موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: بمناسبة مولد العارف بالله سلطان العاشقين فى 4 ذى القعدة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 12, 2013 6:36 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6393
صورة


صورة

صورة

صورة


صورة


صورة

صورةصورة


صورةصورة

بمناسبة مولد العارف بالله سلطان العاشقين فى 4 ذى القعدة

سيدى عمر بن الفارض (576-632 )
يقول حسن قاسم فى كرامات الأولياء


العارف بالله تعالى سلطان العاشقين ، وملاذ أهل التمكين ، ومربى الفقراء والمريدين ، وموصلهم إلى مقامات الإنزال والتمكين ، الأستاذ شرف الدين أبو حفص عمر السعدى المحمدى الهاشمى المعروف بابن الفارض قدس الله سره وأفاض علينا بره .
كان رضى الله عنه ونفع به معتدل القامة ن وجهه جميل حسن ، مشرب بحمرة ظاهرة ، وإذا استمع وتواجد وغلب عليه الحال يزداد وجهه وجمالا ونورا ، وينحدر العرق من سائر جسده ، حتى يسيل تحت قدميه على الأرض .
وكان عليه نور حياء وبهجة وجلالة وهيبة .
وكان إذا مشى فى المدينة تزدحم الناس عليه ، ويلتمسون منه البركة والدعاء ، ويقصدون تقبيل يده ، فلا يمكن احدا من ذلك ، بل يصافحه ، وكانت ثيابه حسنة ، ورائحته طيبة . وكان إذا حضر مجلس يظهر على ذلك المجلس سكون وهيبة ، وسكينة ووقار ، وكان يحضر مجلسته مشايخ الفقهاء والفقراء ، وأكابر الدولة من الأمراء والوزراء والقضاة ورؤساء الناس ، وهم فى غاية ما يكون من الأدب معه ، والاتصاع له ، وإذا خاطبوه فكأنهم يخاطبون ملكا عظيما . وكان ينفق على من يزوره نفقة متسعة ، ويعطى من يده عطاء جزيلا ، ولم يكن يتسبب فى تحصيل شىء من الدنيا ، ولا يقبل من أحد شيئا .
قال ولده سيدى جمال الدين محمد رحمه الله : سمعت والدي يقول : كنت فى أول تجريدى استأذن أبى ، وأطلع غلى وادى المستضعفين بالجبل الثانى من المقطم ، وآاوى فيه ، وأقيم فى هذه الساحة ليلا ونهارا ، ثم اعود إلى والدى لأجل بره ، ومراعاة قلبه ، وكان والدى يومئذ خليفة الحكم للعزيز بالقاهرة ومصر المحروستين ، وكان من أكابر أهل العلم والعمل ، فيجد سرورا برجوعى إليه ، ويلزمنى بالجلوس معه فى مجالس الحكم ومدارس العلم ، ثم أشتاق إلى التجريد ، فأستأذنه ن وأعود الى السياحة ، وما برحت أفعل ذلك مرة بعد مرة ، غلى أن توفى والدى ، وكان قبل وفاته قد اعتزل الناس ، وانقطع للعبادة إلى الله تعالى بقاعة الخطابة فى الجامع الأزعر زمانا ، وبعد وفاته عاوت التجريد والسياحة ، وسلوك طريق الحقيققة فلم يفتح على بشىء ، فحضرت يوما من السياحة غلى القاهرة ودخلت المدرسة السيوفية ، ووجدت رجلا شيخا بقالا على باب المدرسة يتوضأ وضوءا غيرر مرتب ، غسل يديه ، ثم غسل رجليه ، ثم مسح برأسه ، ثم عشل بوجهه ، فقلت له : يا شييخ ، أنت فى هذا السن على باب المدرسة بين فقهاء المسلمين ، وتتوضأ وضوءا خارجا عن الترتيب الشرعى ! فمظر إلى وقال : يا عمر ، أنت ما يفتح عليك فى مصر ، وغنما يفتح عليك بالحجاز بأرض مكة شرفها الله تعالى ، فاقصدها ، فقد آن لك وقت الفتح ، فعلمت أن الرجل من أولياء الله تعالى ، وأنه يتستر بالمعيشة ، وإظهار الجهل بعدم ترتيب الوضوء ، فجلست بين يديه ، وقلت له : سيدى ، واين أنا وأين مكة ؟ ولم أجد ركبا ولارفقة فى غير أشهر الحج ، فنظر إلى واشار بيده وقال : هذه مكى أمامك ، فنظرت معه فرأيت مكة شرفها الله تعالى ، فتركته ، وطلبتها فلم تبرح أمامى حتى دخلت فى ذلك الوقت ، وداءنى الفتح حين دخلتها ، وإلى هذا الفتح أشار رحمه الله فى قصيدته الدالية بقوله :
يا سميرى روح بمكة روحى شاديا إن رغبت فى إسعادى
كان فيها أنسى ومعراج قدسى ومقامى المقام والفتح بادى

( المعراج ) السلم والمصعد (ج) معارج ومعاريج

قال رحمه الله : ثم شرعت فى السياحة فى أودية مكة وجبالها ، وكنت أستأنس منها بالوحوش ليلا ونهارا ، وأقيمت بواد كان بينه وبين مكة عشرة أيام للراكب المجد ، وكنت آتى منه كل يوم وليلة واصلى فى الحرم الشريف الصلوات الخمس ، ومعى سبع عظيم الخلقة يصحبنى فى ذهابى وإيابى ، وينخ لى كما ينخ الجمل ، ويقول : يا سيدى ، اركب ، فما ركبته قط ، وتحدث بعض جماعة من مشايخ المجاورين بالحرم فى تجهيز مركوب يكون عندى فى البرية ، فظهر لهم السبع عند باب الحرم ، وسمعوا قوله : يا سيدى ، اركب ، فاستغفروا الله ، وكشفوا رؤوسهم ، واعتذروا إلى .
ثم بعد خسم عشرة سنة سمعت الأستاذ البقال ينادينى : يا عمر ، تعالى غلى القاهرة احضر وفاتى ، وصلى على ، فأتيته مسرعا فوجدته قد احتضر ، فسلمت عليه وسلم على ، وناولنى دنانير ذهب ، وقال : جهزنى بهذه ، وافعل كذا وكذا ، وأعط حملة نعشى إلى القرافة كل واحد منهم دينارا ، واطرحنى على الأرض فى هذه البقعة ، وأشار بيده اليها ، وانتظر يا عمر قدوم رجل يهبط عليك من الجبل فصل أنت وهو على، وانتظر ما يفعل الله فى أمرى ، قال : فجهزته وطرحته فى البقعة كما اشار إلى ( وهى مقبرة أهل مصر ) ، فهبط إلى رجل من الجبل ، كما يهبط الطائر المسرع ن لم أره يمشى على رجليه ، فعرفته بشخصيه ، كنت اراه يصفع قفاه فى الأسواق فقال : يا عرم ، تقدم فصل بنا على الأستاذ ، فتقدمت وصليت أماما ، ورأيت طيورا بيضاء وطيورا خضراء صفوفا بين السماء والأرض ، يصلون معنا ، ورأيت طائرا أخضر عظيم الخلقة قد هبط عند رجليه ، وابتعله ، ارتفع غليهم ، وطاروا جميعا ، ولهم زجل بالتسبيح بصوت مرتفع عظيم ، يطرب السامع إلى أن غابوا عنا ، فسألت الرجل الذى هبط من الجبل عن ذلك ، فقال ك يا عمر ، أما سمعت أن أرواح الشهداء فى أجواف طيور خضر تسرح فى الجنة حيث شاءت ، هم شهداء السيوف ، واما شهداء المحبة فأجسادهم وأرواحهم فى اجواف طيور بيض ، وهذا الرجل الأستاذ البقال منهم ، وانا ياع عمر كنت منهم ، ونما حصلت منى هفوة ، فطردت عنهم ، فأنا اليوم أصفع قفاى فى الأسواق ندما وتأديبا على ذلك ، قال سيدى عمر : ثم ارتفع الرجل الى الجبل كالطائر وغاب عنى ، وفى هذه البقعة التى أشار الأستاذ البقال الى سيدى عمر رضى الله عنه دفن سيدى عمر حسب وصيته ، وهذه البقعة هى القرافة الشاذلية الكبرى ، تحت المسجد المبارك المعروف بالعارض ، بالقرب من مراكع موسى بسفح المقطم ، عند مجرى السيل ، وضريحه بها معروف ظاهر ، ويزار ن وما من قاصد يقصده للزيارة إلا وتحفه الأنوار ، وتقضى له الحوائح ، وتقصده للزيارة سكان أهل مصر والقاهرة ، ويتبركون به ويدعون الله سبحانه وتعالى عنده فيستجاب لهم ببركته ، لكمال الستغراقه وشهوده حيا وميتا فى حضرة الله وحضرة رسول اللهه صلى الله عليه وسلم . وكانت ولادته رضى الله عنه فى الرابع من ذى القعدة سنة ست وسبعين وخمس مئه بالقاهرة وتوفى بها يوم الثلاثاء الثانى من شهر جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وست مئة بقاعة الخطابة بالأزهر الشريف وحمل من ثم حيث مدفنه المذكور .
ومن كراماته رحمه الله مما اخبر به ولده سيدى الشيخ جمال محمد ، قال : رأيت الأستاذ رحمه الله نائما مستلقيا على ظهره وهو يقول : صدقت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صدقت يا رسول الله رافعا صوته ، مشيرا بأصبعه اليمنى واليسرى إليه ، واستيقظ من نومه ، وهو يقول كذلك ويشير بأصبعه كما كان يفعل ، وهو نائمن فأخبرته بما رأيته وسمعت منه وسألته عن سبب ذلك ، فقال : يا ولدى ، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام ، وقال لى : يا عمير ، لمن تنتسب ؟ فقلت : يا رسول الله أنتسب إلى بنى سعد قبيلة حلمية السعدية (1) مرضعتك ، فقال : لا بل أنت منى ونسبك ينتهى غلى ، فقلت : يا رسول الله ن إنى أحفظ نسبى عن ابى وجدى إلى بنى سعد ، فقال : لا – مذا بها صوته – بل أنت منى ونسبك متصل بى ، فقلت : صدقت يا رسول الله ، مكررا لذلك مشيرا بأصبعى كما رأيت وسمعت .
(1) حليمة السعدية ( توفيت بعد 8 هـ = بعد 630م – حليمة بنت أبى ذؤيب عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر السعدى البكرى الهوازنى ، من أمهات النبى صلى الله عليه وسلم فى الرضاعة ، كانت زوجة الحارث بن عبد العزى السعدى من بادية الحديبية وكان المرضعات يقدمن إلى مكة من البادية لإرضاع الأطفال ويفضلن من يكون أبوه حيا لبره إلا أن محمدا كان يتيما مات أبوه(سيدى عبد الله) فتسلمته حليمة من أمه (السيدة آمنة ) ونشأ فى بادية بنى سعد فى الحديبية وأطرافها ثم فى المدينة وعادت به إلى أمه وماتت ( السدة آمنة ) وعمره ست سنوات فكقله جده عبد المطلب وقدمت حليمة على مكى بعد ان ازوج رسول الله بخديجة وشكت غليه الجدب ، فكلم خديجة بشأنها فأعطتها أربعين شاة وقدمت مع زوجها بعد النبوة فأسلما ، وجاءت إلى النبى صلى الله عليه وسلم يوم حنين وهو على الجعرانة فقال إليها وبسط لها رداءه فجلست عليه ولها رواية عن النبى صلى الله عليه وسلم روى عنها عبد الله بن جعفر ( الأعلام 2/271) والأصابة 4/274، وتاريخ أبو الفدا1 / 112 )

قال ولده رحمه الله : وإلى هذا النسب الشريف أشار الأستاذ رحمه الله فى القصيدة اليائية (1)، حيث قال :
نسب أقرب فى شرع الهوى بيننـــا من نسب أبوى
(1) التائية فى التصورف للشيخ أبو حفص عمر بن على بن الفارض الحموى المتوفى سنة 576 لاوى ابن نته عنه أنه لما أتمها رأى النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام فقال : يا عمر ما سميت قصيدتك ؟ ال : سميتها لوائح الجنان وروائح الجنان ، فقال : لا بل سمها نظم السلوك .... هى بيت فى كل بيت صنائع لفظية وبدائع شعرية من التجنيس والترصيع والاشتقاق وغيرها ، وسلك طريق التغزل وبين فيه طريق السالكين لكن العلماء اختلفوا فيه وافترقوا فرقا فمنهم من أفرط فى مدحه واشتغل بتوجيه كلامه ومنهم من فرط وأفتى بكفره ، ومنهم من كف عنه وسكت ولعله هو الطريق الأسلم فى أمثاله والله سبحانه وتعالى أعلم بحقيقة أحواله(كشف الظنون 265 )
والذى يطالع كلام الأستاذ رحمه الله تعالى يقف على كمال استغراقه وشهوده وتمكنه من مقام القرب الأسنى ، وهو مقام *( قاب قوسين أو ادنى )* ( النجم :9)
فمن ذلك تائتيه المشهورة المساة بت ( نظم السلوك)
قال ولد الشيخ رضى الله عنه : كنت أرى والدى فى غالب الأوقات دهشا وبصره شاخصا ، لا يسمع من يكلمه ولا يراه ، فتارة يكون واقفا ، وتارة يكون قاعدا ، وتارة يكون مضطجعا على جتبيه وتاره يكون مستلقيا على ظهره مغطى كالميت ، يمر عليه عشرة أيام متواصلة وأقل من ذلك وأكثر وهو على هذه الحالة ، ولا يأكل ولا يشرب ولا يتلكم ولا يتحرك ثم يستفيق ويتبعث من هذه الغيبة ويكون أول كلامه أنه يملى من القصيدة ( نظم السلوك ) ما فتح الله عليه وهذه القصيدة الغراء ، والفريدة الزهراء التى تكاد تخرج عن طوق وسمع البشر ألفاظا ومعانى هى التى أولها :
نهم بالصبا قلبى صبا لحبتى فيا حبذا ذاك حين هبت
( هذه البيت فى كشف الظنون (267) وهو مطلع تائيته الصغرى
وكان رضى الله عنه جرد من نفسه شخصا سأله عن غرامة عند هبوب الصبا لما أذكره الهبوب شمائل ذلك المحبوب ، أو قال مجيبا لمن سأله بلسان الحال .
ولما قربت وفاته رضى الله عنه ودعاه إليه مولاه سأل الله تعالى أن يجمع عليه جماعة الأولياء .
قال الشيخ إبراهيم الجعقرى الشاذلى رضى الله عنه دفين باب النصر من أبواب مصر : كنت يوما بالسياحة على نهر الفرات ، وانا أخاطب روحى بروحى وأناجيها بتلذذى بفنائى فى المحبة ، فمر بى رجل كالبرق ، وهو يقول :
فلم تهون مالم تكن فى فانيا ولم تفن مالم تجتلى فيك صورتى
فعلمت أن هذا نفس محب ، فوثبت إلى الرجل ، وتعلقت به ، وقلت له : من أين لك هذا النفس ؟ فقال : كنت أجد نفسه من جانب الحجاز ، والآن أجد نفسه من جانب مصر ، وهو محتضر ، وقد أمرت بالتوجه إليه ، وأن أحضر انتقاله ، وأصلى عليه ، وانا ذاهب إليه ، وتركنى ، التفت إلى جانب مصر ، فتبعته إلى أن دخلت على سيدى عمر بن الفارض فى ذلك الوقت وهو محتضر ، فقلت له السلام عليك ورخمة الله وبركاته ، فقال : وعليك السلام يا إبراهيم ، اجلس وأبشر ف،ا من أولياء الله تعالى ، واعمل يا إبراهيم أنى لما احتضرت سألت الله تعالى أن يحضر وفاتى وانتقالى إليه جماعة من الأولياء وقد أتى بك أولهم فأنت منهم ، قال الشيخ إبراهيم : ثمرأيت الجنة قد تمثلت له ، فلما رآها قال : آه ، وصرخ صرخة عظيمة ، وبكى بكاء شديدا ، وتغير لونه ، وقال :
إن كان منزلتى فى الحب عندكم ما قد رأيت فقد ضيعت أيامى
أمنية ظفرت روحى بها زمنا واليوم أحسبها أضغاث أحلام
فقلت له : يا سيدى ، هذا مقام كريم ، فقال : يا إبراهيم ، رابعة العدوية تقول وهى أمرأة : وعزتك ما عبدتك خوفا من نارك ، ولا رغبة فى جنتك ، بل كرامة لوجهك الكريم ، ومحبة فيك ، وليس هذا المقام الذى كنا أطلبه ، وقضيت عمرى فى السلوك إليه ، قال : ثم بعد ذلك سكن قلقه ، وتبسم وسلم ، وودعنى ، وقال لى : احضر وفاتى وتجهيزى مع الجماعة ، وصل على معهم ، واجلس عند قبرى ثلاثة أيام بلياليهن ، ثم بعد ذلك توجه الى بلادك ، قال سيدى إبراهيم : ثم اشتغل عنى بمناجاة ومخاطبة ، فسمعت قائلا يقول بين السماء والأرض أسمع صوته ، ولا أرى شخصه ، قال : عمر ، ما تروم؟ فقال :
أروم وقد طال المدى منك نظرة وكم من دماء دون مرماى طلت
ثم بعد ذلك تهلل وجهه وتبسم وقضى نحبه فرحا مسرورا ، فعلمت أنه قد أطى مرامه * وكنا عند جماعة كثيرة ، فيهم من أعرفه من الأولياء ، وفيهم من لا أعرفه ، ومنهم الرجل الذى كان سبب المعرفة وحضرت غسله وجنازته ، ولم أر فى عمرى جنازة أعظم منها ، وازدحم الناس على حمل نعشه ، وأيت طيورا بيضاء وخضراء ترفرف عليه وصلينا عليه عند قبره ، ولم يتجهز حفره إلى آخر النهار ، والناس مزدحمون عليه ن وذلك لما كنت أنظره بما فتح الله به على من الكشف إلى الروح المقدسة المحمدية ، وهى تصلى إماما وأرواح الأنبياء والملائكة والأولياء من الأنس والجن يصلون عليه مع روح رسول الله صلى الله عليه وسلم طائفة بعد طائفة ، وأنا أصلى مع كل طائفة إلى آخرهم ، حتى إذا انتهت الصلاة تجهز القبر ، وصارت الناس تتعجب من ذلك ، ولكن من فتح الله بصيرته شاهد سر ما هنالك .
قال الشيخ إبراهيم الجعبرى رضى الله عنه : وأقيمت عنده بعد الدفن ثلاثة أيام بلياليهم ، وانا أشاهد من حاله مالم تحتمله العقول ، ثم توجعت إلى بلدتى جعبر ، وكانت هذه السفرة أول دخولى مصر ، ولسان الحال يقول :
جزالك الله عن ذا السعى خيرا ولكن جئت فى الزمن الأخير
ثم رجعت بعد ذلك إلى مصر وأقمت فيها ،
وليكن ذلك آخر الكلام فى ترجمة سيدى شرف الدين عمر بن الفارض نفعنا الله به ، فإن فضائله ومناقبه لا تحصرها العقول ولا تدركها الأفهام وما ذكرت إلا نقطة يسيرة من بحر فضائله ، الله أمتنا واحشرنا فى زمرته وتحت لوائه ، واجعلنا من الذين تعلقوا بمحبة الأولياء حتى لاقوا ربهم وهو عنهم راض ، وأمدنا بمددهم آمين يارب العالمين

من قصائد من شعر ابن الفارض
صورة

صورة

صورة


صورة

• ما بين ضال المنحنى وظلاله
• أبَرْقٌ ، بدا من جانِبِ الغَورِ، لامعُ
• أرى البُعدَ لم يُخْطِرْ سواكم على بالي
• أرَجُ النّسيمِ سرَى مِنَ الزّوراء
• أيُّ شئٍ حلوٍ إذا قلبوهُ
• تائية ابن الفارض المصري في حال الفناء التام للسالك
• ثمرات‌ توضيح‌ ابن‌ الفارض‌ لكيفيّة‌ رؤية‌ الله‌
• حق هواك
• خمرية ابن الفارض
• صدُّ حمى ظمئي لماكَ لماذا
• نَعَمْ، بالصَّبا، قلبي صبا لأحِبّتي
• سقتني حميَّا الحبِّ راحة َ مقلتي
• فلفظٌ، وكُلّي بي لِسانٌ مُحَدِّثٌ
• أرَجُ النّسيمِ سرَى مِنَ الزّوراء
• أوَميضُ بَرْقٍ، بالأُبَيرِقِ، لاحا
• ما بَينَ ضالِ المُنحَنى وظِلالِهِ
• هلْ نارُ ليلى بَدت ليلاً بِذي سَلَمِ
• خفِّفِ السَّيرَ واتّئِدْ، يا حادي
• هُوَ الحُبّ فاسلمْ بالحشا ما الهَوَى سَهْلُ
• شربنا على ذكرِ الحبيبِ مدامة
• ما بينَ مُعْتَرَكِ الأحداقِ والمُهَجِ
• إحفَظْ فُؤادَكَ، إن مَرَرْتَ بحاجِرِ
• قلْبي يُحدّثُني بأنّكَ مُتلِفي
• تهْ دلالاً فأنتَ أهلٌ لذا كا
• أبَرْقٌ، بدا من جانِبِ الغَورِ، لامعُ
• زدني بفرطِ الحبِّ فيكَ تحيُّراً
• أرى البُعدَ لم يُخْطِرْ سواكم على بالي
• نسخْتُ بحُبّي آية َ العِشقِ من قبلي
• أنتمْ فروضي ونفلي
• قفْ بالدِّيارِ وحيِّ الأربعَ الدُّرسا
• أُشاهدُ مَعنى حُسنِكُم، فَيَلَذّ لي
• جُلَّقٌ جنَّة ُ منْ تاهَ وباهى
• وَحَيَاة أشْواقي إليكِ
• ياراحِلاً، وجَميلُ الصَّبرِ يَتبَعُهُ
• حديثُهُ، أوحَديثٌ عَنهُ يُطرِبُني
• خليلي إنْ جئتما منزلي
• إن جزْتَ بحيٍّ لي على الأبْرَقِ حَيْ
• عَرّجْ بِطُوَيْلِعٍ، فلى ثَمّ هُوَيّ
• إنْ جزْتَ بحَيٍّ ساكِنينَ العَلَمَا
• أهوى قمراً لهُ المعاني رقُّ
• ما أحْسَنَ ما بُلْبِلَ مِنْهُ الصُّدْغُ
• ما جئتُ منيً أبغي قرى ً كالضَّيف
• لم أخْشَ، وأنتَ ساكِنٌ أحْشائي
• روحي للقاكَ يا مناها اشتاقتْ
• أهوى رشأَ كلِّ الأسى لي بعثا
• يا ليلة َوصلٍ صبحها لمْ يلحِ
• ما أطيَبَ ما بَتْنا مَعاً في بُرْدِ
• أهوى رشأَ هواهُ للقلبِ غذا
• عَيْني جَرَحَتْ وَجْنَتَهُ بالنّظَرَ
• يا منْ لكئيبٍ ذابَ وجداً برشاً
• كَلّفْتُ فؤادي فيهِ ما لم يَسَعِ
• أصبحتُ وشاني معربٌ عنْ شاني
• ألعاذلُ كالعاذرِ عندي يا قومْ
• عَيني، بِخَيالِ زائِرٍ مُشْبِهَهُ
• ماأحسَنَ واو صُدْغِهِ فصحى
• يا قَوْمُ، إلى كمْ ذا التّجَنّي، يا قَوْم
• إنْ متُّ وزارَ تربتي منْ أهوى
• ما بالُ وقاري فيكِ قدْ أصبحَ طيشْ
• ما أصنَعُ، قد أبْطأ عَليّ الخَبَرُ
• قدْ راحَ رسولي وكما راحَ أتى
• روحي لكَ يا زائرُ في الَّليلِ فدى
• يا حادي، قِفْ بي ساعَة ً في الرَّبْعِ
• بالشِّعبِ كذا عنْ يمنة ِ الحيِّ قفْ
• أهوى رشأَ رشيِّقِ القدِّ حلي
• لمَّا نزلَ الشَّيبُ براسي وخطا
• سَيّدي!ما قَبيلَة ٌ في زَمانٍ
• ما اسمٌ، إذا ما سألَ المَرْءُ، عَنْ
• :يا خبيراً بالُّلغزِ بيِّنْ لنا ما
• مااسمُ قُوتٍ لأهْلِهِ
• أيُّ شئٍ حلوٍ إذا قلبوهُ
• مااسمُ شيءٍ مِنَ الحَيا
• إسمُ الذي تَيّمَني حُبُّهُ
• خبِّروني عنْ اسمِ شئٍ شهيٍّ
• مااسمُ فَتًى ، حُروفُه
• يا سَيّداً، لم يَزَلْ، في
• ما بَلدَة ٌ في الشّأمِ، قَلْبُ اسمِها
• لما اسمٌ اِما تَرْتَضيهِ
• مااسْمُ قُوتٍ يُعزَى لأوّلِ حَرْفٍ
• ما اسمُ طَيرٍ، إذا نَطَقْتَ بحرفٍ
• إسمُ الذّي أهواهُ تَصْحِيفُهُ
• ما اسمُ شيء مِنَ النّباتِ، إذا ما
• ما اسْمٌ لِطَيرٍ شَطْرُهُ بَلْدَة ٌ
• مااسمٌ بِلا جِسْمٍ يُرى صورَة ً
• ما اسْمٌ، إذا فَتّشتَ شِعري تجِدْ
• ونقطُ حرفٍ فيهِ إنْ زالَ معْ
• نشرتُ في موكبِ العشَّاقِ أعلامي


تائيّة‌ ابن‌ الفارض‌ المصري‌
والأبيات‌ التالية‌ للعارف‌ القدير: أبي‌ حفص‌ بن‌ أبي‌ الحسن‌ بن‌ المرشد الحموي‌ المعروف‌ بابن‌ الفارض‌ المصري‌، في‌ هذا الخصوص‌، تنعش‌ قلب‌ كلّ قاري‌ وتبعث‌ النشاط‌ في‌ روحه‌ لما تحويه‌ من‌ حقائق‌ عرفانيّة‌ جليلة‌، حيث‌ يقول‌[4]:
وَإسْرَاءُ سِـرِّي‌ عَنْ خُصُـوصِ حَقِيقَةٍ إلی‌َّكَـسَـيْـرِي‌ فِي‌ عُـمُـومِ الشَّـرِيعَةِ
وَلَمْ أَلْهُ بِاللاَهُوتِ عَنْ حُكْمِ مَظْهَرِي‌ وَلَمْ أَنْـسَ بِالنَّاسُـوتِ مَظْهَرَ حِكْمَتِي‌
فَعَنِّي‌ عَلَـي‌ النَّفْـسِ العُقُـودُ تَحَكَّمَتْ وَمِنِّي‌ عَلَی‌ الحِـسِّ الحُـدُودُ أُقِيمَتِ
وَقَدْ جَـاءَنِـي‌ مِـنِّـي‌ رَسُـولٌ عَلَیْـهِ مَا عَنِتُّ عَزِيزٌ بِي‌ حَرِيـصٌ لِرَأْفَةِ
فَحُكْمِـي‌َ مِـنْ نَفْـسِـي‌ عَلَیْهَـا قَضـيَّةٌ وَلَـمَّـا تَـوَلَّـتْ أَمْــرَهَـا مَـا تَـوَلَّـتِ
وَمِنْ عَهْدِ عَهْدِي‌ قَبْلَ عَصْرِ عَنَاصِرِي‌ إلَـي‌ دَارِ بَـعْـثٍ قَـبْـلَ إنْـذَارِ بَعْـثَـةِ
إلَـي‌َّ رَسُـولاً كُـنْـتُ مِـنِّـي‌ مُـرْسَــلاً وَذَاتِـي‌بِـآيَـاتِـي‌ عَـلَـي‌َّ اسْـتَـدَلَّـتِ
وَلَمَّا نَقَلْتُ النَّفْـسَ مِـنْ مِلْكِ أَرْضِـهَا بِحُكْـمِ الشِّـرَي‌ مِنْهَـا إلی‌ مُلْـكِ جَنَّةِ
وَقَدْ جَاهَدَتْ وَاسْتَشْهَدَتْ فِي‌ سَبِيلِهَا وَفَازَتْ بِبُشْـرَي‌ بَيْعِهَـا حِـيـنَ أَوْفَتِ
سَمَتْ بِي‌ لِجَمْعِي‌ عَنْ خُلُودِ سَـمَائِهَا وَلَمْ أَرْضَ إخْـلاَدِي‌ لاِرْضِ خَلِيفَتِي‌
وَلاَ فَـلَــكٌ إلاَّ وَمِــنْ نُـورِ بَـاطِـنِـي‌ بِهِ مَلَـكٌ يُهْـدِي‌ الهُـدَي‌ بِمَـشِـيئَتِي‌
وَلاَ قُطْـرَ إلاَّ حَـلَّ مِنْ فَيْـضِ ظَاهِرِي بِهِ قَـطْـرَةٌ عَنْهَـا السَّـحَـائِبُ سَـحَّتِ
وَمِنْ مَطْلَعِـي‌ النُّـورُ البَـسِـيطُ كَلَمْعَةٍ وَمِنْ مَشْـرَعِي‌ البَحْرُ المُحِيطُ كَقَطْرَةِ
فَكُـلِّـي‌ لِـكُـلِّــي‌ طَـالِـبٌ مُـتَـوَجِّـهٌ وَبَعْضِـي‌ لِبَعْـضِـي‌ جَـاذِبٌ بِالاَعِنَّـةِ
وَمَنْ كَانَ فَـوْقَ التَّحْتِ وَالفَوْقُ تَحْتَهُ إلی‌ وَجْهِـهِ الهَادِي‌ عَنَـتْ كُلُّ وِجْهَةِ
فَتَحْتُ الثَّـرَي‌ فَـوْقَ الاَثِيـرِ لِرَتْـقِ مَا فَتَقْـتُ وَفَـتْـقُ الرَّتْـقِ ظَاهِـرُ سُـنَّتِي‌
وَلاَ شُـبْـهَـةٌ وَالجَـمْـعُ عَـيْـنُ تَيَـقُّـنٍ وَلاَ جِـهَـةٌ وَالاَيْـنُ بَـيْـنَ تَـشَـتُّـتِـي‌
وَلاَ عِـدَّةٌ وَالـعَــدُّ كَالـحَــدِّ قَـاطِــعٌ وَلاَ مُـدَّةٌ وَالـحَــدُّ شِــرْكُ مُـوَقِّـتِ
وَلاَ نِدَّ فِي‌ الدَّارَيْـنِ يَقْضِي‌ بِنَقْضِ مَا بَنَيْتُ وَيَمْضِـي‌ أَمْـرُهُ حُكْـمَ إمْـرَتِي‌
وَلاَ ضِدَّ فِي‌ الكَوْنَيْنِ وَالخَلْقُ مَا تَرَي بِهِمْ لِلتَّسَـاوِي‌ مِـنْ تَفَـاوُتِ خِلْقَتِـي‌
وَمِـنِّـي‌ بَـدَا لِـي‌ مَـا عَلَـي‌َّ لَـبَـسْـتُـهُ وَعَـنِّـي‌ البَـوَادِي‌ بِـي‌ إلَـي‌َّ أُعِيـدَتِ
وَفِي‌َّ شَـهِدْتُ السَّـاجِدِينَ لِمَظْهَـرِي‌ فَحَقَّقْـتُ أَ نِّـي‌ كُنْتُ آدَمَ سَـجْدَتِـي‌
وَعـايَنْـتُ رُوحَـانِيَّـةَ الاَرَضِـيـنَ فِي‌ مَـلاَئِـكِ عِلِّيِّيـنَ أَكْفَـاءَ سَـجْـدَتِـي‌
ثمرات‌ توضيح‌ ابن‌ الفارض‌ لكيفيّة‌ رؤية‌ الله‌ وعرفان‌ الإنسان‌ الكامل‌
وعموماً، فإنّ هذه‌ الابيات‌ هي‌ خلاصة‌ ما نظمه‌ الشاعر وهو يخوض‌ غمار السلوك‌ إلي‌ الله‌، وهو يشرح‌ كذلك‌ بعضاً من‌ مقامات‌ العارفين‌ الفانين‌ في‌ ذات‌ الله‌ والباقين‌ ببقائه‌. وباختصار، يمكن‌ القول‌ إنّ كلّ ما كتبه‌ يمكن‌ أن‌ يلخّص‌ في‌ بيت‌ واحد له‌:
فَلَمْ تَهْـوَنِـي‌ مَـا لَـمْ تَـكُـنْ فِي‌َّ فَـانِياً وَلَمْ تَفْنَ مَا لاَ تُجْتَلَي‌ فيكَ صـورَتي‌
ومن‌ جملة‌ الادعية‌ المقروءة‌ في‌ شهر رجب‌ المرجّب‌ ( والذي‌ نحن‌ فيه‌ ) دعاء رواه‌ الشيخ‌ الطوسي‌ قدّس‌ سرّه‌:
يَا مَنْ سَمَا فِي‌ العِزِّ فَفَاتَ خَوَاطِرَ ] نَوَاظِرَ الاَبْصَارِ؛ وَدَنَا فِي‌ اللُطْفِ فَجَازَ هَوَاجِسَ الاَفْكَارِ.
يَا مَنْ تَوَحَّدَ بِالمُلْكِ فَلاَ نِدَّ لَهُ فِي‌ مَلَكُوتِ سُلْطَانِهِ، وَتَفَرَّدَ بِالآلاَءِ وَالكِبْرِيَاءِ فَلاَ ضِدَّ لَهُ فِي‌ جَبَرُوتِ شَأْنِهِ
يَا مَنْ حَارَتْ فِي‌ كِبْرِيَاءِ هَيْبَتِهِ دَقَائِقُ لَطَائِفِ الاَوْهَامِ، وَانْحَسَرَتْ دُونَ إدْرَاكِ عَظَمَتِهِ خَطَائِفُ أَبْصَارِ الاَنَامِ.
يَا مَنْ عَنَتِ الوُجُوهُ لِهَيْبَتِهِ، وَخَضَعَتِ الرِّقَابُ لِعَظَمَتِهِ، وَوَجِلَتِ القُلُوبُ مِنْ خِيفَتِهِ.
صورة



صورة



يَقُولُونَ لِي‌ صِفْهَا فَأَنْتَ بِوَصْفِهَا خَبِيرٌ أَجَلْ عِنْدِي‌ بِأَوْصَافِهَا عِلْمُ
صَفَاءٌ وَلاَ مَاءٌ وَلُطْفٌ وَلاَ هَوا وَنُورٌ وَلاَ نَارٌ وَرُوحٌ وَلاَ جِسْمُ
تَقَدَّمَ كُلَّ الكَائِنَاتِ حَدِيثُهَا قَدِيماً وَلاَ شَكْلٌ هُنَاكَ وَلاَ رَسْمُ
وَقَامَتْ بِهَا الاَشْيَاءُ ثَمَّ لِحِكْمَةٍ بِهَا احْتَجَبَتْ عَنْ كُلِّ مَنْ لاَ لَهُ فَهْمُ
وَهَامَتْ بِهَا رُوحِي‌ بِحَيْثُ تَمَازَجَا اتِّـ ـحَاداً وَلاَ جِرْمٌ تَخَلَّلَهُ جِرْمُ
فَخَمْرٌ وَلاَ كَرْمٌ وَآدَمُ لِي‌ أَبٌ وَكَرْمٌ وَلاَ خَمْرٌ وَلِي‌ أُمُّهَا أُمُّ
وَلُطْفُ الاَوَانِي‌ فِي‌ الحَقِيقَةِ تَابِعٌ لِلُطْفِ المَعَانِي‌ وَالمَعَانِي‌ بِهَا تَنْمُو
إلي‌ أن‌ قال‌ في‌ آخره‌:
فَلاَ عَيْشَ فِي‌ الدُّنْيَا لِمَنْ عَاشَ صَاحِياً وَمَنْ لَمْ يَمُـتْ سُـكْراً بِهَا فَاتَهُ الحَـزْمُ
عَلَی‌ نَفْـسِـهِ فَلْيَبْـكِ مَنْ ضَـاعَ عُمْـرُه وَلَـيْـسَ لَهُ فِـيـهَـا نَصِـيـبٌ وَلاَ سَهْمُ
حق هواك
قلْبي يُحدّثُني بأنّكَ مُتلِفي روحي فداكَ عرفتَ أمْ لمْ تعرفِ[5]
لم أقضِ حقَّ هَوَاكَ إن كُنتُ الذي لم أقضِ فيهِ أسى ً، ومِثلي مَن يَفي
ما لي سِوى روحي، وباذِلُ نفسِهِ، في حبِّ منْ يهواهُ ليسَ بمسرفِ
فَلَئنْ رَضيتَ بها، فقد أسْعَفْتَني؛ يا خيبة َ المسعى إذا لمْ تسعفِ
يا مانِعي طيبَ المَنامِ، ومانحي ثوبَ السِّقامِ بهِ ووجدي المتلفِ
عَطفاً على رمَقي، وما أبْقَيْتَ لي منْ جِسميَ المُضْنى ، وقلبي المُدنَفِ
فالوَجْدُ باقٍ، والوِصالُ مُماطِلي، والصّبرُ فانٍ، واللّقاءُ مُسَوّفي
لم أخلُ من حَسدٍ عليكَ، فلاتُضعْ سَهَري بتَشنيعِ الخَيالِ المُرْجِفِ
واسألْ نُجومَ اللّيلِ:هل زارَ الكَرَى جَفني، وكيفَ يزورُ مَن لم يَعرِفِ؟
لا غَروَ إنْ شَحّتْ بِغُمضِ جُفونها عيني وسحَّتْ بالدُّموعِ الدُّرَّفِ
وبماجرى في موقفِ التَّوديعِ منْ ألمِ النّوى ، شاهَدتُ هَولَ المَوقِفِ
إن لم يكُنْ وَصْلٌ لَدَيكَ، فَعِدْ بهِ أملي وماطلْ إنْ وعدتَ ولاتفي
فالمطلُ منكَ لديَّ إنْ عزَّ الوفا يحلو كوصلٍ منْ حبيبٍ مسعفِ
أهفو لأنفاسِ النَّسيمِ تعلَّة ً ولوجهِ منْ نقلتْ شذاهُ تشوُّفي
فلَعَلَ نارَ جَوانحي بهُبوبِها أنْ تَنطَفي، وأوَدّ أن لا تنطَفي
يا أهلَ ودِّي أنتمُ أملي ومنْ ناداكُمُ يا أهْلَ وُدّي قد كُفي
عُودوا لَما كُنتمْ عليهِ منَ الوَفا، كرماً فإنِّي ذلكَ الخلُّ الوفي
وحياتكمْ وحياتكمْ قسماً وفي عُمري، بغيرِ حياتِكُمْ، لم أحْلِفِ
لوْ أنَّ روحي في يدي ووهبتها لمُبَشّري بِقَدومِكُمْ، لم أنصفِ
لا تحسبوني في الهوى متصنِّعاً كلفي بكمْ خلقٌ بغيرِ تكلُّفِ
أخفيتُ حبَّكمُ فأخفاني أسى ً حتى ، لعَمري، كِدتُ عني أختَفي
وكَتَمْتُهُ عَنّي، فلو أبدَيْتُهُ لَوَجَدْتُهُ أخفى منَ اللُّطْفِ الخَفي
ولقد أقولُ لِمن تَحَرّشَ بالهَوَى : عرَّضتَ نفسكَ للبلا فاستهدفِ
أنتَ القتيلُ بأيِّ منْ أحببتهُ فاخترْ لنفسكَ في الهوى منْ تصطفي
قلْ للعذولِ أطلتَ لومي طامعاً أنَّ الملامَ عنِ الهوى مستوقفي
دعْ عنكَ تعنيفي وذقْ طعمَ الهوى فإذا عشقتَ فبعدَ ذلكَ عنِّفِ
بَرَحَ الخَفاءَبحُبّ مَن لو، في الدّجى سفرَ الِّلثامَ لقلتُ يا بدرُ اختفِ
وإن اكتفى غَيْري بِطيفِ خَيالِهِ، فأنا الَّذي بوصالهِ لا أكتفي
وَقْفاً عَلَيْهِ مَحَبّتي، ولِمِحنَتي، بأقَلّ مِنْ تَلَفي بِهِ، لا أشْتَفي
وهَواهُ، وهوَ أليّتي، وكَفَى بِهِ قَسَماً، أكادُ أُجِلّهُ كالمُصْحَفِ
لوْ قالَ تِيهاً:قِفْ على جَمْرِ الغَضا لوقفتُ ممتثلاً ولمْ أتوقفِ
أوْ كانَ مَنْ يَرْضَى ، بخدّي، موطِئاً لوضعتهُ أرضاً ولمْ أستنكفِ
لا تنكروا شغفي بما يرضى وإنْ هوَ بالوصالِ عليَّ لمْ يتعطَّفِ
غَلَبَ الهوى ، فأطَعتُ أمرَ صَبابَتي منْ حيثُ فيهِ عصيتُ نهيَ معنِّفي
مني لَهُ ذُلّ الخَضوع، ومنهُ لي عزُّ المنوعِ وقوَّة ُ المستضعفِ
ألِفَ الصّدودَ، ولي فؤادٌ لم يَزلْ، مُذْ كُنْتُ، غيرَ وِدادِهِ لم يألَفِ
ياما أميلحَ كلَّ ما يرضى بهِ ورضابهُ ياما أحيلاهُ بفي
لوْ أسمعوا يعقوبَ ذكرَ ملاحة ٍ في وجههِ نسيَ الجمالَ اليوسفي
أوْ لوْ رآهُ عائداً أيُّوبُ في سِنَة ِ الكَرَى ، قِدماً، من البَلوَى شُفي
كلُّ البدورِ إذا تجلَّى مقبلاً ، تَصبُو إلَيهِ، وكُلُّ قَدٍّ أهيَفِ
إنْ قُلْتُ:عِندي فيكَ كل صَبابة ٍ؛ قالَ:المَلاحة ُ لي، وكُلُّ الحُسْنِ في
كَمَلتْ مَحاسِنُهُ، فلو أهدى السّنا للبدرِ عندَ تمامهِ لمْ يخسفِ
وعلى تَفَنُّنِ واصِفيهِ بِحُسْنِهِ، يَفْنى الزّمانُ، وفيهِ ما لم يُوصَفِ
ولقدْ صرفتُ لحبِّهِ كلِّي على يدِ حسنهِ فحمدتُ حسنَ تصرُّفي
فالعينُ تهوى صورة َ الحسنِ الَّتي روحي بها تصبو إلى معنى ًخفي
أسْعِدْ أُخَيَّ، وغنِّي بِحَديثِهِ، وانثُرْ على سَمْعي حِلاهُ، وشَنِّفِ
لأرى بعينِ السّمعِ شاهِدَ حسْنِهِ معنى ً فأتحفني بذاكَ وشرِّفِ
يا أختَ سعدٍ منْ حبيبي جئتني بِرسالَة ٍ أدّيْتِها بتَلَطّفِ
فسمعتُ مالمْ تسمعي ونظرتُ ما لمْ تنظري وعرفتُ مالمْ تعرفي إنْ زارَ، يوماً ياحَشايَ تَقَطَّعي، كَلَفاً بهِ، أو سارَ، يا عينُ اذرِفي
ما للنّوى ذّنْبٌ، ومَنْ أهوى مَعي، إنْ غابَ عنْ إنسانِ عيني فهوَ في
خمرية ابن الفارض
شَـرِبْنَا عـلى ذكْـرِ الحبيبِ مُدامَةً سـكِرْنَا
لـها البدرُ كأسٌ وهيَ شمسٌ يُدِيرُهَا هـلالٌ وكـم يـبدو إذا مُزِجَتْ نَجم
ولـولا شـذَاها مـا اهتدَيتُ لِحانِها ولـولا سَـناها مـا تصَوّرها الوَهْمُ
ولـم يُـبْقِ منها الدّهْرُ غيرَ حُشاشَةٍ كـأنّ خَـفاها في صُدور النُّهى كتْم
فـإن ذُكـرَتْ في الحَيّ أصبحَ أهلُهُ نَـشاوى ولا عـارٌ عـليهمْ ولا إثم
ومِـنْ بـينِ أحشاء الدّنانِ تصاعدتْ ولـم يَـبْقَ منها في الحقيقة إلاّ اسمُ
وإن خَطَرَتْ يوماً على خاطرِ امرئِ أقـامتْ بـه الأفـراحُ وارتحلَ الهمّ
ولـو نَـظَرَ الـنُّدْمَانُ خَـتمَ إنائِها لأسـكَرَهُمْ مـن دونِـها ذلكَ الختم
ولـو نَـضحوا منها ثرَى قبرِ مَيّتٍ لـعادتْ اليه الرّوحُ وانتَعَشَ الجسم
ولـو طَرَحُوا في فَيءِ حائطِ كَرْمِها عـليلاً وقـد أشـفى لـفَارَقَهُ السّقم
ولـو قَـرّبُوا من حانِها مُقْعَداً مشَى وتـنطِقُ مـن ذِكْـرَى مذاقتِها البُكْم
ولـو عَبِقَتْ في الشرق أنفاسُ طِيبِها وفـي الـغربِ مزكومٌ لعادَ لهُ الشَّمُّ
ولـو خُضِبت من كأسِها كفُّ لامسٍ لـمَا ضَـلّ فـي لَيْلٍ وفي يَدِهِ النجم
ولـو جُـليتْ سِـرّاً على أَكمَهٍ غَدا بَـصيراً ومن راووقِها تَسْمَعُ الصّم
ولـو أنّ رَكْـباً يَمّموا تُرْبَ أرْضِهَا وفـي الرّكبِ ملسوعٌ لمَا ضرّهُ السّمّ
ولو رَسَمَ الرّاقي حُرُوفَ اسمِها على جَـبينِ مُـصابٍ جُـنّ أبْرَأهُ الرسم
وفـوْقَ لِـواء الجيشِ لو رُقِمَ اسمُها لأسـكَرَ مَـنْ تحتَ اللّوا ذلك الرّقْم
تُـهَذّبُ أخـلاقَ الـنّدامى فـيّهْتَدي بـها لـطريقِ العزمِ مَن لا لهُ عَزْم
ويـكرُمُ مَـن لـم يَعْرِف الجودَ كَفُّه ويـحلُمُ عـند الـغيظ مَن لا لهُ حِلم
ولـو نـالَ فَـدْمُ الـقومِ لَثْمَ فِدَامِها لأكْـسـبَهُ مَـعنى شـمائِلها الـلّثْم
يـقولونَ لـي صِفْهَا فأنتَ بوَصفها خـبيرٌ أَجَـلْ عِندي بأوصافها عِلم
صـفاءٌ ولا مـاءٌ ولُـطْفٌ ولا هَواً ونـورٌ ولا نـارٌ وروحٌ ولا جِـسْمٌ
تَـقَـدّمَ كُــلَّ الـكائناتِ حـديثُها قـديماً ولا شـكلٌ هـناك ولا رَسم
وقـامت بـها الأشـياءُ ثَـمّ لحكمَةٍ بـها احتَجَبَتْ عن كلّ من لا له فَهْمُ
وهامتْ بها روحي بحيثُ تمازَجا اتّ تِـحـاداً ولا جِـرْمٌ تَـخَلّلَه جِـرْم
فَـخَـمْر ولا كـرْم وآدَمُ لـي أب وكَـرْم ولا خَـمْر ولـي أُمُّـها أُمّ
ولُـطْفُ الأوانـي في الحقيقة تابع لِـلُطْفِ الـمعاني والمَعاني بها تَنْمُو
وقـد وَقَـعَ الـتفريقُ والـكُلّ واحد فـأرواحُنا خَـمْرٌ وأشـباحُنا كَـرْم
ولا قـبلَها قـبل ولا بَـعْدَ بَـعْدَهَا وقَـبْليُّة الأبْـعادِ فـهْي لـها حَـتْم
وعَصْرُ المَدى من قَبله كان عصرَها وعـهْدُ أبـينا بَـعدَها ولـها الـيُتم
مـحاسِنُ تَـهدي المادِحينَ لوَصْفِهَا فَـيَحْسُنُ فـيها مـنهُمُ النّثرُ والنّظم
ويَـطْرَبُ مَـن لم يَدْرِهَا عند ذِكْرِهَا كَـمُشْتَاقِ نُـعْمٍ كـلّما ذُكـرَتْ نُعم
وقـالوا شَـرِبْتَ الإِثـمَ كـلاّ وإنّما شـرِبْتُ التي في تركِها عنديَ الإِثم
هـنيئاً لأهـلِ الدّيرِ كمْ سكِروا بها ومـا شـربوا مـنها ولـكِنّهم هَمّوا
وعـنديَ مـنها نَـشْوَةٌ قبلَ نشأتي مـعي أبـداً تـبقى وإنْ بَليَ العَظْم
عـليكَ بها صِرْفاً وإن شئتَ مَزْجَها فَـعَدْلُكَ عـن ظَلْم الحبيب هو الظُّلم
فَـدُونَكَهَا فـي الـحانِ واستَجْلها به عـلى نَـغَمِ الألـحان فهيَ بها غُنْمُ
فـما سـكنَتْ والـهمَّ يوماً بموضع كـذلك لـم يـسكُنْ مـع النَّغَم الغَم
وفـي سـكرةٍ منها ولَوْ عُمْرَ ساعةٍ تَـرَى الدَّهْرَ عبداً طائعاً ولك الحُكْم
فلا عَيْشَ في الدُّنْيا لمَن عاشَ صاحياً ومَـن لم يَمُتْ سُكْراً بها فاته الحزم
عـلى نـفسه فليَبْكِ مَن ضاع عُمْرُهُ ولـيسَ لـهُ فـيها نَصيبٌ ولا سهمُ




الشريف على محمود محمد على

حفيد النسابة

( حســــــــن محمد قاسم )




صورة

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة مولد العارف بالله سلطان العاشقين فى 4 ذى القعدة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 12, 2013 11:30 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 8000
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 2 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط