{ لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } حريص عليكم فلا تنقطع إمداداته عن أمته أبدا صلى الله عليه وآله وسلم واقرأمعي هذه القصة : بركات الحبيب المصطفى العدناني على العلامة سعد التفتازاني : (سعد الدين بن عمر بن عبد اللّه التفتازاني الإمام العلامة عالم النحو والتصريف والمعاني والبيان والأصلين والمنطق وغيرهما . وحكى بعض الأفاضل أن الشيخ سعد الدين كان في ابتداء طلبه بعيد الفهم جداً ولم يكن في جماعة العضد أبلد منه ومع ذلك فكان كثير الاجتهاد ولم يؤيسه جمود فهمه من الطلب وكان العضد يضرب به المثل بين جماعته في البلادة فاتفق أن أتاه إلى خلوته رجل لا يعرفه فقال له قم يا سعد الدين لنذهب إلى السير فقال ما للسير خلقت أنا لا أفهم شيئاً مع المطالعة فكيف إذا ذهبت إلى السير ولم أطالع فذهب وعاد وقال له قم بنا إلى السير فأجابه الجواب الأول ولم يذهب معه فذهب الرجل وعاد وقال له مثل ما قال أولاً فقال ما رأيت أبلدمنك ألم أقل لك ما للسير خلقت فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدعوك فقام منزعجاً ولم ينتعل بل خرج حافياً حتى وصل به إلى مكان خارج البلد به شجيرات فرأى النبي صلى اللّه عليه وسلم في نفر من أصحابه تحت تلك الشجيرات فتبسم له وقال له نرسل إليك المرة بعد المرة ولم تأت فقال يا رسول اللّه ما علمت أنك المرسل وأنت أعلم بما اعتذرت به من سوء فهمي وقلة حفظي وأشكو إليك ذلك فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم افتح فمك وتفل فيه ودعا له ثم أمره بالعود إلى منزله وبشره بالفتح فعاد وقد تضلع علماً ونوراً فلما كان من الغد أتى إلى مجلس العضد وجلس مكانه فأورد في أثناء جلوسه أشياء ظن رفقته من الطلبة أنها لا معنى لها لما يعهدون منه فلما سمعها العضد بكى وقال أمرك يا سعد الدين إلي فإنك اليوم غيرك فيما مضى ثم قام من مجلسه وأجلسه فيه وفخم أمره من يومئذ انتهى) شذرات الذهب، الإصدار 1.75 - لابن العماد الحنبلي الجزء السادس. صلوات الله تعالى وتسليماته على الرؤف الرحيم بالمؤمنين وعلى آله الطيبين
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|