اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6509
|
[b] حمراوات مصر لحصرة التاريخى البحاثة الاستاذ حسن قاسم


 فى مجلة الإسلام العدد 46 السبت 17 رمضان 1351هـ الموافق 14 يناير سنة 1933م يقول البحاثة حسن قاسم فى باب التاريخ تحت عنوان (حمراوات مصر )قال العبيدلى (1) مؤلف رسالة ( أخبار الزينبيات ) فى ترجمة السيدة زينب صاحبة الحرم الزينبى المشهور بعد أن ذكر مقدمها على مسلمة بن مخلد الأنصارى أمير مصر ونزولها بداره المستجدة بالحمراء القصوى ( حدثنى ) اسماعيل بن محمد البصرى عابد مصر ونزيلها . قال .( حدثنى ) حمزة المكفوف ( قال أخبرنى ) الشرييف أبى عبد الله القرشى ( قال ) سمعت هندا بنت أبى رافع بن عبيد الله بن رقية بنت عقبة بنت نافع الفهرى ( تقول ) توفيت زينب بنت على علشية يوم الأحد لخمسة عشر يوما مضت من رجب سنة 62 من الهجرة ودفنت بمسجدها بدار مسلمة المستجدة بالحمراء القصوى حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهرى . وذكر فى موضع آخر مانصه . وبالسند المرفوع إلى رقية بنت عقبة بن نافع الفهــــرى ( قالت ) كنت فيمن أستقبل زينب بنت على لما قدمت مصر بعد المصيبة فتقدم لها مسلمة بن مخلد الأنصارى وعبد الله بن الحارث وأبى عميرة المزنى فعزاها مسلمة وبكى فبكت وبكى الحاضرون وقالت هذا ( ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) ثم احتملها إلى داره بالحمراء فأقامت به إحدى عشر شهرا وخمسة عشر يوما وتوفيت وشهدت جنازتها وصلى عليها مسلمة بن مخلد فى جمع بالجامع ورجعوا بها فدفنوها بالحمراء بمخدعها من الدار بوصيتها اهـ . هذا قول صريح لا محل للطعن فيه ( فاذا ) علم ذلك فنقول أن المنطقة التى أشار لها كانت أحدى الحمراوات الثلاثة التى عرفت فى صدر الإسلام بالحمراء القصوى ( ثم ) ما برحت تعرف كذلك الى أن افتتح المسلمون أرض مصر وابتنى بها عمر بن العاص فسطاطه وبعد مضى سبعة أعوام على وفاة السيدة اعنى فى سنة 69 هـ ابتنى عبد العزيز بن مروان بطرف من هذه المنطقة قنطرته التى ازيلت وعوض عنها بقنطرة السد وبها عرفت المنطقة ثم عرفت بقناطر السباع ثم بقناطر السيدة زينب ( وحدود ) هذه الحمراء ( المقريزى ) بقوله ( وأما ) القصوى فمن درب معانى إلى القناطر الظاهرية يعنى قناطر السباع وهى حد ولاية مصر من القاهرة . ---------------------------------------------------------------------------------(1) له تراجم حافلة فى بحر الانساب للشريف الازورقانى ونسب الطالبين لتاج الدين الحسينى والثبت المصان لمؤيد الدين الوسطى وأفنوم الآثار فى الكشف عن الكتب والاسفار لأبى يعقوب الازمورى والدر المكنون فى ذكر القبائلل والبطون لابن اسعد الجوانى ) (2) مسلمة بن مخلد الأنصارى ولى على مصر
( وذكر ) فى موضع آخر الكلام على حدود مدينة مصر ( ما نصه ) وحدها ( أعنى مصر ) من قناطر السباع خارج القاهرة إلى موردة الخلفاء ( وأول ) طولها من قناطر السباع وآخره بركة الحبش ( وفى ) موضع آخر من الخطط ( وحد ) الحمراء القصوى فى وقتنا هذا الشرقى يمتد إلى جامع بن طولون ( والقبلى ) التلول الممتدة من الكبش إلى مشهد زيد بن على المعروف بزين العابدين ( والشرقى ) البحرى الشارع ( والغربى الخليج المصرى من قنطرة السباع الى قنطرة السد . وكان بهذه المنطقة بساتين ابن الوهرى (ذكر ) المقريزىأنها تنسب لعبد الوهاب بن موسى بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهرى المتوفى بمصر فى سنة 210 هـ . ( والصحيح ) ان نسبتها لعبد الوهاب هذا نسبة تجديد لانشاء وأول من عرسها فيما تحقق لدينا من الوثائق التاريخية هو عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهرى وهو أول قادم من بنى الزهرى الى مصر وبها مات فى سنة 76 وقيل 79 وتربتهم معروفة بالقرافة وفيها دفن الشافعى فى قصة مذكورة ، ومات عبد الله المذكور عن غير عقب فأهملت هذه البساتين وتولى النظر علها الربيع بن سليمان بن عبد الرحمن بن عوف لزهرى فلم برح متوليا عليها إلى ان كان زمن موسى بن عيسى الهاشمى أمير مصر من قبل الرشيد فجرت بينهما امور مذكورة فلما قدم عبد الوهاب المذكور جدد هذه البساتين ووسعها وأجرى فيها ما أجراه فنسبت اليه وتوارثها بنوه الى أن انقرضوا . هذا مجمل ما تعرفناه عن هذه المنطقة الزينبية وتفصيله فى تاريخ السيدة زينب لكاتب هذه السطور ( فعسى ) أن نكون فى هذا البحث الدقيق قد أقمنا الحجة على من كان يستبعد كون هذه المنطقة هى بعينها الحمراء القصوى . ( وختاما ) خالص شكرى وتقديرى لكل من تفضلوا بتأييد مقالنا المنشور آنفا على صفحات هذه المجلة الغراء وأخص بالشكر الاستاذ الفاضل الاديب سيدى ( أمين افندى عبد الرحمن ) صاحب هذه المجلة فحيا الله فيه تلك الغيررة الاسلامية ولهمة العالية وفقنا الله جميعا لخدمة الاسلام والمسلمين .[/b]
|
|