اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm مشاركات: 1456
|
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد
الأخ الفاضل / ذو الفقار .. اسمح لى بالمشاركة .
هذا الحديث الذى ذكرته – أخى الحبيب – أخرجه الطبري فى التفسير (21 / 497) واللفظ له .. والثعلبى فى الكشف والبيان (8/302) .. وعزاه الحافظ السيوطى فى الدر المنثور(13/129) إلى ابن أبي حاتم ونعيم بن حماد والخطيب .. كما أورده القرطبى فى التذكرة (1/679) .. وهذا إسناده .. كما فى الأصل عند الطبرى :
عن أحمد بن زهير، قال : ثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ، قال : ثنا أبو المُغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ، عن أرطأة بن المنذر قال :
جاء رجل إلى ابن عباس، فقال له - وعنده حُذيفة بن اليمان - : أخبرني عن تفسير قول الله( حم عسق ).. قال : فأطرق ثم أعرض عنه ، ثم كرّر مقالته فأعرض فلم يجبه بشيء وكره مقالته، ثم كرّرها الثالثة فلم يجبه شيئا . فقال له حُذيفة : أنا أنبئك بها، قد عرفت بم كرهها ; نزلت في رجل من أهل بيته يقال له عبد الإله أو عبد الله .. ينزل على نهر من أنهار المشرق ، تبنى عليه مدينتان يشقّ النهر بينهما شقا .. فإذا أذن الله في زوال مُلكهم، وانقطاع دولتهم ومدتهم، بعث الله على إحداهما نارا ليلا فتصبح سوداء مظلمة قد احترقت، كأنها لم تكن مكانها، وتصبح صاحبتها متعجبة، كيف أفلتت، فما هو إلا بياض يومها ذلك حتى يجتمع فيها كل جبار عنيد منهم ، ثم يخسف الله بها وبهم جميعا ، فذلك قوله (حم عسق) . انتهى
يقول الفقير مريد الحق :
هذا الإسناد رجاله ثقات ..... ولكن فيه علة .. أما من حيث الرجال .. فأحمد بن زهير بن حرب بن شداد النسائي الأصل البغدادي أبو بكر بن أبي خيثمة .. هو الحافظ الكبير بن الحافظ . قال الخطيب : كان ثقة عالما متقنا حافظا بصيرا بأيام الناس وأئمة الأدب أخذ علم الحديث عن أبيه ويحيى بن معين فأكثر عنه وعن أحمد بن حنبل وغيرهم . انظر : الجرح والتعديل (2/52) ولسان الميزان (1/174) .
وأما عبد الوهاب بن نجدة - بفتح النون وسكون الجيم - الحوطي بفتح المهملة بعدها واو ساكنة أبو محمد . فهو ثقة . قاله الحافظ ابن حجر فى التقريب (1/368) .
وأما عبد القدوس بن الحجاج الخولاني أبو المغيرة الحمصي .. فهو ثقة . قاله الحافظ فى التقريب (1/360) . وأرطاة بن المنذر بن الأسود بن ثابت السكوني من أهل الشام كنيته أبو عدى . روى عنه أهل الشام . فهو ثقة. انظر : الجرح والتعديل (2/327) .
وأما العلة ... فهى الانقطاع بين أرطاة بن المنذر وبين سيدنا ابن عباس ... وقد عبر عنه فى الإسناد بقوله (جاء رجل إلى ابن عباس) .. ولم يقل ( حدثنا ابن عباس ) .
وأيضا ... فإن أرطاة ذكره ابن حبان في الثقات في أتباع التابعين .. وليس فى طبقة التابعين .. وقد ذكر المزى فى تهذيب الكمال (2/312) أنه أدرك ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبا أمامة الباهلي ، عبد الله بن بسر المازني الصحابيين الجليلين .
ومع ذلك لم يثبت له رواية عن سيدنا عبد الله بن عباس .. فقد مات أرطاة بن المنذر سنة (162) .. وتوفي ابن عباس بالطائف في سنة ثمان وستين . انظر : تهذيب التهذيب (1/174) وتذكرة الحفاظ للذهبي (1/34) وسير أعلام النبلاء (3/359) .
أقول :
هذا من ناحية الصناعة الحديثية .. ولكن ليس بمستغرب ذلك التفسير .. ولا مستغرب عن أمير المؤمنين سيدنا على بن أبى طالب .. ذلك التفسير عنه .. كيف لا .. وهو باب مدينة العلم .
ومن تلك التفاسير ... ما ذكره الطبرى فى التفسير (21/500) حيث قال :
وذُكر عن ابن عباس أنه كان يقرأه "حم . سق " بغير عين ، ويقول : إن ( السين ) : عمر كل فرقة كائنة وإن ( القاف ) : كل جماعة كائنة .
ويقول : إن عليا إنما كان يعلم العين بها . وذُكر أن ذلك في مصحف عبد الله على مثل الذي ذكر عن ابن عباس من قراءته من غير عين .
|
|