[color=#005f00][b]
الرأس الشريفة
أخذ عمر بن سعد الرأس الشريفة إلى الكوفـــــة
وسلمها إلى ابن زياد فطاف بها فى الأســــــواق
ثم أرسلها إلى دمشق ليزيد ابن معاوية فأمــــــر
برفعها ثلاثة أيام ثم أمر بأن يطاف بها فــــــــى
جميع البلاد فطيف بها غلى أن وصل عسقــلان
وكان أميرها وقتئذ من خير الناس إيمانــــــــــــا
وخوفا من الله فأخذها ودفنها فى مكان فخــــــــم
واستمرت به إلى سنة 461هـ وفى شعبـــــــــان
منها خرج الأفضل بان الجيوش بعساكــــــــــــــر
بناء المشهد الحسينى
وبنى الوزيرطلائع للرأس الشريفة
مسجد خارج باب زويلة من جهة
الدرب الحمر وهو المعروف
بجامع الصالح طلائع الآن فكشف
الحجب عن تلك الذخيرة النبوية
فوجد دمها يجف ووجد لها رائحة طيب من المسك فغسلها فى المسجد المذكور على ألواح من الخشب بأعلى بأعلى الحائط الآن ألواح يقال أنها هى التى كان عليها الغسيل ثم أراد أن يشرف ذلك المسجد بدفنها فيه فأبى أهل القصر وخم معية الملك الفائز وقالوا أن أثرا نبويا كهذا لا يليق أن يكون مستقره خارج حدود القاهرة بل لا يكون دفنه إلا فى قصر الملك وكانت بواية البال الأخضر الموجودة الآن تحت المنارة الصغرى للمسجد الحسينى بابا من أبواب القصر المنتمى إلى الجمالية واسمه باب الديلم ودهليز الخدمة فعمدوا إلى الجهة المذكورة وبنوا فيها بناءأ فخما حلوه بأنواع الزخارف الجميلة وكسوا جدرانه بالرخام الملون فى البقعة المباركة الحالية .
قبة سيدنا الحسين عليه السلام
وهى التى يسميها علماء الآثار بالمشهد الحسينـــــى
وهى من أحلى البناء وأبدعها شكلا ونظامــــــا وهى
قطعة من قصر المعز وكانت تسمى قبة الديلم لبنائها
عند باب الديلم وأول من بناها للرأس الشريفـــــــــة
طلائع ابن زويك وجاءت بعد ذلك الأمـــــراء وأتقنوا
وأبدعوا فى بناء المسجد وذكــــر الجبرتى أن الأمير
حسن كتخدا عمل للمقام الحسينى أيضا تابوتا مــــن
الأبنوس مطفما بالصدف والفضة وجعل عليه سترا من الحرير المزركش ولما تمموا صناعته وضعه على قفص من جريد وحمله أربعة رجال وعلى جوانبه عساكر من الفضة مطلية بالذهب ومشت أمامه الظائفة الرفاعية بطبولهم وأعلامهم وبين أيديهم المباخر الفضية وبخور العود والعنبر وقماقم ماء الورد يرشونه على الناس وصاروا بهذه الهيئة حتى وصلوا المشهد الشريف ووضعوا ذلك الستر على المقام وقد غير ذلك السترى والتابوت من زمن بعيد .
التابوت الحالى وآثار المسجد
فأما التابوت الحالى فمن الخشب ذى الرائحة الطيبة وهو مزركش مكتوب فيه بالأسلاك الفضية آيات قرآنية وفى مقدمة التاج والعمامة الجليلة الخضراء وخارج التابوت مقصورة من النحاس الأصفر عليها قبة شريفة خضراء على بابها لوح مكتوب فيه البسملة بالقلم الثلث وهى بخط السلطان الغازى محمود خان وعلى باب المقصورة أربعة حلقات من الفضة النقية يدعو الزائرين عند تحريكها ويقولون :
لن يخيب اليوم من رجائك
حرك من دون بابك الحلقة
وحول المقصورة قدور فخمة أثرية من نوع البللور الجميل منقوش نقشا بديعا عليها اسم الملك الطاهر مكتوبة عليها الآية الشريفة ( الله نور السموات والأرض ) وعددها ثلاثة وعشرون وثمنها فوق آلألفى دينار فى الزمن الماضى .
وبالقبة قبلة أثرية محلاة بقطع الرخام الدقيقة يكتنفها عمودان من حجر السماق وبجانبها كرسيان من الرخام لوضع الشمعدان وحلقتان من الحديد كانتا لربط النجف الزينى فى الزمن السالف * وجميع جدران القبة مكسوة بالرخام الملون الجميلل وفوق ذلك ألواح من الخشب المنقوش بالليفة الذهبية كتب عليها قصيدة الإمام ابن جابر الأندلسى المشهورة المشيرة إلى أسماء سورة القرآن التى مطلعها :
فى كل فاتحة فى القول معتبرة * حق الثناء على المبعوث بالبقرة
وهى منقوشة بدائرة القبة ومن فوقها قصيدة أخرى بالثلث المذهب أيضا وتنسب إلى الحسين والغالب أنها لسان حاله ومطلعها :
خيرة الله من الخلق أبى *** بعد جدى وأنا ابن الخيرتين
عند الله غلاما ناشئا *** وقريش يعبدون الوثنين
والدى شمس وأمى قمر*** وأنا الكواكب بين النيرين
وفوقها ألواح من الخشب محيطة بالقبة مكتوب عليها سورة الفتح الشريفة وعلى القبة قصيدة مطلعها :
ألا إن تقوى الله خير البضائع
ومن لازم التقوى فليس بضائع
كتب فى المسجد فى كل ركن من أركانه بيت من الأبيات الأربع الآتية أنشأها السيد محمد البيلاوى وهى :
ركن هذا المقام جنة عدن
من أتاه يفوز بالمأمول
ركن هذا المقام ركن شديد
نال فييه الدعوان حسن القبول
ركن هذا المقام كعبة مصر
زاد مجدا بالسيد بن البتول
ركن هذا المقام حاز فخرا
بالإمام الحسين سبط الرسول
من العمارة المذكورة ، فتح شباك بحرى معطل على الباب الأخضر وفتحت شبابيك جديدة على القبة فازدادت نور ولها أربعة أبواب بابان غربى المسجد وواحد بجوار المنبر مكتوب بأعلاه بالحروف البارزة على الرخام المحلى بالليقة الزهبية :
( الإجابة تحت فبته والشفاء فى تربته والأئمة فى زريته وعترته )
وواحد بجوار قاعة الآثار وهو شهير عند الناس بباب الثلاثاء لفتحه ليلة الثلاثاء على عادته وقد كتب بأعلاه :
( قل لا أسالكم عليه أجرا إلا المودة فى القربى
)[/[/color]b]