موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 8 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: من كتاب ذكرى مصرع الامام الحسين عليه السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 2:29 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6428
[b]

وفى مقال صادر فى 27 / 1/ 1934م فى مجلة الإسلام ص 21 فى ( الحقيقة والتاريخ ( رواية شاهد عيان ) قال جدى النسابة حسن قاسم فى :
حول كتاب تاريخ سيدنا الحسين عليه السلام لمؤلفه الاستاذ البحاثة حسن قاسم فى وصف موكب قدوم رأس الحسين عليه السلام إلى مصر يقول :
ّّّّّّّّّّّّّّّّّّ



صورة


صورة

صورة



صورة



صورة


صورة


صورة


صورة



صورة
ما ظهر كتاب تاريخ الحسين رضى الله عنه حتى أنهالت علينا رسائل الشكر والتقدير ممن تناول هذا الآثر القيم الذى بحث حقيقة كانت لا تزال موضع عناية الباحثين من سائر طبقات المؤرخين ، فلعمر الحق لقد كان لظهور هذا السفر الخالد أثر عظيم وأهمية كبرى فى صحائف التاريخ وليس فى فيه من فضل يذكرو أو أثر يحمده إذا الفضل بيد الله سبحانه – ومن أهم ما وصلنا من هذه الرسائل رسالة لصديق لنا عبر فيها عن شعوره نحو هذا المؤلف بما يشكر عليه ثم أرده فى ذلك بحجة تاريخية لضمها بين دفات هذا البخث أهمية عظمى ، إذ ورد فيها رواية شاهد عيان رحالة من رحالة العرب زار الثاهرة فى سنة 548هـ فى خلافة الفائز الفاطمى ووزارة الصالح طلائع ين رزيك وصادق مقمامه شهود الحفل العظيم بقدوم رأس الحسين من مدينة عسقلان إلى القاهرة ولأهميتها هذه نستدركها على صفحات المجلة – نشرت أحدى المجلات الإسلامية عندكم فى مصر شذرات ممقتبسة من رحلة قديمة لأحد رحالة مسلمى الجزائر عن وصف موكب رأس الحسين بن على عليه وسلم ولعلكم ما وقفتم عليها لبعد عهدكم عنكم – ولهذا أوثر نقل ما يتعلق بوصف هذا الموكب من هذه الرحلة وقد كانت فى حيازتى قبل هذا التاريخ وعهدى بها الآن فى إحدى مكاتب برشلونة أو اشبيلية من بلاد الأندلس الاسبانية فما أذكر – وأؤمل أن يتيسر لى جمع ما كنت قد عنيت بنقله منها لجملة مواضع فى صحائف عندى – وفى يوم الأحد ثامن جمادى الآخر – اصبح الناس فى القاهرة يتأهبون لاستقبال وقد جليل وركب مقدس يقدم عليهم من نحو الشلام – وكانوا على اختلاف أجناسهم وطوائفهم يظهرون الاسف والحزن ويتأهبون من أعمال قلوبهم – وهناك نفر من الزعانف الذين لا يبالون كانوا يقفزون ويغنون وهم فى غفلتهم هائمون – وكان العقلاء ينهونهم ويؤنبونهم ويقولون لهم إن الاجدر بكم أن تبكوا وتندبوا لا أن تغنوا وتضحكوا – وكانت علا ئم الحزن واللوعة بادية على وجوه شيعة الفاطمين وأهل مذهبهم أكثر من ظهورها على الطوائف الأخر – التى يتألف من مجموعها سكان القاهرة كالأتراك والمغاربة والسودانيين والشاميين والعاقيين الذين ينسبون إلى الدولة العباسية – ويدعون إلى مبايعتها فى السر وكانت زرافات من الناس يمشون فى الأسواق وينشدون المرائى والأشعار المحزنة . وكنت أرى بعض التجار من محبي الخير والاحسان يوزعون الصدقات والثياب على الفقراء والمعوزين وبعضهم يفرش فى حانوته سفرة من أدم ويضع عليها ألوان الطعام وزبادى الأجبان والسلائط والمخللات والألبان الطازجة وصحاف عسل النحل والفطير والخبز – ثم يدعو المارة ايا كان نوعهم الى الأكل عن روح سيد الشهداء الحسين رضى الله عنه – وهناك حانوت آخر جمع فيه صاحبه الوعاظ والقراء والشعراء فكانوا يقرأون * قصة مصرع الحسين ) ويعدون فضائله ومناقبه وقد بلغ الحزن ببعض الناس أن كانوا يمشون حفاة ملتثمين فى غير زيهم المعتاد وكنت أرى الغيظ والحنق يقطر من وجوههم – وكانت الشوارع على الجانبين مرصوصة بالمصاطب والدكك لا سيما الشارع الأعظم المؤدى إلى الجامع الحاكمى وباب الفتوح










حيث ينتظر أن يمر الموكب المقدس – وكنت أرى المتفرجين متراصين على تلك المصاطب ويتنهدون ويتحسرون وآخرون يتخاصمون ويتحاكمون ومنهم قوم يتساءلون فى أى وقت يمكن أن يصل فيه الوقد – وكان بين المتفرجين رجلان أحدهما شاب ولد على ما علم لى منه فى القاهرة ونشأ على المذهب الشيعى الأسماعيلى الذى كان مذهبا للفاطميين – وله غيرة على مذهبه – وكان يجادل فيه ويناضل عنه بقوة وتبدو على وجهه آيات الذكاء والفطنة وتدل لهجته فى حديثه أنه يحب أن يكون له تاثير على جليسه – أما رفيقه فقد كان فى سن الشيخوخة وأصله من بلاد العراق وقد وفد على لقاهرة من أجل تجارة – ثم طابت له السكنى فيها – ولم يكن على المذهب الشيعى ولكنه يتظاهر به أحيانا ترويحا لاشغاله ومصالحه ورغبته فى الامتزاج بالمصريين الذين كان معظمهم شيعيا – وكان العراقى يحب البحث والمذاكرة ويكثر من المطالعة ويميل الى معاشرة العلماء والفضلاء – ولذلك كان يرتاح إلى حديث الشاب ويدعوه إلى حانوته من يوم لآخر – وكان يود وصول الموركب قبيل العصر لكن أذن العصر .
وهتف المؤذنون من على منابر جامع الحاكم






بحى على العمل – والموكب لم يصل فقال الشاب الفاطمى لصديقه الشيخ العراقى هيا بنا نتفسح خارج باب الفتوح ونستقبل الموكب ثمة فأجابه إلى سؤاله وأخذا وأخذت معهما نخترق الجموع تارة ونتنحى من طريق الجماعات المتدافعة فى السير تارة أخرى – حتى وصلنا إلى باب الفتوح فجاوزناه إلى الرحبة خارجه حيث المنظرة من تلك المناظر التى اتخذها الخلفاء للنزهة والأشراف منها على الجمهور . وكان ثمة بستانان كبيران ينتهيان إلى مينة مطر ثم اخذنا فى التجول هنا وهناك حتى وصلنا إلى الباب الآخر المسمى بباب النصر – فيممنا رحبته الخارجية عند مصلى العيد ثم عدنا إليه فجعل الشاب وصديقه يتأملان فى بناء الباب وإحكام صنعه – ثم قال الشيخ إنى أرى فى الشرفة العليا نقوشا وخطوطا لم أفقه لها معنى فقال له الشاب الفاطمى إنها كتابة كوفية ومعناها *( لا إله إلا الله محمد رسول الله . على ولى الله صلوات الله عليهما ) ثم قص عليه خبر ذلك ذلك البابا وباب الفتوح وأنهما من آثار أمير الجيوش بدر الجمالى الذى قلده الخليفة المستنصر وزارتى السيف والقلم ولم يقبل أمير الجيوش الوزارة مالم يمكنه الخليفة من سجن أمراء مملكته فصرفه فيهم – فجمعهم الوزير فى داره من

أجل دعوة صنعها لهم ثم فتك بهم –






ثم تنفس الشاب الصعداء وقال إن أول عناية بالرأس الشريف رأس سيدنا الحسين عليه السلام إنما كانت من هذا الأمير الجليل فانه لما بلغه قتل ولده شعبان فى مدينة عسقلان إحدى مدن ساحب بحر الروم فى سنة 460 نهض إليها وبلغه أن بها مكانا دارسا فيه رأس الحسين فأهتم بالأمر وشرع فى بناء مشهد فخم فى عسقلان على نية أن يودع فيه الرأس الشريف ثم قال الفتى الفاطمى لكن العهد برأس الحسين عليه السلام أنه بقى فى دمشق فما الذى جاء به إلى عسقلان ؟ فأجابه الشيخ العراقى يغلب على ظنى أن العباسيين هم الذين أرسلوه إلى عسقلان – فقد ذكره رواة التاريه انه بعد وقعة كربلاء وإرسال رأس الحسين وأهل بيته إلى دمشق مكث الرأس مصلوبا فيها ثلاثة أيام ثم أنزل فى خزائن السلاح حتى ولى سليمان بن عبد الملك . الملك – فبعث إليه فجىء به وقد حمل وبقى عظما أبيض ، فجعله فى سفط وديبه وجعل عليه ثوبا ودفنه فى مقابر المسلمين ، فلما ولى عمر بن عبد العزيز بعث إلى خازن بيت السلاح أن وجه إلى برأس الحسين بن على . فكتب إليه أن سليمان أخذه وجعله فى سفط وصلى عليه ودفنه فلما دخلت المودة سألوا عن موضع الرأس الكريم فنبشوه وأخذوه والله أعلم ما صنع به . ثم طلب الشيخ العراقى من صديقة الفاطمى أن يتمم له صديقه عن المشهد الذى كان شرع أمير الجيوش فى بنائه ليودع فيه الرأس فقال إنه لم يكمله هو وإنما أكمله أبنه شاهنشاه الملقب بالأفضل الذى تولى الوزارة بعده . فان الأفضل كان خرج فى سنة 491 إلى بيت المقدس وبها بعض أمراء الأتراك فاستخلصها منهم وعاد منها فدخل عسقلان ورأى ما كا شرع فيه والده فاجتهد فى اكماله ثم أخرج الرأس المباركة من مكانه وعطره وحمله فى سفط على صدره وبقى به ماشيا إلى أن أحله فى مقره فى المشهد العسقلانى . وهاهم اليوم يحملونه من ذلك المشهد إلى القاهرة وقد جاءت الأخبار من عسقلان إلى بعض التجار بأنهم حينما أخرجوا الرأس الشريف من مشهده وجدوا دمه لم يجف وله رائحة كرائحة المسك . ** فتبسم الشيخ العراقى – ثم سأل الفتى الشيخ عن جثة الحسين عليه السلام ومصير أمرها بعد استقرار الرأس فى دمشق ثم فى عسقلان فقال له – فقال له إن الجثة بقيت بعد أن أخذ الرأس إلى دمشق مطروحة – واستمرت فى الفلاة حتى دفنها أهل الفاضرية وهم قوم من بنى أسد . فى أرض الطف وبقيت بحيث تعرف وتزار إلى زمن المتوكل العباسى فأمر أن تسوى كربلاء وتمهد وأن تزرع حنطة وشعير . ففعلوا . وبقيت الأرض هكذا مدة أربع عشرة سنة حتى قتل المتوكل وخلفه أبنه المنتصر فأذن بزيارة قبور شهداء كربلاء ن ثم ان الشيعة غلبوا الحدس والتخمين فى تعيين مكان الجثة وأقاموا قيه قبرا ، ان لم يكن على الجثة نفسها فهو على مقربة منها وهم إلى الآن يزورون ذلك المشهد بكربلاء ويحجون إليه . فاغر ورقت عينا الفاطمى بالدموع وقال حقا إن الأمة لم تنصف آل البيت ولم ترع فهم ذمة – فلما رأى ذلك الشيخ العراقى سب اللعائن على ( يزيد ) وقال يكفى أن قبره فى الشام مسبة للمارة وأهل دمشق يرجمونه ، فالتفت اليه الفتى الفاطمى وقال له وهل قبره معروف للناس حتى انهم – يرجمونه – قال نعم يا ولدى هو فى دمشق الشام فى تربة الباب الصغير فى شرقيها بموضع يعرف بالنحالية وهو مسنم والناس اذا مروا عليه فى غدوهم ورواحهم – تراهم يحملون معهم حجارة صغيرة فيرجمونه بها ولذلك ترى عليه تلا عظيما من الحجارة – هذا جزاء من يضطهد آلبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشاققهم – ثم لم يرع الشيخ العراقى وفتاه الفاطمى الا طلائع الموكب تبتدىء لهم عن بعد فهرولنا جميعا الى ناحية ننتظر مرور الموكب فسمعنا أصوات الناس تتعالى من كل جانب بالبكاء والدعاء والنحيب وكان خدم قصر الخليفة يمشون فى ثنيات الموكب وعليهم دلائل الاهتمام وامارات القلق والاضطراب وكانوا ينظرون شزرا إلى مماليك الوزير الصالح بن رزيك الذى كان هو والخليفة اذ ذاك ينتظران الموكب فى المنظرة خارج باب الفتوح فكان الفتى الفاطمى يتفرس فى وجوه أولئك المماليك والخدم كلما مر من أمامه أحد منهم فسأله صاحبه عن شأنهم وما للخدم والمماليك – فقال له الفتى ان فى الأمر مشكلا عظيما – قال وما هو ؟ قال ان وزيرنا ابن رزيك قام فى نقل الرأس الشريف من مشهده بعسقلان إلى القاهرة وكان قد هيأ له جامعا خارج الباب الكبير باب زويلة واحب أن يدفن الرأس فيه ليكون له بذلك الشرف والفخار على كر الدهور والأعصار . قال الشيخ العراقى ومن الذى يعارضه فى ذلك والخليفة والدولة فى قبضة يده ! قال الفتى نعم . غير أن خدم قصر الخلافة تعصبوا وتألبوا وابوا الا ان يدفن عندهم فى قبة الديلم حيث احد أبواب القصر الشرقى الكبير فبنوا له مشهدا ونقلوا إليه الرخام ليكون ليكون الفخر لهم لو لأجل ان يظهروا للملأ ان قصر الخلافة لم تزل فيه بقية من الارادة والسلطة والاختيار فقال الشيخ وكيف ترى ولمن تكون الغلبة ؟ قال الفتى لا أراها الا لأولئك الخدم ومن

التف حولهم لأن المسألة مهما كانت عظيمة لا تتعدى أنها دينية ووزيرنا ابن رزيك انما يهمه القبض على أزمة سؤون المملكة وان تخلص السلطة له ، على أنه اذا لم يتيسر للوزير الظفر بهذه المنقبة فانه فاز بمنقبه اسمى منها وهو انه كان السبب فى نقل الرأس من مشهد عسقلان الى هنا – فقد مضى على بناء مشهد عسقلان زهاء خمسين سنة وهى المدة ما بين الأفضل ابن أمير الجيوش ووزيرنا الحالى الصالح بن رزيك ولما رأى هذا استفحال أمر الصليبيين وتمسكهم من فلسطين ومدن الساحل اشفق على مشهد الحسين من عسقلان من أذاهم وعبت يدهم فأرسل وفدا من العلماء والنقباء والقضاه والشهود الى عسقلان وامرهم ان يتحققوا من مكان المشهد واستقرار الرأس الشريف فيه ثم ينقلوه باحترام الى القاهرة وقد فعلوا ما أمرهم به وهذا هو اليوم المشهود الذى يصلون فيه فالتفت الشيخ العراقى غلى صاحبه الفاطمى وقال له لكن يا ولدى بالأمس سمعت بعض الناس يقول ان الخليفة أمير المؤمنين الفائز هو الذى امر باحضار الرأس الكريم من مشهد عسقلان وتولى ذلك الوزير الصالح طلائع – فقال له الفتى نعم هذا ما كان يفهمه بعض الناس ولكن ما قولك إذا علمت أن الخليفة لم يعلم بذلك إلا البارحة حيث دعاه الوزير لحضور الموكب فى هذا اليوم – أنظر يا سيدى هذا هو الموكب وكان فى مقدمة الركب الأمير سيف المملكة تميم والى عسقللان ومن خلفه العلماء والقضاه يتقدمهم قاضى القضاه أبو عبد الله النعمانى وعن يمينه قاضى المملكة والرأس الكريم محمول فى طست من ذهب يحمله رجل طويل القامة آدم اللون متطيلس بطيلسان أخضر وفوق الطست ستائر من المخمل والديباج وكان يمشى بين يدى الرأس الكريم مشارف عسقلان عبد الله المؤتمن ابن مسكين ولما وصلوا به إلى بستان كافور قدمه الاستاذ مكنون وأنزله فى البستان ثم حمل إلى قصر الزمرد ثم دفن عند قبة الديلم وكان كل من يدخل من الخدمة يقبل الأرض أمام القبر * هذا ما أقتبسته لك من رواية هذا الشاهد العدل فيما يتعلق ببحثكم وهى نفطة تارخية لما أهمية عظمى يجب ان لاتطوى ذكرياتها ، وان كنت قد رأيتكم قد اوردتم ما يعبر عن هذا المعنى ينوع من الافاضة فى مؤلفكم غير ان هذه الرواية من هذا المصدر الممتع قد تكون حجة ( وأى حجة ) لمن ينكر وجود رأس الحسين عندكم بالقاهرة . ( أنتهى )





بسم الله الرحمن الرحيم

ّّ( رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) ّّ


ّّّ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطيرا ) ّّّ

حمدا لمه خلق نور آل البيت من نورعظمته ، وشرفهم على سائر بريته والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد جدهم أجل كل منتخب ومصطفى ، ورضى الله تبارك وتعالى عن صحابة رسول الله أجمعين ، والتابعين وتابع التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .




ّّّ مقــدمة ّّّ
*********

سيرة الحسين (1) من أجل السير واشرفها لما فيها من وجدان صادق وعاطفة فياضة وغحساس عميق وشعور شريف ، وتاريخ حافل وماض مجيد – فهى سلسة حوادث تاريخية تمثل أنموذجا من الفضائل وجلائل العظات والعبر مثلها رجل الشهامة حسين الذكرى والتاريخ فجدير بكل مسلم أن يعرف من هو وذكرياتها ونتائجها وما خلدته فى نفوس دعاة الإصلاح وحماة العدل – ومما هو جدير بالذكر أن نعلم يقينا أن الحسين ما قام فى وجوه هؤلاءالقوم لمجرد كلب الخلافة التى هو بها جدير – بل قام لإحياء سنة جده صلى الله عليه وسلم التى ماتت أو كادت أن تموت خلال استيلاء الحزب اليزيى على أريكة العرش ونقلده زمام الحكم ولو قدر للحسين أن يتولى الخلافة ولم ينازعه فيها يزيد الأمر الذى ترتب عليه قتل مولانا الحسين وسفك دماء الأبرياء – لكان الإسلام أعز شأنا وأرفع قدرا وأقوى سطوة وأجل مكانة **
إذ من نتائج تلك المأساة الدامية ذيوع الفوضى بين جموع المسلمين فى مشارق الأرض بطولها والعرض . مما ترتب عليه انحلال روابط هيئتهم الاجتماعية والسياسية انحلالا مازلنا نشعر به ومازال دعاة إصلاحنا يعالجون طرقه ويقومون ما اعوج من سبيله – فهذا هو الحسين رجل الشهامة حقا – وهذه سيرته ونتيجة محنته – وهذا ما حملنى على إخراج هذا الأثر فى ذلك الحجم ليسهل تناوله لكيلا تهمل ذكرى هذا المصلح العظيم – وقد طالعت من تأليف بعض معاصرينا التى تدور خول هذا المعنى – تاريخ الحسين لعلى جلال الدين الحسينى وهو موسوعة تاريخية تخللت كثيرا من الوقائع التى لها أهميتها بنوع من الإفاضة ومختصر نهضة الحسين (2) للسيد هبة الدين الحسينى وقد اختصرتها لأسلوبها الممتاز الذى انفرد به كاتبها الفذ – ثم أضيفت إلى ذلك مالم يضم أخرى دفتى ذلك السفر مما استدعاه البحث – واستقيت ذلك من مصادر أخرى مما طالعته قديما من تواريخ الأقدمين كمقاتل الطالبين لأبى الفرج الأصبهانى (3) مؤلف كتــــاب ( الأغانى ) وغيره والله سحانه وتعالى ولى التوفيق **
ولى قبل ذلك كلمة شكر أرفعها الى السيد أمين عبد الرحمن صاحب مجلة الإسلام الغراء لرغبته فى نشر هذا الأثر القيم الخالد فشكرا لهمته – وفقنا الله جميعا لخدمة الإسلام والمسلمين *

حسن قاسم
القاهرة فى يوم الثلاثاء 23 ربيع الثانى 1352هـ
15 أغسطـــــى 1933 م


(1) ولد الحسين عليه السلام فى المدينة المنورة يوم الجمعة 5 شعبان سنة 4هـ - 11/1/626م وأستشهد بعد ظهر الأربعاء 10 محرم سنة 61هـ الموافق 11/10/860م
(2) هبة الدين الحسينى : هو هبة الدين الحسينى الشهرستانى وهو الإمام المصلح ولد فى سامرا سنة 1884م وصاحب كتاب بهضة الحسين عليه السلام
(3) أبو فرج الأصبهانى : هو أبو فرج على بن الحسين القرشى الأصبهانى يرجع نسبه لبنى أمية 284هـ 897 م ولد بأصبهانى بغدادى المنشأ وهو صاحب كتاب الأغانى وهو من أهم كتب الأدب العربى وقد وصفه ابن العربى بأنه جليل القدر وكثير العلم لم يؤلف مثله وأصبهان مدينة يغيران تقع وسط هضبة ايران ويبعد عن العاصمة ب 340 ك شمال طهران وقد فتحت فى عهد عمر بن الخطاب رضىى الله عنه سنة 19 هـ


الحسين (1)
**********
هو السيد الزكى الإمام أبو عبد الله الحسين رضى الله عنه ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن أمير المؤمنين على كرم الله وجهه – جمع الفضائل ومكارم الأخلاق ومجالس الأعمال من علو الهمة ومنتهى الشجاعة وأقصى غاية الجود وأسرار العلم وفصاحة اللسان والعفاف والمروءة والورع – واختص بسلامة الفطرة وجمال الخلقة ورجاحة العقل وقوة الجسم وأضاف إلى هذه المحامد كثرة العبادة وأفعال الخير كالصلاة والصوم والحج والجهاد فى سبيل الله والإحسان إلى غير ذلك من ضروب الفضائل فهو علم المهتدين ونور الأرض أفاد بعلمه – وارشد بعمله – وهذب بكريم أخلاقه – وادب ببليغ بيانه وقد ورد فى فضائله آثار وأخبار عن جده الصادق الأمين – تصدى لجمعها جماهير علماء الأمة غابرها وحاضرها كالإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنه وغيره – وقد جمع بعض أئمة الحديث من معاصرينا وهو الأستاذ أحمد الصديق الحسنى أمتع الله بأنفاسه – رسالة فى فضائل الحسين وآل البيت عليهم السلام كان قد أملاها فى بعض مجالسه بالمشهد الحسينى بالقاهرة .
وأخبرج الطبرنى وابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا آخبركم بخير الناس جدا ودة – ألا أخبركم بخير الناس عما وعمة – ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة – ألا أخبركم بخير الناس أبا وأما (الحسن والحسين)جدهما رسول الله وجدتهما خديجة بنت خويلد وأمهما فاطمة بنت رسول الله – وأوبهما على بن أبى طالب وعمهما جعفر بن أبى طالب وخالهما القاسم ابن رسول الله وخالتهما زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله وجدهما فى الجنة وأبوهما فى الجنة وأمهما فى الجنة وعمهما فى الجنة وخالتهما فى الجنة وهما فى الجنة ومن أحبهما فى الجنة
**(( اللهم إنا نحبهما ونحب من يحبهما ))**
(1) ولد الحسين فى المدينة المنورة فى الرابعة من الهجرة وبشر به جده صلى الله عليه وسلم فتلقاه فرحا مسرورا بمولده أسماه حسينا كما سمى اخاه من قبل حسنا فكان العرب لا يعرفون من قبل هذه الأسماء .
(2) الطبرى : ولد عام 224هـ وتوفى عام 310 ولد بأمل – طبرستان وهى ولاية من ايران تقع على بحر قزوين وهو محمد بن جزير بن يزيد ين كثيرر نب غالب الشهير بالطبرى وهو مفسر وعالم وفقيه صاحب أكبر كتابين فى التفسير والتاريخ ( تفسير الطبرى وتاريخ الأمم والملوك ) قال عنه الإمام النووى أجمعت الأمة على أنه لم يصنف مث تفسير الطبرى وقال عنه السيوطى كتابه أجل الكتب والتفسير أعظمها .
(3) أبن عساكر ك عالم ومؤرخ سورى وهو أبو القاسم على بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقى ولد فى عرة المحرم 449 هـ 1105 م وتوفى بدمشق 571هـ 1176م
وروى التىمذى عن يعلى بن مرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( حسين منى وأنا من حسين – حسين سبط من الأسباط ) عن جابر بن عبد الله أنه رأى الحسنين على ظهر جدهما فنظر إليهما وقال نهم الجمل جملكم فقال عليه الصلاة والسلام نعما الراكبان هما – وعن أم سلمة رضى الله عنها قالت : أقبلت فاطمة رضى الله عنها تسعى إلى أبيها صلى الله عليه وسلم فرحب بها وقال لها اين ابن عمك وابنى حسن وحسين فعادت إلى البيت لتقول لعلى رضى الله عنه أجب رسول الله أنت وأبنائك فأقبل على ومعه الحسن والحسين وجاءت فاطمة فأجلس الرسول الحسنين على فخدية وجلس هو بين على وفاطمة وأرضى على الجميع سترا وقد نزل قول الله تعالى ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )*
وبشر الملائكة عن رب العزة بأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وإن السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين *
وفى تيسير الوصول لابن الديبع ص 85 ج 3 وعن أنس رضى الله عنه قال سئل النبى صلى الله عليه وسلم أى أهل بيتك أحب غليك قال ( الحسن والحسين ) وكان يضمهما ويشمهما ( اخرجه الترمذى )
والسبط ولد الولد واسباط بنى غسرائيل أولاد يعقوب وهم فيهم كالقبائل فى العرب وقد جعل النبى صلى الله عليه وسلم حسينا واحا من أولاد الأنبياء كذا فى التيسير – وفى النهاية لأبن كثير إنه أمة من الأمم فى الخير – على حد قوله تعالى إن إبراهيم كان أمه ( وبالجملة ) فان فضائل هذا الامام المجاهد المصلح تقف المهايع عن حد استققصائها وبكل البارع عن والسبط ولد الولد واسباط بنى غسرائيل أولاد يعقوب وهم فيهم كالقبائل فى العرب وقد جعل النبى صلى الله عليه وسلم حسينا واحا من أولاد الأنبياء كذا فى التيسير – وفى النهاية لأبن كثير إنه أمة من الأمم فى الخير – على حد قوله تعالى إن إبراهيم كان أمه ( وبالجملة ) فان فضائل هذا الامام المجاهد المصلح تقف المهايع عن حد استققصائها وبكل البارع عن حصائها .

مبادى قضية الحسين عليه السلام
ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ


كل الذين دونوا قضية الحسين عليه السلام أخذزا سلسلتها من أوساطها – أى من حين البيعة ليزيد (1) فى حين أنها تبتدىء من عهد أبى سفيان وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إن لم نقل من قبل ، من عهد هاشم وعبد شمس فإن أبا سفيان (2) ( جد يزيد ) إذ رأى سيدنا ( محمد ) صلى الله عليه وسلم ( جدد الحسين ) رضى الله عنه قد نهض فى مكة سنة 610 م .
يدعو العرب إلى توحيد المعبود والاتحاد فى طاعته حسب أنه سيهدم مجد عبد شمس ويبنى لبنى هاشم بيت مجد مرصوص الأساس ويعم ظله الظليل عامة الناس فأندفع بكل قواه إلى معارضته ففعل ما فعل فى مقاومته النبى صلى الله عليه وسلم حتى كان ما كان بأيام ( بدر وأحد ) وهما مثالان للحق والباطل وأمر سيدنا ( محمد ) صلى الله عليه وسلم يقوى أنتشاره ومناره حتى رمى حزب آل سفيان أخر نبلة من كنانته ولم يفلح وذلك أن الله سبحانه وتعالى فتح لنبيه مكة فتحا مبينا ونصره نصرا عزيزا ، وإذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا ... أنتهت الحركة السفيانية ... ولكن فى الظاهر...............

فهذا مبدا القضية الحسينية والتاريخ يعيد نفسه ..
==========================
بعد ذلك قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعاقبت الحوادث كالليل والنهار والحزب السفيانى يعمل فى إرجاع سلطانه ولكن تحت الستار حتى إذا ما تمت البيعة ليزيد . كان قلب الحسين دفترا ملؤه المؤلمات ولابد وأن تكون هذه الموجدات فى الحسين وهو لم يكن بالذى يقيم على الضيم ، وهنا جرى بنا أن ندرس حالة الحسين ذلك المتفانى فى حب آله ، ماذا يجرى على قلبه بعد زوال ذلك الشبح الرهيب الذى مضة ساجدا لربه ، ورؤيته أحشاه شقيقه الحسن ، وانتهاك حرمة شريعة جده المصطفى صلى الله عليه وسلم ..
كيف يبايع يزيد ؟
=========
غريب والله أن يزيد يريد التقمص لخلافة النبى محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث لتكميل مكارم الأخلاق وذلك فى حياة الحسين ابن ذاك النبى وحبيبه فيزيد يعلم نفسية الحسين ويعلم أن صدره أصبح بركانا قريب الانفجار ومع ذلك لا يقنغ بسكونه بل يريد منه فوق ذلك كله أن يعترف له بالخلافة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهل ذاك إلا ضربا من المحال .
إن أعتراف الحسين بخلافة يزيد عبارة عن أن الحسين ليس بالحسين إذ أن قبوله البيعة ليزيد فيه بيع كل مجده وكل شعور شريف للعرب وكل حق للمسلمين وكل آمال لقومه أفيبيعها جمعياء برضاء يزيد عنه ؟ هذا محال على الحسين عليه السلام ، بل وعلى كل أبطال الفضائل ، وبعبارة أخرى اعترافه بتساوى الفضيلة بالرزيلة ، واسواء العدل والظلم واتحاد الحق والباطل وتماثل النور والظلام ، وإن العلم والجهل مستويان وإن الخفيف والثقيل سيان فى الميزان فهل يسوغ بعد هذا كله سكوت الحسين عن يزيد وسكونه ! كلا ... ثم ....كلا ..
وقد يزعم البسطاء أن الحسين لو استعمل التقية وصافح يزيد لا تقى ببيعته شره ، ونجا من مكره وصان حرمته وحفظ مهجته ولكن ذلك وهم بعيد فان يزيد المتجاهر لا يقاس بمعاوية المتحفظ فبيعة مثل الحسين لمثل يزيد غير جائزة بظاهر الشريعة ولذلك تخلف عن بيعته سعد بن أبى وقاص وعبد الرحمن بن أبى بكر وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن الزبير وأنكروا على معاوية (3) استخلاف يزيد حتى فارقوا الحياة والحسين أولى بهذا الامتناع والإنكار ومع هذا فهو يعلـم ( بايع أو لم يبايع ) أن خصومه منطوون على نية التشفى من قتله وقد صرح فى مواطن عديدة بأنهم غير تاركيه ولو كان فى حجر ضب وأنهم لا يدعونه حتى يخرجوا هذه العلقة من جوفه وأكذ ابن زياد نية التشفى من قتله فى كتابه لأبن سعد حيث قال له : حل بين الحسين وأصحابه وبين الماء فلا يذوقوا منه قطرة كما صنع بالقى الزكى عثمان بن عان رضى الله عنه وأعلن يزيد بقصده الانتقام منه فى شعره :
لست من خند ف إن لم انتقم
من بنى أحمد ما كــان فعـــل
إذن ، فالحسين وجد نفسه مقتولا إذا لم يبايع ، ومقتولا إذا بايع ، لكنه إن بايع اشترى مع قتله قتل مجده وقتل آثار جده أما إذا لم يبايع فإنما هى قتلة واحدة تحيى بها الأمة .
(1) هو يزيد بن معاوية بن أبى سفيان ولد بالماطرون 25هـ - 64 هـ ( 645م – 683م ) نشأ بدمشق هو ابن معاوية ثانى خلفاء بنى أمية حكم لمدة أربع سنوات سادس خلفاء المسلمين توفى بمرض الطاعون
(2) ابا سفيان : هو أبى سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ولد بمكة قبل عام الفيل بعشرة سنين اسلم يوم فتح مكة وهو والد أم حبيبة زوج الرسول صلى الله عليه وسلم شهد أبو سفيان الطائف مع الرسول صلى الله عليه وسلم وفقعت عيناه يؤمئذ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما أحب إليك عين فى الجنة أو أدعوا الله أن يرد عليك عينك فقال : بل عين فى الجنة )
(3) معاوية ك هو معاوية بن صخر بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشى الأموى المعروف بمعاوية بن أبى سفيان أول خلفاء الدولة الأموية وكان واليا على الشام فى زمن خلافة عثمان بن عفان وبعد مقتل عثمان بن عفان ولى على بن أبى طالب الخلافة فحاربه معاوية على أن قتل على من قبل أبن ملجم .


هجرة الحسين من حرم جده
ّّّّّّّّّّّّّّ
لم يجد الحسين بدا سوى الهجرة سرا إلى حرم الله ومنه إلى اليمن وقد علم الوليد (1) ( والى المدينة ليزيد ) أن الحسين رجل الصدق والثبات فلا يعدل عن كلمته وقد أعياه أخذ الحسين تارة بالسياسة واللين وطورا التهديد والوعيد ، على أن يسترق لسانه بقبول البيعة ( ولو سرا ) فعبثا حاول . بعد ذلك سار الحسين من حرم جده صلى الله عليه وسلم ولم يقتصر فى الوداع على قبره الطاهر إذ المسافر يوادع من وطنه المحبوب كما وقع نظره عليه من أصحاب وأحباب وغيرهما حتى الماء والتراب أما الحسين فكان يودع البقاع والربوع وداع من لا يأمل فى الرجوع .

ّّّّّّّّّّّّّّّّ
(1) الوليد : هو الوليد بن عتبة بن أبى سفيان حكم المدينة مرتين الأولى : فى ذى القعدة سنة 57هـ والثانية سنة 61هـ
[/b]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من كتاب ذكرى مصرع الامام الحسين عليه السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 9:53 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 8040
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: تابع كتاب حسن قاسم ( ذكرى مصرع الإمام الحسين )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 1:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6428
ا

الحسين فى مكة أعزها الله
ّّّّّّّّّّّّ




صورة

صورة


صورة



صورة



صورة


صورة



صورة



صورة




خرج الحسين سائا فى المنهج الأكبر ، فقيل له لو تنكبت الطريق لئلا يلحقك الطلب – فقال لا والله – لا أفارق الطريق الأقوم حتى يقضى الله ما هو قاض ونزل مكة يوم يوم الجمعة خامس شعبان سنة 61هـ ( 12 مايو سنة 679م ) وهو يتلــــو ( ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربى أن يهدينى سواء السبيل )
فما اشبه هجرة الحسين بأهله من المدينة إلى مكة بهجرة جده سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأهله من مكة إلى المدينة وبواعث الهجرتين سيان وبين اليومين نحو ستين عاما . حل الحسين بأم القرى فانتشر الخبر حتى صار حديث كل اثنين يجتمعان .
س – ما وراءك ؟
ج - هاجر الحسين من مدينة جده
س – لماذا ؟
ج - لأن يزيد قصد إرغامه على مبايعته نعم – نعم ما صنع الحسين – فانه لو بايع يزيد فعلى الوفاء العفاء إذن ماذ ترى أن يكون ؟
ليس سوى اجتماع المسلمين حوله ونصبه خليفة كأبيهعلى – ليحيى بعلمه معالم دين جده ويدفعبغيرته الهاشمية عن مصالح المسلمين وينفذ بقوة إيمانه العلوى أحكام القرآن النازل فى بيته . هذه وأمثالها كانت أحاديث أكثر المجامع يومئذ فى الحجاز وفى سائر الأقطار – فتواترت الكتب والرسل على الحسين واختلفت إليه جموع الإسلام فمن مشير عليه بالذهاب إلى اليمن ومن مشير عليه بالمسير إلى العراق فأختار الحسين الكوفة بع أن أستخار الله سبحانه وتعالى –وأوفد إلى العراق ليت بنى عقيل ( مسلما بن عمه ) وكان مسلم كبقية آل على رجل صدق والصفاء ومثال الشجاعة والإيمان فقام لأمر صهره وسيده الحسين وما قدم الكوفة حتى التفت حوله جماهير الرؤساء لأخذ يمينه ومبايعته نيابة عن الحسين – فكتب مسلم إلى الحسين يخبره بإقبال أهل (1) الكوفة عليه خاصتهم وعامتهم وإنهم نادمون على مافرطوا فى جانب أهل البيت الهاشمى طالبون قدوم الحسين إلى العراق ليجدوا على يدية معالم أسلافه .
==================================
(1) الكوفة : مدينة عراقية تقع فى محافظة النجف على جانب الفرات وتبعد 170ك جنوب بغداد و10 ك شمال شرق النجف أسسها سعد بن أبى وقاص سنة 17هـ ( 638 م ) بأمر عمر بن الخطاب رضى الله عنه .
=====================================================

بنو أمية (1) والخطر الحسينى
ّّّّّّّّّّّّّّّّ


أخذت قضية الحسين تحرك العزائم وتنبه المشاعر فى الدوائر الأموية وساد القلق بين حلفائهم واوليائهم وهم عالمون أن حسينا يضرب على ايدى الجائرين ولا يولى جائرا أمر المسلمين فغدت رجال الدولة اليزيدية ألسنة وعيونا وأقلاما وسيوفا ضد الحركة الحسينية لاسيما فى مناطق الحجاز والعراق واستفزوا قبل كل شىء حكومة الشام والهيئة المركزية بالتأهب للخطر الهاشمى فكتب عمر بن سعد واضرابه إلى يزيد : أما بعد – فان مسلم بن عقيل قدم الكوفة وبايعته أهلها للحسين قان لم يكن لك فيها حاجة فابعث إليها رجلا قويا ينفذ أمرك ويعمل مثل عملك فان النعمان بن بشير(2) ( والى الكوفة ) رجل ضعيف ثم أفصحوا له عن أخطار الحركة الحسينية لاسيما إذا رسخت أقدام الحسين فى أرض العراق وهى مفتاح الشرق الأدنى وباب الشرق الأوسط وأهلها جميعا شعية على غرو أن أنوار الحسين تشع مبادئها فى ربوع إيران ويكون له هناك أنصار وأى أنصار – فلما وصلت الكتب إلى يزيد استشار(3) سرجون مولى أبيه فأشار عليه باستعمال الطاغية ابن مرجانة ( عبيد الله بن زياد 4) على العراق .
(1) بنو أمية : الأمويون أولى السلالات الإسلامية من الخلفاء حكمت ما بين 661 – 750 م وينتسب الأمويون غلى جدهم أمين من أقرباء رسول الله صلى الله عليه وسلم – مؤسس سلالة معاوية بن أبى سفيان – كان واليا على الشام من قبل الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه
(2) النعمان بن بشير : هو النعمان بن بشير والى الكوفة بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بن زيد الأنصارى الخزرجى ويكنى عبد الله فقد كان أول مولود فى الإسلام من الأنصار بعد الهجرة بأربعة عشر وأول مولود ولد بالمدينة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام فأتت به أمه إلى النبى صلى الله عليه وسلم فحنكه وبشرها بأنه يعيش حميدا ويقتل شهيدا ويدخل الجنة فقتل سنة 65هـ على يد خالد بن لخى الكلاعى
(3) سرجون : هو سرجون بن منصور من نصارى أهل الشام وقد أتخذخ معاوية مستشارا له فى أمر الكوفة وقد اشار على يزيد بتعين عبيد الله بن زياد والى على الكوفة للقضاء على نهضة مسلمة بن عقيل .
(4) ابن مرجانة : هو بن زياد ابن مرجانة نسبة إلى أمه مرجانة وكانت جارية بغى من المجوس وهو نسبة غير معروف وهو الذى أمر بقتل مسلم بن عقيل سفير الحسين وهو عبيد الله بن زياد أمير العراق ولى البصرة ويسمى بن زياد وبعد مقتل الحسين لما دخلوا عليه سبايا أهل البيت دار الإمارة بالكوفة خاطبته السيد زينب عليها السلام بكلمة يا أبن مرجانة إشارة على نسبه الوضيع وفحا له – قتل عام 60 هـ فى أحدى المعرك وأخذ رأسه على سيدنا محمد بن الحنفية رضى الله عنه بن مولانا الحسين عليه السلام


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تابع كتاب حسن قاسم ( ذكرى مصرع الإمام الحسين )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 3:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 8040
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: من كتاب ذكرى مصرع الامام الحسين عليه السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 13, 2013 1:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6428

آثار البيعة الحسينية
ّّّّّّّّّّ



صورة



شاعت مبايعة العراق للحسين ففرح أولياؤه وتفاءلوا من ذلك بعود الحق إلى أهله لكن خاصة الحسين عليه السلام أخذوا بحذرونه المسير إلى الكوفة خوفا مما يترقب وقوعه فأبى الحسين عليه السلام إلا المسير فسامر والقلوب ترعاه وتشايعه وبينما موكب الحسين عليه السلام يسر فى بطون الفيافى والمقاوز وحوله أهله كالهالة حول القمر وافاه ناعى ابن عمه مسلم (1) وهو عميد بيته فلم يتحول عن نيته ولا غير خطته ول يبد من مظاهر الحزن سوى الاسترجاع وأخفى كل حزنه فى أعماق قلبه لأن العيون لدى الشدائد شاخصة إلى الزعيم فإن بدت لائحة الحزن عليه أدخلعلى أهله ضروب الوهم والارتباك فمضى فى سبيله لتحقيق آماله .
(1) كان مقتل مسلم يوم الأربعاء على ما قيل والأصح يوم الأثنين لتسع مضيت من ذى الحجة سنة 60 هـ موافق 11 سبتمبر 680 م وقبله بيوم قتل هانىء بن عروة المرادى وكلاهما مدفون بالمشهد العلوى بالنجف فى الجانب الأيسر من المسجد
.[/u]
صورة

صورة

صورة


الحسين فى الكوفة
ّّّّّّّّّ


حل الحسين الكوف وقد خضعت لدهاء ابن زياد بعد مقتل مسلم وانقادت إليه وموكبه أحياؤها ورؤساؤها هذا (والحر) يساير الإمام فيسلك بركبه وموكبه سبيلا وسطا كى يخرجه عن حدود القوم ( فلما ) عل اين زياد بدخول الحسين عليه السلام الكوفة وعبوره الفرات أرسل كتابه إليه فقرأه الحر عليه ( فلما سمعه الحسين سأل عن أسم تلك الأرض التى هو فيها فقيل كربلاء(1) فقال نعوذ بالله من الكرب والبلاء ، هل لها اسم غير هذا ؟ فقيل له العقر – فقال نعوذ بالله من العقر – ثم أرسل القوم رسلهم لمحاربة الحسين ومن معه فنظر فإذا هو فى بقعة جرداء بعيدة عن الماء وقد صار معسكره مثلث الزاوية يقابله جيش الحر فى الغاضريات وجيش ابن سعد فى نينوى علم الحسين أنه محصور وأنه مقتولا لا محالة فقضى عليه شعور التضحية أن يستميت وإذا كان الموت ضرية لازب لا مهرب منه ولا محيد عنه فليشتر الحسين بهذا العمر القصير نفعا عاما وخيرا خالدا هى والله الصفقة الرابحة والتجارة التى لن تبور فخير الموت الفداء وأفضل الأضاحى من أمات هيكله البائد نفع خالد – كذلك الشهداء فى سبيل إصلاح الأمة وتحريرها من اسر الظالمين .
[u]1- كربلاء : مدينة تقع وسط العراق وتعتبر أحد المدن المقدسة لدى الشيعة وفيها قتل الحسين وتطلق عليها واقعة ألطف وهى ملحمة وقعت على ثلاثة أيام ختمت فى 10 محرم سنة 61هـ والذى يوافق 12/10/612 م

حول معسكر الحسين
ّّّّّّّّّّّّ

صورة

صورة

صورة

بعد أن ايقن الحسين أن أعداءه لا يتناهون عن منكر فى سبيل النكال والنكاية به استعد لدفع الطوارىء عن هله ورحله وانتصار قتله لكنه وجد معسكره فى أجرد البقاع عن مزايا الدفاع فخرج من معسكره يتخير موضعا مناسبا للدفاع وبعد ما سبر غور الوهاد أشرف على سلسلة هضاب اتخذها حرما وكانت عبارة عن روابى وتلال متدانية الأطراف على شاكلة الهلال وهو المكان المسمى بالحير(1) أو الحائر ويعرف الان ( بخيمكاه ) أى المخيم فتحصن به وأمر أصحابه أن يقربوا البيوت بعضها من بعض (ثم) انه لما علم أنه مقتولا لا محالة عز عليه أن يقتل بسببه غيره فإذن لأهله وصحبه بالتفرق عنه حيث أن القوم لا يريدون غيره ليدرء عنهم الموت بحل بيعته عن ذممهم فخطب فيهم قائــلا هم ان ( أثنى على الله أحسن الثناء وأحمده على السراء والضراء اللهم إنى أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا فى الدين وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة فأجعلنا من الشاكرين * أما بعد * فأنى لا أعلم صحابا أوفى ولا خيرا من أصحابى ولا أهل بيت أبر ولا أرحم من أهل بيتى فجزاكم الله عنى خيرا ألا وانى قد أذنت لكم فأنطلقوا جميعا فى حل ليس عليكم من حرج منى ولا ذمام هذا الليل من بيعتى قد غشيكم فاتخذوه جملا .
فقال له إخوانه وأبناؤه وبنو أخيه وأبناء عبد الله بن جعفر ، لم نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك ، لا أرانا الله ذلك أبدا ، فقال الحسين با بنى عقيل حسبكم من القتل بمسلم قأذهبوا أنتم فقد أذنت لكم ، قالوا سبحان الله ، فما يقولون لنا إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبنى عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ، ولم تطعن معهم برمح ، ولم تضرب معهم بسيف ولا ندرى ماصنعوا ، لا والله لا نفعل ولكن نفديك بأنفسنا واموالنا وأهلينا ونقاتل معك حتى نرد موردك ، فقبح الله العيش بعدك ، ثم قام إليه مسلم بن عوسجة وزهير بن القين وجماعة من أصحابه وتكلم كلهم معبرا عن وفائه للحسين وإخلاصه وتفاديه وشعوره الشريف فجزاهم الحسين خيرا ، فلما توفقوا إلى إرضاء سيده بأن يتقدموا إلى الجهاد فى سبيل نصرة الحق لبسو القلوب على الدروع واقبلوا بتهافتون كالفراش على المصباح لتضحية الأرواح فكان الحسين يودع من يأذن له منهم وداع من لا يعود – وهكذا مضى أصحابه فى سبيل الله أحياء بأرواحهم أحياء بتاريخهم المجيد لهم لسان صدق فى الآخرين وأسوة بالأولين فطوبى لهم وحسن مآب .
(1) الحائر ( الحير ) وهى الأراضى المنخفضة من كربلاء التى تضم قبر الحسين عليه السلام إلى رواق بقعة الشريفة ولعل كربلاء أو بعض أجزائها سميت بهذا الأسم منذ القديم لما كان أراضيها من المنخفضات التى تسيل إليها مسيل الماء الأمطار من تحير الماء والحائر عند اللغويين الموضع المكمئن الوسط المرتفع الاطراف وفى ( الصحاح ) الحير الحمى ومنه الحير بكربلاء وقد اتفق الرواة والمحدثون والؤرخين والجعرايون وأهل اللغة على تسمية كربلاء بالحائر والحير هو منخفض الحائر ويقول الطوبجى فى مجمع البحرين : يراد بالحائر حائر الحسين عليه السلام وهو ما حواه سور مشهد الحسين عليه السلام وفى كامل الزيارات ص 112 عن عبد الله بن سنان قال سمعت الامام الصادق عليه اللاسم يقول : قبر الحسين بن على عليه السلام عشرين ذراعا وهو روض من رياض الجنة .[/
u]
صورة

صورة

اصدق المظاهر الدينيــــــــة
ّّّّّّّّّّّّّّّ


حانت ساعة القيام بأصدق المظاهر الدينية وهى ساعة الصلاة فصف الإمام قدمية فى تلك الساعة الرهيبة ولم يك الحسين ممن ينسى أو يتناسى الصلاة الموقوتة ولو فى أحرج الأوقات ولقد كانت صلاته من صدق مظاهر إخلاصه لله سبحانه وتمسكه بالشريعة ولما لاموه عليها أجاب ( ألسنا نحارب لأقامة الصلاة )
؟صورة


صورة

أهتمام الحسين بالموعظة والتضحية
^^^^^^^^^^^^^^^^^[/
align]

صورة


وكما وكان يأمر بالمعروف ويأتيه كذلك كان ينهى عن المنكر ويجتنبه فقد كان الحسين يعامل أعداؤه معاملة من يحترمون الحق بينما هم غافلون عنه فكان يبذل قصارى جهده فى تنوير أفكارهم فى حين أن خصومه لا يقيمون للحق وزنا فاراد الحسين أن يستنصتهم فأبوا ، فنادى : ايها الناس أسمعوا قولى ولا تعجلوا حتى أعظكم بواحدة ثم أقضوا إلى ولا تنظرون ( إن ولى الله الذى نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ) فلما ساد الصمت وهذا الضجيج قام فيهم خطيبا فحمد الله سبحانه وتعالى وأثنى عليه وصلى علي نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم ( ثم قال ) أما بعد : -
فأنسبونى من أنا ، ثم راجعوا أنفسكم وعاتبوها فانظروا هل يحل لكم قتلى وأنتهاك حرمتى ؟
الست أنا ابن بينت نبيكم ؟ الست أبن أول المؤمنين ؟ أو لم يبلغكم ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لــــى ولأخى ( هذان سيدا شباب أهل الجنة ) فإن صدقتمونى فيما أقول وهو الحق أما فى هذ حاجز لكم عن سفك دمى – إلى أن قال : كنتم فى شك من ذلك أو تشكون فى أنى ابن بنت نبيكم ( فوالله ) لا يوجد بين المشرق والمغرب ابن بنت نبى غيرى فلما سمع القوم خطابه لم يقابلوه إلا بتلك الكلمة الساقطة التى تنم عن كل رذيلة وساخطة ( إنا لا ندرى ما تقول !! انزل على حكم بنى عملك ، وإلا فلسنا تاركيك )

[align=center]مصرع الحسين


صورة



صورة
توالت على الحسين جروح دامية وقد منعه القوم من الماء ، الأمر الذى يبرح البشر من احترامه فى المحاربات كنوع من الآداب ، حتى أن حكومات الأمم السامية تراعى هذه الأصول بعين الاحترام وتعد ارتكابها من أقبح الجرائم وقد نهى شرع الإسلام والشرائع السماوية عن حصار الأبرياء ومنع الماء والطعام عنهما وحزب هذا الطاغية ابن زياد لم يراع لحرمة الإسلام حققا ، وعق دين محمد عقوقا فما أجرهم على الله وعلى انتهاك حرمات رسول الله فى عترته الطاهرة وقد اغتنموا فرصة مصرعه ونكاثروا عليه بعددهم وعددهم ، وما على أهله وعشيرته أولئك الذين فقدوا حامى حماهم ! فاستفزت ضجتهم مشاعر الحسين وشعائر حنانه فرفع بصره ونهض زاحفا على ركبتيه يردهم عن مخيمه وقد خيموا حوله يريدون حصار الأبرياء ، ثم تضاعفوا عليه خياله ورجاله فسلبوا ما عليه وأجتزوا رأسه وتركوه مزملا بالعراء فى صحراء لا يرى فيها غير اللامع من السحاب فانطفأت تلك الشعلة الزهراء والقبس الذى تلألأ خلة التضحية تلألأ القمر البازغ بين النجوم الزواهر ، وغدا نصير الفضيلة وراح ذلك الشعور الشريف – والتفادى السامى فعلى الفضيلة والوفاء ، يا حسين الشهامة بعدك العفاء لقد فديت بكل غال ورخيص لديك وفى يديك باذلا فى سبيل تحقيق أمنيتك وأمنية شعبك من الجهود ما يطبقه من البشر غيرك فما أخلد ذكراك ، لقد كانت نهضتك المظهر الأتم للحق ن حينما كان عمل معارضيك المظهر الأتم للقوة فقط من غير ما حق أو شبهة حث ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ( وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون )







بعد مقتـل الحسين
^^^^^^^^^


ولما قتل الظالمون حسين الفضيلة ، فرحوا لمقتله فرحا عظيما ، إذ حسبوا أنهم قد أحسنوا صنعا ولم يبالوا ، ادفنت الجثة التى مثلوا بها أم لم تدفن ( وقد منع الإسلام عن المثلة ) فتركوا داعية الحق فى العراء بين لهيب الشمس والرمضاء ولم يجروا عليه سنن التجهيز والدفن ولو مراعاة لحرمة الإســـلام (هذا) وما عتمت عشية الثانى عشر من محرم إلا وعادت إلى أرياف كربلاء عشائرها الضاغنة يتأملون الأجساد الزكية التى تركها القوم على البطاح تسفى عليها الرياح .
فما مرت الأيام والأعوام الا والمقامات عليها قائمة والخيرات لديها جارية والمدائح تتلى والحفلات تتوالى ووجوه العظماء على أبوابها يتسابقون إلى أعتابها وامتدت جاذبية الحسين وصحبه من حضيرة الحائر إلى تخوم (1) الهند والصين وأعمال العجم (2) وما وراء الترك (3) والديلم (4) يرددون ذكرى فاجعة الحسين التى اتدملت لها القلوب وتحطمت لهولها المهج والأرواح على ممر الساعات والأيام بل على تعاقب الأنفاس واللحظات ويجدون فى إحياء ذكراه وما إلى ذلك من الخيرات والذكريات الخالدة ، فهذا ما فاز به حسين النهضة – رجل الشهامة والفضل داعية الحق والعدل – فما الذى فاز به يزيد وحزبه ؟
فاز بزوال ملكه وسقوط دولته واستئصال شأفته وابادة جموع حزبه رجالا ونساء بانتقام الحق منهم حتى لم يبق منهم آخذ ثار ولا نافخ نار وأحرقت آثارهم حتى عظامهم البالية وقتلوا أيمنا وجدوا فتجد اليوم قبر يزيد فى عاصمة ملكه لا ذكر له ولا خبر ولا عين ولا أثر فى مشارق الأرض بطولها والعرض ، بينما قبر الحسين وآثاره فى ممالك العالم قبلة الوافدين وكعبة محجوجة تترى عليها الخيرات والرحمات وميدانا تتسابق فيه الهمم وساحة للمجد والكرم هذه عاقبة الجائر المتجاهر وتلك عقبى المجاهد الناصح ( والأرض لله يورثها عباده الصالحين )
[u](1) من رحلة سليمان التاح فى القرن الثالث الهجرى : ولعلّ من أهم أسباب السفر والترحال عند العرب المسلمين هو من أجل نُشدان طلب العلم والدعوة إلى الإسلام، وتأدية فريضة الحج، والتعرف على أحوال الناس، وتوطيد العلاقات السياسيّة بين الأمم المجاورة. وعندما تأسست الدولة العربية الإسلامية بقيادة الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام، وتوسعت أرجاؤها في عصر الخلفاء الراشدين رضيّ الله عنهم، وازدهرت في العصر الأموي في الشام، اتسعت رقعتها شرقاً وغرباً وامتدت حدودها حتى تُخُوم الصين والهند شرقاً وإلى الأندلس ـ إسبانية ـ غرباً، ونجح المسلمون في تأمين الطُرق التجارية البرية والبحرية في عموم الدولة الإسلامية، ولذلك أسسوا طُرُقاً ومسالك خاصة بالبريد، كما أسهموا في ربط القارات الثلاث المعروفة في ذلك الوقت بمراكز تجارية وحضارية، كان لها الأثر الكبير في توطيد العلاقات التجارية وتشجيع التجار على السفر براً وبحراً إلى هذه المراكز، والاتصال بشعوب أوربة وأفريقية وآسية. سليمان التاجر عاش في القرن الثالث الهجري،كتب معلومات وبيانات عن حركة الرياح والأنواء والأمواج وطريقة تفاديها وطرق الأسفار إلى الصين والهند وعادات هذه الشعوب في كتابه(رحلة سليمان التاجر
(2) العجم : كلمة فى اللغة الفارسية تعنى الأيرانى ولكن فى اللغة العربية تدل على غير العربية
(3) الترك : الشعوب التركية هى شعوب ارو أسيوية تقيم فى شمال ووسط وغرب أروا سيا
(4) الديلم : هم أحدى الشعوب الايرانية التى عاشت فى شمال الهضبة الايرانية


أنتقام الله سبحانه وتعالى من قتلة الحسين
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^


ولقد أنتقم الله سبحانه وتعالى من قتلة الحسين شر انتقام وألبسهم سراويل الذل بعد العز ومثل بهم أسوأ المثلات بما اجترحوا من السيئات مصداق قوله وتعالى ( ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين أمنوا وعملوا الصالحات فى روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ) وقوله تعالى ( ام حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين أمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ) الآية – فكان يؤتى بهم إلى المختار بن أبى عبيد (1) فيوقفون بين يدية فيأمر بقتلهم أنواعا من القتالات بما يناسب ما فعلوا ( ذلك جزاء الظالمين ) فمنهم من أحرقه بالنار ومنهم من قطع أطرافه وتركه حتى مات ومنهم من رمى بالنبال ومنهم من قتل على مرأى من أهله وعشيرته ثم أحرقت رمته حتى عادت رمادا وذر بها فى الهواء ( وقتل ) اللعين الطريد ( شمر بن ذى الجوشن الأبرص ) (2) وألقى شلوه إلى الكلاب واجتز رأس الطاغية ابن مرجانة وأتى به إلى على زين العابدين بعد أن مثل به كما مثل برأس أبيه الحسين فلما رأى الرأس ابن سيد الشهداء بكى واسترجع واهتزت منه شعائر الحنان ( فأنعم ) بك يا ابن رسول الله إنك وابيك وجدك ( لعلى خلق عظيم ) وقد ترى المختار أن ما أجراه الحق على يديه مما نزع إليه من القيام للأخذ بثأر الحسين لايف عشر معشار ما اجترحته تلك الفئة الباغية – فكان يقول والله لو قتلت به ثلاثة أرباعهم ما وفوا بأنملة من أنامل الحسين *

( 1 ) المختار بن أبى عبيد : هو الثقفى ولد فى الطائف فى السنة الأولى من الهجرة وابوه قائد المسلمين بمعركة الجشر وفى البداية والنهاية لأبن كثير ك الجزء اثامن أسلم أبوه فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم ولم يراه وذكره بن الأثير فى الغابة

( 2) شمر بن ذى الجوشن الأبرص : هو من قبييللة بنى كلاب ومن رؤساء هوزان وهو الذى قتل الحسين بن على عليهم السلام


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: من كتاب ذكرى مصرع الامام الحسين عليه السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 13, 2013 1:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6428

رأس الحسين
^^^^^^^ عليه السلام



صورة

صورة

صورة

دلت الشواهد التاريخية التى لا تحوم جولها الشبهات أن الرأس الكريم طيف به بعد الموقعة حتى أتى به ليزيد (1) فأمر بصلبه فصلب ثلاثة ايام بدمشق ثم ترك بعد صلبه فى خزانة السلام فلم يزل هناك حتى تولى سليمان بن (2) عبد الملك الذى بويع ل بعد أخية الوليد فى سنة 96هـ )714م) وأستمر ملكه إلى سنة 99هـ ( 717م) فسئل عن رأس الحسين وبعث فى طلبه فجىء به وقد نحل وبقى عظما ابيض فجعله فى سفط وطيبة وكفنه وصلى عليه فى جمع من حاشيته ودفنه فى مقابر المسلمين بدمشق بباب الفراديس (3) فلما تولى الخلافة الإمام العالدل عمر بن عبد العزيز (4) سأل عن الرأس الكرييم فاخبر بما صنعه سليمان ابن عبد الملك – وما برح الرأس الكريم بدمشق إلى سنة 365هـ ( 975م) فسام افتكين (5) الشرابى غلام معز الدولة أحمد بوية إلى دمشق ليغزوها بجيشه قادما من بغداد فأعلن القتال فتبعه طوائف كثيرة فتغلب عليها وعلى كثير من سواحلها واسر منها ما شاء وغنم منها ما أراد فمن جملة الغنائم رأس الحسين(قال) بعض الإخباريين والسبب فى أخذه رأس الحسين تثبيت دعائم ملكه فى بلاد الشام . فلما صار إلى عسقلان (6) وحاصرها ( وهناك كاد يستتم أمره ) دفن الرأس الكريم فى موضع منها وبينما هو مجد فى تنظيم ملكه وتدبيرشؤونه إذ سير إليه العزيز ابن المعز الفاطمى قائده جوهرا فى جيش عرمرم لمحاربته – وبعد حروب طويلة تغلب عليه فأخذه العزيز الذى لحق بقائده بعد ذلك اسيرا وقدم به إلى القاهرة فاستخدمه بدار ملكه حتى توفى سنة 372هـ فهذا ما ساتنتجناه من المصادر التاريخية فى مسير الرأس من الكوفة إلى الشام ودفنه بها أولا ثم إلى عسقلان .
(1) يزيد : روى عن صالح بن احمد بن حنبل رضى الله عنهم : قلت لأبنى أتلعن يزيد قال يا بنى كيف لا تلعن من لعنه الله فى ثلاث آيات من كتابه العزيز فى الرعد والقتال والأحزاب راجع الأتحاف بحب الأشراف للشبرواى ص 64 .
(2) سليما بن عبد الملك : هو سليمان بن عبد الملك بن مروان (45هـ - 99 هـ ) ( 674م – 717م ) الخليفة الأموى السابع وهو من خلفاء بنى امية الأقوياء ولد بدمشق وولى الخلافة يووم وفاة أخية الخليفة الوليد بن عبد الملك عام 96هـ وخلافته لا تتجاوز السنتين وسبعة أشهر من 96هـ - 99هـ وكان الناس يسمونه مفتاح الخير أشاع العدل وأنصف كل من وقف ببابه ومتصف بالوقار والجمال عظيم الخلق طويل القامة .
(3) باب الفراديس : هو بدمشق دخل منه القائد عمرو بن العاص عند الفتح الإسلامى وسمى بأسم الفراديس بكثرة وكثافة البساتين والحدائق والقصور .
(4) عر بن عبد العزيز : هو ثامن الخلفاء الأموية خامس الخلفاء الراشدين يرجع نسبه من أمه إلى عمر بن الخطاب حيث كانت أمه هى أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب وبذلك يصبح عمر بن الخطاب جد الخليفة عمر بن عبد العزيز وولد بالمدينة المنورة
(5) أفتكين الشرابى : هو القائد التركى العباسى كان أبو منصور أفتكين التركى الشرابى غلاما لمعز الدولة أحمد بن بوية وفى سنة 364 استولى افتكين على دمشق فقام جيش المعز بحصاره ورصد مائة ألف دينار لمن يحضر أفتكين وتمكن البعض بالأمساك به وأحضاره بين يدى المعز فأطلق صراحه وهو من ومكثوا فى مصر حتى توفى أفتكين سنة 365 هـ
(6) مدينة عسقلان : عرفت مدينة عسقلان باسم اشقلون منذ اقدم العصور التاريخية وهى تقع على شاطىء البحر المتوسط شمال غزة كما هو موضح بالخريطة






وأما خبر بعد ما بعد ذلك فيأتى خلال البحث وإليك تضارب أقول المؤرخين فى مسيرة الرأس الكريم (قال) على جلال بك فى التاريخ الحسينى *** أختلف المؤرخين فى دفن رأس الحسين عليه السلام فالأسماعيلية وكثير من أهل القاهرة وقيل انه مدفون بالمدينة وقيل بالرقة (وقال) بعضهم أخذخ المسودة ولا يعلم مكانه وبعضهم ينكر أن ابن زياد أرسله إلى يزيد والأمامية وبعض أهل السنة اتفقوا على أنه مدفون مع الجشد بكربلاء * قال الملك المؤيد صاحب حماه (1) فى تاريخه ج1 ص 191 وعمر(2) بن الوردى فى تاريخه ج 1 ص 173 قيل أن رأس الحسين جهز إلى المدينة زدفن عند باب أمه وقيل بباب الفراديس وقيل ان خلفاء مصر نقلوه من عسقلان إلى القاهرة ودفنوه بها وبنوا له مشهد الحسين *

(1) ولد أبو الفداء بعد ست عشرة سنة من اجتياح المغول بلاد الشام في ظروف عسكرية وسياسية معقدة للغاية ، يحدد ابن تغرى بردي ( 813 - 874 هـ) في النجوم الزاهرة نسبه ومولده بقوله « الملك المؤيد عماد الدين أبو الفداء إسماعيل صاحب حماة، ابن الملك الأفضل علي ابن الملك المظفر محمود ابن الملك المنصور محمد ابن الملك المنصور عمر ...
كان مولد الملك المؤيد سنة اثنتين وسبعين وستمئة » حكم أولئك الأمراء الأيوبيون حماة نحو مئة عام قبل مولده ، فقد عين صلاح الدين الأيوبي ( 532- 589 هـ ، 1138 - 1193 م ) مؤسس الدولة الأيوبية في مصر والشام *
(2)هو عمر بن مظفر بن عمر بن محمد ابن أبي الفوارس، أبو حفص، زين الدين ابن الوردي المعرّي الكندي المعروف بابن الوردي * ولد في معرة النعمان سنة 691 هـ / 1292 م وتوفي بالطاعون في حلب في سنة 749 هـ / 1349 م. هو فقيه وأديب وشاعر وقد درس في حماة ودمشق وحلب وقام في الجال الديني مقام قاضيها محمد بن النقيب عندما توفي ابن النقيب
ومن مؤلفاته

وقال على بن عبد السمهودى فى وفاء الوفاء باختبار دار المصطفى ج 2 ص 96 ذكر محمد بن سعيد ان يزيد بن معاوية بعث برأس الحسين عليه السلام إلى عمرو بن سعيد بن العاص وكان عامله على المدينة فكفنه ودفنه بالبقيع عند قبر أمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن ذكر بن أبى الدنيا أنهم وجدوا فى خزانة ليزيد رأس الحسين فكفنوه ودفنوه بدمشق عند باب الفراديس وقيل غير ذلك – وحكى السخاوى فى تحفة الأحباب اختلاف بعض المؤرخين فقال – بعضهم أن رأس الحسين بالمدينة الشريفة وقال بعضهم بمشهد بعسقلان فما أخذتها الفرنج نقل إلى هذا المشهد القاهرى والله اعلم بالصواب وقيل لما قتل الحسين بأرض كربلاء طيف برأسه وسير فى البلاد ( إلا ) بأرض مصر فإن أهلها لم يمكنوهم من الدخول على تلك الحالة بل تلقوهم بمدينة الفرما وهى أول مدائن مصر وأوسعوا لهم الكرامة وأنزلوهم خير منزل * وقال القرمانى فى أخبار الدول ص 109 أختلفوا فى مكان رأس الحسين عليه السلام وفى مسالك الأبصار أن الجسد والرأس حملا إلى المدينة فدفنا بقبر الحسن وقيل دفن الرأس بالقاهرة وثيل دفن عند قبر أمه والأصح أنه دفن فى جامع دمشق ( الجامع الأموى ) وأستمر جسده بكربلاء وله مشهد عظيم يزار ويتبرك به ** وقال رضى الدين ابن طاووس فى كتاب الملهوف على قتلى الطفوف ص 140 فأما رأس الحسين فروى أنه أعيد فدفن بكربلاء مع جسده الشريف وقد قال الصبان فى إسعاف الراغبين ص 143 واختلفوا فى رأس الحسين بعد مسيره إلى الشام إلى أين صار وفى أى موضع استقر فذهبت طائفة إلى أن يزيد أمر أن يطاف برأسه الشريف فى البلاد فطيف به حتى أنتهى إلى عسقلان فدفنه أميرها بها فلما غلب الأفرنج على عسقلان افتداه منهم الصالح طلائع (1) وزير الفاطميين بمال جزيل وبنى عليه المشهد الحسينى بالقاهرة وإلى ذلك أشار القا ى الفاضل عبد الرحيم البيسانى وزير صلاح الدين فى قصيدة مدح بها الصالح ، وذهب أخرون فيهم الزبير بن بكار والعلا الهمدانى إلى أنه حمل أهله فكفن ودفن بالبقيع عند قبر أمه واخيه الحسن ، واعتمد القرطبى أنه أعيد إلى الجثة ودفن بكربلاء بعد أربعين يوما من المقتل – ونقل ابن عروة الحنبلى فى الكواكب الدرارى فى ترتيب مسند أحمد على أبواب البخـــارى ( المخطوط بالمكتبة الظاهرية بدمشق )


(1) الصالح طلائع : هو وزير الدولة الفاطمية وقد بنى مسجده بعد الخيامية وقبل باب زويلة وإذا صعد إلى مآذنة بواب زويلة تكشف بكل وضوح مسجد الصالح طلائع ويقول العالم حسن قاسم فى كتابه الآثار الإسلامية والمزارات المصرية ص 12 (جامع الصالح طلائع بن رزيك الملقب بالصالح وزير الخليفة الفاطمى ويعرف بجامع الصالح أنشأه الوزير سنة 553 هـ - 1157 م )



آخر آثر أنشأ في عهد الدولة الفاطمية – جامع الصالح طلائع بن رزيك

يوجد هذا الجامع على رأس تقاطع شارع الضرب الأحمر بقصبة رضوان تجاه زاوية فرج بن برقوق أنشأة الملك الصالح طلائع بن رزيك وزير الخليفة الفائز بنصر الله الفاطمي ثم الخليفة العاضد آخر خلفاء الدولة الفاطمية والمتوفى سنة 556 هجرية , وكان جامعه هذا آخر أثر أنشأ في عهد الدولة الفاطمية وقيل سبب بناءة تلقى رأس الحسين ولقد كانت مدفونة في عسقلان والتي أصبحت في خطر في مهاجمة الصلبيين لها وهذا القول مغلوط لآن المشهد الحسيني أقيم سنه 549 هجرية أي قبل بناء الجامع بنحو ست سنوات
وهو جامع صغير أوواوينة مرتبة على نسق الجامع الأقمر ويمتاز بأنه من المساجد المعلقة والمنبر الموجود في المسجد صنع بأمر الأمير بكتمر الجوكندار سنة 699هجرية وكان قد جدد مأذنتة أيضاً عقب سقوط المأذنة الأصلية بسبب زلزال سنه 702 هجرية , وبناء هذا المسجد بهذا الموضع شكل خطورة حربية على المدينة ولقد شعر الصالح طلائع بهذا الخطر بقرب وفاته فقال ما ندمت قط في شيء ألا في ثلاث منها أولها بنائي لهذا المسجد على باب القاهرة فأنة صار عوناً عليها .
روى البخارى فى تاريخه أن رأس الحسين حمل إلى المدينة ودفن بها فى البقيع عن قبر أمه ( وروى ) هذه الرواية محمد بن سعد فى كتاب الطبقات الكبرى ج 5 فى ترجمة عمرو بن سعيد ص 176 قالوا لما قتل الحسين وعمرو بن سعيد على المدينة فبعث غليه يزيد بن معاوية برأس الحسين فكفنه ودفنه بالبقيع . هذه ضروب من الاختلاف التى ذكرها فريق من المؤرخين فى رأس الحسين ومسيره بعد الموقعة وهى لا تخرج الباحث بأى نتيجة التضارب أقوالهم الكثيرة فإذا أمعنا النظر مليا فى أكثرية الشواهد التاريخية وجدنا إن قول من ذهب إلى أن الرأس بالمشهد القاهرى هو الصواب لتواطىء الكثير من المؤرخين على صحة ذلك ، والعادة تحيل تواطؤ جماعة وسمو بميسم العدالة على الكذب وقد رأينا فى هذا الفريق الذى أثبت وجود الرأس الشريفة بالقاهرة جماعة من رجال الحديث والتاريخ لا يستهان بقدرهم ، وأقلية سحيقة لم تبلغ فى العدد ما بلغه هؤلاءفى الكثرة لا نذكر بجانبهم والتواتر فى مثل هذه الأخبار تحقيقا يفيد القطع ، وقد تعقبت ما روى عن البخارى فى تاريخه المتناول فلم أجده وابن سعد مؤلف كتاب الطبقات الكبرى وإن كان ثقة إلا أن بعض مروياته ورد فيها الضعف وقد كان تلميذا للواقدى وعدالة الواقدى تكاد تكون مجروحة ، راجع كتب الجرح والتعديل ونقد الرجال للحافظ الذهبى وابن حجر وغيرهما وأيضا هو يذكر العبارة على سبيل الاحتمال وهذا لا يعتبر حجة . (ونأمل) ما حققه على بك جلال فى تاريخه من الشواهد التى أثبتت وجود الرأس بالقاهرة (قال) بعد أن استدل بنوع من الشواهد التاريخية . هذه الأمارة فى هذا الزمان المتأخر دلت على صحة دفن الرأس الكريم بدمشق أولا ، ثم بعد ثبوت ذلك رأينا انه مكث فيه مائة عام ثم ظهر بعد هذا المشهــــد ( مشهد عسقلان ) فرأينا فى كتب التاريخ أنه جرت به العمارة فى أواخر القرن الخامس من بدر الجمالى الوزير وجرت به أيضا عمارة اقتضت إخراج الرأس الكريم من المشهد ومكثها فى غيره أياما ثم إعادته فيه بعد بنائه ثم إخراجه على يد الملك الصالح طلائع ابن رزيك فى نصف القرن السادس ، هذا أيضا يثبت أن الرأس الكريم مكث بمشهد عسقلان زمنا طويلا ثم ما أحدثه الزمان فى المشهد المصرى القاهرى من أن المرحوم عبد الرحمن كتخدا القزدغلى لما أراد توسيع المسجد المجاور للمشهد الشريف قيل له إن هذا المشهد لم يثبت فيه دفن فأراد تحيقيق ذلك فكشف المشهد الشريف بمحضر من الناس ونزل فيه الأستاذ الشيخ الجوهرى الشافعى والأستاذ الشيخ الملوى المالكى وكان من كبراء العلماء العاملين
(1) يروى هذه العبارة سماعا عن حفيد الشيخ محمد الجوهرى صاحب الحديث ( المرحوم محمد باشا أمين فكرى نائب الوكيل العمومى فى عهد الخديوى إسماعيل باشا فى كتابه جغرافية مصر راجع ج1 ص 252 ) ورواها كاتب هذه الأسطر عن بعض من سمعها من لفظ الاستاذ الجوهرى كبير هذه الأسرة القريب العد بوفائه وعدالة بيت الجوهرى لا تحوم الشبهات راجع تراجمهم وآثارهم والأمير عبد الرحمن كتخدا بن حسن قازدوغلى وكيل مصر فى القرن الثانى عشر الهجرى المتوفى سنة 1190هـ 1776م ولهذا الأمير منشأت كثيرة أحدثها فى خلال توليته كتخدانية ( وكالة ) مصر من سنة 1162هـ الى سنة 1178هـ فمنها العمارة الكبيرة التى استلحقها للأزهر الشريف التى تشغل الايوان الكبير ورواق الحريمن ورواق الصعايدة ومدفنه ومنها سبيل ووكالة كتخدا بشارع بين القصرين وجامع السيوفية وجامع الحفنى ومشاهد آل البيت كمشهد الإمام الحسين والسيدة زينب والسيدة رقية والسيدة عائشة والسيدة سكينة والسيدة فاطمة النبوية والإمام الشافعى والسيدة نفيسة وغير ذلك من آل البيت بمصر والمساجد كما أنه له مسجدا كبيرا بأسمه فى ميدان الأوبرا بوسد القاهرة أما الأزبكية وله زاوية مسجلة بالأثار بشارع المغربلين قبل الخيامية
(2) أحداهما وهو الجوهرى وكان شيخا للأزهر والثانى كان شيخ المالكية راجع تاريخ الجامعة الازهرية للكاتب ويقال أن ما أجراه عبد الرحمن كتخدا كان باشارة الشيخ على الصعيدى شيخ رواق الصعايدة


وشاهد ما بداخل البرزخ ثم ظهر وأخبر بما شاهده وهو كرسى من الخشب الساج عليه طست من الذ هب فوقه ستارة من الحريرر الأخضر تحتها كيس من الحرير الأخضر الرقيق داخله الرأس الشريفة فانبنى على أخبارهم تحقيق هذا المشهد وبنى المسجد والمشهد وأوقف عليه اوقافا يصرف على المسجد من ريعها إلى الآن ويظهر أن قول من ذهبوا الى وجود الرأس الشريف بمشهد القاهرة اقرب إلى الصواب لما يؤيده من الأدلة وما فيه من التفصيل يتصرف من تحقيقات على بك جلال ولبعض معاصرينا من شيوخ المؤرخين تحقيقا دقيقا تؤيد هذا البحث وقد استوعب جلها الشيخ عثمان مدخون إمام وخطيب مسجد الحنفى فى كتابه العدل الشاهد فى تخقيق المشاهد المطبوع بمصر ويؤيد هذا البحث أيضا ما تعقبناه قديما وحديثا من الأقوال التى لا شبهة فيها ونكتفى بذكر من اتفقت الأمة على قبول ما روى عنهم من الأخبار لعدالتهم *
وهم لا يحصون كثرة وقد كنت احصيتهم قديما فبلغوا إلى أربعين ونيف بينما الأخرين ما تعدوا العشرة * والقاعدة تقديم المثيت وهذا أمر مقرر فى مظانه *
وقال المقريزى فى الخطط ج1 ص 427 ناقلا عن المؤرخ ابن ميسر فى شعبان سنة 491 هـ خرج الأفضل بن أمير الجيوش بعساكر جمة إلى بيت المقدس وبه سقمان وابلغازى ابنا أرتق فى جماعة من أقاربهما ورجالهما وعساكر كثيرة من الأتراك فراسلهما الأفضل يلتمس منهما تسليم القدس اليه بغير حرب فلم يحيباه لذلك فقاتل البلد ونصب عليها المجانيق وهدم منها جانبا فلم يجد ابدا من الإذعان وسلما اليه فخلع عليهما وأطلقهما وعاد فى عساكره وقد ملك القدس فدخل عسقلان وكان بها مكان دارس فيه رأس الحسين بن على بن أبى طالب فأخرجه وعطره وحمله فى سفط إلى أجل دار بها وعمر المشهد فلما تكامل حمل الأفضل الرأس الشريف على رأسه وسعى بها ماشيا إلى أن أحله مقره وقال فى ج 4 ص 81 ابن عبد الظاهر كان الصالح ظلائع بن رزيك لما خيف على مشهد الإمام الحسين إذ كان بعسقلان من هجمة الفرنج وعزم على نقله قد بنى هذا الجامع ( جامع طلائع بن رزيك المعروف بجامع الصالح طلائع ظاهر باب زويلة تجاه مدرسة فرج بن برقوق المعروف بمدرسة دهيشة (1) * ليدفنه به لفما فرغ منه لم يمكنه الخليفة الفاطمى وقال لا يكون إلا داخل القصور الزاهرة وبنى المشهد الموجود الآن ودفن به (وذكر)المقريزى أيضا نص العبارة باختلاف فى اللفظ فى جزء 2 راجع كلامه على قصور الفاطميين
(1) مدرسة دهيشة : المعروفة بسبيل فرج بن برقوق وبزاوية الدهيشة وهى الكائنة بأول شارع تحت الربع تجاه باب زويلة وتنسب هذه الزاوية الى منشئها الأمير جمال الدين يوسف الأستادار ناصر الخاصة الملكية فى البلاط الناصرى البرقوقى . أنشأها بأمر الناصر فرج بن برقوق سنة 811هـ 1408م ومنقوش على شباكها البحرى ما نصـــه : ( أمر بأ نشأ هذا السبيل المبارك مولانا السلطان الملك الناصر فرج بن برقوق عز نصه ) ولهذا الأمير أثر آخر وهو مدرسته التى أنشأها فى سنة 810هـ بمنطقة الجمالية
(ونقل) صاحب كتاب مرشد الزوار إلى قبور الأبرار وهو موفق الدين عبد الرحمن بن أبى الحزم مكى بن عثمان الشافعى الأنصارى من علماء أوائل القرن السابع الهجرى عن بعض العلماء ممن عاصره الفاطميين أن هذا الرأس الذى وضع بهذا المكان يعنى المشهد الذى بالقاهرة هو رأس الإمام الحسين كان بعسقلان فلما كان فى ايام الظافر الفاطمى كتب عباس إليه يقول له أن الفرنج أشرفوا على أخذ عسقلان وأن بها رأس الحسين بن على بن أبى طالب فأرسل اليه من تختاره ليأخذه فبعث اليه مكنون الخادم فى عشارى من عشاريات الخدمى فحمل الرأس من عسقلان وأرسى به فى الموضع المعروف بالكافورى من الخليج الحاكمى ( منطقة شارع الشعرانى الجوانى وما تقارب منها ) فحمل وأدخل إلى القصر وأستقر فيه كما هو الأن ، وأراد الظافر أن يحلــه فى مسجــده (الخربوطلى نسبة لمجدده أخيرا بشارع العقاديين بالقاهرة ) ليجعله فيه واراد ظلائع بن رزيك أن يبنى مسجدا بظاهر باب زويلة ليجعله فيه فاجتمع رأيهم على أن يجعلوه فى القصر فى قبة تعرف بقبة الديلم وانشد المهذب بين الزبير (1) قصيدة أولهـــا ( أنتبه ثم أنف عنك الوسنا )
(1) الحسن بن علي بن إبراهيم بن الزبير الأسدي القرشي الأسواني المعروف بالمهذب وهو أخو الشاعر الرشيد الأسواني. شاعر مطبوع، قال عنه العماد الأصفهاني: (لم يكن في مصر أشعر منه في زمنه)، وقدمه غير واحد في الشعر على أخيه الرشيد. توفى سنة 561 هـمن شعره:

هم نصب عيني أنجدوا أو غاروا.:. ومنى فؤادي أنصفوا أو جاروا
وهمو مكان السر من قلبي وإن.:. بعدت نوى بهمو وشط مزار
فارقتهم وكأنهـم في ناظري.:. مـما تمثلهم لي الأفكـار
تركوا المنازل والديار فما لهم.:. إلا القلوب وفمنازل وديار


في الاسرار والخواطر ، قال علي جلال الحسيني المصري : عن تذكرة الخواص لسبط بن الجوزي قال : وأنشدنا بعض أشياخنا :

لا تطلبوا المولى الحسين ودعـوا الجميع وعرّجوا بارض شرق أو بغرب نحوي فمشـهده بقلبي
وقال الآخر :
لا تطلبوا رأس الحسين فانه لكنما صـفو الولاء يـدّلكم لا في حمى ثاو ولا في واد في انه المقبور وسط فؤادي
وقال يذكر مناقب أهل البيت عليهم السلام :

دعنـي قبيـل اللـهو غـير قبيلـي لم أشتغل عن جمـع أشــتات العلى لا تـعـذلـني إنـني لا أقـتـفـي قولي : لمن قـد سامني الـرجعي الى ان الخليل ، اذا تجـنّـب مـذهبـي أتـحـمـَّل الاثـقال إلا انـنــي آلـيـت لا ألـقى عُـداة أئمــتي وأئمتي قـوم ، إذا ظُــلمـوا فـهم كان الـزمـان لحسنه بوجـوههـم ومسجـَّل لهـم الفخار عـلى الذي وهم الأئـمة ما عـدمـت فـضيلة فأنـا إذا مثـلـت غيرهـُم بـهـم آل النبي بـهـم عـرفنـا مشـكل هم أوضحـوا الآيات حـتى بـينوا عند التباهـل ما عـلمـنا سـادسا إن الـكـثيـر مـن المـدائح فيهم قال النبـي : صلوا بـهـم حبلي فلم ماذا يكـون جـواب قــوم أخلدوا إن قال : فـي الحشـر ابنتي لِمَ فيكُم هي بضعـة منـي ففـي إضرارها والله يحــكـم لا مـردَّ لحـكمـه اخترت لـو كـنت الفداء لـسادتي اني ـ ابن رزيك ـ الذي بـولائهم إن طـال وجـدي فيهم فأنـا الذي وسبيل أهـل اللـوم غيـر سبيلي بمليح وجـهٍ أو بـكـأس شمـول سبل الضلال لـقـول كـل عذول ما لا يجـوز أتـيت غير جمـيل قلت : ابتعد ما أنـت لـي بخليـل لمبايني فـي الديـن غير حمـول إلا بعضب الشـفرتيـن صقــيل لا يظـلـمون الـناس وزن فتـيل يختـال بالأوضـاح والتحـجـيل ناداهـم إذ صحّ لـي تـسـجيلـي فيهم فـما ميلي الـى الـمفـضول في فضـلهم أخطـأت فـي تمثيلي الـقرآن ، والـتوراة ، والانجـيـل الـغايـات فـي التحـريم والتحليل تحت الكسا معـهم سـوى جـبريل قـل ، ومــدح الله غيـر قـليـل يـكُ منهـم أحـد لهـم بـوصول إذ مــات للتغـييـر والتبـديـل لم تخل من حــزن ، وطول عويل ضُرَّي كمـا تبجيـلهـا تبـجيـلي ومقـيـل أهل الـظـلم شر مقيـل في النائبات وأسـرتـي وقـبـيلي أسخـنت عـين معــاند وجهول نومي بطول الليل غـير طـويـل

________________________________________
وفيها يذكر مجىء الرأس وشرح خبر ذلك بتصرف ( وذكر ) الحافظ المؤرخ محمد بن عبد الرحمن بن أبى بكر الشافعى المعروف بالسخاوى المتوفى سنة 902هـ بالمدينة ( وفى ) أجوبة شيخه الحافظ بن حجر العسقلانى التى أوردها فى كتابه الجواهر والدرر فى ترجمة الحافظ ابن حجر (1) وهو الموسوعة التاريخية التى ألفها فى ترجمة شيخه المذكور فى 3 مجلدات منها مخطوط مكتبة باريس وصورة شمسية بالمكتبة الكتانية (2) بفاس قال فى ص 299 ج 2 (ومنها) أنه سئل عن المكان المنسوب لدفن الحسين بالقاهرة أهو كذلك فقال الحسين عليه السلام ليس مدفونا فى هذا المكان الذى بالقاهرة بالاتفاق وإنما فيه رأسه قلت لعل فى هذا الخبر ما ينافى ما تقدم عن السخاوى مؤلف تحفة الأحباب فى المزارات المزعوم أنه السخاوى الحافظ وهنا إشارة إلى أن هذا المؤلف المرسوم بتحفة الأحباب وبغية الطلاب فى الخطط والمزارات والتراجم (3) المطبوع على هامش نفح الطيب بالمكتبة الأزهرية نسبته إلى السخاوى الحافظ نسبة وهمية ، إذ النسخة الخطية المحفوظة منه بمكتبة السيد أحمد الصديق ( بثغر طنجة نزيل القاهرة حالا (4) بخط مؤلفه (ذكر) فى خاتمته أنه قرغ من تأليفه سنة 956هـ فى فاتحته أن أسمه محمد بن أحمد الحنفى السخاوى
(1) أبن حجر العسقلانى : ومدرسته بشارع باب البحر وهذا الشارع أوله بشارع رمسيس واخره ميدان باب الشعرية
(2) الكتانية : ترجع إلى الطريقة الكتانية لصاحبها الشريف عبد الحى الكتانى من علماء المغرب الأقصى وهو من أشرافها وله صورة لدينا سوف ننشرها لكم
(3) السخاوى : هو العلامة الكبير والمؤرخ الشهير أبى الحسن نور الدين على بن أحمد بت عمر بن خلف بن محمود السخاوى الحنفى صاحب تحفة الاحباب وبغية الطلاب
(4) طنجة : هي مدينة مغربية تقع في شمال المملكة المغربية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، يبلغ عدد سكانها 700,000 نسمة وهي بذلك خامس أكبر مدينة في المغرب من حيث عدد السكان. تميز طنجة بكونها نقطة التقاء بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي من جهة، وبين القارة الأوروبية والأفريقية من جهة أخرى. طنجة هي عاصمة جهة طنجة تطوان وهي من أهمّ المدن في المغرب. مدينة طنجة هي أحد أهم مراكز التجارة والصناعة في شمال أفريقيا كما تعد المدينة قطبا اقتصاديا لكثرة مقار الشركات والبنوك. وأحد أهم مراكزها السياسية والاقتصادية والثقافية

صورة


صورة
فبمقارنة هذا على شواهد أخرى من عبارات السخاوى الحافظ ومنطقه فى تاليفه المتناولة نستصوب ذلك ، وقد فاتحت الأستاذ الفاضل محمد عبد الرسول رئيس قسم التغيير العربى بدارالكتب المصرية فى هذا الموضوع قايده ووافقه على هذا التأييد جماعة من كبار العلماء ذوى الخبرة التامة فى عالم الكتب ومنهم مالك هذه النسخة الذى علمنا منه أنه اشتراها من مصر بمبلغ لا يذكر وقيمتها الفنية وعلم لنا أيضا أن النسخ المصرية ناقصة وقد تعقبت ترجمة السخاوى الأخير فى طبقات العلماء فرأيت له ترجمة فى طبقات المالكية لابن مخلوف ذكر فيها أنه كان حيا بعد سنة 960هـ ( ويخيل ) إلى أن هذا القدر كاف فى أثبات الرأس الكريم بالمشهد القاهرى بلا خلاف فى ذلك (وقد) أورد كثيرا من التحقيقات المؤيدة بأدلة ثابتة عثمان مدوخ فى كتابه العدل الشاهد ثم قال مستخلصا (وهذا) ما تيسر لنا نقله من الخطط والتواريخ وكتب المزارات فى أزمنة طويلة تزيد على العشرين سنة أنى أدين الله تعالى وأشهد على أنى أعتقد اعتقادا جازما القى الله تعالى عليه يوم القيامة أن رأس الإمام الحسين السبط عليه السلام ابن البتول بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوه على بن أبى طالب كرم الله وجهه مدفون بالمشهد الشريف الذى بالقاهرة المعزية تجاه خان الخليلى (1) قريبا من الجامع الأزهر
(1) خان الخليلي واحد من أعرق أسواق الشرق، يزيد عمره قليلاً على 600 عام، وما زال معماره الأصيل باقياً على حاله منذ عصر المماليك وحتى الآن. هاجر اليه عدد كبير من تجار مدينة الخليل الفلسطينية وسكنوه والان توجد بة جالية من اهل الخليل تسكن به وتعمل بالتجارة واليهم ينسب خان الخليلي بالقاهرة وقد سمي بهذا الاسم نسبة لمؤسسه وهو أحد الأمراء المماليك وكان يدعى جركس الخليلي وهو من مدينة الخليل.
ولو عدنا بالزمان إلى الوراء كثيراً فسوف يطالعنا المؤرخ العربي الأشهر (المقريزي) الذي يقول إن الخان مبنى مربع كبير يحيط بفناء ويشبه الوكالة، تشمل الطبقة السفلي منه الحوانيت، وتضم الطبقات العليا المخازن والمساكن، وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى منشئه الشريف (الخليلي) الذي كان كبير التجار في عصر السلطان برقوق عام 1400
ولا شك عندى فى ذلك وهذا الاعتقاد مبنى على تحقيق بأدلة يعانق بعضها بعض وأمارات صحيحة حصلت فى زمن متأخر يطابق ما ذكره المتقدمون ، فغريب جدا أن نرى عالما جليلا كهذا وفوق ذلك فقد كان ذوى الشخصيات البارزة فى الدوائر الرسمية يحمل نفسه هذه الشهادة ويدينها بهذا الاعتقاد من غير حق مما لا يتفق ومكانة العوام حرى العلماء وأيضا نستشهد بزيارة الرحالة محمد بن أحمد بن جبير الكنانى الأندلسى البلنسى المولود فى يوم السبت عاشر ربيع الأول سنة 540هت أول سبتمبر 1145 م والمتوفى بثغر الاسكندرية يوم الأربعاء 27 شعبان سنة 614هـ 29 نوفمير سنة 1217م فإنه زار مدينة القاهرة فى آخر حكم الفاطميين (فقد) ابتداء رحلته إلى المشرق من غرناطة (1) ورفيقه فيها أبو جعفر أحمد ابن حسان يوم الخميس 8 شوال سنة 578هـ 3 فبراير سنة 1183هـ فدخل بغداد ثالث صفر سنة 580هـ 28 مايو سنة 1184م فمكث فيها أياما ثم واصل رحلته إلى مصر فدخل الاسكندرية يوم الأثنين 2 ذى الحجة من السنة المذكورة فذكر آثارها وما شاهده فيها من العجائب .
(1) غرناضة : (بالإسبانية: Granada) عاصمة مقاطعة غرناطة في منطقة الأندلس ذات الحكم الذاتي جنوب إسبانيا. تقع بمحاذاة جبال سييرا نيفادا، عند نقطة التقاء نهري هَدَّرُه وسَنْجَل، وعلى ارتفاع 738 متراً فوق سطح البحر. يبلغ عدد سكانها حوالي 241,000 نسمة، يعمل معظمهم في قطاع الزراعة والسياحة.
ثم دخل مدينتى القاهرة ومصر وذكر بعض آثارها العجيبة (قال) فى ص 13 من النسخة المصرية فأول ما نبدأ بذكره منها ( أى من مدينة القاهرة ) الآثار والمشاهد المباركة (فمن) ذلك المشهد العظيم الذى بمدينة القاهرة حيث رأس الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنهما فى تابوت فضة تحت الأرض قد بنى عليه بنيان حفيل يقصر الوصف عنه ولا يحيط الإدراك به مجلل بأنواع الديباج (قال) والمدخل إلى هذه الروضة على مسجد على مثالها فى التألق حيطانه كلها رخام (ثم قال) وشاهدنا من استلام الناس للقبر المبارك وإحداقهم به مزدحمين داعين باكين متوسلين إلى الله سبحانه وتعالى متضرعين بما يذيب الأكباد ويصدع الجماد والأمر فيه عظيم وممرأى الحال أهول نفعنا الله ببركة ذلك المشهد الكريم ، وإنما وقع اللماع بنبذة من صفته مستدلا على ما وراء ذلك إذ لا ينبغى لعاقل أن يتصدى لوصفه لأنه يقف موقف التقصير والعجز وبالجملة فما أظن فى الوجود كله مصنا أحفل منه ولا مرأى من البناء أعجب ولا أبدع قدس الله العضو الكريم الذى بمنه وكرمه ( وقال ) فى ص 17 فى الكلام على مشاهد الصحابة والتابعين وغيرهم بالقرافة وقد ذكر له من أسمائهم معاذ بن جبل الذى لم تعرف له وفاة بمصر وأبو الحسن وقيل له أنه صائغ (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعرف لرسول الله صلى الله عليه وسلم صائغ عرف بأبى الحسن ولا غيره إلى غيره
(1) كانت صاحب خاتمة صلى الله عليه وسلم معسقب بن أبى فاطمة وحنطلة ابن الربيع الاسدى راجع كتاب نظام الحكومة النبوية للأستاذ الكتانى ج 1 ص 177 ط الرباط
ذلك مما لا يقبله العلم الصحيح فقال والمقيد يبرأ من القطع بصحة ذلك وهذا شاهد عدل على علمه وسعة اطلاع على طبقات الرجال

هذه الصورة من مجلة الإسلام 25/3/1933 للأستاذ محمد عبد الحى الكتانى وقد أخذت لفضيلته وهو جالس بمكتبه بمدينة فاس وقد شرف الديار المصرية فى طريقه لحج بيت الله الحرام وقد نزل بجناح خاص بلوكاندة الكلوب العصرى بحى الحسين وقد زاره شيح الأزهر الشيخ محمد الأحمدى الظواهرى والنسابة حسن قاسم وقد سطر حياته فى صفحتين ونسبه الشريف الذى ينتهى إلى مولانا الإمام الحسين فى مجلة الإسلام فى 1/4/ 1933م قال فيها ( إن حياة عظيم مثل هذا الاستاذ أكبر زعماء العالم الإسلامى فى هذا العصر ، لموقف رهيب يسيخ فيه قدم كل كاتب ، ولكنى أوثر الحقيقة الناصعة ، لحمل أكليل الشرف ، بأداء هذا الواجب المقدس نحو شخصه الكريم المفدى بكرائم الأرواح وقد أخذ الاستاذ عن قريب خمسمائة نفس من علماء المشرق والمغرب وبلغت مؤلفاته نحو المائتين وأكثر والأستاذ هو السيد محمد عبد الحرى الكتانى بن السيد عبد الكبير الكتانى المتوفى بفاس سنة 1333 أبن الامام محمد بن عبد الواحد المدعو الكبير الكتانى المتوفى عام 1289 وينتهى إلى المولى إدريس الأزهرى منشىء مدينة فاس المتوفى 213 بن أدريس الأكبر المتوفى عام 179 بن عبد الله الكامل المتوفى عام 145 بسحن المنصور ابن الحسن المثنى المتوفى عام 97 بن الامام ابى محمد الحسن السبط رضوان الله تعالى عليهم وللأستاذ نسب ينتهر الى الحسين من طريق أم جده السيد الكبير فهى شريفة صقلية حسينية ابنة الشريف محمد الطيب الصقلى منشرفاء درب الطويل بفاس .

صورة[img]

صورة

فى يوم الاربعاء 24 /5 / 1933 م أقام حضرة صاحب الفضيلة الاستاذ الكبير الشيخ محمد الأحمدى الظواهرى شيخ الجامغ الأزهر مادبة تكريما لحضرة صاححب الفضيلة الأستاذ محمد عبد الحى الكتانى كبير علماء المغرب – والذى كان نزيلا للقاهرة – ودعا إليها حضرت أصحاب الفضيلة والعزة الأستاذ الشيخ عبد المجيد اللبان والأستاذ محمد المأمون النادى والأستاذ الشيخ أحمد محمد شاكر والسيد محمد الغنيمى التفتازانى والستاذ محمد بك قاسم والاستاذ عثمان سعيد والاستاذ حسن قاسم محرر التاريخ ومدير المجلة وخادم الإسلام والمسلمين والاستاذ أمين عبد الرحمن صاحب المجلة وقد أخذت هذه الصورة لحضراتهم بسراى فضيلة الداعى


صورة

[size=200][b][u]( صورة لجدى الكبير والد جدى حسن قاسم ** محمد قاسم قدس الله روحة والمدفون بمسجد بن العربى بالفحامين )[/
u]



[i

هذه الصورة من مجلة هدى الإسلام فى 18 / 3 / 1935م وتمثل هذه الصورة السيد عبد الحفيظ الفاسى قاضى شرعى ( حدكورت ) بالمغرب الأقصى وقد هبط أرض القاهرة فى طريقه لأداء فريضة الحج وقد حج دار ( هدى الإسلام ) التى أصبحت كعبة يحجها رواد العلم ويرى على يمينه حضرة الأستاذ محمد أندى الصيرفى وعلى يساره صاحب العزة الأستاذ مصطفى لطفى بك محرر السيرة يهدى الإسلام وعلى اليمين حضرات الأساتذة عبده أحمد وسليمان الوكيل الأزهرى ومحمد أفندى مصطفى الفقيه وكيل المجلة وحسن قاسم محرر التاريخ



وفى ترجمة لسان الدين ابن الخطيب فى الإحاطة والمقريزى فى المقفى والمقرى فى نفح الطيب ومؤلف بغية الملتمس فى تراجم علماء الأندلس ولم يختلفوا فى أنه كان احد العلماء العامين ووصه ابن الرقيق بأنه من أعلام العلماء العارفين بالله ، وناهيك بالحافظ المنذرى صاحب الترغيب والترهيب مع جلالته ورفعة قدرة فى العلم أن يكون من تلاميذه ، واحترام صلاح الدين يوسف بن أيوب (1) أول ملوك ا دولة الأيوبية فى مصر بعد الدولة الفاطمية (2) له الاحترام الذى أدى إلى أن يستنصحه بنصائحه الغالية *
(1) صلاح الدين الأيوبي هو يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان أبو المظفر أنحدر من "قرية (دوين) الواقعة قرب مدينة سنه في شرق كوردستان وهم من "قبيلة هذباني الكردية ،بطن من قبيلة الروادية. كان لجده "ولدان هما أيوب وشيركو نزل بهما أبوهما إلى تكريت وفيها ولد "يوسف (صلاح الدين) و توفي جده (شاذي) "ذهب أيوب "مع أخية الى الموصل ودخلا في خدمة صاحبها عماد الدين زنكي ولما مات "سنة ٥٣٣هـ ولى على بعلبك أيوب، وبعد قليل قتل عماد في سنة ٥٤١هـ فلازم أيوب وشيركو خدمة ابنه نور الدين محمود صاحب دمشق وحلب ونالا لديه مقاما محمودا,وتلقب أيوب بلقب نجم الدين وتلقب شيركو بلقب أسد الدين وتلقب يوسف بلقب صلاح الدين و كان نزيها عفيفا فلم يترك في خزانته عندما مات سوى ١٧ درهماً، ولكنه قسم دولته بين ١٧ ولدا وأخا و كان له أبنة واحدة ", فتقاتلوا بعده ومزقوا المملكة شر ممزق حتى جاء أجلهم على يد المماليك, وفي سنة ٧٥٦هـ / ١٢٥٩ م دخل " التتار " بلاد المسلمين حيث وصل هولاكو بعساكره الى الشام. حكمت الاسرة الايوبية مصر و الشام بين ١١٦٩م- ١٢٦٠م استرد صلاح الدين القدس عام ( ٢٧ من رجب ٥٨٣هـ = ٢ من أكتوبر ١١٨٧ م ) من الصليبيين. حكم سوريا "١٩" سنة و مصر " ٢٤ "سنة.توفي صلاح الدين بقلعة دمشق عن ٥٧ عاما في ( ٢٧ من صفر ٥٨٩ هـ = ٤ من مارس ١١٩٣م ) وارتفعت الأصوات بالبلد بالبكاء. بويع لولده الأفضل نور الدين علي من بعده وكان نائبه على دمشق
ملجوظة : يوجد بالقعلة بئر يوسف ويعتقد العامة أنه بئر سيدنا يوسف ولكنه خطأ فهو بئر ينسب إلى والد صلاح الدين بن يوسف الأيوبى
(2) الدولة الفاطمية : قد أنشئت القاهرة عقب فتح جيوش المعز منشىء الدولة الفاطمية بمصر بقيادة مولاه جوهر بن عبد الله الكاتب الصقلى بعد انقضاء دولة الأخشيد واتفق معظم مؤرخى على ان دهول الفاطمين كان يوم الثلاثاء 17 شعبان 358هـ وفى نفس الليلة التى دخل فيها الفاطميين القاهرة تفاؤلا وتيمنا بالنصر



فإذا أضفنا هذا الى ما تقدم من الأدلة الساطعة تيقنا تحقيا ألا خلاف فى أن المشهد القاهرى المذكور يضم الرأس الكريم رأس الحسين عليه السلام بلا شبهة ولا شك وأما ما يزعمه معاصرين من أن الفاطميين أرادوا باقامة هذه المشاهد تثبيت دعائم ملكهم ، فهذا مردود من كل الوجوه لأننا مع البحث الدقيق نجد أن جل هذه المشاهد لم يبن عليها إلا فى أزمان متوالية والفاطميون امتلكوا مصر سنة 358 هـ ورأس الحسين جىء إلى القاهرة فى 548 هـ * فهل يتصور أن بعد هذه المدة التى لا يستهان بها لم تثبت دعائم ملكهم بعد واذا كان قدوم الرأس الكريم أتى به ودولتهم على وشك الانقراض والزوال ومضى بعد ذلك نحو 22 سنة وزالت دولتهم ولم يبق لها أثر ولا عين ولا خبر فما جاء صلاح الدين الايوبى واستبد بالملك وقد علمنا مكانته فى الدين وتحرية الطريق الجادة فى كل كبير وصغير ( راجع ترجمته فى طبقات الشافعية للسبكى ) رأينا من جلائل مشاريعه أنه بدأ ببناء هذا المشهد ومسجد جواره وأعتنى به أعتناء زائد وسيمر بك تفصيل ذلك ( وبالجملة )

لا تطلبـــــــو المــــولى الحســ *** ين بأرض شرق أو بغرب

ودعوا الجميع وعــرجــــــــوا *** نحوى فمشهــــــده بقلبـــى[/b][/size]



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من كتاب ذكرى مصرع الامام الحسين عليه السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 13, 2013 2:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 8040
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من كتاب ذكرى مصرع الامام الحسين عليه السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 13, 2013 2:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 8040
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 8 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 2 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط