موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: أثر الدعوة الاسلامية فى المجتمع والأخلاق
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 02, 2014 9:58 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6424



أثر الدعوة الاسلامية فى المجتمع والأخلاق



صورة


هذه مثل عليا من حال الدعوة الاسلامية إبان نهضتها ، مما جعل القوم يدخلون فى الاسلام فخلقوا خلقا جديدا ؛ ونقلوا من الداوة الجافة الثائرة إلى الحضارة الناعمة الهادئة ؛ فلم يدخلوه ملجئيين ولكن طائعين منصفين ؛ مدركين فرق ما كانوا عليه من الغى والضلال ، بعد أن غبر عليهم عهد فشت فيه الفوضى وساد الفساد فى جميع مناحى حياتهم وما ذلك إلا بفضل ما ىتاهم به هذا الدين القيم الذى لا عوج فيه ولا شططا ؛ ولم يدفعهم إلى الدخول فيه إذ ذاك رغبة فى جاه ، ولا تشوف إلى أرتقاء منصب ولا توقع ثروة ولا فقر مدقع فان السواد الأعظم منهم كانوا أوسع ثروة وأعظم جاها وأعز منصبا وأوقى عبية قد تيسرت لهم أسباب العيش ومقومات الحياة .
وكانوا مع ذلك أنقذ كلمة من ذلك الفرد الذى تسامى على كل الأفراد ، والداعى الذى هضعت لدعوته أراباب دعاة الاصلاح . فأطاعوه واتبعوا شرعه ومنهاجه واحتلوا الأذى فى تأييده ( هو الذى أيدك بنصره وبالمؤمنين ) وبذلك عمرت جزيرتهم واقيمت لهم جولة ، اية دولة ? دولة دانت لها الأكاسرة والقياصرة – دولة دالت دونها دول أتاها الله مالم يؤت أحد من العالمين قواعدها الحرية والمساواة والعدل ؛ دستورها الذى قامت دعائمها على أسسه ( القرآن ) كلام الله الحكيم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
فأجاب هذه الدعوة التى تكلفت بخيرى الدنيا والآخرة ، فريق قليل العدد وسيط المكانة فى المجتمع القرشى فلما أن جهر النبى صلى الله عليه وسلم بالجعوة فى ملأ قريش رأوها دعوة صريحه لا موارية فيها ولا هوادة ؛ فوقف القوم موقفا سلبيا محضا ، ولكن هذا الموقف ما كان ليروع تلك النفس الطاهرة والذات الشريفة التى تجيش إيمانا يربها لأنها آوت إلى ركن شديد فكان النشاط والفصاحة ومضى العزم وصدق العزيمة مجتمعة فى نفس النبى صلى الله عليه وسلم فما أوهن ذلك عزمه وكان من جراء ذلك أن نهض الله به عائر الآمال واخضر عود الرجاء وأقشع ضباب اليأس وانقشع سواد ذلك الظلام الحالك وأشرقت الأرض بنور ربها – فهل لدعاة الاصلاح أن يسروا على ضوء هذا الهدى ليكون لأثر دعوتهم صداها فى الجمعية البشرية وليكون لهم فى رسول الله أسوة ? ليست هذه الغاية بعيدة المنال ، فلما وجدت قريش نفسها بازاء رجل لا كالرجال وجاع لا كالدعاة ، لأنه داع قوى العزيمة لم تهزه رياح تلك العواصف ولا حركته تيار تلك الأبخرة رجل كامل الايمان ، الصبر والثبات رائدة .
فأخذت تناوئه تارة وتسخر به أطوارا والله سبحانه وتعالى قد أبى إلا أن يرفع قوائم عزه فلم يقرض سرادق مجده ولم تتقلص ظل أمانيه لأنه لم يبن رجاه على شفير هار – فلما أنناصبته العداء وجاهرت به واحتشدت جموعهم على أن يفتنوا أصحابه لتقوض حصون آماله وينضب ضحضاح رجائه ( وقد حيل بينهم وبين ما يشتهون )
أمر المسلمين أن يهاجروا شفقة منه على إيذائهم فهاجر من هاجر منهم وبقى النبى صلى الله عليه وسلم وحده يستنشى نسسين الأمل ويتتبع رائد النجح ويررصج برق الآمال ويشيم مخايل الرجاء على إدراك مبتغاه – صار يخرج فى الأسواق فيعرض نفسه على القبائل ويعظهم بما وقر فى صدوره من نور الدعوة إلى الاسلام ونعما يعظهم به لأنه عزيز عليه أن يحيدوا عن الهدى ، حريص عليه أنيستقيموا ويهتدوا ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم ) لما كان منه صلى الله عليه وسلم ذلك –جاءه رؤساء الأوس لما أن جاءوا إلى مكة ليخالقوا قريشا على الخزرج ، فقال لهم ذلك النبى الأمى – أجل .. أمى : ولكنه فصح أعجز العظيماء بعذوبة حديثه فصاروا بفصاحته وبراعته خاضعى الرقاب ، بلغ بهر العرب كلامه الذى برء من الكلفة وجل عن الصنعة – فما أفعله للنفس وما أملكه للحس – قال لهم هل لكم من خير مما جئتم له ? قالوا وما ذاك ، قال : أن تؤمنوا بالله وحده ولا تشركوا به شيئا ، ثم تلا عليهم القرآن ، ذلك النور الخالد الذى ملئت به أقطار السموات وفجاج الأرضيين وعمرت به قلوب من شاء من المؤمنين – فما كاد يصل إلى مسامعهم حتى آمن سوادهم فثارت ثائرة قريش ، ولسنا فى حاجة ان نذكر الأسباب فى مسارعة الأوس والخزرج إلى قبول الدعوة ومبايعة الرسول على الدافع عنه ومما جاء به من الحق ومخالفتهم إياه – إذ يحول دون ما نريد ضيق المجال وكل ما ميكن ان نقوله .

وهل يستوى ضلال قوم تسفهوا عمى – هذاة يهتدون يمهتد ?


محال : بعد ذلك لبث النبى صلى الله عليه وسلم ما شاءالله أنيلبث ثم اقتضت الحكمة ان يهاجر النبى من مكة موكنه الذى انبثق منه ذلك النور الذى أضاءت له أرجاء العالم ( إلى المدينة ) التى كانت إذ ذاك مضطربة أشد الاضطراب قد ذابت لفائف قلوب أهلها هلعا ولعجت أفئدتهم وارمضت جوانحهم وأقضت مضاجعهم وكان الخطب أنيتفاقم لولا مقدمه ، فقدم وقد استقبلوه وهم يميدون من الطرب ويسحبون أذيال البغطة وقد تفانوا فى نصرته وتعزيزه فأبدل الله استكانتهم عزا



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أثر الدعوة الاسلامية فى المجتمع والأخلاق
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 03, 2014 1:04 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 8032
اللهم انظمنا في عقد معيته صلى الله عليه وآله وسلم
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 5 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط