اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm مشاركات: 1454
|
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد
الأخ الفاضل / نورى .. مشاركة معك فى سؤالك ... أذكر لك الإجابة من أقوال السادة العلماء .. وإن كنت أجبت على جزء منها فى سؤالك الذى جاء مقتضبا ومختصرا جدا .. على كل حال ندخل فى المقصود .
قال العلامة الزركشى فى البرهان (1/249 - 251) :
فصل في عدد سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه :
قال الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ :
عدد سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة .. وقال : بعث الحجاج بن يوسف إلى قراء البصرة فجمعهم واختار منهم الحسن البصري وأبا العالية ونصر بن عاصم وعاصما الجحدرى ومالك بن دينار رحمة الله عليهم وقال : عدوا حروف القرآن ... فبقوا أربعة أشهر يعدون بالشعير فأجمعوا على أن :
- كلماته ( سبع وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة ) = 77439 - وأجمعوا على أن عدد حروفه ( ثلاثمائة ألف وثلاثة وعشرون ألفا وخمسة عشر حرفا ) = 3230015 . انتهى .
وقال غيره : أجمعوا على أن عدد آيات القرآن ( ستة آلاف آية ) ... ثم اختلفوا فيما زاد على ذلك على أقوال : فمنهم من لم يزد على ذلك ومنهم من قال : ومائتا آية وأربع آيات وقيل : وأربع عشرة آية وقيل : مائتان وتسع عشرة آية وقيل : مائتان وخمس وعشرون آية أو ست وعشرون آية وقيل : مائتان وست وثلاثون ... حكى ذلك أبو عمرو الدانى في كتاب البيان .
واعلم ... أن سبب اختلاف العلماء في عد الآى والكلم والحروف :
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقف على رءوس الآى للتوقيف .. فإذا علم محلها وصل للتمام .. فيحسب السامع أنها ليست فاصلة .
وأيضا ... البسملة نزلت مع السورة في بعض الأحرف السبعة فمن قرأ بحرف نزلت فيه عدها ... ومن قرأ بغير ذلك لم يعدها . انتهى كلام الزركشى .
وقال علامة السيوطى فى الإتقان (1/79) :
قال أبو عبد الله الموصلي في شرح قصيدته ذات الرشد في العدد :
اختلف في عدد الآي أهل المدينة ومكة والشام والبصرة والكوفة . ولأهل المدينة عددان : عدد أول وهوعدد أبي جعفر يزيد بن القعقاع وشيبة بن نصاح، وعدد آخر وهوعدد إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري. وأما عدد أهل مكة فهو مروي عن عبد الله بن كثير عن مجاهد عن ابن عباس عن أبي بن كعب. وأما عدد أهل الشام فرواه هارون بن موسى الأخفش وغيره عن عبد الله بن ذكوان وأحمد بن يزيد الحلواني وغيره عن هشام بن عمار. ورواه ابن ذكوان وهشام عن أيوب بن تميم الزماري عن يحيى بن الحارث الزماري قال : هذا العدد الذي نعده عدد أهل الشام مما رواه المشيخة لنا عن الصحابة. ورواه عبد الله بن عامر اليحصبي لنا وغيره عن أبي الدرداء. وأما عدد أهل البصرة فمداره على عاصم بن العجاج الجحدري. وأما عدد أهل الكوفة فهوالمضاف إلى حمزة بن حبيب الزيات وأبي الحسن الكسائي وخلف بن هشام.
ثم قال (1/81) :
ضوابط :
البسملة نزلت مع السورة في بعض الأحرف السبعة .. فمن قرأ بحرف نزلت فيه عدها ، ومن قرأ بغير ذلك لم يعدها.
وعد أهل الكوفة (آلم) حيث وقع آية ، وكذا ( المص وطه وكهيعص وطسم ويس وحم ) وعدواً (حم عسق ) آيتين، ومن عداهم لم يعد شيئاً من ذلك .
وأجمع أهل العدد على أنه لا يعد (الر) حيث وقع آية ، وكذا (المر وطس وص وق ون ).
ثم منهم من علل بالأثر وأتباع المنقول، وأنه أمر لا قياس فيه .
ومنهم من قال : يعدوا ( ص ون وق ) لأنها على حرف واحد ، ولا ( طس ) لأنها خالفت أخويها بحذف الميم ، ولأنها تشبه المفرد كقابيل ويس و.. إن كانت بهذا الوزن لكن أولها ياء فاشتبهت الجمع ، إذ ليس لنا مفرد أوله ياء ... ولم يعدوا ( الر ) بخلاف ( آلم ) لأنها أشبه بالفواصل من ( الر )
ولذلك أجمعوا على عد (يا أيها المدثر) آية لمشاكلته الفواصل بعده. واختلفوا في (يا أيها المزمل ). قال الموصلي : وعدوا قوله ( ثم نظر ) آية، وليس في القرآن أقصر منها، أما مثلها فـ (عم والفجر والضحى ) انتهى كلام العلامة السيوطى .
وقال السخاوى في جمال القراء :
(فان قيل) فما الموجب لاختلافهم في عدد آى القرآن ؟ (قلت) النقل والتوقيف . (فان قيل) فلو كان ذلك توقيفيا لم يقع اختلاف ؟ (قلت) الامر في ذلك على نحو من اختلاف القراءات .. وكلها مع الاختلاف راجع للنقل .
والله أعلى وأعلم .
|
|