السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الفاضل فراج يعقوب
وجزاك الله عنا كل خير
وأنقل لكم من إحدى المواقع
يعد التوكل على الله عز وجل مقام شريف من مقامات الموقينين ومنزل من منازل الدين بل من معالى درجات المقربين لأنه يفيد ثقة المؤمن المطلقة فى الله ويقينه بأن أى عمل من الأعمال فى هذه الحياة الدنيا لا يغير شئ من المصير المحتوم
تعريف التوكل :-
يرى الصوفيه أن للتوكل تعريفات متعددة
1-الإنخلاع من الحول والقوة .
2-الإستسلام لجريان القضاء فى الأحكام .
3-ترك الإيواءإلا إلى الله.
ويذكر الإمام الغزالى : أن التوكل عبارة عن اعتماد القلب على الوكيل وحده .
ويرى أن للتوكل ثلاث درجات
الدرجة الأولى وهو أن يكون حال العبد فى حق الله تعالى والثقه بكافالته وعنايته ، كحاله فى الثقه بالوكيل .
الدرجة الثانية أن يكون حاله مع الله تعالى كحال الطفل مع أمه فإنه لا يعرف غيرها ولا يفزع إلى أحد سواها ، ولا يعتمد إلا إياها ،فمن كان باله إلى الله عزوجل ونظره إليه واعتماده عليه ،تعلق به ،كما يتعلق الطفل بأمه فيكون متوكلا حقا ،وصاحب هذه الدرجه قد فنى فى توكله فلا يلتفت قلبه إلى التوكل وحقيقته،بل إنه بكليته يعتمد على المتوكل عليه ،ولا مجال فى قلبه لغيره .
ولهذا لما سُئِل سهل التسترى :عن التوكل ماأدناه ؟قال : ترك الأمانى .قيل وأوسطه قال الاختيار ،وهو إشارة إلى الدرجة الثانيه ،وسئل عن أعلاه فلم يذكره وقال :لايعرفه ألامن بلغ أوسطه .
الدرجة الثالثة هى أعلى درجات التوكل وهى أن يكون بين يدى الله تعالى فى حركاته وسكناته مثل الميت بين يدى الغاسل لا يفارقه إلا فى أنه برى نفسه ميتا تحركه القدرة الأزلية كما تحرك يد الغاسل الميت ، وهو الذى قوى يقينه بأنه مجرى للحركةوالقدرة والإرادة والعلم وسائر الصفات .وهذا المقام فى التوكل يثمر ترك الدعاء والسؤال منه ثقة منه بكرمه وعنايته وأنه يعطى ابتداء أفضل مما يسأل ،فكم من نعمة ابتدأهاقبل السؤال والدعاء ، وبغير الاستحقاق ،والمقام الثانى لايقتضى ترك الدعاء والسؤال منه وإنما يقتضى ترك السؤال من غيره قط .(إحياء علوم الدين للإمام الغزالى 4/348وراجع عوارف المعارف للسهروردى ص 29)
المصدر :
http://madinagate.com/%D8%A7%D9%84%D8%B ... hitcount=0