موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 543 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 10, 11, 12, 13, 14, 15, 16 ... 37  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 12, 2020 1:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114



#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(180)



صاحب هذه الدار قال له: ( وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ ۖ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ)

(الحج 67) , فكل من آمن بك من الآمنين في الدنيا والآخرة... فالأمن معك, والتيه والضياع والشتات لمن أعرض عنك.

وقال:

أ ـ للناس: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)
(النساء 170)

ب ـ وقال لكل من له كتاب من الأمم السابقة :

( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ)
( المائدة 15)

وقـال : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
(المائدة 19)

ج ـ وقال للمؤمنين:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) (الأنفال 24)

وآيات أخرى كثيرة ....

دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إلى عبادة الله وترك كل ما يعبد من دون الله, ودعاهم لهذه الدار العظيمة الآمنة المطمئنة فمن دخلها كان آمناً, ومن لم يدخلها تخطفته الشياطين فأكلوه, أو اخترقوه بحيث يصبح شيطاناً مثلهم فيقفون على باب السور يضلون الناس ويتخطفونهم حتى لا يطرقوا الباب.

دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم إلى ربه كما أمره, قال لهم أدعوكم إلى الإسلام.

أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله.

حتى تجتاز السور وتدخل من الباب إلى الفناء لا بد أن تشهد بشهادة الإسلام:

أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.

لا إله إلا الله محمد رسول الله مفتاح الدخول.

لا يجوز فصل لا إله إلا الله عن محمد رسول الله ....

وهذا أول اختبار لمن أراد الأمان ...


يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 12, 2020 1:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114

على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(181)




أهل الكتاب رفضوا الدخول من الباب وتعللوا, وكان حجاب بعضهم: محمد رسول الله (وهم اليهود) وبعضهم كان حجابه: لا إله إلا الله محمد رسول الله ( وهم النصارى), إلا أن عداوة اليهود أشد من عداوة غيرهم, ومودة النصارى للمسلمين أقرب من غيرهم. طبيعة رفض اليهود لـ"محمد رسول الله" نستفيض فيها نوعاً ما في كتاب حياة الخضر وإلياس والمجيئ الثاني للسيد المسيح,

ونتوسع فيه في كتابنا عن السيرة النبوية المسمى بـ " سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في الزمان والمكان".

كما قلنا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله مفتاح الدخول.

وهذا قول باللسان ... هذا كافي للدخول من باب السور الخارجي.

هذا كافي لعصمة الدماء إلا بحقها, فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في حجة الوداع: «فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ حَرَّمَ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟ ثَلاَثًا، كُلُّ ذَلِكَ يُجِيبُونَهُ: أَلاَ، نَعَمْ، قَالَ: وَيْحَكُمْ أَوْ وَيْلَكُمْ، لاَ تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ».

وتفسير حقها ما ورد عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم : « لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ».

كل من دخل السور له ما لنا من حقوق وعليه ما علينا من واجبات. من دخل الباب فتشهد, قد يكون قال ما قال صادقاً أو راغباً أو راهباً (خائفاً) أو طامعاً لمنصب أو مال أو حباً لامرأة دخلت هذا الدين ... تتعدد الأسباب, لكن كلهم قد دخل من الباب, كلهم معصوم الدم. الدخول من الباب بالنطق بالشهادتين يسميه بعض العلماء: "الحد الأدنى من الإسلام".


يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 13, 2020 10:50 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114



#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(182)


عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و آله وسلم : «يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ، حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلَا صَلَاةٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ. وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ، فَلَا يَبقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ، وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنْ النَّاسِ، الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ، يَقُولُونَ: أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَنَحْنُ نَقُولُهَا».

فَقَالَ لَهُ صِلَةُ: «مَا تُغْنِي عَنْهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ وَلَا صِيَامٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلَاثًا، كُلَّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ، فَقَالَ: يَا صِلَةُ، تُنْجِيهِمْ مِنْ النَّارِ، ثَلَاثًا».

وفي رواية لمسدد: «حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ وَالْمَرْأَةَ لَيَقُولَانِ: قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَنَا يَقُولُونَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَنَحْنُ نَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ لَهُ صِلَةُ: مَا تُغْنِي عَنْهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ قَالَ: يَدْخُلُونَ بِهَا الْجَنَّةَ وَيَنْجُونَ بِهَا مِنَ النَّارِ».

كل من دخل من باب السور وقف في الفناء المحيط بالسور.

الدخول من باب السور هو أول الأعتاب.

النطق والإقرار باللسان صعب عند بعض الخلق, النطق بحد ذاته يزيل حجاب العناد.

الدخول من الفناء إلى الدور الأول من البيت يقيك الحر والبرد وحرارة الشمس والمطر والرياح والغبار, ويكون لك سكناً تأوي إليه. نودي كل الحاضرين: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا»

كما سبق فإن الطابق الأرضي (الدور الأول) يسمى: الإسلام.

فالإسلام:

أ ـ أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .

ب ـ أن يكون عندك أصل الإيمان وهو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر حلوه ومره.

ج ـ وأن تقيم الصلاة, وتؤتي الزكاة, وتصوم رمضان, وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً

المناداة خاطبت اللسان, ثم القلب, ثم الجوارح أي ثلاثة أقسام:

القسم الأول: قول باللسان: وهما الشهادتان

القسم الثاني: اعتقاد بالقلب ولا يطلع عليه إلا الله، وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره

ويسمى هذا الاعتقاد بـ: عمل القلب وعمل الباطن.

يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 13, 2020 12:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(183)



فكل ما ورد من آيات فيها مناداة بـ " يا أيها الذين آمنوا " إلا قليلاً من هذه الآيات فالمقصود منه: من آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله.

والإيمان هنا مترامي المعاني والدرجات, فإيمان الإنسان العادي ليس كإيمان سيدنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي.

القسم الثالث: عمل الجوارح وهو من السهل أن يراه الناس أو بعضهم، كإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت؛ وهذه الأفعال تسمى أفعال الجوارح.

فالمسلم هو من أقر بلسانه وتعبد الله بباطنه (عمل القلب), وتعبد بظاهره (عمل الجوارح) , وينطبق عليه ما جاء في قوله تعالى : ( فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

(الذاريات 35- 36) ، وقولـه تعالـى : ( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ)

(الحجرات 17) ،

وكما جاء في الأحاديث التى عرف النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فيها الإسلام بما عرف به الإيمان.

الشريعة هنا سمت الإسلام بمسمى الإيمان وسمت الإيمان بمسمى الإسلام, إلا أنه يجب معرفة شيئين:

الأول: أن هذا الإسلام هو مرحلة من مراحل الترقي في الدرجة والرتبة (دور من الأدوار ـ طابق من الطوابق)، وهو أول المراحل, وليس الإسلام الذي هو البناء الكامل العظيم بما فيه من طوابق.
هذا النوع من الإسلام يجوز أن يقول صاحبه أنا مسلم، وليس في ذلك أي غضاضة. أما الإسلام الذي هو عدة طوابق (يشمل الإسلام والإيمان والإحسان) فصاحبه يقول داعياً راغباً: ( (تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)

(يوسف 101) ؛ وهو قول سيدنا يوسف, ودعاء الأنبياء.

الثاني: أن الإيمان في مرحلة الإسلام هو مجرد التصديق, وليس المقصود به هنا الترقي لدرجة ورتبة ومرحلة أعلى من الإسلام (الدور /الطابق الثاني).

لذلك يجوز لك أن تقول "أنا مسلم"، لكن لا تقول "أنا مؤمن" ثم تقف عند هذه الجملة ... لأن " أنا مؤمن" تزكية للنفس وتزكية للقلب، أما من قال " أنا مؤمن وأكمل كلامه فقال: " أنا مؤمن بالإسلام أو مؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر" وما شابه فكلامه صحيح منضبط جائز؛ ومصداق ذلك ما ورد عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: « قَالَ رَجُلٌ عِندَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: " أَنَا مُؤْمِنٌ "، قَالَ: " قُلْ إِنِّي فِي الْجَنَّةِ، وَلَكِنَّا نَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ»

وكلام الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود معناه: إن قلت أنا مؤمن فكأنك تقول أنا في الجنة ... ولكن قل آمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله, ولا تقف عند أنا مؤمن وتسكت. وعلقمة الراوي قال له رجل: أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ؟ قَالَ: " أَرْجُو إِنْ شَاءَ اللهُ "

والمقصود بذلك الإيمان الذي هو أعلى من الإسلام كمرحلة ودرجة ورتبة, وليس الإيمان المعبر به بمسمى الإسلام، لذا قالوا إن الإيمان إيمانان؛ فقال الحسن البصري لمن سأله عن الإيمان: "الْإِيمَانُ إِيمَانَانِ، فَإِنْ كُنْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْإِيمَانِ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَالْبَعْثِ وَالْحِسَابِ، فَأَنَا مُؤْمِنٌ، وَإِنْ كُنْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ)

(الأنفال 2) الْآيَة قَرَأَ إِلَى قوله ( أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا)

(الأنفال 4) فَوَاللهِ مَا أَدْرِي أَنَا مِنْهُمْ أَوْ لَا ".

يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 14, 2020 11:17 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114



#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(184)


ما سبق عرضه هو الإسلام في الشريعة ويتضح من خلال ....:

1ـ الإسلام إسلامان:

أ ـ إسلام بمعنى الدين, والدين يشمل كل ما ورد في حديث جبريل أي: الإسلام والإيمان والإحسان والحق به علم علامات الساعة.

ب ـ وإسلام كدرجة وهو بداية الدخول في الدين, ويكفي النطق بالشهادتين للدخول في الإسلام كدين وكدرجة.

2ـ من نطق بالشهادتين فهو معصوم الدم له ما لنا وعليه ما علينا أي له ما للمسلمين من حقوق وعليه ما على المسلمين من واجبات, وما أمرنا الله بشق الصدور حتى نعلم الصادق من غير الصادق, ولا يخرج من الإسلام إلا إذا خرج من الباب نفسه الذي دخل منه ألا وهو الشهادتان.

3ـ الإسلام هنا مقصود به درجة أو مقام

4ـ الإسلام يتطلب التصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر, وهذا التصديق يسمى:" إيمان" وفي هذه الحالة يطلق الشرع على الإسلام: إيمان وعلى الإيمان: إسلام

5ـ هذا الإيمان (إيمان بمعنى الإسلام) غير الإيمان كرتبة ( أو درجة أو مقام).

من كَفّر صاحب الكبيرة لم يشهد رحمة الله العامة والخاصة ولا شهد "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " , وما تعلم من الشهادتين حكم الخِلْقة من ماء وتراب وهواء ونار ثم حظ الخِلْقة من النور, سلطان الهوى على نفسه قد تحكم.

بدرجة أقل منه في الخلل حال مَن قال أن صاحب الكبيرة إن لم يتب فهو مؤمن ولكن لن يدخل الجنة.

وبدرجة أقل في الخلل مِن صاحب الحال السابق مَن قال أن صاحب الكبيرة إن لم يَتُب فهو مؤمن ولكن لن يدخل الجنة, إلا بعد أن يأخذ نصيبه من العذاب, هذا لم يشهد في الشهادتين اسم الله ( الرحمن ), ولم يشهد من شهادته(محمد رسول الله): اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم : (الشفيع) , أسقط هذا الاسم فأسقط الله منه فَهْم الشهادتين.

سلطان العقل القاصر وهوى النفس مع نفخ الشيطان في الجزء الناري بنفخة هواء في الصدر أعمتهم عن مشاهدة لا إله إلا الله محمد رسول الله.

ولو رأيت كيف كانت الرؤية المنقوصة للشهادتين وتأثير ذلك على أفكار ومعتقدات كل صاحب بدعة أو مذهب هَدَّام لرأيت من ذلك العجب العجاب.

ولرأيت من أين جاء الخلل في : رؤية الشهادتين , ثم رؤية الحضرات : رؤية أفعـال الله وما يصدر من أفعال سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ثم رؤية صفات الله وأسمائه وما حباه من أسماء وصفات لأحب خلقه صلى الله عليه وآله وسلّم , ثم ذات الله عزّ وجلّ, وذات النّبي الكريم عبـد الله المحض, محل نظر الله.

يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 14, 2020 2:09 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(185)



الإيمان

الإيمان كما مر هو الدور الثاني (الطابق الثاني) المندرج في البناء العظيم المسمى بالإسلام. وهو رتبة من الرتب, سَمهِ رتبة أو مرحلة أو درجة أو مقاماً, كما شئت فلا مشاحة في المصطلح ... فالمعنى قريب باعتبارات.

وهو بذلك أعلى من الإسلام بدرجة, وليس أعلى من الإسلام كدين, فالإسلام كدين يشمل الإيمان ... والإيمان كدرجة يشمل الإسلام كدرجة لأنه أعلى منه, وقد فرق الله عز وجل بين الإسلام كدرجة ( مرحلة ـ مقام ـ رتبة) والإيمان كدرجة (مرحلة ـ مقام ـ رتبة) في قوله تعالى:( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)

(الأحزاب 35).

وعلمنا من قول سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فيما رواه الإمامان البخاري ومسلم أن بينهما فرقاً, فعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم أَعْطَى رَهْطًا، وَسَعْدٌ جَالِسٌ، فَتَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم رَجُلاً هُوَ أَعْجَبُهُمْ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَكَ عَنْ فُلاَنٍ، فَوَاللهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا.فَقَالَ: «أَوْ مُسْلِمًا».فَسَكَتُّ قَلِيلاً، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ، فَعُدْتُ لِمَقَالَتِي، فَقُلْتُ: مَا لَكَ عَنْ فُلاَنٍ؟ فَوَاللهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا. فَقَالَ: «أَوْ مُسْلِمًا».ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ، فَعُدْتُ لِمَقَالَتِي، وَعَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم .
ثُمَّ قَالَ: «يَا سَعْدُ، إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ، وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ، خَشْيَةَ أَنْ يَكُبَّهُ اللهُ فِي النَّارِ».

ويستفاد من هذا الحديث الآتي:

1ـ أن الرجل شهد له النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بالإسلام, وهي شهادة تعتبر فضيلة لهذا الرجل لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قال: « أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ» فهذا الرجل لم يأخذ من العطاء فهو أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم من غيره.

2ـ هذا الرجل هو جُعيل بن سُراقة زكاه النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ووكله النبي صلى الله عليه وآله وسلّم إلى ما في قلبه من إسلام, وقال صلى الله عليه وآله وسلّم :«إن جعيلاً خير ملء الأرض من عيينة بن حصن والأقرع بن حابس». فعَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم قَالَ لَهُ: «كَيْفَ تَرَى جُعَيْلًا؟»، قُلْتُ: مِسْكِينًا كَشَكْلِهِ مِنَ النَّاسِ، قَالَ: «وَكَيْفَ تَرَى فُلَانًا؟»، قُلْتُ: سَيِّدًا مِنْ سَادَاتِ النَّاسِ، قَالَ: «فجُعَيْلٌ خَيْرٌ مِنْ هَذَا مِلْءَ الْأَرْضِ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَفُلَانٌ هَكَذَا وَلَيْسَ تَصْنَعُ بِهِ مَا تَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: «إِنَّهُ رَأْسُ قَوْمِهِ، فَأَنَا أَتَأَلَّفُهُمْ» وفي رواية لمحمد بن إسحاق أَنَّ قَائِلًا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَصْحَابِهِ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطَيْتَ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ وَالْأَقْرَعَ بن حَابِس مائَة مائَة، وَتَرَكْتَ جُعَيْلَ بْنَ سُرَاقَةَ الضَّمْرِيَّ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : «أَمَا وَاَلَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَجُعَيْلُ بْنُ سُرَاقَةَ خَيْرٌ مِنْ طِلَاعِ الْأَرْضِ ، كُلُّهُمْ مِثْلُ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ وَالْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ، وَلَكِنِّي تَأَلَّفْتهمَا لِيُسْلِمَا، وَوَكَلْتُ جُعَيْلَ بْنَ سُرَاقَةَ إلَى إسْلَامِهِ».


يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 14, 2020 3:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(186)



ومع ذلك حكم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم له بالإسلام كدرجة ولم يحكم له بالإيمان كدرجة.

كما قلنا الإسلام هنا كمرحلة أو درجة يتضمن الإيمان بمعنى التصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله ... إلى آخره.

3 ـ أن سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أشار إلى التريث في الحكم.

4 ـ أن في أصحاب سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم من هو في درجة الصديقية كسيدنا أبي بكر ومنهم الأبرار كسيدنا عبد الرحمن بن عوف ومنهم من هو مؤمن ومنهم من هو مسلم ومنهم المؤلفة قلوبهم.

5ـ نستفيد من تكرار قول سيدنا سعد بن أبي وقاص: " مَا لَكَ عَنْ فُلاَنٍ؟ فَوَاللهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا" أن الصحابة عندهم اعتقاد سليم راسخ بأن العطاء على قدر الإيمان, فدلهم سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أن العطاء في الآخرة على قدر الإيمان, وعطاء القلوب على قدر الإيمان هذا حق. أما العطاء الدنيوي من مال وبنون ومتاع وما شابه لا يُشترط فيه الإيمان, بل يكون العكس أحياناً.

*ـ كل الأحاديث والآثار التي وردت بنفي الإيمان مقصود بها نفي كمال الإيمان الذي هو درجة ( مرحلة ـ رتبة ...) , وليس مقصوداً بها نفي الإسلام وأصل الإيمان الذي هو الإقرار والتصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله ... إلى آخره كما جاء عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَاللهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللهِ لاَ يُؤْمِـنُ، قِيـلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ».

فالمقصود أن من فعل ذلك فهو مسلم عاصٍ.

يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 15, 2020 1:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114

#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(187)


وما رواه الإمام البخاري في صحيحه عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ،«أَنَّ رَجُلاً كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلّم ، كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللهِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلّم قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا، فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: اللهُمَّ العَنْهُ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلّم : لاَ تَلْعَنُوهُ، فَوَاللهِ مَا عَلِمْتُ إلا أَنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ».

دال على أن مرتكب هذه الكبيرة لم يخرج عن الإيمان, وأنه وإن كان قد وقع في كبيرة إلا أنه في الوقت نفسه يحب الله ورسوله, ومن يحب الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلّم فقلبه فيه إيمان لا شك في ذلك, ومن الأمثلة الأخرى في أن نفي الإيمان يُقصد به نفي الإيمان كدرجة وليس نفي أصل الإيمان الذي هو معنى الإسلام ( فلو كان ذلك لترتب عليه الخروج من الإسلام كما يقول الخوارج والعياذ بالله) قول النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : «لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ».


وقوله صلى الله عليه وآله وسلّم : «إذا زَنَى الرَّجُلُ خَرجَ منه الإيمانُ كان عليه كالظُّلَّة، فإذا أقلَعَ رَجَعَ إليه الإيمان». فكل ذلك راجع للإيمان كدرجة وليس أصل الإيمان, وما أجمل ما قاله بعض أهل الله أن الزاني حين يزني خرج منه الإيمان وكان فوق رأسه يظل عليه ويستره حتى لا يتعرض لمقت الله, فإذا تاب العبد رجع إليه الإيمان ودخل قلبه بحال جديد. ومما يدلك على أن نفي الإيمان في هذه الأحاديث معناه نفي كمال الإيمان (كدرجة ورتبة ومرحلة) لا نفي الإسلام وأصل الإيمان ما جاء عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: «بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم فِي رَهْطٍ،

فَقَالَ: أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَلاَ تَسْرِقُوا، وَلاَ تَزْنُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ، وَلاَ تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلاَ تَعْصُونِي فِي مَعْرُوفٍ ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَـى اللهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَأُخِذَ بِهِ فِي الدُّنْيَا، فَهُوَ لَهُ كَفَّارَةٌ وَطَهُورٌ، وَمَنْ سَتَرَهُ اللهُ، فَذَلِكَ إِلَى اللهِ: إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ».

يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 16, 2020 11:10 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(188)


فلو فعل المسلم ما يستحق حداً كالقتل أو الزنى أو السرقة لم يخرج من الإسلام, ولم ينتف عنه أصل الإيمان لقوله صلى الله عليه وآله وسلّم : «وَمَنْ سَتَرَهُ اللهُ، فَذَلِكَ إِلَى اللهِ: إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ». وذلك دال على أنه على إسلامه وأصل إيمانه في الدنيا والآخرة.

وبعد أن كتبت مثال الإسلام وأنه بناء عظيم وطوابق ومثال نقطة مركز الدائرة وما تحتويه الدوائر حسب قربها وبعدها من سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قرأت رواية عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصادق مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ» ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: هَذَا الْإِسْلَامُ وَدَوَّرَ دَارَةً كَبيرَةً، وَهذَا الْإِيمَانُ وَدَوَّرَ دَارَةً صَغيرَةً فِي وَسْطِ الْكَبِيرَةِ، قَالَ: وَالْإِيمَانُ مَقْصُورٌ فِي الْإِسْلَامِ فَإِذَا زَنَى وَسَرَقَ خَرَجَ مِنَ الْإِيمَانِ إِلَى الْإِسْلَامِ وَلَا يُخْرِجُهُ مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا الْكُفْرُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

ففرحت فرحاً شديداً وسجدت لله سجدة شكر, ثم سجدت سجدة شكر أخرى, أن وفقني الله لمثلين أحدهما مطابق والآخر قريب من أمثال أهل البيت الأوائل رضوان الله عليهم الذين قال فيهم سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم : «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً, كتاب الله وعترتي أهل بيتي» وقد ضرب سيدنا ومولانا محمد الباقر المثل بدوائر أكبرها دائرة الإسلام, في وسطها دائرة الإيمان, فإذا وقع العبد في زنا أو سرقة ـ نسأل الله العفو والعافية ـ خرج من الدائرة الصغيرة ولم يخرج من الدائرة الكبيرة, فنعم المثال.

يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 16, 2020 11:13 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114

#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(189)


وأصل الإيمان: التصديق, وهو ما وقر في القلب بأنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله, أما الإيمان كدرجة أعلى من الإسلام (أو مرحلة), فسريان نور الإيمان في القلب, هذا السريان يجده المؤمن لا عن استدلال بدليل, ولا عن إقناع عالم ولا فقيه, بل بنور هداية يقذفه الله في قلب عبده المؤمن.

بنسبة كبيرة, يبدد هذا النور ظلمات حظ النفس المستولية على القلب, إلا أنه توجد آثار واضحة للنفس, فبصماتها لا زالت منطبعة على جدران القلب, ولا تقر بأن عرشها وصولجانها المغروز في القلب قد اهتز, فتتمرد وتقبل وتدبر وتهجم وتهرب في معركة طويلة, مالم يحدث للمؤمن ترقية وينتقل إلى مقامات ما بعد الإيمان فإن هذه المعركة لا تنتهي إلا بخروج آخر نفس.

سريان الإيمان وتمكنه من القلب يكون على حسب علاقات متشابكة, فلا بد من:

1 ـ شهادة جديدة لمعنى لا إله إلا الله محمد رسول الله.

2 ـ جهاد النفس والهوى.

3 ـ حب النبي صلى الله عليه وآله وسلّم المقياس الأوحد لمعرفة مدى تغلغل وتخلل الأنوار للمرء.

4 ـ وفي المراحل العالية من الإيمان نصيبه من الأمانات والوراثات

فأما شهادة جديدة لمعنى لا إله إلا الله محمد رسول الله فيدخل فيها:

المنظور التابع لرؤيتك لسيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم , ومقدار حبك للنبي صلى الله عليه وآله وسلّم .

يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 16, 2020 2:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(190)



أما عن منظور جديد لرؤيتك بسيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فهو أمر إلهي يغفل عنه الغافلون

هذا الأمر الإلهي جاء في سورة الحديد في قوله تعالى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
(الحديد 28)

فما المقصود؟

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ... آمِنُوا

آيتان في كتاب الله طالب فيها الله عز وجل المؤمنين أن يؤمنوا ... مع أنهم مؤمنون.

الأولى: قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)
(النساء 136) والمطالبة بالإيمان بالله ورسوله متلوة في آيات كثيرة.

والثانية: آية الحديد ( (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ)
(الحديد 28)

الآية الأولى: المطالبة للمؤمنين بمزيد إيمان بالله ورسوله والقرآن وكل ما أنزل الله عز وجل من كتب.

والآية الثانية: طالب الله فيها المؤمنين بالإيمان برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وحده.

ولم يقل الله عز وجل: آمنوا بالله ورسوله أو آمنوا بالله وآمنوا برسوله.

طالبهم بعد تحذير وتخويف فقال لهم اتقوا الله وآمنوا برسوله.

يا من آمن! ... اتق الله, خف الله, اتقاء ....اتقاء غضبه وعقابه وناره ...

آمن برسوله.

في هذه الآية لم يقل الله عز وجل مثل ما قال في آية النساء: ( آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ) ..... لكن أفرد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .

هذه الآية خاصة بمن أراد الترقي:

فلشهادة لا إله إلا الله اتق الله

ولشهادة محمد رسول الله آمن برسوله صلى الله عليه وآله وسلّم .

إشارة إلى المطالبة بمزيد إيمان برسوله صلى الله عليه وآله وسلّم وبنوع جديد من الإيمان برسوله صلى الله عليه وآله وسلّم .

إن فعلت ذلك فلك ثلاث منح ونفحات:

1 ـ ( كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ)
(الحديد 28)

2 ـ ( وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا)
(الحديد 28)

3 ـ (وَيَغْفِرْ لَكُمْ)
(الحديد 28)
ألم تلحظ أن الله قال: ( كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ) (الحديد 28) .. لم يقل الله عز وجل "كفلين من الأجر" مثلما قال في آية أخرى:(يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ)
(القصص 54) .

هذا الإيمان هو المطلوب للتهيئة لما هو أعلى من إيمانكم السابق, فإن الإيمان يزيد وينقص.


يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 19, 2020 1:45 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(191)



الإيمان برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يورثك تضاعف الرحمة عما كان من قبل, والرحمة تزيد المعرفة والكشف والعلم اللدني:

( آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا)
(الكهف 65).

سيدنا عثمان لما كان عنده رحمة كان عنده كشف، وكان يقول: اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله..وكما هو مشهور عنه فإنه كان يقول: «أيدخل أحدكم علي وفي وجهه (عينيه) ريح الزنا! فقالوا: أوحي بعد رسول الله يا أمير المؤمنين؟ فقال: اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله».

وهذا مؤيد بما جاء عن أبي سعيد الخدري وأبي أمامة وثوبان وأبي هريرة وابن عمر عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قَالَ: «اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللهِ» وأحسنها طريق أبي أمامة ويتقوي بما ورد عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قال: «إِنَّ للَّهِ عِبَادًا يَعْرِفُونَ النَّاسَ بِالتَّوَسُّمِ».

آمن يا مؤمن برسوله صلى الله عليه وآله وسلّم من جديد, آمن بكنه بشريته وأنه غير البشر, وآمن بخصوصيته أنها لا تشبه خصوصية الغير, واعلم فضله, حتى يؤتيك الله رحمة فلا تُعذب بجهلك برسولك, ورحمة أخرى تكشف لك بنوع من العلوم اللدنية عن معنى:

محمد .... رسول .... الله

وماذا يقتضي هذا العلم.

فإذا كان الله عز وجل قال لنساء النبي:(يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ۚ)

( الأحزاب 32),

فماذا يقول في حق حبيبه؟

قال: ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)
(الفتح 8-9)

( وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ) في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلّم , ( وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) في حق الله, ولم يفصل في الكلام وتتابعه وتقديمه وتأخيره فإنه قدم كلمة الله عن كلمة رسوله:
( لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ)

, ثم قدم حق رسوله صلى الله عليه وآله وسلّم عن حقه فقال:

( وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)

فماذا إذاً تريد يا جاحد؟!

هذا الإيمان مقرون بالرحمة, مقرون بالنور, مقرون بالمغفرة

مقرون بالنور ( وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ)

نور خاص بالمشي .. بالسير في طريق الله وفهم لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .

لمرحلة أعلى تحتاج نوراً لرؤية طريق أخطر. وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ فتروا أشياء لا تُرى إلا في مستويات أكبر منكم الآن, لا تُرى إلا بالنور

( وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ)

المغفرة هنا هي الستر .. يغفر لكم النظرة الناقصة لشهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول صلى الله عليه وآله وسلّم , والتي قد يقبلها الله منكم من قبل لكن لمن أراد الترقي فلا, قد يقبلها من غيركم ممن أسلم أما منكم أنتم فلا.

الرحمة والنور والمغفرة, ما أعظمهم للسائر في طريق الله ورسوله.

يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 19, 2020 1:47 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114



#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(192)

إذاً هناك إيمان بحضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في مرحلة الإسلام، يرقى في مرحلة الإيمان، وأعلى وأعلى في مرحلة الإحسان

لا بد من نور ... فيجب أن ترى النور في النبي النور صلى الله عليه وآله وسلّم بنور تراه بآلية النور, وليس بآلية الإيمان. فبنوره صلى الله عليه وآله وسلّم تتبدد ظلمات نفسك, ألا ترى أنك ما زرت النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في قبره الشريف إلا وطارت عنك جنود الظلام, وسدنة معبد الدجال, ألا ترى أن كل قساة القلوب, والمتنطعين لا يطيقون الوقوف أمام قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم , فيبحثون عن أدلة شرعية في زعمهم لتحريم الوقوف بين يديه صلى الله عليه وآله وسلّم , لا جرم أنهم محرومون محجوبون, فهم جند الدجال قد استحوذ عليهم, وجعلهم بدلاً منه, فهو ممنوع من دخول المدينة لا يستطيع.

ومما هو جدير بالذكر الإشارة إلى نور العمل ونور الإيمان ونور الذات وحظ كل مقام منها.

الأنوار الثلاثة - نور الأعمال ونور الإيمان ونور الذات - وردت في قوله تعالى :

(يَاأَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التحريم8)

(نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) نور الإيمان

(وَبِأَيْمَانِهِمْ) نور الأعمال

(أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا) نور ذواتهم

نور الأعمال:

اعلم عبد الله أن كل عمل صالح من أعمال الجوارح تعمله يصعد إلى السماء في صورة نور, فلكل عمل نوره, فالذكر له نوره: "عليك بذكر الله فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء", والوضوء له نوره, والصلاة نور, وقراءة القرآن لها نورها, عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ» , والمشي إلى المساجد في الظلمة له نوره كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلّم : «بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» , والاستغفار نور, عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي قَوْلِهِ: ( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ)

(الأنبياء 104) قَالَ: "السِّجِلُّ مَلَكٌ فَإِذَا صَعِدَ بِالاِسْتِغْفَارِ قَالَ: اكْتُبْهَا نُورًا ".

وفي القبر وفي البرزخ إلى يوم البعث, ثم في البعث والنشور, والحساب, وجنة أو نار غلبة النور للظلمة أو العكس, والعياذ بالله.

يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 21, 2020 11:43 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(193)



أعمال الكافرين: أما الذين كفروا فأعمالهم ليس لها نور, وأعمالهم الخيرة يجزون عنها في الدنيا برزق أو توسعة أو نعيم دنيوي أو جاه أو ما شابه, أما في الآخرة فكما قال تعالى: ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ)
(النور 39-40)

نور الإيمان ( نور الهداية):

هذا النور المقصود به النور المتمكن في القلب, وللمسلم منه حظ, وللمؤمن حظ أكبر, ثم تعظم الحظوظ لأهل الإحسان والبر والصادقين والصديقين.

لعل في قوله تعالى: ( يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
(الحديد 12)،

وقوله: ( يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
(التحريم 8) توضيح لنور الأعمال ونور الإيمان.

فنور الأعمال في قوله تعالى:
(وَبِأَيْمَانِهِمْ)

فبأيمانهم كتابهم ينطق بالحق وهو كتاب الأعمال, يأخذونه بأيمانهم حين تتطاير الكتب.

وأما نور الإيمان ففي قوله تعالى: ( نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ)

وقدم الله تعالى نور الإيمان على نور الأعمال لتعظيم نور الإيمان, إذ أن نور الأعمال ثمرة من ثمرات نورالإيمان, فنور الإيمان حياة ألا ترى إلى قوله تعالى: ( أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ)

(الأنعام 122), بنور الإيمان تحيا القلوب.

قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و آله وسلم : « وَفَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ، كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، إِنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ».


يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 21, 2020 2:23 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(194)



وأعلم العلم العلم بالله, فنور العالم أشد من نور العابد

قال الصالحون: "واشهد الحي لتحيا بحياة لافوت فيها, ولا موت, ولا صفو يعقبه كدر".

على قدر نور إيمانك تكون درجتك, هل أنت من المسلمين, أم من المؤمنين, أم من المحسنين، أو ما هو أكثر كالصديقية مثلاً.

على قدر نور إيمانك لا على قدر نور أعمالك يكون ما أشرنا إليه, فماذا يعني ذلك؟!

يعني لو أن إنساناً عمل كثيراً جداً ونور إيمانه غير كافٍ للانتقال من درجة الإسلام إلى درجة الإيمان, أو من درجة الإيمان إلى درجة الإحسان ... وهكذا، فإن ما يأخذه هذا الإنسان في الجنة يكون بحجم مساحة العمل أفقياً حتى لو كانت مساحة ما لَهُ في الجنة أكبر من الأرض ألف ألف مرة ( مليون مرة) غير أنه لا يصعد إلى الجنة الأعلى, إلا بشفاعة.

وأنت تعلم أن في الجنة جنات وأنها أنواع كثيرة, فمن الجنات: جنات النعيم, جنة المأوى, جنة الخلد, جنات عدن, دار السلام, جنة الفردوس .. إلى آخر الجنات.

ولبعض العلماء تحديد الجنات بأربع كما في سورة الرحمن:

(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ)
(الرحمن 46-48),

و ( وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَامَّتَانِ)
(الرحمن 62-64) .

ولعلنا نتكلم عن بعض الأمور المتعلقة بالجنات في الكلام عن درجات الإحسان.

إذاً, بلغة العصر الحديث هناك توسع رأسي وتوسع أفقي

فالتوسع الرأسي الصعود لأعلى كدرجة, والتوسع الأفقي التوسع بالعرض كمساحة, ومثال البيت العظيم المسمى بالدين الإسلامي يوضح ما نقوله الآن, فأصحاب الدور الأول غير أصحاب الدور الثاني, حتى يصعد؛ يصعد بنور الإيمان اللازم لدرجة الإيمان.

فمن كان في درجة وقصر به نور إيمانه عن الارتقاء لرتبة أو درجة أكبر, وله عمل يأخذ المكافأة والجزاء بالتوسع العرضي فيأخذ مساحة وأراضي أكبر في نفس جنته ( في نفس دوره) .


يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 543 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 10, 11, 12, 13, 14, 15, 16 ... 37  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 17 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط