موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: (تابع ) مناسبة ذكرى أستشهاد مولانا الإمام الحسين عليه السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 10, 2019 11:22 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112


( المشهد الحسينى )
فى ج 2 ص 427 فى المواعظ والأعتبار للمقريزى



* - قال الفاضل محمد بن على بن يوسف بن ميسر وفى شعبان سنة 491 هـ خرج الأفضل بن أمير الجيوش بعساكر الى بيت المقدس وبه سكان وابلغارى ابنا ارتق فى جماعة من اقاربهم ورجالهم وعساكر كثييرة من الاتراك فراسلهما الافضل يلتمس منهما تسليم القدس اليه بغير حرب فلم يجيباه لذلك فقاتل البلد ونصب عليها المجانيق وهدم منها جانبا فلم يجد ابدا من الاذعان له وسلماه اليه فخلع عليهما واطلقهما وعاد فى عساكره وقد ملك القدس فدخل عسقلان وكان بها مكان دارس فيه رأس الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنهما فأخرده وعطره وحمله فى سفط الى أجل دار بها وعمر المشد فلما تكامل حمل الأفضل الرأس الشريف على صدره وسعى به ماشيا الى أن أحله فى مقره وقيل ان المشهد بعسقلان بناه امير الجيوش بدر الدين الجمالى وكمله الأفضل وكان حمل الرأس الشريف الى القاهرة من عسقلان ووصوله اليها فى يوم الاحد ثامن جمادى الآخر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة وكان الذى وصل بالرأس من عسقلان الأمير سيف المملكة تميم واليها كان والقاضى المؤتمن بن مسكين مششارفها وحصلفى القصر يوم الثلاثاء العاشر من جمادى الآخر المذكور * ويذكر أن الرأس الشريف لما أخرج من المشهد بعسقلان وجد دمه لم يجف وله ريح كريح المسك فقدم به الاستاذ مكنون فى عشارى من عشاريات الخدمة وأنزل به الى الكافورى ثم حمل فى السرداب الى قصر الزمرد (1) ثم دفن عند قبة الديلم (2) بباب دهليز الخدمة فكان كل من يدخل الخدمة يقبل الأرض أمام القبر وكان ينحرون فى يوم عاشورا عند القبر الابل والبقر والغنم ويكثرون النوح والبكاء ويسبون من قتل الحسين ولم يرزالوا على ذلك حتى زالت دولتهم *

(1) قصر الزمرد : موضعه الآن المدرسة الحجازية ( أو قصر الحجازية ) بخط رحبة العيد وهذه المكان خلف المشهد الحسين مباشرة أنشأتها الست الجليلة الكبرى خوند تتر الحجازية ابنة السلطان الملك الناصر محمد بن قلاون زوجة الامير بكتمر الحجازى *

(2) قبة الديلم ك باب الديلم وكان يدخل منه الى المشهد الحسينى وموضعه الآن درج ينزل منها الى المشهد ولم يبق لهذا المكان أو الباب أثر
- * - وقال بن عبد الظاهر مشهد الإمام الحسين صلوات الله عليه قد ذكرنا أن طلائع بن رزيك المنعوت بالصالح طلائع كان قد قصد نقل الرأس الشريف من عسقلان لما خاف عليها من الفرنج وبنى جامعه خارج باب زويلة ليدفنه به ويفوز بهذا الفخار فغلبه أهل القصر على ذلك وقالوا لا يكون ذلك الا عندنا فعمدوا إلى هذا المكان وبنوه له ونقلوا الرخام اليه وذلك فى خلافة الفائز على يد طلائع فى سنة تسع وأربعين وخمسمائة *

- * - وسمعت من يحكى حكاية يستدل بها على بعض شرف الرأس الكريم المبارك وهى أن السلطان الملك الناصر رحمه الله لما أخذ هذا القصر وشى اليه بخادم له قدر فى الدولة المصرية وكان زمام القصر وقيل له انه يعرف الاموال التى بالقصر والدفاتر فأخذه وسئل فلم يجيب بشىء وتجاهل فأمر صلاح الدين نوابه بتعذيبه فأخذه متولى العقوبة وجعل على رأسه خنافس وشد عليها قرمزية وقيل ان هذه أشد العقوبات وان الانسان لا يطيق الصبر عليها ساعة الا تنقب دماغه وتقتله ففعل ذلك به مرارا وهو لا يتأوه وتوجد الخنافس ميتة فعجب من ذلك وأحضره وقال له هذا سر فيك ولا بد أن تعرفنى به فقال والله ما سبب هذا إلا أنى لما وصلت رأس الإمام الحسين عليه السلام حملتها على رأسى ، قال وأى سر اعظم من هذا وراجع فى شأنه فعفا عنه .

* - ولما ملك السلطان الملك الناصر جعل به حلقة تدريس وفقهاء وفوضها للفقيه البهاء الدمشقى وكان يجلس للتدريس عند المحراب الذى الضريح خلفه فلما ور معين الدين حسين بن شيخ الشيوخ بن حموية ورد اليه أمر هذا المشهد بعد أخوته جمع من أوقافهما بنى به ايوان التدريس الآن وبيوت الفقهاء العلوية خاصة واحترق هذا المشهد فى الايام الصالحية فى سنة بضع واربعين وستمائة وكان الاميير جمال الدين بن يعمور نائبا عن الملك الصالح فى القاهرة وسببه أن أحد خزان الشمع دخل ليأخذ شيا فسقطت منه شعلة فوقف الامير جمال الدين المذكور بنفسه حتى طفى وأنشدته حينئذ فقلت :

قالوا تعصب للحسين ولم يزل *** بالنفس للهول المخوف معرضا
حتى انضوى ضوء الحريق وأصبح الــمــودة من تلك المخاوف أبيضــــا
ارضى الا له بما اتى فكـــــأنه *** بين الانام بفعله موسى الرضــا



قال ولحفظة الآثار وأصحاب الحديث ونقله الاخبار ما اذا طولع وقف منه على السطوروعلم منه ما هو غير المشهور وانما هذه البركات مشاهدة مرئية وهى بصحة الدعوى مليه والعمل بالنية *

من خطب الإمام الحسين عليه السلام



( ايها الناس )* انها معذرة الى الله واليكم انى لم آتكم حتى أتتنى كتبكم ورسلكم أن اقد علينا فليس لنا امام لعل الله أن يجمعنا بك على الهدى وقد جئتكم فان تعطونى ما أطمئن اليه من عهودكم أقدم مصركم وان لم تفعلوا وكنتم لقدمى كارهين انصرفت عنكم الى المكان الذى أقبلت منه فسكتوا وقال للمؤذن أقم فأقم وقال السحين للحر أتريد ان تصلى أنت بأصحابك قال بل صل أنت ونصلى بصلاتك فصلى بهم ودخل فاجتمع اليه أصحابه وانصرف الحر الى مكانه ثم صلى بهم العصر واستقبلهم فحمد الله وأثنى عليه

وقال ( أيها الناس ) انكم ان تتقوا الله وتعرفوا الحق لاهله يكن أرضى لله ونحن أهل البيت الوى بولاية هذا الامر من هؤلاء المدعين ما ليس لهم السائرين فيكم بالجور والعدوان فان أنتم كرهتمونا وجهلتم حقنا وكان رأيكم غير ما أتتنى به كتبكم انصرفت عنكم فقال الحر انا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا اليك وقد أمرنا اذا نحن ليناك أن لا نفارقك حتى نقدمك الكوفة على عبيد الله بن زياد فقال الحسين : الموت أدنى اليك من ذلك ثم أمر اصحابه لينصرفوا فركبوا فمنعهم الحر من ذلك فقال له الحسين ثكلتك أمك ما تريد فقال له والله لو كان غيرك من العرب يقولها ما تركت ذكر أمه بالثكل كائنا كان والله مالى الى ذكر أمك من سبيل الا بأحسن ما تقدر عليه فقال له الحسين ما تريد قال أريد ان أنطلق بك الى ابن زياد وتراد الكلام فقال له الحر أنى لم أومر بقتالك وانما أمرت أنلا افارقك حتى أدخلك الكوفة فخذ طريقا لا تدخلك الكوفة ولا تزول الى المدينة حتى أكتب الى ابن زياد وتكتب انت الى يزيد أو الى ابن زياد فلعل الله أن يأتى بأمر يرزقنى فيه العافية من أن ابتلى بشىء من أمرك فتياسر عن طريق العذيب والقادسية والحر يساير فلما كان يوم الجمعة الثالث من المحرم سنة 61 هـ قدم عمرو بن سعد بن أبى وقاص من الكوفة فى اربعة آلاف وبعث الى الحسين رسولا يسأله ما الذى جاء به فقال كتب الي أهل مصركم هذا أن أقدم عليهم فاذا كرهونى فأنا أنصرف عنهم فكتب عمرو الى ابن زياد يعرفه ذلك فكتب اليه أن يعرض على الحسين بيعة يزيد فان فعل راينا فيه راينا والا نمنعه ومن معه الماء فأرسل عمرو بن سعد خمسمائة فارس فنزلوا على الشريعة وحالوا بين الحسين وبين الماء وذلك قبل قتله بثلاثة أيام ونادى مناديا يا حسين ألا تنظر الماء لا ترى منه قطرة حتى تموت عطشا ثم التقى الحسين بعمرو بن سعد مرارا فكتب عمرو بن سعد الى عبيد الله بن زياد – أما بعد – فان الله قد طفاء الثائر وجمع الكلمة وقد أعطانى الحسين أن يرجع الى المكان الذى أتى منه أو أن تسيره إلى أى ثغر من الثغور شاء أو أن يأتى يزيد أمير المؤمنين فيضع يده فى يده وفى هذا الكم رضى وللامة صلاح فقال ابن زياد لشمر بن ذى الجوشن اخرج بهذا الكتاب الى عمرو فيعرض على الحسين وأصحابه النزول على حكمى فان فعلوا فليبعث بهم وان ابو فليقاتلهم فان فعل فاسمع له وأطع وان أبى فأنت الامير عليه وعلى الناس واضرب عنقه وابعث برأسه وكتب عمرو بن سعد – أما بعد – فإنى لم أبعثك الى الحسين لتكف عنه ولا لتمنيه ولا لتطاوله ولا لتقعد له عندى شافعا فان نزل الحسين واصحابه على الحكم واستسلموا فابعث بهم الى سلما وان أبوا فازحف اليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم فانهم لذلك مستحقون فان قتل الحسين فأوطىء الخيل صدره وظهره فانه عاق شاق قاطع ظلوم فان أنت مضيت الامرنا جزيناك جزاء السامع المطيع وانت أنت ابيت فاعتزل جندنا وخل بين شمر وبين العسكر والسلام . فلما أتاه الكتاب ركب والنصا معه بعد العصر فأرسل اليهم الحسين مالكم فقالوا جاء أمر الامير بكذا فاستمهلهم الى غدوة فلما أموا قام الحسين ومن معه الليل كله يصلون ويستغفرون ويدعون ويتضرعون فلما صلى عمرو بن سعد الغداة يوم السبت وقيل يوم الجمعة يوم عاشورا خرج فيمن معه وعبى الحسين أصحابه وكان معه أثنان وثلاثون فارسا واربعون راجلا وركب ومعه مصحف بين يدية وضعه أمامه واتتل أصحابه بين يدية وأخذ عمرو بن سعد سهما فرمى به وقال أشهدوا انى اول من رمى الناس وحمل اصحابه فصرعوا رجالا واحاطوا بالحسين من كل جانب وهم يقاتلون قتالا شديدا حتى انتصف النهار ولا يقدرون يانونهم الا من وجه واحد وحمل شمر حتى بلغ فسطاط الحسين وحضر وقت الصلاة فسأل الحسين أن يكفوا عن القتال حتى يصلى ففعلوا ثم اقتتلوا بعد الظهر أشد قتال ووصل الى الحسين وقد صرعت أصحابه ومكث طويلا من النهار كلما انتهى اليه رجل من الناس رجع عنه وكره أن يتولى قتله فأقبل عليه رجل من كنده يقال له مالك فضربه على رأسه بالسيف قطع البرنس وأدماه فأخذ الحسين دمه بيده فصبه فى الارض ثم قال اللهم ان كنت حبست عنا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير وانتقم من هؤلاء الظلالمين واشتد عطشه فدنا ليشرب فرماه حصين بن تميم بسهم فوقع فى فمه فتلقى الدم بيده ورمى به الى السماء ثم قال بعد حمد الله والثناء عليه اللهم انى اشكو اليك ما يصنع بابن بنت نبيك اللهم احصهم عددا واتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا فأقبل شمر فى نحو عشرة الى منزل الحسين وحالوا بينه وبين رحله وأقدم عليه وهو يحمل عليهم وقد بقى فى ثلاثة ومكث طويلا من النهار ولو شاؤا أن يتقتلوه لقتلوه ولكنهم كان يتقى بعضهم ببعض ويحب هؤلاء ان يكفيهم هؤلاء فنادى شمر فى الناس

ويحكم ما تنتظرون بالرجل اقتلوه ثكلتكم امكم فحملوا عليه من كل جانب فضرب زرعه بن شريك التميمى كفه الايسر وضرب عاتقه وهو يقوم يكبو فحمل عليه فى تلك الحال سنان بن انس النخعى فطعنه بالرمح فوقع وقال لخولى بن يزيد الاصبحى احتز رأسه فأرعد وضعف فنزل عليه وذبحه وأخذ رأسه فدفعه الى خولى وسلب الحسين ما كان عليه حتى سراويله ومال الناس فانتهبوا ثقله ومناعه وما على النساء ووجد بالحسين ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وأربعون ضربة ونادى عمرو بن سعد فى اصحابه من ينتدب للحسين فيوطئه فرسه فانتدب عشرة فداسوا الحسين بخيولهم حتى رضوا ظهره وصدره وكان عدة من قتل معه اثنين وسبعين رجلا من أصحاب عرمو بن سعد وثمانية وثمانين رجلا غير الجرحى ودفن أهل العاصرية من بنى اسد الحسين بعد قتله بيوم وبعد أن أخذ عمرو بن سعد رأسه ورؤس اصحابه وبعث بها الى ابن زياد فأحضر الرؤس بين يديه وجعل ينكث بقطيب ثنايا الحسين وزيد بن ارقم حاضر وأقام ابن سعد بعد قتل الحسين ييومين ثم رحل الى الكوفة ومعه ثياب الحسين واخوانه ومن كان معه من الصبيان وعلى بن الحسين مريض فأدخلهم على زياد ولما مرت زينب بنت بالحسين صريعا صاحب يا محمداه هذا حسين بالعراء مزمل بالدماء مقطع الاعضاء يا محمدا بناتك سبايا وذريتك مقتلة فابكت كل عدو وصديق بق وطيف برأسه بالكوفة على خشبة ثم ارسل بها الى يزيد بن معاوية وأرسل النساء والصبيان وفى عنق على بن الحسين وييدية الغل وحملوا على الاقتاب فدخل بض بنى أمية على يزيد فقال أبشر يا امير المؤمنين فقد أمكنك الله من عدو الله وعدوك قد قتل ووجه برأسه اليك فلم يلبثالا اياما حتى جىء برأس الحسين فوضع بين يدى يزيد فى طشت فأمر الغلام فرفع الثوب الذى كان عليه فحين رآه خمر وجهه بكمه كانه شم منه رائحة وقال الحمد لله الذى كفانا مؤنة بغير مؤنة – كلما أوقدوا نار للحرب أطفاها الله قالت ريا حاضة يزيد فدنوت منه فنظرت اليه وبه ردغ من حناء والذى أذهب نفسه وهو قادر على ان يغفر له لقد رأيته يقرع ثناياه بقضيب فى يده ويقول ابياتا من شعر ابن الزيعرى ومكث الرأس مصلوبا بدمشق ثلاثة أيام ثم انزل فى خزائن السلاح حتى ولى سليمان بن عبد الملك فبعث اليه فجىء به وقد محل وبقى عظما أبيض فجعله فى سفط وطيبة وجعل عليه ثوبا ودفنه فى مقابر المسلمين فلا ولى عمر بن عبد العزيز بعث الى خازن السلاح أن وجه الى برأس الحسين بن على فكتب اليه ان سليمان أخذه وجعله فى سفط وصلى عليه ودفنه فلما دخلت المودة سالوا عن موضع الرأس الكريمة الشريفة فنبشوا واخذوه والله أعلم ما صنع به *

• وقال السرى لما قتل الحسين بن على بكت السماء عليه وبكاؤها حمرتها

• وعن عطاء فى قوله تعالى فما بكت عليهم السماء والارض قال بكاؤها حمرة أطرافها

• وعن على بن مسهر قال حدثتنى جدتى قالت كنت ايام الحسين جارية شابة فكانت السماء اياما كانها علقة

• وعن الزهرى بلغنى انه لم يقلب حجر من أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين الا وجد تحته دم عبيط

• ويقال انالدنيا أطلمت يوم قتل ثلاثا ولم يمس أحد من زعفرانهم شيأ فجعله على وجهة الا احترق وانهم اصابوا ايلاقى عسكر الحسين يوم قتل فنحروها وطبخوها فصارت مثل العلقم فما استطاعوا ان يسيغوا منها شيا

وروى أن السماء أمطرت دما فأصبح كل شىء لهم ملآن دما

وقال حسن قاسم : توالت على الحسين جروح دامية وقد منعه القوم من الماء ، الأمر الذى لا يبرح البشر من أحترامه فى المحاربات كنوع من الآداب ، حتى أن حكومات الأمم السامية تراعى هذه الأصول بعين الاحترام وتعد اركابها من أقبح الجرائم وقد نهى شرع الإسلام والشرائع السماوية عن حصار الأبرياء ومع الماء والطعام عنهما ، وحزب هذا الطاغية ابن زياد لم يراع لحرمه الإسلام حقوقا ، وعق دين محمد عقوقا فما أجراهم على الله وعلى انتهاك حرمات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى عترته الطاهرة وقد اغتنموا فرصة مصرعه وتكاثروا عليه بعددهم وعددهم وما على أهله وعشيرته أولئك الذين فقدوا حامى حماهم ! فاستفزت ضجتهم مشاعر الحسين وشعائر حنانه فرفع بصره ونهض زاحفا على ركبتيه يردهم عن مخيمه وقد خيموا حوله يريدون حصار الأبرياء ثم تضاعفوا عليه خيالة ورجالة فسلبوا ما عيه واجتزوا رأسه الشريفة وتركوه من ملا العراء فى صحراء لا يرى فيها غير اللامع من السحاب فانطفأت تلك الشعلة الزهراء والقبس الذى تلألأ خلة التضحية تلألأ القمر البازغ بين النجوم الزواهر ، وغدا نصير الفضيلة ، وراح ذلك الشعور الشريف ، والتفادى السامى فعلى الفضيلة والوفاء ، يا حسين الشهامة بعدك العقاء لقد فديت بكل غال ورخيص لديك وفى يديك باذلا فى سبيل تحقيق أمنيك وأمنية شعبك من الجهود مالا يطيقه من البشر غيرك فما اخلد ذكراك ، لقد كانت نهضتك المظهر الأئم للحق حينما كان عمل معارضيك المظهر الآئتم للقوة فقط من غير ما حق أو شبهة حق ( إنا لله وانا اليه راجعون ) وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون *

قال العلامة الشبراوى فى كتاب الأتحاف :

فى أثبات أن رأس الحسين عليه السلام مدفونة بمصر بالمسجد الحسينى بجوار خان الخليلى وهو الحرم المصرى : فمن المنبتين الامام الجليل محمد بن بشير والامام مجد الدين بن عثمان والامام الحافظ والقاضى زكى الدين عبد العظيم المنذرى والقاضى عبد الرحيم والقاضى محى الدين بن عبد الظاهر والامام تقى الدين المقريزى والامام الجليل عبد الرحمن جلال الدين السيوطى والقطب الكبير عبد الوهاب الشعرانى والامام الحافظ نجم الدين والشيخ أبو المواهب التونسى والشيخ أبو الحسن التمار العجمى والشيخ شمس الدين محمد البكرى والشيخ أبو التقى كريم الخلوتى فهؤلاء أثبتوا أن الرأس الشريفة مدفونة فى موضعها الذى يزار بمصر بجوار خان الخليلى وكذا أكد لى والدى القطب محمد الرفاعى من هيئة علماء الأزهر والمدرس بالمسجد الحسينى وشيخ علماء طنطا بالمعهد الاحمدى أنها مدفونة فى موضعها بمصر وكذا صاحب الفضيلة السيد محمد الببلاوى نقيب الأشراف حالا أثبت لى هذا وكذب كل من يقول غير هذا بعد الأدلة التى برهن عليها هؤلاء العلماء الأجلاء ( أنتهى )

ويقول الشيخ عبد المقصود محمد سالم مؤسس جماعة تلاوة القرآن الكريم فى كتابه عن الإمام احسين عليه السلام ص 147 :

وكذلك يرى الشيوخ العارفون من أهل الكشف والتجلى أن الرأس الشريف موجودد بمشهده المعروف بالقاهرة وهؤلاء يدركون هذه الحقيقة إلهاما وكشفا ، حيث يشهدون بارواحهم ، ويلتقون مع سيدنا الحسين بأشباحهم – ذلك أن العبد إذا وصل إلى مقام الشهود انكشف له الحجل وأزيحت الأستار ، فشاهد ما لم يشهد ، وابصر ما لم يبصر ، وصار يسمع بقلبه ويرى ببصيرته
ويشهد بروحه .

ويقول الشيخ عبد الوهاب الشعرانى :


زرت مرة رأس الحسين بالمشهد ، أنا والشيخ شهاب الدين بن الحلبى الحنفى وكان عنده توقف فى أن رأس الإمام الحسين فى ذلك المكان ، فثقلت رأسه فنام فرأى شخصا كهيئة النقيب طلع من عند الرأس وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما زال بصره يتبعه حتى دخل الحجرة النبوية فقال يارسول الله ، احمد بن الحلبى وعبد الوهاب زار قبر رأس ولدك الحسين فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اللهم تقبل منهما وأغفر لهما ... ومن ذلك اليوم ما ترك الشيخ شهاب الدين زيارة الرأس الشريف إلى أن مات وكان يقول : آمنت بأن رأس الحسين هنا . وكان أستاذنا العارف بالله الشيخ عبد المقصود محمد سالم رضى الله عنه يحرص على زيارة الإمام الحسين كثيرا وفى أواخر أيامه كان يزوره كل يوم ثلاثاء فى صلاة الظهر وكان يحتفل بمولده كل عام فى دار جماعة تلاوة القرآن الكريم وكان مما رواه إنه فى أحدى زياراته قال لسيدنا الحسين رضى الله عنه السلام عليك يا ابا عبد الله الحسين ، يا أمير المؤمنين فسمع جوابا صادرا من ضريحة بصوت يملأ جنبات المسجد وعليك السلام ورحمة الله وبركاته . ويؤكد أستاذنا الشيخ صالح الجعفرى قدس الله سره ورضى الله عنه ( ومان يلقى دروسه فى الجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة ) أنه رأى سيدنا الحسين عليه السلام أكثر من مرة فى برزخه بالمشهد الحسينى ، ويروى فى كتابه ( فضل لا إله إلا الله ) أنه فى إحدى زياراته ، وكان قد أكل سمكا مملحا وبصلا ، وجلس بجوار مقام سيدنا الحسين عليه السلام فأخذته سنة من النوم ، فرأى النبى صلى الله عليه وآله وسلم يقول له : أتأكل مثل هذا وتحضر عند ابنى الحسين ؟ وقد تحدث فضيلته عن ذلك فى قصيدته ( ورضة القلوب والأرواح التى يقول فيها :

رأيت المصطفى كالبدر يأتى يزور حسينه حينا فحينا
فزوروا مثله سبطا سميا وكونوا مثل خير المرسلينا
وقل يارب صل على محمد وآل محمد والمؤمنينا
سلام الود من قلبى إليكم ورحمة ربنا للصادقينا



وفى كتاب تحفة الأحباب وبغية الطلاب للسخاوى قال العلماء فى كتابه التاريخ الصادر عام 1986 ص 72 ( قال ) : لقد أختلف المؤرخون فى مجىء الرأس الكريم الى القاهرة فمنهم من يؤكد مجىء الرأس الكريم ولكن السخاوى يؤكد مجىء الرأس الكريم بالتفضيل فى كتابه تاريخ مشهد الإمام الحسين عليه السلام وقد روى هذه القصة باعتباره شاهد عيان فى مجىء الرأس ونشر بقلم حسن قاسم فى مجلة الإسلام وهذا يؤكد أن الرأس الكريم قد جاءى بها إلى القاهرة بناء على ما ورد من شاهد عيان وهذا دليل قاطع قدمه لنا البحاثة حسن محمد قاسم فى مقاله فى مجلة هدى الاسلام فى 5 / 8/ 1935 سبق نشرها



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 8 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط