[b
]بالنسبة للجامع بالمشهد النفيسى :
=================[/b]
[img]
http://i1292.photobucket.com/albums/b574/omarmahmoud1773/63506480631062906620667066806600_zpse60c18a3.jpg[/img]

[b]يقول ابن المتوج كما ذكره المقريزى فى الجزء الثانى ص 306 : هذا الجامع أمر بأنشائه الملك الناصر محمد بن قلاون فعمر فى شهور سنة أربع وعشرة وسبعمائة وولى خطابته علاء الدين محمد بن نصر الله بن الجوهرى شاهد الخزانة السلطانية وأول خطبته فيه يوم الجمعة ثامن من صفر من السنة المذكورة وحضر أمير المؤمنين المستكفى بالله أبو الربيع سليمان وولده وابن عمه والامير كهرداش متولى شدة العمائر السلطانية وعمارة هذا الجامع ورواقاته والفسقية المستجدة وقيل ان جميع المصروف على هذا الجامع من حاصل المشهد النفيسى وما يدخل اليه من النذور ومن الفتوح * وهذا الجامع كان موضعه بستانا بجوار غيط العدة أنشأه الامير حسين بن أبى بكر بن اسماعيل بن حيدر بك مشرف الرومى قدم مع أبيه من بلاد الروم الى الديار المصرية فى سنة خمس وسبعين وستمائة وتخصص بالاميرر حسام الدين لاجين المنصورى قبل سلطنته فكانت له منه مكانة . هذا بالنسبة للجامع بالمشهد النفيسى .
**( مشهد السيدة نفيسة )**
================[/
b]


قال الشريف النقيب النسابة شرف الدين أبو على محمد بن أسعد بن على بن معمر بن عمر الحسينى الجوانى المالكى فى *( كتاب الروضة الانسية )* بفضل مشهد السيدة نفيسة رضىى الله عنها * نفيسة ابنة الحسن ابن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب عليهم السلام ، وأمها ام ولد وأخواتها القاسم ومحمد وعلى وابراهيم وزيد وعبيد الله ويحيى واسماعيل واسحاق وأم كلثوم أولاد الحسن بن زيد بن الحسن بن على فأمهم أم سلمة واسمها زينب ابنة الحسن بن بن الحسن بن على وأمها أم ولد تزوج أم كلثوم اخت السيدة نفيسة عبد الله بن على بن عبد الله بن عباس رضى الله عنهم ثم خلف عليها الحسن بن زيد بن على بن الحسن بن على وأما على وابراهيم وزيد أخوة نفيسة من أبيها فأمهم أم ولد تدعى أم عبد الحميد وأما عبيد الله بن الحسن بن زيد فأمه الزائدة بنت بسطام بن عمير بن قيس الشيبانى وأما اسماعيل واسحاق فهما لامى ولد وكان اسماعيل من أهل الفضل والخير صاحب صوم ونسك وكان يصوم يوما ويفطر يوما وأما يحيى بن زيد فله مشهد معروف بالمشاهد ، وقد تزوج بنفيسة رضى الله عنها اسحاق بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين ابن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم السلام وكان يقال له اسحاق المؤتمن وكان من اهل الصلاح والخير والفضل والدين روى عنه الحديث وكان ابن كاسب اذا حدث عنه قال حدثنى الثقة الرضى اسحاق ابن جعفر وكان له عقب بمصر منهم بنو الرقى وبحلب بنو زهرة وولدت نفيسة من اسحاق المؤتمن ولدين هما القاسم وأم كلثوم ولم يعقبا * وأما جد نفيسة وهو زيد بن الحسن بن على فروى عن أبيه وعن جابر وابن عباس وروى عنه ابنه وكانت بينه وبين عبد الله بن محمد بن الحنفية خصومة وفد الا جلها على الوليد بن عبد الملك وكان يأتى الجمعة من ثمانية أميال وكان اذا ركب نظر الناس اليه وعجبوا من عظم خلقه وقالوا جده رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتب اليه الوليد بن عبد الملك يسأله أن يببايع لابنه عبد العزيز ويخلع سليمان بن عبد الملك ففرق منه واجابه فلما استخلف سليمان وجد كتاب زيد بذلك الى الوليد فكتب الى أبى بكر بن حزم امير المدينة ادع زيد بن الحسن فأقره الكتاب فان عرفه فاكتب الى ، وإن هو نكل فقدمه فأصب يمينه عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ما كتبه ولا أمر به فخاف زيد الله واعترف فكتب بذلك أبو بكر فكتب سليمان أن يضربه مائة سوط وان يدرعه عباءته ويمشية حافيا فحبس عرم بن عبد العزيز الرسول وقال حتى أكلم امير المؤمنين فيما كتب به فى حق زيد فقال الرسول لا تخرج فإن أمير المؤمنين مريض فمات سليمان وأحرق عمر الكتاب
وأما والد نفيسة وهو الحسن بن زيد
********************[/
align]

فهو الذى كان والى المدينة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام من قبل أبى جعفر عبد الله بن محمد المنصور وكان فاضلا أديبا عالما وأمه أم ولد توفى أبوه وهو غلام وترك عليه دينا أربعة آلاف دينار فخلف الحسن ولده أن لا يظل رأسه سقف الا سقف رسول الله صلى الله عليه سلم او بيت رجل يكلمه فى حاجة حتى يقضى دين ابيه فوفاه وقضاه بعد ذلك ومن كرمه انه اتى بشاب شارب متأدب وهو عامل على المدينة فقال يا ابن رسول الله لا أعود وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبلوا ذوى الهيآت عثراتهم وأنا ابن أبى امامة بن سهل بن حنيف وقد كان أبى مع أبيك كما قد علمت قال صدقت فهل انت عائد قال لا والله فأقاله وأمر له بخمسين دينار وقال له تزوج بها وعد الى فتاب الشاب وكان الحسن بن زيد يجرى عليه النفقة *
[align=center]أما السيدة نفيسة رضى الله عنها
********************[/b]
[b][b][size=200]وكانت نفيسة من الصلاح والزهد على الحد الذى لا مزيد عليه فيقال نانها حجت ثلاثين حجة وكانت كثير البكاء تديم قيام الليل وصيام النهار فقيل لها ألا ترفقين بنفسك فقال كيف أرفق بنفسى وأمامى عقبة لا يقطعها الا الفائزون وكانت تحفظ القرآن الكريم وتفسيره وكانت لا تأكل الا فىكل ثلاث ليال أكلة واحدة ولا تأكل من غير زوجها شيأ *
وقد ذكر ان الامام الشاقعى رضى الله عنه ( محمد بن أدريس ) كان زارها وهى من وراء الحجاب وقال لها ادعى لى وكان صحبته عبد الله بن عبد الحكم وماتت رضى الله عنها بعد موت الامام الشافعى رحمة الله عليه بأربع سنين لآن الشافعى توفى فى شهر رجب سنة أربع ومائتين وقيل انها كانت فيمن صلى على الامام الشافعى وتوفيت السيدة نفيسة فى شهرو رمضان سنة ثمان ومائتين ودفنت فى منزلها وهو الموضع الذى به قبرها الآن ويعرف بخط درب السباع ودرب بزرب وأراد اسحاق بن الصادق وهو زوجها أن يحملها ليدفنها بالمدينة فسأله أهل مصر أن يتركها ويدفنها عندهم لاجل البركة وقبر السيد نفيسة أحد الموضع المعروفة بإجابة الدعاء بمصر وهى اربع مواضع سجب نبى الله يوسف الصديق عليه السلام ومسجد موسى صلوات الله وسلامه عليه وهو الذى بطرا ومشهد السدة نفيسة رضى الله عنها والمخد الذى على يسار الصملى فى قبلة مسجد الأقدام بالقرافة فهذه المواضع لم يزل المصريون ممن اصابته مصيبة أو لحقته فاقة يمضون الى احداهما فيدعون الله تعالى فيستجيب لهم * ويقال انها حفرت قبرها هذا وقرأت فيه تسيعن ومائة ختمة وانها لما احتضرت خرجت من الدنيا وقد انتهت فى حزبها الى قوله تعالى : قل لمن ما فى السموات والارض قل لله كتب على نفسه الرحمة ) ففاضت نفسها رحمها الله تعالى مع قوله الرحمة ويقال ان الحسن ابن زيد والد السيدة نفيسة كان مجاب الدعوة ممدوحا وان شخصا وشى به الى أبى جعفر المنصور أنه يريد الخلافة لنفسه فانه كان قد انتهت اليه رياسة بنى حسن فأحضره من المدينة وسلبه ماله ثم انه ظهر له كذب الناقل عنه فمن عليه ورده الى المدينة مكرما فلما قدمها بعث الى الذى وشى به بهدية ولم يعتبه على ما كان منه ويقال انه كان مجاب الدعوة فمرت به ارمأة وهو فى الابطح ومعها ابن لها على يدها فاختطفه عقاب فسألت الحسن بن زيد ان يدعو لها الله برده فرفع يديه الى السماء ودعا ربه فاذ بالعقاب قد ألقى الصغير من غير أن يضره بشىء فأخذته أمه وكان يعد بألف من الكرام ولما قدمت السيدة نفيسة مصر مع زوجها السحاق بن جعفر نزلت بالمنصوصة وكان بجوارها دار فيها قوم من أهل الذمة ولهم ابنة معقدة لم تمشى قط فلما كان فة يوم من الايام ذهب أهلها فى حاجة من حوائجهم وتركوا المقعدة عند السيدة نفيسة فتوضأت وصبت من فضل وضوئها على الصبية المقعدة وسمت الله تعالى فقامت تسعى على قدميها ليس بها بأس البتة فلما قدم أهلها وعاينوها تمشى أتوا الى السيدة نفيسة وقد تيقنوا أن مشى ابنتهم كان ببركة دعائها وأسلموا بأجمعهم على يديها فاشتهر ذلك بمصر وعرف انه من بركاتها وتوقف النيل عن الزيادة فى زمنها فحضر الناس اليها وشكوا اليها ما حصل من توقف النيل فدفعت قناعها اليهم وقالت لهم ألقوه فى النيل فألقوه فيه فزاد حتىى بلغ الله به المنافع وأسر ابن لامرأة ذمية فى بلاد الروم فأتت الى السيدة نفيسة وسألتها الدعاء أن يرد الله البنها عليها فلما كان الليل لم تشعر الذمية الا بابنها وقد هجم عليها دارها فسألته عن خبره فقال يا أماه لم اشعر الا ويد قد وقعت على القيد الذى كان فى رجلى وقائل يقول أطلقوه قد شفعت فيه نفيسة بنت الحسن فوالذى يحلف به يا أماه لقد كسر قيدى وما شعرت بنفسى إلا وانا واقف بباب هذا الدار فلما أصبحت الذمية أتت الى السيدة نفيسة وقصت عليها الخبر وأسلمت هى وابنها وحسن اسلامهما *
وذكر فيسة عبيد الله بنغير واحد من علماء الاخبار بمصر أن هذا قبر السيدة نفيسة بلا خلاف وقد زار قبرها من العلماء والصالحين خلق لا يحصى عددهم ويقال ان اول من بنى على قبر السيدة نفيسة عبيد الله بن السرى بن الحكم أمير مصر ومكتوب فى اللوح الرخام الذى على باب الضريح وهو الذى كان مصفحا بالحديد بعد البسملة ما نصه نصر من الله وفتح قريب لعبد الله ووليه معد أبى تميم الامام المستنصر بالله امير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه المكريمن أمر بعمارة هذا الباب السيد الاجل أمير الجيوش سيف الاسلام ناصر الانام كافل قضاة المسلمين وهادى دعاة المؤمنين عضد الله به الدين وامتع بطول بقائه المؤمنين وأدام قدرته وأعلى كلمته وشد عضده بولده الاجل الافضل سيف الامام جلال الاسلام وشرف الانام ناصر الدين خليل أمير المؤمنين زاد الله فى علائه وأمتع المؤمنين بطول بقائه فى شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة والقبة التى على الضريح جددها الخليفة الحافظ لدين الله فى فى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة وأمر بعمل الرخام الذى بالمحراب ( انتهى )
أما العامة السخاوى يقول فى تحفة الاحباب ص 104 :
=============================[/
b]
المشهد النفيسى يعرف بدرب السباع مثما ذكره المقريزى ( توفيت ) فى شهر رمضان سنة ثمان مائتين فأراد زوجها اسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق ان يحملها ويدفنها بالمدينة الشريفة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام فسأله المصريون بقاءها عندهم فدفنت بحيث هى وقبرها معروف باجابة الدعاء وكان لها ولدان من زوجها اسحاق هما القاسم وام كلثوم وثيل ان اهل مصر جمعوا له اثنا عشر الف درهم ليتركها مدفونة عندهم بمصر وقبرها احد الاماكن المجاب فيها الدعاء بمصر وهى أربعة هذا وموضع سجن يوسف نبى الله عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ومسجد نبى الله تعالى موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وهو بأرض طرا والمخدع الذى على يسار المصلى فى قبلة مسجد الأقدام بالقرافة الكبرى ولم يزل الصالحون والأئمة والفقهاء والقراء والمحدثون والعلماء يزورون مشهد السيدة نفيسة ويدعون عنده وهو مجرب باجابة الدعاء *
ومدفنها بمنزلها الذى كانت ساكنة به وكان وهبه لها امير مصر السرى بن الحكم فأقامت عدة سنين فلما مرضت حفرت قبرها بيدها فى وسط دارها وكانت تحفر فيه فى كل يوم قليلا الى ان تكامل الحفر فأتخذته مصلاها فكانت تنزل اليه وتصلى فيه وكان الامام الشافعى رحمة الله تعالى عليه ياتى هو واصحابه الى زيارتها وكان قدومها هى وزوجها الى مصر لخمس بقين من شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين ومائة وثيل سنة ست وتسعين وقيل السبب فى قدومها الى مصر انها حجت ثلاثين حجة راكبة فى بعضها ماشية فى بعضها وكانت تقرأ القرآن وتفسيره وتقول إلهى سهل على زيارة قبر خليلك ابراهيم عليه الصلاة والسلام فحجت سنة فلما قضت حجتها تلك السنة توجهت مع زوجها الشريف إسحق المؤتمن بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنهم الى بيت المقدس الشريفوزار قبر الخليل عليه الصلاة والسلام واتت من بعد زيارتها هى وزوجها الى مصر فى التاريخ المذكور على اختلاف فيه وكان لقدومها الى مصر امر عظيم فان ذكرها كان عندهم شائعا فلما بلغهم انها قادمة من بيت المقدس تلقتها النساء والرجال بالهوادج من العريش ولم يزالوا معها حتى دخلت مصر ففأنزلها عنده كبير التجار بمصر وهو جمال الدين عبد الله بن الجصاص بالجيم وقيل بالحاء وكان من اصحاب المعروف والبر والصدقة والمحبة فى الصاليحين والعلماء والسادة الاشراف فنزلت عنده فى دار له فأقامت بها عدة شهور والناس يأتون إليها من سائر الافاق يتبركون بزيارتها ودعائها ثم تحولت من هذا المكان الى مكانها التى هى مدفونة به وقال ان امير مصر السرى بن الحكم وهب لها هذا المكان *
سبب اهداء امير مصر السرى بن الحكم المكان للسيدة نفيسة ومآثرها
======================================
والآن نذكر السبب فى ذلك وهو أن الدار التى نزلت بها كان حولها جماعة من اليهود وبالقرب منها أمرأة يهودية لها ابنة زمنة لا تقدر على الحركة فأرادت الأم ان تذهب الى الحمام فسألت ابنتها الزمنة ان تحمل الي الحمام فامتنعت البنت من ذلك فقالت امها تقيمين فى الدار وحدك فقالت لها أشتهى أن اكون عند جارتنا الشريفة حتى تعودى فجاءت الأم الى السيدة نفيسة واستأذنتها فى ذلك فاذنت لها فحملتها فى زاوية من البيت وذهبت ثم ان السيدة نفيسة رضى الله تعالى عنها توضأت فجرى ماء وضوئها الى البنت اليهودية فالهمها الله سبحانه وتعالى ان أخذت من ماء الوضوء شيئا قليلا بيدها ومسحت به على رجليها فوقفت فى الوقت بإذن الله تعالى وأقدمت تمشى على قدميها كأن لم لم يكن بها مرض قط هذا والسيدة نفيسة مشغولة بصلاتها لم تلعم ما جرى ثم ان البنت لما سمعت تجىء امها من الحمام خرجت من دار السيدة نفيسة حتى أتت الى دار أمها وطرقت الباب فخرجت الأم تنظر من يطرق البا فبادرت البنت واعتنقت امها فلم تعرفها وقالت لها من أنت فقالت لها أنا ابنتك قالت لها وكيف قضيتك فأخبرتها بما فعلت فبكت الأم بكاء شديدا وقالت هذا والله الدين الصحيح وما نحن عليه من الدين القبيح ثم دخلت فأقبلت تقبل السيدة نفيسة وقالت لها امددى يدك أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن جدك محمدا رسول الله فشكرت السيدة نفيسة ربها عز وجل وحمدته على هداها وانقاذها من الضلال ثم مضت المرأة الى منزلها فلما حضر أبو البنت وكان اسمه أيوب ولقبه أبو السريا وكان من اعيان قومه ورأى البنت على تلك الحالة ذهل وطاش عقله من الفرح وقال لامراته كيف كان خبرها فأخبرته بقصتها مع السيدة نفيسة فرفع اليهودى رأسه الى السماء وقال سبحانك هديت من تشاء وأضللت من تشاء والله هذا هو الدين الصحيح ولا دين الا دين الاسلام ثم اتى الى باب السيدة نفيسة فمرغ خدية على عتبة بابها ونادى يا سيدة ارحمينى واشفعى لمن هو فى ظلام الضلال قد تاه ومن دينه قد أبعده واقصاه فرفعت طرفها الى السماء ودعت له بالهداية فأسلم وثال أنا أشهد أن لا إله إلا الله وان جدك محمد رسول الله ثم شاع خبر البنت واسلامها واسلام أمها وأبيها وجماعة من الجيران اليهود * يقال ان عدد من اسلم هذه الحادثة تسعون شخصا أو دارا فى ذلك النار وتلك الليلة قال فلما اسلم اهل ذلك الخط انتقلت فى دار ابى السرايا ايوب قال ابن زولاق : ولما شاعت هذه الكرامة بين النسا فلم يبق احد إلا يقصد زيارة السيدة فعظم الأمر وكثر الناس والخلق على بابها فطلبت عند ذلك الرحيل الى بلاد الحجاز عند أهلها فشق ذلك عليهم فسالوها فى الاقامة فأبت فاجتمع اهل مصر ودخلوا على امير مصر السرى بن الحكم فسئلوه فى ذلك فبعث لها كتابا ورسولا بالرجوع عما عزمت عليه فأبت فركب بنفسه وسألها الاقامى فقالت انى كنت نويت الاقامة عندهم وانى امراة ضعيفة فأكثروا على فى الإتيان وشغلونى عن عبادتى وجمع زادى لمعادى ومكانى هذا لطيف وقد ضاق بهذا الجمع الكثيف فقال لها السرى أنى سأنزيل عنك حميع ماا شكوتتيه واسهل لك الامر على ما ترضينه اما ضيق المكان فان لى دارا واسعة بدرب السباع واشهد الله أنى قد وهبتها لك وأسألك ان تقبليها منى ولا تخجلينى بالرد على قالت إنى لا أردك على خير تفعله فعظم فرح السرى بقبولها منه فقالت كيف أصنع بهذه الجموع الوافدين على فقال تقررين معهم ان يكون لهم يومان فى الجمعة وباقى ايامك تتفرغين لخدمة مولاك اجعلى يوم السبت ويوم الاربعاء فعلت ذلك فى حال حياتها الى ان توفيت فى هذه المكان حسب ما تقدم وكرامتها وقعت لها بمصر وكان الامام الشافعى رضى الله عنه اذا حضر اليها هو واصحابه للزيارة والتبرك تادبوا معها غاية الأدب وكذا كان يفعل الشيخ الامام العلامة سفيان الثورى مع السيدة رابعة العدوية لما كان يتردد عليها ليسمع كلامها
كرامات السبدة نفيسة رضى الله تعالى عنها
=======================
حكى ابن الزيات فى الكواكب السارة ان من غريبب مناقب السيدة نفيسة بنت الحسن أن أمرأة عجوزا لها اربعة بنات كن يتقوتن من غزلهن من الجمعة الى الجمعة فأخذت أمهن الغزل لتبيعه وتشترى بنصفه كتانا ونصفه ما يتقون به على جارى العادة ولفت الغزل فى خرقة حمراء ومضت نحو السوق فلما كانت فى بعض الطريق اذا بطائر انقض عليها وخطف رزمة الغزل ثم ارتفع فى الهواء فلما رأت العجوز ذلك سقطت على الارض مغشية عليها فلما افاقت قالت كيف اصنع بأيتامى قد اهلكهم الفقر والجوع فبكت فاجتمع الناس عليها وسألوها عن شأنها فأخبرتهم بالقصة فدلوها على السيدة نفيسة وقالوا لها اسئليها الدعاء فإن الله سبحانه وتعالى يزيل ما بك فلما جاءت الى باب السيدة نفيسة أخبرتها بما جرى لها مع الطائر وسألتها الدعاء فرحمتها السيدة نفيسة وقالت اللهم يا من علا فاقتدر وملك فقهر اجبر من أمنك هذه ما انكسر فإنهم خلقك وعيالك وانت على كل شىء قدير ثم قالت اقعدى إن الله على كل شىء قدير فقعدت المرأة تنتظر الفرج وفى قلبها من جوع اولادها حرج فلما كا بعد ساعة يسيرة اذا بجماعة قد أقبلوا وسألوا عن السيدة نفيسة وقالوا ان لنا أمرا عجيبا نحن قوم مسافرون لنا مدة فى البحر ونحن بحمد الله سالمونفلما وصلنا الى قرب بدكم انفتحت المركب التى نحن فيها ودخل الماء وأشرفنا على الغرق وجعلنا فسد الخرق الذى انفتح فلم نقدر على سده واذا بطائر ألقى علينا خرقة حمراء فيها غزل فسدت الفتح بإذن الله تعالى وجئنا بخمسمائة دينارا شكرا على السلامة فعند ذلك بكت السيدة نفيسة وقالت الهى وسيدى ومولاى ما أرحمط وألطفك بعبادك ثم طلبت العجوز صاحبة الغزل وقالت لها بكم تبيعين غزلك فقالت بعشرين درهما فناولتها ذلك فأخذت وجاءت الى اولادها فأخبرتهم بما جرى فتركن الغزل وجئنا الى خدمة السيدة نفيسة وقبلن يدها وتبركن بها وقيل إن الخلعى كان يقول عند زيارتها : السلام والتحية والإكرام من العلى الرحمن على السيدة نفيسة الطاهرة المطهرة سلالة البررة وابنة علم العشرة * الإمام حيدرة السلام عليك باابنة الحسن المسموم * أخى الإمام الحسين شيد الشهداء المظلوم * السلامك عليك يا بانة فاطمة الزهراء * وسلالة خديجة الكبرى رضى الله تبارك وتعالى عنك وعن جدك وأبيك وحشرنا فى زمرة والديك وزائر بك اللهم بما كان بينك وبين جدها ليلى المعراج اجعل لنا من همنا الذى نزلى بنا الفرج واقض حوائجنا فى الدنيا والآخرة يارب العالمين وزاد بعضهم على هذا الدعاء ألفاظا أخر فقال السلام والتحية والإكرام على أهل بيت النبوة والرسالة والسلام والرحمة على بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج الحسن السبط ان على المجتبى وابن فاطمة الزهراء أنتم غياث لكل قوم فى اليقظة والنوم فلا يحرم فضلكم إلا محرروم ولا يطرد عن بابكم إلا مطرود ولا يواليكم إلا مؤمن تقى ولا يعادبكم إلا منافق شقى * اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله واعطنى خير ما رجوت بهم وبلغنى خير ما أملت فيهم يا آل بيت المصطفى غنما السرور والسلام فيكم جئتكم قاصدا فيالله أقبلونى فقد حسبت عليكم اللهم
انى ألوذ بحب آل محمد *** أرجو بذلك رحمة الرحمن
منى الدعاء بحبهم لك دائما *** يا دائم المعروف والغفران
وكان بعضهم يقف عند هذا المشهد ويقول
يا رب إنى مؤمن بمحمد *** وبآل بيت محمد منوالى
فبحقهم كن لى شفيعا منقذا *** من فتنة الدنيا وشر مآلى
وكان بعضهم يقول
يا بنى الزهراء والنور الذى *** ظن موشى أنه نار قبس
لا أولى قط من عادا كمو *** إنه آخر سطر فى عبس
وفـــــــــــاة السيدة نفيسة وتجديد مكانها
************************
ولما توفيت السيدة نفيسة رضى الله تعالى عنها بنى لها السرى بن الحكم ثم جدد المكان كما هو مكتوب علي اللوح الرخام على باب ضريحها وهو الذى كان مصفحا بالحديد بعد البسملة ما مثاله نصر من الله وفتح قريب لعبد الله ووليه منقذ أبى تميم الامام المستنص بالله امير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى أبنائه الطاهرين وابنائه الاكرمين امر بعمارة هذا الباب السيد الأجل امير الجيوش سيف الإسلام قاضى الأنام كان قضاة المسلمين وهادى دعاة المؤمنين عضد الله به الدين وامتع بطول بقائه المؤمنين وادام قدرته واعلا كلمته وشد عضده بولده الأجل الأفضل سيف الاسلام جلال الانام ناصر الدين خليل امير المؤمنين بطول بقائه زاد الله فى علاه وامتع امير المؤمنين بطول بقائه فى شهر ربيع الآخر سنة 482 ( واما القبة ) التى على الضريح فالذى جددها الخليفة الحافظ لدين الله عبد المجيد العلوى الفاطمى وذك فى سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة وهو الذى امر بعمل الزجاج فى المحراب ثم اخذ اربا الدولة فى العمارة بجوار ضريحها تبركا بها قديما وحديثا فمنهم الستر الرفيع والحجاب المنيع ام السلطان الملك الملك العادل سيف الدين ابى بكر بن ايوب بن شادى الكردى أنشات رباطا بجوارها ثم ان الملك الناصر محمد بن قلاوون امر بانشاء جامع بخطبة وشيد بنائه وصار الناس يتقربون اليها بالبناء حول ضريحها * ولما توفى الخليفة امير المؤمنين ابو العباس احمد بن حسن العباسى المعروف بالأصم فى ثانى جمادى الأولى سنى 701 فى دولة الملك الناصر محمد بن قلاوون تولى الغسيل والصلاة عليه بالجامع الطولوتى شيخ الشيوخ كريم الدين الايحى امر السلطان الناصر محمد بن قلاوون ان يدفن بالمشهد النفيسى ودفن هناك بجوارها وبنيت له قبة وكانت جنازته مشهودة وكانت مدة خلافته اربعين سنة وهو اول خليفة دفن بمصر من الخلفاء العباسيين وكان اول من دخوله يوم الخميس السادس عشر من صفر سنة ستين وستمائة فى دولة السلطان بيبرس البندقدارى وكانت اقامته اولا بالقلعة بالبرك الكبير الى ثامن المحرم سنة 661 فعقد له السلطان مجلسا عظيما بالقضاة الأربع وارباب الدولة بالايوان لاخذ البيعة للخليفة وقراءة نسبه وتابعه اعيان الدولة السلطانية وخطب باسمه على المنابر وانزل بظاهر الكبش فسكن هناك الى حين وفاته ثم ولى الخلافة بعده ولده ابو الربيع سليمان بعد من ابيه ولقبه المستكفى بالله وكان عمره عشرين سنة تقريبا وسكن بمسكن ابيه بالكبش
[/size]





