يقول المقريزى فى المواعظ والأعتبار ج1 ص 428




هو الحسين بن على بن أبى طالب واسمه عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى – أبو عبد الله وأمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم – ولد لخمس خلون من شعبان سنة 4هـ وعق عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبش وحق رأسه وأمر أن يتصدق بوزنه فضة وقال أرونى أبنى ما سميتموه فقال على بن أبى طالب حربا فقال بل هو حسين وكان أشبه الناس بالنبى صلى الله عليه وسلم . قتل يوم الجمعة لعشرة خلون من المحرم يوم عاشورا سنة 61هـ بموضع يقال له كربلاء من أرض العراق يناحية الكوفة ويعرف أيضا هذا الموضع بالطف قتله سنان بن أنس وقيل قتله رجل من مذحج وقيل قتله شمر بن ذى الجوشن وكان أبرص وأجهز عليه خولى بن يزيد الأصبحى من حمير حز رأسه وأتى عبيد الله بن زياد وقال
أوفر ركابى فضة وذهبـــــــــا
انى قتلت الملك المحجبا
قتلت خير الناس أما وأبـــــــا
وخيرهم اذ ينسبون نسبا
وفى ج 2 ص 427 للمقريزى
( المشهد الحسينى )



- * - قال الفاضل محمد بن على بن يوسف بن ميسر وفى شعبان سنة 491 هـ خرج الأفضل بن أمير الجيوش بعساكر الى بيت المقدس وبه سكان وابلغارى ابنا ارتق فى جماعة من اقاربهم ورجالهم وعساكر كثييرة من الاتراك فراسلهما الافضل يلتمس منهما تسليم القدس اليه بغير حرب فلم يجيباه لذلك فقاتل البلد ونصب عليها المجانيق وهدم منها جانبا فلم يجد ابدا من الاذعان له وسلماه اليه فخلع عليهما واطلقهما وعاد فى عساكره وقد ملك القدس فدخل عسقلان وكان بها مكان دارس فيه رأس الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنهما فأخرده وعطره وحمله فى سفط الى أجل دار بها وعمر المشد فلما تكامل حمل الأفضل الرأس الشريف على صدره وسعى به ماشيا الى أن أحله فى مقره وقيل ان المشهد بعسقلان بناه امير الجيوش بدر الدين الجمالى وكمله الأفضل وكان حمل الرأس الشريف الى القاهرة من عسقلان ووصوله اليها فى يوم الاحد ثامن جمادى الآخر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة وكان الذى وصل بالرأس من عسقلان الأمير سيف المملكة تميم واليها كان والقاضى المؤتمن بن مسكين مششارفها وحصلفى القصر يوم الثلاثاء العاشر من جمادى الآخر المذكور * ويذكر أن الرأس الشريف لما أخرج من المشهد بعسقلان وجد دمه لم يجف وله ريح كريح المسك فقدم به الاستاذ مكنون فى عشارى من عشاريات الخدمة وأنزل به الى الكافورى ثم حمل فى السرداب الى قصر الزمرد (1) ثم دفن عند قبة الديلم (2) بباب دهليز الخدمة فكان كل من يدخل الخدمة يقبل الأرض أمام القبر وكان ينحرون فى يوم عاشورا عند القبر الابل والبقر والغنم ويكثرون النوح والبكاء ويسبون من قتل الحسين ولم يرزالوا على ذلك حتى زالت دولتهم *
(1) قصر الزمرد : موضعه الآن المدرسة الحجازية ( أو قصر الحجازية ) بخط رحبة العيد وهذه المكان خلف المشهد الحسين مباشرة أنشأتها الست الجليلة الكبرى خوند تتر الحجازية ابنة السلطان الملك الناصر محمد بن قلاون زوجة الامير بكتمر الحجازى *
(2) قبة الديلم ك باب الديلم وكان يدخل منه الى المشهد الحسينى وموضعه الآن درج ينزل منها الى المشهد ولم يبق لهذا المكان أو الباب أثر
- * - وقال بن عبد الظاهر مشهد الإمام الحسين صلوات الله عليه قد ذكرنا أن طلائع بن رزيك المنعوت بالصالح طلائع كان قد قصد نقل الرأس الشريف من عسقلان لما خاف عليها من الفرنج وبنى جامعه خارج باب زويلة ليدفنه به ويفوز بهذا الفخار فغلبه أهل القصر على ذلك وقالوا لا يكون ذلك الا عندنا فعمدوا إلى هذا المكان وبنوه له ونقلوا الرخام اليه وذلك فى خلافة الفائز على يد طلائع فى سنة تسع وأربعين وخمسمائة *
- * - وسمعت من يحكى حكاية يستدل بها على بعض شرف الرأس الكريم المبارك وهى أن السلطان الملك الناصر رحمه الله لما أخذ هذا القصر وشى اليه بخادم له قدر فى الدولة المصرية وكان زمام القصر وقيل له انه يعرف الاموال التى بالقصر والدفاتر فأخذه وسئل فلم يجيب بشىء وتجاهل فأمر صلاح الدين نوابه بتعذيبه فأخذه متولى العقوبة وجعل على رأسه خنافس وشد عليها قرمزية وقيل ان هذه أشد العقوبات وان الانسان لا يطيق الصبر عليها ساعة الا تنقب دماغه وتقتله ففعل ذلك به مرارا وهو لا يتأوه وتوجد الخنافس ميتة فعجب من ذلك وأحضره وقال له هذا سر فيك ولا بد أن تعرفنى به فقال والله ما سبب هذا إلا أنى لما وصلت رأس الإمام الحسين عليه السلام حملتها على رأسى ، قال وأى سر اعظم من هذا وراجع فى شأنه فعفا عنه .
- * - ولما ملك السلطان الملك الناصر جعل به حلقة تدريس وفقهاء وفوضها للفقيه البهاء الدمشقى وكان يجلس للتدريس عند المحراب الذى الضريح خلفه فلما ور معين الدين حسين بن شيخ الشيوخ بن حموية ورد اليه أمر هذا المشهد بعد أخوته جمع من أوقافهما بنى به ايوان التدريس الآن وبيوت الفقهاء العلوية خاصة واحترق هذا المشهد فى الايام الصالحية فى سنة بضع واربعين وستمائة وكان الاميير جمال الدين بن يعمور نائبا عن الملك الصالح فى القاهرة وسببه أن أحد خزان الشمع دخل ليأخذ شيا فسقطت منه شعلة فوقف الامير جمال الدين المذكور بنفسه حتى طفى وأنشدته حينئذ فقلت :قالوا تعصب للحسين ولم يزل *** بالنفس للهول المخوف معرضا
حتى انضوى ضوء الحريق وأصبح الــمــودة من تلك المخاوف أبيضــــا
ارضى الا له بما اتى فكـــــأنه *** بين الانام بفعله موسى الرضــا
قال ولحفظة الآثار وأصحاب الحديث ونقله الاخبار ما اذا طولع وقف منه على السطوروعلم منه ما هو غير المشهور وانما هذه البركات مشاهدة مرئية وهى بصحة الدعوى مليه والعمل بالنية *
- * - وقال فى كتاب الدر النظيم فى أوصاف القاضى الفاضل عبد الرحيم ومن جملة مبانيه الميضأة قريب مشهد الامام الحسين بالقاهرة والمسجد والساقية ووقف عليها أراضى قريب الخندق ظاهر القاهرة ووقفها دار جار والانتفاع بهذه المئوبة عظيم ولما هدم المكان الذى بنى موضعه مئذته وجد فيه شىء من طلسم لم يعلم لاى شىء هو فيه اسم الظاهر بن الحاكم واسم امه رصد