاء سنّة الظّهر لمّا فاتته لاشتغاله مع الوفد بعد العصر ولم يواظب على قضاء سنة الفجر لمّا فاتته مع الصبح في الوادي مع أن سنّة الفجر آكد ووقت قضائها ليس وقت كراهة بخلاف سنة الظهر؟

أجيب: بأن سنّة الفجر فاتته صلى الله عليه وسلم مع جمع من الصحابة فلو واظب على قضائها لتأسّى به كلّ من فاتته إذا كان من عادتهم الحرص على اقتفاء آثاره صلى الله عليه وسلم والمتابعة له في أفعاله فيشق ذلك عليهم، بخلاف سنة الظهر أو لأنه كان في سفر فلم يواظب عليها لذلك بخلاف سنة الظهر.


25- «أذن خير» صلى الله عليه وسلم: سمي صلى الله عليه وسلم بالجارحة التي هي آلة السمع كأن جملته إذن كما يقال للرّبيئة: عين. قال تعالى: {وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ}.
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: قائل هذه اللفظة نبتل بن الحارث بن مروة المنافق، كان يأتي النبي فيجلس إليه فيسمع منه، ثم ينقل حديثه إلى المنافقين، رواه ابن أبي حاتم. وقيل: هو الجلاس بن سويد.

قال الحسن ومجاهد رحمهما الله تعالى: ومعنى هو أذن: يسمع منا معاذيرنا وينصت لنا، أي نحن لا نبالي عن أذاه والوقوع فيه، إذ هو سماّع لكل ما يقال له من اعتذار ونحوه ويقال للسمّاع لكل قول: أذن، لكثرة سماعه، سمّي بمحلّه. وقيل: هو على حذف مضاف وتقديره ذو أذن أي ذو سماع، وقيل: هو من قولهم أذن للشيء بمعنى استمع، ومنه الحديث: «ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي متغن بالقرآن» .

وصفه الله تعالى بذلك إلا أنه تعالى فسّره بما هو مدح لنبيه صلى الله عليه وسلم وثناء عليه وإن كان قصدوا بذلك ذمّه. والمشهور ضم ذال أذن. وقرأ نافع بسكونها، قال ابن عطية رحمه الله تعالى: أذن خير: سمّاع خير وحقّ لا غيره، والمشهور إضافته وقرأ عاصم برفع «خير» وتنوين «أذن» قال: وهو يوافق تفسير الحسن أي من يقبل معاذيركم خير لكم.

قال العزفيّ رحمه الله تعالى: وأما اسمه صلّى الله عليه وسلّم «أذن خير» فهو مما أعطاه من فضيلة الإدراك لبيان الأصوات فلا يبقى من ذلك خير ولا يسمع من القول إلا أحسنه.

فائدة:
قال في الصحاح: الأذن مؤنثة وتصغيرها أذينة. ورجل أذن يستوي فيه الواحد والجمع.


26- «الأرجح» صلى الله عليه وسلم: الزائد على غيره علماً وفضلاً، وفي حديث شق الصدر ثم قال أحدهما- أي الملكين- لصاحبه: زنه بعشرة من أمته فوزنني بهم فرجحتهم. ثم قال: زنه بمائة من أمته فوزنني بهم فوزنتهم. ثم قال زنه بألف من أمته فوزنني بهم فوزنتهم. فقال: دعه عنك فلو وزنت بأمته لوزنهم. أي لرجح عليهم في الفضل.
وقال زهير بن صرد رضي الله تعالى عنه يمدحه صلى الله عليه وسلم وزاده شرفا وفضلا لديه:
إن لم تداركهم نعماء تنشرها ... يا أرجح النّاس حلماً حين يختبر


27- «أرجح الناس عقلا» صلى الله عليه وسلم: روى أبو نعيم عن وهب بن منبه رحمه الله تعالى قال: قرأت في أحد وسبعين كتاباً فوجدت في جميعها أن الله تعالى لم يعط جميع الناس من بدء الدنيا إلى انقضائها من العقل في جنب عقل محمد صلى الله عليه وسلم إلا كحبّة رمل من بين جميع رمال الدنيا، وإن محمدا صلى الله عليه وسلم أرجح الناس عقلاً.
وسيأتي لهذا مزيد بيان إن شاء الله تعالى في الكلام على عقله صلى الله عليه وسلم.


28- «الأرحم» صلى الله عليه وسلم: أفعل: من الرّحمة أي أكثر الناس رحمة، وسيأتي بيانها إن شاء الله تعالى.


29- «أرحم الناس بالعيال» صلى الله عليه وسلم: وسيأتي الكلام عليه في باب شفقته صلى الله عليه وسلم.


30- «الأزجّ» صلى الله عليه وسلم: بفتح الزاي وتشديد الجيم أي أزجّ الحاجبين أي المقوّس الحاجب الوافر شعره. كما سيأتي بيان ذلك في باب صفاته صلى الله عليه وسلم.


31- «الأزكى» صلى الله عليه وسلم: بالزاي: الطاهر، أفعل من الزكاة وهي الطهارة أي أزكى العالمين. أي أطهرهم


32- «الأزهر» صلى الله عليه وسلم: من الزهارة وهي الرونق. روى مسلم عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون. قال الإمام النووي: معناه أبيض مستنير فهو بمعنى ما رواه ابن حبان عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض. ولهذا مزيد بيان في باب صفة لونه صلى الله عليه وسلم


33- «الأَسَدّ» صلى الله عليه وسلم: بفتح الهمزة والسين وتشديد الدال المهملتين: المستقيم وهو أفعل: من السّدد محركة كالسداد وهو الاستقامة والتوفيق للصواب من القول والعمل، يقال: سدّده تسديداً: إذا قوّمه ووفقه للسداد. وسدّ يسدّ، كفرّ يفرّ: صار سديداً أي مستقيماً واستدّ: استقام.
وأسدّ أصاب السداد أو طلبه. وسدّ الثلمة: أصلحها وأوثقها.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الناس ملكاً وإنساً وجمعاً وسداداً أي استقامة وتوفيقاً وإصلاحاً لثلم الرأي وإصابةً للصواب؛ لأن جميع ما يصدر منه صلى الله عليه وسلم ولو على سبيل الاجتهاد مستند إلى الوحي، ولهذا كان اجتهاده صلى الله عليه وسلم لا يخطئ كما صوّبه السّبكي، ولهذا مزيد بيان في أبواب عصمته صلى الله عليه وسلم


34- «أشجع الناس» صلى الله عليه وسلم: من الشجاعة وهي شدة القلب عند البأس، وتقدم في أحسن، وسيأتي الكلام عليه في باب شجاعته صلى الله عليه وسلم


35- «الأشدّ حياءً من العذراء في خدرها» صلى الله عليه وسلم: أي أكثر حياء. والحياء يمدّ ويقصر وهي انقباض النفس عن القبيح مخافة الذم، وسيأتي الكلام على ذلك في باب حيائه صلى الله عليه وسلم


36- «الأشنب» صلى الله عليه وسلم: بالمعجمة وفتح النون فموحدة من الشّنب محركاً وهو رونق الأسنان ورقة مائها. وقيل رقتها وعذوبتها، وسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى في باب صفة فمه وأسنانه صلى الله عليه وسلم


37- «الأصدق» صلى الله عليه وسلم: أفعل تفضيل. للمبالغة وأصله الثبوت والقوة يقال رجل صدق إذا كان قوياً على الطعن ثابتاً فيه، لا أحد أقوى من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أثبت على الحق منه، فهو صلى الله عليه وسلم أصدق الناس لهجة وأثبت على الحق وأقوى في الله. وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه عند الترمذي في الشمائل: "هو أصدق الناس لهجة".
وهذا الاسم مما سماه الله تعالى به من أسمائه قال الله تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}.


38- «أصدق الناس لهجة» صلى الله عليه وسلم: وتقدّم معناه. واللهجة بفتح الهاء وسكونها لغةً: اللسان. وقيل: طرفه أي: أصدق الناس لساناً)اهـ.

سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 424-429)

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 26, 2018 9:58 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
( 39- «الأطيب» صلى الله عليه وآله وسلم: أي: الأفضل والأشرف، أو الأكثر طيباً. أي أفعل: من الطيب وهو حسن الرائحة


40- «الأعزّ» صلى الله عليه وآله وسلم: بمهملة فمعجمة: أفعل: من العز أي الكثير العزّة وهي الغلبة والقوة


41- «الأعظم» صلى الله عليه وآله وسلم: أي: أحسن الناس خلقا وخلقاً؛ لأنه أفعل: من العظمة وهي ترجع إلى كمال الذات وتمام الصفات، وذلك غاية الحسن وكماله


42- «الأعلى» صلى الله عليه وآله وسلم: أفعل: من العلوّ وهو الرفعة، أي: الأكثر علوّاً أي رفعة على غيره. قال أبو حفص النسفي رحمه الله تعالى في تفسيره: وهو مما سماه الله تعالى به من أسمائه، وأورد فيه قوله تعالى: {وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى} وفي الأخذ من الآية نظر.

قال الشيخ رحمه الله تعالى: ولم يظهر لي وجه الأخذ منه لأنّا وإن جعلنا الضمائر في «استوى» و «هو» و «دنا» «فتدلى» «فكان» للنبي صلى الله عليه وسلم وهو قولٌ مرجوح في التفسير لم يصحّ أيضاً جعل الأعلى صفةً له لأن الضمير لا يوصف كما تقرر في النحو إلا على رأي ضعيف وكأنّه جعله حالاً من ضمير استوى. وجملة «وهو بالأفق» مبتدأ وخبر حالاً أيضاً.
والتقدير: فاستوى الأعلى أي عليّاً حالة كونه بالأفق وهو بعيد جداً ولم يظهر لي فيه غير ذلك


43- «الأعلم بالله» صلى الله عليه وآله وسلم: والمراد العلم بالله تعالى وصفاته وما يجب له كما قال في حديث ضعيف رواه الإمام أحمد: «أنا أتقاكم لله وأعلمكم بحدود الله» يأتي بيانه في شرح اسمه العالم.


44- «الأغرّ» صلى الله عليه وآله وسلم: بالغين المعجمة والراء: الشريف الكريم الخيار.
قال حسان بن ثابت- رضي الله تعالى عنه- يمدحه صلى الله عليه وسلّم زاده الله فضلاً وشرفاً:

أغرّ عليه للنّبوّة خاتم ... من الله مشهودٌ يلوح ويشهد


45- «أفصح العرب» صلى الله عليه وآله وسلم: كذا ورد في حديث ذكره أصحاب الغريب بهذا اللفظ. قال الحافظ العلامة عماد الدين بن كثير والشيخ- رحمهما الله تعالى-: ولم نقف على سنده.

وروى أيضاً: «أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أنّي من قريش» أي من أجل أني منهم.

ومعنى أفصح من نطق بالضاد: أي أفصح العرب لأنهم هم الذين ينطقون بها، وليست في لغة غيرهم.
وأفصح: أفعل تفضيل من فصح الرجل: جادت لغته لا من أفصح إذا تكلم بالعربية؛ لأن أفعل التفضيل لا يبنى إلا من ثلاثي.
وفي الصحاح: رجل فصيح وكلام فصيح أي بليغ. ولسانٌ فصيح أي طلق.
ومرجع الفصاحة إما إلى الوضوح، ومنه: أفصح الصبح إذا بدا ضوءه.
ويقال لكل واضح: مفصح. أو إلى الخلوص. ومنه: أفصح اللبن إذا أخذت منه الرغوة ولهذا مزيد بيان في باب بيان صفاته الحسية صلى الله عليه وسلم


46- «أكثر الأنبياء تبعاً» صلى الله عليه وآله وسلم: بفتح التاء الفوقية والموحّدة: جمع تابع كخدم جمع خادم.

روى مسلم عن أنس بن مالك- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من الأنبياء من يأتي يوم القيامة ما معه مصدّق غير واحد».

وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة: «وأرجو أن أكون أكثرهم تبعاً». لعله قبل أن يكشف له عن أمته ويراهم. وقد حقق الله تعالى رجاءه صلى الله عليه وسلم كما سيأتي بيان ذلك في الخصائص


[47- «الأكرم» صلى الله عليه وآله وسلم: المتصف بزيادة الكرم على غيره.
وقال بعض العلماء: الكرم كالحرية إلا أنها تقال في صغير المحاسن وكبيرها، والكرم لا يقال إلا في كبيرها فقط؛ ولذا قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ}.

روى الدارميّ عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا أكرم الأوّلين والآخرين على الله ولا فخر».

ومن كرامته صلى الله عليه وسلم علي ربه:
أنه أقسم بحياته
وأشفق عليه فيما كان يتكلفه من العبادة
وطلب منه أن يقلّلها، ولم يطلب ذلك من غيره بل حضّهم الله على الزيادة.
وأقسم له أنه من المرسلين وأنه ليس بمجنون وأنه لعلى خلق عظيم وأنه ما ودّعه وما قلاه.
وولد صلى الله عليه وسلم مختوناً لئلا يرى أحدٌ عورته.
واستأذن عليه ملك الموت في الدخول وفي قبض روحه الزكية ولم يفعل ذلك بأحد قبله.

وهذا الاسم مما سماه الله تعالى به من أسمائه قال تعالى: {وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} ومعناه: الذي له الكمال في زيادة الكرم على كل كريم. أو الذي أنعم على عباده بالنعم التي لا تحصى ويحلم عليهم فلا يعاجلهم بالعقوبة على كفرانها سبحانه وتعالى.


48- «أكرم الناس» صلى الله عليه وآله وسلم.


49- «أكرم ولد آدم» صلى الله عليه وآله وسلم: كما سيأتي إن شاء الله تعالى في حديث الشفاعة


50- «الإكليل» صلى الله عليه وآله وسلم: التاج. ويقال التاج المدوّر. وهو صلى الله عليه وسلم تاج الأنبياء ورأس الأصفياء، وسمّي به صلى الله عليه وسلم لشرفه وعلوه، أو لإحاطة رسالته وشمولها كما سمي الإكليل لإحاطته بالرأس.


51- «الأمجد» صلى الله عليه وآله وسلم: أفعل من المجد وهو الشرف.


52- «الآمر الناهي» صلى الله عليه وآله وسلم: اسما فاعل من الأمر والنهي قال تعالى: {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ} وكان ذلك في حقه صلى الله عليه وسلم فرض عين كما قاله الجرجاني في شافيته وفي حق غيره فرض كفاية.
قال الشرف البوصيري رحمه الله تعالى:
نبيّنا الآمر الناهي فلا أحدٌ ... أبرّ في قول «لا» منه ولا «نعم»

قال العزفيّ: وهذا الوصف على الحقيقة لله تعالى، ولكنه لمّا كان الواسطة بين الله تعالى وعبيده أضيف إليه ذلك هو الذي يشاهد آمراً وناهياً ويعلم بالدليل أن ذلك واسطة ونقل من الذي له ذلك الوصف حقيقةً. انتهى.

والأمر له معان، المقصود منها هنا: طلب إيجاد الشيء.

والنّهي: طلب تركه ويعتبر فيهما العلوّ على الأصح عند الشيخ أبي إسحاق الشيرازي- رحمه الله تعالى- وجماعة من أهل الأصول أي كون الطالب عالي الرّتبة على المطلوب منه والاستعلاء بأن يكون الطلب بعظمة على الأصح عند الإمام الرازي والآمديّ وابن الحاجب.

إذا علم ذلك ففي وصف الله تعالى له صلى الله عليه وسلم بالآمر والناهي دلالة على علوّ شأنه واستعلاء منصبه ورفع قدره على جميع الأنام، وينشأ من هذا وجوب امتثاله صلى الله عليه وسلم وطاعته فيما أمر به ونهى عنه كما قال تعالى: {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.


53- «الإمام» صلى الله عليه وآله وسلم: المقتدى به في الخير أو غيره يطلق على الواحد نحو: {إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً} والجمع نحو: {وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً}
قال حسان- رضي الله تعالى عنه- يمدحه صلى الله عليه وسلم:
إمامٌ لهم يهديهم الحق جاهدا ... معلم صدقٍ إن يطيعوه يهتدوا

وسمي به صلى الله عليه وسلم لاقتداء الخلق به ورجوعهم إلى قوله وفعله- زاده الله تعالى شرفا وفضلاً.


54- «إمام الخير» صلى الله عليه وآله وسلم: روى ابن ماجة عن ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه- قال: إذا صلّيتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنوا الصلاة عليه فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه. قالوا له: علّمنا. قال: قولوا: «اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك الأمين ورسولك إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة، اللهم ابعثه المقام المحمود الذي يغبطه فيه الأولون والآخرون».


55- «إمام العالمين» صلى الله عليه وآله وسلم: العالَم بفتح اللام اسم جنس غير علم يجمع على عوالم وعلى عالمين أيضاً إن قلنا باختصاصه بمن يعقل وأنه اسم للثّقلين خاصة كما ذهب إليه الزمخشري- رحمه الله تعالى- لاشتقاقه من العلم، وإن قلنا بعدم اختصاصه بهم وأنه اسم لما سوى الله تعالى- وهو الصحيح- لأنه مشتق- من العلامة بمعنى أن كل موجود يدل على وجود الباري سبحانه وتعالى، فليس العالمون جمعاً له لأنه عامّ والعالمون خاص بمن يعقل، والجمع لا يكون أخصّ من المفرد، ولذا قال سيبويه رحمه الله تعالى: ليس الأعراب الذين هم من أهل البادية جمعاً للعرب الذين يطلقون عليهم وعلى أهل القرى.

قال الإمام البغويّ رحمه الله تعالى: «وقد اختلف في مبلغ العوالم فعن سعيد بن المسيب. ألف: ستمائة في البحر، وأربعمائة في البرّ. وقال مقاتل: ثمانون ألف عالم: أربعون في البر، وأربعون في البحر. وقال كعب: لا يحصي عدد العوالم إلا الله تعالى {وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}».


56- إمام العاملين صلى الله عليه وآله وسلم: جمع عامل أي العبّاد.


57- إمام المتّقين صلى الله عليه وآله وسلم: أي الذين يقتدون به ويتبعون هديه: جمع متّق، وهو من اتقى الشرك وتجنّب الشّكّ والمخالفات. وتقدّم في إمام الخير صلى الله عليه وآله وسلم.


58- «إمام النبيين» صلى الله عليه وآله وسلم.


59- «إمام الناس» صلى الله عليه وآله وسلم: روى الإمام أحمد والترمذي عن أبي بن كعب- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم غير فخر». ولفظ الإمام أحمد: كنت إمام الناس.
ونكتة تخصيصه بيوم القيامة يأتي في اسمه صلّى الله عليه وسلم: «سيد الناس».


60- «الأمان» صلى الله عليه وآله وسلم: روى الإمام أحمد والترمذي عن أبي موسى- رضي الله تعالى عنه- قال: أمانان كانا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع أحدهما وبقي الآخر {وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.
ولفظ الترمذي: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنزل الله عليّ أمانين لأمّتي» فذكره وزاد: «فإذا مضيت تركت فيكم الاستغفار إلى يوم القيامة».

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أماناً لأمته وقومه من العذاب، إذ درأه الله تعالى عنهم بسبب كونه فيهم.

قال بعضهم: النبي صلى الله عليه وسلم هو الأمان الأعظم ما عاش وما دامت سنّته باقية فهو باق، فإذا أميتت فانتظروا البلاء والفتن!) اهـ.


سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 429-433)

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 11, 2019 11:48 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
61- «الأمنة» صلى الله عليه وآله وسلم: روى البيهقي عن أبي موسى- رضي الله تعالى عنه- قال: رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء فقال: «النجوم أمنة السماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة أصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنةٌ لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون».

والأُمَنة بضم الهمزة وفتح الميم وبفتح الهمزة أيضاً: الوافر الأمانة الذي يؤتمن على كل شيء. وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لأن الله تعالى استأمنه على وحيه. أو الحافظ أي حافظ لأصحابه يدفع به الله قيل من البدع وقيل من الاختلاف والفتن، ولا ينافي هذا قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله بأمة رحمة قبض نبيها قبلها». لاحتمال أن يكون المراد برحمتهم أمنهم- من المسخ والخسف ونحو ذلك من أنواع العذاب، وبإتيان ما يوعدون من الفتن بينهم بعد أن كان بابها منسدّاً عنهم بوجوده صلى الله عليه وسلم أو معنى الأمن كما في قوله تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ} وسمي به صلى الله عليه وسلم لأنه أمان المؤمنين من العذاب والكافرين من الخسف والعقاب.

62- «الأمّة» صلى الله عليه وآله وسلم: الجامع للخير المقتدى به أو المعلّم للخير. وأصل الأمة: الجماعة. وسمي به صلى الله عليه وسلم كما سمّي به إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لأنه اجتمع فيه صلى الله عليه وسلم من الأوصاف الحميدة والخصال الجميلة ما لم يجتمع في أمة كثيرة من الناس.

63- الم. المر. المص صلى الله عليه وآله وسلم: ذكرها «د» والمشهور أنها من أسماء الله تعالى، فإن صح ما قاله كانت مما سماه الله تعالى به من أسمائه وقد بسطت الكلام على ذلك في كتاب «القول الجامع الوجيز الخادم للقرآن العزيز.


64- «الألمعي» صلى الله عليه وآله وسلم: بالهمز أوله والياء آخره: الحديد القلب واللسان، الذكيّ المتوقّد، مأخوذ من لمع النار وهو لهبها وإضاءتها كأنه لفرط ذكائه إذا لمع أول الأمر عرف آخره كما قال أوس بن حجرٍ:

الألمعي الذي يظن بك الظن ... كأن قد رأى وقد سمعا

ومثله الألمع بلا ياء. واليلمع بالتحتية أوله كيسمع. واليلمعي بياءين أوله وآخره. هذا هو الصحيح المشهور، الموجود في نسخ القاموس المعتمدة وغيره من كتب اللغة. وأما ما في بعض نسخه تبعاً لقول الليث: اليلمع: الكذّاب مأخوذ من اليلمع وهو السّراب فخطأ باطل.
كما قال الأزهري وغيره من أئمة اللغة، مستدلاً بأن العرب لم تضعه إلا في موضع المدح. قال:
وما علمت أحداً من أئمة اللغة قال كما قاله الليث رحمه الله تعالى.


65- «الآمِن» صلى الله عليه وآله وسلم: بالمد وكسر الميم كصاحب: الخالص التقي والشريف النقي، وهو اسم فاعل من الأمن وهو طمأنينة النفس وزوال الخوف كالأمان والأمانة. يقال أمن كفرح أمناً وأماناً بفتحهما وأمناً وأمنةً محركين وإمناً بالكسر فهو آمن وأمن كفرح، وأمين كأمير.
وسمي به صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى أمّنه يوم القيامة فقال تعالى: {يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ} والحكمة في ذلك أن يفرغ إلى شفاعة أمته إذا قال سائر النبيين: نفسي نفسي، ولو لم يؤمنه كان مشغولاً كغيره من الأنبياء. انتهى.

وقد ورد في تأمينه صلى الله عليه وسلم حديث رواه الطبراني في الأوسط بسند واهٍ. ولأنه صلى الله عليه وسلم كان آمناً من شر الخلق وكيدهم، لأن الله تعالى عصمه من الناس وحماه منهم. كان صلى الله عليه وسلم إذا خرج بعث معه عمّه أبو طالب من يكلأه حتى نزلت {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} فذهب ليبعث معه فقال: يا عم قد عصمني الله فلا حاجة لي بذلك. كذا في شرح النظم، وفيه نظر لقوله بعد: إن الآية نزلت في عام تبوك وأبو طالب- مات قبل الهجرة. والله تعالى أعلم.

ولا يستشكل ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: «ما زالت أكله خيبر تعادّني فقطعت أبهري»
لأن الآية نزلت عام تبوك والسم قبلها بخيبر، ولا ما وقع له من الأذى يوم أحد لأن المراد يعصمك من القتل وعليه أن يحتمل ما دون النفس. وأما أمره بعد ذلك بالحراسة فللتشريع.

قوله: «تعادّني» قال في الصحاح: العداد: اهتياج وجع اللديغ وذلك إذا تمت له سنة مذ يوم لدغ اهتاج به الألم، يقال عادّته اللسعة: إذا اشتد العداد.


66- «الأمين» صلى الله عليه وآله وسلم: ذكره ابن فارس. ومعناه: القوي الحافظ الذي يوثق بأمانته ويرغب في ديانته، فعيل بمعنى فاعل من أمن ككرم فهو أمين وأمّان كرمّان. قال الله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} في أحد القولين، ونسبه القاضي لأكثر المفسرين، أن الرسول المذكور: محمد صلى الله عليه وسلم.

وقد كان يدعى بذلك في صغره لوقاره وصدق لهجته وهديه واجتناب القاذورات والأدناس.
قال كعب بن مالك فيه صلى الله عليه وسلم:
أمينٌ محبٌّ في العباد مسوّم ... بخاتم ربٍّ قاهرٍ للخواتم

وسيأتي قول قريش عند إرادة بناء البيت: هذا الأمين إن شاء الله.

روى مسلم عن أبي سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- مرفوعاً: «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر من في السماء صباحاً ومساء».
وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه حافظ الوحي قوي على الطاعة.

67- أو: المأمون صلى الله عليه وآله وسلم: أي المؤتمن بفتح الميم، فعيل بمعنى مفعول من الائتمان وهو الاستحفاظ والوثوق بالأمانة، يقال: أمنه كسمعه وأمنه وائتمنه واستأمنه أي استحفظه ووثق بأمانته فهو أمين ومأمون، أي موثق به. وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لأن الله تعالى ائتمنه على وحيه وجعله واسطة بينه وبين خلقه وكساه من الأمانة التي هي ضد الخيانة حلّة وافرة وتوّجه بتاج الصدق المرصّع بدررها الفاخرة. والمراد في قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الفرائض المفروضة. وقيل: النية القلبية لأن الله تعالى ائتمن العباد عليها، ولم يظهرها لأحد من خلقه، فمن أضمر التوحيد مثل ما أظهره فقد أدى الأمانة، ومن لا فلا. وقيل: المراد بها العقل. وقيل: العدالة. وقيل غير ذلك.


68- «الأُميّ» صلى الله عليه وآله وسلم: قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ} وهو الذي لا يحسن الكتابة، كما في الحديث: «إنا أمة أمية لا نحسب ولا نكتب». نسبة إلى الأمّ كأنه على الحالة التي ولدته أمّه. وكانت الأمية في حقه صلى الله عليه وسلم معجزةً وإن كانت في حق غيره ليست كذلك.

قال القاضي رحمه الله: لأن معجزته العظمى القرآن العظيم إنما هي متعلقة بطريق المعارف والعلوم مع ما منح صلى الله عليه وسلم وفضّل به من ذلك. ووجود مثل ذلك ممن لا يقرأ ولا يكتب ولا يدارس ولا لقّن مقتضى العجب ومنتهى العبر ومعجزة البشر، وليس فيه إذ ذاك نقيصة، إذ المطلوب من القراءة والكتابة المعروفة ليست المعارف والعلوم إلى آخر ما تقدم، وإنما هي آلة ووساطة موصّلة إليها غير مرادة في نفسها، فإذا حصلت الثمرة والمطلوب استغني عن الواسطة.


تنبيه: قال القاضي- رحمه الله-: من وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالأمّية أو نحوها من اليتم وما جرى عليه من الأذى، فإن قصد بذلك مقصده من التعظيم والدلالة على نبوته صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك كان حسناً، ومن أراد ذلك على غير وجهه وعلم منه سوء قصده لحق بما تقدم، أي بالسابّ فيقتل أو يؤدّب بحسب حاله. ولهذا مزيد بيان يأتي في الخصائص أن شاء الله تعالى.


69- «الأَمّيّ» صلى الله عليه وآله وسلم: بفتح الهمزة قرئ بها. قال ابن عطية رحمه الله: هو منسوب به إلى الأمّ بمعنى القصد، أي إن هذا النبي مقصد للناس وموضع أمّ، يؤمونه في أفعالهم وشرعهم. فعلى هذا يكون اسماً آخر. وقال ابن جنّي: يحتمل أنه بمعنى الأميّ غيّر تغيير النّسب فيكون لغة أخرى لا اسماً آخر.

70- «أَنعُم الله» صلى الله عليه وآله وسلم: بفتح الهمزة وضم المهملة، جمع نعمة في الأصل وهي الإحسان وسمي بذلك لأنه نعمة من الله تعالى على عباده وبعثته رحمة لهم، وحصل بوجوده للخلق نعم كثيرة منها الإسلام والإنقاذ من الكفر والأمن من الخسف.


71- «أنفس العرب» صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله تعالى: {لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} على قراءة الفتح، وقد روى الحاكم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: «أَنْفَسِكُم» بفتح الفاء أي من أعظمكم قدراً.

وأنفس: أفعل من النّفاسة وهي الشّرف والعلوّ والعز، ومنه: درّ نفيس أي عزيز المثل.
والجمهور أن المخاطب بهذه الآية العرب، وإذا كان صلى الله عليه وسلم أنفسهم كان أنفس الخلق، لأنهم أفضل من غيرهم ولكن إنما فضلهم برسول الله صلى الله عليه وسلم لكونه منهم

قال الشاعر:
وكم أبٍ قد علا بابنٍ ذرى شرفٍ ... كما علت برسول الله عدنان


72- «أوفى الناس ذماماً» صلى الله عليه وآله وسلم: بكسر الذال المعجمة أي أكثرهم حرمة وأشدهم مهابة.
قال حسان رضي الله تعالى عنه:
وما حملت من ناقةٍ فوق رحلها ... أبرّ وأوفى ذمة من محمد


73- «الأنور المتجرّد» صلى الله عليه وآله وسلم: أي المشرق. والمتجرّد بفتح الراء: كل ما يتجرد عنه من بدنه فيرى.


74- «الأوّاه» صلى الله عليه وآله وسلم: بتشديد الواو. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يدعو: «ربّ اجعلني شكّاراً لك ذكّاراً لك رهّاباً لك مطواعاً لك مخبتاً لك أوّاهاً منيباً» الحديث. قد اختلف في معنى الأوّاه على أقوال حاصلها: أنه الخاشع المتضرع في الدعاء المؤمن التوّاب والموقن المنيب الحفيظ بلا ذنب، المسبّح المستغفر بلا خطأ، الحليم الرحيم المطيع المستكّن إلى الله تعالى، الخائف الوجل الذاكر التالي للقرآن، وهو صلى الله عليه وسلم متصف بجميع ذلك.

75- «الأوسط» صلى الله عليه وآله وسلم: العادل أو الخيار من كل شيء.
ويرحم الله تعالى القائل:
يا أوسط النّاس طرّاً في تفاخرهم ... وفي تفاضلهم يا أشرف العرب

وقد وصف الله تعالى أمته صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: {وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} أي عدولاً خياراً وأهل دين وسط بين الغلوّ والتقصير.

76- «الأولى» صلى الله عليه وآله وسلم: أي الأولى بالمؤمنين من أنفسهم أي أجدر وأحرى في كل شيء من أمور الدنيا والدين من أنفسهم. وسيأتي لهذا مزيد بيان في الخصائص إن شاء الله تعالى.

77- «الأوّل» صلى الله عليه وآله وسلم: السابق المتقدم على غيره، أو الذي يقتدى به، وهو هنا غير مصروف لكونه جعل علماً له صلى الله عليه وسلم ولوزن الفعل، ثم هو عند البصريين صفة جارية في اللفظ مطلقاً مجرى أسبق الذي هو أفعل تفضيل من السبق فيلزم إفراده وتذكيره وإيلاؤه من حيث جرّد من اللام، وإن نويت إضافته بني على الضم.

78- «الآخر» صلى الله عليه وآله وسلم: ضد الأول: اسم فاعل من التأخر ضد التقدم. وفي حديث أنس عند البيهقي في قصة الإسراء: ثم لقي خلقاً من خلق الله تعالى فقالوا: السلام عليك يا أوّل، السلام عليك يا آخر، السلام عليه يا حاشر، فقال له جبريل: اردد السلام يا محمد.
وفي حديث أبي هريرة في الإسراء عند البزار: «وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم بعثاً» .
روى مسلم عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع، وأول مشفّع».
وهذان الاسمان من أسمائه تعالى. ومعنى الأول في حقه: السابق للأشياء قبل وجودها بلا بداية والآخر للأشياء بعد فنائها بلا نهاية. قال القاضي: وتحقيقه أنه ليس له أوّل ولا آخر

79- «أول الرسل خلقاً» صلى الله عليه وآله وسلم.

80- «أول شافع» صلى الله عليه وآله وسلم: أي طالب للشفاعة.

81- «أول مشفع» صلى الله عليه وآله وسلم: بفتح الفاء: الذي يشفع فتقبل شفاعته وهي السؤال في التجاوز عن المذنبين ويأتي الكلام عليه في أبواب حشره صلّى الله عليه وسلم.

82- «أول المسلمين» صلى الله عليه وآله وسلم: أي المقتدى به في الإسلام.

83- «أول من تنشق عنه الأرض» صلى الله عليه وآله وسلم: يأتي الكلام عنه في أبواب حشره صلّى الله عليه وسلم.

84- «أول المؤمنين» صلى الله عليه وآله وسلم: أي المقتدى به في الإيمان

85- «آية الله» صلى الله عليه وآله وسلم: ذكره الشيخ رحمه الله تعالى ولم يزد فيه.
روى ابن المنذر عن مجاهد رحمه الله تعالى في قوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ} قال: محمد صلّى الله عليه وسلم لأنه العلامة الظاهرة. قال الراغب رحمه الله تعالى: واشتقاقها من أي لأنها تبين شيئاً من شيء أو من أوى إليه لأنه يؤوي إليها ليستدل بها على المطلوب.
وسمي بذلك لأن الله تعالى جعله علماً على طريق الهدى، وعلماً يستدل به على الفوز الأبدي ويقتدى به وقرئ «إن الذين كفروا بآيةِ الله لهم عذابٌ شديد» قيل المراد بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 433-438)

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 25, 2020 4:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 433-442)

"حرف الباء

86- «البارع» صلى الله عليه وآله وسلم: من برع الشيء مثلث الراء براعةً وبروعاً: إذا فاق أقرانه فضلاً وعلماً ورجح عليهم حلماً وحكماً

87- «البارِقْليط» صلى الله عليه وآله وسلم: بباء موحّدة فألف فراء مكسورة فقاف ساكنة فلام فمثناة تحتية فطاء مهملة. قال القاضي: هو اسمه صلّى الله عليه وسلم في الإنجيل، ومعناه روح القدس.
وقال ثعلب: الذي يفرق بين الحق والباطل.
وقيل: الحامد، وقيل الحمّاد.
وقال الشيخ تقي الدين الشمني رحمه الله تعالى: وأكثر أهل الإنجيل على أن معناه المخلص

88- «الباطن» صلى الله عليه وآله وسلم: المطّلع على بواطن الأمور بالوحي، وهو من أسمائه تعالى، ومعناه المستتر عن الأبصار فلا نراه، والمطّلع على بواطن الأمور فلا يعتريه فيها اشتباه. وقيل الباطن بذاته والظاهر بآياته. وقيل: الذي لا تدرك كنهه العقول ولا تدركه الحواس.

وكان معناه في حقه صلى الله عليه وسلم: الذي لا تدرك غاية مقامه وعظم شأنه الذي خصه الله تعالى به لقصر العقول عن ذلك. وقد أشار إلى ذلك صاحب البردة رحمه الله تعالى بقوله:

أعيا الورى فهم معناه فليس يرى ... للقرب والبعد فيه غير منفحم

كالشمس تظهر للعينين من بعدٍ ... صغيرة وتكل الطرف من أمم

وكيف يدرك في الدّنيا حقيقته ... قومٌ نيامٌ تسلّوا عنه بالحلم

فمبلغ العلم فيه أنّه بشرٌ ... وأنّه خير خلق الله كلّهم

صلى الله عليه وسلم وزاده شرفا وفضلاً لديه

89- «البالغ» صلى الله عليه وآله وسلم.
90- «البيان» صلى الله عليه وآله وسلم
.
ذكرهما شيخنا أبو الفضل القسطلاّني رحمه الله تعالى

91- «الباهر» صلى الله عليه وآله وسلم: بالموحدة آخره راء. في قصص الأنبياء للكسائيّ أن الله سبحانه وتعالى قال لموسى صلّى الله عليه وسلم: إن محمداً هو البدر الباهر، أي لأنه بهر بنوره نور الأنبياء أي غلبه في الإضاءة لكثرة الانتفاع به. والاقتباس منه، مأخوذ من قولهم بدرٌ باهرٌ أي غالب نوره نور الكواكب، أو لأنه صلى الله عليه وسلم غلب بحسنه جميع الخلائق من قولهم بهرت فلانة النساء أي غلبتهن حسناً، أو لأنه ظاهر الحجة من قوله:
لقد بهرت فلا تخفى على أحد ... إلا على أكمهٍ لا يعرف القمرا

92- «الباهي» صلى الله عليه وآله وسلم: الحسن الجميل. اسم فاعل من البهاء والحسن. والرونق، يقال: بهي كرضي فهو باهٍ وبهيّ وإعلاله كإعلال قاض.

93- «البحر» صلى الله عليه وآله وسلم: في الأصل: خلاف البر ثم غلب على الماء الكثير الواسع العمق، ويطلق على كل نهر عظيم، ويقال للفرس الواسع الجري بحر.
وسمي به صلى الله عليه وسلم -كما في قصص الأنبياء للكسائيّ- لأن الله سبحانه وتعالى قال لبعض أنبيائه: إنّ محمداً البحر الزاخر. أي لعموم نفعه لأنه طاهر في نفسه مطهّر لغيره ممن اتبعه، ولسعة كرمه، فقد قال أنس رضي الله تعالى عنه: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئاً إلا أعطاه.
قال: فسأله رجل غنماً بين جبلين فأعطاه إياها، فأتى قومه فقال: يا قوم أسلموا فوالله إن محمداً ليعطى عطاء من لا يخاف الفقر.
ولهذا مزيد بيان يأتي في باب كرمه صلى الله عليه وسلم

94- «البدء» صلى الله عليه وآله وسلم: بدال مهملة مهموز: السيد الذي يبدأ به إذا عدّت السادات لكونه أجلّهم.

95- «البديع» صلى الله عليه وآله وسلم: صفة مشبهة من «أبدع» المتعدي بجعله لازماً منقولاً إلى فعل، أي المبدع في الحسن والجمال، أي المستقل بذلك والمنفرد به، وهو من أسمائه تعالى. ومعناه موجد الشيء بغير آلة ولا مادة

96- «البدر» صلى الله عليه وآله وسلم: القمر المستكمل، سمي بدراً لتمامه صلى الله عليه وسلم، ولكماله وعلو شرفه. وفي قصص الكسائي أن الله تبارك وتعالى قال لموسى في مناجاته: إن محمدا هو البدر الباهر والنجم الزاهر والبحر الزاخر

97- «البَرّ» صلى الله عليه وآله وسلم: بفتح الموحدة اسم فاعل من البِرّ بالكسر، وهو الإحسان أو الطاعة أو الصدق.
ومثله المبرّة، يقال بررت والدي بالكسر أبرّه برّاً فأنا برّ وبارّ وجمع البرّ: الأبرار. وجمع البارّ البررة. وفلان يبرّ خالقه أي يطيعه، وبرّ في يمينه أي صدق.
وعن إدريس النبي صلى الله عليه وسلم: من أفضل البر ثلاثة: الصدق في الغضب، والجود في العسرة، والعفو عند المقدرة.
وقال النبي صلّى الله عليه وسلم: «البرّ حسن الخلق» .
وسمي صلى الله عليه وسلم به لأنه كان من ذلك بمكان.
وهو من أسمائه تعالى ومعناه البالغ في الإحسان والصادق فيما وعد

98- البَرقَليطِس صلى الله عليه وآله وسلم: قال ابن إسحاق ومتابعوه رحمهم الله تعالى: هو محمد صلى الله عليه وسلم بالرومية. قال الشيخ رحمه الله تعالى ورأيته مضبوطا بفتح الباء الموحدة وكسرها وفتح القاف وكسر الطاء

99- «البرهان» صلى الله عليه وآله وسلم: روى ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى في قوله تعالى: {قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ} قال: هو محمد صلى الله عليه وسلم وجزم به ابن عطية والنسفي ولم يحكيا غيره.
والبرهان في اللغة: الحجة.
وقيل: الحجة النيّرة الواضحة التي تعطي اليقين التام.
والنبي صلى الله عليه وسلم برهان بالمعنيين لأنه حجة الله تعالى علي خلقه وحجة نيّرة واضحة لما معه من الآيات والمعجزات الدالة على صدقه.
وهذا الاسم مما سماه الله تعالى به من أسمائه فإنه منها، كما ورد في حديث ابن ماجة

100- «البشر» صلى الله عليه وآله وسلم: بشين معجمة محركة في الأصل: الإنسان لظهور بشرته وهي ظاهر الجلد من الشعر، بخلاف سائر الحيوانات لأنها مستترة الجلد بالشّعر والصوف والوبر.
وسمّي به صلى الله عليه وسلم لأنه أعظم البشر وأجلّهم كما سمّي بالناس من تسمية الخاص باسم العام.
قال تعالى: {قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} نبّه تعالى بذلك على أن الناس متساوون في البشرية غير متفاضلين في الإنسانية، وإنما يتفاضلون بما يتخصصون به من المعارف الجليلة؛ ولذا قال بعده «يُوحى إِلَيَّ» تنبيهاً على الجهة التي حصل بها الفضل عليهم، أي أني تميّزت عليكم وخصصت من بينكم بالوحي والرسالة

101- «بُشْرى عيسى» صلى الله عليه وآله وسلم: بضم الموحدة وسكون الشين المعجمة فعلى من البشارة وهي الخبر السّار أي المبشّر به.
قال الله تعالى حاكياً عن عيسى صلى الله عليه وسلم: {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}.
وفي المستدرك إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى».

فائدة:
الأنبياء المبشّر بهم خمسة: محمد، وعيسى، وإسحاق، ويعقوب ويحيى صلى الله وسلم عليهم أجمعين.

102- «بِمأذبِمأذ» صلى الله عليه وآله وسلم: بكسر الباء وسكون الميم وضم الهمزة وسكون المعجمة. عزاه «د» للسّفر الأول من التوراة قال: فالباء باثنين، والميم بأربعين، والألف بواحد، والذال في حسابهم بأربعة كالدال المهملة، والميم الثانية بأربعين والألف بواحد، والذال بأربعة فتبلغ اثنين وتسعين وهو موافق في العدد بالجمل لاسم النبي صلى الله عليه وسلم.

وذكر القاضي في الشفاء «ماذماذ» بالميم أوله. قال الشيخ: وأخشى أن يكون هو هذا فتحرّف.

قلت: ونقله ابن القيم في «جلاء الأفهام» عن نص التوراة وعن نص بعض شرّاحها من مؤمني أهل الكتاب، وذكر الكلام الذي ذكره «د» فيكون صوابه ماذماذ فصحّ ما قاله الشيخ رحمه الله تعالى.

103- «البليغ» صلى الله عليه وآله وسلم: الفصيح الذي يبلغ بعبارته كنه ضميره

104- «البهاء» صلى الله عليه وآله وسلم: بالمد: العز والشرف. سمي به صلى الله عليه وسلم لأنه شرف هذه الأمة وعزها

105- «البهيّ» صلى الله عليه وآله وسلم: بالموحدة كالعليّ: الحسن العاقل. تقول بهي الرجل بكسر الهاء وبهو بضمها فهو بهي بالكسر

106- «البيّنة» صلى الله عليه وآله وسلم: الحجة الواضحة. قال تبارك وتعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ} أي محمد صلى الله عليه وسلم، فرسول بدل أو عطف بيان للبيّنة.
قال ابن عطية رحمه الله تعالى: والهاء في البيّنة للمبالغة كهاء علاّمة ونسابة

107- «البيان» صلى الله عليه وآله وسلم: الكشف والإظهار أو الفصاحة أو اجتماعها مع البلاغة وإظهار المقصود بأبلغ لفظ، يقال فلان أبين من فلان أي أفصح منه.
قيل: والفرق بينه وبين التّبيان الذي هو مفعال بكسر التاء أن البيان إظهار بغير حجة: والتبيان الإظهار بالحجة.
أو هو بمعنى المبيّن أي المظهر للناس ما أمروا به ونهوا عنه والموضّح لهم ما خفي عليهم من أمر دينهم" اهـ.


سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 433-442)


_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 26, 2020 10:40 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 7469
البخاري كتب:
سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 433-442)

"حرف الباء

100- «البشر» صلى الله عليه وآله وسلم: بشين معجمة محركة في الأصل: الإنسان لظهور بشرته وهي ظاهر الجلد من الشعر، بخلاف سائر الحيوانات لأنها مستترة الجلد بالشّعر والصوف والوبر.
وسمّي به صلى الله عليه وسلم لأنه أعظم البشر وأجلّهم كما سمّي بالناس من تسمية الخاص باسم العام.
قال تعالى: {قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} نبّه تعالى بذلك على أن الناس متساوون في البشرية غير متفاضلين في الإنسانية، وإنما يتفاضلون بما يتخصصون به من المعارف الجليلة؛ ولذا قال بعده «يُوحى إِلَيَّ» تنبيهاً على الجهة التي حصل بها الفضل عليهم، أي أني تميّزت عليكم وخصصت من بينكم بالوحي والرسالة




حتى بشريته صلى الله عليه وآله وسلم مخصوصة

فهو بشر لا كالبشر هو كالياقوتة بين الحجر.

_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 26, 2020 6:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
حتى لا أحرم كتب:
البخاري كتب:
سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 433-442)

"حرف الباء

100- «البشر» صلى الله عليه وآله وسلم: بشين معجمة محركة في الأصل: الإنسان لظهور بشرته وهي ظاهر الجلد من الشعر، بخلاف سائر الحيوانات لأنها مستترة الجلد بالشّعر والصوف والوبر.
وسمّي به صلى الله عليه وسلم لأنه أعظم البشر وأجلّهم كما سمّي بالناس من تسمية الخاص باسم العام.
قال تعالى: {قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} نبّه تعالى بذلك على أن الناس متساوون في البشرية غير متفاضلين في الإنسانية، وإنما يتفاضلون بما يتخصصون به من المعارف الجليلة؛ ولذا قال بعده «يُوحى إِلَيَّ» تنبيهاً على الجهة التي حصل بها الفضل عليهم، أي أني تميّزت عليكم وخصصت من بينكم بالوحي والرسالة




حتى بشريته صلى الله عليه وآله وسلم مخصوصة

فهو بشر لا كالبشر هو كالياقوتة بين الحجر.



صلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وسلم

بارك الله فيك أخي الفاضل (حتى لا أحرم) شرفني مرورك الكريم

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 07, 2021 7:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368
حرف التاء

108-«التالي» صلى الله عليه وآله وسلم:المتّبع لمن تقدمه. قال تعالى: ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً أو من التلاوة وهي القراءة، قال تعالى: كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا أي القرآن

109-«التّذكرة» صلى الله عليه وآله وسلم:ما يتذّكر به الناسي وينتبه به الغافل، مصدر ذكّره مضاعفاً. قال الراغب وهي أعمّ من العلامة والدليل، لأنهما يختصان بالأمور الحسّية، والتذكرة لا تختص بذلك بل تكون للأمور الذهنية أيضاً. وسمي بذلك لما تقدم. قال تعالى: وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ قيل:
المراد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

110-«التقي» صلى الله عليه وآله وسلم:قال القاضي: وجد على الحجارة القديمة مكتوب: «محمد تقي مصلح سيد أمين» وهو فعيل من التقوى. وسيأتي لهذا مزيد بيان في المتقي

111-«التلقيط» صلى الله عليه وآله وسلم:ذكره «ع» وقال: هو اسمه في كتب الروم

112-«التنزيل»صلى الله عليه وآله وسلم :هو بمعنى المنزّل أي المرسل أو المنزل إليه أي الموحى إليه القرآن. قال تعالى: تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ قيل هو محمد. وقيل القرآن، فعلى الأوّل هو بمعنى قوله تعالى: رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ

113-«التّهامي»صلى الله عليه وآله وسلم:بكسر التاء نسبة لتهامة «ع» وهو من أسماء مكة وتهامة من مكة. وتهامة: ما نزل عن نجد من بلاد الحجاز، سميت بذلك لتغير هوائها يقال تهم الدّهن. إذا تغيّر وقال ابن فارس: هي من تهم بفتحتين وهي شدة الحر وركود الريح.

حرف الثاء

114-«ثاني اثنين» صلى الله عليه وآله وسلم:أخذ من الآية، أي أحد اثنين، وهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه: وفي هذه الآية الدليل الواضح على شدة مبالغته صلى الله عليه وسلم في الأدب مع ربه تعالى ومحافظته عليه في حال يسره وعسره حيث قدّم في هذا المقام اسم ربه استلذاذاً به وإجلالاً له

115-«الثّمال» صلى الله عليه وآله وسلم:ذكره «ط» ولم يتكلّم عليه. وهو بكسر المثلثة وتخفيف الميم: العماد والملجأ والمغيث والمعين والكافي، قال جده يمدحه:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل

وعصمة الأرامل أي يمنعهم بما يضرهم. قال ذلك جده والنبي صلى الله عليه وسلم في حال الطفولية لما توسّمه فيه من الخير وتنسّمه من البركة. وقد يستدل بالظاهر على الباطن كما قال:
وقل من ضمّنت خيراً طويّته ... إلاّ وفي وجهه للخير عنوان
أو بضمها. ومعناه: المنقطع إلى الله تعالى الواثق بكفايته.

سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد(1 /442-443 )

_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 57 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 78 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط