موقع د. محمود صبيح https://www.msobieh.com:443/akhtaa/ |
|
مقامات آل البيت والصالحين ( 2-سيديى سلامة الراضى ) https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=17&t=14233 |
صفحة 1 من 1 |
الكاتب: | حسن قاسم [ الثلاثاء أكتوبر 01, 2013 6:51 am ] |
عنوان المشاركة: | مقامات آل البيت والصالحين ( 2-سيديى سلامة الراضى ) |
[size=200] [b]قطب العصر الشريف ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() احضر بين يديك خريطة العالم العسلامى ، وغمض عينيك ، وضع يدك ، فما صادفك من مدينة أو قرية أو عاصمة إلا وتجد فيها من إذا تحرك ، أو سكن ، أو نطق ، أو صمت ، أو صار ، أو قعد فى ليل أو نهار ينادى من أعماق قلبه : مدد يا سيدى سلامة ، مدد يا أبا حامد يا سيدى الراضى . هذا الاسم الشريف المحبوب لكل القلوب ، المذكور بكل لسان مع الإجلال والخشوع ، هو اسم سليل الرسول صلوات الله عليه وسلامه ، وجده الأدنى سيدى حامد صاحب المسجد والضريح بمدينة المنيا ، وكذا سيدى أو طقية الكائن مسجده وضريحه بمدينة الريدة(1) إحدى ضواحى المنيا ------------------------------------------------------------------------------------------------------- (1-) مدينة باليمن على مسيرة يوم من صنعاء ذات عيون وكروم ( معجم البلدان 3/112 ) ريدا ن: بفتح أوله وسكون ثانيه ودال مهملة وآخره نون. حصن باليمن في مخلاف يحصب يزعم أهل اليمن أنه لم يبن قط مثله وفيه قال امرؤ القيس: تمكن قائماً وبنى طِمِراً على ريدانأعيط لا ينال وقال الأصمعي الريحانة الريح اللينة، وقال نصر ريدان قور عظيم بظفار بلد باليمن يجري مجرى غمدان وأشكاله، وريحا ن أيضاً أطم بالمدينة لاَل حارثة بن سهل من الأوس. ريدة: بفتح أوله وسكون ثانيه ودال مهملة يقال ريح ريدة لينة الهبوب وأنشد: إذا ريدة من حيث ما نفحت له أتاه برياها خليل يواصلُه وهي مدينة باليمنِ على مسيرة يوم من صنعاء ذات عيون وكروم قال طَرفُة: لِهنْدٍ بحران الشريف طُلُولُ تلوح وأدنى عهدهـن محيلُ وبالسفحايات كأن رسومها يمانٍ وشته ريدة وسحولَ) ----------------------------------------------------------------------------------------------------- ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() نشأ السيد سلامة ببولاق ، وتعلم القراءة والكتابة إلى السنة التاسعة ، ودخل الخاصة الخديوية يومئذ فى ابتداء العاشرة ، وتوظف فى ابتداء الثانية عشرة ، ولا يزال موظفا يأكل بعرق جبينه ، وابتدأ التأليف وهو بين أيدينا حوالى العاشرة . واجتمع بالكثير من أهل الولاية والعرفان من مشارق الرض ومغاربها واخصهم سيدى القطب العلامة سيدى الشيخ مرزوق المالكى البحر الجامع بين الشريعة والحقيقة رضى الله عنه . ابتدأ شيخنا رضى الله عنه بتلقين المريدين فى حدود السادسة عشر من عمره ، آخذ بالجد فى كل أمره ، فربى غخوانا ، وأخرج بتربيته العالية رجالا هم غرة الطريقة وبدورها ، اسمى طريقته : الحامدية الشاذلية ، وبالحادية الشاذلية أحيا للناس سنة الصوفية الماضين ، واذاق الناس والقاصدين والوافدين من عذب مبانى العرفان والتحقيق ما لا يجده الناظر إلا فى الأسفار مسطورا . ولما رفع شأن الطريق ، وأعلى منازلها ، وضربت صيتها فى البقاع ، قرر المجلس الصوفى العالى ، برئاسة سماحة السيد البكرى طريقتنا ضمن الطرق المعترف بها سنة 1345 ، ولأنها الطريقة الوحيدة الملتزمة جانب الشرع الشريف ، أذنت لها وزارة الأوقاف المصرية بإقامة الحضرات فى مساجدها الشهيرة ، فتقام حضرة أسبوعية كل مساء أحد بمسجد سيدنا الحنفى رضى الله عنه ، مساء الأثنين بمسجد سيدى على البيومى ، ومساء الثلاثاء بمسجد السيدة فاطمة النبوية رضى الله عنها ، ومساء الأربعاء بمسجد سيدى عبد الوهاب الشعرانى رضى الله عنه ، وهلم من الكثير العديد من المساجد فى المدن وعواصمها . اما تآاليف الأستاذ فقد ذادت على الثمانين كتابا وطبع بعضها مرارا والبعض الغالب بخط يده الكريمة إلى اليوم ، فمما طبع ( المنح الحامدية ) ( الجواهر الحامدية ) ( الفيوضات الموعظية الحامدية ) ( نظام الروابط ) ( الجوهرة ) ( النفحة المحمديــــة ) ( مظهر الكمالات فى مولد سيد الكائنات ) ( نفحات العشاق ) ( حنين العشاق ) ( حرب تفريج الكروب ) ( حزب الإخلاص ) ( السلسلة الذهبية ) غنية المنشد ( قانون طريقة السادة الحامدية ) . ومما لم يطبع ( شرح الوظيفة ) نحو الألفى صحيفة ، أسئلة على البسملة ( شرح الخمرية ) نحو أربع مئة صحيفة ، ( رسالة فى معنى قول سيدنا عمر رضى الله عنه ك نعم نعم العبد صهيب ) ( إجابة لسؤال بعض علماء الصعيد ) ( رسالة المنتظر ) ( رسالة لبعض الدكاترة اللاتينيين المستشرقين ) حضروا لمصر خصيصا للأستاذ ، واستأذنوا وزارة الأوقاف المصرية فأذنت لهم بحضور حضرات الأستاذ بالمساجد ، ثم سألوه أسئلة صوفية دقيقة ، فأجابهم رضى الله عنه بهذه الرسالة ، وقد ترجمت إلى الأنكليزية ، ولها شهرة فى أوروبا كبيرة ، ولو شئنا أن نسرد بقية المؤلفات والرسائل لضاق بنا الكتاب . أما طريقة تأليف الأستاذ فإنه إذا خطر له تأليف أى شىء او الكتابة عن موضوع ، فما هو إلا أن يأخذ القلم والكراس ويكتب ما شاء الله أن يكتب فى وسط إخوانه : يذاكر هذا ويجيب ذلك ، ويؤانس ثالثا ، وياذن لرابع بالدخول ، وهلم . ![]() ![]() ![]() وهذه نتف من بعض كتاباته : قال رضى الله عنه ص 42 كتاب النفحة المحمدية (193) إذا سكن النور فى أرواحكم ظهر على ألسنتكم ، فيحلوا كلامكم ، وتذوق القلوب له طعما لذيذا تتغذى به ، فتحيا به بعد موتها . وفى ص 58 منها (334 الشرائع) ك كل مجموعة فى النهى عما يباعد عنه والأمر بما يرضاه ويقرب إليه ، فكل ما يقربك إليه طاعة ، وكل ما يباعدك عنه معصية ، ولما كان وضع شرع لكل فرد خارجا عن الحصر ، ويتعذر على الخلق تمييزه ، كان التشريع بحسب الوسط العرفى ، لكل ما ظهر سر التشريع فيه ندور فيه مع حكمة التشريع ، وإلا كان الأسلم لنا وقوفنا مع الوارد من غير تأويل ولا توجيه ، ولذلك قالوا : كل ما ذكرك ربك ، وأخذ قلبك إليه فهو ذكر . وكتب رضى الله عنه هذه الرسالة غجابة لأسئلة وردت عليه ، وهى : 1- هل الذاكر عقب الذكر يكون فى قرب مقدس ؟ 2- ما يشعر الذاكر عقب الذكر ؟ 3- إذا كان فى قرب وتقديس فى المرة الأولى ، فلم يكرر الذكر بعد ذلك ؟ 4- هل القرآن كاف فى التقرب ، أو يحتاج إلى تكملة ؟ 5- هل يمكن لرجل ما أنيرى الله ؟ فأجاب رضى الله عنه : لما كانت الحضرة الإلهية مقدسة ، ولا يدخلها إلا مقدس ، كان مقصد السائرين إلى الله تطهير نفوسهم عن شوب الهوى الناشىء عن المعاصى ، وعن الظلمات المتراكمة على القلب من أثر الخواطر السيئة التى تتولد فى النفس بحب الشهوات الدنيوية ، والميل إليها ، وذلك هو الخاطر النفسانى ن وهو يحدث نكتة سوداء فى القلب ، أو تقول ظلمة أو تقول غن القلب يتكيف بذلك الهاطر وذلك يعميه عن غيره ، والشيطان الذى يظهر بظلمه البعد عندما يبصر تلك النقطة السوداء التى حدثت فى القلب ، يتخذها مركزا له لحكم التناسب ، فيتصل بجوهره الظلمانى بتلك النقطة السوداء ، ويلقى وسوسته ، ويزين للإنسان ذلك الخاطر النفسانى ، فإذا تخلت العناية الإلهية عن ذلك البعد سار فى طريق البعد تبعا لنفسه وشيطانه ، فازداد بعدا ، وانحط إلى مصاف البهائم ، إن كانت شهواته بهيمية ، أو إلى مصاف الشياطين إن كانت شيطانية ، فإذا أدركته العناية ورد على قلبه خاطر ملكى ، ملقى بواسطة الملائكة من العالم الأعلى ، وهنالك يتعالح خاطر النفس والشيطان ، أو أحدهما مع الخاطر الملكى ، فأيهكما غلب كان القلب لأحدهما ، إما لجنود الظلمة أو جنود النور , وهناك خاطر رابع ، يقال له الخاطر الربانى ، هذا الخاطر لآ يقاومه شىء ويمحق ما عداه من الخواطر ، ويحصل عند الإنسان يقين بأنه خاطر ربانى ، فإذا صحبه ظن ، أو شك ، أو وهم فى أنه ربانى ، أوملكى فليس بخاطر ربانى . ![]() وقد اختلفت طرق الأشياخ فى تطهير القلوب ، فمنهم من سلك طريق قراءة القرآن ، وهى أعلى الطرق لأهلها ، وبعضهم سلك من طريق الذكر ، وبعضهم من طريق تصفية الأخلاق بالسفر وخدمة الفقراء والصدقة ، وبعضهم من طريق قراءة العلم ، والعمل به وبعضهم من طريق الأحزاب والطرق كثيرة جدا ، وكلها ترمى الى التخلى عن الشهوات المبعدة عن الله سبحانه وتعالى ، وأن يسير فيما فيه رضاء ، ولكن أكثر الاشياخ وجدوا ال1كر أقرب طريق للوصول إلى حضرة جناب الحق سبحانه وتعالى ، وذلك لا يتم للسالك فى بدء سيره متفرق القلب ، ممتلئا بالخواطر ، مشتغلا بالدنيا ، وقلبه ليس مجموعا على ربه ، فإذا قرأ القرآن فى بدء سيره ، كان فى اثناء القراءة متفرقا ، فإذا مر بقصة موسى وفرعون ذهب مع ظاهر القصة ، وتفكر فى سحرة فرعون ، وفى الآيات التى نجا بها موسى ، وغرق قوم فرعون ، وهذا كله مما يزيد قلبه تفرقة ن أما إذا كان التالى يستشعر فى حال التلاوة تعظيم القرآن ، ويستغرق فى الحضور بين يدى المتكلم بالقرآن ، ويستحضر عظمة الحق بحيث أن ذلك يأخذه من خواطره ، ويبعده من تفرقته ، فذلك هو الجمعية الكبرى للقلب ، وبها يزداد قربا لا يعادله قرب الذكر ، ولا الأوراد ولا غيرها . ولما كان غالب الخلق فى أسر نفوسهم ، وهم عبيد لشهواتها ، وقلوبهم متفرقة عن ربهم ، فهم فى مقام الضعفاء لا الأقوياء ، وغذن يؤمرون بقراءة شىء من القرآن ، لئلا يتصفوا بهجر القرآن ، ثميؤمرون بذكر اسم واحد ، وتنوعت طرقهم فى ذلك ، لكن الكل يرمى الى حصر بصر القلب فى نقطة واحدة لا يتعداها ، فيقول مثلا بلسان : ( الله ) وبقلبه ( الله ) لا يحيد عنه فى ليل أو نهار ، يكون ذلك ديدنة بقيامه وقعوده ، ليلة ونهاره ، ويلتزم ذلك السنين العديدة ، فيمتزج ذلك الاسم بروحه ، ويسرى فيه ، وإذن تنقطع الخواطر التى تبعده عن حضرة ربه ، ويسمى ذلك بالجمعية القلبية ، ومع كل هذا لا يفارق الذكر خوفا من ضياع جمعيته ، لأن بحار التفرقة تتلاطم أمواجها حوله .ولما كان التزام الاسم الواحد لا يكون منتجا ، ولا يتحقق للسالك جمعيته ن وهو يخالط الناس ، لأن ذلك يفرق عليه جمعيته ، اضطر السالكون للعزلة عن الناس ، أو دخول الخلوة ، حتى تنقطع عنهم مادة التفرقة ، فإذا انقطعت عنه الخواطر السيئة ، تجوهرت روحه ، وصارت طاهرة من الشهوات ، وظهر حكم الروح بسريان الاسم فى الروح ، ومعنى السريان أن الإنسان الطاهر يكون فيه مجانسة ومناسبة ، وتألف بالملائكة كأنه أحدهم ، فتظهر الملائكة ، ويفيضون عليه العلوم اللدنية من غيرتعلم سابق ، وتظهر قوة روحه ، فتعمل الأعمال العجيبة ، وتتصرف فى الأكوان بقوتها ، ويندرج الجسم فى الروح ، فيظهر حكم الروح ، ويبطن حكم الجسم ، فيكون الشخص كأنه ملك من الملائكة ، ظهر فى عالم الملائكة ، واقتنع بأن كشف له عن عوالم الجن وخواص النباتات ن ووقف مع ذلك ، كان هذا قاطعا له عن السير إلى ربه ، ومهما تبرجت طواهر المكونات إلا نادته حقائقها : *( إنما نحن فتنة فلالا تكفر )* سورة البقرة (101) ومن أدركته العناية ، علم أن من كان مراده الحق لا يقف مع سواه ، ولا يقر له قرار حتى يصل إلى مولاه ، وعلم أن الوقوف مع الأنوار حجاب عظيم له عن ربه ، لم يلتفت إلى كل ذلك ، ووصل التيار بتوجه قلبه إلى ذكر ربه ، ولا يترك التزام اسم من الأسماء ، فيذكر مثلا اسم ( هو ) وهو ذكر الضمير ، فيزداد استغراقا فى ربه ، ويتوالى الاستغراق حتى يسرى الذكر فى أنفاسه ،وحركاته وسكناته ، وخواطره، وكليته ظاهرا وباطنا ، فإذا اشتد الاستغراق غاب عن نفسه ولم يشعر بها ، وذلك هو مقام الفناء ( انظر الرسالة القشيرية عن الفناء والبقاء ) وحينئذ يتولاه الحق بعنايته ، فيقلبه ذات اليمين وذات الشمال وهو منقلب فى يد مولاه ، ولا يشعر بتصاريف القدار التى تسرى فيه ، وربما كلمك وفهم منك وهو لا يشعر ، والحق متوليه ، فإذا من الله عليه بالبقاء أقام فيه وعاء وجوديا ، يشعر به وهو مع ذلك فى مقام الفناء ، فينظرالأشياء بنظر الله تعالى لا بنظره ، ويشهد الشياء فائضة من الحق مخلوقة له ، ويعرف الفرق بين مرتبة الرب ومرتبة البعد ، ولا يزال يتدرج فى درجات البقاء ، ويقوم بالعبودية لله بالله من الله ، ولا يترك أفعال القربات من الصلاة ، والصيام ، فتراه كأنه من العوام ، لا يتميز عنهم . ومن كان صاحيا حاضرا العقل ن وقال بإسقاط التكاليف الشرعية ، كان زنديقا ، ويخرج من الدين ، أما من ذهب عقله فى الله ، لا يحس بالظواهر ، فهذا لا حكم للشرع عليه ، ومتى ذهب العقل فلا تكليف على ذاهب العقل . ومتى علمت أن العبد يصل بعد الفناء إلى البقاء ، يتجلى الله له ، فيشهد ربه فى حال البقاء الغارق فى الفناء ، بلا كيف ، فلا يحجبه الفناء عن البقاء ، ولا البقاء عن الفناء ، ولا تحجبه وحدته عن كثرته عن وحدته ، وهو مجموع فى تفرقته ، ومتفرق فى جمعيته ، فيشهد بقلبه أنوار ربه ، ويشهد تجلياته بصفاته من غير حلول ، ولا اتصال ، ولا انفصال ، ولا يشهد الحق عين الأشياء ، ولا يشهد الشياء عيه الله ويشهد الاشياء والأعيان ثابتة فى الحضرة العلمية من غير قدم للعالم مع كون الحق فى أيده وازله يشهد الأشياء فى دائرة إمكانها ، تنتقل من عدم إلى وجود ومن وصف إلى وصف ، ومن حركة إلى سكون ، وعكسه ، ويعلم أن الحضرة العلمية ليست مجلا للحوادث ، جل علم الله عن أن يكون ظرفا للمحدثات ، وإذن يقال : إن العبد لا يرى ربه إلا بربه ، ويكون مشهد ذلك القلب الذى هو وجه من وجوه الروح التى تطهرت من الأغيار البتة ، وغاب حكم الجسم كله ، لا غياب الجسم ، وارتقت عن العوالم كلها ، ونفذت من عالم الظلمات والأنوار ، جاز أنه يرى الحق عيانا بعين رأسه ، وعين قلبه فى دار الدنيا ، وقد منع العلماء ذلك لغير رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأجازه القليل ، وبعضهم قال إن النبى صلى الله عليه وسلم لم ير ربه إلا بعين قلبه وبعضهم قال : إن النبى صلى الله عليه وسلم لم ير ربه ، وهو حديث عائشة رضى الله عنها ، ولما سئل صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، أرأيت ربك ؟ فقال : ( نور أنى أراه ) (1) وإنكار المعراج من بيت المقدس إلى العرش ليس مكفرا ، وإنما الكفر هو إنكار الأسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، لأنه إنكار لصريح القرآن ، فإن قيل : كيف يرى ربه بربه ؟ قلنا : إن للإنسان بصرا ، والبصر وإن كان قوة فى الروح آلتها العين الباصرة ، ولكن تلك القوة لا تبصر بنفسها ، بل الله تعالى ، فبالله تبصر لا بعينك ، وغن قيل : إن فى العين أو فى الروح قوة مودعة بها يبصر الإنسان لا بالله ، قلنا : هل تلك القوة منقطعة عن الله وخارجه عن دائرة قدرته ، وتركت تفعل ما تشاء ؟ وكل هذا باطل ، لأنها لو لم تكن مستمدة بالأمر الإلهى فى كل لحظة لتلاشت ، ولم يبق لها اثر ، فهى إذن مستمدة من الله ، وهل تستمد قوة مخلوقة تفعل وتبصر بها ؟ هذا لا يصح ، إذ فيه الدور أو التسلسل ، وهما محالان فلم يبق إلا أن حقيقة البصر لله تعالى ، ولكنه يظهر فى الروح والعين ، بحسب الستعداد كل منهما ، فإذا علمت ذلك عرفت أن البعد لا يشهد الحق إلا بالحق . (1) أخرجه مسلم فى الصحيح 1610 ، والترمذى فى السنن 3282 ، واحمد بن حنب فى المسند 5/157، 171،175، والقاضى عياض فى الشفا 1/387 ، والتبريزى فى مشكاة المصابيح 5659 ، والعراقى فى المغنى عن حمل الأسفار 4/304، وابن حجر فى فتح البارى 8/608 ، وأبو نعيم فى حلية الأولياء 9/61 ، والسيوطى فى الدرر المنثور 6/125 * فالذاكر عقب الذكر يشعر بخشية ، أو خشوع ، أو بعلم ، أو بنور ، أو بغيبة عن الخلق ، أو بجدية إلهية ، ، تأخذه عن نفسه ، أو تمر عليه بروق نورانية ، أو لوامع ، لذلك أمر الأشيياخ أن يسكن الإنسان عقب الذكر سكونا تاما ، حتى إذا ورد عليه وارد يتمكن منه ، ويسرى فى عوالمه ، وربما عمره الوارد الواحد مالم تعمره العبادة فى ثلاثين سنة ، والعبد عقب الذكر ما دام متفرغا للتعرض لنفحات الله ، تائبا من ذنوبه ، مقبلا على ربه ، غير مصر على المعاصى يكون بالطبع قريبا من ربه ، وإن لم يشهده لأن كل مطيع قريب من ربه ، وذلك نوع من التقديس ، وهذا ليس بأعلى المقامات ، ولا نهايتها ، فيعاد الذكر ، ويكثر منه كثرة زائدة حتى يدوم ترقيه ، ويسرى الذكر فى كليته ، وتشرق أنواره فى عوالمه ، وبها يفنى عن نفسه ، ويبقى بربه ، وإذن لا بد أن يذكر الله كثيرا كثيرا ، فالقرآن كليات قد بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد أمر الحق فى القرآن أن نأخذ بما ياتينا به النبى صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى :*( وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فأنتهوا )* ( الحشر الآية 7 ) فهو صلى الله عليه وسلم بين الناس ما نزل إليهم من ربهم ، فأصل الدين عندنا هو القرآن ، ثم أفعال النبى صلى الله عليه وسلم وأوامره ، فلا يقال إن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم تكملة لنقص فى القرآن ، وإنما هو بيان لما أبهم علينا فى القرآن . وأما ما نظمة فهو كثيرجدا ، وهذه بعض أبيات من شعره رضى الله عنه : ![]() ![]() ![]() ![]() سكرنا بخمر الحب فى العالم الأسنى ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() أما كراماته رضى الله عنه : ادخل اى مدينة أو قرية او مضرا من الأمصار وأصغ إلى من شئت منهم ، يحدثك بالكثير الطيب الخالد من كرامات مولانا الراضى رضى الله عنه : فمن شفاء لمريض حارث فه الأطباء من رد ضائع غاب لاسنوات من حضور عند مناداة بنجدة فى خلوات من تعسر عيش ، فدعا الله ببركة حبيبه سلامة ، ففتح الله الباب من متهم فى قضية وهو مظلوم ، فنجاه الله من شبكة الظالمين من نار اشتعلت ، فكادت تهلك الحرث (1) والنسل ، فأطفأها الله ببركة شيخنا من غريق فى النهر ، فوجد شيخنا رضى الله عنه بشخصه الروحانى ينتشله من وسط اللجة (2) من قوم ركبوا مركبا ، فانقلبت بهم ، فاستغاثوا باسمه الشريف ، فاعتدلت المركب ولم يضع منه شىء أبدا (1) الحرث : الكسب وحرث الرجل : أمراته ، وحرث الدنيا : متاعها من مال وبنين وغيرهما ، وحرث الآخرة : العمل الصالح الباقى . (2) اللجة : الماء الكثير تصطخب أمواجه (ج) لجج . وهل هناك أكبر كرامة وخارق للعادة من مثل ما ترى من قيام رجل فرد بيجاد طريقة وبنشأتها ، ورفع رايتها إلى السماء ، وتضرب شهرتها فى المشرقين والمغربين ، ويفتخر بالانتساب إليها كل سرى وصاحب جاه ومنصب ، ويسعى كل زعيم وأمير إلى التعرف بشيخها ، وإذا سار شيخها بموكب فلا يقل عدد الموكب عن الاثنى عشر ألفا أبدا طريقة ينشئها فرد ، فتبلغ فى أحضانها كل طريقة أخرى . مضت المئات من القرون وهى قائمة ، وهذه الحامدية الشاذلية ومنشئها قائم بيننا خلد الله عمره ، يبلغ عددها نحو المئة ألف أو تزيد ، بربك ، أليست هذه هى الكرامة المضيئة كالشمس ؟! ولكنى لا اترك حتى أذكر لك بعضا من بسيط الكرامات وعاديها ، والتى أبصرها كل يوم ، أو اسمعها من أفواه من وقعت لهم ، من ذلك : 1- أحد الأخوان كف بصره فذاكر حضرة الأستاذ ، فقال له : إن كتمت الأمر أبصرت ، فرضى بالشرط ، فمسح على عينيه فأبصر ، ولكنه بعد أيام أخبر بما كان ، فكف بصره ثانية . 2- بعض الأخوان توجه إلى مسجد سيدى أبى العلا ليصلى الظهر ، حينما دخل المسجد مر على الضريح فخطر له قراءة الفاتحة لسيدى ابى العلا ، ولكن قال فى نفسه : أقرأ الفاتحة أولا لشيخى قبل السلطان أبى العلا ، ثم لم يقرأ له ، فلما دخل إلى المرحاض ، ما يشع إلا وقد سقط فى المرحاض إلى رقبته ، وكان يومئذ من غير منجنيق ، فنادى شيخنا ، فحضر ، وجذبه إليه من تحت إبطيه حتى أخرجه ، وكانت إحدى نعليه غاصة ، فأحضروها له ، ثم إن هذا الأخ لما قابل شيخنا بعد المغرب ، قال له : يا فلان ، ماجرى لك اليوم ؟ يا فلان ، لا تترك قراءة الفاتحة لهم . 3- حملت أحدى زوجات الخوان ، وفى التاسع مات الحنين ، وبقى عشرة أيام ميتا ببطن أمه ، وعند الوضع ذاكر هذا الأخ شيخنا ، فعندما سمع شيخنا مذاكراته ، قال : كذلك يا فلان ، وبتمامها تم الو ع للأم طبيعيا ، كأن لم يكن هناك وليد مات منذ عشرة أيام . 4- كان أحد أخوان أمبابة متوجها بعد المججلس إلى منزله ، كان وقتها تصليح خشب الكوبرى ، فسقط هذا الأخ إلى الماء من فرجة بين الوحين ، فما هو إلا ونادى يا شيخنا ، فحضر ، وأطلعه من الماء ، وناوله عصاية ، وأخذ بيده حتى انتهى من الكوبرى ، وسار إلى منزله ، والتفت فلم ير شيخه . 5- كان هذا الأخ متوجها إلى منزله ، وكان الوقت بعد منتصف الليل ، والظلام حالك ، لأنه آخر شهر عربى ، فاستغاث بشيخه ، فوجد أمامه إنسانا يحمل فانوسا(1) ويسير أمامه ، فتبعه حتى إذا قارب البيت سلم عليه حامل الفنانوس ، فرد عليه السلام ، وسأله عن اسمه ، فقال : عبد القادر ، وسلم على شيخك . 6- كان بعض الأخوان جزيرة مبت عقبة أرمد العينين ، وفيما هو جالس بمنزله يتأوه سمع أمرأة تقول : مدد يا أبا حامد ، منادية شيخنا ، فقال : أمال ، إحنا ما لنا ؟ فما أتم الكلمة حتى انشقت الحائط ، ودخل منها شيخنا ، وقال له : نعمل لكم ايه فى أعتقادتكم ؟ ثم مسح على عينيه ، فبرىء لوقته . 7- كان لبعض وجهاء بندر الجيزة (2) ابنة وحيدة أصابها حمى ، وبعد شفائها خرست فلم تتكلم ابدا ، فعرضوها على الأطباء سنوات ، فلم تشف فأحضروها لشيخنا ، فما حكوا له حكايتها حتى تألم لها ، ونظر إليها نظرة فسالها عن اسمها ، فنطقت به ، وهكذا استمر يسألها ، وتجيب ، وذهب فى الحال خرسها ، وكانت هذه الكرامة سببا فى دخول والدها وأقاربها فى طريقنا . (1) الفانوس : ظرف جوانبه من الزجاج يوضع فيه المصباح ليقيه الهواء أو الكسر ويمكن حمله أو تعليقه على أبواب الدور (ج) فوانيس (2) البندر : البلد الكبير ، يتبعه بعض القرى ، والجيزة : بليدة فى غرب فسطاط مصر قبالتها ولها كورة كبيرة واسعة ، وهى من أفضل كور مصر ( معجم البلدان ) وهى الآن محافظة كبيرة تتبعها بعد المدن والقرى وتعتبر ثانى محافظة بعد القاهرة 8 – كان بعض الأخوان موظفا حكوميا وارادت المصلحة تسبيته ، فطلب منه الدخول للكشف الطبى ، فذاكر شيخنا عن ذلك ، وإنه متخوف من بصره وقال له : يا فلان ، نجاحك متوقف على صدقك فى محبتنا ، فأنت وصدقك وعند الكشف على بصره وجد لوحة العلامات أمامه على بعد شبر من عينيه ، وبذا نجح فى الكشف ببركة شيخنا . 9 – كان بعض الأخوان باسوان وهو أعزب ، فحضر لمصر وتذاكر مع شيخنا ليأذنه بالتزوج فقال له : تمهل ، فعاوده مرتين ، فلم يأذنه ، فقال لشيخنا : إنى مسافر ، وسازنى ، فقال له : إن قدرت ، وهو بأسوان تهيأت له الفاحشة ، فلما هم ، تمثل له شيخنا ، وربطه ، من ذكره بحبل ، وسحبه ، فأخذ فى الأستغاثة ، ومن حوله يعجبون ، فأخبرهم ، فرموه بالجنون ، فلم يسعه إلا الحضور لمصر ، ووقف أمام شيخنا باكيا مشتغيثا تائبا ، فلما صفخ عنه ، انحل الحبل وذهب الألم ، ثم لم يمض إلا ايام إلا وزوجه الله زوجة صالحة شريفة . 10- حدث بعض الأحباب قال : كنت فى دارى ذاب يوم ، فأخذت اقلب فى خزانة كتبى على أجد كتابا أطالع فيه ما ترتاح إليه نفسى ، فوقع فى يدى كتاب تصوف ، فقرأت فيه طائفة ، وطلبت الفهم ، فلم أهتد غليه ، فطويت الكتاب وخرجت من البيت فقصدت ترويح النفس فخطر لى زيارة سيدى سلامة الراضى فيممت مكانه واستأذنت فى الدخول ودخلت فبادرنى رضى الله عنه بقوله : ليس المراد من مطالعة كتب التصوف أن لا يهتدى الإنسان الى المعنى ، ويقف على ما نطوى فى إشاراتهم ، بل المراد فهم كلام القوم والذى رأيت فى هذا الكتاب وسماه لى بأسمه هو كذا والمراد منه كذا وأخذ يشرح لى ويبين ويورد لى ويصدر ، فأخذ منى العجب مأخذه ، وقلت : والله هذا هو الولى العارف وهذه كرامة . وكراماته رضى الله عنه كثيرة وهذه والله قطرة من بحر وزهرة من بستان مجلسه رضى الله عنه : يجلس رضى الله عنه للإخوان بعد الخلو من أعمل وظيفته ، فيأخذ فى تعليم الأخوان وإرشادهم ، وتهذسبهم وملاطفتهم فتارة يطرح السؤال العلمى ويطلب الإجابة فيجيب كل أحد بما يحضره ، فيناقشه ويحرر له إجابته ويربيه على أن لا يلقى القول جزافا بل يزن الكلام ويتخير من الألفاظ ما يؤدى المعنى تماما، غير مشتت الفكرة ، ولا مبدد الفهم ، حتى إذا انتهت إجابات الإخوان ، أخذ رضى الله عنه فى الشرح والبيان بقول عذب ، ولفظ سمح سهل يفهمه العامى ، ويرضاه العليم ، فإذا رأى تعطشا عند الإخوان ، واستعدادا لفهم أعلى ، أخذ فى ذلك ، وهاكذا تعلوا العبارة ، فيعلو فهم الإخوان وتتسامى همتهم ، ويتكامل فهمهم وشربهم ، وتزاح الجهالة منهم ، وتتبدد الغشاوة عن أعين ابصارهم . مجلسه رحمة ، وعلم ونور وتهذيب وتواضع وتربية للعقول والوجدان فلا نجد مريدا غير بصير بمناحى القول وخفيه لا تجد مريد غير حول ولا متين الفكر والتبصر . يخرج المريد من المجلس وكله غقبال على الله وهيام فيه وحب له ولا تجد مريدا غير متوله فى محبة النبى صلوات الله عليه ولا شعوف بذكره والتعلق بجنابه الشريف ولا تجد مريدا يقلد فى الوحيد أو فى فهم سقيم من علم أو منبع لراى نازل غير نا ضج فمجلسه مدرسة عالية صوفية علمية سامية . أخلاقــــــه : هذه والله الحيرة بعينها أن أحدثك عن أخلاق محمدية متجلية واصحة محققه فى ذات حامدية ، حياء فى ادب وصراحة فى حق ، وعزة فى تواضع ، وكرم شامل ، ومواساة للفقير ، وإعانة للمعانى للفقير ، وإعانة للمعانى ، وعطاء ولا خشبة لفاقة ونجده هاشمية للقاصد ، وحلم مع غفران ، ومسامحة مع ستر ، وذكاء نادر مكين ، من حفظ الفية ابن مالك (1) فى عشرة ايام ومع الشغل وفراسة (2) وفصاحة مع مبدأ ، ورباطه جاش (3) فى الأهوال ومداراة وتحمل ونزاهة وعفاف وتدين مع كمال ائتمان . --------------------------------------------------------------------------------------------------- (1) كتاب الألفية فى النحو للشيخ العلامة جمال الدين أبى عبد الله محمد بن عبد الله الطائى الجيانى المعروف بابن مالك النحوى المتوفى سنة 672 وهى مقدمة مشهورة فى ديار العرب كالحاجبية فى غيرها ، جمع فيها مقاصد العربية وسماها الخلاصة وإنما أشتهرت بالألفية لآنها ألف بيت فى الرجز أولها : قتل محمد هو ابن مالك أحمد ربى الله خير مالك ( كشف الظنون 151 ) (2)الفاسة : مأخوذة من التفرس وهو التثبت والنظر ويطلق أيضا على الوسم من السمة وهى العلامة والفراسة قد تكون عادية تعرف بقرائن الأحوال ، وقد تكون وهبية غلهامية يخلقها الله فى القلب وهى المراد غالبا عند القوم . (3) الجاش : القلب والنفس (ج) جؤوش ، ومنه ( فلان رابط الجاش) أى : ثابت القلب عند الشدائد أما علمه : فماذا أحدثك عن إنسان هو معارف جامعة ؟ من أى جهات العلم قصدته افتاك وافادك وأرشدك وقم فهمك وردك عن حيرتك ودفع عنك أوهامك ، وسوء ما علمت واعتقدت ، وكم رأينا عالما ممن يشار إليهم بالبنان حضر لديه ، وهو يقصد تجهليه ، فيسير معه شيخنا واحدة واحدة حتى ينتهى ما بيد العالم من معلوم ، ويسقط فى يده ، ثم يأخذ شيخنا فى الإفادة والمحاضرة حتى يقوم ذلك العالم فيقبل يدى شيخنا ويتتلمذ ويحسب من مريده والقول كثير والشيخ رضى الله عنه جليل جليل . حليته رضى الله عنه : شيخنا نفعنا الله به معتدل الطول ، ملفوف الجسم ، أسمر للون قليلا عربية ، عظيم الهامة ، واسع الجبهة ، طويل أصابع اليدين ، يده لينة كأنهال الحرير ، يمشى تكفأ ( تكفأت المرأى فى مشيتها : مادت وتمايلت ) ، تطوى له الأرض ، ورائة محمدية ، فغذا تأخر عنه من سار معه ولو خطوة أجهد نفسه حتى يلحق به ، يدخل البيت فيملؤه شذا المسلك ، وقى البصر ، قوى الشم ، قوى السمع ن ينكق قلبه فى نوم ويقظة ، يذكر الله نفعنا الله به . اما تربيته للمريدين فبالحال والنظر ، وفيهم من المباركين والصلحاء والأولياء ومددهم ونظرهم غلينا ، وأدخلنا فى جاهم وبركاتهم ,انالنا بصادق أنفاسهم وتوجهاتهم آمالنا فى خير وسلامة آمين . الخاتمة يارب باسمك قد بدأت قصيدتى ولكن ذلك آخر ما قصدناه من هذا التأليف المبارك ن وأرجو من مددد مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون جميع ما رقمنا بأناملنا منقوشا فى نفوسنا ، وملحوظا فى ارواحنا ليكون ذلك وسيلة إلى العمل بما فيه ونسأل الله العظيم أن يخلصنا من الدنيا بالرضا والتسليم إنه هو الجواد الكريم وإنى أستغفر الله العظيم من تقصيرى وخطئى ونسيانى وزللى ومما برز من لسانى مما هو ليس من شأنى ولا ذاقت حلاوته جنانى ، غير أنى تطفلت على الأبواب ، ولازمت الاعتاب ، فرحم الله امرءا معترف بقيودى وتقصيرى طالبا من كافة إخواننا ممن وقف على هذا الكتاب أن يدعو لى دعوة صالحة كى أفوز بدعواتهم وأحظى بمشاهداتهم . اللهم أنا نتوسل اليك بحبهم فإنهم أحبوك وما أحبوك حتى أحببتهم فبحبك غياهم وصلو الى حبك ونحن لم نصل الى حبهم بحبك إلا بحظنا منك ، فنعم لنا ذلك مع العافية الكاملة الشاملة ، حتى نلقاك يا ارحم الراحمين . اللهم إنا نسألك أن تميتنا وتحشرنا فى زمرتهم يوم القيامة ، وتجعلنا با مولانا من الذين تجرى من تحتهم الأنهار ، وتمتعنا بالفوز الأكبر فى هذه الدار ، وفى تلك الدار ، وأختم لنا بخاتمة السعادة ، وارزقنا الحسنى وزيادة ، وصلى اللهم على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبى الأمى ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما بقدر عظمة ذاتك فى كل وقت وحين ، قال ذلك العبد الفقير ، والمذنب الحقير ، اضعف خلق الله وأحوجهم إليه . وكان الفراغ من تبيض هذا الكتاب عشية يوم الأربعاء منتصف شهر صفر الخير عام 1347هـ على صاحبها افضل الصلاة وأزكى التحية . والحمد لله أولا وآخرا وبداء وختاما ، سبحانك لا نحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله واصحابه ، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ، والحمد لله رب العالمين وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين [/size] حسن محمد قاسم [img]ht[/b]tp://i43.tinypic.com/otnu44.jpg[/img] |
الكاتب: | فراج يعقوب [ الثلاثاء أكتوبر 01, 2013 8:47 am ] |
عنوان المشاركة: | Re: مقامات آل البيت والصالحين ( 2-سيديى سلامة الراضى ) |
جزاك الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم |
الكاتب: | rida [ الأحد مايو 20, 2018 11:48 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: مقامات آل البيت والصالحين ( 2-سيديى سلامة الراضى ) |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخي محمود اريد معلوماات حول سيدي فتية الذي ذكرته |
صفحة 1 من 1 | جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين |
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group http://www.phpbb.com/ |