موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: أكتشاف العرب لأمريكا ( لحسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مايو 16, 2014 4:55 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6508

أكتشاف العرب لأمريكا



يقول النسابة حسن قاسم فى التاسع عشر من شهر سبتمبر لعام خمسة وثلاثين وتسعمائة وألف :
من الانباء الواردة من أمريكا : أن أحد مهاجرى لبنان المدعو أنطون يوسف ، بينما كان يحفر فى ارض له فى ريور كرسى ( المكسيك ) إذا به عثر على قطعتين معدنيتين من النقود العربية ، وتبين انها من مسكوكات الصدر الأول من الاسلام ، فكتب بذلك إلى الدوائر العلمية ، فاذاعت هذا النبأ وسرعات ما تناقلته الصحف فقامت الأهالى له وقعدت ، وقد كان لهذا الاكتشاف أثره فى نفوس أهالى امريكا قاطبة ، حتى صار حديث كل اثنين بتخلص فى الأتى :

هل اكتشف العرب أمريكا قبل مكتشفها كرستوفر كولمبس ؟

} ونحن نجيبهم على ذلك {



أجل : أجل لقد اكتشف العرب قارة أمريكا العظيمة ووصلوا اليها بسفنهم وعددهم فى أجواء لم يعرف فيها كرستوفر كولمبس الجنوى ولا أمير يكوس فسبوسيو الفلورنسى ولا بدور الفرس كبرال مكتشف ( اتلنتيدا – البرازيل ) ولا ، ولا ، ولا غير هؤلاء .
ان العرب قد وصلوا الى هذه البلاد وتركوا من الآثار ما سجلتها لهم صحائف التاريخ ، واحيوا بها شعائر الاسلام حقبا من الزمن .
واختلطوا بأهلها ومثلوا معهم سماحة الإسلام وعدل المسلمين ، وكانت لهم بها وبنيرها من مماليك أوربا دول طالما أعز الله بها المجتمع وأصلح ثلمه على أيديهم ، ولم يدخلوا هذه البلاد لاسترقاق اهليها واستمبادهم او للتعرض لعقائدهم ودياناتهم او استقلاق اموالهم وتجريد ممتلكاتهم واستباحة ذراريهم ونسائهم ، وحاش لله ، ما علمنا عليهم من سوء ما علمنا عليهم ، الا انهم كانوا يتركون أهلها أحرارا فى دينهم ومعابدهم ، أحرارا فى قضائهم ونظمهم أحرارا فى اموالهم واولادهم يرتعون ويمرحون ويغدون ويروحون وهم فرحون مستبشرون .
وبهذا العدل ملكوا قلوب الناس وبسطوا عليهم ظلال الأمن والأمان ، واليمن والاطمئنان ونشروا فوقهم لواء الحضارة وكانوا لا يكرهون الناس على الإسلام ولا يجادلونهم إلا بالتى هى أحسن ، فمن يتبين له الحق ، حسب فى مصافهم وصار له ما للمسلمين وعليه ما عليهم ، ومن أصر على تقاليد آبائه بلا عليه الا أن يدفع الجزية لبيت المال ، وهو آمن فى سربه ، مطمئن بين عشيرته وحزبه ، ولقد بلغ الأمر الى أن البلاد التى كانوا يفتحونها وتبث فى ربوعها تلك الفضائل ، كان الاهالى يستصرخون المسلمين على حكوماتهم ويستنجدون بهم عليها فرارا من الارهاق والاضطهاد وتفشى أنواع المظالم من تلك الحكومات التى كانت بمعزل عن العدل والسلام ، والأمن والأمان – وأذكر حادثة من هذا النوع تعد كمثل أعلى لتلك الظاهرة السامية .

لما جمع الامبراطور } هرقليوس { أمبراطور الدولة الرومانية ، للمسلمين الجموع ، وبلغ المسلمين إقبالهم إليهم إليهم لواقعة اليرموك التى وقعت فى سنة 15هـ و636م رووا على أهل حمص ما كانوا أخذوا منهم من الخراج ، وقالوا قد شغلنا عن نصرتكم والدفع عنكم ، فأنتم على أمركم – فلما سمع أهل حمص هذه المقالة جاءو المسلمين ، وقالوا لهم قد بلغنا ما عقدتم النية عليه ، ووالله لولايتكم وعدلكم أحب إلينا مما كنا فيه من الظلم والعسف ، ولندفعن جند الامبراطور على المدينة مع عاملكم ، وقام اليهود على بكرة أبيهم وأوفدوا وفودهم إلى المسلمين وقالوا : والتوراة لا يدخل عامل هرقليوس مدينة حمص إلا أن نغلب عليها ونجهد ، وأغلقوا الأبواب وحرسوها ، وكذلك فعل أهل المدن التى صولحت من الصنارى واليهود وقالوا : تالله إن ظهر الروم واتباعهم على المسلمين صرنا إلى ما كنا عليه – وإلا فإنا على أمرنا ما بقى للمسلمين عدد :

ولعمرك ، تأمل وقارن بين فتوحنا وفتوحهم واستعمارنا واستعمارهم

ملكنا فكان العدل منا سجية *** فلما ملكتم سال بالدمع أبطح
وحللتم قتل الأسارى وطالما *** عدونا على الأسرى نمن ونصفح
فحسبكم هذا التفاوت بينا *** فكل إناء بالذى فيه ينضح



بهذه الأخلاق الإسلامية السامية ملكوا ثلاثة أرباع العالم ، وفتحت لهم البلاد ، ودانت العباد ، وانتشر الإسلام فى البقاع والأصقاع :

ولم يمض القرن الأول من الهجرة حتى لم نبق أية مملكة من الممالك إلا ودخلها الأسلام وحبب إلى أهليها الإيمان وزين فى قلوبهم ، فانصهروا فى بوتقة الأسلام – وقد فتح فى خلال هذه المدة عدة ممالك بآسيا وأوربا الشرقية والجنوبية وإيطاليا واسبانيا والنمسا وألمانيا ، وجاوز العرب حدود البحر غلإ طلانطيقى بأساطيلهم وكتائبهم وعدوا نره الرين والأزير وغارون ولوار وداسيرانياس وخليجى جريمو ، وسان تروبيه ، واستولوا على مدينة بردو وتوبرة وسيسليا ومرسيليا وسويسرا ، واحتلوا آكام الألب وممراتها ، وبنوا القلاع والحصون فى جنوب بروفانس ، ووصلت سيادتهم إلى منطقة نيس إحدى ولايات مملكة ( آرل ) الجنوبية واحتلوا شاطىء ليجوريا وولاية دوفينة وغزوا مدينة جرنيوبل ، واحتلوا مدى حين واحتلوا أكثر ثغر فى فرنسا الجنوبية ، وهو ثغر فريجوس .

وبالجملة فمن عهد أمير المؤمنين الخليفة الثالث عثمان بن عفان ، الذى هو أول واضع لخطة الفتوحات الأسلامية فى أوربا ، لم يبق شبر فى أراضيها إلآ واحتلته المسلمون ووطئته أقدامهم وكانوا فيها منار عدل وعلم وحكمة ، والأرض لله يورثها من يشاء من عباده ، فلئن كان الغرب يفخر اليوم ويزهو على الشرق بعلومه ومخترعاته ومناطيده وأساطيله ، وقنابله وطائراته ، فالفضل كل الفضل لمن بذر تلك البذور وزرعها ، وغرس ذلك النبت الذى آتى أكله بعد حين ، وقد شهدوا هم أنفسهم بهذا الفضل ما شهدت به الأعداء :

يقول بعض علمائهم ، كيفما نبحث فى العلوم والفنون المختلفة ، نجد أن العرب كانوا هم السابقين فيها المجلين – وقد بدأنا نقدر أعمالهم حق قدرها وإن يكن جانب كبير من أخبارهم خافيا علينا فتلك آثارهم ناطقة بذلك – تلك آثارنا تدل علينا على أن نهضتنا الحاضرة كفيلة بنشر فضلهم وتعرف آدابهم وعلومهم ، والعمل على الاقتداء بعم واقتفاء آثارهم :

وأرانى لهذه المناسبة مضطرا لأن أتوسع فى هذا البحث نوعا ما مؤملا سد هذه الثمة وتق هذا الفتق الذى أكسبنا عرها وشنارها ، ويجدر بى أن أستهله بما كان للعرب من عزو بذاخة وسؤدد فى استعمال كل ما نعرفه من الآلات الحربية ، مناطيد ومقذوفات ، ومغافر وخوذ وأسنة ورماح وما كان لها من أساطيل برية وبحرية وطائرات إلى غير ذلك من معدات القوة التى كانت كنواة لمعدات أوربا :

وقد سجلت لهم واقعة بوانية التى أحرز المسلمون فيها نصرا مؤزرا آيات كلها فخر وإعجاب ، ليقف المسلمون على مدى ما وصلت اليه أسلافهم من الرقى والمدينة والحضارة يكب ما قى هذه اللفاظ من معنى ، وبذلك فليفرح المؤمنون .
ديوان الجند أو أول وزراة للحربية فى الاسلام

إن بحثنا هذا لهو من ألذ البحوث وأمتعها ، يستعرض للمسلمين صورا من عظمة أسلافهم ، ومدى ما وصلوا اليه من الرقى والحضارة ، الأمر الذى جعل الغربيين اليوم مدينين للمسلمين ومعترفين بفضلهم ، مقرين بنبوغهم فى نواح عدة
ولا أحسب أن فريقا من المسلمين ، يعرفون عن أسلافهم أنهم كانوا فقهاء ومحدثين فحسب ! بل كان فى فقهائهم ومحدثيهم ، الوزير والأمير وقائد الجيش وأمير الفيلق ، والربان ومدير الأمن ورئيس الشرطة وكانت حكومتهم فى نظمها الداخلية والخارجية كأكبر حكومات العالم نظاما وسدادا وإحكاما وإتقانا ، فكانت لهم الدواويـــن ( الوزارات ) للداخلية والخارجية والماية والحربية والبحرية والأشغال ومصالح للتنظيم والإحصاء والمساحة والصحة وغير ذلك وسترى معى فيما سيأتى فى غضون هذا البحث ، ان أول من وضع الحجر الأساسى لديوان ( وزارة ) الخارجية هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فى السنة السادسة من الهجرة ، وعنى أبو بكر بالاكثار من المفتشين فى المحاكم الشرعية والجنائية وما كانت عنايته بهذه الظاهرة بأكثر من عنايته بتدوين الأخبار وحركة الأمصار وما يجرى فيها من الحوادث وبخاصة أخبار الجزيرة العربية ، العلمية والسياسية والمحلية ، وحركة تنقلات رجال الحكومة وغيرهم القادمين منهم والمسافرين غلى غير ذلك ، وهذه الظاهرة هى ما نسميها اليوم ( بالصحافة ) إذ لا نر فرقا بينهما ، ويمكننا بجميع تلك الوريقات التى كان يكتبها عثمان بن عفان صاح مساء ويقدمها له ليقف منعا على أخبار العالم ، أن نحصل على مجموعة ذات أهمية عظمى من جرائد تفيض أنهارها باخبار أمسى علام أقلته الأرض وأظلته السماء ، عالم سمت بسموه عوامل كادت تبيدها عواصف الدهور كما يمكننا أن نقول أن أبا بكر هو أول من أنشأ الصحافة على النحو الذى نعرفه ويعرفه العالم أجمع ، وإذن فأبو بكر أول وزير تأزر به الإسلام ، هو صاحب الفضل الذى لا يعادله فضل عــــــــلى
} صاحبة الجلالة الصحافة { فهذا أبو بكر ، وهذا عمر ، قد رأيناه لأول ولايته أهتم بتدوين الدواوين وتوسيع نطاقها ، فتوسع فى ديوان الإنشاء وانشأ ديوان الحربية ، وأنشأ بعده عثمان ديوانى] وزراتى[ الحربية والأشغال ومصالح التنظيم والمساحة ، وأمد ( على ) نطاق المحاكم الجنائية وتوسع فيها ، ونظم الإدارة تنظيما محكما ، وكان هدية هدى أصحابه الثلاثة من قبل ، ولا يعلم حاكم فى الأرض ، متى ذكر الحزم فى الأمور ، ومتى ذكرت حسن الإدارة ، ورقابة الشعب والسهر على مصالحه بهمة لا تعرف الكلل والملل ، ومتى ذكر السبق فى الاسلام والتقدم فيه ، ومتى ذكرت النخوة والذب عن الاسلام ، ومتى ذكرت أصالة الأرومة وطهارة الجرثومة ، ومتى ذكر العالم والعماء ومتى ذكر العمل والعدل والشفقة والإشفاق ، وكان مذكورا فى هذه الخلال كلها ، فانما كانت لأبى الحسن الامام على ولقد كانت فى عهده مشاريع لا تقل عن مشاريعنا التى نعرفها ويعرفها العالم ، وما هى لعمر الحق إلا ثمرة من ثمار تلك البذور التى بذرها لنا هؤلاء السادة القادة ، ينبوع كل خير ، وصل ويصل إلى العالم أجمع ، وقد لا يمكننا بحال ، أن نعبر عن مدى ذلك الرقى الحقيقى ، الذى اجتاح ويجتاح كل رقى أتى ويأتى بعده ، فرحم الله تلك العصور الزاهية الزاهرة .
ولكى نصل إلى غايتنا المرجوة يمكننا أن نقول إن ديوان الجند أو ديوان الجيوش الاسلامية أو مما نسميه الآن بوزارة الحربية ، ليس هو أول ديوان أنشىء فى الاسلام ، بل الديوان الأول الذى أنشىء هو ديوان الإنشا والرسائل ومنشئه نبينا صلى الله عليه وسلم ثم (ديوان) وزارة المالية وقد أمد أبو بكر نطاقه على ما كان عليه فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم – وكان هو يتولى نظارته فى صدر ولايته ثم ولاها أبا عبيدة عامر بن الجراح ثم عمر : وفى عهده تولى نظارته عبد الله بن مسعود وقد ظل فيه حقبة من الزمن ثم نقل إلى مثل وظيفته فى العراق باقرار من المجلس الأعلى الاسلامى ثم عين وزيرا مفوضا فيها ومعلما لأهلها وزيد مرتبة إلى مائة درهم فى الشهر وربع شاة فى كل يوم ومازال متقلدا هذه الوظيفة إلى أن ولاة عثمان حاكما عاما لها وخلفه فى وزارة مالية المدينة عبد الرحمن بن عبد القارى ، أما ديوان الجند الذى هو أول وزارة للحربية أنشئت فى الاسلام : فمنشئه عمر ، لأنه لأول ولايته تعلقت همته بوضع أنظمة وبرامج تسير على مقتضاها حكومته ، حفزة إليها – حركة العمران التى اهتزت وربت وآنت أكلها ضعفين ، وكيف يجرى إيقاد الوفود وتعيين السفراء وإرسال البعثات الحربية وتنظيم الجبش على أحدث الطرق النظامية ، وتسيير الأمور ، وضبط الأحوال والرجال فأشار عليه رئيس أركان حرب الجيش الشامى ( القائد العام لقوات الجيوش الاسلامية فى سوريا وفلسطين سابقا ) الأميرالاى خالد بن الوليد ، بافتتاح ديوان للحربية خصيصا ، فرفع عمر تقريرا به إلى المجلس الأعالى الاسلامى ، وفى أحدى جلساته التى كان هو يرأسها وافق على ذلك فافتتح بافتتاح شهر المحرم سنة 20 هـ وعين لنظارته عقيلل بن أبى طالب لمكانته وعلمه ، ومخرمة بن نوفل ومطعم بن جبير ، والثلاثة كانوا من أنجب سكان قريش ، علما ودينا وحكمة ورأيا وسدادا فأخذ كل منهم يزاول ما أنيطبه من عمل ، وقد وضعت لهاذ الديوان لوائح ، جاء فى بعض فقراتها
(1) اجراء مرتبات على كل رجال الجيش الحاليين والمتقاعدين ، على ترتيب الأنسب فالأعلم جريا على القواعد التى كانت متبعة فى تقسيم الفرء والغنائم ، وقد عدلت فيما بعد
(2) مراعاة نظام التجنيد ، فلا يدخل فى الجندية الا من كلن سليما من الآفات المانعة من المحاربة كفقد البصر والصمم والبكم ونحو ذلك
(3) اجراء عملية امتحان . فى السن والصحة نيكشف على المراد تجنيده كشفا طبيا تحاشيا من ان يكون ضعيف البنية ، ضعيف القلب ، مصابا بامراض معدية ، يسنن ، فان بلغ الخمسة عشر سنة قبل ، والا ارجىء حتى يبلغها ، وقد حرص عمر كلالحرص على الا يقبل جنديا لم يبلغ هذا القدر من السن ، إذ رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على ذلك – حدثنا عن الترمذى عن نافع بن عمر قال عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى جيش وانا ابن أربع عشرة سنة فلم يقلبنى ثم عرضت عليه من قابل فى جيش وانا ابن خمسة عشر فقبلنى – وحدثنا ابن سعد فى الطبقات عن سعد بن أبى وقاص – قال رأيت أخى عمرو قبل ان يعرض (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر متواريا فقلت مالك يا أخى قال أنى أخاف أن يرانى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرنى فيردنى وأنا أحب الخروج لعل الله أن يرزقنى الشهادة ، قال فعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستصغره فرده، فبكى فأجازه ، ( تطوعا ) فقل لهؤلاء القوم المفتونين دعاة المدينة والانظمة الحديثة انكم وجميع النظمتكم ومدينتكم – ان صحت – عالة على نظم الدين وتعاليمه وما جئتم بجديد ألا ليت قومى يعلمون .
(1) العرض هنا هو الفرز أى فرز الجيش فى ابان التنجيد – المر الذى نعرفه الآن جاريا فى القرعة العسكرية ( الجهادية )

الآلات الحربية فى صدر الإسلام

لا شك أن المسلمين هم ذوو الفضل فى تفنن العالم الغربى فى اختراع تلك الآلات الحربية التى شاهدناها ونشاهدها فى مختلف الأزمان ، لأنه قد ثبت بالشواهد التاريخية ، أنهم استعملوا فى حروبهم البحرية والبرية منذ عصر نهضتهم الحربية القنابل والدبابات والغواصات والأسلاك الشائكة والغازات الخانقة ] ككا ترىة مبادئه الآن [ والبارود والطوربيد والألغام ، وهم أول من احترعوا البارود وحفروا الخنادق وعاصوا البحار وركبوا متنه بسفنهم ، وقد لا يعلم إلا الله سبحانه عند أى حد يقف فكر الإنسان ، إذا علم أنالعرب قبل الإسلام كانوا لا يعرفون من الآلات الحربية غير الرمح والنبال واستعمال الكر والفر والمفاجآت ومحاربة العدو بغير ما إنذار أو إعلان أو إخبار ، فأصبحوا بفضل هدى النبى صلى الله عليه وسلم وهدى الإسلام والتعاليم التى استقوها أقوى أمة دوخت العالم وديخته ، فإنهم لما سمعوا قول الله تعالى } وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم { أضافوا إلى قوة إيمانهم قوة جديدة استمدوها من حضلاة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم الذى كان يبعث منهم البعوث المؤلفة إلى بلاد اليمن ونجد وغيرهما لاستصدار ما خلت منه الجزيرة العربية من الخيل والآلات والذخائر العربية كالدبابات والأسلحة والأقواس والدروع والخوذات وغير ذلك ، وبهذا تولدت من تلك الظاهرة نواة لنشوء الآلات الحربية من أبسط حالتها الى حالتها الحاضرة ولكى نستعرض للمسلمين صورا من حضارة أسلافهم التى احرزوها بفضل الإسلام ونبى الإسلام .
يجدر أن نستقصى ذكر بعض الآلات والذخائر الحربية التى استعملها المسلمون فى حروبهم البحرية والبرية من ثلاثة عشر قرنا مضت
، حتى لا يفتن الناس بمخترعات الغرب التى لم يعرفوها ولم يستعملوها فى حروبهم إلا من قرن أو أكثر .
بل وربك لقد استعمل الملسمون فى حروبهم من آلات الدمار ما لم تصل إلى معرفته أوروبا إلى الآن ، ولقد حاول الكثير منهم الوصول إلى سر هذا الاختراع ، فعبثا خاول وعشا يحاول إلا أن يشاء الله . فالمغفر وهو الدرع الذى يلبسه الدارع على رأسه ويكون من الرود ونحوه ييتقى به وقت القتال لبسه المسلمون تبعا لنبيهم صلى الله عليه وسلم الذى ثبت عنه فى حديث لأنس ـ مخرج فى الصحيحين أنه دخل مكة وعلى رأسه المغفر ، وفى الدارعين يقول شاعرهم
وأسيافنا فى كل شرق ومغرب
بها من قراع الدارعين فلول
والدبابة وهى آلة من الآلات الحربية يستعان بها على هدم الأسوار وتنقيبها وهى عبارة عن محيط من الفولاذ يسع عددا من المحاربين فى داخله وله محرك للطول والقصر ، ويحمل على عربة تجرها أربعة من الجياد أو أكثر ، وأول ما استعملت فى الأسلام فى حصار الطائف حين حاصرها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومصدرها من الجرش بشرق الأردن ، وقد أفادنا ابن سعد فى الطبقات أنه كان بذلك البلد ، مصنع لصناعة الدبابات والمجانق ، وتعلم فيه صناعتها ابن مسعود وغيلان بن سلمة ( والمنجنيق ) وهو ما كان يستعمل لقذف الصخور الهائلة على الأعداء ، وعنه نشأت المدافع الحديثة ، ومن نوعه آلة أخرى شبيهة به كانت تستعملها فرقة المجانق وتتباين مع الأولى بأن هذه كانت تروش بالسهام بدلا من الحجارة والصخور ، وتشبه هذه المجانق فر استعمالها ومففعولها مدافع الهوتزر ذات الحجم الضخم الذى تستعمله جيوش المحاربين من الدول الآن ، ووجدنا لهذه المجانق فى كتب السيرة والسنة وغيرها وأخبارا طويلة مفصلة فى استعمالها فى غزوة حصار الطائف وغيرها وقد كانت النجلترا إلى عهد موقعة كريسى أو حرب المئة نستعملها إلى أن عمت الأسلحة النارية ( والقوس ) له من الأهمية ما للبنادق اليوم من الحروب وكانت طوله يتراوح بين قدمين ونصف إلى ثلاثة أقدام وطول السهم الذى تروسه القوس من ثمانى عشر إلى عشرين بوصة – وقد عرفه المسلمون واستعملوه فى حروبهم من إبان نهضتهم الحربية ولم يهتد إليه الغربيون إلا فى أواخر القرن العاشر الميلادى ، واستعملته فرنسا وانكلترا فى حروبها وظلال يستعملانه زهماء خمسة قرنا غلى أن حل محله السلاح النارى والقنابل والغازات الخانقة والأسلاك الشائكة – استعمل كل ذلك المسلمون فى حروبهم .
يقول الخولى فى رسالة له فى تاريخ الجندية الإسلامية * أستعمل المسلمون النيران فى حروبهم البحرية والبرية منذ عصر نهضتهم الحربية ، واشتهرت تسمية هذه النار بالنار اليونانية فى لسان المؤرخين المحدثين على أنها ليست إلا اختراعا شرقيا لرجل بعلبكى اهتدى اليها وأسر خبرها إلى البيزانطيين وهم فى أشد الحاجة لدفع هجمات العرب عن القسطنطينية وغيرهما من أنحاء دولتهم ، وقد كتموا سرا استعمالها ذلك ، فاستعملوا هذه النار وتفننوا فى استعمالها أيما تفنن ، كما سترى – وقد اختلف كتابنا فى الكلام على هذه النار .
آلات الحرب والجهاد عند المسلمين فى الصدر الأول ( القنابل )

قال محمد بن منكلى ، كانوا يرسلون النفط من أنابيب تجعل فى السفن وتعرف فى اليوناينة باسم ( سيفونية ) } وتسمى عند العرب بالزرافات تنبعث فيها نار النفط بإرعاد ودخان شديد فتحرق السفن { والنفط هو خلاصة القار البابلى وله قوة يستلب بها النار فيستوقد منها وان لم يتماسا ولونه أبيض ويكون منه الأسود ، عرف القوم هذه النار وتفننوا بعد فى استعمالها برا وبحرا فاتخذوا منعا قدورا لا نتوسع كثيرا اذا سميناها القنابل مجاراة للاستعمال المصرى فكان فيها قنابل ( قدور ) النحاس كانت تسكب على مثال حجر المنجنيق مجوفة وتملأ ( يد واحد ) ومواد أخرى ذكرها عل أقدارها ونسبها الزردكاش صاحب الأنيق ، ومن قنابل النحاس ما يكون على شكل صناديق تعرف بصناديق المخاسفة ويكون فى جانبها مزراق نحاس وله أنابيب تنفذ اليه فيملأ الصندوق نفطا ويجعل على رأس المزراق وردة لباد وتشعل ويرسل الصندوق بالمنجنيق فيشتعل منها وتنجر ، ومنها قنابل الحرج ونتخذ من حجر مدور ويجعل فيه أربعة خزائن وتملأ هذه الخزائن بلزاق مكون من نفط ومصطكى وغيرها الخ ما ذكره صاحب الأنيق . ومنها قنابل الزجاج وهى قوايور تملأ من دهن يتركب من نفط مصعد وهو الابيض _ وكبريت وكتمدس ، الخ ، ثم ترمى هذه القواوير بالمنجنيق فتلطخ المكان الذى تقع فيه ويؤتى بعد ذلك بحجر عليه مشاقة مرواة بالنقط المطبوخ تسعل فيه النار ويرمى حيث وقعت القوارير فيلتهب المكان ولا ينطفىء حتى يصير رميما واتخذوا من تلك القوارير ما يماثل قنابل اليد ، وتكون من زجاج مدورة ذات عرى تحشى بالنفط والصبر وبزر القرطم المقشور الخ ، وتجعل لها سلسلة فيشعلها الضارب ثم يرمى بها فيكسرها ، وقد استعملت تلك القنابل اليدوية فى القتال البرى اواسط ايام الدولة العباسية استعملها ياقوات المناوىء لعماد الدولة بين بوية فى حربه له فقدم امام اصحابه رجالة كثيرة يقاتلون بقوارير النفط كما ترى ذلك فى الكامل لابن الأثير فى الجزء الثامن صفحة 87 ( من المطبعة الاهلية سنة 1303هـ ) وكان منهم القنابل المضيئة – وهى بندق يركب من كبريت رومى اسود وصمغ ودهن بلسان ونورة ومواد اخرى وتبندق وتجفف فاذا اريد الرمى بها تمسح بنفط مصعد ، أبيض ، مطبوخ ويزر عليها كبريت مسحوق فاذا رمى بها عن قوس صلبة شديدة استعلت نارا بوقوعها فى الهواء سواء كان ذلك فى ليل أو نهار ولا أطيل فى وصف القنابل ( القدور ) وحسبنا أن نذكر منها ما استعملت فيه النار وان نذكر منها ما استعملت فيه النار وان كان لهم غير ذلك أنواع كثيرة بعضها لم يستعلم مثله ولا ما يعمل عمله فى الحروب حتى الآن كقنابل الانزلاق : وهى قدور من الصابون يختم رأسها وتقذف على السفن البحرية فتنكسر فيها ، ويرمى بعدها بقنابل فطيعة فكر الأربيون أخيرا فيما يماثلها شناعة ولم يستعملوه فى الحروب وهى قنابل الميكروبات وتجعل منه قدر من الفخار أكبر ما يكون وتوضع بيه حيلت عتاق وعقارب وتختم رأسها وترسل على المقاتلين بعد قنابل الانزلاق السابقة وكانت تعرف عندهم بقدر المركب فتنكسر هذه لقدور وتنتشر ما فيها فكل من لدغته قتلته ويزيد هول فعلها كونها فى السفن لضيق المكان وحيلولة الماء وكانت لهم قنابل تعمل عمل قنابل شرافل : فتقشر الجلد عن اللحم وتحرقه – وتصنع من قدور مملوءة بمواد من نقط غيرره ، ذكرها باقدارها صاحب الأنيق ووسم القدر نفسها واستعمل القوم من هذه النار مما يعمل عمل الألغام : - وذلك بوضع النفط على الأرض ثم الاستطراد للاعداء حتى يظهر أنهم انهزموا فيبقونهم فاذا توسطوا النفط ألقوا فيه النار وهو سريع الالتهاب كما قدمنا فتحيط النار بالجند وتهلكهم ( راجع ابن الأثير الجزء السابع صفحة 60 من الطبعة المذكورة .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أكتشاف العرب لأمريكا ( لحسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مايو 16, 2014 1:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 47253
طرح رائع وموضوع جميل بحق

اكتشاف العرب لبلاد الامريكان لم ياخذ حقه من البحث والدرس حتى الاّن

وحتى اصول استخدام الاسلحه وتطورها نسبوها اليهم

الغرب يستلب وينسب اليه كل ما اكتششفه المسلمين والعرب من قديم

هذه المقاله اعتبرها بدايه

اكمل بارك الله فيك

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أكتشاف العرب لأمريكا ( لحسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مايو 16, 2014 1:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 8098
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 4 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط