المضطر : مكروب، مقيد . مسجون : ـــــــــ { أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوۤءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَآءَ ٱلأَرْضِ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }
قوله تعالى: { أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ } . قال ابن عطاء فى هذه الآية: أحوال المضطر أن يكون كالغريق أو كالمعطَّل فى مفازة قد أشرف على الهلاك.
وقال ابن عطاء رحمه الله: كمثل الطفل يلعب بين يدى أبويه ويلهو فإذا أصابته نائبة فزع إليهما لا يرى سواهما مفزعًا كذلك المرء يتقلب فى العوافى وإذا بدا له عين من أعين البلاء فزع إلى ربه مضطرًا لأنه لا يرى سواه مفزعًا.
وقال أبو عثمان: " المضطر : الخالى من أفعاله وأحواله وأذكاره وأقواله الملقى عنانه إلى سيده، ولا يلتفت إلى سواه، ولا ينظر إليه حباء منه يتنفس تنفس المكروب، ويتحرك تحرك المقيد ويفرح فرح المسجون لا له حركة، ولا قرار، ولا مأوى، ولا مسكن ولا مرجع يرجع إليه ينظر فى الخلق فيراهم مرة لما يرى من فساد أمره، يضحك الخلق ويبكى، ويفرح الخلق ويحزن، ويأكل الخلق ويجوع، ويروى الخلق ويعطش، وينام الخلق ويسهر ومع هذا كله يدرس كل يوم ديوان شقاوته، ويرى أنه أشقى عبدٍ لربه، والذى يرجو بركة دعائه " قال الله تعالى: { أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ } أى من يقدر على كشف هذه المحن عن قلوب عباده إلا من أبلاهم بها. وسأل بعضهم : من المضطر؟ قال النبى عليه السلام : " إذا رفع يده لا يرى لنفسه شيئًا." ) ـــــــــ حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) ـــــــــ اللهم صل على مفرح القلوب ومفرج الكروب وآله وسلم
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|