الظاءات الواردة في القرآن الكريم
لما كانت الضاد أصعب الحروف وأشدها على اللسان مخرجا ويختلف نطق الناس بها ، فمنهم من يخرجها من مخرجها الحقيقي المعد لها ضادا مستطيلة وهم القلة .
ومنهم من يخرجها من مخرج الظاء أو يخرجها طاء ،ومنهم من يلتبس عليه الفرق بين الضاد والظاء فيضع إحداهما مكان الأخرى وهذا كله لحن لا تصح القراءة به لأن فيه تغييرا للفظ وإخراجا للكلمة عن المعنى المقصود .
ولهذا اهتم العلماء اهتماما بالغا بحصر الظاءات وموادها التي وردت في القرآن الكريم وأفردوها بالتأليف نثرا ونظما كالحافظ أبي عمرو الداني وابن الجزري وسيدي علي النوري الصفاقسي وخلق غيرهم رحمهم الله ورضي عنهم .
وإنما فعلوا ذلك – رضي الله عنهم - لقلتها بالنسبة إلى الضاد ومن ثم يؤخذ من حصرهم للظاءات الواردة في التنزيل أن ما سواها فيه هو بالضاد لفظا وكتابة .
وجملة ما ورد في القرآن الكريم من الظاءات حسبما جاء في المقدمة الجزرية ثلاثون لفظا متفق عليه وواحد مختلف فيه بين القراء كما سيأتي .
ومن هذه الألفاظ ما وقع في موضع واحد ، ومنها ما وقع في غير موضع .
وإليك هذه الألفاظ مفصلة حسب ترتيب المقدمة الجزرية ليسهل فهمها إن شاء الله تعالى :
اللفظ الأول : الظعن :
بفتح الظاء والعين أو بسكون العين أيضا وهما لغتان في هذا اللفظ وقرىء بهما في المتواتر ومعناه الرحلة من مكان إلى آخر ووقع منه في القرآن العظيم موضع واحد وهو : قوله تعالى: {يوم ظعنكم ويوم إقامتكم} [الآية: 80] بالنحل .
اللفظ الثاني : الظل :
بكسر الظاء ووقع منه في القرآن العظيم اثنان وعشرون موضعا أولها قوله تعالى: {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى} [الآية: 57] بالبقرة وآخرها قوله تعالى بالمرسلات: {إن المتقين في ظلال وعيون} [لآية: 41]
ومن هذا اللفظ باب الظلة أيضا ووقع في موضعين : قوله تعالى: {كأنه ظلة} [الآية: 171] بالأعراف وقوله سبحانه: {فأخذهم عذاب يوم الظلة} [الآية: 189] بالشعراء .
اللفظ الثالث: الظهر :
بضم الظاء وهو وقت منتصف النهار ووقع منه في القرآن الكريم موضعان : أولهما: قوله تعالى: {وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة} [الآية: 58] بالنور . وثانيهما: قوله تعالى: {وحين تظهرون} [الآية: 18] بالروم .
اللفظ الرابع: العظم :
بضم العين وسكون الظاء بمعنى العظمة ووقع منه في القرآن العظيم مائة وثلاثة مواضع الأول منه قوله تعالى بالبقرة: {ولهم عذاب عظيم} [الآية: 7] وآخرها قوله تعالى بالمطففين: {أنهم مبعوثون ليوم عظيم} [الآية: 4-5] .
اللفظ الخامس: الحفظ :
بكسر الحاء وسكون الفاء . وقع منه في التنزيل اثنان وأربعون موضعا أولها في قوله تعالى بالبقرة: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} [بالبقرة، الآية: 238] . وآخرها قوله تعالى: { إن كل نفس لما عليها حافظ} [بالطارق، الآية: 4] .
اللفظ السادس: أيقظ :
من اليقظة ضد النوم وقع منه في التنزيل موضع واحد بالكهف وهو قوله تعالى: {وتحسبهم أيقاظا وهم رقود} [الآية: 18] .
اللفظ السابع: النظر :
من الإنظار بمعنى المهلة والتأخير وقع منه في القرآن الكريم عشرون موضعا: أولها قوله تعالى: {لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون} [بالبقرة، الآية: 162] . وآخرها قوله تعالى: {انظرونا نقتبس من نوركم} [بالحديد، الآية: 13] . وأما : {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة} [بالأنعام، الآية: 158] [والنحل، الآية: 33] من الانتظار لا من الإنظار .
اللفظ الثامن: العظم :
بفتح العين وسكون الظاء وهو العظم المعروف سواء أكان عظم آدمى أم غيره وسواء أكان مفردا أم جمعا وقع منه في القرآن الكريم خمسة عشر موضعا: الأول منه قوله تعالى بالبقرة: {وانظر إلى العظام كيف ننشزها} [الآية: 259] وآخرها قوله تعالى: {عظاما نخرة} [بالنازعات، الآية: 11] .
اللفظ التاسع: الظهر :
بفتح الظاء وسكون الهاء وهو خلاف البطن سواء كان ظهرا لآدمي أو لغيره وقع منه في القرآن الكريم ستة عشرة موضعا: أولها قوله تعالى: {ورآء ظهورهم كأنهم لا يعلمون} [بالبقرة، الآية: 101] وآخرها قوله عز شأنه: {الذي أنقض ظهرك} [بالانشراح، الآية: 3] .
اللفظ العاشر: اللفظ :
بمعنى التلفظ وقع منه في التنزيل موضع واحد وهو قوله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [سورة ق، الآية: 18] .
اللفظ الحادي عشر: ظاهر :
بكسر الهاء ومادة هذا اللفظ تفيد ست معان وهي كالآتي:
الأول: الظاهر ضد الباطن : وقع منه في القرآن الكريم ثلاثة عشرة موضعا: الأول منها قوله تعالى: {وذروا ظاهر الإثم وباطنه} [بالأنعام، الآية: 120] . والآخر قوله سبحانه: {وظاهره من قبله العذاب} [بالحديد، الآية: 13] .
الثاني: الظهور بمعنى العلو والانتصار : وقع منه في القرآن العظيم ثمانية مواضع: الأول منها قوله تعالى: {ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} [بالتوبة، الآية: 33] . وآخرها قوله تعالى: {فأصبحوا ظاهرين} [بالصف، الآية: 14] .
الثالث: الظهور بمعنى الظفر : وقع منه في التنزيل موضعان: الأول: قوله تعالى: {كيف وإن يظهروا عليكم} [بالتوبة، الآية: 8] . والثاني: قوله تعالى: {إنهم إن يظهروا عليكم} [بالكهف، الآية: 20] .
الرابع: الظهور بمعنى الاطلاع والإحاطة : وقع منه في القرآن الكريم ثلاثة مواضع: أولها: قوله تعالى: {الذين لم يظهروا على عورات النسآء} [بالنور، الآية: 31] . وثانيها: قوله تعالى: {وأظهره الله عليه} [بالتحريم، الآية: 3] . وثالثها: قوله تعالى: {فلا يظهر على غيبه أحدا} [بالجن، الآية: 26] .
الخامس: التظاهر بمعنى التعاون : وقع منه في القرآن الكريم اثنا عشر موضعا: الأول منها قوله تعالى: {تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان} [بالبقرة، الآية: 85] . وآخرها قوله تعالى: {والملائكة بعد ذلك ظهير} [بالتحريم، الآية: 4] .
السادس: الظهر بمعنى الظهار وهو الحلف به : وقع منه في التنزيل ثلاثة مواضع: الأول: قوله تعالى: {تظاهرون منهن أمهاتكم} [بالأحزاب، الآية: 4] . والثاني والثالث: قوله تعالى: {الذين يظاهرون منكم من نسآئهم} وقوله سبحانه: {والذين يظاهرون من نسآئهم} كلاهما بالمجادلة، [الآيتان: 2، 3] . والحاصل أن مادة لفظ "ظاهر" بمعانيها المذكورة اشتملت على واحد وأربعين موضعا في التنزيل.
اللفظ الثاني عشر: لظى :
وهو اسم من أسماء جهنم نسأل الله النجاة منها وقع منه في القرآن العظيم موضعان: قوله تعالى: {كلا إنها لظى} [بالمعارج، الآية: 15] . وقوله سبحانه: {فأنذرتكم نارا تلظى} [بالليل، الآية: 14] .
اللفظ الثالث عشر: شواظ :
بضم الشين وكسرها لغتان وقرىء بهما في المتواتر وهو اللهب الذي لا دخان معه نسأل الله السلامة منه وقع منه في التنزيل موضع واحد وهو قوله تعالى: {يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس} [الآية: 35] بسورة الرحمن سبحانه وتعالى .
اللفظ الرابع عشر: الكظم :
وهو تجرع الغيظ وعدم ظهوره وذلك بتحمله وقع منه في التنزيل ستة مواضع: أولها قوله تعالى: {والكاظمين الغيظ} [بآل عمران، الآية: 134] . وثانيها: قوله تعالى: {وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم} [بيوسف، الآية: 84] . وثالثها: قوله تعالى: {ظل وجهه مسودا وهو كظيم} [بالنحل، الآية: 58] . ورابعها: قوله تعالى: {إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين} [بغافر، الآية: 18] . وخامسها: {ظل وجهه مسودا وهو كظيم} [بالرخزف، الآية: 17] . وسادسها: قوله تعالى: {إذ نادى وهو مكظوم} [بالقلم، الآية: 48] .
اللفظ الخامس عشر: الظلم :
وهو وضع الشيء في غير موضعه وقع منه في القرآن الكريم مائتان وثمانون موضعا على الصحيح: الأول منها قوله تعالى: {ولا تقربا هاذه الشجرة فتكونا من الظالمين} [بالبقرة، الآية: 35] . وآخرها قوله تعالى: {والظالمين أعد لهم عذابا أليما} [بالدهر، الآية: 31] .
اللفظ السادس عشر: الغلظ :
من الغلاظة ضد الرقة وقع منه في التنزيل ثلاثة عشر موضعا: الأول منها قوله تعالى: {ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك} [بآل عمران، الآية: 159] . وآخرها قوله تعالى: {جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم} [بالتحريم، الآية: 9] .
اللفظ السابع عشر: الظلام :
ضد النور وقد وقع منه في التنزيل ستة وعشرون موضعا : أولها قوله تعالى: {وتركهم في ظلمات لا يبصرون} [بالبقرة، الآية: 17] . وآخرها قوله تعالى: {ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور} [بالطلاق، الآية: 11] .
اللفظ الثامن عشر: الظفر :
بضم الظاء والفاء وهو معروف وجمعه أظافر جاء منه في التنزيل موضع واحد وهو قوله تعالى: {وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر} [بالأنعام، الآية: 146] .
اللفظ التاسع عشر: الانتظار :
بمعنى الارتقاب وقع منه في التنزيل ستة وعشرون موضعا أولها قوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة} [بالبقرة، الآية: 210] . وآخرها قوله تعالى: {فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة} [بالقتال، الآية: 18] .
اللفظ العشرون: الظمأ :
وهو العطش وقع منه في القرآن العظيم ثلاثة مواضع: أولها: قوله تعالى: {لا يصيبهم ظمأ} [بالتوبة، الآية: 120] . وثانيها: قوله تعالى: {وأنك لا تظمأ فيها} [بـ طه، الآية: 119] .
وثالثها: قوله تعالى: {يحسبه الظمآن مآء} [بالنور، الآية: 39] .
وقد أشار إلى هذه الألفاظ العشرين الحافظ ابن الجزري في المقدمة الجزرية بقوله:
.......وَكُلُّهَا تَجِي
53- فِي الظَّعْنِ ظِلَّ الظُهْرِ عُظْمِ الْحِفْظِ أيْقِظْ وَأنْظُرْ عَظْمِ ظَهْرِ اللَّفْظِ
54- ظَاهِرْ لَظَى شُوَاظُ كَظْمٍ ظَلَمَا اُغْلُظْ ظَلامَ ظُفُرٍ انْتَظِرْ ظَمَا
_________________ مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
|