اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm مشاركات: 1435
|
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد
هذه مشاركة سريعة ... وقفت فيها على قائل يقرأ آية من كتاب الله على نحو غير مشهور .. وعرضها فى معرض التباهى ... فأحببت أن أتعلم .. وانظر فى صحة ما قال .. فأعددت هذه المشاركة .
والآية التى قالها هى قوله تعالى فى سورة فاطر – آية 28 (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) فرفع هاء لفظ الجلالة على أنه فاعل يخشى ... ونصب همزة العلماء .. على أنه منصوب على المفعولية .
فها أنا أرد الأمر إلى أهله ... فأنقل ما قاله العلامة الجهبذ شيخ القراء شمس الدين بن الجزرى فى كتابه الحجة العمدة فى القراءات " النشر في القراءات العشر "(1 / 19) متحدثا عن شروط القراءة الصحيحة ... قال :
كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ... ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً ... وصح سندها فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ووجب على الناس قبولها سواء كانت عن الأئمة السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين
ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة سواء كانت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف، صرح بذلك الإمام الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني، ونص عليه في غير موضع الإمام أبو محمد مكي بن أبي طالب وكذلك الإمام أبو العباس أحمد ابن عمار المهدوي وحققه الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة وهو مذهب السلف الذي لا يعرف عن أحد منهم خلافه .
ثم قال رحمه الله (1 / 24) :
وقال الإمام أبو محمد مكي في مصنفه الذي ألحقه بكتابه "الكشف" له :
فإن سأل سائل فقال : فما الذي يقبل من القرآن الآن فيقرأ به وما الذي لا يقبل ولا يقرأ به وما الذي يقبل ولا يقرأ به ؟ فالجواب : أن جميع ما روى في القرآن على ثلاثة أقسام :
قسم يقرأ به اليوم ... وذلك ما اجتمع فيه ثلاث خلال وهنّ :
أن ينقل عن الثقات عن النبي صلى الله عليه وسلم .. ويكون وجهه في العربية التي نزل بها القرآن سائغاً .. ويكون موافقاً لخط المصحف فإذا اجتمعت فيه هذه الخلال الثلاث قرئ به وقطع على مغيبه وصحته وصدقه لأنه أخذ عن إجماع من جهة موافقة خط المصحف وكفر من جحده .
قال : والقسم الثاني ... ما صح نقله عن الآحاد .. وصح وجهه في العربية .. وخالف لفظه خط المصحف فهذا يقبل ولا يقرأ به لعلتين :
إحداهما .. أنه لم يؤخذ بإجماع إنما أخذ بأخبار الآحاد ولا يثبت قرآن يقرأ به بخبر الواحد والعلة الثانية .. أنه مخالف لما قد أجمع عليه فلا يقطع على مغيبه وصحته ... وما لم يقطع على صحته لا يجوز القراءة به ولا يكفر من جحده ولبئس ما صنع إذا جحده
قال : والقسم الثالث .. هو ما نقله غير ثقة .. أو نقله ثقة .. ولا وجه له في العربية فهذا لا يقبل وإن وافق خط المصحف .
قال : ولكل صنف من هذه الأقسام تمثيل تركنا ذكره اختصاراً قلت – القائل هو ابن الجزرى - :
ومثال القسم الأول :
(مالك وملك. ويخدعون ويخادعون. وأوصى ووصى. ويطوع وتطوع) ونحو ذلك من القراءات المشهورة
ومثال القسم الثاني :
قراءة عبد الله بن مسعود وأبي الدرداء: (والذكر والأنثى) في (وما خلق الذكر والأنثى) وقراءة ابن عباس (وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً وأما الغلام فكان كافراً) ونحو ذلك مما ثبت بروايات الثقات
واختلف العلماء في جواز القراءة بذلك في الصلاة ... فأجازها بعضهم لأن الصحابة والتابعين كانوا يقرؤون بهذه الحروف في الصلاة وهذا أحد القولين لأصحاب الشافعي وأبي حنيفة وإحدى الروايتين عن مالك وأحمد.
وأكثر العلماء على عدم الجواز لأن هذه القراءات لم تثبت متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن ثبتت بالنقل فإنها منسوخة بالعرضة الأخيرة أو بإجماع الصحابة على المصحف العثماني أو أنها لم تنقل إلينا نقلاً يثبت بمثله القرآن أو أنها لم تكن من الأحرف السبعة .
ومثال القسم الثالث :
مما نقله غير ثقة ... كثير مما في كتب الشواذ مما غالب إسناده ضعيف كقراءة ابن السميفع وأبي السمال وغيرهما في :
(ننجيك ببدنك) (ننحيك) بالحاء المهملة (وتكون لمن خلفك آية) بفتح سكون اللام
وكالقراءة المنسوبة إلى الإمام أبي حنيفة رحمه الله التي جمعها أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي ونقلها عنه أبو القاسم الهذلي وغيره فإنها لا أصل لها .
قال أبو العلاء الواسطي .. أن الخزاعى وضع كتاباً في الحروف نسبة إلى أبي حنيفة فأخذت خط الدار قطني وجماعة أن الكتاب موضوع لا أصل له
قلت - القائل هو ابن الجزرى - : وقد رويت الكتاب المذكور ... ومنه :
( إنما يخشى اللهُ من عباده العلماءَ ) برفع الهاء ونصب الهمزة ... وقد راج ذلك على أكثر المفسرين ونسبها إليه وتكلف توجيهها وإن أبا حنيفة لبرئ منها . انتهى النقل
يقول الفقير مريد الحق :
وعلى كل حال فقراءة ( إنما يخشى الله – برفع هاء لفظ الجلالة على أنه فاعل – من عباده العلماء – بنصب الهمزة على المفعولية ) .. شاذة .. ضعيفة لا تصلح للقراءة والتلاوة .. فضلا عن الاحتجاج .
وقال أهل الأدب ... رحم الله امرءا انتهى إلى ما قد علم .
ومن أراد الاستزادة .. فليراجع النشر في القراءات العشر (1 / 27)
|
|