موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: سلطان العلماء ( العز بن عبد السلام رضى الله تعالى عنه )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس فبراير 14, 2013 12:40 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6433

شيخ الإسلام وقاضى القضاةالعــز بن عبـــــــــد الســـلام



صورة


صورة

يقول السخاوى فى تحفة الأحباب وبغية الطلاب : تربة الشيخ عز الدين بن عبد السلام وهذه التربة عظيمة الشأن حسنة البناء وهى بالقرافة تزار بين السادة الوفائية وجامع سيدى عقبة شرقى مقابر الصدقة * وبها قبر الشيخ الامام العالم العلامة عز الدين بن سيد السلام السلمى الشافعى كان من أكابر العلماء انتهت اليه الفتوى فى زمنه حتى كانوا يأتون إليه من الغرب والعراق والشام وغيرها * وكان شديدا فى الدين قال محمد بن عبد الرحمن الأصولى أستفتته فى مسئلة فأفتانى بشىء فكأنى لم أرغب لما قال منمت تلك الليلة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لى ما أفتاك عبد العزيز ؟ فكأنى أخرجت إليه الفتوى فقرأها وقال أفتاك ما أخطأ ، قالها ثلاثة * وكان رحمه الله تعالى عالما بالأصول والفروع والعربية والحديث ودرس وأفتى وخطب بجامع مصر وصنف المصنفات وولى الحكم العزيز بمصر قبل مولده فى سنة سبع وسبعين وخمسمائة * وقيل فى سنة ست وثمانين وتوفى فى العاشر من جمادى الأولى سنة ستين وستمائة وهو فى طبقة الفقيه الامام العالم العلامة أبى القاسم عمر بن أبى الحسن أحمد بن أبى الفضل هبة الله بن أبى القاسم محمد بن أبى الفضل هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن هرون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عامر بن عقيل المقيلى الفقيه الحنفى المعروف بابن العديم قيل وقبره بسفح المقطم وقيل إنه بالقرب من عز الدين بن عبد السلام وقيل انه بسور سارية والأصح أنه لا يعرف الان وبهذه التربة جماعة من الأولياء ومن أولاد الشيخ عز الدين بن عبد السلام
هو عز الدين بن عبد السلام بن عبد العزيز بن أبى القاسم شيخ الإسلام وسلطان العلماء ولد سنة ثمان وسبعين وخمسمائة ، تفقه على الفخر بن عساكر واخذ الأصول وسمع الحديث عن عمر بن طبرزد وبرع فى الفقه والأصول العربية ، ويقول الذهبى فى العبر انتهب إليه معرفة المذهب مع الزهد والورع وبلغ رتبة الإجتاد ، قدم الى مصر فأقام بها أكثر من عشرين نعاما ناشرا العلم ىمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر ، يغلظ على الملوك فمن دونهم ، ويضيف الذهبى إنه لما دخل مصر استقبله الشيخ ذكى الدين المنذرى وبالغ فى الأدب معه وامتنع من الأفتاء لأجله قائلا ( كنا نفتى قبل حضوره واما بعد حضوره فمنصب الفتيا متعين به ) – وأما عن السبب فى ترك العز بن عبد السلام سوريا وحضوره الى مصر فيقول المقريزى فى كتابه السلوك فى حوادث سنة ثمان وثلاثين وستمائة : أذن الملك الصالح اسماعيل للفرنج فى دخول دمشق وشراء السلاح فأكثروا من ابتياع الأسحلة ولآلات الحرب من أهل دمشق فأنكروا المسلمون ذلك ومشى أهل الدين منهم الى العلماء فاستفتوهم فأفتى الشيخ العز بن عبد السلام بتحريم بيع السلاح للفرنج وقطع من الخطبة بالجامع الأموى بدمشق الدعاء للصالح اسماعيل وصار يدعو فى الخطبة بدعاء منه ( اللهم أبرم لهذه الأمة إبرام رشد ، تعز فيه أولياءك وتذل فيه أعداءك ويعمل فيه بطاعتك يونهى فيه عن معصيتك ) والناس يضجون بالدعاء وكان الملك الصالح اسماعيل غائبا فكتب اليه رجاله بذلك فورد كتابه بعزل ابن عبد السلام عن الخطابة واعتقاله مع الشيخ أبى عمرو بن الحاجب لأنه شارك ابن عبد السلام فى استنكاره فلما عاد الصالح الى دمشق أفرج عنهما وألزم ابن عبد السلام بملازمة داره وألا يفتى ولا يجتمع بأحد البتة ، ولكن ابن عبد السلام استأذنه فى صلاة الجمعة والذهاب الى الطبيب أو المزين اذا احتاج اليهما وأن يعبر الحمام فأذن له فى ذلك ويكمل السيوطى قصة خروجه من دمشق فيقول : واستطاع بن عبد السلام والشيخ جمال الدين ابو عمرو بن الحاجب الخروج الى الديار المصرية فأرسل الصالح اسماعيل الى عز الدين وهو فى الطريق رسولا يطلب اليه العودة الى دمشق فاجتمع به ولايته ، وقال له ما نريد منك شىء إلا ان تنكس للسلطان وتقبل يده لا غير ، فرد عليه ابن عبد السلام : يا مسكين ، ما أرضاه أن يقبل يدى فضلا عن أن أقبل يده ، يا قوم أنتم فى واد وأنا فى واد ، والحمد لله الذى عافانا مما ابتلاكم فلما وصل الى مصر استقبله سلطانها الصالح نجم الدين أيوب ( آخر سلاطين الدولة الأيوبية ) واكرم وفاته وولاه قضاء مصر.

صورة


إلا أنه سرعان ما اصطدم فى مصر كذلك بإمرائها وحكامها ولكنه لم يلن ولم يخشى فى الحق لومة لائم ، فقد حدث أن استادار ( المشرف على شئون القصر ) السلطان الصالح نجم الدين ويدعى فخر الدين عثمان – وهو الذى كان إليه أمر المملكة – عمد الى أحد مساجد القاهرة ، عمل على ظهره ( طبلخانة ) وبقيت تضرب هنالك ن فاستاء أهل الحى من هذه الطبل خاصة وأنه داخل بيت من بيوت الله فلما ثبت هذا عند الشيخ عز الدين حكم بهدم بناء الطبلخانة ، وأسقط فخر الدين ، كما عزل نفسه من القضاء ، ولكن منزلته لم تسقط عند السلطان – وكان للمواقف التى وقفها الشيخ ابن عبد السلام ضد المنتهكين لحرمة الإسلام والمسلمين غير عابىء بما يتعرض له من أذى أو اضطهاد – أثره الكبير ليس فى مصر فحسب بل فى جميع أنحاء العالم الإسلامى – لقد ظن الاستادار فخر الدين وغيره أن حكم العز بن عبد السلام لا يتأثر به فى الخارج ن فاتفق أن جهز السلطان الصالح نجم الدين رسولا من عنده الى الخليفة العباسى المستعصم ببغداد ، فلما وصل الرسول الى الديوان ووقف بين يدى الخليفة وأدى الرسالة نله ، سأله : هل سمعت هذه الرسلالة من السلطان ؟ فقال لا ولكن حملنيها عن السلطان فخر الدين استاداره ، فقال الخليفة ان المذكور اسقطه ابن عبد السلام فنحن لا نقبل روايته ، فرجع الرسول الى السلطان حتى شافهه بالرسلاة ثم عاد الى بغداد واداها.
ومن الأحكام القضائية التى قضى بها ابن عبد السلام والتى سجلها له التاريخ كرمز للعدل المطلق والدقة فى تطبيق أحكام الشريعة حتى صار يضرب به المثل ولقب بحق ( سيد الرجال ) بيعه لأمراء المماليك إذا لم يثبت عنده أنهم أحرار وأن حكم الرق ستصحب عليهم لبيت مال المسلمين فقد صمم الشيخ على أنه لا يصح لأمراء المماليك بيع ولا شراء ولا نكاح وتعطلت مصالحهم لذلك واحتدك الأمر وكان جملتهم نائب السلطنة فاستشار غضبا فاجتمعوا وارسلوا الى ابن عبد السلام فقال : نعقد لكم مجلسا وننادى علىكم لبيت مال المسلمين فرفعوا الأمر الى السلطان فبعث اليه فلم يرجع فأرسل اليه نائب السلطنة بالملاطفة فلم يفد فيه فانزعج النائب وقال كيف ينادى علينا هذا الشيخ ويبيعنا ونحن ملوك الأرض ! والله لأضربنه بسيفى هذا ، فركب بنفسه فى جماعته وجاء الى بيت الشيخ والسيف مسلول فى يده فطرق الباب فخرج ولد الشيخ فرأى من نائب السلطنة ما رأى ، وشرح له الحال ، فما اكثرت لذلك وقال يا ولدى أبوك أقل من أن يقتل فى سبيل الله ثم خرج فحين وقغ بصره على النائب يبست يداه وسقط السيف منه وأرعدت مفاصله ، فبكى وسأل الشيخ أن يدعو له وقال يا سيدى ماذ تفعل ؟ قال أنادى عليكم وأبيعكم قال : ففيم تصرف ثمننا قال : فى مصالح المسلمين قال : من يقبضه ؟ قال : أنا – فتم له ما أراد ونادى على الأمراء واحدا واحدا وغالى فى ثمنهم فلم يبعهم إلا بالثمن الوافى ، وقبضه وصرفه فى وجوه الخير .

صورة


ومن المواقف التى تشهد له بالشجاعة النادرة ما حكاه القاضى عبد الرحمن البكارى من أن الشيخ عز الدين بن عبد السلام أفتى مرة بشىء ، ثم ظهر أنه خطأ فنادى فى الناس فى مصر وقال من أفتى له ابن عبد السلام فلا يعمل بها فإنه خطأ .
ويقول ابن كثير كان فى آخر عمره لا يتقيد بمذهب بل اتسع نطاقه وأفتى بما ادى إليه اجتهاده ولما عزل الشيخ نفسه عن القضاء تلكف السلطان فى رده إليه فباشره مرة اخرى وتلطف مع السلطان فى إمضاء عزله فأمضاه وأبقى جميع نوابه من الحكام وكتب لكل حاكم تقليد ثم ولاه التدريس بمدرسته التى أنشأها فى القصر الفاطمى الشرقى والتى تعرف باسم المدرسة الصالحية والتى ذكرها المقريزى فى خططه وسوف نذها إن شاء الله تعالى فى كتاب ألآثار الإسلامية والمزارات المصرية لحسن قاسم .
ويقول السيوطى أن كرامات العز ابن عبد السلام كثيرة فقد لبس خرقة التصوف من الشهاب السهرورى كما كان يحضر عند الشيخ أبى الحسن الشاذلى الذى يقول عنه ما على وجه الأرض مجلس فى الفقه أبهى من مجلس الشيخ عز الدين بن عبد السلام ويقول القطب اليونينى عن ابن عبد السلام وكان مع شدته وثلابته حسن المحاضرة بالنوادر والاشعار يحضر المساع الذكر ويرقص فيه ويختم ترجمته بشهادة تلميذه القاضى ابن دقيق العيد والذى سبق أن تكلمنا عنه ( كان ابن عبد السلام أحد سلاطين العلماء – توفى بمصر سنة ستين وستمائة ودفن بمقبرته بالقرافة الكبرى وهى بمنطقة البساتين بالقرب من جبانة الإمام التونسى وجبانة الإمام الليث بن سعد رضى الله تعالى عنهم أجمعين ونفعنا الله بهم .
الشريف على محمود محمد على - حفيد النسابة حسن قاسم

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سلطان العلماء ( العز بن عبد السلام رضى الله تعالى عنه )
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 13, 2013 6:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء إبريل 10, 2013 3:03 am
مشاركات: 11
لا حولا ولا قوة إلا بالله
هذا لا يليق بنا وبأهل مصر أمام من له فضل تحرير فلسطين وفضل علوم الزمان بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 12 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط