( سوف نذكر فيما بعد اسماء وترجمة كل من جاء أسمه فيما سبق سواء عالم أو ولى أو أمير وذلك بعد أن ننتهى من مزارات باب النصر والحسينية ) –
============================
ويجد السالك هنا لك قبرين متقابلين لبعضهما أحدهما عن يمينه تجاه شارع نجم الدين والآخر عن يساره على ناصية الطريق حيث شارع القصاصين المسلوك منه إلى الحسينية وباب الفتوح فالقبر الأول فيه الشيخ عبد الغنى السعدى أحد الفقراء السعدية متأخر الوفاة والثانى فيه الامام ابن هشام النجوى جمال الدين عبد الله ابن يوسف المصرى أحد أئمة النحو المشهورين ( قال ) ابن خلدون مازلنال ونحن بالمغرب نسمع انه ظهر بمصر عالم بالعربية يقال له ابن هشام انحى من سيبوية ، قال السيوطى مات فى ذى القعدة سنة 761 وليس هو ابن هشام صاحب السيرة كما يزعم بعضهم فقد ترجم لابن هشام هذا صاحب السيرة كثير من أرباب التواريخ وذكروا ان وفاته كانت بفسطاط مصر سنة 218 أى قبل بناء القاهرة بنحو 140 سنة وكانت هذه المنطقة وما قبلها طريقا مطروقا للقوافل يمرون بها عند مسيرهم من الفسطاط إلى عين شمس ( المطرية ) ولم يكن بها من المواضع التى تستحق الذكر غلا البستان الكافورى ( وهو المنطقة الواقع الآن بها جوء من ظاهر باب الفتوح وشارع البنهاوى ويمتد إلى شارع الشعرانى الجوانى حيث المدرسة الباسطية ، وبئر العظمة ومسجد موسى عليه السلام وهما بالركن المخلق ( شارع السنانية الآن ) رقم 11 المتوصل اليه من شارعى النحاسين والتمباكشية وقد ازيلت هذه البئر من عهد بعيد وبنى عليها وليست ظاهرة فى وقتنا هذا أما المسجد المذكور فهو معروف قائم بنفس المنطقة فيما ذكرناه ، وانظر الكلام على ذلك المسجد فى الخطط المقريزية والخطط الجديدة ( وقد ) كان قبر ابن هشام النحوى هذا دارسا فأظهره رجل معروف بالبر والاحسان كان ساكنا بقرب من هذه الجهة ، ثم تجاوز حومة بها جملة مقابر لأموات المسلمين رحمهم الله بينها قبر عليه دائر من خشب يعرف بضريح الشيخ الجمل ثم تسير فى طريقك هذا يقابلك على اليسار حوش السادة الأكراد به قبر العلامة الأديب الحاج محمد جلبى بن الحاج عبد الله الربلى توفى سنة1200 وقبره تجاه الداهل مساميت لحائظ الحوش الغربى وحوله قبور جماعة من أقاربه والحاج محمد جلبى هذا كان من ادباء عصره ومن أهل اصلاح محبا فى آل البيت رضوان الله عليهم وهى من غرر قصائده وقد ذيلها وخمسها العلامة الشيخ احمد الحسينى الشناوى وللتبرك بالمدوحين بها نثبت بعضها هنا أصلا وتخميسا وتذييلا لحصول الفائده أعاد الله تعالى علينا من بركاتهم
وقف القبول ببابكم يبسم
ونسيم أفياح الرضا يتنسم
أولوا محبا حائرا ناداكم
هل ثم باب للنبى سواكم
من غيركم فى ذا الورى ريحانته
يا من دهنت الحادثات تعددا
وصبحت من هم المعيشة مقعدا
أجعلت هجر بنى النبى تعمدا
تبا لطرف لا يشاهد مشهدا
يحوى لحسين ونستلمه سلامته
ثم نغادر حوشى سيدى محمد جلبى هذا سالكا فى الطريق الى ان تصل الى ثالث حومة تقابلك على اليسار تجد باولها قبر الشيخ الحصرى كان من أهل الخير والصلاح متأخر الوفاة وبالقرب منه قبر شيخ الثراء فى عصره الشيخ على ابن احمد بن سبيع المصرى المقرى الضرير هذا الرجل كان خاتما القراء فى الديار المصرية فى هذا العصر وظهرت له كرامات بعد موته استفاضت عند الناس وكانت جنازته مشهودة لم يشهد التاريخ مثلها فيمن مات قبله من مشايخ القراء فكانت على ما روى لنا تحاكى جنازة الأمام الشيخ تقى الدين السبكى رحمه الله وقد رثاه بعد موته جمع من العلماء وتليت جل هذه المراثى ليلة تأبينه سعد مرور 40 سنة من وفاته بالمشهد الحسينى فى احتفال مهيب
وقال عنه الحافظ الذهبي
ليهن الجامع الأموي لما
علاه الحاكم البحر التقي
شيوخ العصر أحفظهم جميعاً
وأخطبهم وأقضاهم علي
وقال عنه أيضاً - في آخر شعر قاله - يمدح به تقي الدين السبكي:
تقي الدين يا قاضي الممالك
ومن نحن العبيد وأنت مالك
بلغت المجد في دين ودنيا
ونلت من العلوم مدى كمالك
ففي الأحكام أقضانا علي
وفي الخدام مع أنس بن مالك
وكابن معين في حفظ ونقد
وفي الفتيا كسفيان ومالك
وفخر الدين في جدل وبحث
وفي النحو المبرد وابن مالك
وتسكن عند رضوان قريبا
كما زحزحت عن نيران مالك
تشفع في أناس في فراء
لتكسوهم ولو من رأس مالك
لتعطى في اليمين كتاب خير
ولا تعطى كتابك في شمالك
وفى مقابلة قبر الشيح الحصرى بالزقاق الضيق تربة السادة الدمرداشية وهم السيد أحمد الدمرداشى الكبير وابنه السيد مأمون فى آخرين من جماعتهم ثم تأخذ فى السيد حتى تنتهى الىحومة بعد حومة الشيخ الحصرى تجد فى مقالتها قبرا حديث العهد بأزاء لحائط وتجد فى داخل هذه الحومة المذكورة بين المقابر بئرا عليه دائرة من حجر والىجانبه حوضى ماء وتجاه هذه البئر قبر العارف بالله تعالى الزاهد الواعظ المذكر ابىاسحق الشيخ ابراهيم بن معضاد الجعبرى الذىترجمه السخاوى هنا والسيوطى والشيخ الشعرانى وغيرهم توفى سنة 687 وكان فيما سلف على قبره زاوية من احسن زوايا القرافة فتهدمت وبنى مكانها بناء حديث وهو الآن تحت نظر التربى فى هذه المنطقة وقداتخذه كمخزن لمستودعاته وعلى قبره صندوب خشب وهو معروف هناك غير مقصود بالزيارة ( وقد زرته عدة مرات ) وعنده دفن الشيخ ابو بكر الاطفيحى المعروبى بأبى الخلق كان شيخا صالحا معتقدا مات فى سنة 852 ترجمه السخاوى فى التبر المسبوك وكان على مقربة من حوش الجعبرى قبر العارف بالله امين الدين امام جامع الغمرى احد مشايخ العارف الشعرانى ترجم له فى الطبقات وقبره غير معروف الآن لاندثاره مع المقابر التى تندثر ، ثم تقصد الجهة الشرقية فتمشى متجها فى طريقك حتى تصل الشارع العمومى المسلوك منه الى الصحراء وفى بعض مواضع منه تقع الترب ولامدارس والقباب والمعابد والآثار
(( يتبع ))