من مَثَّلك يا إلهي * قط ما دراك : ــــــــ ( قال الفطب الدردير رضي الله عنه : علىٌّ كبيرٌ جلَّ عن وهم واهم * فسبحانك اللهم عن وصف من جنى
العلى : المرتفع الرتبة
المنزه عما سواه
والكبير : المتصف بكل كمال فيرجع لمعنى العظيم وجلَّ : عَظُمَ وتنزه ووهم الواهم : ما قام بخيال الشخص من صفات الحوادث فإن كل ما خطر ببالك من صفات الحوادث فهو هالك والله تعالى بخلاف ذلك وقوله : فسبحانك أي فتنزيها لك يا ربنا وقوله : عن وصف من جنى أي عن وصف الجاني لك وهو الذي يصفك بشيء من صفات الحوادث فإنه جنى وعصى في العقيدة قال بعض العارفين : من مَثَّلك يا إلهي قط ما دراك ــــــ قال رضي الله عنه :
وكن لي حفيظا يا حفيظ من البلا * مقيت أقتنا خير قوت وهننا
الحفيظ : ذو الحفظ لكل شيء خلقه قال تعالى: " وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما" وقال تعالى : " إن ربي على كل شيء حفيظ " والبلاء : المحن بالأمراض والأسقام وكل ما تكرهه النفس دنيا وأخرى والمُقيت : أصله المقوت نقلت حركة الواو إلى الساكن قبلها فقلبت الواو ياء لمناسبة ما قبلها أي خالق القوت للأجساد والأرواح دنيا وأخرى وقوت الأجساد الطعام والشراب ونفعها بذلك وتلذذها به وقوت الأرواح الإيمان والأسرار والمعارف وانتفاعها بها والكافر لا قوت لروحه وقوله : أقتنا أي أعطنا قوت الأجساد والأرواح وقوله : خير قوت أي أفضل قوت قوِّت به عبادك وقوله : وهننا أي ألهمنا الفرح والسرور فالمعنى : تجل علينا بالحفظ يا حفيظ من كل البلايا وتجل علينا بخير الأقوات دنيا وأخرى يا مُقيت وفرحنا وسُرنا بذلك وهذا هو العافية في الدارين ) ـــــــ شرح الصاوي ــــــــ اللهم أسعد أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|