اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6438
|
سيدى محمد السروى
العارف الكامل ، الغيث الشامل ، المشهور بابن أبى الحمائل ، زاهد قطف قطوف الكرامات ، وعارف وصل إلى أل المقامات كان طودا عظيما فى الولاية وملحاء وملاذا لطلاب الهداية أخذ عنه خلق كثير كالشناوى والحديدى والعدل وأضرابهم وكان عالى الهمة كثير الطيران من بلد الآخر وكان يغلب عليه الحال ليلا فيتكلم بألسنة غير عربية من عجم ، وهند وتوبة وغيرها وربما يقول قاق قاق ، طول الليل ويزعق وخاطب قوما لا يرون ، وإذا قال شيئا فى غلبة الحال نفذ ، وكان مبتلى بالأذى من زوجته مع قدرت على هلاكها ، فربما أدخل فقيرا الخلوة فتخرجه قبل تمام المدة ، وتقول : قال لك فلان أنا ما أعمل شيخا ؟ فلا يتكلم ، وقدم مصر فسكنالزاوية الحمراء ثم زاوية ابراهيم المواهبى وبها مات ، وعزم عليه أمير فأجلسه فى مقعده فنظر الى السقفوقال هذا يصلح لزاويتنا ولم يكت عمرها ، فلما عمرها أرسل من يشترى له سقفا فوجد ذلك السقف بعينه يباع فى السوق فاشتراه فهو سقفها الآن . وقال : إذا غلب على الفقير الحال ، وتفلت من يده صار كالاسد إذا انفلت ، يكسر كل من وجده حى ولده صاحبه وقال : لقنت نحو ثلاثين ألفا ، فما عرفنى منهم أحد غير الشناوى * وكان يكره للمريد قراءة أحزاب الشاذلية ويقول ما ثم جلاء للقلوب مثل لا إله إلا الله وقارى أحزاب الشاذلية كزبال خطب بنت السلطان وصار يقول للسلطان : أعطنى ابنتك واجعلنى جليسك وهو لا يعرف شيئا من آداب حضرته ، قال : ما رأينا مريدا وصل مقامات الرجال بقراءة الأحزاب * ودخل مرة على جماعة ابارهيم الشاذلى وهم يقولون اللهم اجعل لنا كذا وافعل كذا فزجرهم وأقامهم وقال : يقول أحدكم اجعل لى ، واعمل لى ، وهو لا يصلخ لخدمة الخلق فكيف بالحق ؟ وقال الشعراوة : سمعته يقول : كنت جالسا عند الشيخ يحيى المتاوى فى خلوته بجامع عمرو ، أقرأ عليه فى الأصول وإذا بشخص أسود كبير البطن جدا عليه خيشة ومتحزم بحبل وقف على رأس الشيخ فنظر الى الكتب التى عنده ، وقال ما أكثر هذا الكتب ! هل تحفظها كلها ؟ قال لا . قال : أنا أحفظها كلها . فقال اشيخ : كيف عرفت ذلك ؟ قال : أنا أعرف أن كل حرف منهخا يقول : كن رجلا جيدا . ثم اختفى ، فلم نجده ، فقال الشيخ : أتبعوه ، فما وجده أحد . فسألت الشيه عن كبر بطنه ، فقال : يا ولدى ، هذه إشارة الى أن السئة تضيع فيها لوسعها فلا يؤاخذ أحدا بخلافنا يا ولدى ، بطوننا ضيقة ، أدنى شىء يظهر فيها * وكان يقول : لا ينبغى لفقير الاجتماع بشيه وعنده التفات لغيره ، وقال: لا يكمل الفقير حتى يقتل الله بسببه وسبب أصحابه بعدد أعضائه من الظلمة الذين يؤذونهم ومن كراماته : أنه شكا له أهل بلدة كثؤة الفأر عندهم فى مقاث البطيخ ، فقال لرجل : نادى فى الغيط : رسم محمد بن أبى الحمائل أن ترحلوا ، فلم يبق فيها فأر ، فسمع ذلك أهل بلاد أخر ، فسالوه فى ذلك ، فقال : الأصل الإذن ، ولم يفعل وحكى عن نفسه أنه مر عليه رجال طيارة فدعوه الى مكة فطار معهم فحصل عنده عجب ، فسقط فى البحر ، فقال : ولولا انى كنت بقرب البر غرقت . وكان إذا أشتد به الحال فى مجلس الذكر يحمل الرجلين واكثر ، والتيغار ( مكيال الحبوب ) الذى يسع ثلاثة قناطير ويجرى به * ومنها أنه كان يطير فى الهواء ، ويمشى على الماء جهارا حتى يغيب عن العيون ثم يعود ويداه مخضويتان بالدم ، ويقول : توجهنا لشخص أسر فى البحر الملح فخلصناه بعد أن قتلنا جمعا من الكفار وحج فصار المريون يجتمعون عليه حلقا خلقا ويتكلمون باللغو ، فزجرهم فلم ينزجروا فأرسل يطلب من كل منهم مئة دينا فانقطعوا كلهم عنه ، قال الشعرانى : لقننى الذكر وأنا طفل سنى اثنتى عشر وتسع مئة مات بمصر سنة 932 ودفن بزاويته بين السورين
|
|