[color=]
[b]أ[size=200]ما العلامة السيد محمد بن أحمد بن عميد الدين الحسيني النجفى المتوفى 433هـ

يقول فى كتابه بحر الأنساب : قبتها ومسجدها رضى الله عنها وعليها السلام بقناطر السباع وهى المدفونة فيه والذى تحققناه ووافتنا إليه أن السيدة زينب بنت أمير المؤمنين سيدنا على بن أبى طالب شقيقة السبطين لما حضرت من كربلاء بعد استشهاد أخيها الحسين عليه السلام ودخلت دمشق خيرها اليزيد بين الإقامة بدمشق وبين التوجه إلى حيث تشاء فاختارت الرجوع إلى المدينة المنورة ومن معها ثم إن والى المدينة بعد ذلك اشتكى من إقامة السيدة زينب بها لأن وجودها بالمدينة يهيج الخواطر عليه ومن تذكار ما حصل لأهل البيت لذلك اختار أهل دمشق أنها تتوجه إلى مصر ولما وصل الخبر إلى والى مصر إذ ذاك توجه هو والعلماء والصلحاء ووجوه الفسطاط الى العباسة ( بلدة بالشرقية ) مركز بلبيس لاستقبالها فلما حضرت رضى الله عنها إلى العباسة وتشرف الجمع بلقائها وشرعوا فى لتوجه معها الى الفسطاط مشوا جميعا حفاة مكشوفا الرؤوس مطرقين إلى الأرض أدبا فى حضرتها إلى أن أوشكوا من الفسطاط فهرعت الناس للقائها فلما وصلت أنزلها أمير البلد فى قصر من قصور منتزهاته يشرف على نهر النيل ( قصر والى مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري ) ووقف الأمير فى خدمتها وأقامت فى قصرها هذا أحدى عشر شهرا ، ثم ثقل عليها المرض وتوفيت فى هذا القصر ودفنت به وهو موضع ضريحها الآن 0
أما الدكتورة عائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطئ )
فى تراجم سيدات بيت النبوة –
تقول : كيف كانت زينب تبدو فى ريعان شبابها ؟
يصفها عبد الله بن أيوب الأنصاري – وقد رآها عقب وصولها إلى مصر ، بعد مصرع أخيها الحسين ، فيقول : فو الله ما رأيت مثلها وجها كأنه شقة قمر وكانت السيدة يؤمئذ فى الخامسة والخمسين من عمرها غريبة ، متعبة ، موجوعة ثكلى ، فكيف بها إبان شبابها قبل أن تأكلها السنون وتطحنها الأحزان وتجرعها كأس الثكل حتى الشمالة ؟
تمسك المراجع التاريخية عن وصف صورتها لنا فى تلك الفترة ، إذ هي فى خدرها محجبة لا نكاد تلمحا إلا من وراء ستار ، غير انها سوف تخرج من خدرها بعد عشرات السنين ، فى محنة كربلاء وإذ ذاك يصفها لنا من رآها رأى العين فيقول كما نقل ( الطبري ) ( وكأني أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس طالعة 000 فسألت عنها ؟ فقالوا : هذه زينب بنت على أخت الحسين ) 

بزغ هلال شعبان عام 61هـ فى اللحظة التى وطئت فيها السيدة زينب عليها السلام أرض النيل ، فإذا جموع من الناس قد احتشدوا قرب بلبيس فقابلتهما هناك جموع أخرى آتية من عاصمة الوادي الأيمن – أنه مسلمة ين مخلد الأنصاري أمير مصر فى وفد من أعيان البلاد وعلمائها فلما أطلت عليهم بطلعتها المشرقة بنور الاستشهاد ، أجهشوا بالبكاء وحفوا بركبها حتى إذا بلغت العاصمة مضى بها مسلمة بن مخلد ( الوالي ) إلى داره فأقامت بها قرابة عام وكأنة نهاية المطاف وقد سطرت الدكتورة عائشة قصتها فى التراجم أروع القصص وأحسنها وسطرت شعرها وأظهرتها و لك أن تقرأ قصتها فى تراجم سيدات بيت النبوة وإذا أرت أن تبكى فأبكى على ما أصاب الأمة فى مصرع سيدا شباب أهل الجنة وريحانتا رسول الله صلى الله عليه وسلم 0
أما العلامة الكبير السخاوى فيقول :
هو أبى الحسن نور الدين على بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود السخاوى فى تحفة الأحباب وبغية الطلاب فى الخطط والمزارات أن السيدة زينب بنت الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه صاحبة المشهد المعمور المعروف 0
فى كتاب نيل الخيرات الملموسة بزيارة أهل البيت والصالحين بمصر المحروسة - يقول الدكتور سعيد أبو الإسعاد:
هــــــــذا ضريح شقيقة القمــــــــرين
بنت الإمام شريفــــــــة الأبـــــوين
وسليلـــــــــة الـــــــزهراء بضعـــــة أحمد
نور الوجود وسيـــد الثقليــــــــــن
نسبه كريم للفصيحـــــــــــــــــــة زينـــــب
شمس الضحى وكريمـــــة الدارين
وصلت رضى الله تعالى عنها مصر عام 61هـ فأستقبلها مسلمة بن مخلد الأنصاري والى مصر فأقامت بقصره قرابة عام – وقد كان أهل البيت جميعا يرجعون إلى رأى أم هاشم ( السيدة زينب ) ولهذا سميت صاحبة الشورى ولما جاءت على مصر كان الوالى ورجاله يعقدون جلساتهم فى دارها وتحت رياستها فسميت ب ( رئيسة الديوان ) – وسميت عقيلة بنى هاشم لأن كان يرجع إليها آل البيت فى أمورهم – وكان دارها مأوى لكل ضعيف ومريض ومحتاج فسميت بأم العواجز وكانت صاحبة عزم وعزيمة حتى لقبت عند أهل العزم ب( أم العزائم ) وكانت دائما تقول
ســـهرت أعين ونــامت أعين لأمور تكـون أو لا تكــون
إن ربـــا كفـــــــاك بالأمس سيكفيك فـــــى غد ما يكـون
فادرأ الـــهم عن النفـــــــس فحملانك الهموم جنـون
لا الأمر أمري ولا التدبير تدبيري ولا الأمور التى تجرى بتقديري
لى خالق رازق ما شاء يفعل بى أحاط بى علمه من قبل تصويري
وفى كتاب مراقد أهل البيت بالقاهرة
تعليق فضيلة الإمام محمد زكى إبراهيم رائد العشيرة المحمدية يقول : لما أعادت السيدة زينب الى المدينة ، بعد استبقوا رأس الحسين بدمشق ليطوفوا به الأفاق إرهابا للناس ، أحسوا بخطرها الكبير على عرشهم ، فاضطروا إلى الخروج ، فأبت أن تخرج من المدينة إلا محمولة ولكن جمهرة أهل البيت أقنعتها بالخروج فاختارت مصر لما علمت من حب أهلها وواليها لأهل البيت – فدخلتها فى أوائل شعبان سنة 61هـ ومعها فاطمة وسكينة وعلى أبناء الحسين وأستقبلها أهل مصر فى بلبيس بكاء معزين وأستقبلها والى مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري إلى داره بالحمراء القصوى ، عند بساتين الزهري ( حي السيدة الآن ) وكانت هذه المنطقة تسمى قنطرة السباع نسبة إلى القنطرة التى كانت على الخليج المصري وقتئذ فأقامت بهذه الدار اقل من عام عابدة زاهدة تفقه الناس وتفيض عليهم من أنوار النبوة وشرائف المعارف والبركات حيث توفيت فى مساء الأحد 15 من رجب سنة 62هـ ودفنت بمخدعها وحجرتها فى دار مسلمة التى أصبحت قبتها ومسجدها الآن 0
وقد ذكر الإمام محمد زكى إبراهيم فى كتابه مراقد أهل البيت تحت عنوان : السيدة زينب رضى الله عنها والشيخ بخيت المفتى يقول :
فى شعبان عام 1353 هـ الموافق ديسمبر عام 1932م وجه السيد محمد توفيق الموظف بوزارة الداخلية المصرية على صفحات مجلة الإسلام استفتاء إلى دار الإفتاء الرسمية بمصر وكان فيقها وقتئذ صاحب الفضيلة الشيخ محمد بخيت المطيعى رحمه الله ، يسأل: هل دفنت السيدة زينب بنت على بن أبى طالب بمصر ، أم ( لا ) ؟
فكان جواب فضيلة المفتى رحمه الله : ( نفى ) بما ظهر له من الأدلة التى استدل بها دخول هذه السيدة الكريمة إلى مصر ووفاتها بهذا المكان واستنتج مما وقف عليه أن المسجد الزينبي المشهور لم يكن فيه إلا زينب التى ذكرها فى مقاله وهى زينب بنت يحى بن زيد بن على بن الحسن رضى الله عنه وقد قام بالرد عليه الدكتور حسن أفندي قاسم عالم السنة فى عصره وذلك فى موضوعين منفصلين الأول المقال المدون بمجلة الإسلام والثاني بموسوعة أخبار الزينبيات لمؤلفها النسابة حسن قاسم وسوف نلقى بالضوء عليهما فيما بعد وسوف نترك الرد هنا إلى إمام وخطيب المسجد الزينبي فى 17/12/1932[[/size][/color]/b]
