موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 120 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 4, 5, 6, 7, 8
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 14, 2025 6:16 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6420



قال ابراهيم الحبال : والى جانبه قبر ولده

وبقول القضاعى : أنه يقول انى بحثت عن زيارة سبعة من القبور بالجبانة وجاءه رجل فشكا اليه أمرا نزل به فقال له عليك بسبعة قبور فى الجبانة اسأل الله تعالى عندها تقضى حاجتك ثم ذكر له أشياخا وأسمائها فبدأ بأبى الحسن الدينورى الثانى عبد الصمد البغدادى الثالث اسماعيل المزنى الرابع المفضل بن فضالة الخامس أبو بكر القمنى السادس ذو النون المصرى ومنهم يختم ببكار وهذا ما انتهى الينا من ذكر السبعة المختارة على ما نقلته مشايخ الزيارة والحمد لله على كل حال وصلى الله علي سيدنا محمد وآله وصحبة وسلم تسليما كثيرا دائما أبدا الى يوم الدين


وبالمقبرة أبو سلامة على بن عبدالله القضاعى صاحب الخطط كان معدودا من علماء المصريين قيل انه كان يكتب العلم عن المزنى وكان يكتب فى اليوم مائة سطر فلا ينام حتى يحفظها
وقد رأى أحمد بن طولون رؤيا فأحضر العلماء وقص عليهم الرؤيا فقال رأيت أول الليل رؤيا وآخر الليل رؤيا ، فأول الليل أ،ى رأيت نور اسطح حتى ملأ حول هذاالجامع وهو مظلم ورأيت آخر الليل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له أين أموت واين أدفن فأشار بيده هكذا وأشار بأصبعه الخمس فأول كل واحد من الحاضرين ما عنده من التفسير ، فقال أحمد بن طولون ما بقى أحد من العلماء ، قالوا رجل من قضاعة فى مسجد من مساجدهم بمصر ، فقال على به ، فجاؤا اليه فوجدوه شيخا كبيرا فاخبروه بالرؤيا وبما قال كل انسان .

فقال : عندى تأويل هذا .

قالوا وما عندك منه

قال : عندى فى ذلك أن جميع ما حول هذا الجامع يخرب حتى لا يبقى سواه ( يعنى جامع أحمد بن طولون )

قال له احمد بن طولون : فما دليل ذلك

قال قوله تعالى : فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعفا ، فكل ما علاه النور يصير كالجبل دكا –

وأما أشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه قال ذلك : خمس لا يعلمهن إلا الله

- ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس باى أرض تموت ان الله عليم خبير

فأعجب احمد بن طولون ذلك ,امر له بمائة دينار فأبى

وقال : فقر وعنى لا يجتمعان وهو جد جماعة من القضاعيين بمصر يقا لسلامة القضاعى قلت لأبى أوصنى قال عليك بحسن الخلق والحفظ وأتيت يوما اليه محلوق الرأس فضغب وقال ما هذا ا لمثلة فقلت له أمثلة هذه ؟ قال نعم ، قال عمر بن عبد العزيز اياكم والمثلة فى الصورة فقيل وما المثلة ؟ قال حلق الرأس واللحية

وكانت وفاته سنة تسع وتسعين وثملثمائة وله من الاولد أبو محمد سلامة بن على القضاعى صاحب علم ورياسة بمصر

ومن عقبة بالتربة أيضا الامام العالم القاضى أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعى قاضى مصر له مصنفات كثيرة فى العلم والحديث والتفسير ومن مصنفاته كتاب الفاحم فى تفسير القرآن العظيم وكتاب الشهاب فى المواعظ والمثال وكتاب منثور الحكم من كتاب على كرم الله تعالى وجهه وكتاب الاعداد وكتاب أنباء الأنبياء وتاريخالخلفاء وكتاب المعجم فى أسماء اشياخه ووصلى فى رحلته الى الحجاز والشام والقسطنطينية عفا الله تعالى عنه ( وبها ) قبر زوجته وانما سموا بالقضاعيين باعتبار قبيلتهم وهم بنو قضاعة وإلى جانب تربتهم التربة المطلة على الخندق بها شهاب الدين عبد الله بن عبدالوهاب بن محمود العمرى نسبة الى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله تبارك وتعالى عنه ، توفى سنة تسع وعشرين وستمائة وكانت دعوة مجابة ، وبها قبر الفقيه العالم ابن عبد السلام المالكى ( وقيل ) ان هذه التبرة خطها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم للعمرى فى النوم ( وكان ) لا يقصده أحد فى شىء إلا أعطاه وهو معدود فى طبقة الفقهاء والى جانب قبر العمرى قبر الفقيه رشيد الدين أبى الخير سعيد بن يحيى بن جعفر بن يحيى الأرمنى العاقد بمصر كان من أجل الفضلاء توفىسنة سبع وستين وستمائة ، ثم تمشى مغربا تجد قبر ذى النون بن نجا العدل الأخميمى عابد مصر وهو غير ذى النونالممصرى قال بعضهم إن ذا النون الاخميمى كان من العباد الزهاد كان يقتات فى الشهر بدرهم وكان قد نحل من العبادة وكان يقول رض نفسك بالجوع يظهر لك مقامات الكشف وقال أيضا رأيت راهبا فى بعض الصوامع وقد صار كالشن من كثرة عبادته فقلت فى نفسى هل هذه الخدمة وهو مشرك قال فرفع رأسه الى وقال استغفر الله مما حدثت به نفسك فما عبدته حتى عرفنى به ، فقلت فما هذه الأثواب ؟ قال اثواب نتستر بها من الناس ، قال قلت ما تقول فى الاسلام ؟ قال هو الاستسلام فعلمت انه مسلم فقلت له ادع لى قال أرشدك الله الى الطريق اليه قال فتركته وذهب قال ذو النون الاخميمى لقيت أربعين وليا كلهم يقولون أنما وصلنا درجة الولاية بالعزلة والى جانبه قبر الشيخ أبى الحسن على الصائغ وقد شاع بين العامة أنه صائغ رسول الله صلى الله عليه وسمل وهذا غير صحيح لأنه لم يدخل من الصحابة فى فتح مصر من اسمه الصائغ

فى مرشد الزوار إلى قبور الأبرار يقول

ذى النون العدل ابن نجا الإخميمى كان التالين لكتاب الله تعالى ، وسمع الحديث ، وحدث عن الشيخ أبى إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال وجماعة ، روى عنه ابو الحسن على بن يحيى المقرىء بسنده إلى إبراهيم بن ادهم رضى الله عنه ، أنه قال : حدثت عن بعض العباد انه قام ذات ليلة يصلى على شاطىء البحر ، إذ سمع صوتا عاليا بالتسبيح ولم يرى أحدا ، فقال : من أنت – يرحمك الله ؟ أسمع صوتك ولا أرى شخصك ! فقال : أنا ملك من ملائكة الله تعالى ، موكل بهذا البحر ، أسبح الله تعالى بهذا التسبيح منذ خلقت فقلت : ، فقلت : ما لمن يقول هذا التسبيح من الثواب ؟ قال : من قاله مائة مرة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو يرى له

وهذا التسبيح : ( سبحان الله العلى الديان ، سبحان الله الشديد الأركان ، سبحان من يأتى بالليل ويذهب بالنهار ، سبحان من لا يشغله شأن عن شأن ، سبحان الحنان المنان ، سبحان الذى هو فى كل مكان )

أما قبر الشيخ أبى الحسن الصايغ رحمة الله عليه : كان رجلا صالحا وليا يقال إنه كان صايغا للنبى صلى الله عليه وسلم ، فدفع إليه خاتمه لصوغه له ، وقال له : اكتب عليه ( لا إله إلا الله ) ففعل ما أمره به ، ثم جاء به إلى النبى صلى الله عليه وسمل ، فدفعه إليه ، فقال لعلى بن أبى طالب : اقرأ ما عليه ، فقرأ ، فوجد عليه مكتوبا ( لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ) فقال له : ما هذا ؟ فقال : والله يا رسول الله ما كتبت إلا ما أمرتنى به ، فسمع مناديا ينادى : يا محمد ، كتبت احب الأشياء إليك ، وكتبنا أحب الأشياء إلينا . والله أعلم بهذا القبر ولكن يؤخذ بحسن النية ، فإن كان الشخص ما هو فى القبر فالزيارة تصل إليه أينما كان ، وما زار الناس هذا القبر سدى ، ولا بد أن يكون فيه رجل صالح – ويحكى أن من وجد مرضا فى ظهره ، او فى أى موضع آخر ، وجاء إلى قبر هذا الرجل وأخذ من ترابه ومسح به ذلك الموضع عوفى من ذلك الوجع ببركة من كان بالقبر مدفونا
وقيل أن هذا القبر لـ عبد الله بن عبد العزيز بن مروان صاحب المسجد بمصر والدعاء عنده مستجاب

والى جانبه قبران متلاصقان قيل انهم قبرا سماسرة الخير وهما أولاد القاسم وقيل من ذريته وقيل لم يكن بالقرافة من اسمه القاسم غير القاسم الطيب بن محمد المأمون فعلى هذا يكونان شرفين

وسماسرة الخير الأنماطيين حكى بعض مشايخ الزيارة أن أمرأة جلست عند رجل منهم وقالت اللهم فرج كربنتى فقال لها أيتهما المراة ما الذى أصابك ؟ قالت لى ابنة يتيمة تدخ بيتها بعد ثلاثة أيام وليس معى غير هذه العشرة دراهم فقالم ,اخرج لها شوار ا وقال هذا لابنتك على شرط ، قالت وما شرطك قال أن تقولى لها إذا فرح قلبها تقول اللهم أذهب كيد فلان يوم الفزع الأكبر فذهبت المرأة إلى ابنتها وقالت لها كما قال لها الشيخ فقالت البنت اللهم اذهب كيد فلان ، فلما مات رؤى فى المنام فقيل له ما فعل الله بك ؟ فقال أوقفنى بين يديه وقال يا عبدى قد أذهبت كيدك واستجبت دعاء المرأة

ثم نأتى الى قبر أبى الحسن البلخى الواعظ – كان واعظا ورعا كثير الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قيل أن رجلا رأى النبى صلى الله عليه وسلم وهو يزور قبره وذكر سيف الحق فى كتابه انه كان فقيها فاضلا والى جانبه قبر عليه عمود مكتوب عليه محمد بن الحسين الواعظ الواسطى مات سنة أحدى وخمسمائة – وفى مرشد الزوار قال : إن رجلا رأى النبى صلى الله عليه وسلم وهو يزور قبره وقيل إنه وعظ يوما فبالغ فى الوعظ ، فقال والله لو سمع كلامة هذا العمود حق سماعه لا نفظر ، فانفظر العمود فى الوقف ( أى أنشق ) والى جانبه قبر الشيخ ابى الحسن البغدادى والى جانبه قبر السيدة ( زهرة البكاءة ) قيل إنها كف بصرها من كثرة بكائها والى جانبهم قبر صلة بن أشيم العدوى أحد الزهاد فى الدنيا وهو رجل عتق من النار وتكفل لم زاره ان يعتق من النار إن شاء الله تعالى قال فى كتابه وأهل مصر يقولون إنه صلى بن أشيم قال المؤلف وهذا ليس بصحيح ولم يثبت هذا عند أحد وقيل انه صلة بن مؤمل البغدادى وهو الصحيح وأما صلة بن أشيم فانه قتل هو وولده بالعراق وقال لولده فى وقت القتال تقدم حتى احتسبك فتقدم فقاتل حتى قتل ثم تقدم صلة فقاتل حتى قتل رحمة الله عليهما فاجتمع النساء عند زوجته معادة العدوية رضى الله تعالى عنها فقالت إن كنتن جئتن فمرحبا بكن وان كنتن جئتن لغير ذلك فانصرفن عنى فما رؤى أصبر منها وكان صلة ابن أشيم تضرب بعبادته فى زمنه الامثال ولما تزوج دخلوا عليه من الغد فوجدوه يبكى فقالوا لزوجته ما شأنه قالت هو هكذا من أول الليل الى آخره فقالوا له ما يبكيك فقال إنكم أدخلتمونى بالامس بيتا ذكرت به جهنم وهو الحمام ثم أدخلتمونى وقت المساء هذا البيت وزينتموه فذكرت به قصور الجنة ثم جئتمونى بأمرأة ذكرت بها الحور العين فأقام سنة يبكى ولا يضاجع زوجته وهى تصوم معه وتصلى ومات رضى الله عنه غازيا كما ذكرها – أما هذا القبر فهو لصلة بن المؤمل أحد رجال الحديث ذكره جماعة من الحفاظ وكان زاهدا ورعا رضى الله عنه وقيل إنه صلة بن مؤمل البغدادى وهو الاصح ولا أدرى كيف وقع للشيخ موفق الدين هذا الغلط فى مرشده فى أماكن كثيرة ولا بد من تعيينها فى هذا الكتبا ان شاء الله تعالى روى صلة باسناده عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال يكون فى أمتى رجل يقال له صلة بن أشيم يدخل الجنة بشفاعته كذا وكذا وروى جعفر بن يزيد العدوى عن أمامة أنه قال خرجنا فى غزو الى كابل وبالجيش صلة بن أشيم فنزل الناص عند العقبة فقلت لارمقن عمله وأنظر ما يذكر الناس من عبادته وصلاته فصلى العتمة ثم اضطجع والتمس غفلة الناس حتى اذا هدأت العيون وثب فدخل غيضه قريبة منه فدخلت فى أثره فتوضأ ثم قالم يصلى فجاء أسد فدنا منه وصعدت أنا الى الشجرة فما التقت ولا ارتعد من الاسد فملا صلى سجد قلت الآن يفترسه الاسد ثم جلس وسلم ثم قال أيها السبع أطل الرزق من مكان آخر فولى وأن له لزثيرا يكاد أن يتصدع منه الجبل فما زال كذلك يصلى الى الصبح فجلس فحمد الله تعالى ثم قال : اللهم أنى أسألك أن تجيرنى من النار فما مثلى يجترىء أن يسألك الجنة ثم أصبلح كأنه بات على الساباط وأصحبت وبى من الفترى ما لله عالم به فلما دنونا من أرض العدو قال الامير لا يشدن أحج من العسكر فوقف يصلى فذهبت بغلته بقلها فقام وصلى ركعتين ثم قال اللهم انىأقسمت عليك الا رددت بغلتى على وثقلها قال فلم يشعر الا بالبغلة جاءت فوقفت بين يديه فحمل وهو وهشام وابن عامر فلم يزالا يضربان ويقاتلان ويقتلان فى العدو فانكسر العدو فقال إن رجلين من العرب قاتلا قتالا شديدا يعنون خشاما وصلة بن أشيم فسمعنا قائلا ( ومن الناس من يشرى نفسه أبتغاء مرضاة الله والله رؤف بالعباد )

وبهذا المشهد قبر الشيخ أبى الحسن على المعروف بان قادوسى والشيخ سيف الدين كريشن والشيخ أبى الفتح يحيى بنعمر بن محمد امام الجامع ومعه ولدهن ابو الذكر محمد وعليهما وتحت محراب صلة قبر الجلال بن البرهان بن حسن رئيس المؤذنين بجامع مصر ( أى جامع عمرو بن العاص ) وعند باب المشهد قبر الشيخ اسماعيل المولة كان رجلا صالحا ثم اذا خرجت من هذا المشهد تجد قبر الشيخ أبى الحسن على بن صالح الاندلسى المعروف بالحكال



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 15, 2025 1:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6420


وبهذا المشهد قبر الشيخ أبى الحسن على المعروف بان قادوسى والشيخ سيف الدين كريشن والشيخ أبى الفتح يحيى بنعمر بن محمد امام الجامع ومعه ولدهن ابو الذكر محمد وعليهما وتحت محراب صلة قبر الجلال بن البرهان بن حسن رئيس المؤذنين بجامع مصر ( أى جامع عمرو بن العاص ) وعند باب المشهد قبر الشيخ اسماعيل المولة كان رجلا صالحا ثم اذا خرجت من هذا المشهد تجد قبر الشيخ أبى الحسن على بن صالح الاندلسى المعروف بالحكال .

، قيل من كراماته أنمن اصابه رمد وجاء الىقبره وقرأ شيئأ من القرآن الكريم ثم قال بسم الله الرحمن الرحيم ويحسن ظنه ويمسح على عينيه من تراب القبر فانهينفعه ذلك وقد جربه جماعة ووجدوا عليه الشفاء

وقيل انه كان لا يضع ميلا فى عين حتى يقرأ عليه ثلاث مرات سورة الاخلاص وأتاه رجل ذمى وقد عمى فقال له لو اسلمت رد الله عليك بصرك – قال والاسلام يرد نور الأبصار ! قال نعم والله لا كذبتك أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فذهب وهويبصر وعلى قبره مجدول كدان والى جانبه قبر رخام مكتوب عليه خزيمة بن عمار بن يزيد مات سنة خمسين ومائتين ومعه جماعة أشراف والى جانبه من الجهة البحرية قبر الامشاطى المؤذن بجامع مصر كان عالما بعلم الميقات

تربة سالم العفيف



وهو بهذه التربة التى بها الامشاطى يفرق بينهما حائط كان مشهور بالخير والصلاح مجاب الدعوة ( حكى ) ان رجلا جاء اليه فى حياته وهو قلق فقال له الشيخ ما الذى بك ؟ فقال : ضاع لى دفتر حساب وأنا عند رجل ظالم وقد دلونى عليك ان تدعو لى عسى ان أجده ، فقال له الشيخ امضى الى سوق الحلاويين واشتر رطل حلوى حتى أدعو لك – فمضى الرجل الى الحلوانى وقال زن لى رطل حلوى فوزر له وأخذ ورقة ولها بها وناولها إياه ، فنظر الرجل إلى الورقة فوجدها من دفتره ، فقال للحلونى من أين لك هذه الورقة ؟ فقال الحلوانى من شاعة اشتريت دفترا فقال ائتنى به فدفعه اليه فأعطاه الثمن الذى اشتراه به وأخذه وجاء به الى الشيخ وقال له : يا سيدى وجدت الدفتر وقص عليه القصة وناوله الحلوى ، فقال له الشيخ : خذ حلاوتك لا حاجة لى بها أنما قصدت قضاء حاجتك – كما يوجد معه قبر الشيخ أبى الحسن على بن فضائل الطحان ، ثم تخرج من هذه التربة قاصدا تربة القمنى تجد قبر عليه عمود مكتوب عليه هذا قبر الشيخ أبى عبدالله محمد بن محمد الدمشقى

ذكر تربة الشيخ أبى بكر القمنى



هو أبو بكر القمنى وقيل اسمه عبد الملك أحد قضاة مصر ، قيل ان العلماء والزوار قديما كانوا يقفون عند قبر القمنى ويجعلون صلة أمامهم وسالما العفيف عن يمينهم وأبا الحسن الصائغ عن شمالهم ويدعون فيسجاب لهم ، يقال انه من السبعة الابدال وكان قد ولى القضاء فمر فى بعض الطرق فوجد قوما قدعملوا فرحا وهم يضحكون ومر بقوم آخرين قد مات عندهم ميت وهم يبكون فقال لأحكم بين هؤلاء أصحاب الجنازة وما رضوا بقضاء الله وأهل الفرح ما أمنوا مكر الله فمضى وتركهم ولزم بيته ولم يخرج منه عشرين سنة وهو خامس السبعة المختارة الذين أشار القضاعى بزيارتهم

ويقول ابن العماد فى شذرات الذهب

أبى بكر القمنى واسمه عبد الملك بن الحسين القمنى ، ووجد انه كان يكنى أبا القاسم عبد الملك وفى آخر اسمه عبد الملك بن الحسن وهذا بخلاف ما هو مكتوب على قبره ، والله أعلم ، توفى فى ذى الحجة سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة

وقد لزم بيته فلم يخرج منه عشرين سنة ، وكان قد شهد مشاهد الطالبين ويقال : أنه من السبعة الأبدال وكان قد ولى القضاء فى مصر

وفى موضع آخر يقول : هو الامام الفقيه العالم أبو بكر محمد المعروف بالقمنى أحد قضاة مصر ذكره القضاعى فىتاريخه وقال اسمه عبد الملك وقال ابن ميسر فى تاريخ وجدت فى نسخه من خط ابن خيرة ان رجلا من أكابر حفاظ مصر أخبره أنه لم يزل يرى العلماء يقفون عند قبر القمنى ويجعلون صلة بن أشيم أمامهم وسالما العفيف عن يمينهم وأبا الحسن الصائغ عن شمالهم ويدعون فيستجاب لهم

وقيل : إن ابن الجوهرى لما دعى إلى القتل فى ايام الأفضل ابن أمير الجيوش سلطان مصر بسبب القضية المتقدم ذكرها ، استجار بقبر أبى بكر القمنى ودعا الله تعالى عنده ، ففرج الله عنه وكفاه أمره

وقيل إن القضاعى رحمه الله كان بحث على زيارة قبور سبعة من الصلحاء بهذه الجبانة فيقول : من كانت له حاجة الى الله سبحانه وتعالى فعليه بقبر أبى الحسن الدينورى وعبد الصمد البغدادى وإسماعيل المزنى وبكر بن قتيبة والمفضل بن فضالة وأبى بكر القمنى وذى النون المصرى رحمهم الله عز وجل

وذكر فى الكواكب السيارة وكذا العبيدلى النسابة فىكتابه المسى بالرد على أولى الرفض والمكر فيمن كنى بابى بكر قال :

كان الامام أبو بكر القمنى زاهدا عابدا فى عصره محدثا تأتى الناس اليه قال رجل لقيت الخضر عليه السلام زمن قتنة المستنصر الفاطمة فقلت له ادع لاهله مصر فقال لا تخاف اهل مصر وفى جبانتهم ابو بكر القمنى وكان رضى الله عنه قد شهد مشاهد الطالبين ويقال انه من السبعة الأبدال

فى معجم البلدان

قمن : قرى من قرى الصعيد كانت بها وقعة بين السرى بن الحكم وسليمان بن غالب فى سنة 201؛ ونسبوا إليها جماعة من أهل العلم ن منهم أبو الحسن يوسف بن عبد الأحد بن سفيان القمنى ، روى عن يونس بن عبد الأعلى وغيره ، وروة عنه محمد بن الحسين الأدبرى وأبو بكر الكقرى ، ومان بقمن فى رجب 315


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مايو 18, 2025 4:27 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6420


قمن : قرى من قرى الصعيد كانت بها وقعة بين السرى بن الحكم وسليمان بن غالب فى سنة 201؛ ونسبوا إليها جماعة من أهل العلم ن منهم أبو الحسن يوسف بن عبد الأحد بن سفيان القمنى ، روى عن يونس بن عبد الأعلى وغيره ، وروة عنه محمد بن الحسين الأدبرى وأبو بكر الكقرى ، ومات بقمن فى رجب 315


ثم تتجه إلى التربة قاصدا الى تربة المفضل بن فضالة تجد حوشا بغير سقف عليه به قبر الشيخ أبى الحسن المعروف باللخمى قيل كان واعظا وقيل غن الوحش كانت تأتى الى قبره وتتبرك بترابه وهو من أكابر الصالحين وقيل معه فى القبر ولده

وإذا رجعنا إلى بعض المراجع نرى أن الشيخ ( أبى الحسن المعروف باللخمى ) لم يدفن بمصر ولعله شيخ من الشيوخ أقترن أسمه بأسمه
فأما الشيخ أبى الحسن المعروف باللخمى (اللَّخْمي (٠٠٠ - ٤۷۸ هـ = ٠٠٠ - ۱٠۸٥ م)

علي بن محمد الربعي، أبو الحسن، المعروف باللخمي: فقيه مالكي، له معرفة بالأدب والحديث، قيرواني الأصل. نزل سفاقس وتوفي بها. صنف كتبا مفيدة، من أحسنها تعليق كبير على المدونة
في فقه المالكية، سماه «التبصرة» أورد فيه آراء خرج بها عن المذهب. وله (فضائل الشام – خ)

ومقابل تربة المفضل بن فضالة جهة القبلة تربة قديمة لها قبة مكتوب عليها عبد الله بن تميم الدارى وهذا ليس بصحيح لأن تميما الدارى لم يعقب وانما العقب لخيه من أبيه أبى هند وقيل ان هذه التربة تعرف بالداريين والألواح بهذه التربة تدل على انهم أشراف وهو الصحيح وبالقرافة جماعة من التميميين نذكرهم فى مواضعهم ان شاء الله سبحانه وتعالى والى جانبهم تربة من الجهة البحرية قبب قديمة البناء قال بعضهم انها من المعافر وليس كذلك وانما هى من الدفن القديم ولم تعرف أسماؤهم وبالجومة قبر الياسمينى وهو قريب من قبر أبى عمر الكندى قيل كان من الصالحين وسمى بالياسمينى لأنهم كانوا يجدون الياسمين على قبره فى بعض الاحيان والى جانبه من الجهة القبلية حوش به قبر رخام لم يكن بالجبانة أحسن منه هو قبر أبى القاسم اسماعيل المعروف بالاهوازى أصله من الأهواز قدم على الفاطميين فظنوا انه عين لبنى العباس فسجنوه سبع عشر سنة ثم أخرجوه فأقام ثلاثة أيام ومات فأوصى ان يدفع مع محمد بن الحسين بن الحسن المكى فأنزلوه عليه

محمد بن الحسين المكى عالم عابد زاهد صاحب دعوة مستجابة بعث اليه كافور خلعة الامارة ومعها مائة فارس فخرج اليهم وعليه عباءة وقال اذهبوا الى شأنكم فانى اشتريت هذه من الله بأربعين الف دينار ثم غلق الباب ودخل الى منزله فبعث اليه من الغد بمثل ذلك مرتين فخرج وأراهم الجنون وجعل يرجمهم بالحجارة فذهبوا وتركوه وكانت وفاته سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة هكذا حكى صاحب كتاب المصباح وقال الموفق انه كان ملك الاهواز وكان من القراء وقرأ على جماعة من مصر ويلاصق تربته من الجهة القبلية تبرة مكتوب عليها ( هذا قبر فاطمة العابدة الموصلية ) أصلها من الموصل والعوام يقولون انها ابنة فتح الموصلى وذلك غير صحيح وكان فتح الموصلى فد بكى الدم أربعين سنة فرأى الرب سبحانه وتعالى فى المنام وهو يقول له كم تبكى قال شوقا الى لقائلك يارب ومشاهدتك قال ان الأبصار لا ترانى فى الدنيا قال فها أنا أبكى حتى ألقاك قال يا فتح لقد صعد الى حافظاك أربعين سنة وما فى صحيفتك سيئة ومن الزوار من يذكر عنا ان من أراد الحج الى بيت الله الحرام يطوف حول قبرها سبعا وينوى بذلك تسهيل الحج فانه يحج فى سنته وذلك ليس له صحة وهو فعل مكروه ثم تمشى مشرقات بخطوات يسيرة تجد قبر السيدة أم أحمد المعروفة بخادمة رباط الخواص وكان رباط الخواص بالقرافة يجتمع فيه الأولياء ذكرها الموفق فى تاريخه وقيل انه بجانبها أم عبد العزيز مقدمة رباط الخواص وقيل ان معهم فى الحومة قبر الربيع المؤذن المعروف بالمرادة ذكره الكندى وغيره وهو خادم الامام الشافعى واقدم أصحابه صحبه واشدهم محبة له قال الإمام الشافعى عند الموت أنت أنفعهم لى بعدى وكانت وفاة الربيع المذكور سنة تسعين ومائتين قال القضاعى ان قبره غربى الخندق فى حجرة هناك مما يلى القضاعى وقيل انه عند الادفوى وقيل انه دفن فى مقبرة الإمام الشافعى ولعل هذا أقرب الاقاويل

فى مرشد الزوار يقول

الربيع بن سليمان المرادى ، مولاهم ، المصرى الفقيه ، صاحب الإمام الشافعى ، وهو فى عشرة المائة ، سمع من ابن معين ، كان إماما ثقة صاحب حلقة بمصر

قال الشافعى : ما فى القوم أنفع لى منه

وقال : وددت أنى حسوته العلم

وقال فى المزنى : سيأتى عليه زمان لا يفسر شيئا فيخطئه ، وفى اليويطى : يموت فى حديدة ، وفى ابن عبد الحكم : سيرجع إلى مذهب مالك

والربيع هذا آخر من روى عن الشافعى بمصر مات سنة مائتين وسبعين

وكان مولده سنة اربع وسبعين ومائة ، قال الطحاوى كان مولده ومولد اسماعيل بن يحيى المزنى ومولد بحر بن نصر سنة أربع وسبعين ومائة وكان المزنى أسن من الربيع بسته أشهر وروى له التزمذى وقد روى عنه إجازة

وقال السبكى : كان مؤذنا بالمسجد الجامع بفسطاط مصر المعروف اليوم بجامع عمرو بن العاص وكان يقرأ بالألحان وكان الشافعى يحبه وقال له يوما ما أحبك إلى وقال ما خدمنى احد قط ما خدمنى الربيع بن سليما وقاله له يوما يا ربيع لو امكننى أن أطعمك العلم لأطعمتك

قال : كنا جلوسا بين يدى الشافعى انا والبويطى والمزنى فنظر إلى البويطى فقال : ترون هذا ؟ إنه لن يموت إلا فى حديدة ، ثم نظر إلى المزنى فقال : ترون هذا ؟ أما إنه سيأتى عليه زمان لا يفسر شيئا فيخطئه ، ثم نظر إلى ، وقال : أنا إنه ما فى القوم أنفع لى منه ولوددت لو حشوته العلم حشوا

وأورد له الححافظ زكى الدين عبد المعظيم ( المنسرح )

ومن شعر الربيع

صبرا جميلا ما أسرع الفرجا من صدق الله فى الأمور نجا
من خشى الله لم ينله أذى ومن رجا الله كان حيث رجا



وفى الأعلام يقول

الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل المرادى ، بالولاء ، المصرى ، أبو محمد صاحب الإمام الشافعى ورواوى كتبه وأول من أملى الحديث بجامع بان طولون ، كان مؤذنا ، وفيه سلامة وغفلة ، مولده سنة 174هـ / 790 م ووفاته سنة 270 هـ / 884م

وفى تهذيب التهذيب ج3/ 473

الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل المرادى مولاهم أبو محمد المصرى المؤذن صاحب الشافعى وراوية كتبه عنه ، روى عن ابن وهب وشعيب بن الليق واسد بن موسى ويحيى بن حسان وبشر بن بكر وابى يعقوب البويطى وحجاج بن ابراهيم الازرق وجماعة ، وعنه ابو داود والنسائى وابن ماجة وروى له الترمذى بواسطة ابى اسمعيل الرمذى وقد روى الترمذى عنه بالاجازة وابو زرعة وابو حاتم وزكريا الساجى ومحمد بنهارون الرويانى وابو بكر بن زياد النيسابورى وابن ابى حاتم والطحاوى ويحيى بن صاعد وابو نعيم عبد الملك الجرجانى وابو العباس محمد بن يعقوب الاصم فى آخرين ، قال النسائى لا بأس به وقال ابن يونس كان ثقة وكذا قال الخطيب وقال ابن يونس توفى يوم الاثنين لعشر بقين من شوال سنة 270 وقال الطحاوى كان مولده ومولد المزنى ومحمد بن نصر سنة 174 وكان المزنى اسن من الربيع بستة أشهر ، قالت وقال ابن ابى حاتم سمعنا منهوهو صدوق ثقة سئل ابى عنه فقال صدوق وقال الخليلى ثقة متفق عليه والمزنى مع جلالته استعان على ما قاله عن الشافعى بكتاب الربيع وقال مسلمة كان من كبار اصحاب الشافعى ينتمى الى مراد وكان يوصف بغفلة شديدة وهو ثقة اخبرنا عنه غير واحد وقال ابو الحسن الرازى الحافظ والد تمام اخبرنى على بن محمد بن ابى حسان الزيادى بحمص سمعت ابا يزيد القراطيسى يوسف بن يزيد يقول سماع الربيع بن سليمان من الشافعى ليس بالثبت وانما أخذ اكثر الكتب من آل البويطى بعد موت اليويطى ، قال ابو الحسن وهذا لاي يقبل من ابى يزيد بل البويطى كان يقول الربيع اثبت فى الشافعى منى وقد سمع ابو زرعة الرازى كتب الشافعى كلها من الربيع قبل موت البويطى باربع سنين .

وفد ذكر فى الطبقات الشافعى ج2/132 ترجمة رقم 29

وفى النجوم الزاهرة 3/28

توفى الربيع مؤذن الجامع بالفسطاط يوم الأثنين ودفن يوم الثلاثاء لإحدى وعشرين ليلة خلت من شوال سنة سبعين ومائيتن وصلى عليه الأمير خماروية بن احمد بن طولون ،

وفى الكواكب السيارة ص 212- 213

قال الربيع بن سليمان : رأيت الشافعى رضى الله عنه فى المنام بعد وفاته فقلت له ما فعل الله بك ، فقال : أجلسنى على سرير من ذهب ونثر على اللؤلؤ الرطب وقال الشافعى عرض على مالك كتبه أربع مرات وأنا حاضر ولو شئت أن أكتبها املاء لفعلت.

وقال الربيع بن سليمان عن الشافعى أن الشيخ الصالح أبى الحسن عرف بالجلاد قيل انه اشترى لابنه سوطا فأعطاه لامه وقال لها يا أماه اذانمت فاضربينى فانه لو علم النائم ما يفوته فى الليل من حلاوة العتاب وطيب المناجاة لبكى الدم اذا أصبح وأنه كان يعيط عيطة عظيمة وقت السحر فسألته عن ذلك فقال يا قوم لو علمتم ما اسمع لتقطعت قلوبكم على ما فاتكم وفى رواية أخرى انكم لو سمعتم هل من سائل لتقطعت قلوبكم على ما فاتكم


والى جانب هذه التربة تربة كبيرة بها السيد الشريف أبو عبد الله الحسين بن أبى القاسم على نقيب النقباء بمصر المعروف بالزبيدى من ولد الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنهم والقبر المذكور تجاه المحراب ولم يبق لهذا الشريف بمصر عقب والى جانبهم تربة الشريف أبى عبد الله بن الحسين بن مسلم من ولد الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنهم وكان من أهل الصلاح والورع ويعرف بالخشاب وقبره تحت القبة المبينة باللبن شرقى تربة الزبيدى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مايو 18, 2025 4:14 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6420



وفى القبة معه مريم بنت حرب البراج واسمه ناصر بن المحسن بن عبد الله بن طاهر من ولد الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنهم وهى ترجع الى الخشاب من قبل امها فاطمة وفى حائطها القبلى محراب وعنده عمود مكتوب عليه هذا قبر الشيخ عبد الجبار محمد المعروف بالنحاس توفى سنة أربع وخمسين وخمسمائة والى جانبه عمود مكتوب عليه الشيخ ابو اسحق ابراهيم بن نصر الكاتب توفى سنة ثلاث وستمائة والى جانبه من الحائط الغربى رخامة فى بناء الحائط مكتوب فيها المرأة المباركة بنت أبى الكرم وبالحومة جماعة من الصالحين وهى معروفة باجابة الدعاء وبها تربة الشيخ الامام العالم الفقيه أبى عبد الله محمد بن القاسم بن عبد المعطى توفى فى سنة ثمان وخمسمائة وقيل اسمه عبد القوى بن عبد المعطى ومعه فى التربة قبور جماعة من ذريته منها قبر مكتوب عليه عبد الرحمن بن عبد المعطى وشهرته تغنى عن الاطناب فى مناقبة وبحرى هذه التربة قبر الشيخ على المعروف بيقدر وحكايته معروفة ومعه قبر القاضى شعيب وقبلى هذه التربة خلف الحائظ مقبرة اولاد بنت أبى سعيد الانصارى به ارخامة مكتوب فيها هذا قبر الشيخ الفقيه الامام العالم اوحد الفقهاء أجل العلماء شرف الدين أبى عبد الله محمد بن أبى الحسن على ، توفى فى شهر الله المحرم سنة خمس وتسعين وستمائة والى جانب هذه المقبرة على الطريق المسلوك مبنى على هيئة المسطبة عند رأسه بناء على هيئة العمود قيل انه قبر عبد المعطى وهو معروف باجابة الدعاء

الحومة التى بها قبر الشيخ عبد المعطى



وهى حومة كثيرة الاعمدة وأولها من قبره وآخرها قبر الزعفران بها عمود الى جانب الشيخ عبد المعطى مكتوب عليه الشيخ الفقيه الامام عبد الله بن فارس المعروف باللخمى أخو الشيخ أبى الجود غياث بن فارس اللخمى وهو بشقة الجبل وهم مشايخ القراءة وهى بحرى عبد المعطى وبها تربة فيها عمودان مكتوب على أحدهما أبو المجد عبد الله بن أبى القاسم الشهيد وعلى الآخر أبو القاسم المتصدر فى مسجد الزبير وعلى باب التربة عمود مكتوب عليه أبو الحسن الهادى وبالحومة أيضا عمود مكتوب عليه الفقيه أبو محمد عبد الباقى وبالحومة أيضا عمود مكتوب عليه الشيخ أبو عبد الله محمد بن عروة وهو قريب من المرأة الصاحلة بنت أبى الحسن المقدم ذكرها وبالحومة أيضا عمود مكتوب عليه الشيخ أبو الحسن على بن خليفة الرزاز وبالحومة تربة بنى كهمس بها قبر الشيخ الامام القاضى عبد الرحمن المعروف بابن كهمست وعنده جماعة من ذريته وبها ايضا قبر العابدة الزاهدة السيدة فاطمة بنت الشيخ أبى العباس وعلى باب هذه التربة قبر الشيخ الامام العالم أبى عبد الله محمد بن الحسين المعروف بالزعفرانى صاحب الامام الشافعى قيل إنه وقف على قصاب فتركه ومضى فلما ولى انقطعت يده ولم يعد يقطع بها شيئا فعلم القصاب ان هذا ببركة الشيخ فسعى الى الشيخ وقال يا سيدى لا تؤاخذنى بما وقع منى فانى نائب الى الله سبحانه وتعالى وادع الله أن يعافينى فدعا الله تعالى له فعادت يده كما كانت وبجانبه قبر ولده ومن الجهة البحرية الشيخ الصالح الالجيزى كان من عباد الله الصالحين وله مناقب معروفة وقبلى تربة الشيخ عبد المعطى قبر رجل من المباركين يعرف بالعريان

ذكر ابتداء الشقة الثانية



أولها تربة المفضل بن فضالة وانتهاؤها قبر الشيخ أبى العباس الحرار وبهده التربة قبر الشيخ الامام العالم المحدث أبى معاذ المفضل بن فضالة حدث عن أبيه فضالة عن جده واثنى عليه أحمد بن حنبل وهو معدود من أكابر التابعين وهذه التربة ( المفضل بن فضالة هى باقية الان من مزارات هذه المنطقة وهى بالجهة البحرية الشرقية لجامع القرافة بينه وبين مسجد الفتح تعرف بسيدى الفضل بن فضيل ومكتوب عليها ما نصه

هذا قبر العالم العلامة سيدى فضل بن الفضيل نفعنا الله به وبعلومه جدده الشيخ حسن محمد خادم السيدة نفيسة رضى الله عنها سنة 1290


قيل ان الجن كانوا يأتون إلى زيارته وتبركون به وكان اذا أصاب أحد جنون أقسموا عليه به فيندفع عنهم وينصرف توفى سنة أحدى وثمانين ومائة وكان يصوم الدهر غير الأيام المنهية وأيام التشريق وكان ملبسه الصوف على جسده وأعلاه القطن والكتان ( قال ) بعضهم كان يقضى بالنهار بين الانس وأما الجن فيقضى بينهم بالليل وكان الجن يكلمونه فى الطريق قيل ان هذا قبر المفضل بن فضالة وأبيه وجده ووالدته وأخيه وابنته وقيل يكنى بأبى معاوية ( وحكى صاحب مصباح الدياجى ) أنه كان للشيخ جار يهودى يكثر من سبه فى الليل والشيخ يسمعه من كوة فى منزله فقالت له ابنته أيسبك هذا اليهودى وأنت تسمعه? فقال لها انىسمعته من أول الليل فأردت ان اكلمه فى ذلك فلما نمت رأيت أن القيامة قد قامت واذا هو يسابقنى الى الجنة قال فلم يمت اليهودى حتى أسلم وكان الناس يأتون اليه ويسألونه الدعاء والى جانبه قبر القاضى عون ابن سليمان وقد دثرت قبورهم وملاصق محرابه قبر القاضى أبى محمد الزهرى قيل انه لما مرضى اوصى ان يدفع الى جانب القاضى المفضل لتشمله بركته ويقال انه القبر الحجر الذى هو خلف الحائظ القبلى ملاصقا لها ( والى جانبه قبر ام عبد الرحمن زوجة القاضى المفضل وهو الآن داثر لا يعرف مثله كمثل الترب التى ازيلت فى كل زمان وأصبحت هباء ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم كما بالتربة قبر محمد بن اسماعيل المعروف بصاحب الدار وهو القبر البحرى من مفضل بن فضالة وليس عليه سقف حكى عنه انه بنى دارا حسنة وأتقن بناءها فلما فرغ جلس على بابها فدخل عليه ذى النون فقال له أيها المغرور اللاهى عن دار البقاء والسرور كيف لا تعمر دار مولاك فى دار المان دار لا يضيق فيها المكان ولا ينتزع منها السكان ولا يزعجها حوادث الزمان ولا تجتاج الى بنا ءوطيان ويجتمع لهذه الدار حدود أربعة ( الحد الأول ) ينتهى الى منازل الراجين ( والحدث الثانى ) ينتهى الى منازل الخائفين المحزونين ( والحد الثالث ) ينتهى الى منازل المحبين ( والحد الرابع ) ينتهى الى منازل الصابرين ( ويشرع الى هذه الدار ) شارع الى خيام مضروبة وقبال منوصرة على شاطىء أنهار الجبنة فى ميادين قد شرفت وغرفت قد زخرفت فيها سرر قد نصبت على فرش قد نضدت فيها أنهار وكثبان من المسك والزعفران قد عانقوا خيرات حسان وترجمة كتابتها هذا ما اشترى العبد المحزون من الرب الغفور اشترىمنه هذه الدار بالتفكر من ذل المعصية الى عز الطاعة فما على المشترى فيما اشترى من درك سوى نقض العهود والغفلة عن المعبود وشهد على ذلك البنيان وما نطق فى محكم القرآن قال الملك الديان ( ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة ) فلما سمع هذا الكلام أثر ذلك فى قلبه وباع هذه الدار وتصدق بثمنها على الفقراء والمحتاجين طلبا للدار التى وصفها له ذو النون وكتب كتابا وأوصى ان يجعل على صدره فى لحده ففعلوا ذلك ثم بعد مدة فتحوا قبره فوجدوا مكتوبا فى الكتاب قد وفينا ما ضمن عبدنا ذو النون

والى جانب قبره جماعة من مشايخ القصاريين ومن ظاهر التربة من الجهة الغربية تحت الشباك قبران دائران ( فالأول ) منهما قبر الشيخ يحى بن على بن الحسن المعروف بالخشاب أحد مشايخ القراآت كان فاضلا فى علم القراآت بمصر وجمع الى ذلك الحديث وحدث عن جماعة من العلماء وقرأ عليه جماعة من الاعيان وانتفعوا به ( حكى ) عنه انه كان إذا قرأ القرآن تضطرب كل شعرة فى جسده من شدة خوفه وكانت وفاته سنة أربع وخمسمائة ومع فى القبر زوجته ( قال ابن العماد فى شذرات الذهب ) توفى فى هذه السنة ( أى سنة 504هـ أبو الحسين الخشاب ، يحيى بن على بن الفرح المصرى ، شيخ الإقراء ، قرأ بالرويات على ابن نفيس وأبى الطاهر إسماعيل بن خلف وأبى الحسين الشيرازى وتصدر للإقراء ) ( وقال فى العبر : أبو الحسين الخشاب المتوفى سنة خمس مئة وأربع ، يحيى بن على بن الفرج المصرى ،شيخ الإقراء قرأ بالروايات على ابن نفيس وأبى الظاهر إسماعيل بن خلف وأبى الحسين الشيرازى وتصدر للإقراء . ( وفى النجوم الزاهرة فى وفيات سنة 540 هـ قال : وفيها توفى الشيخ الإمام المقرئ أبو الحسين يحيى بن على بن الفرج الخشاب بمصر كان عالم مصر ومقرئها ) ( كما ذكره مرآة الجنان للإمام اليافعى اليمنى المكى المتوفى سنة 768 هـ ج3/133 )



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 19, 2025 1:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6420

وأما القبر الثانى فهو قبر الشيخ الصالح سفيان النيدى ( حكى ) عنه انه كان يصنع قدرتى نيدة فى كل يوم فكان يتصدق باحداهما ويبيع الاخرى فيقتات منها ويجعل الله له فى ذلك البركة حين يبيعها فهو من أرباب الاسباب ومعه فى القبر رجل من بنى بكر المصرى ثم جهة القبلة تربة الشيخ أبى المجد عبد العزيز بن احمد بن جعفر الخوارزمى ، كان الافضل أمير الجيوش يأتى لزيارته ماشيا والدعاء عنده مستجاب وكانت وفاته سنة إحدى وأربعمائة

ومعه فى القبر حرملة بن يحيى بن سعيد التجيبى صاحب الامام الشافعى رضى الله تعالى عنهم ، ثم تأتى الى تربة صاحب القنديل يعنى الذى كان يرى على قبره فى الليالى المظلمة قنديل وقيل هو محمد الدرعى وقيل هو ابو العباس احمد العباسى وهو الصواب

قبر الزفتاوى



السكرى المعروف بالزفتاوى يقال انه من أهل الكرم وفعل الخير وقد اشتهر عنه ذلك ومما اتفق له ان السلطان طرح سكرا على السكريين فلم يجدوا ثمنه فأخذه على ذمته واعطى ثمنه وجعل فى الحواصل فاتفق ان السكر طلب فبيع جميع ما كان عنده من السكر وجمع المال وأخضر السكريين ثم قال لهم : اعلموا أن هذا المال الذى وزنته فى ثمن السكر اقترضته لكم ،وهاقد فتح الله بهذا المال فأخذ رأس المال ثم قسم الربح بينهم بالسوية ، وقيل انه كان يتصدق فى كل جمعة بطرحة سكر يعملها لنفسه وكانت الطرحة التى يعملها لجل الصدقة تزيد على غيرها فيتعجب الصناع من ذلك وكان على قبره لوح مكتوب عليه ابراهيم بن محمد بن الحسين الزفتاوى المعروف بالسمسار وهذا أحد سماسرة الخير وقبره معروف فىطرف مقبرة الفضاعى

ويقول صاحب مرشد الزوار :

تربة سماسرة الخير ( أى قبور سماسرة الخير ) رحمهم الله تعالى ، يقال : إن رجلا جاء إلى السوق بعد موتهم يطلب شيئا لله تعالى ، فقال لرجل عسى أن تدلنى على من يأخذ لى من المسلمين شيئا ، فقال : أنا أفعل ذلك ، ثم أخذه ودار به على الناس ، فلم يفتح عليه بشى ء ، فاخذه وجاء به إلى قبورهم ثم قال له : هؤلاء سماسرة الخير ، فقال له الرجل أتيت بى الى قبورهم ؟ فجلس الرجل محزونا جائعا ، فنام مما لحقه من الهم ، فرأى فى منامه واحدا منهم ، فقص عليه قصته ، فقال له : امض الى ولدى فى دارى الفلانية بالمكان الفلانى ، واسمه فلان ، وقل له احفر فى مكان كذا وكذا من الدار وأدفع لى ما أنفق ، فاستيقظ الرجل وجاء الى الدار التى وصفه له الميت ، واجتمع بولده ، وذكر له المنام ، وعين له الموضع فحفر فيه فوجده ( برنية ) فيها ثلاثمائة دينار فاخذها الرجل واستغنى بها

وسماسرة الخير هم السيد أحمد والسيد عبد الله والسيد على ، ويعرفون بالسكريين ، قيل انهم فعلوا الخير وهم أموات كما كانوا يفعلونه وهم أحياء

وقد ذكرهم ابن الزيارة فى الكواكب السيارة 230 و 231

وبجانبهم

قبر أبى شعرة صاحب الدار
يقال له : صاحب الدار رحمه الله تعالى عليه كان له دار يسكنها لله تعالى ويجعل لمن يسكنها ما يأكل وما يشرب والكسوة له ولعائلته لمدة ستة أشهر ويشترط ذلك مع كل ساكن
كما ذكره ابن الزيات فى الكواكب السيارة ص 240



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مايو 25, 2025 6:57 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6420


قبر القضاعى


هى مقبرة قديمة بها قبر الفقيه الشيخ الامام العالم العلامة أبى عبد الله محمد بن جابار الصوفى كان من أكابر الفقهاء وأجل العلماء وشيخ الفقهاء والصوفية وكان يقول ليس الصوفى بصوفى حتى يتقن العلم ، وكان يقول : التصوف والجهل لا يجتمعان وكان كل من فى حلقته يفتى ويقرأ العلم حتى الرجل الذى كان على باب زاويته اذا جاء احد بفتوى الى الشيخ يأخذها الخادم منه ، ويدخل بها فان وجد الشيخ كتب وان لميجده كتب هو على الفتوى ، قال المسبحى لما مات ابن جابار تبعته الصوفية والعلماء وحملوه على أعناقهم ثم صلوا عليه بمصلى خولان وكان جنازته يوم مشهود ودفن بالنقعة وقبره بها مشهور تحت مسجد القضاعى وكانت وفاته سنة اثنتين وستين وثلثمائة

وفى مرشد الزوار الى قبور الأبرار يقول :

هو من مشايخ ابى الحسن بن القضاعى ، رحمه الله عليه ن وكان من كبار مشايخ الصوفية ن قرأت فى كتاب المسبحى : حدثنى بن الداية كاتب القمنى قال : حدثنى أبو الحسن البغدادى قال : وردت إلى مصر مع والدى وأنا صبى دون البلوغ ، فى ايام كافور وكان أبو بكر المحلى يتولى نفقات مصالحه وخواص خدمه ، وقد استبيحت بينه وبين أبى مودة وكان يزوره ويصله ، قال : فجائه ذات يوم فأطال عنده المكث وتحدثا وتذكرا أخبار كافور وطريقته وما هو عليه من الخشوع فقال أبو بكر لأبى – وأنا أسمه هذا : الأستاذ كافور له فى كل عيد أضحى عادة وهى ، أن يسلم إلى أبى بغلة محملة ذهبا وورقا ، وجريدة تتضمن أسما ءقوم من حد القرافة إلى ( المنامة ) وما بينهما ، ويمضى مع صاحب الشركة ونقيب يعرف المنازل ، فأطوف من بعد العشاء الآخر إلى آخر الليل ، حتى أسلم ذلك إلى من جعل له وذكر اسمه فى الجريدة ، فاطرق المنازل والزوايا على الرجال والنساء ، فإذا خرج إنسان أقول له : الأستاذ أبو المسك كافور يهنيك بعيدك ويقول لك : اصرف هذا فى منفعتك ، ثم أدفع إليه ما جعله له ، فلما كان فى هذا العيد فعل كما جرت عليه العادة وزاد فى الجريدة الشيخ أبا عبد الله بن جابار مائة دينار ،فأنفقت المال فى أربابه ، حتى لم يبق إلا الصرة ، فجعلها فى كمى وسرت مع النقيب حتى أتينا إلى منزل الشيخ بظاهر القرافة ، فقال لى النقيب : هذه داره ، فطرقت الباب ، فنزل إلينا شيخ عليه أثر السهر لم ينم ، فسلمت عليه ، فلم يرد على السلام وقال : ما حاجتك ؟ فقلت : الأستاذ أبو المسك كافور يخص الشيخ بالسلام ، فقال : وإلى بلدنا ( أى حاكم بلدنا ) ؟ قلت : نعم ، قال : وعليك وعليه السلام ورحمة الله وبركاته حفظه الله ، يعلم أننى أدعو له فى الخلوات ، وإدبار الصلوات وللمسلمين بما الله سامعه ويستجيبه ( إن شاء الله تعالى ) قلت : وقد أنفد معى هذه الصرة ،وهو يسألك قبولها فى مونة هذا العيد المبارك ، فقال : نحن رعيته ن ونحن نحبه فى الله تعالى ، وما نفعل هذا بعلة ، فراجعته القول ، فتين لى الضحر فى وجهه ، والتقلق والتلهف ، فاستحييت من الله تعالى ان أقطعه عما هو فيه ، فتركته وانصرفت ، فجئت إلى دار الأمير ، فوجدته قد تهيأ للركوب وهو ينتظرنى ، فلما رآنى تهلل وجهه وقال : هيه يا ابا بكر ! فقلت له : أرجو أن يستجيب الله فيك كل دعوة صالحة دعيت لك فى هذه الليلة ، وفى هذا اليوم الشريف ، فقال : الحمد لله الذىجعلنى سببا لإيصال الراحة إلى عياله ، ثم قال : يا أبا بكر ، أنت مبارك ، فأخبرته بامتناع ابن جابار ، فقال : نعم ، هو جديد لم تجر بيننا وبينه معاملة قبل هذا الوقت ، ثم قال لى : عد إليه ، واركب دابة من دواب النوبة ، فلست أشك ما لقيت دابتك فى هذه الليلة من التعب ، ثم امضى إليه واطرق بابه ، فإذا نزل إليك فانه سيقول لك : ألم تكن عندنا ؟ فلا ترد عليه جوابا ، ثم استفتح

واقرأ ( بسم الله الرحمن الرحيم طه (1) مَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لِتَشۡقَىٰٓ (2) إِلَّا تَذۡكِرَةٗ لِّمَن يَخۡشَىٰ (3) تَنزِيلٗا مِّمَّنۡ خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ وَٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلۡعُلَى (4) ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ (5) لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَمَا تَحۡتَ ٱلثَّرَىٰ (6)

يا بن جابار ، بقولك ( كافور ) العبد الأسود : ومن كافور ؟ ومن مولاه ؟ وهل من الخلق بقى لأحد مع الله تعالى ملك او شركة ؟ تلاشى الناس كلهم ، ها هنا تدرى من معطيك ، وعلى من رددت ن أنت ما سألت ، هو أرسل إليك يا بن جابار ، ما تفرق بين السبب والمسبب ؟

قال أبو بكر : فركبت وسرت ، وطرقت منزله ، فنزل إلى فقال : ألم تكن الساعة عندنا ؟ فأضربت عن الجواب ، ثم قرأت ( طه ) إلى قوله تعالى ( وما تحت الثرى ) وقلت له ما قال كافور ، فبكى ابن جابار وقال : أين ما حملت ؟ فأخرجت له الصرة فأخذها ، وقال : ( علمنا الأستاذ كيف التصوف ، قل له : أحسن الله جزاءك ) قال : ثم سلمت عليه وعدت إلى كافور فأخبرته بذكل ، فسر ، ثم سجد شكرا لله تعالى وقال : الحمد لله الذى جعلنى سببا لإيصال الراحة إلى عباده ، ثم ركب حينئذ وتوفى ابن جابار فى سنة اثنتين وستين وثلاثمائة

وفى الكواكب السيارة لآبن الزيات قال : جمع ابن جابار بين العلم والتصوف وصحب ابا بكر الزقاق وكان يقول لا يكون الصوفى صوفيا حتى يتيقن العلم وكان يقول التصوف والجهل لا يجتمعان وكان كل من فى حلقته يفتى ويقرا العلم حتى الرجل الذى على باب زاويته فاذا جىء الى الشيخ بفتوى اخذها الخادم ودخل فان وجد الشيخ كتب والا كتب عليا ، قال المسبحى لما مات ابن جابار تبعته الصوفية والعلماء وحملوه على أعناقهم ثم صلوا عليه بمصلى خولان وكان بمصر يوما مشهودا ودفن رضى الله عنه بالنقعة وقبره بها مشهور تحت مسجد الفقاعى من قرأ عند مسجد الفقاعى (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) إحدى عشر مرة وسأل الله تعالى حاجة قضاها وقدجرب ذلك العلماء الاكابر ، وكانت وفاة ابن جابار سنة اثنتين وستين وثلثمائه وال جانب قبره قبر الشيخ أبى القاسم ابن الحسن الناسح المعروف بالحنفى توفى سنة أربع عشرة وثلثمائة ذكره القرشى والى والى جانبه قبر الامام العالم الفقيه المؤرخ أبى عمر الكندى ومقبرة بنى كندة بالنقعة ولم يخرج عن المقبرة غيره والى جانبه من الجهة الغربية قبر الشيخ أبى عبد الله محمد التكرورى المالكى كانيصحب ابنجابار وكان يتكلم فى أصول الفقه على مذهبه ومذهب الشافعى وكان فقيها فصيحا وكان أمير مصر يسعة اليه ويسأله الدعاء وكان قد أصيبت عينه فسأل الله تعالى ان يردها اليه فعاد اليه بصره كما كان ، ويقال هو التكرورى المشار اليه ببولاق وقيل بل هو شيخه وكان فقيها فصيحا وناظر فى علوم اكثيرة وكان يقول أبداننا زعر مآلها للحصاد وكان امير مصر يسعى اليه ويسأله الدعاء ، وارسل اليه كافور الأخشيدى مائة دينار فاظهر لرسوله الجنون فعاد الرسول إلى كافور وقال : أترسلنى الى رجل مجنون فقال كافور ليس هو مجنون انما هو رجل يقوم الليل ويصوم النهار ، ثم اخذ كافور الرسول وطاف به فى الليل على جماعة من الصالحين ثم أتى به الى ابن جابار وطلب التكرورى فلم يجداه ، فخرجا واذا رحل يصلى فنظرا اليه فاذا هو التكرورى فتبعاه حتى أتيا الى درب فوجداه مغلقا فقال له كافور ما هذه عادتى منك تغلق فى وجهى الباب !! واذا بالباب فتح ، وخرج الشيخ وخردنا خلفه حتى أتينا المقبرة ثم قام يصلى ثم انصرف فاذا وحش قد جاه وتمرغ موضع صلاته ، قيل هو التكرورى الذى تنسب اليه بولاق وقيل شيخه ، واسم البولاقى ( محمد بن يوسف وكان عالما إماما وقد أفرد له ابن أسعد الجوانى جزءا منمناقبه منه أن امرأة خرجت بولدها الى البحر فجاء السودان فى مركب وأخذوا الصبى وجعلوه فى المركب ومضوا به فى البحر فتعلقت المراة بالشيخ وهو خارج من معبده وأخبرت أن السودان أخذوا ولدها وأنهم فى تلك السفينة فقصد الشيخ الى جهة البحر ثم قال ياريح اسكن ، فسكن بقدرة الله سبحانه وتعالى ثم نادى أصحاب السفينة ردوا الصبى الى امه ،فأبوا ومضوا فقال يا سفينة قفى ،فوقفت ثم مشى على الماء وأخذ الصبى من السفينة وأخضره الى أمه ، قيل وكان رجلا دباغا فجاء اليه عفص فبعث الخليفة فأخذه فدخل عليه خادمه وقال قد أخذوا العفص فهل تأذن لى أنأذهب الى القائد فآخذه فقال له اجلس فهم يردونه عليك ، فلما أخذوه وجدوه حجارة فعلموا ان هذا امن بركة الشيخ فردوه اليه فاذا هو عفص .

وفى زيارة الى قبر التكرورى هذا معروف الى عصرنا هذا ببولاق التكرور فى داخل حديقة وزراة الزراعة وعليه قبة ومذكرة تاريخية وهو تلميذ التكرورى المذكور صاحب ابن جابار المذكور فيما قبل وكان هذا الحى المدفون به يعرف سابقا بمنية بولاق ثم عرف به لاقامته فيه وقد أدرك العزيز بن المعز الفاطمى ومات فى أيامه وتجدد قبره فى اوائل القرن الثامن الهجرى
وقد ذكره حسن قاسم فى المزارات ثم نقلت عنه فى مقامات اهل البيت وأولياء الله الصالحين فى الجزء العاشر وقلت :

سيدى التكرورى
ببولاق


داخل المتحف الزراعى بالدقى قبر سيدى أبو محمد يوسف بن عبد الله التكرورى المالكى - والتكروى هو أبو محمد يوسف بن عبد الله التكرورى المالكى من علماء الماليكة والتصوف هبط الى مصر فى اواسط القرن الرابع الهجرى وصحب الشيخ محمد بن جابار الصوفى المتوفى سنة 365 ثم أقام بمنية بولاق أقطعها له الخليفة العزيز بالله الفاطمى وكان ممن يحبه ويجله ولما مات فى سنة 337 أمر أن يدفن فى زاويته وبنى له ضريح وقبة وعرفت المنية به منذ ذلك الحين الى يومنا واشترك فى تجديد ضريحه بعد ذلك الأمير محمد ارز وزاته ملك اميراحوزز الناصرى فى سنة 715 ، فالسلطان الملك الأشرف قايتباى فى سنة 901 ثم جددته المترجمة وأدخلته فى حديثة سرايها وهو بها الى الآن بنهاية المتحف الزراعى آخر شارع وزارة الزراعة وقد تجدد مقامه فى سنة 1355 – 19377 وللأميرة فاطمة وقف خيرى صادر فى 8 شعبان سنة 1328 و 18 رجب سنة – ذكره حسن قاسم فى ذيل الجبرتى ، وقد ذكرته فى كتابنا أعلام الصعيد فى منطقة الجيزة

وهناك قبر الشيخ الزاهد العالم ابى الحسن بن القضاعى كان من أكابر مشايخ مصر صحب الشيخ أبا الحسن الدينورى وغيره ، كان يقول والله ما أدبنى أبواى قط وما احتجت الى تأديبهم وانما أنا مؤدب من الله وقال رحمه الله تعالى قال لى الشخي أبو الحسن الدينورى ذات يوم امض معى الى الحمام ( أى السوق ) فقتل حتى أستأذن والدتى فمضيت اليها واستأذنتها فقالت امض مع الشيخ وقم فى خدمته فدخلت معه الحمام فلم أزل قائما على قدمى حتى قال لى الشيخ اجلس ن فقلت ان أمى لم تأمرنى بالجلوس فما جلست حتى خرج من الحمام ( وقال ) رأيت ليلة من الليالى كأن القبور مفتحة ورجل موكل به افقلت له كيف حال هؤلاء فى قبورهم ؟ فقال نادمين أيديهم على خدودهم وجعل يده تحت خده ( وقال ) اي ضا كنا بكهف السودان عشية عرفة وقد اجتمعنا للدعاء وقد طابت النفوس وخشعت القلوب واذا بشاب حسن الثياب والوجه على فرس حسن الشكل فجعل يلعب تحت المكان فلما رآه الجماعة شغلوا به عن الدعاء والذكر والخشوع فقتل لأصحابه أنى أخاف ان يكون هذا أبليس جاءكم ليقطع عليكم عبادة الله ، فوالله ما استتممت كلامى حتى غاص فى الارض بفرسه – وروى عنه أيضا ان بعض أصحابه أصابه وجع فى ركبتيه فجاء اليه وقال يا شيخ أسألك الدعاء لى فى ذلك فقال له امضى ألى الجبل المقطم فانك تجد اثنى عشر رجلا من الصالحين فاسأل احدهم الدعاء فانه يدعو لك قال فمضيت الى الجبل فرأيت رجلا قائما يصلى فجلست حتى فرغ من صلاته فسلمت عليه وشكوت اليه ما ؛جد من الوجع وسألته الدعاء فوضع يده على ركبتى فوجدت العافية من ساعتى ثم قال من دلك علي فقلت الشيخ أبوالحسن الفقاعى فقال لى اذا وصلت اليه سلم عليه وقل له انت باق على شهوتك فجئت اليه وأخبرته بذلك فبكى بكاء شديدا وقال والله لوعلمت أنه يقول لك ذلك ما دللتك عليه فقلت له يا سيدى عرفنى ما السبب فقال قم الى حالك فقلت والله ما أقوم حتى تعرفنى فقال لى

( هؤلاء كانوا اثنى عشر يعبدون الله فى ذلك المكان (أى كهف السودان وهو مغار بأعلى جبل المقطم وأتخذته القوات المسلحة مقرا لها من سنين طويلة بعد قيام ثورة 23 يوليو واندثر ما فيه من معالم ) كانوا اثنى عشر نفر يعبدون الله فى ذلك المكان كانوا كل ليلة تنزل لكل واحد منهم مائدة عليها اثنا عشر رغيفا وحوتا من سمك فجلست معهم حتى جاءت نوبتى فقالوا لى قم فقمت ودعوت الله تعالى وقلت إلهى لا تفضحنى بين هؤلاء القوم فلم أشعر الا وقد وضع بين يدى مائدة وعليها ثلاثة عشر رغيفا وحوت سمك فقلت فى نفسى لوكان معا قليل من الملح تذهب به حلاوة السمك واذا بالملح قد وضع على المائدة فجئت بالمائدة اليهم ووضعتها بين أيديهم فنظر بعضهم الى بعض وقالوا لى من أين هذا الملح فقلت أنا سببه فقالوا هل اشتهيته ام جاء بلا شهوة فقلت لهم وانا كالفرحان أنا اشتهيته ، فقالوا نحن فى هذاالمكان لا نشتهى شهوة وانت تتعرض وتشتهى فلا يصحبنا صاحب شهوة فتركتهم ومضيت وها أنا أبكى على نفسى مما وقع منى ) وله سياحات وعبادات هكذا عند موفق فى تاريخه


ولما تخلف بعد الدينورى ظهرت له كرامات كثيرة من جملتها ( أن بعض المظلومين دخلوا عليه وهو يصلى فقال له أجرنى من صاحب الشرطة فانه خلفى فسلم الشيخ والتفت من ورائه الى الباب واشار اليه بيده فصار سورا واحدا فلما أتى صاحب الشرطة فلم ير بابا فرجع فلما ذهب أشار الشيخ بيده فعاد كما كان الباب فخرج الرجل ومضى الى حال سبيله وال جانب قبره قبر الرجل الصالح المعروف بالرملى والى جانبه قبر مكتوب عليه عتبة بن الغلام وقيل انه قبر عتبة الواعظ بجامع مصر ( أى جامع عمرو بن العاص رضى الله عنه ) كان قبل أن يدخل المعز الديار المصرية واسمه محمد بن عبد الله بن مسعود وهو الذى غسل القضاعى وكانت وفاته سنة ثلاث وخمسين وثلثمائة )


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 28, 2025 2:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6420


والى جانب قبر الرجل الصالح المعروف بيمون الخامى كان ينسج الخام بيده فاذا انقطع خيط علم عليه نقطة همراء فاذا ذهب به الى السوق قال للسمسار ناد تحت كل نقطة عيب وهو معدود من طبقات أرباب الأسباب والى جانب قبره دينار العابد الذى ذكره صاحب الحلية والصفوة وغيرهما ، وهذاكان من اكبر العباد والزهاد وقد اشتهر عنه انه كان اذا قدم إليه طعام فيه شبهة فيرى فيه ثعبانا يكاد أن ينهشه فيتركه ولم ياكل منه شيئا وهذه الجهة الشرقية من هذه المقبرة

وفى مرشد الزوار الى قبور الأبرار يقول

كان من كبار الزهاد الصالحين وله كرامات كثيرة ومن جملتها انه اشتهر عنه انه كان إذا قدم إليه طعام فيه حرام يرى فيه ثعبانا يريد أنينهش يده فيتركة

وحكى عنه أنه قال : اجتمعت أنا وعتبة الغلام وصالح المرى ومعنا جماعة من الصالحين ومضينا الى بيت أبى جهير الضرير فطرقنا عليه الباب فكلمتهم ابنته وقالت ما تريدون ؟ فقالوا نريد زيارة الشيخ ، فقالت ادخلوا ، قال : فدخلنا فسلمنا عليه ، فتقدم عتبة فسلم عليه الشيخ ، فقال : من انت يرحمط الله ؟ قال : أنا عتبة الغلام ، قال : انت الذى جئت آخر فصرت أولا ، قم تقدمت ، فقال : من انت ؟ فقال ( عتبة ) هذا دينار العابد ، فقال : أنت دينار ؟ قلت : نعم ، قال إياك أن يراك على ما نهاك فتسقط من عينه ، ثم تقدم ( المرى ) فسلم عليه ،فقال : من انت ؟ قال : أنا صالح المرى ، قال : أنت الذى تقتل المحبين بقراءتك ؟! أما كان فى كتاب الله آية تقتلك وتريح المحبين منك ؟ اقرأ على من كتاب الله تعالى . قال : فخفت أن أقرا عليه آية فى ذكر النار فيتخوف ويموت ، أو فى ذكر الجنة فيشتاق إليها ، قال ك فقرأت عليه ( وأوحى ربك إلى النحل أن أتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ) فزعق ووقع وقال : يا صالح زدنى ، قال : فقرأتها عليه ثانيا ،فقال : يا صالح × إذاكاندابة فهمت على الله خطابه ، اقرا على : فقرأت عفيه ، وإذا به شهق شهقة مات فيها ، فقلنا : يا صغيرة ، مات أبوك ! فقالت : هل فيكم ( صالح المرى ) ؟ فانى سمعته يقول : إنى سمعت صالح المرى يقرأ من أربعين سنة ، وسألت الله الا يقبضنى حتى يسمعنيه مرة ثانية ، فتولوه ن ما عندة من يتولاه – رضى الله عنه

وأما الجهة البحرية فان بها قبر الشيخ الفقيه العالم أبى عبد الله المعروف بابن الوشا كان حسن الهيئة كثير الحفظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهوبتربة النقعة عنند دينار العابد والتربة تعرف أولاد الوشا والدعاء عنهم مجاب الدعوة ولم يعرف من هذه المقبرة أحد فانها قديمة وليس لها شاهد وفى طريق هذه المقبرة قبر مكتوب عليه الحسن بن عبد الله الرياشى احد علماء مصر وقيل ان اسمه احمد بن على بن أحمد الرياشى وتلك المقبرة تعرف بمقبرة الرياشيين وبها جماعة من أولاد اللواز وهى الآن داثرة لكن الدعاء بها مجاب وغربى مسجد القضاعى قبر الشيخ أبى منصور إمام المسجد نالمذكور وقيل أبو الحسن وبالجهة القبلية خلف الحائط القبلى قبة حسنة البناء بها قبر الشيخ أبى عبدالله محمد محمد بن يحيى الخولانى وقيل انه قبر الوزير الفائز وليس بصحيح وانما هو رجل من بنى خولان والى جانبه قبر على مسطبة هو قبر محمد بن عبد الله بن الحسين البزاز كان من أكابر الصلحاء ، وكان اذا فتح حانوته فاذا اشترى منه أحد وجاء له آخر بعده ليشترى منه يقول له اشتر منجارى وله دار بمصر ومن كراماته أن رجلا قال كنت فقيرا لا أملك شيأ فجئت الى قبر هذا الرجل فزرته ثم قلت يا صاحب هذا القبر انك لم تسم بزازاسدى وأنا أشتهى عليك ما ألبسه فانى فقير ولا شىء لى وقد تعريت ثم عدت الى بيتى ، فلما كان الغد جائتى والدتى ومعها قميص وسراويل وقالت مضيت الى أصحاب لى فقالوا ألك ولد ؟ قلت نعم ، قالوا فادفعى هذا له فقلت لها صدق الله ورسوله ثم قلت فى نفسى كساء أرقد فيه ن فلما أصحبت مضيت الى قبره وزرته وحدثته حديث والدتى وقلت يا شيخ جزاك الله عنى خيرا ، بقيت أشتهى كساء أرقد فيه ثم دعوت الله عنده ثم رجعت فبينما أنا فى الطريق واذا بانسان ناولنى كساء فأخذته وحمدت الله تعالى وشكرته ولم أنقطع عن زيارته وقل انه البزاز الذى ذكره الشيخ أبو الفرج بن الجوزى قال : كان رجل بزاز مرت به امرأة فأعجبته فقال لها ألك زوج ؟ فقالت لا فقال هل لك أن اتزوجك ولاآتيك إلا نهارا ؟ قالت نعم ، فتزوجها ولم يعلم زوجته فاقامت معه سنة فقالت زوجته لجارتها ان سيدى كان يأتينا نهارا وله مدة لم يفعل ذلك فاذهبى اليه وانظرى اذا قام من الحانوت أين يذهب ، فذهبت الجارية وجلست فى مكان لا يراها سيدها فلما قامت تبعته الى ان أتى الى دار ودخلها فاستخبرت الجارية من الجيران ، فقالوا لها انها داره وله بها امرأة فعادت الى سيدتها فاخبرتها ، فأقمت معه سنين ولم تقل له تزوجت قط ، فلما توفىوأخذت ما خصها من ميراثه قسمته نصفين وقالت للجارية اذهبى بهذا المال الى بيت سيدك وقولى لها أحسن الله عزاءك فى بعلك فانه مات ، فقصت عليها القصة فقالت لها خذى المال واذهبى الى سيدتك قان الرجل طلقنى ولم أستحق منميراثه شيئا ، فأخذت الجارية المال وعادت الى سيدتها فأخبرتها بما قالت وهذه الحكاية من أغرب الحكايات وغربى هذا القبر لوح رخام فى حوش صغير مكتوب عليه عاتكة بنت كهمس والى جانبها من الجهة البحرية حوش مبنى بالحجر الفص فيه ابو طعمة من كبار التابعين قيل انه اول من أقرا اهل مصر القرآن الكريم وهذه التربى قد دثرت ولا تعرف الآن والى جانهم قبر أبى الحسن على القرافى كان شيخ وقته فى التصوف وكان مذهبه الزهد فى الدنيا أدرك جماعة من العلماء والمحدثين وحدث عنهم وادرك أباالحسن الدينورى

ويقول فى مرشد الزوار الى قبور الابرار :

الشيخ أبى الحسن على بن قيصر بن عمر القرافى رحمه الله تعالى ، كان شيخ وقته فى زمانه فى التصوف يرجع الى أنواع من العلم وكان مذهبه الزهد فى الدنيا وادرك جماعة من العلماء والمحدثين وحدث عنهم

قال رحمه الله : كنت مع أبى الحسن على بن حيان الدينورى فى مركب ، فوجد البرد ، فغطاه إنسان جندى بكسائه ، فقلت : يا سيدى ، تتغطى بكساء جندى ؟! فقال : أترى أن ابخل عليه أن يغفر الله عز وجل له !؟

وبجانبه الفقيه أبى العباس احمد بن بنت الشافعى يعرف بأبى الطيب صحب أبا بكر الزقاق وغيره من مشايخ القوم وكان يقول الصلاة تبلغك صدق المحبة والطريق والصوم يبلغك باب الملك وقيل أنه سأل الله تعالى أن تصيبه الحمى لما فيها من الأجر ، توفى سنة ثلاث وسبعين وثلثمائه وصلى عليه صاحب ابن الجداد

وابى الطيب ( خروف )



هو الشيخ ألزاهد العالم الصالح الشيخ ( خروف ) رحمه الله تعالى وكان يسمى أبا الطيب ، لطيب أعماله ، وليس فى تربته سواه ، والسبب فىذلك أنه سأل الله سبحانه وتعالى الايدفن عنده أحد ، وقيل إن قوما سمعو هذا الخبر ‘نده فقالوا : هذا هذيان ، فدفنوا عنده ميتا ، فلما أصبحوا وجدوه ملقى على وجه الأرض فامتنع الناس حينئذ من الدفن عنده

وفى الكواكب السيارة قال :

ذكر التربة المعروفة بأبى الطيب خروف هو الشيخ الزاهد الامام العالم أبو الطيب خروف ذكره ابن الجباس فى طبقة الفقهاء قال ابن عثمان فى مرشد الزوار سمى بأبى الطيب لطيب أعماله وان السبب فى ان ليس معه فى التربة احد ولا يدفن عنده غيره انه سأل الله تعالى فى ذلك فاستجاب له وقيل ان قوما سمعوا هذا الخبر عنه فقالوا هذا هذيان فدفنوا عنده ميتا فأصبحوا فوجدوه ملقى على وجه الارض فامتنع الناس من الدفن عنده من ذلك اليوم وكرامته مشهورة والحومة حومة مباركة يستجاب فيها الدعاء ، قيل انه من وقف فى تلك البقعة وجعل أبا الطيب عن يمينه والقاضى أبا زرارة عن يساره ومقبرة بنى اللهيب أمامه وأبا القاسم الاقطع خلف ظهره ودعا الله تعالى قضى الله حاجته وعند باب تربته جماعة من الاولياء رضى الله عنهم أجمعين
( والى جانبه من الشرق مسطبة بها قبر الفقيه ابن مهيب )

كان فقيها على مذهب الشافعى ( ويلاصقه تربة خلف ابن رستم الضرير المعروف بمصلى التراويح ) مات شهيدا قتله الحاكم بأمر اله الفاطمى وسبب ذلك أنه أمر بقطع الكروم من الجيزة وأن يترك بيع الفقاع وأن تجعل الأجراس فى أعناق النصارى والقرامى ( القرامى فى المصباح – القرام مثل كتاب الستر الرقيق وبعضهم يزيد فيه رقم ونقوش ) فى أعناق اليهود وجعل لليهود والنصارى حمامات على حدة وأن لا يدخلو حمامات المسلمين ومنه من أكل البذنجان والملوخية وأن يؤذن بحى على خير العمل ومنع من صلاة التراويح فلم يستطع أحد أن يصليها فدخل ابن رستم هذا فصلاها فقتل رحمة الله عليه ، ويلاصق

قبره قبر ضياء الدين ابن بنت الشاطبى

فى تحفة الاحباب 261



كان من أكابر العلماء واجل الفقهاء وقبره الآن قريب من تربة أبى الفضل بن الجوهرى الواعظ كان من أكابر مشايح المصريين وهو من أهل العلم من بيت علم وعدالة كان يعظ الناس فى جامع مصر أقام على ذلك سنين وسمع الأحاديث الكثيرة توفى سنة ثمانين وأربعمائة ( من هذا البيت سيدى بشر المدفون بالحى المعروف به بالأسكندرية ترجمه الحافظ السلفى فى معجم شيوخه ذكرته فى مجلة هدى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 04, 2025 7:52 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6420

سيدى بشر
( ..... – 528 هـ )


ينسب مسجد سيدي بشر إلى الشيخ بشر بن الحسين بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن بشر الجوهري... وهو من سلالة آل بشر الذين وفدوا إلى الإسكندرية في أواخر القرن الخامس الهجري أو أوائل القرن السادس الهجري مع من جاء من علماء المغرب والأندلس في تلك الفترة

وكان الشيخ بشر الجوهري متصوفا زاهدا اعتزل العالم وأقام في منطقة منعزلة على شاطئ البحر في مدينة الاسكندرية،

وهي التي عرفت باسمه فيما بعد. واشتهر بين الناس بصلاحه وتقواه ولما توفي عام 528 هجرية،

دفن في نفس المكان الذي كان يقيم فيه، وأقام الناس له ضريحا حول قبره.
وعندما امتد العمران إلى هذه المنطقة أنشأ الأهالي مسجدا حول الضريح في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي

والضريح عبارة عن غرفة مربعة الشكل تعلوها قبة على رقبة مرتفعة.. وفي أركانها مقرنصات مصفوفة في سبعة صفوف


وتقول الدكتور سعاد ماهر فى مساجد مصر

تقول الدكتورة سعاد ماهر فى ج1 ص 336 : من المتداول على ألسنة أهل الاسكندرية أن سيدى بشر المدفون فى المسجد المسمى بأسمه برمل الاسكندرية من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالرجوع الى المراجع التاريخية وكذا كتب السير يتبين لنا أن هناك ثلاثة من الصحابة باسم سيدى بشر كانوا قد وفدوا على مصر أيام الفتح وبعده *

جاء فى كتاب در السحابة فيمن دخل مصر من الصحابة

1- بشر بن ابى أرطاه : كان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد فتح مصر واختط بها وكان من شيعة معاوية شهد صفين معه وتولى إمارة البحرين وقال ابن ربيع أن بشر مات أيام معاوية بدمشق وقيل انه مات أيام عبد الملك بن مروان ودفن بالمدينة وقال السعودى مات فى خلافة الوليد سنة 86هـ وقال الواقدى ولد بشر فبل وفاة النبى صلى الله عليه وسلم بسنتين ولأهل مصر عنه حديث واحد *

2- ذكر السيوطى : بشر بن ربيعة الختعمى ويقال الغنوى مصرى ، روى حديثه أحمد والبخارى والطبرانى فى التاريخ وغيرهم أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقول: لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير اميرها ولنعم الجيش ذلك جيشها وقال عبيد الله بن بشر بن ربيعة الغنوى فدعانى مسلمة بن عبد الملك فسألنى فحدثته بهذا الحديث فغزا القسطنطينية .
3 – ويذكر ابن يونس * هو بشر بن جابر بن عراب قال : وقد وفد على النبى صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر ولا تعرف له زاوية *

ومن هنا نلاحظ إن هؤلاء الصحابة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

وقد عثرنا على بعض المقالات التى تنفى كل هذا فتقول الدكتورة سعاد ماهر ( يقول الاستاذ جاب الله ) إنه قد عثر على مخطوط لم يذكر اسمه او مكانه يؤخذ منه أن صاحب الضريح هو بشر بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن بشر الجوهرى وهوو من سلالة آل بشر الذين كان لهم مكان ملحوظ فى وعظ الناس وهدايتهم الى سواء السبيل ويضيف أنه وفد على الاسكندرية ولكنه لم يذكر من اين ، فى أواخر القرن الخامس أو أوآئل القرن السادس الهجرى أى فى عصر الدولة الفاطمية ومن المعروف ان مدينة الاسكندرية كانت قاعدة السنية فى مصر وانها ناهضت التشيع الفاطمى وانها كانت اولى مدن مصر التى اسست فيها مدارس سنية فقد أنشاء الوزير رضوان بن الولخشى سنة 532هـ المدرسة الصوفية نسبة الى فقيهها ابى الظاهر اسماعيل بن عوف الزهرى الاسكندرانى كما انشأ المدرسة السلفية ابن سلار وزير الخليفة الظافر بأمر الله سنة 546هـ للفقيه الحافظ ابى طاهر عماد الدين السلفى الاصفهانى الذى استوطن الاسكندرية سنة 511هـ ، وقد شجع تشيع الاسكندرية للمذهب السنى عددا كبيرا من علماء المغرب والاندلس على المجىء لمصر والنزول بها ولذلك فمن المرجع ان يكون سيدى بشر قد وفد الى الاسكندرية من بلاد المغرب وقد ورد فى سيرته انه لما قدم الاسكندرية كثر مريدوه واجتمع عليه علماء الثغر وأخذوا عنه الحديث والفقة وكان ممن حضر مجلسه ابو طاهر السلفى وقد وصف السلفى سيدى بشر بحلاوة الوعظ وقوة الحجة والتبحر فى علوم اللغة .



ينسب مسجد سيدي بشر إلى الشيخ بشر بن الحسين بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن بشر الجوهري. وهو من سلالة آل بشر الذين وفدوا إلى الإسكندرية في أواخر القرن الخامس الهجري أو أوائل القرن السادس الهجري مع من جاء من علماء المغرب والأندلس في تلك الفترة وقد ظهرت بالإسكندرية مدرستان إسلاميتان اجتذبتا اليهما طلاب العلوم الفقهية .. وهما

المدرسة الصوفية.. والمدرسة السلفية.

وكان الشيخ بشر الجوهري متصوفا زاهدا اعتزل العالم وأقام في منطقة منعزلة على شاطئ البحر في مدينة الاسكندرية، وهي التي عرفت باسمه فيما بعد. واشتهر بين الناس بصلاحه وتقواه ولما توفي عام 528 هجرية، دفن في نفس المكان الذي كان يقيم فيه، وأقام الناس له ضريحا حول قبره.

وعندما امتد العمران إلى هذه المنطقة أنشأ الأهالي مسجدا حول الضريح في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي . تم تجديد في عهد الخديوي عباس الثاني، الذي مد خط سكة حديد إلى المنطقة ليصلي في المسجد صلاة الجمعة من كل أسبوع أثناء قضائه فترة الصيف بالإسكندرية.

وفي عام 1945 تم توسعة المسجد وأضيف إليه ما جعل مساحته أربعة أمثال ما كانت عليها.

وفي عام 1947 أنشئ أمام المسجد ميدان فسيح وحديقة تجاور شاطئ البحر ليصبح حي سيدي بشر أحد أشهر أحياء الإسكندرية. وفي شهر يونيه عام 2000م وفي عهد المحافظ السيد اللواء / محمد عبد السلام المحجوب.. تم تجديد واجهات مسجد سيدي بشر وتطوير الميدان المواجه له من قبل إحدى شركات القطاع الخاص التي يملكها أحد رجال الأعمال الأقباط تعبيراً عن روح التسامح والوحدة الوطنية التي تتميز بها الإسكندرية . لم يكن الشيخ بشر بن الحسين يعلم أنه حين اتخذ من ذلك المكان النائي عن العمران والذي يتمتع بالهدوء و الصفاء مما يعين علي التعبد و التقرب إلي الله و الإطلاع و التفقه في الدين لم يكن يعلم أن هذا المكان سوف يعج بآلاف البشر بعد ذلك بنحو اقل من ألف عام بل لم يكن يتخيل أن هذا الشاطئ البعيد عن حدود الإسكندرية القديمة سوف يصبح قلب شواطئها بل وأهم شواطئها التي يرتادها المصاطفون من كل مكان.. وأن ضريحه سيصبح مزارا لكل القادمين إلي للاستمتاع بجوها الساحر خلال فصل الصيف وأن مسجده سيمتلئ بمئات المصلين الذين يقطنون حوله من كل ناحية بعد أن ظل قرونا عديدة و حيدا في هذا المكان فقد ظلت الإسكندرية في العصر الإسلامي الأول محتفظة بتخطيطها القديم ... فقد بقي تخطيط المدينة بعد أن فتحها العرب علي ما كأن عليه من قبل .. ذلك أن القبائل العربية التي شاركت في فتح اكتفت بالنزول في الدور التي هجرها الروم أما المباني التي أقامها العرب في فتجمع المراجع التاريخية علي أن الزبير بن العوام هو الوحيد الذي أقام بعض المباني بها مثلما فعل في الفسطاط. و لما استقل احمد بن طولون بمصر في القرن الثالث الهجري (الدولة الطولونية) رأي أن يحصن حدود مصر الشمالية فبني حول مدينة الإسكندرية سورا بدلا من السور القديم الذي هدمه عمرو في أيام الفتح رأى ابن طولون أن يحيط السور بالأجزاء العامرة في المدينة فقط و ترك الأجزاء المهجورة خارجة عنه.. و ذلك توفيرا للنفقات و الجهد .. و لذلك نجد أن السور القديم الذي أقيم في القرن الثالث الهجري كان يضم ما يزيد قليلا علي ثلث مساحة المدينة القديمة.. بعد أن استبعد منها المناطق الشرقية والجنوبية و الشمالية الشرقية .فتح بن طولون في سور المدينة أربعة لبواب تقابل الأبواب الأربعة القديمة و هي الباب الشرقي وباب سدرة أو باب العمود أما الباب الرابع فيقع في الجهة الشمالية و عرف باسمه القديم و هو باب البحر..

و من هذا يتضح أن مسجد و ضريح سيدي بشر كان يقع خارج حدود المدينة الشرقية في ذلك الوقت ..

إذ أن مقابر الشاطبي الرومانية .. و منطقة كامب شيزار تكون تكوّن حدود الإسكندرية الشرقية وأن مقابر المسلمين كانت وقتها في غرب المدينة كما يفهم من اسم باب القرافة .. وقد ظل تخطيط في العصر الفاطمي كما هو. و لما تولي صلاح الدين حكم مصر لم تتغير حدود الإسكندرية فإنه كما تذكر المراجع قد رمم أسوارها و لم يبني عليها.. أما في العصر المملوكي فقد احتفظت المدينة أيضا ألي حد كبير بالتخطيط القديم و قد ظل موكب السلطان يخترق المدينة من باب رشيد إلي باب القرافة أو الباب الأخضر و كان يقطعهما طريق آخر يتجه عموديا علي سور البحر و يصل باب البحر بباب سدرة..

و من هذا يتضح أيضا أن منطقة سيدي بشر ظلت حتى العصر المملوكي خارج مدينة الإسكندرية إلى أن التهمها العمران في العصر الحديث .

وصف المسجد

يتكون مسجد سيدي بشر الحالي من مستطيلين منفصلين
المستطيل الشمالي يتكون صحن مستطيل مكشوف تحيط به الأروقة من ثلاث جهات..
أما الجهة الرابعة وهي الجنوبية فخالية من الأروقة .. وفي شمال هذا المستطيل توجد دورة المياه والميضأة .
أما المستطيل الثاني (المستطيل الجنوبي ) ويقع في جنوب الأول وهو عبارة عن إيوان القبلة ..
ويحتوي هذا الإيوان على ثلاث بوائك (باكيات) من أعمدة مثمنة تحمل عقوداً مدببة ..
وتقسم الإيوان إلى أربعة أروقة موازية لحائط القبلة ..وفي الضلع الغربي لإيوان القبلة يوجد الضريح ..
والضريح عبارة عن غرفة مربعة الشكل تعلوها قبة على رقبة مرتفعة.. وفي أركانها مقرنصات مصفوفة في سبعة صفوف ..
وتعتبر القبة هي الجزء القديم في المسجد إذ إنها ترجع إلى القرن التاسع عشر الميلاد

نسب المسجد

ينسب مسجد سيدي بشر إلى الشيخ بشر بن الحسين بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن بشر الجوهري. وهو من سلالة آل بشر الذين وفدوا إلى الإسكندرية في أواخر القرن الخامس الهجري أو أوائل القرن السادس الهجري مع من جاء من علماء المغرب والأندلس في تلك الفترة وقد ظهرت بالإسكندرية مدرستان إسلاميتان اجتذبتا اليهما طلاب العلوم الفقهية.. وهما المدرسة الصوفية.. والمدرسة السلفية. وكان الشيخ بشر الجوهري متص

مكان دفن صاحبه

دفن في نفس المكان الذي كان يقيم فيه، وأقام الناس له ضريحا حول قبره. وعندما امتد العمران إلى هذه المنطقة أنشأ الأهالي مسجدا حول الضريح في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.

وفى مجلة الاسلام فى عامها الثالث 12 جمادى الآخر 1353هـ يوم الجمعة الموافق 21 سبتمبر سنة 1934 م العدد 23 ص 21



أقامت السادة الخلوتية فى يوم الجمعة 28 جمادى الاولى سنة 1353هـ الموفق السابع من شهر سبتمبر سنة 1934 م حفلة ذكر فى مسجد سيدى بشر باشراف حضرة صاحب الفضيلة العارف بالله الشيخ عبد الجواد محمد الدومى رئيس السادة الخلوتية بالقاهرى وبحضور جمع عظيم من العلماء والوجهاء يتقدمهم حضرة صاحب الفضيلة مولانا الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر الشيخ محمد الأحمدى الظواهرى وحضرة صاحب الفضيلة الاستاذ الكبي راشيخ محمد الشافعى الظواهر ى شيخ علماء الاسكندرية وقد ألقى الاستاذ عبد الجميد افندى وهبة المدرس بالأوقاف الملكية القصيدة الأتية ى ومطلعها :

[align=center]تحية إلى إخواننا السكندريين



على الظائر الميمون جشنا إلى الثغر
وفى كل قلب ما يلوح على الثغر
وبعدنا ولكن بالجوارح عنكو
وعدنا ليحظى الروح والجسن بالفخر
وماكانت الدنيا لتوهن ودنا –
ولم تلك ذكراكم لتتأى عن الفكر –
أيا آل ودى – كل عام وأنتمو
بخير – ولا زلتم أول الفضل فى مصر

نجوى إلى سيدى بشر



دعونى أواجه من قصدنا رحابه
وفى كل نفس ما بها من هوى عذرى
أيا سيدى بشرا – سلام أحبة
لمقرئه فضل الحنو على المقرى
وياذا اليد الطولى بربك نظرة
هى الامل المقصود من سفر السفر
ضيوفك . والاضياف فى شرعة الندى
ولوأذنبوا لن يرجعوا بيد صفر
ومازلت أهل البذل فى أوسع المدى
كما كنت قبلا خير من ضييفة يقرى
وقد كنت تلقى الضيف بالبشر والرضا
ولو كان خصما بين اللؤم والغدر
عرفت به إذ كان غيرك إن يعج
على ضيفه يرشقه بالنظرالشزر
لعلك كنت البشر للناس ظاهرا
بصورة إنسان فيالك من بشر
*************************


(( نجوى إلى أستاذى الدومى رضى الله عنه ))





أيا سيدى الدومى يا مظهر الهدى
ويامن به سترى وفى طيه جبرى
أحن إلى خمر المحبة سيدى
فهب لى رعاك الله من هذه الخمر
كأنى ما أنشئت إلا لأ نتمى
إليكم وأفنى فى محبتكم صبرى
ولكم ذقت فى وادى المحبة من أذى
وأسقيت ماصاب وأطعمت من مر
ومالى سواكم فى الحياة وأنتموا
شهود على قلب يئن من الهجر
ضعيف . وذى نفس على قوية
وابليس من إخلافها دائم الكر
فما يصنع المهزوم فى أسر هازم
وما حيلة العصفور فى هجمة الصقر ؟
وهذى شكائى للذين أحبهم
فماذا على السادات لو جبروا كسرى ؟
**
*******************
[/align]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 04, 2025 9:46 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 8029
جزاكم الله خيرا على هذه البحوث التي توضح وتصحح
ومن محاسن الصدف أني أطالع الآن ديوان الأستاذ عبد الحميد وهبة رحمة الله ورضوانه عليه وعلى شيخه العارف الدومي وعلى كل من تخرج من تحرج من مدرسته من العارفين والمحبين ,,,,, ولهم ولكم سيدي ولكل رواد القلعة الصبيحية جميعا : الفاتحة وثواب الكمالية :
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله .

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 08, 2025 8:13 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6420

*********************
وقبره بجانب قبر والده أبى عبد الله الحسين يقال انه جاءه رجل مبتلى فقال له ادع الله لى فقال له انا أدلك على من يدعو لك امضى الى بيت المقدس وانتظر حتى اذا فرغوا من الصلاة وخرجوا تعلق بالعاشر منهم وسله الدعاء فمضى الى بيت المقدس وبات فيه ثم أمسك بالعاشر وسأله الدعاء فدعا له فبرىء من ساعته وقا ل له من دلك على ؟ فقال أبو الفضل الجوهرى فقال : والله هو الاول غمزة بغمزة ( وقيل ) انه مع ولده فى قبره وكانت وقاته بأيلة منصرفا من الحج سنة ثمانين وثلثمائة وحمل الى مصر وهو مع ولده ومعه فى القبر ولده أبوالبركات بن أبى الفضل الجوهرى مات سنة احدى وثلاثين وخمسمائة وعاش بعد أبيه احدى وخمسين سنة ، وبلغ فى الزهد درجة أبيه

ويقول فى مرشد الزوار لقبور الأبرار

قبر الشيخ أبى الفضل الجوهرى الواعظ ( قمت بزيارته عدة مرات )
كان من كبار مشايخ المصريين ، وبيته بيت العلم والعدالة ، وذريته ذرية مباركة ، وكان يعظ الناس فى جامع مصر ن وأقام على ذلك سنين ، وسمع الحديث الكثير ، وكان ينشد على كرسى وعظه ويقول :

حذ كلامى مجربا فامتحنه وبميزان كنه عقلك زنه
طاعة الله خير مالزم العبد فكن طائعا ولا ثنأ عنه
ما هلاك النفوس إلا المعاصى فتوق الهلاك لا تقربنه
إن شيئا هلاك نفسك فيه ينبغة أن تصون نفسك عنه


ومن كلامه : احذر ما فيه هلاك نفسك ، صن نفسك عن معاصى الله ، ينبغى أن تستحى من الله ، كن من الله على حذر ، إياك أن يراك على ما نهاك فتسقط من عينه
وتوفى ابن الجوهرى سنة ثمانين وأربعمائة ودفن بجانب قبر والده أبى الحسن بن بشرى

وقيل : إنه قل ما بيده ،فجاء إلى ابن قادوس وسأله شيئا من المال على سبيل القرض ، وكان كثيرا ما يأخذ منه ، فقال له ابن قادوس : كم تطلبنى ، انكسرت القواديس ؟ ! فمضى وتركه وهو ضيق الصدر ، فلما أتى داره قال لغلامه : قد طال شعرى ، وما معنا شىء ندخل به الحمام وننفقه علينا ، فامضى الى السوق وأتنى بمزين ياخذ شعرى ، فمضى الغلام وأحضر مزينا مغربيا ، فلما وصل إلى الدار قال : هذه دار من ؟ قال : درا ابن الجوهرى ، الشيخ ابى الفضل ، فقال المغربى : والله إن هذا لعجب ! معى رسالة إليه ونفقة ( أى رسالة من أرض المغرب ) فلما دخل المزين قال له : إنى مرسل إليك بنفقة من المغرب ، فقال هاتها ، أنا أبو الفضل بن الجوهرى ، فدفع إليه ثلاثمائة دينار ، ثم أخذ شعره ومضى ، فأخذ ابو الفضل المال , ومضى إلى ابن قادوس وقال : ما تكسرت القواديس ولا أصابهم شىء

زوجت سيدى أبو الفضل

كانت من الصالحات ، قالت : جرى بينى وبينه مرة كلام ، فغضب وغضبت ، وتهاجرنا ليالى ، فلما كان فى بعض الليالى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول : ( لا تشغل قلب ولى الله تعالى : ( روأى هو أيضا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول له : لا تشغل ولية الله تعالى ) ، فلما أصبح جاء إلى عندى ففتحت الباب وقالت : والله جاءنى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يجىء إليك

وكان يعظ الناس فى جامع مصر ( جامع عمرو بن العاص ) وينصر مذهب السنة ، فوشى به واش إلى أمير الجيوش ( بدر الجمالى ) فأمر أن يجاء به إلى القاهرة بعنف فحضروا وقالوا : قد أمر السلطان بطوعك إلى القاهرة بعنف ، ولكن لا بأس عليك ، فقال لهم : اكعلوا بى من القرافة لئلا يقوم العوام عليكم ، فطلعوا به منها ، فزار الصالحين ، وزار من جملتهم أبا بكر القمنى ، وتحسب وجاء إلى قبر والده وقال : يا أبت ،جلست فى جامع مصر ونصرت السنة ، فرفع أمرى إلى أمير الجيوسش ، فأمر بحضورى ،وما أدرى ما يراد بى ، ثم بكى ودعا وتوسل ، ثم سار معهم إلى أنوقف بين يدى أمير الجيوش ، فسلم عليه ، فرد عليه السلام وأكرمه وقال له : يا سيدى ، يا ابا الفضل ، لا ترجع تعظ فى الجامع ، اجلس فى الزيادة ، فقال له من كان حاضرا : يا أمير الجيوش ، إنا رأيناك على حالة من أمر الجوهرى ، فلما حضر بين يديك زالت تلك الحالة بغيرها ، فقال : إنى رأيت فى الهواء إنسانا يقول لى : إذا آذيت ولى الله قتلناك ، قال ك فترك سيدى ابو الفضل الجلوس فى الجامع وجلس فى الزيادة ،وقال : حفظ الله السلطان ، نقلنا إلى الزيادة من النقصان ( والزيادة : هى بيت ابو الفضل )

ووعظ وزاد أمره ، وصار يتكلم وينصر السنة وينكر على من خالفه ، فأخبر الخليفة به وبما ينكر علىمن يخالف مذهب السنة ، فاستحضره الخليفة ، فلما حضر وجده جالسا على سرير فى القصر ، فلما رآه أكرمه وقربه وقال : يا سيدى أبوالفضل ، أريد أن تعمل فى وقتك بيتين من الشعر ، فقال له :

ولما رايتك فوق السرير ولاح لى الستر والمسند
رأيت سليمان فى ملكة يخاطبنى وأنا الهدهد

فضحك الخليفة وأمر أن لا يعترض عليه ، وأن يبقى على عادته فى جلوسه ، فأكثر القول فى نصرة مذهب السنة ، فأحضره أمير الجيوش ، فلما دخل عليه ، أنشده فى وسط داره وقال :

حب آل النبى خالط عظمى وجرى فى مفاصلى فاعذرونى
أنا والله مغرم بهواهـــــم عللونى بذكرهـــم عللــونى

فأمر بإطلاقه مكرما

وكان رحمه الله تعالى مجاهدا ، مفيما بمذهب السنة ، مؤيدا من الله عز وجل

وقيل : إنه اشتد به الحال من قلة النفقة وطلب العيال ،فخرج وجاء غلى الإطفيحى بالشرق (أى بلد أطفيح وينسب إليها بعض العلماء ) وشكا غليه حاله فقال له الأطفيحى : الساعة كان الأفضل عندى ، ودع لى هذه الصرة وقال : أعطها لسمتحقهيا ، وأنت مستحقها ،خذها فأنفقها ، فاخذها ، فوجد فيها خمسين دينارا ، فأخذها فأنفقها فى مدة ولم يقى مقعه شىء ، فطولب بالنفقه ، فقال : ما عندى شىء فقالت له زوجته : أخرج وتسبب لنا ، فخرج حائرا ، فجاء إلى الأطفيحى ، فسلم عليه ،وسأله عن حاله ، فأخبره بما هو فيه من الضائقة ،وسأله أن يكلم السلطان ، فقال له : يا سيدى يا أبا الفضل ، اضمى لسبيلك ، أنا ما جرت عادتى أنأبتديه بالكلام ، وما أكلمه إلا جوابا ، فخجل ، ومضى إلى بيته بلا شىء ، فقالت له زوجته : ما عملت ؟ فقال : إن سيدى وعدنى بكل خير ، فبات تلك الليلة وقام فى السحر ، فمضى إلى قبر أبيه ، ( بشرى ) فصلى ودعا ، وجلس عند القبر متحيرا لا يدرى ما يصنع ،فأخذه النوم فنام ، فلم يشعر إلا وهو يوقظ ، فقام من نومه ، فوجد إنسانا راكبا ملثما وإنسانا ماشيا ، فقال له : ما اسمك ؟ فقال : أبو الفضل ، فقال : وما اسم صاحب هذا القبر ؟ قال: ( بشرى ) فقال : أى والله ، فناولاه صرة ومضيا ،ففتحها ،فوحد فيها خمسين دينارا ، فمضى وقضى حاجته منها ، وأخذ بقيتها وجاء إلى الإطفيحى ، فقال له الإطفيحى : أقول كما قال يوسف عليه السلام لأخوته : ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم ) ، الذى دفع لك الصرة هو والله ( الأفضل ) وقد جاءنى وقال : سهرت البارحة سهرا شديدا فأخذت سيرة ابن طولون فقرأت فيها ، فغلبنى النوم ، فنمت ، فرأيت النبى صلى الله عليه وسلم وهو يقول لى : إذا كان غدا فى السحر امضى إلى القرافة وفتش فى القبور فإنك ترى – أو قال : تجد – رجلا لله ، به لله عناية ،قاعدا عند قبر رجل له به عناية ، ادفع إليه ما ينفق نفإنه بات البارحة بلا شىء ، فدفع لى خمسمائة دينار وقال : ادفعها له قليلا قليلا لئلا ينفقها مرة واحدة ، وقال : إنه دفع لك صرة فيها خمسون دينارا ، واقسم على بالله أنى أعلمك بها إذا فرغت أعلمته بذلك .

وحكى ابن العربى فى كتاب ( سراج المريدين ) قال : جلس أبو الفضل ابن الجوهرى يوما على المنبر ، فقال القارىء : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فقال : والله ما منعتها أبدا ، وأقبلت القلوب على كلامه ، فتعجبت من قوله هذا !

وروى عن محمد بن واسع أنه قال : خرجت يوما من المسجد ، فلقيت الشيطان فى طريقى ، فقال : يا محمد بن واسع ، إنى كلما رمتك وجدت بينى وبينك حجابا لا أستطيع أن أبلغ إليك منه ، قال : إنى أقول كل يوم إذا أصبحت

( اللهم ، إنك سلطت على عدوا بصيرا بعيوبى ،مطلعا على عوراتى ، اللهم فأيسة منى كما آيسته برحمتك ، وقنطه منىكما قنطه من عفوك ، وباعد بينى وبينه كما باعتدت بين المشرق والمغرب ، واطرده عنى كما طردته عن باباك ، يا أرحم الراحمين ) ، فقال له الشيطان : بالله لا تخبر بها أحد أبدا ، فقال : والله ما منعته من أحد أبدا

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
محمد بن واسع الأزدى ( لقب بزين القراء ) ولد سنة 40هـ / 660 م وتوفى سنة 123هـ / 740 م وهو تابعى فقيه ومحدث سيد قومه من الزهاد من اهل البصرة بالعراق
قال عنه فى شذارات الذهب : سيد القراء ، وعالم البصرة وعابدها ، محمد بن واسع الأزدى أخذ عن أنس ومطرف بن الشخير ، وطائفة وهو مقل ، روى خمسة عشر حديثا ومناقبة مشهورة
قال بعضهم : كنت إذا وجدت فترة أو قسوة ، نظرت فى وجهه فيذهب ذلك جميعه عنى
وقال له مالك بن دينار ، وقد نبهه على بعض دقائق الورع ما أحوجنى إلى معلم مثلك
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
والده أبو عبد الله الحسين بن بشرى الجوهرى – رجمة الله عليه

كان من الأجلاء الفضلاء وكان من المكاشفين ، وله كلام على الخاطر ، ولم يكن فى وقته مثله زهدا وعبادة وورعا ، ولم يأت بعده مثله ، وله حكايات عن نفسه وعما شاهد ، وخزطب به
قيل : إنه اجتمع مع الشيخ أبى القاسم الحسين بن الأنبارى ، قال ابن الأنبارى : سمعته يقول ذات يوم ،وقد ذكر عنده من يطلب الكيمياء ، فقال : العجب كل العجب أنترى هذه الطريقة بعمل الكيمياء ، الله يعلم أن قوما تعرض عليهم مفروغة فما يأخذونها ، يا سبحان الله ، إذا وقف العبد بين يدى الله سبحانه يتناثر عليه البر ، فإن وقف عند شىء منه أوقف عند ذلك ، وإن لم يقف وكان ناظرا إلى المعطى كان المزيد على قدر ذلك ! وذكر عنده رجل ذات يوم كان يسير فى السحاب فقال : إنى أعرف رجلا فىجامع مصر علا حتى رىه رجل ، وارتفع من الأرض وسار إلى السماء ، فقلت له : يا سيدى ، ما كان عليه ؟ قال : كان عليه قباء بياض ( أى ثياب فوق الثياب ) ، والشفاشف ( أى الزيادة والفضل ) بين رجليه يلعب بها الريح ، فعلمت أنه هو الذى نظره

وقال ابن الأنبارى أيضا : بت ليلة فى طارمة ( الطارمة بيت من خشب والطارم لفظ فارسى ) فى القرافة وحدى ، فجاء فى فكرى خاطر فقلت : فلان له ألف ركعة ، وفلان له كذا وكذا ، وقلت : يا نفس ، ما أعظم مصيبتك ، لم لا تكونى مثل هؤلاء ؟ ! فقتل : والله لأصلين ما أقدر عليه من الصلاة ، ثم قمت فصليت ركعتين ، وتركت حصاة عن يمينى ، وكلما صليت ركعتين جعلت حصاة عن يمينى ، ثم نمت ، فلما صليت الصبح مضيت إلى أبى عبد الله بن بشرى الجوهرى ، فتبسم وقال لى : ليس العمل بكثرة العدد وإنما العمل فى الإتقان ، قال الله تعالى ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) ( ولم يقل أكثر عملا )

وخرج أبو عبد الله الحسين بن بشرى ، رضى الله عنه ذات يوم فى جنازة فصلى عليها ، ثم جلس هو وجماعته فى قبة عند مصلى خولان الى بالقرب من مشهد طباطبا وهم ينتظرون الجماعة حتى يدفن الميت ، فقعدوا ساعة ثم قال لمن معه : قوموا بنا من هذا الموضع ، فخرجوا منه وعند خروج آخرهم وقعت القبة ، قال : فسئل الشيخ أبو عبد الله عن ذلك ، فقال : حصلت فى المصلى ، فاضطرب سرى ، فقللت : حادثة فى الجامع ، فلم يسكن ، فقلت : فى الصحراء ، فلم يسكن ، فقلت : فى البيت ، فلم يسكن ، فنظرت فإذا سرى لم يخرج من الموضع الذى أنا فيه ، فقلت : حادثة ، فخرجت وقلت : قوموا بنا ، فقمنا ، فكان ما عرفتم ،

قال ابو القاسم الحاكى : وقال لى الفقيه أبو عبد الله : ولم تبن القبة

ودخل عليه ذات يوم رجل ومعه جام زجاج صاف ، فقال : أرجوا أن تصفوا قلوبكم ونياتكم حتى تروا الأشياء قبل ورودها

قبر أم البركات

وفى القبر أيطا أم أبى الفضل الجوهرى والى جانب القبر المذكور قبر أم البركات زوجة الشيخ أبى الفضل قيل ان أمير مصر وقف على بابها حتى حميت الشمس عليه فلم تلكمه فلما انصرف قالت الحمد لله الذى لم يرنى وجه ظالم

قبر الشيخ المناجى

وبهذا التربة قبر الشيخ الصالح أبى العباس احمد المعروف ( بالمناجى ) حكى عنه أنه كان يحتطب فى كل يوم حزمة حطب فيبيعها وينفق ثمنها على الفقراء وكانت له حالة عظيمة ، قيل إن إنسانا رمى صرة فيها نفقة بين يديه وقال له : سيدى هذ هذه الصرة من تحت رجليلك فقال والله يا ولدى إننى مستغن عنها ولا أمسكها بيدى ، إن الله تعالى قد حمى عباده من الدنيا وقد أغنانى بهذه الحزمة الحطب التى على رأسى ، وإن من عباد الله من يقول لهذه الحزمة الحطب صيرى ذهبا فتصير ذهبا فصارت إلى الحال ذهبا ، ثم قال الشيخ إنما ضرت بك مثلا صيرى كما كنت فعادت كما كانت

( وقد زرت هذه الأماكن المباركة عدة مرات وهذا المكان المدفون فيه السيدة العابدة الناسكة عائشة جبر الطير رضى الله تعالى عنها وعنهم جميعا وجمعنا بهم فى عليين مع النبيين والصديقية والشهداء والصالحين ) آمين يارب العالمين

قبر الشيخ المدلى

فى هذه التربة الشيخ أبى العباس أحمد المعروف بـ ( الخياط ) ويعرف أيضا ( بالمدلى ) كان مقيما بمصر فى المسجد ثلاثين سنة وكان قوته وكسوته من خياطته ، ما طلب من أحد شربة ماء قط وكان زاهدا ولم ينقل عنه أنه اغتاب احد قط وكان سليم القلب كثير الاجتهاد فى طاعة الله تعالى مع ملازمته الصوم وكان لا يفتر لسانه عن تلاوة القرآن وكان فقيها على مذهب الشافعى وكان يلبس الخشن وربما وقع له مكاشفات اخبر عنها فى المستقبل وكان صادقا مقبولا عند الناس يستسقى به الغيث ويتبرك بدعائه

( حكى ) خادمه قال ك توليت خدمة الشيخ فى مرضه فقال لى حضرت الملائكة عندى وقال لى تموت ليلة الأحد فكان كما قال وذلك فى سنة ثلاث وسبعين وثلثمائة .

الشيخ أبى الفضل السائح

وفى زيارة لهذا الولى الصالح وقبره فى تربة الشيخ ابو الفضل الجوهرى

( هو ) الشيخ أبى الفضل السائح ، قيل إنه لقى رجلا قاطع طريق على فرس فقال له : اقلع القماش فقلع ثيابه وبقى السراويل فقال له : اقلع السراويل ، قال :" فخلفعه ورمى به ، فحدث الحصان ، وقال خذه وامضى فى اليم فأخذه فهرب الفرس حى أدخله فى اليم ، وخافى ، وخاف على نفسه الهلالك وقال فى نفسه ما أوتيت هذا إلا من قبل الذى أخذته قماشة ، فعقد مع الله تعالى توبة خالصة فرجع الفرس وكلع سالما فجاء غلى القرافة وطلب الشيخ فوجده فلما رآه الشيخ قال له اترك القماش وامضى إلى حال سبيلك فقد دعونا لك بالتوبة

الشيخ فخر الدين على

وفى التربة أيضا ( الشيخ الفقيه الإمام العالم فخر الدين على بن القفصى المدرس

كان عالما فاضلا ولما قربت وفاته أوصى أن يدفع فى هذه التربة لتناله بركة الشيخ أبى الفضل بن الجوهرى

كما يوجد بالتربة قبور تعرف بقبور أبى سابور

وبها حوش العامريين : وهو الحوش الغربى من قبر والد الشيخ الجوهرى وأجلهم بير بن أبى أرطاة العامرى

( بشير بن ابى أرطأة العامرى )
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
بُسر بن أرطاة بن أبي أرطاة وهو عُمير بن عُويمر بن عِمران بن الحُليس بن سيار بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤي القرشي[1] يكنى أبا عبد الرحمن وعداده في أهل الشام‌.‌ قالالواقدي‌: ولد قبل وفاة النبي بسنتين، وقال يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل وغيرهما‌:‌ قبض رسول الله وهو صغير، وقال أهل الشام‌:‌ سمع من رسول الله وهو أحد من بعثه عمر بن الخطاب مدداً لعمرو بن العاص لفتح مصر، على اختلاف فيه أيضاً فمن ذكره فيهم قال‌:‌ كانوا أربعة‌:‌ الزبير، وعمير بن وهب،وخارجة بن حذافة، وبسر بن أرطاة، والأكثر يقولون‌:‌ الزبير والمقداد، وعمير، وخارجة‌.‌ قال أبو عمر‌:‌ وهو أولى بالصواب، قال‌:‌ ولم يختلفوا أن المقداد شهد فتح مصر‌.
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

والله تعالى اعلم هل هو مات بمصر أم بدمشق فهو من موليد سنة 620 م بمكة المكرمة والوفاة سنة 700 م بدمشق والله تعالى أعلى وأعلم

(( يتبع ))





أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 09, 2025 5:21 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6420


وبالتربة قبور تعرف بقبور أبى سابور وحوش العامرين وهو الحوش الغربى من قبر أبى الشيخ الجوهرى وأجلهم بشير بن أبى أرطاة شهد فتح مصر واختط بها ، وخطته بها معروفة
قال القضاعى : والى بابه كانت تهرع المساكين بمصر وكان كثير الصدقة وخطته بها معروفة ومعه رجل من التابعين اسمه عبد الرحمن بن جبير العامرى مولى نافع بن عبد الله بن عمرو القرشى العامرى وكان بالتربة المذكورة ألواح رخام لكن فقدت ولم يبق لها أثر ومعهم فى القبر ابو عبد الرحمن العامرى كان من أكابر التابعين بمصر وكان كثير الزهد وروى الحديث ومعه أبى البركات البزاز وبالقرب منه قبر ضياء الدين بن بنت الشاطبى رضى الله عنه وقد سلف ذكره ثم تخرج من باب التربة وتمشى مستقبل القبلة تجد على يسارك حوش أولاد ابن خروبة وهو ما بين مصلى التراويح وحوش ابن غلبون وهو غربى قبر النيسابورى وعن يمينك قبة مخروقة السقف يقال إن بها عبد الله بن الزبير وقيل محمد تبن احمد ابن اخت الزبير بن العوام وقيل عروة بن الزبير وهذا كله ليس بصحيح فان عبد الله بن الزبير قتله الحجاج وصلبه بمكة ودفن بها ولم ينقل عن أحد من أهل التاريخ أن أحدا من ذرية الزبير بن العوام مات بمصر مع أن مالزبير بن العوام دخل مصر واختط بها دارا قيل ان داره الى كان بها السلم الذى تسلق عليه الصحابة يوم فتح مصر ودحل فصر وقتل فى وقعة الجمل ( قال على ) رضى الله تعالى عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( بشروا قاتل الزبير بالنار ) وقيل انه ابن بنت الزبير وهذا القول ضعيف ، وقيل من ذريته وقيل ان هذا قبر احد العبادلة السبعة ( وقال بعضهم ) بمصر مزار كتب عليه العام أولاد طلحنةوالزبير وليس بصحيح ولكن هذا القبر يزار بحسن النية وإن لم يعرف له اسم وبحرى السيدة سكينة بمقبرة الصدفيين مجدول مكتوب علىه عبد الله بن الزبير وهذا غلط وعلى باب هذه المقبرة المرأة الصالحة أم محمد بنت الحسين بن عبد الكريم الماشطة والى جانب هذه القبة من الجهة القبلية حوش ابن غلبون به الشيخ الامام الفقيه أبو الطيب بن غلبون من أكابر المحدثية روى بسنده قال لما أمر الوليد ببناء مسجد دمشق وجدوا فى الحائط القبلى لوحا من حجر فيه كتابة نفش فأتى به إلى الوليد فبعث به إلى الروم وسألهم ما فيه فلم يعرفوا ، فدل على وهب بن منبه فبعث إليه فلما قدم أحضر إليه اللوح فاذا هو من بناء هود النبى عليه السلام فلما نظر اليه وهب حرك رأسه وقراه فاذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم ابن آدم لو رأيت ما بقى من أجلك ، لزهدت ما ترجو من طول أملك ، وإنما يلقاك ندمك فو قد زلت بك قدمك ، وأسلمك أهلك وحشمك ، وانصرف عنط الحبيب ، وودعك القريب ، وصرت تدعى فلا تجيب ، فلا أنت الى اهلك عائد ، ولا الى علمك زائد فاعمل لنفسك قبل القيامة ، وقبل الحسرة والندامة وقبل أن يحضر اجلك ، وينزع ملك الموت منك روحك ، فلا ينفعك مال جمعته ، ولا ولد ولدته ، ولا أخ تركته وتصير الى منزل مضيق ولا تجد أخا ولا صديق ، فاعتنم الحياة قبل الموت والزاد قبل الفوت ، والقوة قبل الضعف والصحة قبل السقم قبل أن تؤخذ بالزلل ، ويحال بينك وبين العمل ، وكتب هذا فى زمن سليمان بن داود عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والصلام وكان أبو الطيب يقول من خلا بالله اظهره الله لعيون الناس ومن خلاله أخفاه عن عيون الناس وكانت وفاة أبى الطيب بن غلبون سنة سبع وثمانين وثلثمائة ومعه فى التربة أبو الحسن بن طاهر بن غلبون صاحب التذكرة والتكملة والقراءة انتهت اليه الرياسة فى زمنه

وحكى عنه أنه كان لا يجيز من قرأ عليه فى اول عمره فجاءه رجل من الغرب يقال له جعفر بن حميد المكناسى وقرأ عليه القرآن وجمع بالسبع فسأله أن يكتب له اجازة فأبى فقال له انى لم أقدم من الغرب الا لاقراء عليك فلم لا تجيزنى ؟ فقال يا بنى انى اخاف أن يقع منك غلطة فى كتاب الله تعالى او سهوة فذهب وتركه فلما كان تلك الليلة رأى فى منامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول له : أجزه ثم أجز من قرأ عليك ، فلما أصبح أرسل خلفه وقال له بالله عليك ما لاذى تعمل من العمل ؟ فقال له : أقرأ فى كل ليلة ختمه وأجعل ثوابها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأجازه الشيخ

( قال الشاطبى ) لم يكن فى زمن ابن غلبون اعلم منه بكتاب الله تعالى والى جانبه قبر اخيه وقبر ابنته المعروفة ( بعروسة الصحراء ) وقبرها رخام عليه أربع رمامين ماتت بكرا فى ليلة عرسها والسبب فى ذلك أن أبن عمها تزوج بها وزفت اليه فلما دخل عليها وكشف الغطاء عن وجهها رأت ابن عمها ولم تره ولا غيره من الرجال قبل ذلك غير أبيها فاستحت منه حياء عظيما فعمت فى ذلك الوقت بالعرق ثم قالت اللهم لا تهتكنى على يد احد فاستجاب الله تعالى دعائها وماتت من ساعتها فاظهر هذا السر على قبرها حتى ان الانسان اذا وضع يده على الرمامين فى زمن الشتاءيجدها عرقانة والتربة معروفة باجابة الدعاء

(( يتبع إن شاء الله تتعالى ))



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 12, 2025 6:33 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6420


قبر أخى المقوقس

وعلى الطريق مستقبل القبلة تجد على يمينك قبرا دائرا يقال انه قبر اخى المقوقس الذى أسلم على يد عمرو بن العاص وهو الذى هندس معهم الجامع العتيق وأمرهم أن يتخذوا كنيستهم العظمى جامعا والى جانبه تربة لطيفة بها قبر أحمد بن محمد مهندس المقياس والى جانبه قبر أبى جعفر النيسابورى والى جانبهم قبر مبشر الخير ومعهم فى الحومة قبر المؤذن بالجامع العتيق

قبر قبور الشماعين

ومن شرقيهم قبور الشماعين قيل انهم كانوا اذا مشوا فى الظلام يرى بين أيديهم شمع موقودة لا يعرف من أين يأتى فاذا وصلوا الى مواضعهم لا يوجد الشمع

قبر رقائق الضروس

والى جانبهم قبور مكتوب عليها رقائق الضروس قيل ان الانسان كان اذا وجعه ضرسة يرقونه فيسكن الوجع باذن الله تعالى

قبر ابو بكر بن فورك

والى جانبهم قبر ابن الامام قيل اسمه أبو بكر بن فورك وقيل اسمه على بن الامام قيل انه كان من أكابر العلماء وطلب للقضاء فاختفى سنين

قبر بن كهمس الجوهرى ( قارىء سورة يس )

والى جانبهم قبر ابن كهمس الجوهرى ذكره القضاعى فى كتاب الخطط وهو الان معروف بقارى سورة يس قيل انه كان يكثيرمن قراءة سورة يس ليلا ونهارا حتى كان ىخر قرائته منها عند موته ( ان أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون ) ولما مات رآه ولده فى المنام وهو يقول يا ابنى أكثر من قراءة سورة يس فان لها لسان تشفع به عند الله وقيل كانت وفاته عند قوله تعالى ( انى اذا لفى ضلال مبين ) فلما مات تأسف عليه ولده وقال ما أعهد ابى الا يقرأ القرآن ويفعل الخير والصدقة ولا ادرى كيف وقف عند هذا الوقف ، فرآه تلك الليلة على هيئة حسنة فقال له يا ابت ماذا فعل الله بك ؟ قال : يا بنى لما وضعتمونى فى القبر وانصرفتم عنى جاءنى ملكان فأقعدانى وسألانى وقالا لى من ربك ؟ فما شعرت بنفسى الا وانا أتلو : ( انى آمنت بربكم فاسمعون قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومى يعرون بما غفر لى ربى وجعلنى من المكرمين )

صاحب بردة سيدنا حضرة النبى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

والى جانبه من الجهة القبلية قبر قال بعضهم هو صاحب البردة يعنى بردة حضرة سيدنا النبى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وحكى ان قوما شكوا فى ذلك وأنهم حفروا قبره فوجدوا ملفوفا فى بردة لم يأكلها التراب فردوا عليه الدفن وزعموا انها بردة النبى صلى الله عليه وسلم وهذا غير صحيح لأن بردة حضرة سيدنا النبى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى أيدى بنى العباس الى الآن ولم ينقل عن أحد من أهل التاريخ انه ذكر صاحب البردة لا من الصحابة ولا من التابعين وآثاره صلى الله عليه وسلم معروفة بمصر ويحتمل ان تكون هذه البردة بردة رجل من الصالحين – والى جانبهم قبر القاضى أبى سعيد كان حسن السيرة فى قضائه بمصر

قبر مقبل الحبشى

والى جانبهم قبر داثر به مقبل الحبشى كان رجلا صالحا قيل إنه مات فى مجلس أبى الفضل الجوهرى

قبر عبد العزيز بن مروان أمير مصر

– وبالقرب منهم من الجهة القبلية قبر بها قبر عبد العزيز بن مروان أمير مصر قيل لم يدخل مصر أمير من الأمراء أكرم منه وهو معدود فى طبقة التابعين
وعبد العزيز بن مروان هو هو: عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي. وعند عبد مناف يلتقي نسب عبد العزيز مع نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبوه مروان بن الحكمرابع خلفاء بني أمية، وابن عم الخليفة الراشد عثمان بن عفان مباشرة، ويُعد في الطبقة الأولى من التابعين، عمل رئيساًً للديوان في عهد عثمان، ثم أميراًً للمدينة في خلافة معاوية.

أمه هي: ليلى بنت زبان بن الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي، منبني كلب.
أشهر إخوة عبد العزيز هو الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان الذي ولي الخلافة بدمشق بين عامي 65ـ 86 هـ، ومنهم أيضاً بشر بن مروان الذي ولاه الخليفة الأموي على العراق وقضى على ثورة مصعب بن الزبير الذي خرج تابعاً لأخيه عبد الله بن الزبير، ومنهم محمد بن مروان أمير الجزيرة والثغور.
وفى شذرا الذهب يقول : توفى عبد العزيز بن مروان أبو عمر ولى مصر عشرين سنة وكان ولى العد بعد عبد الملك ، عقد لهما أبوهما كذلك ، فلما مات عقد عبد الملك من بعده لولده ، وبعث غلى عامله على المدينة هشام بن إسماعيل المخزومى ليبايع له الناس ن فامتنع سعيد بن المسيب ، وصمم ، فضربه هشام ستين سواطا وظيف به ، وروى عبد العزيز ، عن ابى هريرة وغيره

وقبور كل هؤلاء قد قام المؤررخ حسنى جعفر والمرشدة السياحية آية إبراهيم بتحديد قبور كل هؤلاء قبل الاندثار
وقد ذكر ذلك فى موسوعتهم فى الجزء الخامس ( موسوعة القرافة – التوثيق – قبل الآندثار )

أبى الفضل محمد العصافيرى

وعند باب القبة التى بها عبد العزيز بن مروان قبر الرجل الصالح ابى الفضل محمد العصافيرى وسبب شهرته بذلك أنه لما حمل على النعش أتت عصافير خضر الى النعش وصارت ترفرف عليه الى قبره وقيل انه كان يعمل بثلاثة دراهم فيتصدق بدرهمين منها ويشترى بالدرهم الاخر عصافير ويعتقها حتى قيل انه أعتق عصفورا ثلاثين مرة وقيل ان عصفورا نزل معه الى قبره فرآه ميتا فى اللحد وقيل إن العصفور لما نزل معه فى القبر غاب ساعة ثم صعد من القبر واذا قائل يقول قد أعتقناه ، والموضع معروف بمسجد العصافير

قبر ابو الحجاج يوسف الامام

وعند باب التربة قبر عليه عمود مكتوب عليه أبو الحجاح يوسف الامام قيل ان الغاسل أراد أن يكفنه فى كفن فرأى من نزعه منه ثم جىء اليه بكفن آخر فكفن فيه وهو بين العصافيرى وصاحب الوديعة

( يتبع إن شاء الله تعالى )



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 12, 2025 7:48 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6420


تربة بن حليمة السعدية رضى الله عنهم


وأما التربة المعروفة بابن حليمة السعدية فانها غربى قبة عبد العزيز بن مروان وهو قبر حجر عليه رخامة مكتوب عليه اابن حليمة السعدية اخو النبى صلى الله عليه وسلم من الرضاعة وهذا لا يصح فان رضيع النبى صلى الله عليه وسلم ليس هو بمصر أصلا بل ولا دخل مصر –

قبر أولاد سيدنا أبى بكر الصديق رضوان الله تعالى عنهم


وبالتربة ايضا قبر كبير علي هيئة المسطبة قيل ان به أولاد ابى بكر الصديق وقيل انهم من البكريين وقيل ان محمد بن ابى بكر خلف ولدا بمصر اسمه عبد الله وقبره بالنقعة ولعل هذا هو الصحيح

قبر اسامة الملاح


ومقابل هذه التربة قبر رخام به اسامة الملاح يقال انه من أصحاب الشيخ شهاب الدين السهروردى – وبالحومة قبر صاحب العشارى وبحرى هذه التربة قبور عليها مجاديل كدان يقال انها قبور بنى أسامة الملاحين والملاح فى لغة أهل العراق النوتى

مسجد الانبارى ( صاحب الوديعة )


ثم تمشى فى الطريق المسلوك مستقبل القبلة خطوات يسيرة تجد مسجد الانبارى تحت حائطه من الجهة البحرية قبر الشيخ الصالح أبى عبد الله محمد بن ابراهيم المعروف بصاحب الوديعة وسبب اشتهاره بذلك أن رجلا أودع عنده مالا ثم جاءه آخر ليأخذ المال عنده ويعة فقا له أعندك مال وديعة ؟ قال : نعم ، قال : لو أراد صاحب الما لان يودع عندك شيئا ما أودعه عندى ، قال : صدقت امض الى حال سبيلك – وبين قبر صاحب الوديعة وقبر العصافيرى قبور مشايخ القصارين وقبور جماعة من رؤساء البحر المالح

قبر الجلاد

وقبر الشيخ الصالح أبى الحسن المعروف بالجلاد قيل : إنه اشترى سوطا وأعطاه لامه ، وقال لها : إذا انا نمت اضربينى ، وقال : لو علم النائم ما يفوته بالليل من حلاوة العتاب وطيب المناجاة لبكى الدم اذا اصبح – ويلى هذا القبر من الجهة الغربية تربة الانبارى

قبر بن معاوية



وعلى باب هذه التربة قبر كان عليه مجدول رخام مكتوب عليه بالقلم الكوفى ابو العباس بن معاوية القرشى ، قال بعضهم : هو ابن معاوية صالح فقيه مصر وعالمها وأكثر اهلها ورعا وعلما ، كان يحيى الليل فاذا أصبح جلس بين اصحابه فى الحقة ( وقال ) قاتلوا النعاس لقد غلبنا النعاس البارحة وهو معدود فى طبقة عبد الرحمن بن القاسم –
العالم أبى بكر الانبارى رضى الله عنه

وأما حوش الانبارى فان به قبر الشيخ الامام العالم الزاهد أبى بكر الانبارى صاحب كتاب الوقف والابتداء فى القرآن

قيل : إن من جملة محفوظه عشرين ومائة تفسير بأسانيدها . قال أبو بكر الخطيب : كان ابن الأنباري صدوقا دينا من أهل السنة . صنف في علوم القرآن ، والغريب والمشكل ، والوقف والابتداء . وقال غيره : كان من أعلم الناس وأفضلهم في نحو الكوفيين , وأكثرهم حفظا للغة


. هو الإمام الحافظ اللغوي ذو الفنون أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ القَاسِمِ الأَنْبَارِيُّ. ولد سنة 272 للهجرة.

ولد أبو بكر في الأنبار سنة إحدى وسبعين ومائتين. ورد على بغداد، وهو صغير، ونشأ في بيت علم إذ كان والده من كبراء علماء الكوفيين في عصره، ووالده نحوي مشهور اسمه أبو محمد القاسم الأنباري. كان محمد ذكيا فطنا عرف بكثرة حفظه. قال أبوعلي القالي عنه انه كان يحفظ 300 الف بيت شاهد فيالقرآن وسئل عن حفظه فقال: أحفظ ثلاثة عشر صندوقا. وحدثت أنه كان يحفظ عشرين ومائة تفسير من تفاسير القرآن بأسانيدها.

توفى أبو بكر الانبارى سنة 328 هـ

بقول ابن العماد فى شذرات الذهب : إنه أملى غريب الحديث فى خمسةوأربعين ألف ورقة ( قاله فى العبر )

وقال ابن ناصر الدين : كان فى كل فن إمامة وكان إملاؤه من حفظه ومن أمالية المدققة ( غريب الحديث ) فى خمسةوأربعين ألف ورقة

وكان سائر ما يصنفه ويمليه من حفظه لا من دفتر ولا كتاب

قال محمد بن جعفر التميمى : ما رأينا أحفظ من ابن الأنبارى ، ولا أغزر بحرا ، حدثونى عنه أنه قال : أحفظ ثلاثة عشر صندوقا

قال : وحجثت عنه أنه كان يحفظ مائة وعشرين تفسيرا بأسنانيدها

وقال أبو على القانى : كان شيخنا أبو بكر يحفظ فيما قيل ثلثمائة ألف بيت شاهد فى القرآن

قال الخليفة يوما أنحسن تعبيرا الرؤيا ؟

قال : نعم

فذهب من ليلته وحفظ كتاب القيروانى ( وكانت ) الفتوى تأتيه من المغرب والعراق ومن غريب ما اتفق له أنه أجلس يوما على باب مسجده فجاءه رجل من أهل الشرطة فقال له : يا سيدى أجرنى ، قال له أدخل فدخل فجاء القوم فقالوا له أين ذهب الرجل قال لهم دخل المسجد فلما سمع الرجل ذلك خاف فنظر واذا بالحائط قد انشق نصفين فخرج منه ودخلوا فلم يجدوا أحدا فخرجوا وذهبوا الى حال سبيلهم وجاء الرجل الى الشيخ فقال له الشيخ ما كان الله ليضيع من استجار بأبى بكر الانبارى

وقيل انه وجد عنده ما يزيد على حمل من الاقلام المبرية وحمل ليف أبيض ويقال انه حفظ فى ليلة ألف سطر وانه حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين وقرأ العلم فى سنة والنحو فى شهر وعلم الفلك فى سبعة أيام وعلم الرؤيا فى ليلة وهذه الكثرة ذكائه وجوده قريحته وسبب ذلك أنه لم يأكل مالحا قط

وقيل له : ما الذى يذهب حلاوة العلم ؟

قال : أكل مال الملوك

قال : للسلطان حين قال له كيف انت وكيف حالك ؟

قال " أقول كما قال بعضهم لمعاوية كيف تسأل عمن سقطت ثمرته وذبلت بشرته وابيض شعره وانحتى ظهره وكبر سنة وذهب لهوه وكثر سهوه وقرب بعضه من بعضه

كان رحمه الله زاهدا ورعا كثير العلم وقبره بالنقعة معروف يزار

وحول قبره الخمسة الابدال ودينار العابد رضى الله تعالى عنهم جميعا ونفعنا بعلومهم وحشرنا معهم فى عليين مع النبيين والصدييقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا


عبد الله المحاملى الشافعى



كان من أجلاء العلماء وأكابر الزهاد يقال : أن من وقف بين قبر المحاملى والانبارى ودعا بما شاء استجيب له

وكان المحاملى ررحمه الله تعالى من الحفاظ وله تصانيف فى الفقه

حكى انه كان بجواره رجل من الأغنياء بمصر وهو يومئذ يشتغل بالعلم فى ابتداء أمره فكان جاره الرجل الغنى يقول لولده إنى يعجبنى هذا الشاب فانى لا أراه إلا وهو يتلو القرآن ويقرأ العلم ويرى ما هو عليه من الفقر

وكان يرسل اليه دراهم فيأخذها المحاملى ينفقها على نفسه وكان يسأل الله تعالى أن يسهل له ما يتجر به ثم هرج يوما وأتى جبانة مصر ودعا عند مقابر الصالحين حتى أتى الى قبر عبد الله بن طباطبا فقرأ عنده وبكى فأخذته سنة من النوم فرآه فى المنام وهو يقول له أذهب فقد قضيت حاجتك ، قال فى الدنيا ؟

قال : له فى الدنيا وفى الآخرة

قال : والآخرة ، فنزل من الجبانة وجاء الى منزله وكان شعثا فدخل فما استقر فى الجلوس إلا وعلى الباب من يناديه فظنه بعض الطلبة فقال : اذهب فليس لى بك حاجة ، فقال : له افتح فأنا حاجتك ، ففتح الباب فاذا هو جاره الغنى معه ألف دينار فى كيس فاعطاه اياه وأعطاه بقجة قياب وقال له : اذهب الى الحمام والبس الثياب فاذا خرجت من الحمام خذ الكيس واشت به الى بيتى فاذا دخلت على فتحدث معى ساعة ثم قل بعد ذلك قد جئتك خاطبا لابنتك فاذا سكت فقل هذه ألف دينار مهرها ثم خرج الرجل وجاؤ الى منزله ففعل المحاملى ما أمره به ثم جاء اليه وطرق الباب عليه ، فقال الرجل لغلمانه انظروا من بالباب ، فقالوا رجل حسن الزى ، قال : مروده فيدخل ، فقالم له ورحب به وأجلسه الى جانبه فتحدث معه ساعة ثم قال له انى جئتك خاطبا لابنتك فأراه الغضب وقال له ما معك مهرها ؟ قال : ألف دينار ثم رمى الكيس بين يديه فقام لأمها وقال لها انا لا نجد مثل هذا ، فقالت : زوجها له ، فزوجه اياها من ساعته وأدخله عليها من الغد ، وعند موته أوصى له بثلث ماله وكانت هذه الزوجة موافقة له

وكان المحاملى من العلماء المشهورين بالعلم

قال ابراهيم بن سعيد الحوفى : كنت أرى أكابر العلماء يزورون قبره ويتبركون بالدعاء عنده

ملحوظة مهمة
=======
اين قبر طباطبا رضى الله عنه : هذا قبر طباطبا وأهل بيته من آل بيت حضرة سيدنا النبى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وجماعة من العلماء والصالحين من بن زولاق و بجانب قبر الإمام أبى الحسن بن على بن الحسن المعروف بصاحب الحورية ، قبر به العبد الصالح فرج ، كان عبد لهم ، توفى قبل وفاتهم ، وكان إذا اشتد عليهم الأمر فى شىء قالوا : ( اللهم ببركة فرج فرج عنا ) ، فيفرج الله عنهم ببركته

- وممن قبر بهذا المشهد العالم الفاضل ، المؤرخ أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن الحسين بن الحسن بن على بن خلف بن راشد بن عبد الله بن سليمان ابن زولاق الليثى المصرى
- قطر الندى ابنة خماروية بن أحمد بن طولون والتى تزوجت عام 281هـ / 894م

وعدد كثير من الأولياء والصالحين

أين هذه القبور إن قبورهم كانت تغمرهم مياه عين الصيرة ونقلت القباب فقط الى متحف الحضارات الموجود بعين الصيرة وردم على الرفات رفات أهل بيت حضرة سيدنا النبى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

اين قبر المحلى وغيره أندثر كل شىء لماذا ؟

ورفات الأولياء والعلماء وهذا مثل ابن خلدون والمقريزى والأولياء عند فتح الشارع الجديد بباب النصر

((( يتبع ان شاء الله )))



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 13, 2025 5:58 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6420

قبر الرجل الصالح على بن محمد المهلبى ( المعروف بدبير)

وسبب شهرته بذلك أنه قال : خرجت يوما فلقيت قوما بيض الوجوه فعجبت من نور وجوههم فاخترت مرافقتهم فصحبتهم يومين متواليين فلم أر احد منهم يأكل شيئا فتشوشت فى نفسى لعدم الأكل والشرب فقالوا لى مالك يا غلام ؟
قلت : جائع وعطشان

فقالوا : انك لا تصلح لمرافقتنا ثم قالوا منهم رده فأخذ بيدى فاذا أنا قائم على باب منزلى وفاتتنى صحبتهم فلاجل هذا سميت نفسى بهذا الاسم

وقيل : عنه انه حفر قبره بيده وكان يأتى اليه وينزل فيه ويتمرغ ويقول : يا قبير جاءك دبير

ومعهم فى التربة سبعة من البدال كان يشار اليهم فى زمنهم بالخير والدين والصلاح وهم أحمد وابراهيم واسماعيل ومحمد وعبد الله ويحيى وموسى

وبهذه التربة قبر الرجل الصالح المعروف بالسدار وقيل بها الخمسة الأشياخ وبالتربة أيضا رخامة قديمة مكتوب عليها قبر السبتى بن هرون الرشيد وهذا غير صحيح فان بعض المؤرخين نقل أن السبتى مات ببغداد ثم تخرج من باب التربة الغربى تجد قبرا مبنيا على هيئة المسطبة وعنده محراب قيل هو قبر الفران – قال بعضهم اسمه هلال كما هو مكتوب على قبره وقيل اسمه أبو الحسن على وهو الصواب حكى عنه أن امرأة أتته ومعها رغيفا عجين تريد ان تخبزهما لها فلما أخرجهما من الفرن تنهدت وبكت ، فقال ما يبكيك ؟ قالت : ان ولدى فلانا بالحجاز وقد وددت أن يأكل من هذا الخبز ، وكانت ليلة الوقفة فقال لها : لفيهما فى المنديل واتركيهما فتركتهما ومضت فلما جاء الحاج جاء ولدها ومعه المنديل فقال لا اله الا الله متى جاءك هذا المنديل فقال ليلة الوقفة وفيه رغيفان ساخنان فشاع ذلك واشتهر وقد كان الحجاج يأتون منالحج ويقولون ان فلانا الفران كان معنا فى هذه السنة مع انه لم يذهب من مكانه والناس يرونه فى كل يوم وهذا مما لا ينكر من أرباب الطى ، وقد تقدم لنا حكاية عن ابى الخير التيناتى مثل هذه ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ، والى جانب هذه القبر قبر زوجته كانت من الصالحات وبحريهما بخطوات يسيرة قبر سيد الأهل بن حسن المعروف بالقماح مبنى بالطوب على هيئة مسطبة قيل انه كفل خمسمائة بيت فى الغلاء فى دولة المستنصر وكان له صدقة ومعروفا وغربيه تربة بنى شداد العمائم وهى الآن دائرة لا تعرف والى جانب قبر الفران تربة تعرف بالذهبى واسمه عمر كان اماما بمسجد اليثم والمسجد العتيق بمصر وكان فقيها محدثا عالما من أكابر الفضلاء وأجلاء العلماء وقبره بحومة الفتح ( ومعه فى التربة قبر الفقيه حميد المالكى ) حكى عنه أنه ناظر بعض المالكية فى مسئلة فقال له رجل أخطأت يا فقيه ، فقال له كذا قال مالك ، فقال لم يقله مالك ولا غيره ، فلما كان الليل رأى الرجل فى منامه مالكا وهو يقول والله لقد قلته وقاله غيرى ، فلما أصبح الرجل جاء الى الشيخ فلما رآه قال يا بنى صدقنا فصدقونا ، وكان مشهورا بالخير والصلاح وفىحائط هذه التربة حوش لطيف به قبور قيل انها قبور أولاد النجيب المقرى بالجامع العتيق وليس بصحيح ومن وراء حائط الانبارى قبور جماعة من الصالحين وقد دثرت قبورهم فاذا خرجت من حوش الانبارى وأخذت مقبلا تجد على يسارك قبر الشيخ المعروف بالهمهم الجيزى احد مشايخ الزيارة حكى عنه انه كان يمشى ويهمهم بشفتيه فتبعه انسان فى الليل فرآه فلما وصل الى باب الجامع رآه مغلقا فانفتح له الباب فدخل وصلى ثم خرج وأغلق الباب فقال له الذى تبعه بالله يا سيدى ماذا تقول فقال له الشيخ اسكت أما يكفيك سكوت الكلاب وفتح الابواب والى جانبه قبر القصار حكى عنه انه كان اذا سمع المؤذن القى القطعة من يده وبادر الى الصلاة وقيل انه كان يعرف وقت الصلاة بغير أذان وحوله جماعة من القصارين وقد تقدم ذكرهم وشرقيهم قبر الزعفران الذى سلفه ذكره والى جانبه قبر ولده اسماعيل بن حسين الزعفرانى صاحب الامام الشافعى ثم تمشى فى الطريق المسلوك وأنت مستقبل القبلة قبل أن تأتى الى تربة الشيخ أبى العباس احمد المعروف بالحرار وقبل وصولك الى هذه التربة تجد قبرا داثرا عليه عمود قديم قيل ان به عامر المعافرى وليس هذا بصحيح فان المعافريين فى مقبرة واحدة وعامر هذا هو أول من دفن بالقرافة وهذا لا يعرف قبره الآن الا أنه بمقبرة المعافرييين وبجوار قبره مقبرة بنى كندة وهى مقبرة عظيمة بها جماعة من الصحابة والتابعين أولها قبر الشيخ أبى العباس وآخرها قبر الزعفران المذكور وشرقيها ابن عبد المعطى وغربيها الفتح وبهذه المقبرة قبر عدى بن عدى وبها أيضا عمران بن عبد الله الكندى وقيل ان فى مقبرتهم رجلا من الأنصار يقال له الأبوصيرى من بنى عمران شهد فتح مصر وبها أيضا قبر عدى الكندى دخل مصر وشهد فتحها مع عمرو بن العاص – ذكر تربة الشيخ أبى العباس احمد بن أبى بكر التجيبى الاصل الاشبيلى المنشأ من عرب الأندلس وكان ينسج الحرير السقلاطونى فسمى بالحرار وصحب باشبيلية رجلا يقال له ابن العاص كان اماما محدثا فخدم واجتهد فى ذلك وانتفع به وبخدمة غيره من الفقراء الى أن سمع بسيدى جعفر الاندلسى فهاجر هو وجماعة معه اليه كلهم من أشبيلية وكان كل منهم له دعوة فلما وصلوا الى الأندلس قال قوم نزور ابن المرأة وكان هذا ادعى النبوة فقال الحرار أنا ما هاجرت الا لأجل أبى أحمد جعفر فوافقه الجماعة ودخلوا معه الى ابى احمد فوجدوا عنده خلقا عظيما وجمعا لا يحصيهم الا الله سبحانه وتعالى ونقباء كل نقيب مكفل بوظيفة فأحضروا بين يديه وصفوهم صفا فنظر اليهم الشيخ ثم قال اذا جاء الصبى الى المعلم ولوحه ممسوح كتب له المعلم ،واذاجاء ولوحه مكتوب فأين يكتب له المعلم فالذى جاء يرجع ، ثم نظر نظرة أخرى وقال من شرب من ماء واحد سلم مزاجه من التغير ومن شرب من مختلفة لا يخلو مزاجه من التغير وكان ذلك اشارة للجماعة اذ أشركوا فى زيارته غيره – قال أبوالعباس فشكرت الله أن عافانى من ذلك ثم أشار بيده الى الخدام فقاموا بين يديه ثم أمر أصحابى بالانصراف وأفردونى الى مكان فيه جماعة من أصحاب الشيخ باشارته فرأيت دارا فيها أربعمائة شاب كلهم فى سنة خمس عشر سنة فلما أتيت اليهم قالوا يا أبا احمد من حين خرجتم من بلدكم أطلعنا الله تعالى على أحوالكم وعزفنا كل واحد منكم بأى وصف جاء ، فلما كان اليوم الثانى اراد جماعة منهم ان يتخصصوا موضعا ويجعلوا فيه سماعا



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 14, 2025 7:21 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6420


أطلعنا الله تعالى على أحوالكم وعزفنا كل واحد منكم بأى وصف جاء ، فلما كان اليوم الثانى اراد جماعة منهم ان يتخصصوا موضعا ويجعلوا فيه سماعا فأخذونى صحبتهم فلما اجتمعنا فى المكان احضروا شيئا للأكل ثم قرأ إنسان شيئا من كتاب الله تعالى ، ثم شرعوا فى السماع فبينما نحن كذلك إذ دخل رجلان فى المكان المذكور وأخذا واحج من الجماعة وخرجا ثم اخذا واحد آخر ثم أخذانى وأخرجانى الى الباب واذا بمتولى المدينة واقف على الباب وكتفه فى خد الباب الواحد وحربته فى الخد الثانى وزبانيته بين يديه وكلما خرج واحج يتسلمونه ويذهبون به الى المسجد فلما خرجت بقيت واقفا قدام المتوفى لا هو ينظرنى ولا زبانيته ، فبينما أنا على ذلك واذا بالحائط الذى خلفه انشق وخرج رجل عليه ثياب خضر فأخذنى وأخرجنى من الحائط وقال لى : أنج بنفسك وما عليك من هؤلاء فذهبت الى جامع البلد واذا البلد قد ارتجت لأخذ الفقراء – وكان السبب فى ذلك أن الشيخ كان يأمر أصحابه أن لا يجتمعوا على تلك الصورة فحصل لهم ذلك لمخالفتهم الشيخ ثم إنى استحييت من الجماعة الذين كنا معهم بسبب أنى نجوت دونهم فبينما أنا كذلك واذا بخادم الشيخ قد جائنى وأدخلنى على الشيخ فوجدت الجماعة الذين كنت معهم حاضرين فجلست بين يدى الشيخ فقال الشيخ للجماعة مامنكم الامن يمشى على الماء ويطير فى الهواء لما لا عملتم مثل ما عمل هذا حين دخلوا عليه – قال : أبو العباس فشكرت الله إذ مدحنى الشيخ بهذا ثم انصرفنا ، فلما كان اليوم الثانى جاءنى الخادم فحضرت معه الى الشيخ فلما جلست نظر الى الشيخ وأمدنى بما أمدنى قم قال لى انصرف الى بلدك فقد استغنيت فانصرفت وسافرت الى اشبيلية فمنذ خرجت من بين يدى الشيخ انكشف لى العالم العلوى كشفا لا يحتجب عنى منه شىء وكنا أمشى على الأرض كالرغوة على وجه الماء فكان أهلى وأصحابى يختلفون فى فمنهم من يقول ما هو أحمد واكنت أدخل المسجد فاخلع نفسى مع نعلى وأشهد لمن أصلى ومع من أصلى وقال رحمة الله تعالى عليه لما سافرت مع العرب الى ديار مصر عبرت على المهدية فوجدت فيها الشيخ أبا يوسف الدهمانى فبت معه تلك الليلة فى رباطه على البحر ثم سافرت فلما دخلت الى مصر وجدت بها الشيخ أبا عبد الله القرشى فكنت أتردد الى ميعاده أياما ولا أكلمه من ظاهر ثم ذبه سيدى أبو يوسف من الغرب ونزل حمى القرشى وفرح به كثيرا فاتفق انىوجدت أبا يوسف يوما وهو يحمل حاجته لنفسه لغرت عليه من ذلك وجئت الى منزله وقلت له يا سيدى أتأذن لى أن أخدمك ما دمت بمصر على أن تتكنى على حالتى التى أنا عليها فقال نعم فخدمته وكنت لا أتناول له شيأ وكانت حالتى التى كنت عليها أننى كنت فى مخزن فى فندق عند مسجد الفتح سقفه من قشر القصر وفيه ابريق وكنت اكب زنار حرير بدرهم وأجعله عند الزيات فآخذ منه فى عشية كل يوم رغيفا اقتاب به فاذا فرغ الدرهم أكب زنارا ىخر وأفعل به كذلك لا أهوى غير هذه الحالة ولم أزل فى خدمة الشيخ وأنا على هذه الحالة حتى قيل لى ان لم تتركه أعميناك ( والى جانب قبر الحرار قبر الامام محمد الانبارى الفقيه وشرقية قبر الامام السكندرى )

الشقة الثالثة فإن ابتداءها من جوسق الماردانيين وابتداؤها مسجد الفتح


صال صابح مصباح الدياجى فى تاريخه بنى هذا الجوسق على هيئة الكعبة – وكان أهل الرياسات يجتمعون عنده فى الأعياد ويوقدون فيه الشموع الكثيرة ويجتمع فيه القراء ويتلون القرآن ويفرقون الجوائز فى ذلك اليوم ويجتمعون فيه ايضا فى ليلة النصف من شعبان رغبة لما فى ذلك المكان من الخير والبركة وبنى بهذا الجوسق من داخله مسجد فوق مسجد والدعاء فيه مستجاب –ثم تمشى مغربا الى المصلى الجديد المعروف بمصلى خولان القديم فتجد عند بابه الشرقى قبرا دائرا عليه بقايا طوب وهو قبر السيدة بنت الخير نعيم ( قيل ان معها فى الحومة قبر السيدة قطر الندى وخبرها معروف – ثم تدخل الى المصلى من الباب البحرى وكان لها قبة والدعاء تحتها مجاب وقد تغيرت معالمها – وق جددها الصالحب ابن زنبور وهى خطة قديمة صحابية وهى مدافن الخولانيين أولها المصلى وآخرها مسجد هرون – واذا خرجت من بابها القبلى ومشيت خطوات يسيرة تجد امامك قبر رخام مكتوب عليه الحسن بن يحيى الشبيه ابن القاسم الطيب بن محمد المأمون بن جعفر الصادق ابن محمد الباقر بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب كرم الله وجهه ورضى الله تعالى عنهم جميعا وهذا القبر موجود الان والى جانب قبر الشيخ الامام العالم أبى وداعة صاحب سعيد بن المسيب قال ابن عبد البر مات بمصر وكان داخل اليها وسار الى الغرب ثم عاد الى مصر يريد الحج – وحكى عنه أنه قال كنت أجالس سعيد بن المسيب وأحادثه قماتت زوجتى فأخبرته بذلك فشهدها وعاد وعدت معه فقال لى هلا تتزوج ؟ قلت كيف أتزوج وما أملك سوى درهمين فقال : أنا أزوجك فاخذهما رحمة الله تعالى وزوجنى ابنته فقمت الى معزل وصليت العشاء ثم قدمت العشاء وكان خبزا وزيتا واذا بالباب يطرق فخرجت فاذا هو سعيد بن المسيب فقال لى انك كنت رجلا غريبا فكرهت أن أتركك وحدك وهذه زوجتك ثم أدخلها وذهب فقصدت أن أعلم الجيران فجاءت أمى فقالت لى وجهى من وجهك حرام حتى أصلح شانها الى ثلاثة أيام فلما كان بعد الثلاثة دخلت عليها فاذا هى من أحسن النساء قارئه محدثة لم تفتر عن الصلاة فى الليل وتعرف حق الزوج ثم أتيته فقال لى كيف ذلك الانسان فقلت على ما يحب الصديق ويكره العدو ، فقال ان رأيت منها شيئا فالعصا فلما خرجت من عنده بعث الى بمائة دينار وقبره لا يعرف الآن ثم تمشى مشرقا خطوات يسيرة تجد قبة قد سقط بعضها بداخلها السيدة الشريقة فاطمة الكبرى بنت الامام عيسى ابن محمد بن اسماعيل بن القاسم الرسى توفيت بعد الأربعين والاربعمائة والدعاء عندها مجاب وقيل انها ايضا فاطمة الصغرى وكان بهذه المقبرة قبور كثرة دثرت الآن ولم يبق لها أثر ولا لتربتها ، والآن تعرف بمقبرة الجارودى – واجل من بها السيد الشريف أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن اسماعيل المعروف بالجارودى ويمسونه بصاحب الناقوس ولكن صاحب الناقوس غيره وقيل أربعة من الاشراف من أولاد الحسين مجاورون له والى جانبه من الجهة البحرية قبر البكرى وابى عبد الله محمد الواعظ كان يسكن الخشابين بمصر وكان الناس يأتون اليه ويجلسون تحت منزله فيعظهم من طاقته قيل انه وعظهم ليلة من الليالى فاهتز منزله خمسة مرات كالمستمع اذاهزه السماع وكان يقول يستحب للقاضى حضور مجالس الذكر لعله أن يكتسب بعد قساوة قلبه لينا – والى جانبه قبر صغير به ميت كانت رجلاه على وجه الارض فلما حضر جماعة من الزوار فوجدوه على هذه الحالة فحملوا ترابا كثيرا وجعلوه على رجلية ثم جاؤا بعد ذلك لأجل الزيارة فوجدوا الرجلين قد علتا فوق التراب فقالوا يا قوم ما فينا عاص غير هذا ادعوا الله ربنا أن يستره فدعوا الله وتضرعوا فاستجاب الله تعالى دعائهم وسترهما ولم تريا يعد ذلك – قيل وسبب ذلك انه رفس امه برجله فدعت عليه – ومقابل ذلك تربة كبيرة بها امرأة شريفة وبها اربعون شريفا ونساء الشريف طباطبا وقد دثرت هذه التربة ولم يبق لها الا القبة – وبالحومة جماعة من الاشراف لا تعرف أسماؤهم ومعهم الشيخ هبة العتال – حكى عنه انه خرج يوما مع أصحابه فمر بهذاالمكان الذى هو مدفون به فقال ههنا أدفن اليوم ثم وصل معهم الى قبر فيه أبو الحسن على المقرى فمات هناك وهو يزور الصالحين ثم حمل الىهذا المكان ودفن فيه وقيل غيره ذلك – والى جانب هذه المقبرة مقبرة كانت تعرف بمقبرة الغرباء الا انها دثرت ولم تعرف الآن وهذه آخر مقبرة الجارودى ثم تمشى مستقبل القبلة قاصدة تربة الادفوى تجد عند الباب الغربى ملاصقا للسقاية قبر الشيخ الصالح عبد الحسيب بن سليمان المعروف بصاحب الجلية – حكى عنه اوقف جلبة لتعيدية من يحج وجعل فيها الزاد والماء لله تعالى ستين سنة ولم يحصل بها عيب طول هذه المدة ويقال ان هناك قبر رجل شريف اسمه أبو الدلالات ولم يعلم لذلك حصة غير اثنين احدهما فى شقة الجبل والثانى بالقرافة الكبرى .
(( يتبع إن شاء الله تعالى ))



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 120 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 4, 5, 6, 7, 8

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 3 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط