وبهذه التربة قبر الفقيه الامام أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الواحد الخثعمى من بنى خثعم – وبهذا المشهد قبر الفقيه أبى اسحق ابراهيم بن مرعيل من اكابر الحنابلة – كان يقول فى اكثر اوقاته أكثر الناس غنى من ترك الدنيا لأهلها وكان أمير الجيوش يأتى اليه ويزوره ويسأله الدعاء فجاءه يوما لزيارته فأبطأ عليه فى نزوله فلما نزل رأى عليه ثوب زوجته فقال ما هذا ؟ فقال : أنى أغسل ثوبى لذلك أبطأت عليك ، فبكى أمير الجيوش وقال فى نفسه مثل هذا الفقيه يكون على هذه الحالة ! ! فأخبر الخليفة فكتب له توقيعا بأربعين دينارا فى كل سنة ، فاخذ أمير الجيوش التوقيع وجاء اليه فلم يخرج له وأرسل يقول له خذ التوقيع وانصرف ولا تعد الينا فانا لا حاجة لنا بمن ينفخنا عند الخلفاء – وقيل – إن أمير الجيوش اجتهد له فى عمارة المدرسة بمصر المعروفة ببنى مرسل والى جانبه قبر ولديه عبد الله ومحمد كانا من أخيار الفقهاء والصلحاء ومعهم فى التربة الشيخ داود المنوفى بن الجباس صاحب التاريخ وأبو المعالى بن الجباس والشيخ على الكبير والد المصنف والشيخ جمال الدين أبو دية والشيخ شهاب الدين بن جمال الدين والشيخ شهاب الدين بن الكتنانى والشيخ ابراهيم بن الفقاعى – ومقابله – على الطريق قبر الشيخ جبريل المخبزى وهو بالتربة الصغيرة التى هى بالقرب من تربة ام ممدود والى جانبها قبر الشيخ يعقوب الناسخ وقبره داثر فى الحوش على اليمين وأنت قاصد الى سماك بن خرشة وبتربة سماك هذا قبران مكتوب عليهما معن بن زائدة وسمال بن خرشة وليس ذلك بصحيح لأنهما لم يدرك لهما وفاة بمصر – ثم تمشى من تربتهم تجد على يسارك قبر الشيخ على المقسنى احد مشايخ الزيارة ومعه جماعة من خدام المشهد – ثم تمشى فى الطريق المسلوك الى تربة الردينى السالف الذكر وهذه الشقة الثالثة وأولها هذه التربة وآخرها قبر عباس الكردى وحول هذه التربة جماعة من الأولياء منهم الشيخ جبريل الخطاب ومن شرقى تربة الردينى تربة ابن المخزومى بها قبر الفقيه المعروف بابن خليفة الشافعى المعروف بالناطق كان من أجلاء الفقهاء واكابر العلماء ذكره ابن دحية وكان يزوره وقبره معروف فى هذه الخطة والى جانب هذه التربة جماعة من العسقلانيين وبهذه الخطة مقبرة ابن شيخ الشيوخ قريبة من سفح الجبل وليس بها بناء وبها قبر محبوب الخياط – ثم تأتى مقبرة الديانبة وهم من أعيان الفقهاء والمحدثين وفى مقبرتهم أولاد السيد آدم وهم جماعة أفاضل وبالخط المذكور اولاد ابن مسكين وأولاد القيرانى وعلى يسارك قبر الشيح يحيى الدجاجة ومن قبليه قبر الشيخ عباس المهتدى وقريب من هؤلاء قبر القاضى يونس الورع وعلى قبره مهابة وجلالة وهو فى مشهد لطيف قيل غنه بلغ من ورعه غايته وكان يقتات برغيف فى كل يوم غداء وعشاء وواظب على ذلك خمس عشرة سنة وقيل غنه كان يأكل من قمح يأتيه من الغرب يزرع له فى أرض ورثها من ابيه وكان لا يشرب إلا من بئر شراها وبالخط المذكور قبر الشيخ أبى الحسن المالكى لكن لا يعرف الآن قبره وبالحومة قبر الفقيه الامام قاسم بن ركان بن أبى القاسم العدل المعروف بابن القرقرى وهذا لا يعرف له الان قبر وبالحومة قبر المرأة الصاحلة فاطمة صاحب العالية وهو قبر لطيف وقيل انما هى خيرانة المكاشفة والى جانبها مسطبة قديمة وفى وسطها قبر قيل هو قبرعروس الصحراء والصحيح انها أم الكرم بنت هيثمة أمير مصر وقبرها قريب من يونس الورع وهو معروف باجابة الدعاء ثم تأتى الى مقبرة الشهداء بها جماعة من العلماء منهم الفقيه الامام الزارهد أبو اسحق ابراهيم القرشى الهاشمى كان فقيها فاضلا يؤم الناس بمسجد الزبير بمصر وكان مجاب الدعوة كثير البركة جاء يوما الى الحاكم يشهد عنده فى شهادة فأبى الحاكم أن يقبله فلما كان فى الليل رأى الحاكم رجلا قد ارتفعت له الحائط حتى دخل منها فقال له من أنت ؟ فقال له خلق من خلق الله تعالى ، قال وكيف دخلت على من غير اذن ؟ قال أمرت بذلك لم لا قبلت شهادة ابراهيم القرشى وهو عدل عند الله تعالى فقال له الحاكم إنه بليد ، قال فى غد يأتيك وهو ينطق بالحكمة فلما اصبح أتاه وهو يتكلم بالحكمة فقيل شهادته وبهذه المقبرة قبر الجزرى الكبير والشيخ أبى اسحق العراقى والفقيه ابن رامح والشيخ محمد بن سليمان والشيخ عبد الله بن عرفة وفى مقبرتهم الفقهاء أولاد صبح المالكية ولاشيخ أحمدالنحاس والسيدة عاشئة وأم الخير بنت الشيخ ابراهيم القرشى وبحرى هذه المقبرة قبر عليه عمود مكتوب عليه صاحب الكلوية ذكره ابن عثمان فى تاريخه وأشار الى انه من الصحابة ولم يذكره أحد من المؤرخين غيره ويحتمل ان يكون هذا من الصالحين وغربى هذه المقبرة حوش لطيف بغير سقف يقال ان به سارية على اختلاف فيه ومعه بالحوش المذكور قبر الفقيه الفاضل الذى ضرب بعبادته فى زمنه المثل هو أبو التجاء صالح بن الحسين بن عبد الله المبتلى كان شافعى المذهب حكى عنه أنه جلس يوما بالجامع الأزهر للاقراء فرأى الطلبة يضحكون فقال لا اله الا الله فسد الناس حتى أهل العلم !! لقد كنا ندهل حلق العلم فلا يقوم الرجل الا خاشعا او باكيا أو متفكرا ثم نأتى الى الحلقة من الغد ونحن على ذلك وقام واعتزل الناس وانقطع فى جوشق ابن أصبغ يتعبد فبلغ من زهده ان كان يقتات بالبقل وكان مليح الوجه صحيح الجسم وكان النساء اذا مررن على الجوسق نظرن اليه فسال الله تعالى ان يبتليه فكانت المرأة اذا دخلت عليه تعرف بوجهها فيقول خكذا قصدت وكان له صاحب يخرج كل يوم الى البركة فيجمع له ما سقط من غسل البقولات فيدقه بالملح ويقتات به فجاءه يوما وليس معه شىء فقال له مالك جئت بغير شىء ؟ فقال له يا سيدى رأيت السودان يحاربون فقال هذه العصا خذها وامضى اليهم فانك تأمن منهم فأخذها وانصرف اليهم فولوا كلهم ولم يقف احد منهم ( وكان ) الشيخ عظيم الشأن
(( يتبع ))