موقع د. محمود صبيح

بايعاز من الولايات المتحدة الى تقويض النظام عن طريق استبداله بسلطة الشعب ، يجري حاليا خطط محمومة لما يسمى بــ "تسونامي البحر الأبيض المتوسط" والذي تم تصميمه خصيصا للاطاحة بمعظم الحكومات القائمة في العالم العربي.
المخططين الاستعماريين يتصورون الآن أنه يمكنهم أن يتوقعوا إسقاط أو إضعاف الحكومات في ليبيا، مصر، سوريا، الاردن، الجزائر، اليمن، وربما غيرها ، في حين تهدف الجهود الجارية لوكالة المخابرات المركزية لإزاحة رئيس الوزراء الايطالي برلسكوني --بسبب صداقته مع بوتين وتقديم الدعم لخط أنابيب --South stream مما يدل على أن هذا المخطط لا يستهدف الدول العربية فقط.
يعتقد مخططي واشنطن الامبرياليين الآن أنهم قد أتموا بنجاح تجديد نموذجهم الحالي للثورة الملونة أو انقلابات ما بعد الحداثة برعاية وكالة الاستخبارات المركزية. وكان هذا الأسلوب المتبع في تصفية الحكومات قد فقد بعض الهيبه بعد فشل ثورة الأرز في لبنان، وعودة الحال في أوكرانيا الى ما كان عليه قبل الثورة البرتقالية المدعومة من صندوق النقد الدولي ومنظمة حلف شمال الأطلسي ، وكذلك الانهيار المخزي لثورة التغريد/ تويتر في ايران في يونيو 2009 ، وكذلك ما حدث من تشويه على نطاق واسع لثورة الورود التي تدعمها الولايات المتحدة في جورجيا بسبب الأنشطة القمعية والداعية للحرب من جانب الفاشي المجنون ساكاشفيلي. ويوجد إجماع في الأوساط الامبريالية الآن على أن الأحداث التي وقعت بتونس تقود بالتالي إلى نسخة جديدة من انقلاب الشعب على السلطة وذلك للتكيف مع واقع اليوم، خاصة في ظل الكساد الاقتصادي العالمي،
التكتيك الواضح لوكالة الاستخبارات المركزية هو نشر الامتيازات مثل تويتر وجوجل والفيسبوك، وويكيليكس، وما إلى ذلك، لتمكين أبرز الأعضاء الرئيسيين في كتلة الشباب من أن يحشدوا الغوغاء لاسقاط الأنظمة.
أولئك الذين يشكون في ذلك يجب أن يتذكروا السجل الاقتصادي والسياسي البشع للدمى التي تم تثبيتها في أعقاب الثورات الملونة الأخيرة - فساد السلطة متمثلا في عملاء صندوق النقد الدولي ومنظمة حلف شمال الأطلسي"الناتو "مثل يوشينكو تيموشينكو في أوكرانيا والدكتاتور المختل عقليا الداعي للحرب ساكاشفيلي في جورجيا وهكذا دواليك . والقوى السياسية التي هي من الغباء بما يكفي لقبول فكرة وزارة الخارجية الأميركية عن الأمل والتغيير سرعان ما سيجدون أنفسهم تحت نار ظالمين جدد من هذا النوع. ويكمن الخطر الكبير جدا في تونس لأن القوات التي أطاحت بزين العابدين بن علي ليس لديها قائد واضح وليست منظمة جماهيرية مرئية السياسية التي يمكن أن تساعدهم على محاربة التدخل الأجنبي فالمجال مفتوح على مصراعيه لوكالة الاستخبارات المركزية لتثبيت المرشح المختار الخاص بهم، ويفضل أن يتم ذلك تحت غطاء "الانتخابات".
من الواضح بالطبع أن الموجة الحالية من أعمال التخريب والتآمر ضد الدول العربية كانت قد انطلقت من قِبَل هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية من خلال خطاب لها وصف كثيرا وأثار جدلا واسعا كانت قد ألقته في العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع الماضي ، عندما حذرت القادة العرب المجتمعين أن عليهم إصلاح اقتصاد دولهم (وفقا لقواعد صندوق النقد الدولي) ، والقضاء على الفساد ، وإلا واجهوا الطرد والتجريد من مناصبهم
قال روبرت مالي لواشنطن بوست في 16يناير 2011 : " يمكن أن نسرد قائمة من القادة العرب الذين ينظرون في المرآة في هذه اللحظه وعدد قليل جدا لن يكون على لائحة السقوط. "ومن الأفضل للحكومات العربية إبقاء العين على نشطاء مجموعة الأزمات الدولية في بلدانهم.

رابط المقال الأصلى : http://tarpley.net/2011/01/16/tunisian-wikileaks-putsch